شهيدالله
27-06-2011, 10:30 AM
((الامام الكاظم ع يحشد الامة لمواجة الانسحاق)))
...............................
مشروع الامامة من الناحية العقدية والثقافية من اهم الاسس الايديولوجية الاسلامية على المستوى العملي والروحي كما انها من الناحية السياسية والاجتماعية تعد منابرز الاسس الثورية في الفقه الاسلامي. فالقيادة بمفهوم الامامة عبارة عن سياسة تكون فيها الايديولوجية الالهية والمستندة الى الوحي هي التي تحكم جميع العلاقات الانسانية، وفيها توجه جميع المؤسسات العلاقات الاجتماعية الاراء العقائد الثقافة الاخلاق التقاليد المتطلبات وبشكل عام جميع القيم فيالمجتمع الانساني نحو النمو والتعالي الانساني والمجتمعي وهنا تطرح قضية بناء الانسان وتكوين الامة بدل قضية ادارة الدولة ورفاه الانسان وملاحظة الناس ورضاهم في ما يتضمن هذا النوع من القيادة والسياسة السعادة بمعنى الرفاه الافضل من البديهي ا ناي انسان لايستطيع تقديم المعجزة للاخرين كما قدمها الله تعالى لنبيه ص ولكن يستطيع الانسان ان يقدم التجربة والافكار الواضحة القريبة للحس والشعور والقريبة من حياة الناس ومعاناتهم حتى يحسوا ان القضية في الايمان تتحرك معهم في عواطفهم في افكارهم وكذلك في كل مفصل من حياتهم ف كل مايعلمونة او يمارسونة من علاقات ...ومن هنا تحرك الائمة عليهم السلام حركة دائمة في الحياة في مواجهة الواقع بقوة تارة وبلين تارة اخرى متعرضين لشتى انواع المخاطر والمضايقات فكان السجن والقتل والتشريد نتاج طبيعي لهذه المواجه في خندق العدل صف لصف مع الطبقات المظلومة المسحوق .....وقد نقترب من ملامح هذه الصورة بشكل كبير في حياة ((الامام الكاظم عليه السلام ))مع ان الاقتراب هذا لايكفي لحركة الامامية في هذا الشطر و المنعطف من التاريخ حقها الكافي انما يمثل لنا بعض خصائصها في الحياة.بعض خصائص تاثيرها في المراحل القادمة لنصل من خلال التأمل الى اهمية حركة الامام الكاظم ع ...انطلق موقف الامام الكاظم ع باسلوب رسالي دقيق حريص خضع للروحية الرسولية الايجابية التي تتحرك من اجل ان تدخل الرسالة المظلومة في كل قلب وتتجذر في كل وجدان .بعد ان تطور الانحراف في واقع الامه من مرحلة الى اخرى متقدمة بعهد بني العباس ومنهج بني العباس القائم على القتل والاقصاء يحدثنا التاريخ ان بني العباس طاردو ا ذرية(( الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام )) وأتباعهم وشيعتة تحت كل حجر ومدر ولاحقوهم على امتداد العالم الإسلامي وتخومة وحاولوا استئصالهم واخفاء اثرهم خوفا ورهبتا من ثوراتهم وقدرتهم على تصحيح مسار الامة الفكري وانقاذها من الانحراف الذي بالتلي يكون سبب ضعفها وقوة سلطتهم وسيطرتهم عليها كان خوف الطغاة من بني العباس من مكانتهم ومدى تأثيرهم في قلوب الناس. وقد أحصي الكثير من الشهداء الذين قتلوا ابتداء من تسلم أبي العباس السفاح السلطة وحتى وفاة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وكان أشهرهم الشهيد محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية المقتول سنة 145ه والشهيد الحسين بن علي بن الحسن شهيد فخ الذي استشهد سنة 169ه،. ففرض هذا الواقع المرير تحديات مماثلة ثورية مسلحة وثورية سياسية تفسح المجال للامة وتهيء الاجواء السياسية والروحية لتنطلق الامة بحجم تراكمات الشعور بلاضطهاد والقتل والنكاية بها وتتخذ رد الاساءة بمثلها ولو بعد حين فقد كان الإمام يظهر عدم شرعية هذه السلطة ومما ينقل أن هارون قال لأبي الحسن الكاظم عليه السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدا؟فقال عليه السلام : هذه دار الفاسقين.فقال له هارون: فدار من هي؟قال: هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة.قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟فقال عليه السلام : أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلا معمورة.قال: فأين شيعتك؟فقرأ أبو الحسن عليه السلام : ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾فقال له: فنحن كفار؟قال عليه السلام : "لا، ولكن كما قال الله «الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار".فغضب عند ذلك وغلظ عليه... ولعل هذا الموقف الواضح الاستراتيجية في تعرية النظام وتصفية جيوبة الشرعية من شرعيتها يلتقي بالمفهوم الاسلامي للامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يجعلة ضمن مراحل ثلاث الانكارباليد مرحلة العمل العسكري والانكار بالسان مرحلة العمل السياسي والانكار بالقلب اضعف موقف هو ما كانت اغلب الامة تعيش في اجوائة ... لهذا ومن نتائج المرحلة الثالثة ان هذه الفترة كانت خط انحراف كبير ف انتشر الفسق وشرب الخمر والمجون الذي غصت به قصور الخلفاء وكانت أموال بيت المال تصرف على المغنين والجواري وأمثالهم، وينقل ابو الفرَج: "أهديت إلى الرشيد جارية... وأخرج كل قينة في داره واصطبح فكان جميع من حضره من جواريه المغنيات والخدمة في الشراب زهاء ألفي جارية في أحسن زي من كل نوع من أنواع الثياب والجوهر..فلما جاء وقت صلاة العصر لم يشعر الرشيد إلا وعلية قد خرجت من حجرتها وأم جعفر من حجرتها معها زهاء ألفي جارية من جواريها...فطرب الرشيد وقام على رجليه حتى استقبل أم جعفر وعلية وهو على غاية السرور وقال: لم أر كاليوم قط، يا مسرور لا تبقين في بيت المال درهماً إلا نثرته، فكان مبلغ ما نثره يومئذٍ ستة الاف ألف درهم".هذا نموذج يحكي عن الاستهتار الفاحش بأموال المسلمين، والخروج عن أحكام الدين، في الوقت الذي كانت الأكثرية الساحقة في البلاد الإسلامية تعاني الفقر والحرمان.بهذا الاسلوب استطاع الامام تحقيق مكاسب للقضية فيما اذا كانت عملية الانسحاب في مثل هذه الاجواء الخطيرة على واقع الامة تحمل الكثير من السلبيات وتحمل موقف الصمت الذي يمكن للسطلة استغلالة لتبرر مشروعها المضاد ويبادر الى تغيير تلك الجوانب التي اثارت احتجاجات الامة او تجميدها او تلطيفها على الاقل ان فكرة مقاطعة الظالمين وتعريتهم شرعيا ليست فكرة حاسمة تقطع الطريق امام خط التشريع المرن الذي يقبل التغيير او الزيادة او النقصان بل هي فكرة مرنة تضيق وتتسع تبعا للحالات الطارئة والضرورية فتعالج الحالات بمقدار الحاجة وهكذا كان الامام ع حدد المقاطعة بموقف الاصرار على عدم شرعية هذا النظام وان تطلب الامر السجن الطويل المعقد بكل ما يحملة من معانة والم وحصار معنوي وجسدي مهما تطلب الاستمرار والتحدي حتى تنتهي بالشهادة التي تعيد احياء الامة فيظل المجمتع الاسلامي بقوة رفضة للمنكر ويستمر في خط الدعوة العملي الذي يناغم حركة التاريخ وفرصها ويستثمر الظروف الملائمة ليقوم بواجبة وهذا ما كان من نتائجة وصول السلطة بعد حين الى الامام الرضا عليه السلام .....
لقد وصلت الامة في زمن هارون الى مفترق خطير في وجودها على المستوى العلمي فقد كثرت الشبهات على الناس ونشأت الكثير من الفرق والمذاهب والتيارات المنحرفة، حتى وصل بعضها إلى الإلحادوتشير هذه الحالة أولا وقبل كلشيء إلى جمود الروح الثقافي وخراب الذهنية الحرة الناقدة وانحسارها التام وليس مصادفة أنتسود الذهنية الصامتة في جميع مراحل السبات الثقافي والحضاري في عالم الإسلامالأمر الذي جعل منها أيديولوجيا مناسبة للانحطاطالثقافي والسياسي.ووسيلة لزدهار الفراعنة لقد غرست فكرة طاعة ولي الامر في النفسية الاجتماعية والذهنية الثقافية نمطاأصوليا (راديكاليا وتوتاليتاريا) في الفكر والممارسة استطاع في غضون قرون عديدةتجفيف أغلب المصادر الحية للرؤية الإسلامية. بمعنى غيابواضمحلال، بل واندثار الأبعاد الاجتماعية والسياسية للفكر. مع ما ترتب عليه منتجميد للحياة الاجتماعية بمعايير العبادات الشكلية وتحنيط للحياة السياسية يقيمالخضوع، ومن ثم ترسيخ وتوسيع وتجذير الاستبداد السياسي والفكري والاجتماعي عبر دعمهالدائم بقواعد
فكانت الاستراتيجية السياسية وتصفية النظام الهاروني المتفرعن سياسيا هي الخط الابرز الذي حكم حركة الامام الكاظم عليه السلام. بدأ الإمام الكاظم عليه السلام بدورجديد من المقاومة والجهاد هو الصراع السياسي بشكل استراتجي مبني على قاعدة اهل البيت ع في التضحية والاستشهاد لتعي الامة واقها ودينها وبدأ بخطوات عملية في هذا الإطار ..وأما الجهاد الحربي والمواجهة العسكرية فلم تكن الأمة بحسب هذا الواقع الصعب جاهزة لمثل هذا الخيارالمعقد ولم يكن هناك الأنصار الكافين والأجواء الملائمة لمثل هذا الأمروهذا ما نجده في كلمته لشهيد فخ الحسين بن علي عندما راه عازما على الخروج: "إنك مقتول فأحدّ الضراب، فإن القوم فساق يظهرون إيماناً ويضمرون نفاقاً وشركاً فإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله أحتسبكم من عصبة))اراد الامام ع ان تكتمل الامة في صورتها الرائعة التي يريدها الاسلام لامته وهي صورة الامة كثيرة العدد القوية العدة في العلم وفي السلاح وفي المال وفي اطارها الاسلامي الفكري المتصل بالله تعالى وعلى هذا الاساس فانها لاتوحي باية حالة عجزطارىء عما يمكن للانسان ان يمارسة وما يمكن ان يواجهة بفلسفة الموت والتكفير التي تنتهي غالبا بقضيتها معها كما اشار الامام ع للشهيد فخ حسين وحذرة من نفاق الامة الغير مكتمل وعيها وناضج ايمانها بل هي منطلقة من دراسة .واقعية للتاريخ والحاضر لما في الكون من قوانين قابلة للتغيير وقوانين غير قابلة للتغيير مع المقارنة بين ذلك وبين مايملكة الانسان المؤمن من قدرات ازاء هذا وذلك فإن الإمام عليه السلام كان يعلم أن أي عمل جهادي مسلح لن يكتب له النجاح في الظروف الراهنة وقد عاصر عليه السلام حكم المنصور والمهدي والهادي والرشيد..لقد ربط الامام بين الفكرة والعاطفة والسياسة في مخطط عملي تنفيذي بدء من تعرية النظام شرعيا ومرورا باختراق النظام سياسيا فستطاع الإمام أن ينفذ من خلال بعض شيعته إلى مركز القرار ليشكل عينا. تنقل التوجهات للاتقاء منها من جهة ولمحاولة التأثير على تلك القرارات من جهة أخرى، أو على الأقل خدمة المؤمنين ورفع الظلم عنهم بالقدر الممكن، ومن تلك الشخصيات علي بن يقطين، الذي كان وزيراً لهارون الرشيد، وقد قال له الإمام الكاظم عليه السلام "يا علي إن لله تعالى أولياءً مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي".))وكان الإمام عليه السلام حريصاً على أمن علي بن يقطين وعدم كشفه من قبل هارون وأعوانه، ومرة أهدى الرشيد إلى ابن يقطين ثياباً فاخرة فيها دراعة فاخرة فقام من فوره وأهداها إلى الإمام عليه السلام فردها الإمام وكتب إليه: "احتفظ بها ولا تخرجها عنك فسيكون لك بها أن تحتاج معه إليها".وبعدها جاء ساعٍ إلى هارون يقول له أن علي بن يقطين يقول بامامة موسى الكاظم، وأنه قد حمل إليه في هذه السنة تلك الدراعة السوداء التي أكرمته بها، فاستدعى هارون علي بن يقطين وقال له: افعلت بالدراعة السوداء التي كسوتك بها وخصصتك بها من بين سائر خواصي؟فقال ابن يقطين: "هي عندي يا أمير المؤمنين، في سفط من طيب مختوم عليها، فطلب إحضارها، فأرسل من يحضرها من مكانها، وعندما راها هارون قال: ردها إلى مكانها وخذها وانصرف راشداً فلن نصدق بعدها عليك ساعياً)) هذاوبهذا ارتقى الاسلام في منهج الامام الكاظم الى اعلى درجات الواقعية والعمل الاستراتجي المركب فتجد في فلسفة سجنة عليه السلام تمثيل للامة بعدم قدرة الاخرين مهما طال ظلمهم واشتد بطشهم وتفرد طاغوتهم على اضعافة او بالاحرى بعد حاجتة اليهم وبعدم قدرتهم على ان يجلبوا له نفعا او يمنعوه منه او يجلبوا له ضررا او يدفعوة عنه او يسيطروا على مقدرات وجودة ليملكوا امر حياتة وموتة بل ليشعر انه يملك قدرة المقاومة والمواصلة التي يامل ان تنتهي بااحد الحسنيين وخلاصة ذلك ان يحصل الانسان المسلم على الثقة بالقوة من خلال التحرر من الخوف والخنوع الذي يجمد تفكيرة ويشل قدراته ويوقف خطاه عن الحركة وطاقاتة عن المقاومة لينهزم تلقائيا دون حرب او قتال تحت ضغط الظالمين النفسي والجسدي هذا هو احد العنصران الاساسيان الذان ركز عليهما الامام ع في حركتة عنصر اما النعصر الخارجي الذي يمثل المؤشرات الداخلية والخارجية التي تكفل للمسلم الاحساس بحصول الظروف الموضوعية الواقعية في عملية ممارسة القوة والتغيير واضعاف النظام المتفرعن من خلال الرصيد الذاتي والمصدرالخارجي .فشعور الانسان بقوتة من خلال ما اودعة الله فيه من قوى الصبر والارادة والتصميم وما مكنة من ادوات لتفجير هذه القوى وماسخرة لة من الظواهر الكونية وما ذل له من الارض امر يوحي للانسان بان الحياة لاتخضع لحتميات الفراعنة وهي مفتوحة امامة بل طاقاتها فقد كانت خطة الامام الكاظم ع هي تفريغ وجدان الانسان من كل احساس بالقوة الساحة التي يملكها الاخرون وكل شعور بالخوف والرعب من كل قوة غيرقوة الله تعالى وذلك بارجاع امور الحياة برمتها اليه تعالى .وللوصول لناهية هذه العملية كان ضروري من دماء تعبد الطريق وتضحيات تخلق الذاكرة الاسترجاعية للامة فكانت الشهادة هي الخطوة الانتقالية الاخيرة .ولايتم هذا الامر الا بقاعة الامامة في الامة
فوشى بعض المتزلفين لفرعون عصر الامام بالإمام الكاظم عليه السلام وتناولت الوشاية أمورا عديدة، منها تخص مبدء الامامة والذي سيكون محرك الامة بتجاه تصحيح مسارها بولاية الامام الرضا عليه السلام كانت الامور التي يذكرها لنا التاريخ كالتالي
أ - جباية الأموال له، ففي الوقت الذي كان يقوم هارون الرشيد بحصار العلويين اقتصادياً لتجويعهم وإفقارهم وصلت إليه وشاية تخبره أن الأموال تصل للإمام عليه السلام من جميع أقطار العالم الإسلامي وأنه اشترى ضيعة تسى البسرية بثلاثين الف دينار.
ب - طلب الخلافة، ويذكر المؤرخون من الواشين علي بن اسماعيل بن جعفر حيث خرج إلى بغداد فدخل على الرشيد وقال له: ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة. فلما سمع ذلك هارون فقد صوابه.
ومن الأمور التي ملأت قلب هارون غيظا وحقدا وشعورا بواقع الامامه في الامة وخطرها على سلطانة وملكة ، انه كان يقول لموسى بن جعفر عليه السلام : خذ فدكاً حتى أردها اليك، فيأبى حتى ألح عليه.
فقال عليه السلام: لا اخذها إلا بحدودها.
قال: وما حدودها؟
قال عليه السلام: ان حددتها لم تردها؟
قال: بحق جدك إلا فعلت.
قال عليه السلام: أما الحد الاول فعدن. فتغير وجه الرشيد وقال: أيها.
قال عليه السلام: والحد الثاني سمرقند. فاربد وجهه.
قال عليه السلام: والحد الثالث افريقية. فاسود وجهه وقال: هيه.
قال عليه السلام: والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وارمينية.
قال الرشيد: فلم يبق لنا شيء، فتحول إلى مجلسي.
قال موسى عليه السلام : قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله ولعله عزم في البدء على كسر ارادتة لتنكسر بالتالي ارادت الامة فتخضع طويلا ..طويلا وعندما عجز عن ذلك عزم على قتلة فلو اخرجة لكان نصر سريعا للامام وسقوط سريع لفراعنة الارض . وهكذا فقد كان اعتقال الإمام عليه السلام كما يحدثنا التاريخ الشاهد الاصيل سنة 971 ه في شهر شوال، وبقي يتنقل في السجون يلاقي أنواع التضييق والتنكيل إلى أن عمد الرشيد إلى رطب فوضع فيه سما فاتكا وأمر السندي أن يقدمه إلى الإمام عليه السلام ويحتم عليه أن يتناول منه فمضى شهيداً سنة 173 ه.وكانت شهادتة موقف اضافي في وعي الامة التراكمي طوال عقود من الظلم والانسحاق من خلالة فتحت الامة وعيها من جديد على واقع تضحية جديدة تعيد لها مركزها في صنع القرار والالتفاف حول الامام الشرعي المنصوص عليه وهو الامام علي ابن موسى الرضا في حلقة تاريخية جديدة تحمل الكثير من التعقيدات والكثير من الشواهد حلقة لها وضعها الخاص وطبيعتها المميزة لتكون مفصل ومنعطف اشد ارباكا للظالمين وحجية على الامة ودعوة جديدة للانسانية ضد الانسحاق.. ...........
لواءمحمدباقر
...............................
مشروع الامامة من الناحية العقدية والثقافية من اهم الاسس الايديولوجية الاسلامية على المستوى العملي والروحي كما انها من الناحية السياسية والاجتماعية تعد منابرز الاسس الثورية في الفقه الاسلامي. فالقيادة بمفهوم الامامة عبارة عن سياسة تكون فيها الايديولوجية الالهية والمستندة الى الوحي هي التي تحكم جميع العلاقات الانسانية، وفيها توجه جميع المؤسسات العلاقات الاجتماعية الاراء العقائد الثقافة الاخلاق التقاليد المتطلبات وبشكل عام جميع القيم فيالمجتمع الانساني نحو النمو والتعالي الانساني والمجتمعي وهنا تطرح قضية بناء الانسان وتكوين الامة بدل قضية ادارة الدولة ورفاه الانسان وملاحظة الناس ورضاهم في ما يتضمن هذا النوع من القيادة والسياسة السعادة بمعنى الرفاه الافضل من البديهي ا ناي انسان لايستطيع تقديم المعجزة للاخرين كما قدمها الله تعالى لنبيه ص ولكن يستطيع الانسان ان يقدم التجربة والافكار الواضحة القريبة للحس والشعور والقريبة من حياة الناس ومعاناتهم حتى يحسوا ان القضية في الايمان تتحرك معهم في عواطفهم في افكارهم وكذلك في كل مفصل من حياتهم ف كل مايعلمونة او يمارسونة من علاقات ...ومن هنا تحرك الائمة عليهم السلام حركة دائمة في الحياة في مواجهة الواقع بقوة تارة وبلين تارة اخرى متعرضين لشتى انواع المخاطر والمضايقات فكان السجن والقتل والتشريد نتاج طبيعي لهذه المواجه في خندق العدل صف لصف مع الطبقات المظلومة المسحوق .....وقد نقترب من ملامح هذه الصورة بشكل كبير في حياة ((الامام الكاظم عليه السلام ))مع ان الاقتراب هذا لايكفي لحركة الامامية في هذا الشطر و المنعطف من التاريخ حقها الكافي انما يمثل لنا بعض خصائصها في الحياة.بعض خصائص تاثيرها في المراحل القادمة لنصل من خلال التأمل الى اهمية حركة الامام الكاظم ع ...انطلق موقف الامام الكاظم ع باسلوب رسالي دقيق حريص خضع للروحية الرسولية الايجابية التي تتحرك من اجل ان تدخل الرسالة المظلومة في كل قلب وتتجذر في كل وجدان .بعد ان تطور الانحراف في واقع الامه من مرحلة الى اخرى متقدمة بعهد بني العباس ومنهج بني العباس القائم على القتل والاقصاء يحدثنا التاريخ ان بني العباس طاردو ا ذرية(( الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام )) وأتباعهم وشيعتة تحت كل حجر ومدر ولاحقوهم على امتداد العالم الإسلامي وتخومة وحاولوا استئصالهم واخفاء اثرهم خوفا ورهبتا من ثوراتهم وقدرتهم على تصحيح مسار الامة الفكري وانقاذها من الانحراف الذي بالتلي يكون سبب ضعفها وقوة سلطتهم وسيطرتهم عليها كان خوف الطغاة من بني العباس من مكانتهم ومدى تأثيرهم في قلوب الناس. وقد أحصي الكثير من الشهداء الذين قتلوا ابتداء من تسلم أبي العباس السفاح السلطة وحتى وفاة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وكان أشهرهم الشهيد محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية المقتول سنة 145ه والشهيد الحسين بن علي بن الحسن شهيد فخ الذي استشهد سنة 169ه،. ففرض هذا الواقع المرير تحديات مماثلة ثورية مسلحة وثورية سياسية تفسح المجال للامة وتهيء الاجواء السياسية والروحية لتنطلق الامة بحجم تراكمات الشعور بلاضطهاد والقتل والنكاية بها وتتخذ رد الاساءة بمثلها ولو بعد حين فقد كان الإمام يظهر عدم شرعية هذه السلطة ومما ينقل أن هارون قال لأبي الحسن الكاظم عليه السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدا؟فقال عليه السلام : هذه دار الفاسقين.فقال له هارون: فدار من هي؟قال: هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة.قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟فقال عليه السلام : أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلا معمورة.قال: فأين شيعتك؟فقرأ أبو الحسن عليه السلام : ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾فقال له: فنحن كفار؟قال عليه السلام : "لا، ولكن كما قال الله «الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار".فغضب عند ذلك وغلظ عليه... ولعل هذا الموقف الواضح الاستراتيجية في تعرية النظام وتصفية جيوبة الشرعية من شرعيتها يلتقي بالمفهوم الاسلامي للامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يجعلة ضمن مراحل ثلاث الانكارباليد مرحلة العمل العسكري والانكار بالسان مرحلة العمل السياسي والانكار بالقلب اضعف موقف هو ما كانت اغلب الامة تعيش في اجوائة ... لهذا ومن نتائج المرحلة الثالثة ان هذه الفترة كانت خط انحراف كبير ف انتشر الفسق وشرب الخمر والمجون الذي غصت به قصور الخلفاء وكانت أموال بيت المال تصرف على المغنين والجواري وأمثالهم، وينقل ابو الفرَج: "أهديت إلى الرشيد جارية... وأخرج كل قينة في داره واصطبح فكان جميع من حضره من جواريه المغنيات والخدمة في الشراب زهاء ألفي جارية في أحسن زي من كل نوع من أنواع الثياب والجوهر..فلما جاء وقت صلاة العصر لم يشعر الرشيد إلا وعلية قد خرجت من حجرتها وأم جعفر من حجرتها معها زهاء ألفي جارية من جواريها...فطرب الرشيد وقام على رجليه حتى استقبل أم جعفر وعلية وهو على غاية السرور وقال: لم أر كاليوم قط، يا مسرور لا تبقين في بيت المال درهماً إلا نثرته، فكان مبلغ ما نثره يومئذٍ ستة الاف ألف درهم".هذا نموذج يحكي عن الاستهتار الفاحش بأموال المسلمين، والخروج عن أحكام الدين، في الوقت الذي كانت الأكثرية الساحقة في البلاد الإسلامية تعاني الفقر والحرمان.بهذا الاسلوب استطاع الامام تحقيق مكاسب للقضية فيما اذا كانت عملية الانسحاب في مثل هذه الاجواء الخطيرة على واقع الامة تحمل الكثير من السلبيات وتحمل موقف الصمت الذي يمكن للسطلة استغلالة لتبرر مشروعها المضاد ويبادر الى تغيير تلك الجوانب التي اثارت احتجاجات الامة او تجميدها او تلطيفها على الاقل ان فكرة مقاطعة الظالمين وتعريتهم شرعيا ليست فكرة حاسمة تقطع الطريق امام خط التشريع المرن الذي يقبل التغيير او الزيادة او النقصان بل هي فكرة مرنة تضيق وتتسع تبعا للحالات الطارئة والضرورية فتعالج الحالات بمقدار الحاجة وهكذا كان الامام ع حدد المقاطعة بموقف الاصرار على عدم شرعية هذا النظام وان تطلب الامر السجن الطويل المعقد بكل ما يحملة من معانة والم وحصار معنوي وجسدي مهما تطلب الاستمرار والتحدي حتى تنتهي بالشهادة التي تعيد احياء الامة فيظل المجمتع الاسلامي بقوة رفضة للمنكر ويستمر في خط الدعوة العملي الذي يناغم حركة التاريخ وفرصها ويستثمر الظروف الملائمة ليقوم بواجبة وهذا ما كان من نتائجة وصول السلطة بعد حين الى الامام الرضا عليه السلام .....
لقد وصلت الامة في زمن هارون الى مفترق خطير في وجودها على المستوى العلمي فقد كثرت الشبهات على الناس ونشأت الكثير من الفرق والمذاهب والتيارات المنحرفة، حتى وصل بعضها إلى الإلحادوتشير هذه الحالة أولا وقبل كلشيء إلى جمود الروح الثقافي وخراب الذهنية الحرة الناقدة وانحسارها التام وليس مصادفة أنتسود الذهنية الصامتة في جميع مراحل السبات الثقافي والحضاري في عالم الإسلامالأمر الذي جعل منها أيديولوجيا مناسبة للانحطاطالثقافي والسياسي.ووسيلة لزدهار الفراعنة لقد غرست فكرة طاعة ولي الامر في النفسية الاجتماعية والذهنية الثقافية نمطاأصوليا (راديكاليا وتوتاليتاريا) في الفكر والممارسة استطاع في غضون قرون عديدةتجفيف أغلب المصادر الحية للرؤية الإسلامية. بمعنى غيابواضمحلال، بل واندثار الأبعاد الاجتماعية والسياسية للفكر. مع ما ترتب عليه منتجميد للحياة الاجتماعية بمعايير العبادات الشكلية وتحنيط للحياة السياسية يقيمالخضوع، ومن ثم ترسيخ وتوسيع وتجذير الاستبداد السياسي والفكري والاجتماعي عبر دعمهالدائم بقواعد
فكانت الاستراتيجية السياسية وتصفية النظام الهاروني المتفرعن سياسيا هي الخط الابرز الذي حكم حركة الامام الكاظم عليه السلام. بدأ الإمام الكاظم عليه السلام بدورجديد من المقاومة والجهاد هو الصراع السياسي بشكل استراتجي مبني على قاعدة اهل البيت ع في التضحية والاستشهاد لتعي الامة واقها ودينها وبدأ بخطوات عملية في هذا الإطار ..وأما الجهاد الحربي والمواجهة العسكرية فلم تكن الأمة بحسب هذا الواقع الصعب جاهزة لمثل هذا الخيارالمعقد ولم يكن هناك الأنصار الكافين والأجواء الملائمة لمثل هذا الأمروهذا ما نجده في كلمته لشهيد فخ الحسين بن علي عندما راه عازما على الخروج: "إنك مقتول فأحدّ الضراب، فإن القوم فساق يظهرون إيماناً ويضمرون نفاقاً وشركاً فإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله أحتسبكم من عصبة))اراد الامام ع ان تكتمل الامة في صورتها الرائعة التي يريدها الاسلام لامته وهي صورة الامة كثيرة العدد القوية العدة في العلم وفي السلاح وفي المال وفي اطارها الاسلامي الفكري المتصل بالله تعالى وعلى هذا الاساس فانها لاتوحي باية حالة عجزطارىء عما يمكن للانسان ان يمارسة وما يمكن ان يواجهة بفلسفة الموت والتكفير التي تنتهي غالبا بقضيتها معها كما اشار الامام ع للشهيد فخ حسين وحذرة من نفاق الامة الغير مكتمل وعيها وناضج ايمانها بل هي منطلقة من دراسة .واقعية للتاريخ والحاضر لما في الكون من قوانين قابلة للتغيير وقوانين غير قابلة للتغيير مع المقارنة بين ذلك وبين مايملكة الانسان المؤمن من قدرات ازاء هذا وذلك فإن الإمام عليه السلام كان يعلم أن أي عمل جهادي مسلح لن يكتب له النجاح في الظروف الراهنة وقد عاصر عليه السلام حكم المنصور والمهدي والهادي والرشيد..لقد ربط الامام بين الفكرة والعاطفة والسياسة في مخطط عملي تنفيذي بدء من تعرية النظام شرعيا ومرورا باختراق النظام سياسيا فستطاع الإمام أن ينفذ من خلال بعض شيعته إلى مركز القرار ليشكل عينا. تنقل التوجهات للاتقاء منها من جهة ولمحاولة التأثير على تلك القرارات من جهة أخرى، أو على الأقل خدمة المؤمنين ورفع الظلم عنهم بالقدر الممكن، ومن تلك الشخصيات علي بن يقطين، الذي كان وزيراً لهارون الرشيد، وقد قال له الإمام الكاظم عليه السلام "يا علي إن لله تعالى أولياءً مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي".))وكان الإمام عليه السلام حريصاً على أمن علي بن يقطين وعدم كشفه من قبل هارون وأعوانه، ومرة أهدى الرشيد إلى ابن يقطين ثياباً فاخرة فيها دراعة فاخرة فقام من فوره وأهداها إلى الإمام عليه السلام فردها الإمام وكتب إليه: "احتفظ بها ولا تخرجها عنك فسيكون لك بها أن تحتاج معه إليها".وبعدها جاء ساعٍ إلى هارون يقول له أن علي بن يقطين يقول بامامة موسى الكاظم، وأنه قد حمل إليه في هذه السنة تلك الدراعة السوداء التي أكرمته بها، فاستدعى هارون علي بن يقطين وقال له: افعلت بالدراعة السوداء التي كسوتك بها وخصصتك بها من بين سائر خواصي؟فقال ابن يقطين: "هي عندي يا أمير المؤمنين، في سفط من طيب مختوم عليها، فطلب إحضارها، فأرسل من يحضرها من مكانها، وعندما راها هارون قال: ردها إلى مكانها وخذها وانصرف راشداً فلن نصدق بعدها عليك ساعياً)) هذاوبهذا ارتقى الاسلام في منهج الامام الكاظم الى اعلى درجات الواقعية والعمل الاستراتجي المركب فتجد في فلسفة سجنة عليه السلام تمثيل للامة بعدم قدرة الاخرين مهما طال ظلمهم واشتد بطشهم وتفرد طاغوتهم على اضعافة او بالاحرى بعد حاجتة اليهم وبعدم قدرتهم على ان يجلبوا له نفعا او يمنعوه منه او يجلبوا له ضررا او يدفعوة عنه او يسيطروا على مقدرات وجودة ليملكوا امر حياتة وموتة بل ليشعر انه يملك قدرة المقاومة والمواصلة التي يامل ان تنتهي بااحد الحسنيين وخلاصة ذلك ان يحصل الانسان المسلم على الثقة بالقوة من خلال التحرر من الخوف والخنوع الذي يجمد تفكيرة ويشل قدراته ويوقف خطاه عن الحركة وطاقاتة عن المقاومة لينهزم تلقائيا دون حرب او قتال تحت ضغط الظالمين النفسي والجسدي هذا هو احد العنصران الاساسيان الذان ركز عليهما الامام ع في حركتة عنصر اما النعصر الخارجي الذي يمثل المؤشرات الداخلية والخارجية التي تكفل للمسلم الاحساس بحصول الظروف الموضوعية الواقعية في عملية ممارسة القوة والتغيير واضعاف النظام المتفرعن من خلال الرصيد الذاتي والمصدرالخارجي .فشعور الانسان بقوتة من خلال ما اودعة الله فيه من قوى الصبر والارادة والتصميم وما مكنة من ادوات لتفجير هذه القوى وماسخرة لة من الظواهر الكونية وما ذل له من الارض امر يوحي للانسان بان الحياة لاتخضع لحتميات الفراعنة وهي مفتوحة امامة بل طاقاتها فقد كانت خطة الامام الكاظم ع هي تفريغ وجدان الانسان من كل احساس بالقوة الساحة التي يملكها الاخرون وكل شعور بالخوف والرعب من كل قوة غيرقوة الله تعالى وذلك بارجاع امور الحياة برمتها اليه تعالى .وللوصول لناهية هذه العملية كان ضروري من دماء تعبد الطريق وتضحيات تخلق الذاكرة الاسترجاعية للامة فكانت الشهادة هي الخطوة الانتقالية الاخيرة .ولايتم هذا الامر الا بقاعة الامامة في الامة
فوشى بعض المتزلفين لفرعون عصر الامام بالإمام الكاظم عليه السلام وتناولت الوشاية أمورا عديدة، منها تخص مبدء الامامة والذي سيكون محرك الامة بتجاه تصحيح مسارها بولاية الامام الرضا عليه السلام كانت الامور التي يذكرها لنا التاريخ كالتالي
أ - جباية الأموال له، ففي الوقت الذي كان يقوم هارون الرشيد بحصار العلويين اقتصادياً لتجويعهم وإفقارهم وصلت إليه وشاية تخبره أن الأموال تصل للإمام عليه السلام من جميع أقطار العالم الإسلامي وأنه اشترى ضيعة تسى البسرية بثلاثين الف دينار.
ب - طلب الخلافة، ويذكر المؤرخون من الواشين علي بن اسماعيل بن جعفر حيث خرج إلى بغداد فدخل على الرشيد وقال له: ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة. فلما سمع ذلك هارون فقد صوابه.
ومن الأمور التي ملأت قلب هارون غيظا وحقدا وشعورا بواقع الامامه في الامة وخطرها على سلطانة وملكة ، انه كان يقول لموسى بن جعفر عليه السلام : خذ فدكاً حتى أردها اليك، فيأبى حتى ألح عليه.
فقال عليه السلام: لا اخذها إلا بحدودها.
قال: وما حدودها؟
قال عليه السلام: ان حددتها لم تردها؟
قال: بحق جدك إلا فعلت.
قال عليه السلام: أما الحد الاول فعدن. فتغير وجه الرشيد وقال: أيها.
قال عليه السلام: والحد الثاني سمرقند. فاربد وجهه.
قال عليه السلام: والحد الثالث افريقية. فاسود وجهه وقال: هيه.
قال عليه السلام: والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وارمينية.
قال الرشيد: فلم يبق لنا شيء، فتحول إلى مجلسي.
قال موسى عليه السلام : قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله ولعله عزم في البدء على كسر ارادتة لتنكسر بالتالي ارادت الامة فتخضع طويلا ..طويلا وعندما عجز عن ذلك عزم على قتلة فلو اخرجة لكان نصر سريعا للامام وسقوط سريع لفراعنة الارض . وهكذا فقد كان اعتقال الإمام عليه السلام كما يحدثنا التاريخ الشاهد الاصيل سنة 971 ه في شهر شوال، وبقي يتنقل في السجون يلاقي أنواع التضييق والتنكيل إلى أن عمد الرشيد إلى رطب فوضع فيه سما فاتكا وأمر السندي أن يقدمه إلى الإمام عليه السلام ويحتم عليه أن يتناول منه فمضى شهيداً سنة 173 ه.وكانت شهادتة موقف اضافي في وعي الامة التراكمي طوال عقود من الظلم والانسحاق من خلالة فتحت الامة وعيها من جديد على واقع تضحية جديدة تعيد لها مركزها في صنع القرار والالتفاف حول الامام الشرعي المنصوص عليه وهو الامام علي ابن موسى الرضا في حلقة تاريخية جديدة تحمل الكثير من التعقيدات والكثير من الشواهد حلقة لها وضعها الخاص وطبيعتها المميزة لتكون مفصل ومنعطف اشد ارباكا للظالمين وحجية على الامة ودعوة جديدة للانسانية ضد الانسحاق.. ...........
لواءمحمدباقر