المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((استراتيجية المُتصيد ))


شهيدالله
30-06-2011, 09:36 PM
((استراتيجية المُتصيد ))


.........................


يعتقد الغرب المتامرك بشكل كبير أنه يدافع عن حقوق الأفراد وحقوق الامم المظلومة ويرسل إشارات متواصلة لهذا الغرض ويعتقد أنه يدافع عن الديموقراطية وينفخ في رياح القومية لا إراديا وهذا واضح لكل مطلع ..ويظن أنه يدافع عن قيمه الأساسية المتعالية لكنه على العكس يعرض مصالحه الأساسية لخطرعدم الاستقرار. بستخدام حقوق الإنسان أو واجب التدخل. ولعل مما يتبين ان ليس المبدأ الأخلاقي السياسي الجديد الداعي إلى التدخل العسكري والإنساني لصالح الطبقات المضطهدة على عرقيتها او دينها اوتميزها باي شكل من الاشكال مطبقا بطريقة شاملة وبإنصاف وعدل في المناطق المختلفة من العالم وهنا نقطة ضعف ذلك المبدأ الغربي فمثلا لم يكن هناك تدخل البحرين امام اشد عنف دموي تعرض له الشعب البحريني او في الصين أو في روسياويفسر ذلك بالثقل العسكري والاستراتيجي في هاتين القوتين وليس هنالك من قياس مشترك عما حدث في العراق الذي يسكنه أكثر من ثلاثين مليون نسمة. بل على العكس تمثلت السياسة الغربية الامريكية في التغطية على انتهاكات حقوق الإنسان للأنظمة الدكتاتورية الصديقة والحليفة ومساندتها مثل ما وقع طيلة عقود في التعامل مع كل نظام قائم في الوطن العربي لذلك الغربيون لم يبادروا بتطبيق ذلك المبدأ كمخطط إجمالي اطلاقا ..ثم ان العراق اكبر من ان ينحصر دوره في معبرالازمات الاقليمية واغلاق وجودة وتدمير كينوناتة بتصفيتها فيما بينها ولعب دور ساعي البريد لنقل الطلبات الاسرائيلية لتكريس التهدئة في المنطقة او الوساطة في ملف الحرب مع الصهيونية انما ما يؤلم ان النظام السياسي الان بالعراق انسحب من دائرة الفعل الاسلامي و العربي والاقليمي والدولي منذ زمن طويل بل انسحب من دائرة الفعل الداخلي وترك البلاد ساحة مفتوحة لحيتان رجال الاعمال ومافياتهم لنهب ثرواتها وممارسة كل اشكال الجريمة المنظمة .العراق وباختصار شديد بحاجة الى انتفاضة سياسية شعبية تقودها القوى الممتزجة بالشعب والمتلزمة بادبياتة النضالية قوى تعكس الامتداد الحضاري لهذا الشعب سواء من داخل الحكم او خارجه تعيد له مكانته واحترامه انتفاضة ترتقي الى مستوى شعبه وامكانياته وتضحياته وابداعاته وتعيده الى دائرة الفعل كقوة اقليمية كبرى لها رأي في الصراع العربي الاسرائيلي وامن الخليج حوضها الخلفي في ضل قوة تنافس النفوذين الايراني والتركي وتتصدى للغطرسة الاسرائيلية والامريكية التي تهدد الامن الاسلامي والعربي .من هنا أن الشرعية الدولية الوحيدة المعترف بها هي شرعية حق الأقوى ويقول البعض إنه بالأحرى (قانون الأقوى الولايات المتحدة الأمريكية)، كونها الأقوى فعلا وبعيدا في مجالات القوة الأساسية الخمسة السياسيةوالاقتصاد والقوات المسلحة ووسائل الإعلام والاتصالات والتكنولوجيا العالية ويقدر البعض أنه مع تكريس مبدأ التدخل الجديد تمت قطيعة حقيقية في تاريخ الدبلوماسية كون مبدأ حق سيادة الأمم، أصبح لاغيا من الآن وصاعدا بالنسبة للشعوب التي ليس لها القوة الضرورية لردع الولايات المتحدة... يبقى استخدام هذه "التحالفات الغربية" ثابتة في السياسة الأمريكية وخاصة في العراق الان من أجل ممارسة عمليات وحيدة الجانب بدون اذن الامم المتحدة منذ عدة سنوات وتشارك فيما تسميه((استراتيجية المُتصيد)) فيها الصياد خواف من ابن مُقْرض(( ابن مقرض حيوان من رتبة اللواحم يصاد به)) ولقد حدد روبن ليرد المستشار السابق لبرززنسكي حدد في نيسان عام (1996) زد على ذلك دور المتصيد الممثل بصورة رئيسية الحلفاء الأوروبيين في منظمة حلف شمالي الأطلسي يجب على الولايات المتحدة أن تدرك كيف تستخدم استراتيجية متعددة الجوانب في مواجة احتملات التغيير الغيرمتوقع في العراق بحيث تشكل شبكة تحالفات وبالعمل بشكل وثيق مع حلفائها أيضا سرا وضع لائحة للشركاء المتميزين المختلفين، أو (المتصيدين) الإقليميين للولايات المتحدة بريطانيا العظمى في الأطلسي وشمالي أوربا ألمانيا في أوربا الوسطى فرنسا في أفريقيا الناطقة باللغة الفرنسية والان بدء العمل لدخول دول خليجية هناك الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وتركيا في الشرق الأوسط والسعودية والاردن اليابان وكوريا الجنوبية في الشرق الأقصى.. كذلك لاننسى ان التصور الاستراتيجي الجديد لمنظمة حلف شمالي الأطلسي تحت غطاء "التحالف الدولي" المتعدد بحيث تستخدم القوات الأمريكية وتلك التابعة لمنظمة حلف شمالي الأطلسي في كل مكان هذا هو ما قرره البيت الأبيض حيث سيكون ذلك ضروريا للدفاع عن المصالح العسكرية والاقتصادية الصناعية والاستراتيجية للولايات المتحدة وتسمح هذه الطاقات للولايات المتحدة بالسيطرة على الأزمات الخارجية وخاصة في منطقة الجليج والعراق تحديدا وبالرد عليها حتى في الحالة التي لا يكون لها وجود دائم في المنطقة وليس لها فيها سوى مجموعة المنشآت الضرورية المحدودة لكون الولايات المتحدة غير قادرة بالوقت الحالي وبعد انهيار اكبر حلفائها في هذا الخطة الاستراتيجية على القيام بعمليات متكاملة [متعددة التكافؤ] على نطاق واسع على مسارح عمليات بعيدة جدا عن حدودهامما يتطلب الامر الاستعانة بالحلفاء المحليين من أجل حماية المصالح الأمريكية في الخارج وهذا ما نشاهدة الان من خطة الاحتواء للبحرين وسوريا ومحاولة اسقاط المقاومة سياسيا تمهيدا لدفنها عسكريا وبمعونة سلفية سعودية .خليجية دون الأخذ بالاعتبار للإسقاطات الاستراتيجية التي سوف تنتجها هذه السياسات المفاجاة.. وحيث لدى واشنطن الوسائل للتدخل حقا من خلال هوؤلاء العملاء السلفيين الحمقى بعد إنهاك الحلول الدبلوماسية.. وهذا الرأي مدافع عنه ببراعة من بين الآراء الأخرى التي يدافع عنها هنري كيسنجر وصامويل هانتنغتون في صراح الحضارات وبالنسبة لهؤلاء فإن نزعة التدخل .خطرة جدا ضمن مدى بالنسبة للولايات المتحدة والغرب.....في ظل كل هذه الاحداث يقف العراق في مختبر تجارب انهك وجودة وواقعة يقف بدون حراك بمحاولات التعطيل المتواصلة للحركات والتيارات السياسية الواعية والتي تدرك حجم العبة الاستراتجية وتملك القدرة على احتوائها او على اقل تقدير مسايرتها بدون نتائج سلبية من جانب اخريقف الشعب مقتنعن بشكل أجماعي أن الادارة السياسية في العراق الان لا تقوم بأي شيء من أجل وقف هذه الظواهر لا من اجل توفير الخدمات الاساسية وتستمر المعانة اليومية بلاانقطاع لا بل هي التي تمارسها بفظاظة معرضة البلد للخطر بسبب استغلالها لمثل هذه الأوضاع من أجل تسوية مشاكلها ونزاعتها الداخلية فهذه الاختلافات بين الزعماء جرى الإحساس بها بصورة مضاعفة وشجعت في ذبذباتهم والاستراتيجيات وحيدة الجانب. لنتصور معا لحظة أن الديمقراطية الحلم الكبير للكثيرون الديمقراطية الفعلية وليست تلك التي يدعو إليها الحلفاء (قوى التدخل المتصيدة) استطاعت بقدرة وارادة الامة الوقوف كما في مصر والبحرين وليبا واليمن في أقطار الوطن والاسلامي الكبرى مثل شبه الجزيرة أو مصر أو العراق . لقد أصبح واضحا بالنسبة للشعوب والامم أن الاستعمارباي معنى واو صورة وتحت اي شعار هو استبداد خارجي والاستبداد استعمار داخلي وأن العلاقة بينهما جد وثيقة وجدلية لذلك هي وبوسائلها وحلفائها المحليين ستضع في السلطة عبر الانتخاب الحر والنزيه كل القوى الراغبة ليس فقط في إنهاء ثلاثية الفساد والقمع والتضليل التي تعر ف الاستبداد وإنما أيضا القوى الداعية إلى الاستقلال الخارجي والسيادة على الثروات الطبيعية و بكل الوسائل العملية المتاحة ومن المعلوم أن هذا سيؤدي آليا إلى مجابهة مع الإدارة الأمريكية مع الحلفاء والاقوى وأن على أي بلد ( مارق')تحكمه مثل هذه الديمقراطية الفعلية ان يستعد ل حرب طويلة وبكل انوعها المختلفة سياسية واقتصادية ومخابراتية قد تصل حد إنزال القوات العسكرية للدفاع عن الحلفاء .....وعن المصلحة الامريكية والغربية للمتصيدة . ولمتسائل أن يتساءل مفتعلا الجهل أو السذاجة كيف حاربت دولة ديمقراطية الديمقراطية بمثل هذه الإرادة الحديدية وبمثل هذا التواصل والشمول ؟ والرد البديهي الوحيد هو لأن الدولة الغربية وامريكا غير ديمقراطية اطلاقا بهل هي دول تعيش على امتصاص الشعوب مهما كانت النتائج هو دول متصيدة لاغير....

.........................


لواءمحمدباقر

al-baghdady
30-06-2011, 09:44 PM
أشكرك أخي لواء على المقال المتميز
البغدادي