عدنان عبد النبي
06-07-2011, 04:05 AM
في ذكرى مولد الكواكب المحمدية الزاهرة في شعبان المبارك.
عدنان عبد النبي البلداوي
بسم الله الرحمن الرحيم . والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
من أول لحظة تأمل بظواهر الكون ، تشبّع كيان محمد المصطفى (ص) بنور المبدع الخالق ، وبفاعلية ذلك النور الذي أصبح مُدافا بلحمه ودمه ، انتقل الى نسله المقدس نقيا زكيا تستمد الشموس منه سناها ، وشاءت القدرة الإلهية أن تصطفي من النسل المحمدي شمسا يقتدي بها المؤمنات الصالحات في كل زمان ومكان،
وشاء عزوجل ان يولد في الكعبة مصباح يستمد وقوده من معين النبوة ، ثم اقتضت حكمته جلّ وعلا أن يقترن إمام المتقين بسيدة نساء العالمين ، في يوم سجّل فيه التاريخ أسمى تكريم لهما بلسان سيد الرسل ، وهو ممسك بيد كل منهما قائلا : اللهم اجمع شملهما والف بين قلوبهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة.
فسلام على النسل المطهر الذي انحدر من مشكاة هذين النورين ، لتبقى الفضيلة امتدادا حيا لدعوة خاتم الانبياء الذي توغل نظره الشريف في أعماق الآتي من الزمان ، ليعلن الحقيقة التي لابد منها لديمومة جهاده الرسالي ، فجسد ذلك بقوله (ص) : ( حسين مني وأنا من حسين).
فأيّ وسام رفيع يضارع هذا الوسام الذي منحه سيد الكائنات لسبطه الحبيب ، ليصبح الإسلام في ولادته المباركة محمدي الوجود حسيني البقاء ، وسيبقى يوم الثالث من شعبان المعظم .. يوم مولدك يا أبا عبد الله ، له وقع خاص في عالم الإباء والكرامة والفداء .
ومن كان يدري بعد وفاة سيدة نساء العالمين إن لله أمرا مباركا سوف يحدث ، ليصبح جوهره استكمالا وتعزيزا لمهمة أبي عبد الله الحسين (ع).. المهمة التاريخية التي كانت تنتظره في أرض الطف ، وكان أمر الله مفعولا.. يوم تجسد باقتران إمام المتقين بالسيدة الطاهرة أم البنين رضوان الله عليها التي ما كانت تدري بعد أن انتظرت تسع سنين ، وهي في بيت الإمام أنّ قمرا لبني هاشم سيشرق في أجواء الإمامة، وأن لولادته المباركة شأنا عظيما سيظهر أمره فيما بعد استكمالا لمستلزمات ديمومة المبادئ السامية ... وجاء اليوم الموعود يوم الرابع من شعبان ، لتخلد في صفحات التاريخ ولادة رمز من رموز الوفاء والشجاعة والمثل العليا التي تربى عليها في مدرسة أبيه المرتضى(ع).
ومن ارادته عزوجل أن يولد الإمام زين العابدين (ع) في شعبان، ويتربى في كنف الطاهرين ، ليشهد فيما بعد يوما ليس كالأيام ..يوما فقد فيه كل من كان معه من كواكب البيت النبوي على مذبح الشرف والكرامة ، وشاءت الإرادة الإلهية أن ينجو وحده من سيوف بني امية ، لتتفعل بنجاته وسائل الإمتداد المحمدي ، ثم لتستمر مسيرة الرسالة بإمامة المعصومين عليهم السلام ... الرسالة التي شاء الله تعالى أن لا تضعف في كل زمان ومكان مهما كثر اعداؤها ، لأن سليلا من علي (ع) يتابع أمرها ويواصل حمايتها الى أن يأمره الله بالظهور ، لتعم هذه الرسالة أرجاء الدنيا عدلا وإنصافا ومروءة وإحقاق حق .
إن لفي ذكر آل البيت الأطهار أنسا ورحمة وطمأنينة (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) ...ولكن هل يكفي في استذكارهم أن ننشد القصائد ، ونترنم الخطب في ذكر أمجادهم وتعداد مآثرهم .. هل هذا فقط هو الذي يريدون منا ..؟
إن كل يوم يُحارب فيه الفساد بشتى اشكاله وألوانه ، ويُفتضح فيه السارق ، ويُهان فيه المنافق ، يُعد استذكارا لكل إمام من آل بيت النبوة ، وإن كل ساعة يُؤمر فيها بالمعروف تعد استذكارا لمن أسس المعروف وعمل به ، وإن كل لحظة فيها إنصاف لمظلوم ، وقولة صدق في مصير برئ تعد استذكارا حيا لهم عليهم السلام .
وما استذكار الرموز العليا من آل بيت المصطفى إلا دعوة لتجديد الألفة والمحبة بين كل المسلمين في العالم ، للإقتداء بهذه المثل النبيلة السامية التي مصدرها كتاب واحد ونبي واحد.
فإليك ياسيدي يارسول الله والى أهل بيتك الأطهار أبناء وحفدة .. والى إمامنا الحجة المنتظر عجل الله فرجه ،أنحني لأعبر باسم كل موال ومحب مخلص لكم سادتي الأطهار عن عظيم سرورنا وبهجتنا بهذه المناسبة المباركة ، وعذرا إذ قدمت كلماتي هذه على استحياء ، لأنها وقفت عند حدود طاقتي وقصّرتْ فيما تستحقه الشخصيات العظيمة.
عدنان عبد النبي البلداوي
بسم الله الرحمن الرحيم . والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
من أول لحظة تأمل بظواهر الكون ، تشبّع كيان محمد المصطفى (ص) بنور المبدع الخالق ، وبفاعلية ذلك النور الذي أصبح مُدافا بلحمه ودمه ، انتقل الى نسله المقدس نقيا زكيا تستمد الشموس منه سناها ، وشاءت القدرة الإلهية أن تصطفي من النسل المحمدي شمسا يقتدي بها المؤمنات الصالحات في كل زمان ومكان،
وشاء عزوجل ان يولد في الكعبة مصباح يستمد وقوده من معين النبوة ، ثم اقتضت حكمته جلّ وعلا أن يقترن إمام المتقين بسيدة نساء العالمين ، في يوم سجّل فيه التاريخ أسمى تكريم لهما بلسان سيد الرسل ، وهو ممسك بيد كل منهما قائلا : اللهم اجمع شملهما والف بين قلوبهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة.
فسلام على النسل المطهر الذي انحدر من مشكاة هذين النورين ، لتبقى الفضيلة امتدادا حيا لدعوة خاتم الانبياء الذي توغل نظره الشريف في أعماق الآتي من الزمان ، ليعلن الحقيقة التي لابد منها لديمومة جهاده الرسالي ، فجسد ذلك بقوله (ص) : ( حسين مني وأنا من حسين).
فأيّ وسام رفيع يضارع هذا الوسام الذي منحه سيد الكائنات لسبطه الحبيب ، ليصبح الإسلام في ولادته المباركة محمدي الوجود حسيني البقاء ، وسيبقى يوم الثالث من شعبان المعظم .. يوم مولدك يا أبا عبد الله ، له وقع خاص في عالم الإباء والكرامة والفداء .
ومن كان يدري بعد وفاة سيدة نساء العالمين إن لله أمرا مباركا سوف يحدث ، ليصبح جوهره استكمالا وتعزيزا لمهمة أبي عبد الله الحسين (ع).. المهمة التاريخية التي كانت تنتظره في أرض الطف ، وكان أمر الله مفعولا.. يوم تجسد باقتران إمام المتقين بالسيدة الطاهرة أم البنين رضوان الله عليها التي ما كانت تدري بعد أن انتظرت تسع سنين ، وهي في بيت الإمام أنّ قمرا لبني هاشم سيشرق في أجواء الإمامة، وأن لولادته المباركة شأنا عظيما سيظهر أمره فيما بعد استكمالا لمستلزمات ديمومة المبادئ السامية ... وجاء اليوم الموعود يوم الرابع من شعبان ، لتخلد في صفحات التاريخ ولادة رمز من رموز الوفاء والشجاعة والمثل العليا التي تربى عليها في مدرسة أبيه المرتضى(ع).
ومن ارادته عزوجل أن يولد الإمام زين العابدين (ع) في شعبان، ويتربى في كنف الطاهرين ، ليشهد فيما بعد يوما ليس كالأيام ..يوما فقد فيه كل من كان معه من كواكب البيت النبوي على مذبح الشرف والكرامة ، وشاءت الإرادة الإلهية أن ينجو وحده من سيوف بني امية ، لتتفعل بنجاته وسائل الإمتداد المحمدي ، ثم لتستمر مسيرة الرسالة بإمامة المعصومين عليهم السلام ... الرسالة التي شاء الله تعالى أن لا تضعف في كل زمان ومكان مهما كثر اعداؤها ، لأن سليلا من علي (ع) يتابع أمرها ويواصل حمايتها الى أن يأمره الله بالظهور ، لتعم هذه الرسالة أرجاء الدنيا عدلا وإنصافا ومروءة وإحقاق حق .
إن لفي ذكر آل البيت الأطهار أنسا ورحمة وطمأنينة (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) ...ولكن هل يكفي في استذكارهم أن ننشد القصائد ، ونترنم الخطب في ذكر أمجادهم وتعداد مآثرهم .. هل هذا فقط هو الذي يريدون منا ..؟
إن كل يوم يُحارب فيه الفساد بشتى اشكاله وألوانه ، ويُفتضح فيه السارق ، ويُهان فيه المنافق ، يُعد استذكارا لكل إمام من آل بيت النبوة ، وإن كل ساعة يُؤمر فيها بالمعروف تعد استذكارا لمن أسس المعروف وعمل به ، وإن كل لحظة فيها إنصاف لمظلوم ، وقولة صدق في مصير برئ تعد استذكارا حيا لهم عليهم السلام .
وما استذكار الرموز العليا من آل بيت المصطفى إلا دعوة لتجديد الألفة والمحبة بين كل المسلمين في العالم ، للإقتداء بهذه المثل النبيلة السامية التي مصدرها كتاب واحد ونبي واحد.
فإليك ياسيدي يارسول الله والى أهل بيتك الأطهار أبناء وحفدة .. والى إمامنا الحجة المنتظر عجل الله فرجه ،أنحني لأعبر باسم كل موال ومحب مخلص لكم سادتي الأطهار عن عظيم سرورنا وبهجتنا بهذه المناسبة المباركة ، وعذرا إذ قدمت كلماتي هذه على استحياء ، لأنها وقفت عند حدود طاقتي وقصّرتْ فيما تستحقه الشخصيات العظيمة.