قمر الولاية
23-06-2011, 04:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و العن أعدائهم أجمعين
أغلب مفسرين أهل السنة يذهبون إلى أن هم يوسف –ع-
ليس فقط هم بالفاحشة فقط :mad: بل حل سراويله :eek: و ### تم تشفير الكلام ;) ###
لا أقول الكل و لكن حسب ما يقول القرطبي معظم المفسرين يذهبون لذلك
سنذكر من :
1- تفسير الطبري
2- تفسير السيوطي
3- تفسير القرطبي
4- تفسير ابن أبي حاتم
طبعاً حسب مذهب الشيعة أعلى الله برهانهم ننزهه من ذلك و سأذكر ذلك في آخر البحث
أولاً نبدأ بتفسير الطبري
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-7.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-7.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-7.jpg)
ثانياً تفسير السيوطي
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/38443edd.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/38443edd.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/38443edd.jpg)
ثالثاً تفسير القرطبي
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/f3f71c10.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/f3f71c10.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/f3f71c10.jpg)
رابعاً تفسير ابن أبي حاتم
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-8.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/2-6.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-8.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-8.jpg)
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/2-6.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/2-6.jpg)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن نذكر رأي الشيعة أعلى الله برهانهم في ذلك
فالسيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله في تفسير الميزان يذكر شرح مطول أذكر منه الآتي :
فقوله تعالى: «و لقد همت به و هم بها لو لا أن رءا برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء إنه من عبادنا المخلصين» لا ريب أن الآية تشير إلى وجه نجاة يوسف من هذه الغائلة، و السياق يعطي أن المراد بصرف السوء و الفحشاء عنه إنجاؤه مما أريد منه و سئل بالمراودة و الخلوة، و أن المشار إليه بقوله: «كذلك» هو ما يشتمل عليه قوله: «أن رءا برهان ربه».
فيئول معنى قوله: «كذلك لنصرف» إلى آخر الآية إلى أنه (عليه السلام) لما كان من عبادنا المخلصين صرفنا عنه السوء و الفحشاء بما رأى من برهان ربه فرؤية برهان ربه هي السبب الذي صرف الله سبحانه به السوء و الفحشاء عن يوسف(عليه السلام).
و لازم ذلك أن يكون الجزاء المقدر لقوله: «لو لا أن رءا برهان ربه» هو ارتكاب السوء و الفحشاء، و لازم ذلك أن يكون «لو لا أن رءا» إلخ قيدا لقوله: «و هم بها» و ذلك يقتضي أن يكون المراد بهمه بها نظير همها به هو القصد إلى المعصية و يكون حينئذ همه بها داخلا تحت الشرط ،و المعنى أنه لو لا أن رءا برهان ربه لهم بها و أوشك أن يرتكب فإن «لو لا» و إن كانت ملحقة بأدوات الشرط و قد منع النحاة تقدم جزائها عليها قياسا على إن الشرطية إلا أن قوله: «و هم بها» ليس جزاء لها بل هو مقسم به بالعطف على قوله: «و لقد همت به» و هو في معنى الجزاء استغنى به عن ذكر الجزاء فهو كقولنا: و الله لأضربنه إن يضربني و المعنى: و الله إن يضربني أضربه.
و معنى الآية: و الله لقد همت به و الله لو لا أن رءا برهان ربه لهم بها و أوشك أن يقع في المعصية، و إنما قلنا: أوشك أن يقع، و لم نقل: وقع لأن الهم - كما قيل - لا يستعمل إلا فيما كان مقرونا بالمانع كقوله تعالى: «و هموا بما لم ينالوا»: التوبة: 74، و قوله: «إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا»: آل عمران: 122، و قول صخر: أهم بأمر الحزم لا أستطيعه.
و قد حيل بين العير و النزوان.
فلو لا ما رآه من البرهان لكان الواقع هو الهمو الاقتراب دون الارتكاب و الاقتراف، و قد أشار سبحانه إلى ذلك بقوله: «لنصرف عنه السوء و الفحشاء» و لم يقل: لنصرفه من السوء و الفحشاء فتدبر فيه.
و من هنا يظهر أن الأنسب أن يكون المراد بالسوء هو الهم بها و الميل إليها كما أن المراد بالفحشاء اقتراف الفاحشة و هي الزنا فهو (عليه السلام) لم يفعل و لم يكد، و لو لا ما أراه الله من البرهان لهم و كاد أن يفعل، و هذا المعنى هو الذي يؤيده ما قدمناه من الاعتبار و التأمل في الأسباب و العوامل المجتمعة في هذا الحين القاضية لها عليه
إلى أن يذكر آراء تفاسير السنة و يردها فيقول السيد :
و مما قيل فيه أنه تمثل له يعقوب فضرب في صدره ضربة خرجت بها شهوته من أطراف أنامله رواه في الدر المنثور، عن مجاهد و عكرمة و ابن جبير إلى غير ذلك من الوجوه المختلفة التي أوردها في التفسير بالمأثور.
و الجواب عنه مضافا إلى أنه (عليه السلام) كان نبيا ذا عصمة إلهية تحفظه من المعصية، و قد تقدم إثبات ذلك، أن الذي أورده الله تعالى من كرائم صفاته و إخلاص عبوديته لا يبقى شكا في أنه أطهر ساحة و أرفع منزلة من أن ينسب إليه أمثال هذه الألواث فقد ذكر تعالى أنه من عباده الذين أخلصهم لنفسه و اجتباهم لعبوديته و آتاهم حكما و علما، و علمه من تأويل الأحاديث، و أنه كان عبدا متقيا صبورا في الله غير خائن و لا ظالم و لا جاهل، و كان من المحسنين و قد ألحقه بآبائه الصالحين إبراهيم و إسحاق و يعقوب.
و كيف يستقيم هذه المقامات العالية و الدرجات الرفيعة إلا لإنسان طاهر في وجدانه منزه في أركانه صالح في أعماله مستقيم في أحواله.
و أما من ذهب لوجهه في معصية الله و هم بما هو من أفحش الإثم في دين الله و هو زنا ذات البعل و خيانة من أحسن إليه أبلغ الإحسان في عرضه و أصر عليه حتى حل التكة و جلس منها مجلس الرجل من المرأة فأتته لصرفه آية بعد آية فلم ينصرف :mad: ، و ازدجر بنداء بعد نداء من كل جانب فلم يستحي :eek: و لم يكف حتى ضرب في صدره ضربة خرجت بها شهوته من رءوس أصابعه، و شاهد ثعبانا أعظم ما يكون من عن يمينه فذعر منه و هرب من هول ما رأى، فمثله أحرى به أن لا يسمى إنسانا فضلا أن يتكىء على أريكة النبوة و الرسالة، و يأتمنه الله على وحيه، و يسلم إليه مفاتيح دينه، و يؤتيه حكمه و علمه و يلحقه بمثل إبراهيم الخليل.
لكن هؤلاء المتعلقين بهذه الأقاويل المختلفة و الإسرائيليات و الآثار الموضوعة إذ يتهمون جده إبراهيم (عليه السلام) في زوجته سارة لا يبالون أن يتهموا نجله (عليه السلام) في زوجة غيره.
أقول : سنذكر في موضوع آخر طعنهم في إبراهيم الخليل –ع-
و أقول : أن مضمون جواب السيد محمد حسين الطباطبائي أن يوسف الصديق –ع- المفروض أن يهم بالمعصية
و لكنه لم يهم بها بسبب ما رآه من البرهان
و الله أعلم
التبيان في تفسير القرآن للطوسي رحمه الله :
===============
(123)
على انها همت بالمعصية، وقد بين الله تعالى ذلك في مواضع كثيرة ان يوسف لم يهم بالفاحشة. ولاعزم عليها منها قوله " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " وقوله " انه من عبادنا المخلصين " ومن ارتكب الفاحشة لايوصف بذلك وقوله " ذلك ليعلم اني لم أخنه بالغيب " ولوكان الامر على ما قاله الجهال من جلوسه مجلس الخائن وانتهائه إلى حل السراويل، لكان خائنا، ولم يكن صرف عنه السوء والفحشاء. وقال ايضا " ولقد راودته عن نفسه " فاستعصم " وفي موضع آخر حكاية عنها " أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين " وقوله حكاية عن العزيز حين رأى القميص قد من دبر " انه من كيد كن إن كيد كن عظيم " فنسب الكيد اليها دونه، وقوله ايضا " يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين " فخصها بالخطاب وأمرها بالاستغفار دونه. وقوله " رب السجن احب الي مما يدعونني اليه. وإلا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين، فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن " والاستجابة تقتضي براءة ساحته من كل سوء، ويدل على انه لو فعل ماذكروه، لكان قد صبا ولم يصرف عنه كيدهن. وقوله " قلن حاش لله ماعلمنا عليه من سوء " والعزم على المعصية من اكبر السوء. وقوله حاكيا عن الملك " ائتوني به استخلصه لنفسي، فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين " ومن فعل ماقاله الجهال لايقال له ذلك.
ووجه آخر في الآية: إذا حمل الهم على ان المراد به العزم، وهو ان يحمل الكلام على التقديم والتأخير، ويكون التقدير ولقد همت به ولولا ان رأى برهان ربه لهم بها ويجري ذلك مجرى قولهم: قد كنت هلكت، لولا اني تدار كتك، وقتلت لولا اني خلصتك، والمعنى لولا تداركي لك لهلكت ولولا تخليصي لك لقتلت، وان لم يكن وقع هلاك ولاقتل قال الشاعر:
فلا يدعني قومي صريحا لحرة * لئن كنت مقتولا ويسلم عامر (1)
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الكتاب لسيبوية 1 / 427 وامالى الشريف المرتضى 1 / 480 ومجمع البيان 3 / 226
===============
(124)
وقال آخر:
فلايدعني قومي صريحا لحرة * لئن لم أعجل طعنة أو اعجل (1)
فقدم جواب (لئن) في البيتين جميعا. وقال قوم: لو جاز هذا لجاز أن تقول: قام زيد لولاعمرو، وقصد زيد لولابكر، وقد بينا ان ذلك غير مستبعد، وان القائل قد يقول: قدكنت قمت لولا كذا، وكذا، وقد كنت قصدتك لولا ان صدني فلان، وان لم يقع قيام ولاقصد. على ان في الكلام شرطا، وهوقوله " لولا ان رأى برهان ربه " فكيف يحمل على الاطلاق.
والبرهان الذي رآه، روي عن ابن عباس، والحسن، وسعيدبن جبير، ومجاهد: انه رأى صورة يعقوب عاضا على أنامله.
وقال قتادة: انه نودي يايوسف أنت مكتوب في الانبياء وتعمل عمل السفهاء.
وروي في رواية أخرى عن ابن عباس: انه رأى الملك.
وهذا الذي ذكروه كله غير صحيح، لان ذلك يقتضي الالجاء وزوال التكليف، ولوكان ذلك لمااستحق يوسف على امتناعه من الفاحشة مدحا ولاثوابا، وذلك ينافي ما وصفه الله تعالى. من انه صرف عنه السوء والفحشاء، وانه من عبادنا المخلصين.
ويحتمل ان يكون البرهان لطفا لطف الله تعالى له في تلك الحال او قبلها، اختار عنده الامتناع من المعاصي، وهوالذي اقتضى كونه معصوما ويجوز ان تكون الرؤية بمعنى العلم، وقال قوم: البرهان هو مادل الله تعالى يوسف على تحريم ذلك الفعل، وعلى ان من فعله استحق العقاب، لان ذلك صارف عن الفعل ومقوي لدواعي الامتناع، وهذا ايضا جائز، وهوقول محمد بن كعب القرطي واختيار الجبائي.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مجمع البيان 3 / 225 وامالى السيد المرتضى 1 / 480
و باقي الشرح تجدوه هنا في الرابط
http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/quran/tebyan06/index.htm (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/quran/tebyan06/index.htm)
مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي رحمه الله :
المعنى :
« و لقد همت به و هم بها لو لا أن رءا برهان ربه » اختلف العلماء فيه على قولين ( أحدهما ) أنه لم يوجد من
يوسف ذنب كبير و لا صغير ( و الآخر ) أنه وجد منه العزم على القبيح ثم انصرف عنه فأما الأولون فإنهم اختلفوا في تأويل الآية على وجوه ( أحدها )
أن الهم في ظاهر الآية قد تعلق بما لا يصح تعلق العزم به على الحقيقة لأنه قال « و لقد همت به و هم بها » فعلق الهم بهما و ذاتاهما لا يجوز أن يرادا و يعزم عليهما لأن
الموجود الباقي لا يصح أن يراد و يعزم عليه فإذا حملنا الهم في الآية على العزم فلا بد من تقدير أمر محذوف يتعلق العزم به و قد أمكن أن نعلق عزمه (عليه السلام)
بغير القبيح و نجعله متناولا لضربها أو دفعها عن نفسه فكأنه قال و لقد همت بالفاحشة منه و أرادت ذلك و هم يوسف (عليه السلام) بضربها و دفعها عن نفسه
كما يقال هممت بفلان أي بضربه و إيقاع مكروه به و على هذا فيكون معنى رؤية البرهان أن الله سبحانه أراه برهانا على أنه إن أقدم على ما هم به أهلكه أهلها أو قتلوه أو
ادعت عليه المراودة على القبيح و قذفته بأنه دعاها إليه و ضربها لامتناعها منه فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء و الفحشاء اللذين هما القتل و ظن اقتراف الفاحشة
به و يكون التقدير لو لا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك و يكون جواب لو لا محذوف
كما حذف فيه قوله تعالى « و لو لا فضل الله عليكم و رحمته و أن الله رءوف رحيم » و قوله « كلا لو تعلمون علم اليقين » أي لو لا فضل الله
لهلكتم و لو تعلمون علم اليقين لم يلهكم التكاثر و مثله قول امرىء القيس :
و لو أنها نفس تموت سوية
أقول : أن قوله في اختلف العلماء حسب ما يبان أنه يتكلم بشكل عام وليس فقط علماء الطائفة
الأمثل في في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي – دام ظله – الجزء السابع من صفحة 179 :
مع أن الكلام مطول و لكن سأذكره محاولاً الاختصار يقول :
طبقاً لهذا التّفسير لم يبدُ من يوسف أي شيء يدلّ على التصميم على الذنب، بل لم يكن في قلبه حتّى هذا التصميم.
ومن هنا فيمكن القول أنّ بعض الرّوايات التي تزعم أنّ يوسف كان مهيّئاً
لينال وطراً من امرأة العزيز، وخلع ثيابه عن بدنه، وذكرت تعبيرات أُخرى نستحيي من ذكرها، كلّ هذه الأُمور عارية من الصحّة ومختلقة، وهذه أعمال من شأن الأفراد والمنحرفين الملوّثين غير الأنقياء. فكيف يمكن أن يتّهم يوسف مع هذه المنزلة وقداسة روحه ومقام تقواه بمثل هذا الإتّهام.
الطريف أنّ التّفسير الأوّل نقل عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في عبارة موجزة جدّاً وقصيرة، حيث يسأله المأمون «الخليفة العبّاسي» قائلا: ألا تقولون أنّ الأنبياء معصومون؟ فقال الإمام: «بلى». فقال: فما تفسير هذه الآية (ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه) فقال الإمام (عليه السلام): «لقد همّت به، ولولا أن رأى برهان ربّه لهمّ بها كما همّت، لكنّه كان معصوماً والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه» فقال المأمون: لله درُّك ياأبا الحسن(تفسير نور الثقلين ج2 ص421.).
ثم يكمل الشيخ ناصر مكارم الشيرازي :
2 ـ إنّ تصميم كلّ من امرأة العزيز ويوسف لا علاقة له بالوطر الجنسي، بل كان تصميماً على ضرب أحدهما الآخر ..
فتصميم امرأة العزيز على هذا العمل كان لعدم إنتصارها في عشقها وبروز روح الإنتقام فيها ثأراً لهذا العشق.
وتصميم يوسف كان دفاعاً عن نفسه، وعدم التسليم لطلب تلك المرأة.
ومن جملة القرائن التي تذكر في هذا الموضوع:
أوّلا: إنّ امرأة العزيز كانت قد صمّمت على نيل الوطر الجنسي قبل هذه الحالة، وكانت قد هيّأت مقدّمات هذا الأمر، فلا مجال ـ إذن ـ لأنّ يقول القرآن: إنّها صمّمت على هذا العمل الآن، لأنّ هذه الساعة لم تكن ساعة تصميم.
وثانياً: إنّ ظهور حالة الخشونة والإنتقام بعد هذه الهزيمة أمر طبيعي، لأنّها بذلت ما في وسعها لإقناع يوسف، ولمّا لم توفّق إلى ما رغبت فيه توسلّت بطريق آخر، وهو طريق الخشونة والضرب.
---
وثالثاً: إنّنا نقرأ في ذيل هذه الآية (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)والمراد بالفحشاء هو التلوّث وعدم العفّة .. والمراد بصرف السوء، هو نجاته من مخالف امرأة العزيز، وعلى كلّ حال فحين رأىيوسف برهان ربّه ... تجنّب الصراع مع امرأة العزيز وضربها، لأنّه قد يكون دليلا على تجاوزه وعدوانه عليها، ولذا رجّح أن يبتعد عن ذلك المكان ويفرّ نحو الباب.
تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى رحمه الله صـ 75
أذكر الكلام مختصر و لمن أراد الزيادة يراجع الكتاب يقول :
تنزيه يوسف عن العزم على المعصية :
فإن قيل: فأي فائدة على هذا التأويل في قوله تعالى: ( لولا أن رأى برهان ربه ) و الدفع لها عن نفسه طاعة لا يصرف البرهان عنها؟.
قلنا: يجوز أن يكون لما هم بدفعها وضربها، أراه الله تعالى برهانا على أنه إن أقدم على من هم به أهلكه أهلها وقتلوه، أو أنها تدعي عليه المراودة على القبيح، وتقذفه بأنه دعاها إليه وضربها لامتناعها منه، فأخبر الله تعالى أنه صرف بالبرهان عنه السوء والفحشاء اللذين هما القتل والمكروه، أو ظن القبيح به أو اعتقاده فيه ... إلخ .
بالنسبة إلى رأي الشيخ جعفر السبحاني في كتابه عصمة الأنبياء فهو مشابه للسيد محمد حسين الطباطبائي لذلك لم أذكره للاختصار
إذاً نصل إلى معنيين :
الاول أنه المفروض ان يهم بالمعصية و لكنه لم يهم بسبب برهان ربه
الثاني أنه هم بها أي أراد دفعها و ضربها
و حاشاه أن يفعل كما قال الجهال بأنه حل سراويله :mad:
تحياتي لكم
قمر الولاية
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و العن أعدائهم أجمعين
أغلب مفسرين أهل السنة يذهبون إلى أن هم يوسف –ع-
ليس فقط هم بالفاحشة فقط :mad: بل حل سراويله :eek: و ### تم تشفير الكلام ;) ###
لا أقول الكل و لكن حسب ما يقول القرطبي معظم المفسرين يذهبون لذلك
سنذكر من :
1- تفسير الطبري
2- تفسير السيوطي
3- تفسير القرطبي
4- تفسير ابن أبي حاتم
طبعاً حسب مذهب الشيعة أعلى الله برهانهم ننزهه من ذلك و سأذكر ذلك في آخر البحث
أولاً نبدأ بتفسير الطبري
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-7.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-7.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-7.jpg)
ثانياً تفسير السيوطي
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/38443edd.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/38443edd.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/38443edd.jpg)
ثالثاً تفسير القرطبي
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/f3f71c10.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/f3f71c10.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/f3f71c10.jpg)
رابعاً تفسير ابن أبي حاتم
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-8.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/2-6.jpg
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-8.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/1-8.jpg)
http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/2-6.jpg (http://i1109.photobucket.com/albums/h421/ugd110/2-6.jpg)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن نذكر رأي الشيعة أعلى الله برهانهم في ذلك
فالسيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله في تفسير الميزان يذكر شرح مطول أذكر منه الآتي :
فقوله تعالى: «و لقد همت به و هم بها لو لا أن رءا برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء إنه من عبادنا المخلصين» لا ريب أن الآية تشير إلى وجه نجاة يوسف من هذه الغائلة، و السياق يعطي أن المراد بصرف السوء و الفحشاء عنه إنجاؤه مما أريد منه و سئل بالمراودة و الخلوة، و أن المشار إليه بقوله: «كذلك» هو ما يشتمل عليه قوله: «أن رءا برهان ربه».
فيئول معنى قوله: «كذلك لنصرف» إلى آخر الآية إلى أنه (عليه السلام) لما كان من عبادنا المخلصين صرفنا عنه السوء و الفحشاء بما رأى من برهان ربه فرؤية برهان ربه هي السبب الذي صرف الله سبحانه به السوء و الفحشاء عن يوسف(عليه السلام).
و لازم ذلك أن يكون الجزاء المقدر لقوله: «لو لا أن رءا برهان ربه» هو ارتكاب السوء و الفحشاء، و لازم ذلك أن يكون «لو لا أن رءا» إلخ قيدا لقوله: «و هم بها» و ذلك يقتضي أن يكون المراد بهمه بها نظير همها به هو القصد إلى المعصية و يكون حينئذ همه بها داخلا تحت الشرط ،و المعنى أنه لو لا أن رءا برهان ربه لهم بها و أوشك أن يرتكب فإن «لو لا» و إن كانت ملحقة بأدوات الشرط و قد منع النحاة تقدم جزائها عليها قياسا على إن الشرطية إلا أن قوله: «و هم بها» ليس جزاء لها بل هو مقسم به بالعطف على قوله: «و لقد همت به» و هو في معنى الجزاء استغنى به عن ذكر الجزاء فهو كقولنا: و الله لأضربنه إن يضربني و المعنى: و الله إن يضربني أضربه.
و معنى الآية: و الله لقد همت به و الله لو لا أن رءا برهان ربه لهم بها و أوشك أن يقع في المعصية، و إنما قلنا: أوشك أن يقع، و لم نقل: وقع لأن الهم - كما قيل - لا يستعمل إلا فيما كان مقرونا بالمانع كقوله تعالى: «و هموا بما لم ينالوا»: التوبة: 74، و قوله: «إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا»: آل عمران: 122، و قول صخر: أهم بأمر الحزم لا أستطيعه.
و قد حيل بين العير و النزوان.
فلو لا ما رآه من البرهان لكان الواقع هو الهمو الاقتراب دون الارتكاب و الاقتراف، و قد أشار سبحانه إلى ذلك بقوله: «لنصرف عنه السوء و الفحشاء» و لم يقل: لنصرفه من السوء و الفحشاء فتدبر فيه.
و من هنا يظهر أن الأنسب أن يكون المراد بالسوء هو الهم بها و الميل إليها كما أن المراد بالفحشاء اقتراف الفاحشة و هي الزنا فهو (عليه السلام) لم يفعل و لم يكد، و لو لا ما أراه الله من البرهان لهم و كاد أن يفعل، و هذا المعنى هو الذي يؤيده ما قدمناه من الاعتبار و التأمل في الأسباب و العوامل المجتمعة في هذا الحين القاضية لها عليه
إلى أن يذكر آراء تفاسير السنة و يردها فيقول السيد :
و مما قيل فيه أنه تمثل له يعقوب فضرب في صدره ضربة خرجت بها شهوته من أطراف أنامله رواه في الدر المنثور، عن مجاهد و عكرمة و ابن جبير إلى غير ذلك من الوجوه المختلفة التي أوردها في التفسير بالمأثور.
و الجواب عنه مضافا إلى أنه (عليه السلام) كان نبيا ذا عصمة إلهية تحفظه من المعصية، و قد تقدم إثبات ذلك، أن الذي أورده الله تعالى من كرائم صفاته و إخلاص عبوديته لا يبقى شكا في أنه أطهر ساحة و أرفع منزلة من أن ينسب إليه أمثال هذه الألواث فقد ذكر تعالى أنه من عباده الذين أخلصهم لنفسه و اجتباهم لعبوديته و آتاهم حكما و علما، و علمه من تأويل الأحاديث، و أنه كان عبدا متقيا صبورا في الله غير خائن و لا ظالم و لا جاهل، و كان من المحسنين و قد ألحقه بآبائه الصالحين إبراهيم و إسحاق و يعقوب.
و كيف يستقيم هذه المقامات العالية و الدرجات الرفيعة إلا لإنسان طاهر في وجدانه منزه في أركانه صالح في أعماله مستقيم في أحواله.
و أما من ذهب لوجهه في معصية الله و هم بما هو من أفحش الإثم في دين الله و هو زنا ذات البعل و خيانة من أحسن إليه أبلغ الإحسان في عرضه و أصر عليه حتى حل التكة و جلس منها مجلس الرجل من المرأة فأتته لصرفه آية بعد آية فلم ينصرف :mad: ، و ازدجر بنداء بعد نداء من كل جانب فلم يستحي :eek: و لم يكف حتى ضرب في صدره ضربة خرجت بها شهوته من رءوس أصابعه، و شاهد ثعبانا أعظم ما يكون من عن يمينه فذعر منه و هرب من هول ما رأى، فمثله أحرى به أن لا يسمى إنسانا فضلا أن يتكىء على أريكة النبوة و الرسالة، و يأتمنه الله على وحيه، و يسلم إليه مفاتيح دينه، و يؤتيه حكمه و علمه و يلحقه بمثل إبراهيم الخليل.
لكن هؤلاء المتعلقين بهذه الأقاويل المختلفة و الإسرائيليات و الآثار الموضوعة إذ يتهمون جده إبراهيم (عليه السلام) في زوجته سارة لا يبالون أن يتهموا نجله (عليه السلام) في زوجة غيره.
أقول : سنذكر في موضوع آخر طعنهم في إبراهيم الخليل –ع-
و أقول : أن مضمون جواب السيد محمد حسين الطباطبائي أن يوسف الصديق –ع- المفروض أن يهم بالمعصية
و لكنه لم يهم بها بسبب ما رآه من البرهان
و الله أعلم
التبيان في تفسير القرآن للطوسي رحمه الله :
===============
(123)
على انها همت بالمعصية، وقد بين الله تعالى ذلك في مواضع كثيرة ان يوسف لم يهم بالفاحشة. ولاعزم عليها منها قوله " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " وقوله " انه من عبادنا المخلصين " ومن ارتكب الفاحشة لايوصف بذلك وقوله " ذلك ليعلم اني لم أخنه بالغيب " ولوكان الامر على ما قاله الجهال من جلوسه مجلس الخائن وانتهائه إلى حل السراويل، لكان خائنا، ولم يكن صرف عنه السوء والفحشاء. وقال ايضا " ولقد راودته عن نفسه " فاستعصم " وفي موضع آخر حكاية عنها " أنا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين " وقوله حكاية عن العزيز حين رأى القميص قد من دبر " انه من كيد كن إن كيد كن عظيم " فنسب الكيد اليها دونه، وقوله ايضا " يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين " فخصها بالخطاب وأمرها بالاستغفار دونه. وقوله " رب السجن احب الي مما يدعونني اليه. وإلا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين، فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن " والاستجابة تقتضي براءة ساحته من كل سوء، ويدل على انه لو فعل ماذكروه، لكان قد صبا ولم يصرف عنه كيدهن. وقوله " قلن حاش لله ماعلمنا عليه من سوء " والعزم على المعصية من اكبر السوء. وقوله حاكيا عن الملك " ائتوني به استخلصه لنفسي، فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين " ومن فعل ماقاله الجهال لايقال له ذلك.
ووجه آخر في الآية: إذا حمل الهم على ان المراد به العزم، وهو ان يحمل الكلام على التقديم والتأخير، ويكون التقدير ولقد همت به ولولا ان رأى برهان ربه لهم بها ويجري ذلك مجرى قولهم: قد كنت هلكت، لولا اني تدار كتك، وقتلت لولا اني خلصتك، والمعنى لولا تداركي لك لهلكت ولولا تخليصي لك لقتلت، وان لم يكن وقع هلاك ولاقتل قال الشاعر:
فلا يدعني قومي صريحا لحرة * لئن كنت مقتولا ويسلم عامر (1)
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الكتاب لسيبوية 1 / 427 وامالى الشريف المرتضى 1 / 480 ومجمع البيان 3 / 226
===============
(124)
وقال آخر:
فلايدعني قومي صريحا لحرة * لئن لم أعجل طعنة أو اعجل (1)
فقدم جواب (لئن) في البيتين جميعا. وقال قوم: لو جاز هذا لجاز أن تقول: قام زيد لولاعمرو، وقصد زيد لولابكر، وقد بينا ان ذلك غير مستبعد، وان القائل قد يقول: قدكنت قمت لولا كذا، وكذا، وقد كنت قصدتك لولا ان صدني فلان، وان لم يقع قيام ولاقصد. على ان في الكلام شرطا، وهوقوله " لولا ان رأى برهان ربه " فكيف يحمل على الاطلاق.
والبرهان الذي رآه، روي عن ابن عباس، والحسن، وسعيدبن جبير، ومجاهد: انه رأى صورة يعقوب عاضا على أنامله.
وقال قتادة: انه نودي يايوسف أنت مكتوب في الانبياء وتعمل عمل السفهاء.
وروي في رواية أخرى عن ابن عباس: انه رأى الملك.
وهذا الذي ذكروه كله غير صحيح، لان ذلك يقتضي الالجاء وزوال التكليف، ولوكان ذلك لمااستحق يوسف على امتناعه من الفاحشة مدحا ولاثوابا، وذلك ينافي ما وصفه الله تعالى. من انه صرف عنه السوء والفحشاء، وانه من عبادنا المخلصين.
ويحتمل ان يكون البرهان لطفا لطف الله تعالى له في تلك الحال او قبلها، اختار عنده الامتناع من المعاصي، وهوالذي اقتضى كونه معصوما ويجوز ان تكون الرؤية بمعنى العلم، وقال قوم: البرهان هو مادل الله تعالى يوسف على تحريم ذلك الفعل، وعلى ان من فعله استحق العقاب، لان ذلك صارف عن الفعل ومقوي لدواعي الامتناع، وهذا ايضا جائز، وهوقول محمد بن كعب القرطي واختيار الجبائي.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مجمع البيان 3 / 225 وامالى السيد المرتضى 1 / 480
و باقي الشرح تجدوه هنا في الرابط
http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/quran/tebyan06/index.htm (http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/quran/tebyan06/index.htm)
مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي رحمه الله :
المعنى :
« و لقد همت به و هم بها لو لا أن رءا برهان ربه » اختلف العلماء فيه على قولين ( أحدهما ) أنه لم يوجد من
يوسف ذنب كبير و لا صغير ( و الآخر ) أنه وجد منه العزم على القبيح ثم انصرف عنه فأما الأولون فإنهم اختلفوا في تأويل الآية على وجوه ( أحدها )
أن الهم في ظاهر الآية قد تعلق بما لا يصح تعلق العزم به على الحقيقة لأنه قال « و لقد همت به و هم بها » فعلق الهم بهما و ذاتاهما لا يجوز أن يرادا و يعزم عليهما لأن
الموجود الباقي لا يصح أن يراد و يعزم عليه فإذا حملنا الهم في الآية على العزم فلا بد من تقدير أمر محذوف يتعلق العزم به و قد أمكن أن نعلق عزمه (عليه السلام)
بغير القبيح و نجعله متناولا لضربها أو دفعها عن نفسه فكأنه قال و لقد همت بالفاحشة منه و أرادت ذلك و هم يوسف (عليه السلام) بضربها و دفعها عن نفسه
كما يقال هممت بفلان أي بضربه و إيقاع مكروه به و على هذا فيكون معنى رؤية البرهان أن الله سبحانه أراه برهانا على أنه إن أقدم على ما هم به أهلكه أهلها أو قتلوه أو
ادعت عليه المراودة على القبيح و قذفته بأنه دعاها إليه و ضربها لامتناعها منه فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء و الفحشاء اللذين هما القتل و ظن اقتراف الفاحشة
به و يكون التقدير لو لا أن رأى برهان ربه لفعل ذلك و يكون جواب لو لا محذوف
كما حذف فيه قوله تعالى « و لو لا فضل الله عليكم و رحمته و أن الله رءوف رحيم » و قوله « كلا لو تعلمون علم اليقين » أي لو لا فضل الله
لهلكتم و لو تعلمون علم اليقين لم يلهكم التكاثر و مثله قول امرىء القيس :
و لو أنها نفس تموت سوية
أقول : أن قوله في اختلف العلماء حسب ما يبان أنه يتكلم بشكل عام وليس فقط علماء الطائفة
الأمثل في في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي – دام ظله – الجزء السابع من صفحة 179 :
مع أن الكلام مطول و لكن سأذكره محاولاً الاختصار يقول :
طبقاً لهذا التّفسير لم يبدُ من يوسف أي شيء يدلّ على التصميم على الذنب، بل لم يكن في قلبه حتّى هذا التصميم.
ومن هنا فيمكن القول أنّ بعض الرّوايات التي تزعم أنّ يوسف كان مهيّئاً
لينال وطراً من امرأة العزيز، وخلع ثيابه عن بدنه، وذكرت تعبيرات أُخرى نستحيي من ذكرها، كلّ هذه الأُمور عارية من الصحّة ومختلقة، وهذه أعمال من شأن الأفراد والمنحرفين الملوّثين غير الأنقياء. فكيف يمكن أن يتّهم يوسف مع هذه المنزلة وقداسة روحه ومقام تقواه بمثل هذا الإتّهام.
الطريف أنّ التّفسير الأوّل نقل عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في عبارة موجزة جدّاً وقصيرة، حيث يسأله المأمون «الخليفة العبّاسي» قائلا: ألا تقولون أنّ الأنبياء معصومون؟ فقال الإمام: «بلى». فقال: فما تفسير هذه الآية (ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه) فقال الإمام (عليه السلام): «لقد همّت به، ولولا أن رأى برهان ربّه لهمّ بها كما همّت، لكنّه كان معصوماً والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه» فقال المأمون: لله درُّك ياأبا الحسن(تفسير نور الثقلين ج2 ص421.).
ثم يكمل الشيخ ناصر مكارم الشيرازي :
2 ـ إنّ تصميم كلّ من امرأة العزيز ويوسف لا علاقة له بالوطر الجنسي، بل كان تصميماً على ضرب أحدهما الآخر ..
فتصميم امرأة العزيز على هذا العمل كان لعدم إنتصارها في عشقها وبروز روح الإنتقام فيها ثأراً لهذا العشق.
وتصميم يوسف كان دفاعاً عن نفسه، وعدم التسليم لطلب تلك المرأة.
ومن جملة القرائن التي تذكر في هذا الموضوع:
أوّلا: إنّ امرأة العزيز كانت قد صمّمت على نيل الوطر الجنسي قبل هذه الحالة، وكانت قد هيّأت مقدّمات هذا الأمر، فلا مجال ـ إذن ـ لأنّ يقول القرآن: إنّها صمّمت على هذا العمل الآن، لأنّ هذه الساعة لم تكن ساعة تصميم.
وثانياً: إنّ ظهور حالة الخشونة والإنتقام بعد هذه الهزيمة أمر طبيعي، لأنّها بذلت ما في وسعها لإقناع يوسف، ولمّا لم توفّق إلى ما رغبت فيه توسلّت بطريق آخر، وهو طريق الخشونة والضرب.
---
وثالثاً: إنّنا نقرأ في ذيل هذه الآية (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء)والمراد بالفحشاء هو التلوّث وعدم العفّة .. والمراد بصرف السوء، هو نجاته من مخالف امرأة العزيز، وعلى كلّ حال فحين رأىيوسف برهان ربّه ... تجنّب الصراع مع امرأة العزيز وضربها، لأنّه قد يكون دليلا على تجاوزه وعدوانه عليها، ولذا رجّح أن يبتعد عن ذلك المكان ويفرّ نحو الباب.
تنزيه الأنبياء للشريف المرتضى رحمه الله صـ 75
أذكر الكلام مختصر و لمن أراد الزيادة يراجع الكتاب يقول :
تنزيه يوسف عن العزم على المعصية :
فإن قيل: فأي فائدة على هذا التأويل في قوله تعالى: ( لولا أن رأى برهان ربه ) و الدفع لها عن نفسه طاعة لا يصرف البرهان عنها؟.
قلنا: يجوز أن يكون لما هم بدفعها وضربها، أراه الله تعالى برهانا على أنه إن أقدم على من هم به أهلكه أهلها وقتلوه، أو أنها تدعي عليه المراودة على القبيح، وتقذفه بأنه دعاها إليه وضربها لامتناعها منه، فأخبر الله تعالى أنه صرف بالبرهان عنه السوء والفحشاء اللذين هما القتل والمكروه، أو ظن القبيح به أو اعتقاده فيه ... إلخ .
بالنسبة إلى رأي الشيخ جعفر السبحاني في كتابه عصمة الأنبياء فهو مشابه للسيد محمد حسين الطباطبائي لذلك لم أذكره للاختصار
إذاً نصل إلى معنيين :
الاول أنه المفروض ان يهم بالمعصية و لكنه لم يهم بسبب برهان ربه
الثاني أنه هم بها أي أراد دفعها و ضربها
و حاشاه أن يفعل كما قال الجهال بأنه حل سراويله :mad:
تحياتي لكم
قمر الولاية