رضا البطاوى
29-06-2011, 08:26 PM
http://n-gmr.com/up/uploads/081a50d737.gif
الدعوة فى القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :هذا كتاب الدعوة
ماهية الدعوة :
إن الدعوة المرادة هنا هى الإبلاغ أى الإعلام فعندما نقول نحن ندعو للإسلام فالمعنى نحن نعلم الناس بالإسلام إذا فالدعوة هى إبلاغ الأخرين رسالة الإسلام بوسيلة ما والملاحظ من التعريف وجود التالى :
الداعى وهو المسلم والمدعو وهو الأخر والمضمون وهو الإسلام والوسيلة وهى أساليب توصيل المضمون وانعدام أحد العناصر يعنى انعدام الدعوة فهذه العناصر تشبه سقف تحمله أربعة أعمدة إذا سقط منها عمود سقط السقف.
إلى ماذا ندعو ؟
من المسلمات فى هذا العالم أن كل صاحب دين يدعو إليه فمثلا النصرانى يدعو للنصرانية واليهودى لليهودية والشيوعى للشيوعية والبوذى للبوذية والمجوسى للمجوسية والهندوسى للهندوسية ومن ثم فالمسلم يدعو للإسلام أى يدعو لسبيل الله أى لله مصداق لقوله بسورة النحل:"ادع إلى سبيل ربك "أى الدعوة إلى الله أى دين الله مصداق لقوله بسورة يوسف:"قل هذه سبيلى أدعو إلى الله "وقوله بسورة فصلت:"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ".
هل الدعوة حق لكل مسلم ؟
إن المسلم الداعى يجب أن يكون على بصيرة أى على علم أى معرفة وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف:"قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة "
والمراد بكون المسلم على علم أن يكون عارفا بدين الله معرفة صحيحة كلية أو جزئية بمعنى أنه يدعو الآخرين لما يعرفه فقط إذا كانت معرفته جزئية والسبب فى حرمة دعوة المسلم غير العالم بما يدعو له هو أنه قد يضل المدعوين بسبب جهله فبدلا من أن يهديهم لدين الله يهديهم للباطل ولذا طلب الله من هؤلاء المسلمين غير العالمين بالدين أن يسألوا أهل الذكر حتى يصبحوا مثلهم وفى هذا قال بسورة النحل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ".
بما ندعو الناس ؟
ندعو لدين الله بما أمرنا الله به وهو الحكمة أى الموعظة الحسنة أى التى هى أحسن وهو وحى الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن "والسبب فى وجوب الدعوة بوحى الله هو أنه هو الذى يفصل أى يبين لنا حكم كل شىء مصداق لقوله بسورة النحل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "وقال بسورة آل عمران: "هذا بيان للناس ".
على من تجب الدعوة ؟
تجب الدعوة على كل مسلم على بصيرة أى علم بدين الله كله أو بعضه فيدعو فى البعض العالم به فقط وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف: "قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى "والملاحظ فى الآية وجوب الدعوة على أتباع الرسول (ص)بدليل قوله: "ومن اتبعنى "واشترطت فى التابع الداعى أن يكون على بصيرة أى علم بقولها "على بصيرة "
إذا فكل مسلم عالم الدعوة حكم واجب عليه ومن ثم يجب عليه تنفيذ الواجب متى أتيحت له الفرصة للدعوة .
تعليم الدعاة :
أمر الله أن تفتح مدارس للدعاة على أن يأتى من كل قوم فى بلد عدد من المسلمين ينفروا أى يسافروا للتعلم فى مكان المدارس والسبب أن يتفقهوا فى الدين أى أن يتعلموا أحكام الإسلام وقد جعل الله وظيفة الدعاة بعد عودتهم من التعليم هى إنذار قومهم وهم أهل بلدهم أى إبلاغهم بأحكام الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون "
ومن ثم فالواجب علينا تأسيس مدارس أى كليات الدعوة سواء سميناها إعداد المعلمين أو الدعاة أو الإعلاميين أو الإعلام ويشترط فيمن يدخلونها أن يكون من كل بلدة عدد كافى لها ليسدوا أمر الدعوة فى كل البلاد .
لا إكراه فى الدعوة :
من مبادىء الدعوة حرمة إكراه الناس على الإسلام والمراد أن كل وسائل الإجبار بنوعيها الترهيب والترغيب لا يجوز استخدامها من أجل أن يؤمن المدعو الكافر وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة: "لا إكراه فى الدين "وقال بسورة الغاشية: "لست عليهم بمصيطر "وقد حذر الله نبيه (ص)من إكراه الناس على الإيمان فقال بسورة يونس "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين "
وقد بين الله للداعية الأول النبى(ص)أن أى نفس لا تؤمن إلا بإذن الله والمراد أن أى نفس لا تؤمن إلا بإرادة نفسها التى يريدها الله لها فى نفس التوقيت وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله " .
تخيير المدعو :
من مبادىء الدعوة أن الداعية يعطى المدعو الحق فى رفض الهداية أو قبولها وهذا المبدأ يجب على الداعية التالى فيه :
إبلاغ المدعوين بأن لكل منهم الحق فى رفض الإسلام أو قبوله وقد طلب الله من نبيه (ص)تطبيق هذا المبدأ فطلب منه أن يقول للناس :هذا الحق من ربكم فمن أراده فإنما يريده لمصلحته ومن رفضه فإنما يرفضه ورفضه عقابه على نفسه وفى هذا قال بسورة يونس "قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها "وقال بسورة الإسراء: "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "وهذا التخيير الهدف منه هو إبلاغ الناس أن الداعية يريد مصلحتهم بالبرهان وليس بالإكراه وفى التخيير قال تعالى بسورة الكهف: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ".
لا أجر على الدعوة :
من مبادىء الدعوة أن الداعية لا يطلب أجرا أى مالا مقابل إبلاغ الإسلام وقد بين الله لنبيه (ص)أنه لا يطلب من الكفار مالا أى مغرما أى خراجا وفى هذا قال تعالى بسورة القلم "أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون "وقال بسورة المؤمنون "أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير "
والأجر المطلوب من المدعوين يكون عند إسلامهم وهو ليس مالا وإنما المودة فى القربى أى الحب فى الرحمة أى الإرادة فى دخول الجنة بطاعة أحكام الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى ".
الداعية لا يهدى أحدا :
من مبادىء الدعوة أن الداعية لا يستطيع هداية أحد سواء كان يحبه أو لا يحبه حتى ولو حرص على ذلك والسبب فى عجز الداعية عن الهداية هو أن الهداية تنبع من المدعو وليس من الداعى وقد بين الله لنبيه (ص)أنه لا يهدى من يحب أى لا يرحم من يود أى أنه عاجز عن جلب الجنة لمن يوده إذا كان من يوده لا يؤمن وفى هذا قال تعالى بسورة القصص "إنك لا تهدى من أحببت "
والله وحده هو الذى يهدى من يشاء أى يرحم من يريد وهو من يؤمن بالإسلام وفى هذا قال بنفس الآية"ولكن الله يهدى من يشاء "ومن ثم على الداعية ألا يحرص على هداية من يحبهم والسبب أن هذا الحرص هو جهد ضائع يجب توفيره فيما يفيد ،زد على هذا أن المدعوين هم الذين سيأتون إليه إذا أرادوا الاهتداء .
مهمة الداعية :
المهمة هى إبلاغ الرسالة وهى إعلام الناس بالإسلام وفى هذا قال بسورة المائدة "وما على الرسول إلا البلاغ "والداعية إذا امتنع عن إعلام الناس بالإسلام كليا أو جزئيا يصبح غير مبلغ للرسالة وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته "
وكل مسلم إنما هو رسول والمراد داعية للإسلام حسبما يعرف من أحكام الإسلام معرفة كاملة ومن ثم فهو يدعو فيما يعرف ولا يدعو الناس فيما يجهل ولذا خاطب الله المسلمين فقال يا أيها الرسل وذلك فى قوله بسورة المؤمنون "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا "ولذا على كل رسول منا إبلاغ الرسالة التى أبلغها محمد(ص)لنا والفرق بين المسلم صاحب الرسالة والمسلم الرسول هو أن الأول أوحى إليه والثانى لم يوحى إليه وإنما بلغته رسالة الوحى من الأول .
التوقف عن الدعوة :
من مبادىء الدعوة التوقف عند عناد المدعوين والمراد أن يتوقف الداعية عن الدعوة أى الإبلاغ أى التعليم إذا وجد أن دعوته مكذبة مرفوضة عند المدعوين وقد بين الله لرسوله (ص)أنه يجب أن يتوقف عن تعليم الأعراب المنافقين الإسلام لأنه مجهود ضائع بلا فائدة ولذا يجب توفيره لاستخدامه فيما يفيد وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله "
وقد أخبر الله نبيه (ص)أن نتيجة دعوة القوم تستوى بنتيجة عدم دعوة القوم وهى عدم الإيمان أى نتيجة الإنذار وعدم الإنذار هو عدم الإتباع وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة"إن الذين كفروا سواء عليهم أانذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "وقال بسورة الأعراف "إن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون "
العنف والدعوة :
من مبادىء الدعوة اللجوء للعنف لإثبات الحق عند عناد المدعوين المتكرر كثيرا والمراد أن الداعية من أجل لفت نظر المدعوين للحق فى مسألة الألوهية يقوم باللجوء للعنف الممثل فى تحطيم الأصنام وذلك حتى يثبت لهم أنها لا تقدر على نفع نفسها ولا تقدر على دفع الضر عن نفسها مما يعنى أنها ليست آلهة وقد لجأ إبراهيم (ص)لهذا الأسلوب بعد أن وجد أن الإقناع الكلامى لا يفيد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم إليه يرجعون "وقد أثمر هذا الأسلوب ثمرته حيث اعترف الكفار فى داخلهم بأنهم ظالمين بعبادتهم لتلك الأصنام وفى هذا قال بنفس السورة "فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون "ولكن بعد هذا الاعتراف النفسى عاد القوم لسابق عهدهم وهو الكفر فسألوا إبراهيم (ص)لقد عرفت أن هؤلاء لا ينطقون فما ردك ؟فبين لهم إبراهيم (ص)أن عبادة الأصنام شىء سيىء لأنها لا تنفع ولا تضر وفى هذا قال بنفس السورة:
"ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم "
وقد لجأ موسى (ص)لذلك الأسلوب عندما حرق العجل الذهبى ثم نسفه فى البحر نسفا حتى يثبت لمن عبد العجل من بنى إسرائيل أنهم لا يعقلون وبين لهم أن إلههم واحد هو الله الذى علم بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة طه "قال فما خطبك يا سامرى قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا إنما إلهكم الله الذى لا إله إلا هو وسع كل شىء علما "والسبب فى هذا الفعل هو أن القوم سبق عبادتهم للعجل الذهبى فعل أخر هو طلبهم أن يكون لهم صنم كما للقوم الذين يعبدون الأصنام الذين شاهدوهم بعد عبورهم البحر ومن ثم فتكرار الطلب وفعله يتطلب رد عنيف وفى حكاية الصنم قال تعالى فى سورة الأعراف "وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون "
ومما ينبغى قوله أن على الداعية ألا يلجأ لهذا الأسلوب مع المعاهدين .
حجاج الآخرين ثم المباهلة :
إن الداعية إذا أبلغ الآخرين بالعلم وهو الإسلام وهو مبرهن على كل ما فيه ثم إذا طلب الآخرين الحجاج وهو الجدال فى الموضوعات التى سبق أن أخبرهم الداعية بحكم الإسلام فيها فواجبه هو :
أن يدعوهم إلى المباهلة قطعا لكلامهم حيث يخافون من كون لعنة الله عليهم وذلك مثلما طلب الله من نبيه (ص)فى موضوع عيسى (ص)فبعد أن بين للنصارى كون عيسى هو إنسان له أم طلب منه أن يطلب من القوم أن يدعو أبنائهم وأبناء المسلمين ونسائهم ونساء المسلمين ورجالهم ورجال المسلمين فيبتهلوا إلى الله أن يجعل لعنته وهى عذابه على الفريق الذى على الباطل وهو الكاذب وفى هذا قال تعالى فى سورة آل عمران "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "
استغلال الفرصة فى الدعوة :
من مبادىء الدعوة أن يستغل الداعية الفرصة والمراد أن يستفيد الداعية من وجود الكافر فى أرض المسلمين مستجيرا بهم كى يبلغه الدعوة وقد بين الله لنا أن الكافر الذى يطلب الإجارة أى الأمن من المسلمين يجب على المسلمين إجارته وهو حمايته من الأذى وإسماعه كلام الله طول مدة الحماية والمراد إبلاغه بأحكام الإسلام ما دام موجودا على أرض المسلمين وإبلاغه مأمنه وهو توصيله للأرض التى يجد فيها الحماية لنفسه من الأذى وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه "ومبدأ استغلال الفرصة له تطبيقات كثيرة فى هذا العصر منها إرسال الكتب للكفار والبث الإذاعى والتلفازى والاتصال بالحواسيب .
الدعوة ووحدة اللغة :
من مبادىء الدعوة وحدة اللغة والمراد أن يكون لسان الداعية هو نفسه لسان المدعوين أى أن يتكلم الداعية لغة المدعوين وهذا المبدأ طبقه الله مع كل الأقوام حيث أرسل لكل قوم رسول برسالة أداها بلسانهم وفى هذا قال بسورة إبراهيم:
"وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم "
والسبب هو أن يفهم القوم ما يقول الرسول فهما سليما وأما إذا كان يتحدث بلغة وهم يتحدثون بلغة أخرى فالحادث هو عدم الفهم أى عدم وصول الرسالة ،إذا يجب أن يؤدى كل داعية البلاغ لقومه بلغتهم سواء كانت العربية أو الأردية أو السواحلية أو غير هذا ومن هذا يتبين أن كل داعية فى كلية الإعلام أو المعلمين يجب عليه دراسة اللغة العربية التى هى لغة الوحى ودراسة لغة قومه إذا لم تكن اللغة العربية فالعربية يدرسها لفهم الوحى واللغة الأخرى يدرسها كى يوصل فهمه للوحى لأصحاب اللغة الأخرى ومن أجل ذلك يتم فرض تعلم اللغة العربية فى الكليات كلها التى لا يتكلم طلابها اللغة العربية .
التعرف على المدعوين :
من مبادىء الدعوة التعرف على المدعوين أى معرفة دينهم معرفة تامة أكثر منهم وعلى صفات الأشخاص الموجودين بقدر المستطاع من خلال الحوار والتعايش معهم والأسباب الداعية لمعرفة الداعى لدين الأخرين وصفاتهم الشخصية هى :
-أن يعرف كيف يدخل لعقولهم من خلال بيان مفاسد دينهم .
-أن يعرف ما الصالح فى دينهم فيبقى عليه ناسبا إياه للإسلام .
-أن يعرف درجات قرب الأشخاص أو بعدهم عن الإسلام معرفيا أو سلوكيا حتى يوفر المجهود مع القريبين للإسلام ليستغله مع البعيدين وليس معنى هذا أنه لا يبذل مجهود مع القريبين وإنما المعنى أنه يبذل مجهود قليل معهم بينما يبذل مع البعيدين مجهود عظيم .
-أن يعرف موقف الدين الأخر وأهله من الإسلام عن طريق شبهاتهم وأباطيلهم حول الإسلام وذلك حتى يستطيع أن يدافع عن الإسلام دفاعا سليما يبين فيه عدم صحة هذه الأباطيل والشبهات وهذا المبدأ يعنى أن الداعية لابد أن يكون مقيما فى منطقة الدعوة وليس متجولا ينتقل من مكان لأخر مضيعا جهاده وجهده .
مراعاة الاختلافات عند المدعوين :
من مبادىء الدعوة مراعاة الاختلافات بين المدعوين والمراد أن عند اختلاف المدعوين فى النوع أو السن أو فى المعرفة العامة عند الناس يتغاير الخطاب والدليل على هذا هو أن الخطاب فى القرآن يتغير حسب اختلاف المدعوين فعندما يخاطب الكفار يقول يا أيها الناس أو يا أيها الكافرون أو ما فى معنى الكلمة وذلك حتى يعرفوا أن الخطاب موجه لهم وعندما يخاطب المسلمين يقول يا أيها الذين أمنوا أو ما فى معناها ليعلموا أن الخطاب موجه لهم ويراعى القرآن الاختلاف داخل فريق الكفار وداخل فريق المسلمين فمثلا خطاب أهل الكتاب يختلف عن خطاب أهل الشرك الوثنى لاختلاف المعتقدات كثيرا وذلك داخل فريق الكفار وأما داخل فريق المسلمين فنجد خطاب الرجال يختلف عن خطاب النساء عندما يتعلق الأمر بخصوصيات كل نوع وأسس المراعاة هى :
-أسلوب خطاب الكفار يتبع طريقة الهدم ثم البناء بمعنى أنه يهدم دينهم ببيان عيوبه ومفاسده ثم يبنى ببيان أحكام الإسلام ويسمى هذا التحلية بعد التخلية .
-أسلوب خطاب المسلمين يتبع أسلوب البناء بمعنى أن الداعية يبين للمسلمين أحكام الإسلام .
-أسلوب الخطاب السنى والمراد أن يختلف أسلوب الداعية من الأطفال للبالغين فى الموضوعات لأن الأطفال لا تناسبهم بعض الموضوعات لعدم اكتمال عقولهم مثل الحديث عن الغيبيات كالذات الإلهية والملائكة .
-أسلوب الخطاب المعرفى وهو أن يختلف أسلوب الداعية من الأميين للكتبة القراء وأساسه عدم مخاطبة الأميين بالاصطلاحات الكتبية لجهلهم بها ويجوز ذلك مع من يحسنون القراءة والكتابة .
-أسلوب الخطاب النوعى وهو اختلاف أسلوب الداعية من النساء للرجال فى الموضوعات الخاصة بكل نوع .
-أسلوب الخطاب الجمعى وهو أن يكون كلام الداعية سهل يفهمه الكل إذا كانوا جماعة مختلفة فى النوع أو المعرفة أو السن.
-أسلوب الخطاب المرحلى وهو أن يختلف خطاب الداعية من مرحلة الانتقال إلى مرحلة الثبات فى الدولة الإسلامية
القول اللين :
من مبادىء الدعوة القول اللين أى السليم أى البليغ أى السديد أى الحسن وتفصيلا هو الكلام الذى يستخدم الوحى فى الدعوة ويبعد عن استخدام الشتائم وغير ذلك من أنواع الكلام الذى حرمه الله وقد طلب الله من كل من موسى (ص)وهارون (ص)أن يذهبا لمكان إقامة فرعون بشرط أن يدعواه بالقول اللين وفى هذا قال تعالى بسورة طه "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "
والسباب سواء موجه للآلهة المزعومة أو لهم أو لدينهم هو أمر محرم وقد نهى الله عنه فقال بسورة النساء "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "
كما حرم الله سب الآلهة المزعومة حتى لا يسب الكفار إلهنا الذى هو الله ظلما وعدوانا وفى هذا قال بسورة الأنعام "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ".
أشكال الدعوة :
إن أشكال الدعوة عبر العصور تعددت ويقصد بها هنا الوسائل وهى تشترك كلها فى عنصر واحد هو استخدام الكلام فى التوصيل أى استخدام القول فى التوصيل وفى هذا قال تعالى بسورة القصص:
"ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون "
وقد وردت فى القرآن عدة وسائل هى :
1-الكلام المباشر وهو أن يتكلم الداعية مع الناس وجها لوجه ويسمى هذا الوعظ والتبشير والإنذار والحوار وإسماع القرآن .
2-الكلام غير المباشر ومنه الكتاب وهو الرسالة المكتوبة ومن أمثلة هذا كتاب سليمان لملكة سبأ وفى هذا قال تعالى بسورة النحل:
"اذهب بكتابى هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت يا أيها الملأ إنى ألقى إلى كتاب كريم أنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا وأتونى مسلمين"
ومن أمثلة وسائل الكلام غير المباشر – وهو الكلام المنقول عبر وسيلة اتصال غير الصوت الإنسانى- فى هذا العصر الجرائد والإذاعة والتلفاز والمسجل الصوتى والمسجل المرئى .
أساليب الدعوة :
يقصد بها الطرق الكلامية الموصلة للإقناع بسلامة دين الله وفساد غيره من الأديان وهى :
--أسلوب لفت النظر وهو طلب التفكير من المدعوين فى خلق الله ليصلوا للحق الذى يقصده الداعى ومن أمثلته فى القرآن قوله بسورة الذاريات"وفى أنفسكم أفلا تبصرون "وقوله بسورة الغاشية"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت "
وهو أسلوب مفيد فى إثبات وحدانية الله وقدرته ووجوب طاعته نتيجة هذا .
-البرهنة وهى استخدام الحجج ويستخدم عن طريق برهنة الداعى على فساد قول معين عند المدعوين ثم يطلب منهم البراهين الدالة على صدقها ومن أمثلته فى القرآن قوله بسورة المؤمنون " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون "وقوله بسورة الأنبياء"لو كانا فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ".
-ضرب الأمثال وهو توضيح البراهين بطرق أسهل تعتمد غالبا على التشبيه ومن أمثلته قوله بسورة إبراهيم "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ".
-الإنذار وهو تخويف المدعوين بالعذاب الأخروى إن لم يطيعوا الوحى وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يستخدمه فى أكثر من سورة منها قوله بسورة إبراهيم "وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب " .
-التبشير وهو ترغيب المدعوين فى ثواب الله إن هم أطاعوا الوحى وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يستخدمه فى أكثر من سورة منها قوله بسورة الزمر "فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ".
-القصص وهى حكاية الأحداث التى وقعت للأمم السابقة من أجل أن يفكر المدعوين فى الاتعاظ والاعتبار وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يستخدم الأسلوب فقال بسورة الأعراف "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ".
-طلب السير فى الأرض والمراد به أن يطلب الداعية من الناس السفر فى البلاد ليعرفوا مصير الأمم السابقة فيتخذوا العظة والعبرة ويسمى طلب التنقيب وفى هذا قال بسورة ق "فنقبوا فى البلاد هل من محيص "وقوله بسورة غافر "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ".
-قراءة القرآن على أسماع الناس وقد فعل هذا الدعاة فى عهد الرسول (ص)حتى أن الكفار كانوا يريدون الفتك بهم وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا ".
-إجابة الأسئلة التى توجه إليهم من قبل المدعوين وقد أجاب الرسول (ص)على الأسئلة الموجهة له من قبل الناس بعد أن أوحى الله له بالإجابات ومن هذا سؤالهم عن ذى القرنين (ص)بسورة الكهف "ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا "وسؤالهم عن الحيض بقولهم بسورة البقرة "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى "
-السؤال الإثباتى وهو السؤال الذى يسأله الداعية للمدعوين لإثبات خطأ ما هم عليه وذلك بإجابتهم الصحيحة التى تتنافى مع دينهم الضال الذى هم عليه ومن أمثلة استخدام هذا الأسلوب قوله بسورة العنكبوت "ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ".
-البيان وهو الشرح والتوضيح لآيات القرآن التى يتلوها الداعية على أسماع الناس وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ".
الدعوة فى القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :هذا كتاب الدعوة
ماهية الدعوة :
إن الدعوة المرادة هنا هى الإبلاغ أى الإعلام فعندما نقول نحن ندعو للإسلام فالمعنى نحن نعلم الناس بالإسلام إذا فالدعوة هى إبلاغ الأخرين رسالة الإسلام بوسيلة ما والملاحظ من التعريف وجود التالى :
الداعى وهو المسلم والمدعو وهو الأخر والمضمون وهو الإسلام والوسيلة وهى أساليب توصيل المضمون وانعدام أحد العناصر يعنى انعدام الدعوة فهذه العناصر تشبه سقف تحمله أربعة أعمدة إذا سقط منها عمود سقط السقف.
إلى ماذا ندعو ؟
من المسلمات فى هذا العالم أن كل صاحب دين يدعو إليه فمثلا النصرانى يدعو للنصرانية واليهودى لليهودية والشيوعى للشيوعية والبوذى للبوذية والمجوسى للمجوسية والهندوسى للهندوسية ومن ثم فالمسلم يدعو للإسلام أى يدعو لسبيل الله أى لله مصداق لقوله بسورة النحل:"ادع إلى سبيل ربك "أى الدعوة إلى الله أى دين الله مصداق لقوله بسورة يوسف:"قل هذه سبيلى أدعو إلى الله "وقوله بسورة فصلت:"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ".
هل الدعوة حق لكل مسلم ؟
إن المسلم الداعى يجب أن يكون على بصيرة أى على علم أى معرفة وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف:"قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة "
والمراد بكون المسلم على علم أن يكون عارفا بدين الله معرفة صحيحة كلية أو جزئية بمعنى أنه يدعو الآخرين لما يعرفه فقط إذا كانت معرفته جزئية والسبب فى حرمة دعوة المسلم غير العالم بما يدعو له هو أنه قد يضل المدعوين بسبب جهله فبدلا من أن يهديهم لدين الله يهديهم للباطل ولذا طلب الله من هؤلاء المسلمين غير العالمين بالدين أن يسألوا أهل الذكر حتى يصبحوا مثلهم وفى هذا قال بسورة النحل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ".
بما ندعو الناس ؟
ندعو لدين الله بما أمرنا الله به وهو الحكمة أى الموعظة الحسنة أى التى هى أحسن وهو وحى الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن "والسبب فى وجوب الدعوة بوحى الله هو أنه هو الذى يفصل أى يبين لنا حكم كل شىء مصداق لقوله بسورة النحل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "وقال بسورة آل عمران: "هذا بيان للناس ".
على من تجب الدعوة ؟
تجب الدعوة على كل مسلم على بصيرة أى علم بدين الله كله أو بعضه فيدعو فى البعض العالم به فقط وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف: "قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى "والملاحظ فى الآية وجوب الدعوة على أتباع الرسول (ص)بدليل قوله: "ومن اتبعنى "واشترطت فى التابع الداعى أن يكون على بصيرة أى علم بقولها "على بصيرة "
إذا فكل مسلم عالم الدعوة حكم واجب عليه ومن ثم يجب عليه تنفيذ الواجب متى أتيحت له الفرصة للدعوة .
تعليم الدعاة :
أمر الله أن تفتح مدارس للدعاة على أن يأتى من كل قوم فى بلد عدد من المسلمين ينفروا أى يسافروا للتعلم فى مكان المدارس والسبب أن يتفقهوا فى الدين أى أن يتعلموا أحكام الإسلام وقد جعل الله وظيفة الدعاة بعد عودتهم من التعليم هى إنذار قومهم وهم أهل بلدهم أى إبلاغهم بأحكام الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون "
ومن ثم فالواجب علينا تأسيس مدارس أى كليات الدعوة سواء سميناها إعداد المعلمين أو الدعاة أو الإعلاميين أو الإعلام ويشترط فيمن يدخلونها أن يكون من كل بلدة عدد كافى لها ليسدوا أمر الدعوة فى كل البلاد .
لا إكراه فى الدعوة :
من مبادىء الدعوة حرمة إكراه الناس على الإسلام والمراد أن كل وسائل الإجبار بنوعيها الترهيب والترغيب لا يجوز استخدامها من أجل أن يؤمن المدعو الكافر وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة: "لا إكراه فى الدين "وقال بسورة الغاشية: "لست عليهم بمصيطر "وقد حذر الله نبيه (ص)من إكراه الناس على الإيمان فقال بسورة يونس "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين "
وقد بين الله للداعية الأول النبى(ص)أن أى نفس لا تؤمن إلا بإذن الله والمراد أن أى نفس لا تؤمن إلا بإرادة نفسها التى يريدها الله لها فى نفس التوقيت وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله " .
تخيير المدعو :
من مبادىء الدعوة أن الداعية يعطى المدعو الحق فى رفض الهداية أو قبولها وهذا المبدأ يجب على الداعية التالى فيه :
إبلاغ المدعوين بأن لكل منهم الحق فى رفض الإسلام أو قبوله وقد طلب الله من نبيه (ص)تطبيق هذا المبدأ فطلب منه أن يقول للناس :هذا الحق من ربكم فمن أراده فإنما يريده لمصلحته ومن رفضه فإنما يرفضه ورفضه عقابه على نفسه وفى هذا قال بسورة يونس "قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها "وقال بسورة الإسراء: "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "وهذا التخيير الهدف منه هو إبلاغ الناس أن الداعية يريد مصلحتهم بالبرهان وليس بالإكراه وفى التخيير قال تعالى بسورة الكهف: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ".
لا أجر على الدعوة :
من مبادىء الدعوة أن الداعية لا يطلب أجرا أى مالا مقابل إبلاغ الإسلام وقد بين الله لنبيه (ص)أنه لا يطلب من الكفار مالا أى مغرما أى خراجا وفى هذا قال تعالى بسورة القلم "أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون "وقال بسورة المؤمنون "أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير "
والأجر المطلوب من المدعوين يكون عند إسلامهم وهو ليس مالا وإنما المودة فى القربى أى الحب فى الرحمة أى الإرادة فى دخول الجنة بطاعة أحكام الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى ".
الداعية لا يهدى أحدا :
من مبادىء الدعوة أن الداعية لا يستطيع هداية أحد سواء كان يحبه أو لا يحبه حتى ولو حرص على ذلك والسبب فى عجز الداعية عن الهداية هو أن الهداية تنبع من المدعو وليس من الداعى وقد بين الله لنبيه (ص)أنه لا يهدى من يحب أى لا يرحم من يود أى أنه عاجز عن جلب الجنة لمن يوده إذا كان من يوده لا يؤمن وفى هذا قال تعالى بسورة القصص "إنك لا تهدى من أحببت "
والله وحده هو الذى يهدى من يشاء أى يرحم من يريد وهو من يؤمن بالإسلام وفى هذا قال بنفس الآية"ولكن الله يهدى من يشاء "ومن ثم على الداعية ألا يحرص على هداية من يحبهم والسبب أن هذا الحرص هو جهد ضائع يجب توفيره فيما يفيد ،زد على هذا أن المدعوين هم الذين سيأتون إليه إذا أرادوا الاهتداء .
مهمة الداعية :
المهمة هى إبلاغ الرسالة وهى إعلام الناس بالإسلام وفى هذا قال بسورة المائدة "وما على الرسول إلا البلاغ "والداعية إذا امتنع عن إعلام الناس بالإسلام كليا أو جزئيا يصبح غير مبلغ للرسالة وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته "
وكل مسلم إنما هو رسول والمراد داعية للإسلام حسبما يعرف من أحكام الإسلام معرفة كاملة ومن ثم فهو يدعو فيما يعرف ولا يدعو الناس فيما يجهل ولذا خاطب الله المسلمين فقال يا أيها الرسل وذلك فى قوله بسورة المؤمنون "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا "ولذا على كل رسول منا إبلاغ الرسالة التى أبلغها محمد(ص)لنا والفرق بين المسلم صاحب الرسالة والمسلم الرسول هو أن الأول أوحى إليه والثانى لم يوحى إليه وإنما بلغته رسالة الوحى من الأول .
التوقف عن الدعوة :
من مبادىء الدعوة التوقف عند عناد المدعوين والمراد أن يتوقف الداعية عن الدعوة أى الإبلاغ أى التعليم إذا وجد أن دعوته مكذبة مرفوضة عند المدعوين وقد بين الله لرسوله (ص)أنه يجب أن يتوقف عن تعليم الأعراب المنافقين الإسلام لأنه مجهود ضائع بلا فائدة ولذا يجب توفيره لاستخدامه فيما يفيد وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله "
وقد أخبر الله نبيه (ص)أن نتيجة دعوة القوم تستوى بنتيجة عدم دعوة القوم وهى عدم الإيمان أى نتيجة الإنذار وعدم الإنذار هو عدم الإتباع وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة"إن الذين كفروا سواء عليهم أانذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون "وقال بسورة الأعراف "إن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون "
العنف والدعوة :
من مبادىء الدعوة اللجوء للعنف لإثبات الحق عند عناد المدعوين المتكرر كثيرا والمراد أن الداعية من أجل لفت نظر المدعوين للحق فى مسألة الألوهية يقوم باللجوء للعنف الممثل فى تحطيم الأصنام وذلك حتى يثبت لهم أنها لا تقدر على نفع نفسها ولا تقدر على دفع الضر عن نفسها مما يعنى أنها ليست آلهة وقد لجأ إبراهيم (ص)لهذا الأسلوب بعد أن وجد أن الإقناع الكلامى لا يفيد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم إليه يرجعون "وقد أثمر هذا الأسلوب ثمرته حيث اعترف الكفار فى داخلهم بأنهم ظالمين بعبادتهم لتلك الأصنام وفى هذا قال بنفس السورة "فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون "ولكن بعد هذا الاعتراف النفسى عاد القوم لسابق عهدهم وهو الكفر فسألوا إبراهيم (ص)لقد عرفت أن هؤلاء لا ينطقون فما ردك ؟فبين لهم إبراهيم (ص)أن عبادة الأصنام شىء سيىء لأنها لا تنفع ولا تضر وفى هذا قال بنفس السورة:
"ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم "
وقد لجأ موسى (ص)لذلك الأسلوب عندما حرق العجل الذهبى ثم نسفه فى البحر نسفا حتى يثبت لمن عبد العجل من بنى إسرائيل أنهم لا يعقلون وبين لهم أن إلههم واحد هو الله الذى علم بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة طه "قال فما خطبك يا سامرى قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا إنما إلهكم الله الذى لا إله إلا هو وسع كل شىء علما "والسبب فى هذا الفعل هو أن القوم سبق عبادتهم للعجل الذهبى فعل أخر هو طلبهم أن يكون لهم صنم كما للقوم الذين يعبدون الأصنام الذين شاهدوهم بعد عبورهم البحر ومن ثم فتكرار الطلب وفعله يتطلب رد عنيف وفى حكاية الصنم قال تعالى فى سورة الأعراف "وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون "
ومما ينبغى قوله أن على الداعية ألا يلجأ لهذا الأسلوب مع المعاهدين .
حجاج الآخرين ثم المباهلة :
إن الداعية إذا أبلغ الآخرين بالعلم وهو الإسلام وهو مبرهن على كل ما فيه ثم إذا طلب الآخرين الحجاج وهو الجدال فى الموضوعات التى سبق أن أخبرهم الداعية بحكم الإسلام فيها فواجبه هو :
أن يدعوهم إلى المباهلة قطعا لكلامهم حيث يخافون من كون لعنة الله عليهم وذلك مثلما طلب الله من نبيه (ص)فى موضوع عيسى (ص)فبعد أن بين للنصارى كون عيسى هو إنسان له أم طلب منه أن يطلب من القوم أن يدعو أبنائهم وأبناء المسلمين ونسائهم ونساء المسلمين ورجالهم ورجال المسلمين فيبتهلوا إلى الله أن يجعل لعنته وهى عذابه على الفريق الذى على الباطل وهو الكاذب وفى هذا قال تعالى فى سورة آل عمران "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين "
استغلال الفرصة فى الدعوة :
من مبادىء الدعوة أن يستغل الداعية الفرصة والمراد أن يستفيد الداعية من وجود الكافر فى أرض المسلمين مستجيرا بهم كى يبلغه الدعوة وقد بين الله لنا أن الكافر الذى يطلب الإجارة أى الأمن من المسلمين يجب على المسلمين إجارته وهو حمايته من الأذى وإسماعه كلام الله طول مدة الحماية والمراد إبلاغه بأحكام الإسلام ما دام موجودا على أرض المسلمين وإبلاغه مأمنه وهو توصيله للأرض التى يجد فيها الحماية لنفسه من الأذى وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه "ومبدأ استغلال الفرصة له تطبيقات كثيرة فى هذا العصر منها إرسال الكتب للكفار والبث الإذاعى والتلفازى والاتصال بالحواسيب .
الدعوة ووحدة اللغة :
من مبادىء الدعوة وحدة اللغة والمراد أن يكون لسان الداعية هو نفسه لسان المدعوين أى أن يتكلم الداعية لغة المدعوين وهذا المبدأ طبقه الله مع كل الأقوام حيث أرسل لكل قوم رسول برسالة أداها بلسانهم وفى هذا قال بسورة إبراهيم:
"وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم "
والسبب هو أن يفهم القوم ما يقول الرسول فهما سليما وأما إذا كان يتحدث بلغة وهم يتحدثون بلغة أخرى فالحادث هو عدم الفهم أى عدم وصول الرسالة ،إذا يجب أن يؤدى كل داعية البلاغ لقومه بلغتهم سواء كانت العربية أو الأردية أو السواحلية أو غير هذا ومن هذا يتبين أن كل داعية فى كلية الإعلام أو المعلمين يجب عليه دراسة اللغة العربية التى هى لغة الوحى ودراسة لغة قومه إذا لم تكن اللغة العربية فالعربية يدرسها لفهم الوحى واللغة الأخرى يدرسها كى يوصل فهمه للوحى لأصحاب اللغة الأخرى ومن أجل ذلك يتم فرض تعلم اللغة العربية فى الكليات كلها التى لا يتكلم طلابها اللغة العربية .
التعرف على المدعوين :
من مبادىء الدعوة التعرف على المدعوين أى معرفة دينهم معرفة تامة أكثر منهم وعلى صفات الأشخاص الموجودين بقدر المستطاع من خلال الحوار والتعايش معهم والأسباب الداعية لمعرفة الداعى لدين الأخرين وصفاتهم الشخصية هى :
-أن يعرف كيف يدخل لعقولهم من خلال بيان مفاسد دينهم .
-أن يعرف ما الصالح فى دينهم فيبقى عليه ناسبا إياه للإسلام .
-أن يعرف درجات قرب الأشخاص أو بعدهم عن الإسلام معرفيا أو سلوكيا حتى يوفر المجهود مع القريبين للإسلام ليستغله مع البعيدين وليس معنى هذا أنه لا يبذل مجهود مع القريبين وإنما المعنى أنه يبذل مجهود قليل معهم بينما يبذل مع البعيدين مجهود عظيم .
-أن يعرف موقف الدين الأخر وأهله من الإسلام عن طريق شبهاتهم وأباطيلهم حول الإسلام وذلك حتى يستطيع أن يدافع عن الإسلام دفاعا سليما يبين فيه عدم صحة هذه الأباطيل والشبهات وهذا المبدأ يعنى أن الداعية لابد أن يكون مقيما فى منطقة الدعوة وليس متجولا ينتقل من مكان لأخر مضيعا جهاده وجهده .
مراعاة الاختلافات عند المدعوين :
من مبادىء الدعوة مراعاة الاختلافات بين المدعوين والمراد أن عند اختلاف المدعوين فى النوع أو السن أو فى المعرفة العامة عند الناس يتغاير الخطاب والدليل على هذا هو أن الخطاب فى القرآن يتغير حسب اختلاف المدعوين فعندما يخاطب الكفار يقول يا أيها الناس أو يا أيها الكافرون أو ما فى معنى الكلمة وذلك حتى يعرفوا أن الخطاب موجه لهم وعندما يخاطب المسلمين يقول يا أيها الذين أمنوا أو ما فى معناها ليعلموا أن الخطاب موجه لهم ويراعى القرآن الاختلاف داخل فريق الكفار وداخل فريق المسلمين فمثلا خطاب أهل الكتاب يختلف عن خطاب أهل الشرك الوثنى لاختلاف المعتقدات كثيرا وذلك داخل فريق الكفار وأما داخل فريق المسلمين فنجد خطاب الرجال يختلف عن خطاب النساء عندما يتعلق الأمر بخصوصيات كل نوع وأسس المراعاة هى :
-أسلوب خطاب الكفار يتبع طريقة الهدم ثم البناء بمعنى أنه يهدم دينهم ببيان عيوبه ومفاسده ثم يبنى ببيان أحكام الإسلام ويسمى هذا التحلية بعد التخلية .
-أسلوب خطاب المسلمين يتبع أسلوب البناء بمعنى أن الداعية يبين للمسلمين أحكام الإسلام .
-أسلوب الخطاب السنى والمراد أن يختلف أسلوب الداعية من الأطفال للبالغين فى الموضوعات لأن الأطفال لا تناسبهم بعض الموضوعات لعدم اكتمال عقولهم مثل الحديث عن الغيبيات كالذات الإلهية والملائكة .
-أسلوب الخطاب المعرفى وهو أن يختلف أسلوب الداعية من الأميين للكتبة القراء وأساسه عدم مخاطبة الأميين بالاصطلاحات الكتبية لجهلهم بها ويجوز ذلك مع من يحسنون القراءة والكتابة .
-أسلوب الخطاب النوعى وهو اختلاف أسلوب الداعية من النساء للرجال فى الموضوعات الخاصة بكل نوع .
-أسلوب الخطاب الجمعى وهو أن يكون كلام الداعية سهل يفهمه الكل إذا كانوا جماعة مختلفة فى النوع أو المعرفة أو السن.
-أسلوب الخطاب المرحلى وهو أن يختلف خطاب الداعية من مرحلة الانتقال إلى مرحلة الثبات فى الدولة الإسلامية
القول اللين :
من مبادىء الدعوة القول اللين أى السليم أى البليغ أى السديد أى الحسن وتفصيلا هو الكلام الذى يستخدم الوحى فى الدعوة ويبعد عن استخدام الشتائم وغير ذلك من أنواع الكلام الذى حرمه الله وقد طلب الله من كل من موسى (ص)وهارون (ص)أن يذهبا لمكان إقامة فرعون بشرط أن يدعواه بالقول اللين وفى هذا قال تعالى بسورة طه "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "
والسباب سواء موجه للآلهة المزعومة أو لهم أو لدينهم هو أمر محرم وقد نهى الله عنه فقال بسورة النساء "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "
كما حرم الله سب الآلهة المزعومة حتى لا يسب الكفار إلهنا الذى هو الله ظلما وعدوانا وفى هذا قال بسورة الأنعام "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ".
أشكال الدعوة :
إن أشكال الدعوة عبر العصور تعددت ويقصد بها هنا الوسائل وهى تشترك كلها فى عنصر واحد هو استخدام الكلام فى التوصيل أى استخدام القول فى التوصيل وفى هذا قال تعالى بسورة القصص:
"ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون "
وقد وردت فى القرآن عدة وسائل هى :
1-الكلام المباشر وهو أن يتكلم الداعية مع الناس وجها لوجه ويسمى هذا الوعظ والتبشير والإنذار والحوار وإسماع القرآن .
2-الكلام غير المباشر ومنه الكتاب وهو الرسالة المكتوبة ومن أمثلة هذا كتاب سليمان لملكة سبأ وفى هذا قال تعالى بسورة النحل:
"اذهب بكتابى هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون قالت يا أيها الملأ إنى ألقى إلى كتاب كريم أنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا وأتونى مسلمين"
ومن أمثلة وسائل الكلام غير المباشر – وهو الكلام المنقول عبر وسيلة اتصال غير الصوت الإنسانى- فى هذا العصر الجرائد والإذاعة والتلفاز والمسجل الصوتى والمسجل المرئى .
أساليب الدعوة :
يقصد بها الطرق الكلامية الموصلة للإقناع بسلامة دين الله وفساد غيره من الأديان وهى :
--أسلوب لفت النظر وهو طلب التفكير من المدعوين فى خلق الله ليصلوا للحق الذى يقصده الداعى ومن أمثلته فى القرآن قوله بسورة الذاريات"وفى أنفسكم أفلا تبصرون "وقوله بسورة الغاشية"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت "
وهو أسلوب مفيد فى إثبات وحدانية الله وقدرته ووجوب طاعته نتيجة هذا .
-البرهنة وهى استخدام الحجج ويستخدم عن طريق برهنة الداعى على فساد قول معين عند المدعوين ثم يطلب منهم البراهين الدالة على صدقها ومن أمثلته فى القرآن قوله بسورة المؤمنون " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون "وقوله بسورة الأنبياء"لو كانا فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ".
-ضرب الأمثال وهو توضيح البراهين بطرق أسهل تعتمد غالبا على التشبيه ومن أمثلته قوله بسورة إبراهيم "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ".
-الإنذار وهو تخويف المدعوين بالعذاب الأخروى إن لم يطيعوا الوحى وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يستخدمه فى أكثر من سورة منها قوله بسورة إبراهيم "وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب " .
-التبشير وهو ترغيب المدعوين فى ثواب الله إن هم أطاعوا الوحى وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يستخدمه فى أكثر من سورة منها قوله بسورة الزمر "فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ".
-القصص وهى حكاية الأحداث التى وقعت للأمم السابقة من أجل أن يفكر المدعوين فى الاتعاظ والاعتبار وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يستخدم الأسلوب فقال بسورة الأعراف "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ".
-طلب السير فى الأرض والمراد به أن يطلب الداعية من الناس السفر فى البلاد ليعرفوا مصير الأمم السابقة فيتخذوا العظة والعبرة ويسمى طلب التنقيب وفى هذا قال بسورة ق "فنقبوا فى البلاد هل من محيص "وقوله بسورة غافر "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ".
-قراءة القرآن على أسماع الناس وقد فعل هذا الدعاة فى عهد الرسول (ص)حتى أن الكفار كانوا يريدون الفتك بهم وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا ".
-إجابة الأسئلة التى توجه إليهم من قبل المدعوين وقد أجاب الرسول (ص)على الأسئلة الموجهة له من قبل الناس بعد أن أوحى الله له بالإجابات ومن هذا سؤالهم عن ذى القرنين (ص)بسورة الكهف "ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا "وسؤالهم عن الحيض بقولهم بسورة البقرة "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى "
-السؤال الإثباتى وهو السؤال الذى يسأله الداعية للمدعوين لإثبات خطأ ما هم عليه وذلك بإجابتهم الصحيحة التى تتنافى مع دينهم الضال الذى هم عليه ومن أمثلة استخدام هذا الأسلوب قوله بسورة العنكبوت "ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون ".
-البيان وهو الشرح والتوضيح لآيات القرآن التى يتلوها الداعية على أسماع الناس وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ".