فتاة الاحلام
09-07-2011, 07:01 PM
http://www.al-fateh.net/images/i-197/Image17.gif
http://www.al-fateh.net/images/i-197/3-1.jpg
يحيى بشير حاج يحيى
استدعى الأمير حارسين من حراسه، وأراد أن يختبر كلاً منهما ليرى أيهما الأفضل ليستبقيه في خدمته، وليكون أميناً على أسراره فأحضر الأول فوجده كثير الكلام، أنيق المظهر، ثم استدعى الآخر فوجده قليل الكلام، بسيط المظهر! فأمر الأول بالخروج، وقال للآخر:
- لست أدري إذا كان حديث زميلك عنك صحيحاً، فقد حذرني منك وقال إنك لص خائن، سيء الخلق، وأنا لا أكاد أصدق ذلك، وأظن أنك أعقل منه، وأكفأ، وهو لم يقل هذا الكلام إلا حسداً فما رأيك أنت فيه؟
قال: إن زميلي صادق وأمين وإنه أعرف بعيوبي مني، فهو يرى منها ما لا أرى، ولأنني ضعيف لم أستطع أن أصلح عيوبي.
فقال الأمير: ربما تكون خائفاً منه، أو تخفي شيئاً، فلماذا لا تكشف لي عيوبه كما فعل؟ إني أريد الحقيقة مجردة لأختار الأفضل منكما فأستبقيه عندي، ويكون مقرباً مني.
فقال الحارس:
- إذا كنت مصراً على ألا أخفي شيئاً من أخلاقه فإن أكبر عيب فيه أنه مبالغ في التضحية والوفاء وصادق وكريم يقدم كل ما لديه في سبيل الآخرين وهو ينسى نفسه، وينكر ذاته، ويحسن معاملة الناس!
قال الأمير: هذا كلام مبالغ فيه؟! كأنك تتحدث عن نفسك وإنني عندما أختبره، وأجد غير ما تصفه به وتقول عنه ستشعر بالحرج الشديد، فإن الحقيقة لا تخفى،
فقال: أيها الأمير، إني صادق ولم أذكر من خصاله الحسنة إلا القليل.
أيقن الأمير أن هذا الحارس لن يتكلم عن زميله إلا بالخير، فحول حديثه إلى شيء آخر، فكان يسمع منه الجواب السديد، والكلام المفيد، فاقتنع أنه مستقيم وصادق، فأرسله ليقضي بعض الأمور واستدعى الأول، وقال له:
- إنني مسرور لمظهرك الجميل وأناقتك الزائدة، ولكن يؤسفني ما سمعت عنك من عيوب حدثني بها زميلك.
فغضب وقال: أيها الأمير هل أستطيع أن أعرف ماذا قال عني هذا الخائن اللئيم؟!
فقال الأمير: حدثني بأنك منافق تظهر غير ما تخفي.
فأثارته كلمات الأمير، ولم يعد يحتمل سماع المزيد، فراح يرشق زميله بالكلمات البذيئة، ويشوه سمعته، ويصفه بالأوصاف البشعة والخصال الذميمة. وكان الأمير يستمع إليه في حيرة من أمره ولما لم يتوقف عن شتائمه، أسكته الأمير، وقال:
http://www.al-fateh.net/images/i-197/3-3.jpg
- توقف أيها الحقود الكذوب، لقد اكتشفت سوء أخلاقك ودناءة طبعك، وقد اختبرت كلاً منكما، وتبين لي أنك لا تصلح لتكون أميناً على أسراري، وإن زميلك هو أفضل منك حالاً، وأعف لساناً، وأنقى ضميراً، فهو يملك لسانه، وأنت يملكك لسانك، فالفرق بينكما كبير.. عد من حيث أتيت..
فخرج وهو مطرق الرأس، لا يدري ماذا يفعل أو يقول؟!
http://www.al-fateh.net/images/i-197/3-1.jpg
يحيى بشير حاج يحيى
استدعى الأمير حارسين من حراسه، وأراد أن يختبر كلاً منهما ليرى أيهما الأفضل ليستبقيه في خدمته، وليكون أميناً على أسراره فأحضر الأول فوجده كثير الكلام، أنيق المظهر، ثم استدعى الآخر فوجده قليل الكلام، بسيط المظهر! فأمر الأول بالخروج، وقال للآخر:
- لست أدري إذا كان حديث زميلك عنك صحيحاً، فقد حذرني منك وقال إنك لص خائن، سيء الخلق، وأنا لا أكاد أصدق ذلك، وأظن أنك أعقل منه، وأكفأ، وهو لم يقل هذا الكلام إلا حسداً فما رأيك أنت فيه؟
قال: إن زميلي صادق وأمين وإنه أعرف بعيوبي مني، فهو يرى منها ما لا أرى، ولأنني ضعيف لم أستطع أن أصلح عيوبي.
فقال الأمير: ربما تكون خائفاً منه، أو تخفي شيئاً، فلماذا لا تكشف لي عيوبه كما فعل؟ إني أريد الحقيقة مجردة لأختار الأفضل منكما فأستبقيه عندي، ويكون مقرباً مني.
فقال الحارس:
- إذا كنت مصراً على ألا أخفي شيئاً من أخلاقه فإن أكبر عيب فيه أنه مبالغ في التضحية والوفاء وصادق وكريم يقدم كل ما لديه في سبيل الآخرين وهو ينسى نفسه، وينكر ذاته، ويحسن معاملة الناس!
قال الأمير: هذا كلام مبالغ فيه؟! كأنك تتحدث عن نفسك وإنني عندما أختبره، وأجد غير ما تصفه به وتقول عنه ستشعر بالحرج الشديد، فإن الحقيقة لا تخفى،
فقال: أيها الأمير، إني صادق ولم أذكر من خصاله الحسنة إلا القليل.
أيقن الأمير أن هذا الحارس لن يتكلم عن زميله إلا بالخير، فحول حديثه إلى شيء آخر، فكان يسمع منه الجواب السديد، والكلام المفيد، فاقتنع أنه مستقيم وصادق، فأرسله ليقضي بعض الأمور واستدعى الأول، وقال له:
- إنني مسرور لمظهرك الجميل وأناقتك الزائدة، ولكن يؤسفني ما سمعت عنك من عيوب حدثني بها زميلك.
فغضب وقال: أيها الأمير هل أستطيع أن أعرف ماذا قال عني هذا الخائن اللئيم؟!
فقال الأمير: حدثني بأنك منافق تظهر غير ما تخفي.
فأثارته كلمات الأمير، ولم يعد يحتمل سماع المزيد، فراح يرشق زميله بالكلمات البذيئة، ويشوه سمعته، ويصفه بالأوصاف البشعة والخصال الذميمة. وكان الأمير يستمع إليه في حيرة من أمره ولما لم يتوقف عن شتائمه، أسكته الأمير، وقال:
http://www.al-fateh.net/images/i-197/3-3.jpg
- توقف أيها الحقود الكذوب، لقد اكتشفت سوء أخلاقك ودناءة طبعك، وقد اختبرت كلاً منكما، وتبين لي أنك لا تصلح لتكون أميناً على أسراري، وإن زميلك هو أفضل منك حالاً، وأعف لساناً، وأنقى ضميراً، فهو يملك لسانه، وأنت يملكك لسانك، فالفرق بينكما كبير.. عد من حيث أتيت..
فخرج وهو مطرق الرأس، لا يدري ماذا يفعل أو يقول؟!