ابو فاطمة العذاري
05-07-2011, 12:19 AM
ذكرى مهمة في تاريخنا الاسلامي وهي ذكرى ولادة الامام الحسين ( ع ) ونحن هنا نود الاشارة الى هذه الذكرى ونعرج بها الى الحديث عن بعض فضائل هذا المولود المبارك سيد شباب اهل الجنة وريحانة رسول الله ( ص )
قال المؤرخون انه قد ولد الإمام الحسين في يوم الثالث من شهر شعبان ، سنة ثلاث من الهجرة ، وعاش سبعا وخمسين سنة وخمسة أشهر ، واستشهد في عاشر شهر محرم ، سنة إحدى وستين من الهجرة ، وكان عمره الشريف حافلا بالكرامات والمفاخر فقد عاش مع رسول الله سبع سنين وفي عهد أمير المؤمنين ثلاثين سنة وفي زمن أخيه الإمام الحسن عشر سنين .
لما ولد الحسين استبشر به رسول الله ، وسماه حسينا ، من عند الله تعالى ، وعق وتصدق عنه ، وكان يحبه حبا شديدا بحيث كان الحسين يجي إلى رسول الله وهو ساجد ، فيتخطى الصفوف حتى يأتي النبى فيركب ظهره ، فيقوم رسول الله وقد وضع يده على ظهر الحسين ويده الأخرى على ركبته حتى يفرغ من صلاته ،.
والمهم ان كرامات هذا الصبي كثيرة وجليلة
نذكر منها بعض الكرامات التي قلما سمعتم بها
اولا : عن محمد بن يزيد المبرد النحوي قال : انصرف النبى إلى منزل فاطمة فرآها قائمة خلف بابها ، فقال : ما بال حبيبتي هاهنا ؟ فقالت : ابناك خرجا غدوة ، وقد غبي علي خبرهما ، فمضى رسول الله يقفو آثارهما حتى صار إلى كهف جبل فوجدهما نائمين وحية مطوقة عند رأسهما [ رؤوسهما ] ، فأخذ حجرا وأهوى إليها فقالت : السلام عليك يا رسول الله ! والله ! ما نمت عند رأسهما [ رؤوسهما ] إلا حراسة لهما .
فدعا لها بخير ، ثم حمل الحسن على كتفه اليمنى والحسين على كتفه اليسرى ، فنزل جبرئيل فأخذ الحسين ( عليه السلام ) وحمله ، فكانا بعد ذلك يفتخران فيقول الحسن : حملني خير أهل الأرض ، ويقول الحسين : حملني خير أهل السماء
ثانيا : روى جمع من الصحابة قالوا : دخل النبي دار فاطمة فقال : يا فاطمة ! إن أباك اليوم ضيفك .
فقالت : يا أبت ! إن الحسن والحسين يطالباني بشيء من الزاد ، فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به ، ثم إن النبي دخل وجلس مع علي والحسن والحسين وفاطمة ، وفاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع ، ثم إن النبي نظر إلى السماء ساعة وإذا بجبرئيل قد نزل ، وقال : يا محمد ! العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أي شيء يشتهون من فواكه الجنة ؟ فقال النبى : يا علي ، ويا فاطمة ، ويا حسن ، ويا حسين ! إن رب العزة علم أنكم جياع ، فأي شيء تشتهون من فواكه الجنة ؟ فأمسكوا عن الكلام ولم يردوا جوابا حياء من النبي .
فقال الحسين : عن إذنك ، يا أباه ، يا أمير المؤمنين ! وعن إذنك ، يا أماه يا سيدة نساء العالمين ! وعن إذنك ، يا أخاه الحسن الزكي ! أختار لكم شيئا من فواكه الجنة .
فقالوا جميعا : قل يا حسين ! ما شئت ، فقد رضينا بما تختاره لنا . فقال : يا رسول الله ! قل لجبرئيل : إنا نشتهي رطبا جنيا . فقال النبي : قد علم الله ذلك ، ثم قال : يا فاطمة ! قومي وادخلي البيت واحضري إلينا ما فيه . فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور ، مغطى بمنديل من السندس الأخضر ، وفيه رطب جني في غير أوانه .
فقال النبي : يا فاطمة ! أنى لك هذا ؟ قالت : ( هو من عند الله إن الله يرزق من يشآء بغير حساب ) ، كما قالت مريم بنت عمران . فقام النبي وتناوله منها وقدمه بين أيديهم ، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين فقال : هنيئا مريئا لك يا حسين ! ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن وقال : هنيئا مريئا يا حسن ! ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء وقال لها : هنيئا مريئا لك يافاطمة الزهراء ! ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي وقال : هنيئا مريئا لك يا علي ! .
ثم ناول عليا رطبة أخرى والنبي يقول له : هنيئا مريئا لك يا علي ! ثم وثب النبي قائما ثم جلس ، ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب ، فلما اكتفوا وشبعوا ، ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى .
فقالت فاطمة : يا أبت ! لقد رأيت اليوم منك عجبا ، فقال : يا فاطمة ! أما الرطبة الأولى التي وضعتها في فم الحسين وقلت له : هنيئا يا حسين ! فأني سمعت ميكائيل وإسرافيل يقولان : هنيئا لك يا حسين ! فقلت أيضا موافقا لهما بالقول : هنيئا لك يا حسين ! ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن ، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان : هنيئا لك يا حسن ! فقلت أنا موافقا لهما في القول ، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة ! فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان ، وهن يقلن : هنيئا لك يا فاطمة ! فقلت موافقا لهن بالقول .
ولما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي ، سمعت النداء من [ قبل ] الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ! فقلت موافقا لقول الله عزوجل ، ثم ناولت عليا رطبة أخرى ثم أخرى ، وأنا أسمع صوت الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ! ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله ، فسمعته يقول : يا محمد ! وعزتي وجلالي ، لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له : هنيئا مريئا بغير انقطاع .
( صلوا على محمد وال محمد على حب الحسين وابو الحسين )
ثالثا : عن الصادق ، عن آبائه ، عن الحسين ، قال :دخلت مع الحسن على جدي رسول الله ، وعنده جبرئيل في صورة دحية الكلبي ، وكان دحية إذا قدم من الشام على رسول الله حمل لي ولأخي خرنوبا ونبقا وتينا ، فشبهناه بدحية بن خليفة الكلبي ، وإن دحية كان يجعلنا نفتش كمه ، فقال جبرئيل : يا رسول الله ! ما يريدان ؟ قال : إنهما شبهاك بدحية بن خليفة الكلبي ، وإن دحية كان يحمل لهما إذا قدم من الشام نبقا وتينا وخرنوبا . قال : فمد جبرئيل يده إلى الفردوس الاعلى ، فأخذ منه نبقا وخرنوبا وسفرجلا ورمانا فملأنا به حجرنا .
قال : فخرجنا مستبشرين ، فلقينا أبونا أمير المؤمنين علي ، فنظر إلى ثمرة لم ير مثلها في الدنيا ، فأخذ من هذا ، ومن هذا واحدا واحدا ، ودخل على رسول الله ) وهو يأكل ، فقال : يا أبا الحسن ! كل وادفع إلي أوفر نصيب ، فإن جبرئيل ( عليه السلام ) أتى به آنفا
رابعا : واختم الخطبة بهذه الرواية اللطيفة عن الحسين وكرمه بعدما كبر وربما كثير منكم لم يسمعها وهي
روي أن أعرابيا من البادية قصد الحسين فسلم عليه فرد عليه السلام وقال : يا أعرابي ! فيم قصدتنا ؟ قال : قصدتك في دية مسلمة إلى أهلها .
قال : أقصدت أحدا قبلي ؟ قال : عتبة بن أبي سفيان ، فأعطاني خمسين دينارا ، فرددتها عليه وقلت : لأقصدن من هو خير منك وأكرم ! وقال عتبة : ومن هو خير مني وأكرم لا أم لك ! ؟ فقلت : إما الحسين بن علي ، وإما عبد الله بن جعفر ! وقد أتيتك بدء لتقيم بها عمود ظهري وتردني إلى أهلي .
فقال الحسين : والذي فلق الحبة ، وبرء النسمة ، وتجلى بالعظمة ما في ملك ابن بنت نبيك إلا مائتا دينار ، فأعطه إياها يا غلام ! وإني أسئلك عن ثلاث خصال إن أنت أجبتني عنها أتممتها خمسمائة دينار وإن لم تجبني ألحقتك في من كان قبلي . فقال الأعرابي : أكل ذلك احتياجا إلى علمي ؟ أنتم أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ! فقال الحسين : لا ، ولكن سمعت جدي رسول الله يقول : أعطوا المعروف بقدر المعرفة .
فقال الأعرابي : فاسئل ! ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فقال الحسين : ما أنجى من الهلكة ؟ فقال : التوكل على الله ! فقال : ما أروح للمهم ؟ قال : الثقة بالله ! فقال : أي شيء خير للعبد في حياته ؟ قال : عقل يزينه حلم .
فقال : فإن خانه ذلك ؟ قال : مال يزينه سخاء وسعة . فقال : فان أخطأه ذلك ؟ قال : الموت والفناء خير له من الحياة والبقاء .
قال : فناوله الحسين خاتمه وقال : بعه بمائة دينار ! وناوله سيفه وقال : بعه بمائتي دينار ! واذهب فقد أتممت لك خمسمائة دينار ، فأنشأ الأعرابي يقول :
قلقت وما هاجني مقلق
وما بي سقام ولا موبق
ولكن طربت لآل الرسول
ففاجأني الشعر والمنطق
فأنت الهمام وبدر الظلام
ومعطي الأنام إذا أملقوا
أبوك الذي فاز بالمكرمات
فقصر عن وصفه السبق
وأنت سبقت إلى الطيبات
فأنت الجواد وما تلحق
بكم فتح الله باب الهدى
وباب الضلال بكم مغلق
أبو فاطمة العذاري
قال المؤرخون انه قد ولد الإمام الحسين في يوم الثالث من شهر شعبان ، سنة ثلاث من الهجرة ، وعاش سبعا وخمسين سنة وخمسة أشهر ، واستشهد في عاشر شهر محرم ، سنة إحدى وستين من الهجرة ، وكان عمره الشريف حافلا بالكرامات والمفاخر فقد عاش مع رسول الله سبع سنين وفي عهد أمير المؤمنين ثلاثين سنة وفي زمن أخيه الإمام الحسن عشر سنين .
لما ولد الحسين استبشر به رسول الله ، وسماه حسينا ، من عند الله تعالى ، وعق وتصدق عنه ، وكان يحبه حبا شديدا بحيث كان الحسين يجي إلى رسول الله وهو ساجد ، فيتخطى الصفوف حتى يأتي النبى فيركب ظهره ، فيقوم رسول الله وقد وضع يده على ظهر الحسين ويده الأخرى على ركبته حتى يفرغ من صلاته ،.
والمهم ان كرامات هذا الصبي كثيرة وجليلة
نذكر منها بعض الكرامات التي قلما سمعتم بها
اولا : عن محمد بن يزيد المبرد النحوي قال : انصرف النبى إلى منزل فاطمة فرآها قائمة خلف بابها ، فقال : ما بال حبيبتي هاهنا ؟ فقالت : ابناك خرجا غدوة ، وقد غبي علي خبرهما ، فمضى رسول الله يقفو آثارهما حتى صار إلى كهف جبل فوجدهما نائمين وحية مطوقة عند رأسهما [ رؤوسهما ] ، فأخذ حجرا وأهوى إليها فقالت : السلام عليك يا رسول الله ! والله ! ما نمت عند رأسهما [ رؤوسهما ] إلا حراسة لهما .
فدعا لها بخير ، ثم حمل الحسن على كتفه اليمنى والحسين على كتفه اليسرى ، فنزل جبرئيل فأخذ الحسين ( عليه السلام ) وحمله ، فكانا بعد ذلك يفتخران فيقول الحسن : حملني خير أهل الأرض ، ويقول الحسين : حملني خير أهل السماء
ثانيا : روى جمع من الصحابة قالوا : دخل النبي دار فاطمة فقال : يا فاطمة ! إن أباك اليوم ضيفك .
فقالت : يا أبت ! إن الحسن والحسين يطالباني بشيء من الزاد ، فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به ، ثم إن النبي دخل وجلس مع علي والحسن والحسين وفاطمة ، وفاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع ، ثم إن النبي نظر إلى السماء ساعة وإذا بجبرئيل قد نزل ، وقال : يا محمد ! العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أي شيء يشتهون من فواكه الجنة ؟ فقال النبى : يا علي ، ويا فاطمة ، ويا حسن ، ويا حسين ! إن رب العزة علم أنكم جياع ، فأي شيء تشتهون من فواكه الجنة ؟ فأمسكوا عن الكلام ولم يردوا جوابا حياء من النبي .
فقال الحسين : عن إذنك ، يا أباه ، يا أمير المؤمنين ! وعن إذنك ، يا أماه يا سيدة نساء العالمين ! وعن إذنك ، يا أخاه الحسن الزكي ! أختار لكم شيئا من فواكه الجنة .
فقالوا جميعا : قل يا حسين ! ما شئت ، فقد رضينا بما تختاره لنا . فقال : يا رسول الله ! قل لجبرئيل : إنا نشتهي رطبا جنيا . فقال النبي : قد علم الله ذلك ، ثم قال : يا فاطمة ! قومي وادخلي البيت واحضري إلينا ما فيه . فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور ، مغطى بمنديل من السندس الأخضر ، وفيه رطب جني في غير أوانه .
فقال النبي : يا فاطمة ! أنى لك هذا ؟ قالت : ( هو من عند الله إن الله يرزق من يشآء بغير حساب ) ، كما قالت مريم بنت عمران . فقام النبي وتناوله منها وقدمه بين أيديهم ، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين فقال : هنيئا مريئا لك يا حسين ! ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن وقال : هنيئا مريئا يا حسن ! ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء وقال لها : هنيئا مريئا لك يافاطمة الزهراء ! ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي وقال : هنيئا مريئا لك يا علي ! .
ثم ناول عليا رطبة أخرى والنبي يقول له : هنيئا مريئا لك يا علي ! ثم وثب النبي قائما ثم جلس ، ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب ، فلما اكتفوا وشبعوا ، ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى .
فقالت فاطمة : يا أبت ! لقد رأيت اليوم منك عجبا ، فقال : يا فاطمة ! أما الرطبة الأولى التي وضعتها في فم الحسين وقلت له : هنيئا يا حسين ! فأني سمعت ميكائيل وإسرافيل يقولان : هنيئا لك يا حسين ! فقلت أيضا موافقا لهما بالقول : هنيئا لك يا حسين ! ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن ، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان : هنيئا لك يا حسن ! فقلت أنا موافقا لهما في القول ، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة ! فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان ، وهن يقلن : هنيئا لك يا فاطمة ! فقلت موافقا لهن بالقول .
ولما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي ، سمعت النداء من [ قبل ] الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ! فقلت موافقا لقول الله عزوجل ، ثم ناولت عليا رطبة أخرى ثم أخرى ، وأنا أسمع صوت الحق سبحانه وتعالى يقول : هنيئا مريئا لك يا علي ! ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله ، فسمعته يقول : يا محمد ! وعزتي وجلالي ، لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له : هنيئا مريئا بغير انقطاع .
( صلوا على محمد وال محمد على حب الحسين وابو الحسين )
ثالثا : عن الصادق ، عن آبائه ، عن الحسين ، قال :دخلت مع الحسن على جدي رسول الله ، وعنده جبرئيل في صورة دحية الكلبي ، وكان دحية إذا قدم من الشام على رسول الله حمل لي ولأخي خرنوبا ونبقا وتينا ، فشبهناه بدحية بن خليفة الكلبي ، وإن دحية كان يجعلنا نفتش كمه ، فقال جبرئيل : يا رسول الله ! ما يريدان ؟ قال : إنهما شبهاك بدحية بن خليفة الكلبي ، وإن دحية كان يحمل لهما إذا قدم من الشام نبقا وتينا وخرنوبا . قال : فمد جبرئيل يده إلى الفردوس الاعلى ، فأخذ منه نبقا وخرنوبا وسفرجلا ورمانا فملأنا به حجرنا .
قال : فخرجنا مستبشرين ، فلقينا أبونا أمير المؤمنين علي ، فنظر إلى ثمرة لم ير مثلها في الدنيا ، فأخذ من هذا ، ومن هذا واحدا واحدا ، ودخل على رسول الله ) وهو يأكل ، فقال : يا أبا الحسن ! كل وادفع إلي أوفر نصيب ، فإن جبرئيل ( عليه السلام ) أتى به آنفا
رابعا : واختم الخطبة بهذه الرواية اللطيفة عن الحسين وكرمه بعدما كبر وربما كثير منكم لم يسمعها وهي
روي أن أعرابيا من البادية قصد الحسين فسلم عليه فرد عليه السلام وقال : يا أعرابي ! فيم قصدتنا ؟ قال : قصدتك في دية مسلمة إلى أهلها .
قال : أقصدت أحدا قبلي ؟ قال : عتبة بن أبي سفيان ، فأعطاني خمسين دينارا ، فرددتها عليه وقلت : لأقصدن من هو خير منك وأكرم ! وقال عتبة : ومن هو خير مني وأكرم لا أم لك ! ؟ فقلت : إما الحسين بن علي ، وإما عبد الله بن جعفر ! وقد أتيتك بدء لتقيم بها عمود ظهري وتردني إلى أهلي .
فقال الحسين : والذي فلق الحبة ، وبرء النسمة ، وتجلى بالعظمة ما في ملك ابن بنت نبيك إلا مائتا دينار ، فأعطه إياها يا غلام ! وإني أسئلك عن ثلاث خصال إن أنت أجبتني عنها أتممتها خمسمائة دينار وإن لم تجبني ألحقتك في من كان قبلي . فقال الأعرابي : أكل ذلك احتياجا إلى علمي ؟ أنتم أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ! فقال الحسين : لا ، ولكن سمعت جدي رسول الله يقول : أعطوا المعروف بقدر المعرفة .
فقال الأعرابي : فاسئل ! ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فقال الحسين : ما أنجى من الهلكة ؟ فقال : التوكل على الله ! فقال : ما أروح للمهم ؟ قال : الثقة بالله ! فقال : أي شيء خير للعبد في حياته ؟ قال : عقل يزينه حلم .
فقال : فإن خانه ذلك ؟ قال : مال يزينه سخاء وسعة . فقال : فان أخطأه ذلك ؟ قال : الموت والفناء خير له من الحياة والبقاء .
قال : فناوله الحسين خاتمه وقال : بعه بمائة دينار ! وناوله سيفه وقال : بعه بمائتي دينار ! واذهب فقد أتممت لك خمسمائة دينار ، فأنشأ الأعرابي يقول :
قلقت وما هاجني مقلق
وما بي سقام ولا موبق
ولكن طربت لآل الرسول
ففاجأني الشعر والمنطق
فأنت الهمام وبدر الظلام
ومعطي الأنام إذا أملقوا
أبوك الذي فاز بالمكرمات
فقصر عن وصفه السبق
وأنت سبقت إلى الطيبات
فأنت الجواد وما تلحق
بكم فتح الله باب الهدى
وباب الضلال بكم مغلق
أبو فاطمة العذاري