تلميذ جعفري
13-07-2011, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
أرادهُ وهابي .. فجعلَ منهُ جعفريّ ..!!! (http://www.ashaqalmujtaba.com/vb/showthread.php?t=1867)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على إكمال الدين واتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام
هذه قصة طريفة أرجو أن تنال اعجابكم
صديقان (أحدهما شيعياً والأخر سنياً)
الروح بالروح وزميلان في الدراسة لا يفترقان من أيام الابتدائية إلى المتوسطة
إلى المرحلة الثانوية وهي مرحلة النضج والعقلانية والتفكر ، كل واحد منهما يريد
الخير لصاحبه ويريد له الهداية إلى طريقته هما يعيشان في منطقة الأحساء حيث
الاختلاط بين السنة والشيعة ففي بعض الأحياء تجد بيتاً سنياً بجانبه بيتاً
شيعياً وهم يعيشون في محبة وسلام بحيث لا يثار النقاش العقائدي حيث يعيشون على
الحكمة
(لكم دينكم ولي دين)
أما بطل قصتنا ذلك الشاب السني وصل به الحال مع صديقه الشيعي حيث أراد له
الهداية (على حسب اعتقاده) فذات يوم جلس الصديقان لوحدهما فانتهز السني الفرصة
وفتح نقاش
(السنة والشيعة) وجاء الحديث التالي (السني : س ، الشيعي : ش)
س :صديقي وعزيزي يشهد الله أني احبك في الله ونحن لم نفترق منذ كنا في الابتدائية
ونحن الآن في المرحلة الثانوية وأسأل الله أن لا يفرق بيننا إلا الموت وحتى بعد
الموت لا نريد الافتراق ولكن كيف ؟ فحسب اعتقادي واعتقادك بأن أحدنا على هداية
والآخر على ظلال وذلك استناداً إلى حديث رسول الله (ص) المعتمد عندنا وعندكم
(ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعون فرقة كلهم في النار إلا واحدة في الجنة) والكل
منا يعتقد أن فرقته هي الفرقة ******ة ، فإما أن تهديني إلى سبيلك أو أهديك إلى
سبيلي .
ش http://www.loversali.com/vb/images/smilies/frown.gifفرحاً ومغتبطاً بهذه المبادرة الطيبة) نعم أنت أخي وصديقي ، ولا سبيل إلى ذلك
إلا بالتعقل والحوار الهادف وترك التعصب جانباً .
س :ولكن من منا على الحق
ش :لمعرفة ذلك عندي فكرة أرجو أن تنال اعجابك
س :بسرعة ما هي
ش :أن أختار لك مسجداً من مساجدكم السنية ونصلي فيه على أني واحد منكم وبعد الصلاة
تقدمني إلى إمام المسجد وتقول له هذا صديقي وعنده بعض الأسئلة وسوف أقوم بسؤاله
عدة أسئلة فإذا استطاع الاجابة عن كل أسئلتي بكل روية وبدون أي عصبية سوف أعلن
تسنني ، والعكس عليك أن تختار أي مسجد من مساجد الشيعة ونصلي فيه على أنك واحد
مننا وبعد الصلاة سوف أقدمك إلى إمام المسجد وعليك بسؤاله أي سؤال يخطر ببالك
فإذا أقنعك بحجته عندها لا أجبرك بالتشيع بل تفكر بكل عقلانية
س :إنها حقاً فكرة جيدة ، أيش رايك نجتمع اليوم بعد صلاة المغرب
ش :ما عندي مانع حيث نصلي العشاء في مسجدكم وبعدها ثاني يوم نصلي المغرب في مسجدنا
س :ماشي الحال
اجتمع الصديقان في الوقت المحدد وذهبا مع أذان العشاء إلى جامع كبير اسمه جامع
أم القرى في نفس الحي وبعد انقضاء الصلاة تقدما إلى إمام المسجد وبعد التحية
قام الصديق الشيعي بسؤال الشيخ السني وجاء هذا الحوار :
ش :عندي عدة أسئلة يا شيخ أرجو الإيضاح من سماحتكم
الشيخ :تفضل
ش :ماذا تقول في حديث الغدير
الشيخ :أي غدير عفاك الله
ش :غدير خم يا شيخ
الشيخ :ما سمعت فيه
ش :غدير خم عندما رجع الرسول (ص) من حجة الوداع وفي الطريق أقام الرسول ومعه
الصحابة قرابة مائة وعشرون ألف صحابي في مكان اسمه غدير خم ..
الشيخ :مقاطعاً - هذا كلام الروافض ونحن لا نعتد به
ش :هذا ليس كلام الروافض وحدهم بل معظم كتب السنة سجلوا تلك الحادثة
الشيخ :مقاطعاً - هذا كله تلفيق على كتبنا وعلمائنا من الروافض وأنصحك بأن لا تقرأ
الكتب القديمة
ش :لم تطبع تلك الكتب إلا لقراءتها والاستفادة منها
الشيخ :- بدأ يشيط غضباً - لا تجادل جزاك الله خير وخذ دينك من معلميك في المدرسة وبس
ش :يعني يا شيخ ...
الشيخ :مقاطعاً - خلاص خذت من وقتي الكثير وانصحك بأن لا تجالس الروافض ولا تكلمهم
وتجنبهم ما استطعت لذلك سبيلا
بهذه الكلمات انتهت تلك المقابلة والأخ السني جالساً وكأن على رأسه الطير لا
يحير جواباً مندهشاً مما حدث بينما على ابتسامة الرضا على محيا وجه الأخ الشيعي
قائلاً لصديقه موعدنا غداً .
ذهب الأخ السني إلى فراشه وقد جفا النوم عينه وصورة الشيخ المهزوم لا تفارق
خياله وفي المقابل ابتسامة النصر على وجه صديقه الشيعي ، يالها من ليلة قضاها
الأخ السني ,,
أما أخينا الشيعي فقد كان ينتظر الموعد على أحر من الجمر
(الموعد للتذكير هو وقت صلاة المغرب) أنتظر صديقه فلم يأتي (باقي دقائق على
أذان المغرب) دق عليه جوال ولم يرد (أصابه القلق على صديقه وخاف عليه أن أصابه
أي مكروه) تعوذ من أبليس وذهب إلى المسجد لوحده واحتراماً لبيت الله تم وضع
الجوال (الموبايل) على الوضع الصامت ،
وعند خروجه أراد أن يمطئن على صديقه وتفاجأ بأن وجد مكالمة فائته بأسم صديقه
(تهلل وجهه فرحاً) وبسرعة البرق أعاد الاتصال على صديقه وجرى بينهم هذا الحوار
:- الهاتف يرن - الأخ السني يرد بتباطئ
س : ألو
ش : السلام عليكم أخي هل أنت بخير
س : وعليكم السلام نعم أنا بخير
ش : إذا ماذا حدث يا صديقي ؟؟
س : بصراحة أصابني شيء من الخوف
ش : لماذا ؟
س : أنت تعرف بأني لم أدخل في حياتي أي مسجد للشيعة وأخاف من الارتباك و...
ش : أنا ذهبت معك إلى مسجدكم ولم أخاف ولم أرتبك
س : صحيح بس أنت متعود على الصلاة مع السنة وخاصة في المدرسة كل يوم نصلي صلاة
الظهر في المدرسة صلاة سنية وانت معتاد على هذه الأجواء عكس وضعي
ش : (متفهماً موقف صديقه) لا عليك صديقي سوف أتي إليك وأشرح لك كيفية صلاة
الشيعة وكيفية وضوئهم
س : (متردد) طيب خلي اللقاء في المدرسة أحسن
ش : بصراحة ما أقدر أصبر إلى يوم السبت ، فإما تأتي إلي أو أتي اليك
س : طيب أنا سوف أتي إليك
ش : الآن
س : لا بعد صلاة العشاء
ش : ما شي الحال ، انتظرك
انتهت المكالمة ، والأخ السني ذهب إلى المسجد (المسجد السني) لأداء صلاة العشاء
وباله مشغول ، وبعد الصلاة تقدم إلى إمام الجماعة وسلم عليه وقال له يا شيخ أنا
عندي صديق شيعي ..وبمجرد أن سمع الشيخ كلمة (شيعي) تغير وجه وقاطع الشاب قائلاً : لا يا ولدي هذا
ليس صديق بل عدو لأن الروافض يكرهون أهل السنة وأصحاب الرسول وهم إلى الشرك
أقرب من الإسلام (وظل يشنع على الشيعة لكي يشفي غليل حقده الدفين) فقال له
الشاب : ولكن صديقي شاب متفهم وأنا أبغي له الهداية وأريدك تساعدني على ذلك .
الشيخ : هؤلاء الروافض من المستحيل أن يتغيروا وهم كالأفاعي فالحية يا ولدي
جميلة المنظر بينما تخبئ السم الزعاف في فمها ، وسوف يسحرك بمعسول كلامه فلا
أنصحك بمصادقة أحد من الروافض
الشاب يقوم من الشيخ وهو أكثر ذهولاً وشروداً (هذا ثاني شخص يقول بأن الشيعة
سحره ، ولماذا يحذروننا بشدة من الاقتراب من الشيعة وكأنهم خطر)
ذهب الشاب السني إلى البيت وصمم بأن لا يذهب مع صديقه الشيعي في أي مكان بل
وصمم على مقاطعة صديقه ولكن بالتدرج ، وعندما ذهب إلى النوم هجمت عليه الهواجس
من جديد ، قام وتوضأ وأمسك بالقرآن الكريم لكي تهدأ نفسه ويرتاح باله (سبحان
الله : فتح المصحف الشريف على آية الوفاء بالوعد) فقال في نفسه لقد وعدت صديقي
بأن أذهب معه إلى مسجدهم وعلي أن أفي بوعدي ، فأمسك بالجوال ودق على صديقه
الشيعي وجاء هذا الحوار :
س : السلام عليكم
ش : وعليكم السلام - غريبه لم تنم إلى الآن (كان الوقت شتاء وليالي الشتاء
طويلة والساعة الآن الحادية عشر)
س : يبدو أني أزعجتك
ش : بالعكس الليلة الجمعه وأنا معتاد السهر ليالي الخميس والجمعه
س : بصراحة حاولت أنام ولم استطع
ش : طيب تعال عندي
س : ولكن الوقت متأخر
ش : بالعكس نحن كل ليلة جمعه نجتمع ونقرأ دعاء كميل قبل وجبة العشاء (هذه عادة
معظم شيعة الأحساء) ولا يزال أبناء عمي وأبناء خالي موجودين
س : طيب أنا جاي
مسافة السكة يصل الأخ السني بيت الأخ الشيعي والشاب الشيعي واثنين من أبناء عمه
وابن خاله خرجوا لاستقبال ضيفهم بكل ترحاب
وعندما استقر بهم المجلس وقدموا له الشاي والقهوة ، وقع نظر الشاب السني على
منضدة في زاوية المجلس تحتوي مجموعة من الكتب ، فسأل صديقه أيش هذا دعاء كميل
اللي قلت عليه من شوي (وفي باله بأن هؤلاء الشيعة عندهم بدع ما أنزل الله بها
من سلطان)
فقام الشاب الشيعي وأتى بكتيب يحتوي عدة أدعية مأثورة وفتح الصفحة على دعاء
كميل وناوله صديقه قائلاً هذا دعاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب علمه لأحد
أصحابه اسمه كميل بن زياد وهو مشهور عندنا بدعاء كميل .
فتأمل الشاب السني هذه الكلمات :
(اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبقوتك التي قهرت بها كل شيء وخضع
لها كل شيء وذلّ لها كل شيء وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء وبعزتك التي لا يقوم
لها شيء وبعظمتك التي ملأت كل شيء وبسلطانك الذي علا كل شيء وبوجهك الباقي بعد
فناء كل شيء وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء وبعلمك الذي أحاط بكل شيء وبنور
وجهك الذي أضاء له كل شيء يا نور يا قدوس يا أول الأولين ويا آخر الآخرين،
اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم،
اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء،
اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته وكل خطيئة
أخطأتها)
لم يدري إلا ودموعه تجري (يا لها من كلمات هزت كيانه) لم أرى طيلة حياتي مثل
هذا الدعاء ما هذه الكلمات القوية لماذا لا يوجد عندنا أدعية بهذا الشكل وأنا
كنت اظنها كلمات بدعية وشركية وإذا بها كلمات توحيد لله وتضرع وتذلل له سبحانه
وتعالى .
وجد الأخ الشيعي صديقه وكأنه وجد كنزاً ثميناً (وبالفعل هو كنز لا يقدر بثمن)
فقال له يمكنك الاحتفاظ بهذا الكتيب ، وأي كتاب تريد تحت أمرك .
فرد عليه مستبشراً ، أتمنى أن أخذه ولكن أنتم تحتاجون إليه . فقال له صديقه لا
تخف معظم هذه الأدعية نحفظها عن ظهر غيب (فزادت دهشة الأخ السني) طيب أنا
استأذن ، فعرف الأخ الشيعي بأن صديقه يريد الاختلاء بهذا الكتيب فسمح له
بالانصراف .
عند وصول الأخ السني إلى غرفته فتح الكتاب على دعاء الصباح فأدهشته فصاحة أمير
المؤمنين وخاصة المقطع الأول من الدعاء وهو
(اللهم يا من دلع لسان الصبح بنطق تبلجه وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه
وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه يا من دل
على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته وجل عن ملاءمة كيفياته يا من قرب من
خطرات الظنون وبعد عن لحظات العيون وعلم بما كان قبل أن يكون يا من أرقدني في
مهاد أمنه وأمانه وأيقظني إلى ما منحني به من مننه وإحسانه وكف أكف السوء عني
بيده وسلطانه)
سبح الشاب في بحر الكلمات متيقناً بأن هذه الكلمات والأدعية ليست لشخص عادي ،
ولم يدري بنفسه إلا وهو غارق في النوم وكأن باله ارتاح .
نام أخينا السني مرتاح البال ولم نضع له أي منبه لصلاة الصبح ، وتفاجأ بأن
استيقظ بدون أي منبه على صوت أذان الصبح فقام للصلاة وبعد الصلاة رجع إلى دعاء
الصباح لأمير المؤمنين يقرأه بتمعن ولحسن حظه أنه كان ملم باللغة العربية يتذوق
الفصاحة العربية
(ولا يخفى على الجميع بأن أمير المؤمنين ع أبو الفصاحة والبلاغة)
فكلماته تحير الألباب وتشغلها .
شغف بطل قصتنا بفصاحة أمير المؤمنين وهام في بلاغته ، ولم يدري بنفسه إلا وهو
يسمع صوت أذان الظهر ليوم الجمعه (وقت المحبين قصير)
فذهب مع أبوه واخوته إلى الجامع الكبير الذي يقع وسط المدينة لصلاة الجمعه ،
ولسوء حظه أو لحسن حظه كان إمام المسجد من النواصب الوهابيين المملوء قلبه
حقداً على أهل البيت وشيعتهم فقام يكيل التهم والتشنيع على الشيعة في خطبته
باسم الروافض ومن جملة التهم بأن الروافض يقلون بأن علي بن أبي طالب هو النبي
وأن جبريل أخطأ في الوحي فكان ينبغي عليه أن ينزل على علي بدلاً من رسول الله
وأنهم يحبون علي أكثر مما يستحق بالرغم أنه رجل عادي ، ويحاول الروافض تضخيم
الفضائل لعلي من شجاعة وبلاغة وعن حديث البلاغه بالشيعة يؤلفون كتب يسمونها نهج
الحماقة (يشير إلى نهج البلاغة) ............ إلى آخر التهم التي ما أنزل الله
بها من سلطان .
أثر هذا الكلام في نفس صاحبنا وقال في نفسه ينبغي على هذا الشيخ أن يشير إلى
الأمور التي نتفق فيها نحن وإخواننا الشيعة لا أن يفرق وحدة المسلمين بهذا
الكلام ، فالذي أعرفه عن علي بن ابي طالب أنه بطل الإسلام بلا منازع ، وأن
الكلام الذي قرأته في الأدعية هو كلام غاية في الفصاحة والبلاغة (فكر أن ينسحب
من المسجد بس خاف من أبوه فكمل على مضض) .
بعد الصلاة قال لوالده أنا معزوم على الغداء عند واحد صديقي ، فستأذن من والده
وذهب إلى صديقه الشيعي ، تفاجأ صديقه بحضوره في مثل هذا الوقت وفي نفس الوقت
كان فرحاً بحضوره ، وعندما استقر بهم المجلس دار بينهم هذا الحوار
ش : متى تريد أن نذهب إلى مسجد من مساجد الشيعه كما وعدت من قبل
س : أي وقت تشاء بس قبلها علمني كيف تتوضأون وكيف تصلون كي يكون عندي استعداد
ش : تحت أمرك بعد الغدا (وجبة الغداء بعد الظهر) منها نغسل ومنها نتوضأ
س : من الذي ألف الكتاب الذي أخذته منك ؟
ش : هو ليس كتاب هو كتيب صغير اسمه أدعية المحبين وهو عبارة عن كم دعاء مختار
لأئمة أهل البيت
س : بصراحة الكلام اللي فيه لا يخطر على بال وخاصة دعاء الصباح ودعاء كميل
ش : هذان الدعاءان لأمير المؤمنين وعن بلاغة أمير المؤمنين حدث ولا حرج يكفيك
نهج البلاغة
س : أي نهج البلاغة
ش : هو كتاب يحوي كلام أمير المؤمنين
س : أنت تعرفني أحب البلاغة ، أين يمكنني أحصل عليه
ش : تحت أمرك موجود عندي
فقام الشيعي من حينه وأحضر كتابين الأول نهج البلاغة والثاني الصحيفة السجادية
س : أحضرت كتابين وليس واحداً
ش : تفضل هذا نهج البلاغة والثاني هو الصحيفة السجادية وهو أدعية للإمام علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين والسجاد ، أنصحك أن تقرأ دعاء
أبي حمزه الثمالي ، وهو دعاء عجيب علمه الإمام زين العابدين لأحد أصحابه اسمه
أبو حمزه الثمالي
س : ما شاء الله
ش : على العموم تراث أهل البيت لا يعد ولا يحصى وللأسف الشديد معظم الناس
محرومون منه
س : لماذا محرومون ؟
ش : بالأحرى هم حرموا أنفسهم المنبع الصافي وذهبوا منابع شتى أكثرها كدراً ،
أما نحن الشيعة الإمامية فننعم بهذا النعيم ولله الحمد والمنه .
قطع حديثهم حضور الغداء ، وبعد الغداء ذهبا إلى المغسله لغسيل الأيدي وقام الأخ
الشيعي بالوضوء أمام صديقه مع الشرح والإيضاح ، فسأله الأخ السني لماذا تتوضأ
بهذه الطريقة فأجابه نحن نتبع كلام رب العالمين إذ يقول في محكم كتابه (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) (آية 5 سورة المائدة)
فالأية واضحة وصريحة وضوح الشمس في رابعة النهار فالوضوء غسلتان ومسحتان ، غسل
الوجه والأيدي ومسح الرأس والرجلين ومسح الرأس ليس كاملاً بل بعضه لأن الأية
تقول برؤوسكم والباء هنا للتبعيض أي بعض روؤسكم ومسح الرجلين إلى الكعبين وليس
غسلهما .
أندهش الأخ السني وكأنه يسمع هذه الأية لأول مرة (يالله هؤلاء الشيعة كلامهم
يدخل العقل بلا استئذان)
فصار يفكر في نفسه ويقول لهذا السبب يحذرنا شيوخنا من مخالطة الشيعة والاستماع
إلى حديثهم لعلمهم المسبق بقوة الحجة لديهم ، فهل استمع إلى الشيوخ أم أستمع
إلى نداء العقل ، من أين لهم هذه الحجة القوية هل لأنهم على الطريق الصحيح وعلى
السراط المستقيم ، اللهم إني أسألك أن تريني الحق حق وترزقنا اتباعه ، والباطل
باطل وتجنبنيه .
انتبه الأخ الشيعي إلى صديقه وهو سارح في بحر الأفكار ، فقطع عليه أفكاره فقال
له أيه وين رحت ؟
س : بصراحه كلامكم يدخل العقول بلا استئذان
ش : ذكرتني بكلام الدكتور التيجاني
س : ومن هذا التيجاني ؟
ش : هذا من السنة الذي تشيع وقصته معروفة لدى الطرفين وقد ألف مجموعة كتب من
أشهرها (ثم اهتديت) يحكي فيه قصة تحوله من المذهب السني إلى المذهب الشيعي
الجعفري الإمامي الإثنى عشري
س : أكيد عندك هذا الكتاب ؟
ش : طبعاً وتحت أمرك وعلى فكره الذين تشيعوا نطلق عليهم مستبصرون وهم كثر ولله
الحمد ومعظمهم من المثقفين وقد قاموا بتأليف عدة كتب وفيهم شخص وهابي (http://www.ashaqalmujtaba.com/vb/showthread.php?t=1867)اسمه
الدكتور عصام العماد
أخذ صاحبنا الكتب الثلاثة (نهج البلاغة ، الصحيفة السجادية ، ثم اهتديت) شاكراً
لصديقه وتوجه إلى منزله وقرر الاعتكاف في غرفته لقراءة هذه الكتب ، بعد فترة
وجيزة سمع أذان العصر فذهب للصلاة فقال في نفسه أي صلاة سوف أصلي وبأي وضوء
أتوضأ فتراجع عن أداء الصلاة وقرر أن لا يصلي إلا إذا أنار الله قلبه وأراه
الحق حقاً والباطل باطلاً ,,,
أخذ صاحبنا الكتب الثلاثة (نهج البلاغة ، الصحيفة السجادية ، ثم اهتديت) شاكراً
لصديقه وتوجه إلى منزله وقرر الاعتكاف في غرفته لقراءة هذه الكتب ، بعد فترة
وجيزة سمع أذان العصر فذهب للصلاة فقال في نفسه أي صلاة سوف أصلي وبأي وضوء
أتوضأ فتراجع عن أداء الصلاة وقرر أن لا يصلي إلا إذا أنار الله قلبه ورأه الحق
حقاً والباطل باطلاً .
أخذ الكتب الثلاثة ووضعها أمامه متحيراً بماذا يبدأ ، تذكر كلام صديقه عن
الدكتور التيجاني الذي كان سنياً وتشيع وقال في نفسه هل هذا التيجاني له وجود
حقاً أم هو من مخترعات الشيعة ، أخذ الكتاب (ثم اهتديت) كمن يريد البحث عن
الحقيقة ، قرأ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف ، وكل ما يحويه الكتاب كلام منطقي
بعيداً عن التكلف كيف لا وهو يحكي قصة استبصار لرجل قرر أن يعمل بعقله في ا
لبحث عن الحقيقة التي توصل إليها بكل قناعة لا تزعزعها أي شوائب .
صارت عند صاحبنا قناعة كبيرة بما قرأ عن حياة الدكتور التيجاني وخاصة وهو يعرف
بأن الشيعة دائماً تحوم حولهم التهم التي ما أنزل الله بها من سلطان فإذا تقرب
أي شخص من الشيعة لا يجد لتلك التهم أي أثر بل هم دائماً عكس ما يقال عنهم .
وزيادة في الاطمئنان قام بالاتصال بصديقه الشيعي ليتأكد منه عن حقيقة التيجاني
، الذي أكد له بأن التيجاني فعلاً شخصية حقيقية وهو يأتي بين الحين والآخر في
برامج مباشرة على القنوات الشيعية ، وأعطاه أسماء القنوات الشيعية ، فقام
بتدوينها على ورقة ، وذهب إلى المجلس (غرفة مخصصة لاستقبال الضيوف) حيث يوجب به
تلفزيون (معظم البيوت عندنا بها أكثر من تلفزيون واحد في الصالة (الصالون) ، في المجلس
، في بعض غرف) فأخذ يبحث عن أي قناة شيعية فلم يجد شيئاً ، قام ببرمجة الرسيفر
من جديد حيث ظهر له جميع القنوات فوجد قناة الأنوار وهي قناة شيعية تبث من دولة
الكويت فوجد وقتها محاضرة للسيد مرتضى القزويني (أطال الله بقائه) وهو علامة
عظمى في تفسير القرآن حيث يقوم في كل محاضرة بتفسير آية من القرآن الكريم تفسيراً كما أراد له رسول الله لا كما أراد
له أعداء رسول الله وهو مشهور لدينا كما هول الحال الشيخ متولي الشعراوي (رحمه
الله) لدى الإخوان السنة وكانت المحاضرة بعنوان (الخلافة من النبي – الإمامة)
مبتدئا بالآية الكريمة
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ
إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ
يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
(أية 124 سورة البقرة)
وضح فيها سماحته مرتبة الإمامة وكيف أن خليل الله إبراهيم عليه السلام نال
مرتبة الإمامة بعد ما نجح في أصعب امتحان ، وسماحة السيد يعتمد على الأدلة
العقلية والنقلية من كتاب الله الكريم .
من خلال هذه المحاضرة تعرف صاحبنا على العقول الشيعية كيف تفكر كيف تناقش كيف
تحاور فهي عقول منفتحة ومتطورة .
صارت عند صاحبنا قناعة بأن الشيعة هم حقاً يمثلون ويشرفون الإسلام الذي أراد له
رسول الله ، وهو في قمة شعوره بهذه القناعة ، مر في باله المقابلة التي تمت بين
صديقه الشيعي وإمام مسجد السنة في مسجد السنة حيث الانكسار مر على الشيخ السني
الذي استطاع أن يخرج منه بكل غلاظه حيث أنهى المقابلة منسحباً
(وهي عادة كبار علماء الوهابية عندما تناقشهم بالأدلة القطعية) ولم يحر جواباً
من سؤال واحد فقط ، حيث دار الحديث عن حادثة غدير خم وكيف . وبالمقابل ابتسامة
النصر على محيا وجه صديقه الشيعي .
فقرر غداً السبت أن يناقش جميع معلمين التربية الإسلامية في المدرسة بما وصل
إليه من اعتقاد ، فإن استطاعوا أن يثنوه عن اعتقاده بالحكمة والموعظة الحسن
فكان بها وإن وجد بهم انكساراً فكرياً وغلظة ودكتاتورية فسوف يضمر في نفسه على
التدين على مذهب أهل البيت عليهم السلام .
خرج من خياله الواسع على المناجاة المنظومة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام ، بإلقاء الرادود المبدع (محمد الحجيرات) ، حيث تم عرضها على
القناة (الأنوار) بعد انتهاء محاضرة السيد مرتضى القزويني (أطال الله بقاءه) .
لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعلا
تباركت تعطي من تشأ وتمنع
إلهي وخلاقي وحرزي وموئلي
إليك لدى الإعسار واليسر أفزع
إلهي لئن جلت وجمت خطيئتي
فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها
فها أنا في روض الندامة أرتع
إلهي ترى حالي وفقري وفاقتي
وأنت مناجاتي الخفية تسمع
إلهي فلا تقطع رجائي ولا تزغ
فؤادي فلي في سيب جودك مطمع
إلهي لئن خيبتني أو طردتني
فمن ذا الذي أرجو ومن ذا أُشفع
الهي أجرني من عذابك أنني
أسير ذليل خائف لك اخضع
يا لها من كلمات تهز الكيان لا تخرج من فم بشر عادي فلابد أن يكون بشراً إلهي
روحاني مؤيداً ومسدداً بروح القدس (سلام الله عليك يا سيدي ومولاي يا أمير
المؤمنين ، لعن الله من تسبب في حرمان الأمة من تراثك والنهل من عطائك اللا
محدود) حيث أن أمير المؤمنين هو الشخص الثاني في الوجود التكويني والروحاني بعد
سيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وأمير
المؤمنين هو نفس رسول الله بدليل آية المباهلة
(بالمناسبة أحب أن أزف التبريكات بمناسبة ذكرى آية المباهلة).
عاد صاحبنا إلى غرفته وذلك لقراءة كتاب نهج البلاغة فغاص في البحر المتلاطم
بالبلاغة والفصاحة حيث وقع اختياره على الخطبة الخالية من حرف الألف غاص أكثر
قرأ قرأ وصل إلى : من خطبة له ( عليه السلام ) و هي المعروفة بالشقشقية و تشتمل
على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له :
أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلَانٌ وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ
مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ
وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ
عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ
أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ
فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّه ُ.
ترجيح الصبر
فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ
قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ
لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلَانٍ بَعْدَهُ ـ ثُمَّ تَمَثَّلَ
بِقَوْلِ الْأَعْشَى ـ :
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا * وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا
لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي
حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ
الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ
الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ
فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ
اعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ حَتَّى
إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ
فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ
مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي
أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ
لِضِغْنِهِ وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ
ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ
قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ
نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَ أَجْهَزَ
عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَ كَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ .
(نهج البلاغة) صفحة : (49)
ما أعظمك سيدي يا أمير المؤمنين وما أعظم شأنك عند الله وعند رسوله كيف لا وأنت
نفس رسول الله فلو انصاعت الأمة الإسلامية لأوامر رسول الله ومشت على الطريق
الذي رسمه لهم رسول الله ، (صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين) فما كان هذا
هو حال الأمة الإسلامية ، هل هذه الأمة الإسلامية الآن وما تعيشه من ذل وخضوع
لقوى الاستكبار العالمي هي الأمة التي أريد لها أن تكون (خير أمة أخرجت للناس)
الله يريد والأمة (غير الشيعة) تريد حيث بأن مَن الله سبحانه وتعالى للعقول
البشرية الاختيار
(فأهديناه النجدين) إما طريق الشيعة أو الطريق الأخر ، إما رأي الشيعة وإما
الرأي الآخر (وهذا أضعف الإيمان) .
أستيقظ صاحبنا من النوم ليوم دراسي (يوم السبت) وقبل الطابور الصباحي التقى
بصديقه الشيعي وأطلعه بالأمر حيث قرر أن يواجه معلمين التربية الإسلامية في
المدرسة ، عندها قرر صديقه الشيعي الانضمام إليه فرحب به (لقوة الحجة لدى صديقه
في مقارعة الخصوم) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي {25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
{26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي {27} يَفْقَهُوا قَوْلِي {28} وَاجْعَل
لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي {29} هَارُونَ أَخِي {30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
{31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي {32} كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا {33}
وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا {34} إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا {35} (الآيات 25-35
من سورة طه)
لا أطيل عليكم تقدم صاحبنا بطلب لعقد لقاء بين جميع معلمي التربية الإسلامية
وعددهم أحد عشر معلماً (جميعهم ثيابهم قصيرة لا يلبسون العقال لحاهم طويلة) لأن
من شروط أن تكون معلماً لمادة التربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم
لدينا يجب أتكون وهابي (http://www.ashaqalmujtaba.com/vb/showthread.php?t=1867)العقيدة والعمل على بثها وتدريسها لعقول طلاب الدولة ،
سبحان الله ويجبرون من لا يدين بدينهم من السنة غير الوهابية بالعمل على عقيدة
الوهابية وبحثاً وراء الراتب والمزايا الخاصة لمعلمي التربية الإسلامية عندنا
عن باقي معلمي العلوم الأخرى ، ذكر في تقديم الطلب بأن له صديق شيعي يريد أن
يتسنن ، (يا لها من فكرة) فتقرر عقد اللقاء في الصف الخاص بالطالبين أثناء
الفسحة ،
(من فرحتهم نسوا بأن يخبروا الإدارة بالموضوع) دار اللقاء بين جميع المعلمين
يمثلهم كبيرهم والطالب الشيعي .
المعلم : نشكر صديقك الذي استطاع أن يؤثر عليك وهداك الله إلى الطريق الصحيح
(مسكين!!!)
ش : قصدك العكس هو الصحيح
المعلم : ماذا تقصد العكس هو الصحيح
ش : أقصد أنا الذي سوف أهديه إلى الطريق الصحيح إلا إذا دار النقاش بروية بعيد
عن العصبية ، عندي عدة أسئلة إذا تمكنتم من الإجابة عليها بدون أي انفعالات سوف
أعلن تسنني على الفور وإذا لم تتمكنوا صديقي سوف يعلن تشيعه .
المعلم : (أخذته العزة بالنفس) يعني أنت أيها التلموذ الصغير (يريد أن يصغر
كلمة تلميذ ، يريد أن يذمه فمدحه جاي تناقش)
ش : (كتلموذ صخر حطه السيل من علي) نقاش بكل هدوء وروية
المعلم : (يضحك بغطرسة وغلظة في نفس الوقت)
ش : يا أستاذ أنت ومعك عشرة من المعلمين وأنا ومعي الله وصديقي (وأشار إلى
صاحبنا)
المعلم : (يضرب الطالب) يعني نحن مشركون
(الله أكبر) يكفرون الناس صباحاً ومساء بمرأى ومسمع من الجميع (وأكثرهم للحق
كارهون)
ش : (بكل شجاعة) بهدوء وروية يا حضرة المعلم الفاضل
يتدخل صاحبنا وينضم إلى صديقه ويقول لباقي المعلمين وكأنه يشكوهم سوء أدب
كبيرهم : (عفواً نحن المشركون كان ينبغي عليه أن يقول أنا ومعي الله ثم صديقي)
إذا لم تحاوروه وتجيبوا على أسئلته فأنا سوف أتشيع وهذا أكبر دليل على ضعف
حجتكم في النقاش مع العقل والمنطق .
قال أحد المعلمين (لا يعتنق المذهب الوهابي لكن يعمل به مجبوراً) دعونا نحاوره
رد كبير المعلمين بكل تهكم تريد أن تنضم إليهم ، أما تدري بأن الحديث عن هذا
الموضوع (سنة وشيعة) ممنوع في المدارس من قبل إدارة التربية والتعليم (سلاحهم
التهديد والوعيد)
المعلم خائفاً : لا وللي يرحم والديك يا بو فلان طلعني من السالفه (يعني أبعدني
برا الموضوع)
كبير المعلمين : إذا رح وناد المدير يا حلو
المعلم : أمرك سيدي
اهتزت مشاعر صاحبنا السني من الأمر الذي حدث وقال في نفسه (لا أثر بعد عين) شعر
بأن المذهب الوهابي مفروض بالقوة وجبروت السلطان ، قرر إتباع طريق أهل البيت
عليهم السلام في حينه .
جاء المدير الذي رفع خطاب إلى إدارة التربية بهذا الأمر فتقرر وقف الطالبين
فوراً من الدراسة إلى إنتهاء القضية .
خرجا من المدرسة لا يعرفان إلى أين يتوجهان ، ولكنهما سعيدان فرحان بما حدث ..
(أذان الظهر يرتفع) قررا الذهاب إلى المسجد (مسجد شيعي) وباختيار صاحبنا الشيعي
، لأداء صلاة الظهر والعصر لأول مرة في حياة صاحبنا السني .. وهكذا استبصر وصار
شيعياً حقيقياً لا يقرأ إلا الكتب الشيعية ولا يشاهد إلا القنوات الشيعية وذلك
ليشبع عقيدته الجديدة .
ولحسن حظ صاحبنا بأن والده يعمل في منطقة الرياض مما يجبره على الغياب عن منطقة
الأحساء خمسة أيام في الأسبوع ، فانتهز فرصة بقاءه في المنزل لإقناع أمه
والتأثير عليها وجاء يوم الأربعاء والأم على قناعة تامة بما يؤمن به ولدها ،
وبدورها استطاعت التأثير على زوجها (كل شخص يقرر أن يدخل نقاش البحث عن الحقيقة
بكل هدوء وروية بعيداً عن التأثيرات الجانبية لابد له في
( النهاية أن يتشيع) وهذا أمر طبيعي لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه (يد الله فوق
أيديهم)
تشيعت العائلة بسرعة البرق وصارت ألفة بينها وبين عائلة صاحبنا الشيعي تطورت
وصار بينهم نسب من الجهتين حيث أن كل صديق تزوج أخت صديقه وعملا معاً في محل
صغير لبيع الجولات .
يالله بلاش نحسدهم هَم وانزاح عن صدرهم (المدرسة والعمل ضمن بوتقة الدولة)
وصارا مستقلين بحياتهم الجديدة السعيدة حماهم الله من شر الوهابيين .. قولوا
معي آمين.
نسألكم الدعاء ,,
-----------------
منقول ( واعتذر ان لم يكن القسم مناسبا )
وشكرا
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
أرادهُ وهابي .. فجعلَ منهُ جعفريّ ..!!! (http://www.ashaqalmujtaba.com/vb/showthread.php?t=1867)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على إكمال الدين واتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام
هذه قصة طريفة أرجو أن تنال اعجابكم
صديقان (أحدهما شيعياً والأخر سنياً)
الروح بالروح وزميلان في الدراسة لا يفترقان من أيام الابتدائية إلى المتوسطة
إلى المرحلة الثانوية وهي مرحلة النضج والعقلانية والتفكر ، كل واحد منهما يريد
الخير لصاحبه ويريد له الهداية إلى طريقته هما يعيشان في منطقة الأحساء حيث
الاختلاط بين السنة والشيعة ففي بعض الأحياء تجد بيتاً سنياً بجانبه بيتاً
شيعياً وهم يعيشون في محبة وسلام بحيث لا يثار النقاش العقائدي حيث يعيشون على
الحكمة
(لكم دينكم ولي دين)
أما بطل قصتنا ذلك الشاب السني وصل به الحال مع صديقه الشيعي حيث أراد له
الهداية (على حسب اعتقاده) فذات يوم جلس الصديقان لوحدهما فانتهز السني الفرصة
وفتح نقاش
(السنة والشيعة) وجاء الحديث التالي (السني : س ، الشيعي : ش)
س :صديقي وعزيزي يشهد الله أني احبك في الله ونحن لم نفترق منذ كنا في الابتدائية
ونحن الآن في المرحلة الثانوية وأسأل الله أن لا يفرق بيننا إلا الموت وحتى بعد
الموت لا نريد الافتراق ولكن كيف ؟ فحسب اعتقادي واعتقادك بأن أحدنا على هداية
والآخر على ظلال وذلك استناداً إلى حديث رسول الله (ص) المعتمد عندنا وعندكم
(ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعون فرقة كلهم في النار إلا واحدة في الجنة) والكل
منا يعتقد أن فرقته هي الفرقة ******ة ، فإما أن تهديني إلى سبيلك أو أهديك إلى
سبيلي .
ش http://www.loversali.com/vb/images/smilies/frown.gifفرحاً ومغتبطاً بهذه المبادرة الطيبة) نعم أنت أخي وصديقي ، ولا سبيل إلى ذلك
إلا بالتعقل والحوار الهادف وترك التعصب جانباً .
س :ولكن من منا على الحق
ش :لمعرفة ذلك عندي فكرة أرجو أن تنال اعجابك
س :بسرعة ما هي
ش :أن أختار لك مسجداً من مساجدكم السنية ونصلي فيه على أني واحد منكم وبعد الصلاة
تقدمني إلى إمام المسجد وتقول له هذا صديقي وعنده بعض الأسئلة وسوف أقوم بسؤاله
عدة أسئلة فإذا استطاع الاجابة عن كل أسئلتي بكل روية وبدون أي عصبية سوف أعلن
تسنني ، والعكس عليك أن تختار أي مسجد من مساجد الشيعة ونصلي فيه على أنك واحد
مننا وبعد الصلاة سوف أقدمك إلى إمام المسجد وعليك بسؤاله أي سؤال يخطر ببالك
فإذا أقنعك بحجته عندها لا أجبرك بالتشيع بل تفكر بكل عقلانية
س :إنها حقاً فكرة جيدة ، أيش رايك نجتمع اليوم بعد صلاة المغرب
ش :ما عندي مانع حيث نصلي العشاء في مسجدكم وبعدها ثاني يوم نصلي المغرب في مسجدنا
س :ماشي الحال
اجتمع الصديقان في الوقت المحدد وذهبا مع أذان العشاء إلى جامع كبير اسمه جامع
أم القرى في نفس الحي وبعد انقضاء الصلاة تقدما إلى إمام المسجد وبعد التحية
قام الصديق الشيعي بسؤال الشيخ السني وجاء هذا الحوار :
ش :عندي عدة أسئلة يا شيخ أرجو الإيضاح من سماحتكم
الشيخ :تفضل
ش :ماذا تقول في حديث الغدير
الشيخ :أي غدير عفاك الله
ش :غدير خم يا شيخ
الشيخ :ما سمعت فيه
ش :غدير خم عندما رجع الرسول (ص) من حجة الوداع وفي الطريق أقام الرسول ومعه
الصحابة قرابة مائة وعشرون ألف صحابي في مكان اسمه غدير خم ..
الشيخ :مقاطعاً - هذا كلام الروافض ونحن لا نعتد به
ش :هذا ليس كلام الروافض وحدهم بل معظم كتب السنة سجلوا تلك الحادثة
الشيخ :مقاطعاً - هذا كله تلفيق على كتبنا وعلمائنا من الروافض وأنصحك بأن لا تقرأ
الكتب القديمة
ش :لم تطبع تلك الكتب إلا لقراءتها والاستفادة منها
الشيخ :- بدأ يشيط غضباً - لا تجادل جزاك الله خير وخذ دينك من معلميك في المدرسة وبس
ش :يعني يا شيخ ...
الشيخ :مقاطعاً - خلاص خذت من وقتي الكثير وانصحك بأن لا تجالس الروافض ولا تكلمهم
وتجنبهم ما استطعت لذلك سبيلا
بهذه الكلمات انتهت تلك المقابلة والأخ السني جالساً وكأن على رأسه الطير لا
يحير جواباً مندهشاً مما حدث بينما على ابتسامة الرضا على محيا وجه الأخ الشيعي
قائلاً لصديقه موعدنا غداً .
ذهب الأخ السني إلى فراشه وقد جفا النوم عينه وصورة الشيخ المهزوم لا تفارق
خياله وفي المقابل ابتسامة النصر على وجه صديقه الشيعي ، يالها من ليلة قضاها
الأخ السني ,,
أما أخينا الشيعي فقد كان ينتظر الموعد على أحر من الجمر
(الموعد للتذكير هو وقت صلاة المغرب) أنتظر صديقه فلم يأتي (باقي دقائق على
أذان المغرب) دق عليه جوال ولم يرد (أصابه القلق على صديقه وخاف عليه أن أصابه
أي مكروه) تعوذ من أبليس وذهب إلى المسجد لوحده واحتراماً لبيت الله تم وضع
الجوال (الموبايل) على الوضع الصامت ،
وعند خروجه أراد أن يمطئن على صديقه وتفاجأ بأن وجد مكالمة فائته بأسم صديقه
(تهلل وجهه فرحاً) وبسرعة البرق أعاد الاتصال على صديقه وجرى بينهم هذا الحوار
:- الهاتف يرن - الأخ السني يرد بتباطئ
س : ألو
ش : السلام عليكم أخي هل أنت بخير
س : وعليكم السلام نعم أنا بخير
ش : إذا ماذا حدث يا صديقي ؟؟
س : بصراحة أصابني شيء من الخوف
ش : لماذا ؟
س : أنت تعرف بأني لم أدخل في حياتي أي مسجد للشيعة وأخاف من الارتباك و...
ش : أنا ذهبت معك إلى مسجدكم ولم أخاف ولم أرتبك
س : صحيح بس أنت متعود على الصلاة مع السنة وخاصة في المدرسة كل يوم نصلي صلاة
الظهر في المدرسة صلاة سنية وانت معتاد على هذه الأجواء عكس وضعي
ش : (متفهماً موقف صديقه) لا عليك صديقي سوف أتي إليك وأشرح لك كيفية صلاة
الشيعة وكيفية وضوئهم
س : (متردد) طيب خلي اللقاء في المدرسة أحسن
ش : بصراحة ما أقدر أصبر إلى يوم السبت ، فإما تأتي إلي أو أتي اليك
س : طيب أنا سوف أتي إليك
ش : الآن
س : لا بعد صلاة العشاء
ش : ما شي الحال ، انتظرك
انتهت المكالمة ، والأخ السني ذهب إلى المسجد (المسجد السني) لأداء صلاة العشاء
وباله مشغول ، وبعد الصلاة تقدم إلى إمام الجماعة وسلم عليه وقال له يا شيخ أنا
عندي صديق شيعي ..وبمجرد أن سمع الشيخ كلمة (شيعي) تغير وجه وقاطع الشاب قائلاً : لا يا ولدي هذا
ليس صديق بل عدو لأن الروافض يكرهون أهل السنة وأصحاب الرسول وهم إلى الشرك
أقرب من الإسلام (وظل يشنع على الشيعة لكي يشفي غليل حقده الدفين) فقال له
الشاب : ولكن صديقي شاب متفهم وأنا أبغي له الهداية وأريدك تساعدني على ذلك .
الشيخ : هؤلاء الروافض من المستحيل أن يتغيروا وهم كالأفاعي فالحية يا ولدي
جميلة المنظر بينما تخبئ السم الزعاف في فمها ، وسوف يسحرك بمعسول كلامه فلا
أنصحك بمصادقة أحد من الروافض
الشاب يقوم من الشيخ وهو أكثر ذهولاً وشروداً (هذا ثاني شخص يقول بأن الشيعة
سحره ، ولماذا يحذروننا بشدة من الاقتراب من الشيعة وكأنهم خطر)
ذهب الشاب السني إلى البيت وصمم بأن لا يذهب مع صديقه الشيعي في أي مكان بل
وصمم على مقاطعة صديقه ولكن بالتدرج ، وعندما ذهب إلى النوم هجمت عليه الهواجس
من جديد ، قام وتوضأ وأمسك بالقرآن الكريم لكي تهدأ نفسه ويرتاح باله (سبحان
الله : فتح المصحف الشريف على آية الوفاء بالوعد) فقال في نفسه لقد وعدت صديقي
بأن أذهب معه إلى مسجدهم وعلي أن أفي بوعدي ، فأمسك بالجوال ودق على صديقه
الشيعي وجاء هذا الحوار :
س : السلام عليكم
ش : وعليكم السلام - غريبه لم تنم إلى الآن (كان الوقت شتاء وليالي الشتاء
طويلة والساعة الآن الحادية عشر)
س : يبدو أني أزعجتك
ش : بالعكس الليلة الجمعه وأنا معتاد السهر ليالي الخميس والجمعه
س : بصراحة حاولت أنام ولم استطع
ش : طيب تعال عندي
س : ولكن الوقت متأخر
ش : بالعكس نحن كل ليلة جمعه نجتمع ونقرأ دعاء كميل قبل وجبة العشاء (هذه عادة
معظم شيعة الأحساء) ولا يزال أبناء عمي وأبناء خالي موجودين
س : طيب أنا جاي
مسافة السكة يصل الأخ السني بيت الأخ الشيعي والشاب الشيعي واثنين من أبناء عمه
وابن خاله خرجوا لاستقبال ضيفهم بكل ترحاب
وعندما استقر بهم المجلس وقدموا له الشاي والقهوة ، وقع نظر الشاب السني على
منضدة في زاوية المجلس تحتوي مجموعة من الكتب ، فسأل صديقه أيش هذا دعاء كميل
اللي قلت عليه من شوي (وفي باله بأن هؤلاء الشيعة عندهم بدع ما أنزل الله بها
من سلطان)
فقام الشاب الشيعي وأتى بكتيب يحتوي عدة أدعية مأثورة وفتح الصفحة على دعاء
كميل وناوله صديقه قائلاً هذا دعاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب علمه لأحد
أصحابه اسمه كميل بن زياد وهو مشهور عندنا بدعاء كميل .
فتأمل الشاب السني هذه الكلمات :
(اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبقوتك التي قهرت بها كل شيء وخضع
لها كل شيء وذلّ لها كل شيء وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء وبعزتك التي لا يقوم
لها شيء وبعظمتك التي ملأت كل شيء وبسلطانك الذي علا كل شيء وبوجهك الباقي بعد
فناء كل شيء وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء وبعلمك الذي أحاط بكل شيء وبنور
وجهك الذي أضاء له كل شيء يا نور يا قدوس يا أول الأولين ويا آخر الآخرين،
اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم،
اللهم اغفر لي الذنوب التي تغير النعم، اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء،
اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء، اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته وكل خطيئة
أخطأتها)
لم يدري إلا ودموعه تجري (يا لها من كلمات هزت كيانه) لم أرى طيلة حياتي مثل
هذا الدعاء ما هذه الكلمات القوية لماذا لا يوجد عندنا أدعية بهذا الشكل وأنا
كنت اظنها كلمات بدعية وشركية وإذا بها كلمات توحيد لله وتضرع وتذلل له سبحانه
وتعالى .
وجد الأخ الشيعي صديقه وكأنه وجد كنزاً ثميناً (وبالفعل هو كنز لا يقدر بثمن)
فقال له يمكنك الاحتفاظ بهذا الكتيب ، وأي كتاب تريد تحت أمرك .
فرد عليه مستبشراً ، أتمنى أن أخذه ولكن أنتم تحتاجون إليه . فقال له صديقه لا
تخف معظم هذه الأدعية نحفظها عن ظهر غيب (فزادت دهشة الأخ السني) طيب أنا
استأذن ، فعرف الأخ الشيعي بأن صديقه يريد الاختلاء بهذا الكتيب فسمح له
بالانصراف .
عند وصول الأخ السني إلى غرفته فتح الكتاب على دعاء الصباح فأدهشته فصاحة أمير
المؤمنين وخاصة المقطع الأول من الدعاء وهو
(اللهم يا من دلع لسان الصبح بنطق تبلجه وسرح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه
وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه وشعشع ضياء الشمس بنور تأججه يا من دل
على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته وجل عن ملاءمة كيفياته يا من قرب من
خطرات الظنون وبعد عن لحظات العيون وعلم بما كان قبل أن يكون يا من أرقدني في
مهاد أمنه وأمانه وأيقظني إلى ما منحني به من مننه وإحسانه وكف أكف السوء عني
بيده وسلطانه)
سبح الشاب في بحر الكلمات متيقناً بأن هذه الكلمات والأدعية ليست لشخص عادي ،
ولم يدري بنفسه إلا وهو غارق في النوم وكأن باله ارتاح .
نام أخينا السني مرتاح البال ولم نضع له أي منبه لصلاة الصبح ، وتفاجأ بأن
استيقظ بدون أي منبه على صوت أذان الصبح فقام للصلاة وبعد الصلاة رجع إلى دعاء
الصباح لأمير المؤمنين يقرأه بتمعن ولحسن حظه أنه كان ملم باللغة العربية يتذوق
الفصاحة العربية
(ولا يخفى على الجميع بأن أمير المؤمنين ع أبو الفصاحة والبلاغة)
فكلماته تحير الألباب وتشغلها .
شغف بطل قصتنا بفصاحة أمير المؤمنين وهام في بلاغته ، ولم يدري بنفسه إلا وهو
يسمع صوت أذان الظهر ليوم الجمعه (وقت المحبين قصير)
فذهب مع أبوه واخوته إلى الجامع الكبير الذي يقع وسط المدينة لصلاة الجمعه ،
ولسوء حظه أو لحسن حظه كان إمام المسجد من النواصب الوهابيين المملوء قلبه
حقداً على أهل البيت وشيعتهم فقام يكيل التهم والتشنيع على الشيعة في خطبته
باسم الروافض ومن جملة التهم بأن الروافض يقلون بأن علي بن أبي طالب هو النبي
وأن جبريل أخطأ في الوحي فكان ينبغي عليه أن ينزل على علي بدلاً من رسول الله
وأنهم يحبون علي أكثر مما يستحق بالرغم أنه رجل عادي ، ويحاول الروافض تضخيم
الفضائل لعلي من شجاعة وبلاغة وعن حديث البلاغه بالشيعة يؤلفون كتب يسمونها نهج
الحماقة (يشير إلى نهج البلاغة) ............ إلى آخر التهم التي ما أنزل الله
بها من سلطان .
أثر هذا الكلام في نفس صاحبنا وقال في نفسه ينبغي على هذا الشيخ أن يشير إلى
الأمور التي نتفق فيها نحن وإخواننا الشيعة لا أن يفرق وحدة المسلمين بهذا
الكلام ، فالذي أعرفه عن علي بن ابي طالب أنه بطل الإسلام بلا منازع ، وأن
الكلام الذي قرأته في الأدعية هو كلام غاية في الفصاحة والبلاغة (فكر أن ينسحب
من المسجد بس خاف من أبوه فكمل على مضض) .
بعد الصلاة قال لوالده أنا معزوم على الغداء عند واحد صديقي ، فستأذن من والده
وذهب إلى صديقه الشيعي ، تفاجأ صديقه بحضوره في مثل هذا الوقت وفي نفس الوقت
كان فرحاً بحضوره ، وعندما استقر بهم المجلس دار بينهم هذا الحوار
ش : متى تريد أن نذهب إلى مسجد من مساجد الشيعه كما وعدت من قبل
س : أي وقت تشاء بس قبلها علمني كيف تتوضأون وكيف تصلون كي يكون عندي استعداد
ش : تحت أمرك بعد الغدا (وجبة الغداء بعد الظهر) منها نغسل ومنها نتوضأ
س : من الذي ألف الكتاب الذي أخذته منك ؟
ش : هو ليس كتاب هو كتيب صغير اسمه أدعية المحبين وهو عبارة عن كم دعاء مختار
لأئمة أهل البيت
س : بصراحة الكلام اللي فيه لا يخطر على بال وخاصة دعاء الصباح ودعاء كميل
ش : هذان الدعاءان لأمير المؤمنين وعن بلاغة أمير المؤمنين حدث ولا حرج يكفيك
نهج البلاغة
س : أي نهج البلاغة
ش : هو كتاب يحوي كلام أمير المؤمنين
س : أنت تعرفني أحب البلاغة ، أين يمكنني أحصل عليه
ش : تحت أمرك موجود عندي
فقام الشيعي من حينه وأحضر كتابين الأول نهج البلاغة والثاني الصحيفة السجادية
س : أحضرت كتابين وليس واحداً
ش : تفضل هذا نهج البلاغة والثاني هو الصحيفة السجادية وهو أدعية للإمام علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين والسجاد ، أنصحك أن تقرأ دعاء
أبي حمزه الثمالي ، وهو دعاء عجيب علمه الإمام زين العابدين لأحد أصحابه اسمه
أبو حمزه الثمالي
س : ما شاء الله
ش : على العموم تراث أهل البيت لا يعد ولا يحصى وللأسف الشديد معظم الناس
محرومون منه
س : لماذا محرومون ؟
ش : بالأحرى هم حرموا أنفسهم المنبع الصافي وذهبوا منابع شتى أكثرها كدراً ،
أما نحن الشيعة الإمامية فننعم بهذا النعيم ولله الحمد والمنه .
قطع حديثهم حضور الغداء ، وبعد الغداء ذهبا إلى المغسله لغسيل الأيدي وقام الأخ
الشيعي بالوضوء أمام صديقه مع الشرح والإيضاح ، فسأله الأخ السني لماذا تتوضأ
بهذه الطريقة فأجابه نحن نتبع كلام رب العالمين إذ يقول في محكم كتابه (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) (آية 5 سورة المائدة)
فالأية واضحة وصريحة وضوح الشمس في رابعة النهار فالوضوء غسلتان ومسحتان ، غسل
الوجه والأيدي ومسح الرأس والرجلين ومسح الرأس ليس كاملاً بل بعضه لأن الأية
تقول برؤوسكم والباء هنا للتبعيض أي بعض روؤسكم ومسح الرجلين إلى الكعبين وليس
غسلهما .
أندهش الأخ السني وكأنه يسمع هذه الأية لأول مرة (يالله هؤلاء الشيعة كلامهم
يدخل العقل بلا استئذان)
فصار يفكر في نفسه ويقول لهذا السبب يحذرنا شيوخنا من مخالطة الشيعة والاستماع
إلى حديثهم لعلمهم المسبق بقوة الحجة لديهم ، فهل استمع إلى الشيوخ أم أستمع
إلى نداء العقل ، من أين لهم هذه الحجة القوية هل لأنهم على الطريق الصحيح وعلى
السراط المستقيم ، اللهم إني أسألك أن تريني الحق حق وترزقنا اتباعه ، والباطل
باطل وتجنبنيه .
انتبه الأخ الشيعي إلى صديقه وهو سارح في بحر الأفكار ، فقطع عليه أفكاره فقال
له أيه وين رحت ؟
س : بصراحه كلامكم يدخل العقول بلا استئذان
ش : ذكرتني بكلام الدكتور التيجاني
س : ومن هذا التيجاني ؟
ش : هذا من السنة الذي تشيع وقصته معروفة لدى الطرفين وقد ألف مجموعة كتب من
أشهرها (ثم اهتديت) يحكي فيه قصة تحوله من المذهب السني إلى المذهب الشيعي
الجعفري الإمامي الإثنى عشري
س : أكيد عندك هذا الكتاب ؟
ش : طبعاً وتحت أمرك وعلى فكره الذين تشيعوا نطلق عليهم مستبصرون وهم كثر ولله
الحمد ومعظمهم من المثقفين وقد قاموا بتأليف عدة كتب وفيهم شخص وهابي (http://www.ashaqalmujtaba.com/vb/showthread.php?t=1867)اسمه
الدكتور عصام العماد
أخذ صاحبنا الكتب الثلاثة (نهج البلاغة ، الصحيفة السجادية ، ثم اهتديت) شاكراً
لصديقه وتوجه إلى منزله وقرر الاعتكاف في غرفته لقراءة هذه الكتب ، بعد فترة
وجيزة سمع أذان العصر فذهب للصلاة فقال في نفسه أي صلاة سوف أصلي وبأي وضوء
أتوضأ فتراجع عن أداء الصلاة وقرر أن لا يصلي إلا إذا أنار الله قلبه وأراه
الحق حقاً والباطل باطلاً ,,,
أخذ صاحبنا الكتب الثلاثة (نهج البلاغة ، الصحيفة السجادية ، ثم اهتديت) شاكراً
لصديقه وتوجه إلى منزله وقرر الاعتكاف في غرفته لقراءة هذه الكتب ، بعد فترة
وجيزة سمع أذان العصر فذهب للصلاة فقال في نفسه أي صلاة سوف أصلي وبأي وضوء
أتوضأ فتراجع عن أداء الصلاة وقرر أن لا يصلي إلا إذا أنار الله قلبه ورأه الحق
حقاً والباطل باطلاً .
أخذ الكتب الثلاثة ووضعها أمامه متحيراً بماذا يبدأ ، تذكر كلام صديقه عن
الدكتور التيجاني الذي كان سنياً وتشيع وقال في نفسه هل هذا التيجاني له وجود
حقاً أم هو من مخترعات الشيعة ، أخذ الكتاب (ثم اهتديت) كمن يريد البحث عن
الحقيقة ، قرأ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف ، وكل ما يحويه الكتاب كلام منطقي
بعيداً عن التكلف كيف لا وهو يحكي قصة استبصار لرجل قرر أن يعمل بعقله في ا
لبحث عن الحقيقة التي توصل إليها بكل قناعة لا تزعزعها أي شوائب .
صارت عند صاحبنا قناعة كبيرة بما قرأ عن حياة الدكتور التيجاني وخاصة وهو يعرف
بأن الشيعة دائماً تحوم حولهم التهم التي ما أنزل الله بها من سلطان فإذا تقرب
أي شخص من الشيعة لا يجد لتلك التهم أي أثر بل هم دائماً عكس ما يقال عنهم .
وزيادة في الاطمئنان قام بالاتصال بصديقه الشيعي ليتأكد منه عن حقيقة التيجاني
، الذي أكد له بأن التيجاني فعلاً شخصية حقيقية وهو يأتي بين الحين والآخر في
برامج مباشرة على القنوات الشيعية ، وأعطاه أسماء القنوات الشيعية ، فقام
بتدوينها على ورقة ، وذهب إلى المجلس (غرفة مخصصة لاستقبال الضيوف) حيث يوجب به
تلفزيون (معظم البيوت عندنا بها أكثر من تلفزيون واحد في الصالة (الصالون) ، في المجلس
، في بعض غرف) فأخذ يبحث عن أي قناة شيعية فلم يجد شيئاً ، قام ببرمجة الرسيفر
من جديد حيث ظهر له جميع القنوات فوجد قناة الأنوار وهي قناة شيعية تبث من دولة
الكويت فوجد وقتها محاضرة للسيد مرتضى القزويني (أطال الله بقائه) وهو علامة
عظمى في تفسير القرآن حيث يقوم في كل محاضرة بتفسير آية من القرآن الكريم تفسيراً كما أراد له رسول الله لا كما أراد
له أعداء رسول الله وهو مشهور لدينا كما هول الحال الشيخ متولي الشعراوي (رحمه
الله) لدى الإخوان السنة وكانت المحاضرة بعنوان (الخلافة من النبي – الإمامة)
مبتدئا بالآية الكريمة
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ
إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ
يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
(أية 124 سورة البقرة)
وضح فيها سماحته مرتبة الإمامة وكيف أن خليل الله إبراهيم عليه السلام نال
مرتبة الإمامة بعد ما نجح في أصعب امتحان ، وسماحة السيد يعتمد على الأدلة
العقلية والنقلية من كتاب الله الكريم .
من خلال هذه المحاضرة تعرف صاحبنا على العقول الشيعية كيف تفكر كيف تناقش كيف
تحاور فهي عقول منفتحة ومتطورة .
صارت عند صاحبنا قناعة بأن الشيعة هم حقاً يمثلون ويشرفون الإسلام الذي أراد له
رسول الله ، وهو في قمة شعوره بهذه القناعة ، مر في باله المقابلة التي تمت بين
صديقه الشيعي وإمام مسجد السنة في مسجد السنة حيث الانكسار مر على الشيخ السني
الذي استطاع أن يخرج منه بكل غلاظه حيث أنهى المقابلة منسحباً
(وهي عادة كبار علماء الوهابية عندما تناقشهم بالأدلة القطعية) ولم يحر جواباً
من سؤال واحد فقط ، حيث دار الحديث عن حادثة غدير خم وكيف . وبالمقابل ابتسامة
النصر على محيا وجه صديقه الشيعي .
فقرر غداً السبت أن يناقش جميع معلمين التربية الإسلامية في المدرسة بما وصل
إليه من اعتقاد ، فإن استطاعوا أن يثنوه عن اعتقاده بالحكمة والموعظة الحسن
فكان بها وإن وجد بهم انكساراً فكرياً وغلظة ودكتاتورية فسوف يضمر في نفسه على
التدين على مذهب أهل البيت عليهم السلام .
خرج من خياله الواسع على المناجاة المنظومة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام ، بإلقاء الرادود المبدع (محمد الحجيرات) ، حيث تم عرضها على
القناة (الأنوار) بعد انتهاء محاضرة السيد مرتضى القزويني (أطال الله بقاءه) .
لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعلا
تباركت تعطي من تشأ وتمنع
إلهي وخلاقي وحرزي وموئلي
إليك لدى الإعسار واليسر أفزع
إلهي لئن جلت وجمت خطيئتي
فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها
فها أنا في روض الندامة أرتع
إلهي ترى حالي وفقري وفاقتي
وأنت مناجاتي الخفية تسمع
إلهي فلا تقطع رجائي ولا تزغ
فؤادي فلي في سيب جودك مطمع
إلهي لئن خيبتني أو طردتني
فمن ذا الذي أرجو ومن ذا أُشفع
الهي أجرني من عذابك أنني
أسير ذليل خائف لك اخضع
يا لها من كلمات تهز الكيان لا تخرج من فم بشر عادي فلابد أن يكون بشراً إلهي
روحاني مؤيداً ومسدداً بروح القدس (سلام الله عليك يا سيدي ومولاي يا أمير
المؤمنين ، لعن الله من تسبب في حرمان الأمة من تراثك والنهل من عطائك اللا
محدود) حيث أن أمير المؤمنين هو الشخص الثاني في الوجود التكويني والروحاني بعد
سيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وأمير
المؤمنين هو نفس رسول الله بدليل آية المباهلة
(بالمناسبة أحب أن أزف التبريكات بمناسبة ذكرى آية المباهلة).
عاد صاحبنا إلى غرفته وذلك لقراءة كتاب نهج البلاغة فغاص في البحر المتلاطم
بالبلاغة والفصاحة حيث وقع اختياره على الخطبة الخالية من حرف الألف غاص أكثر
قرأ قرأ وصل إلى : من خطبة له ( عليه السلام ) و هي المعروفة بالشقشقية و تشتمل
على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له :
أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلَانٌ وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ
مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ
وَ لَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ
عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ
أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ
فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّه ُ.
ترجيح الصبر
فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ
قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ
لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلَانٍ بَعْدَهُ ـ ثُمَّ تَمَثَّلَ
بِقَوْلِ الْأَعْشَى ـ :
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا * وَ يَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا
لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي
حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ
الْعِثَارُ فِيهَا وَ الِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ
الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ
فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَ شِمَاسٍ وَ تَلَوُّنٍ وَ
اعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَ شِدَّةِ الْمِحْنَةِ حَتَّى
إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ
فَيَا لَلَّهِ وَ لِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ
مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي
أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَ طِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ
لِضِغْنِهِ وَ مَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ
ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ
قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ
نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَ أَجْهَزَ
عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَ كَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ .
(نهج البلاغة) صفحة : (49)
ما أعظمك سيدي يا أمير المؤمنين وما أعظم شأنك عند الله وعند رسوله كيف لا وأنت
نفس رسول الله فلو انصاعت الأمة الإسلامية لأوامر رسول الله ومشت على الطريق
الذي رسمه لهم رسول الله ، (صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين) فما كان هذا
هو حال الأمة الإسلامية ، هل هذه الأمة الإسلامية الآن وما تعيشه من ذل وخضوع
لقوى الاستكبار العالمي هي الأمة التي أريد لها أن تكون (خير أمة أخرجت للناس)
الله يريد والأمة (غير الشيعة) تريد حيث بأن مَن الله سبحانه وتعالى للعقول
البشرية الاختيار
(فأهديناه النجدين) إما طريق الشيعة أو الطريق الأخر ، إما رأي الشيعة وإما
الرأي الآخر (وهذا أضعف الإيمان) .
أستيقظ صاحبنا من النوم ليوم دراسي (يوم السبت) وقبل الطابور الصباحي التقى
بصديقه الشيعي وأطلعه بالأمر حيث قرر أن يواجه معلمين التربية الإسلامية في
المدرسة ، عندها قرر صديقه الشيعي الانضمام إليه فرحب به (لقوة الحجة لدى صديقه
في مقارعة الخصوم) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي {25} وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
{26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي {27} يَفْقَهُوا قَوْلِي {28} وَاجْعَل
لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي {29} هَارُونَ أَخِي {30} اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
{31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي {32} كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا {33}
وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا {34} إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا {35} (الآيات 25-35
من سورة طه)
لا أطيل عليكم تقدم صاحبنا بطلب لعقد لقاء بين جميع معلمي التربية الإسلامية
وعددهم أحد عشر معلماً (جميعهم ثيابهم قصيرة لا يلبسون العقال لحاهم طويلة) لأن
من شروط أن تكون معلماً لمادة التربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم
لدينا يجب أتكون وهابي (http://www.ashaqalmujtaba.com/vb/showthread.php?t=1867)العقيدة والعمل على بثها وتدريسها لعقول طلاب الدولة ،
سبحان الله ويجبرون من لا يدين بدينهم من السنة غير الوهابية بالعمل على عقيدة
الوهابية وبحثاً وراء الراتب والمزايا الخاصة لمعلمي التربية الإسلامية عندنا
عن باقي معلمي العلوم الأخرى ، ذكر في تقديم الطلب بأن له صديق شيعي يريد أن
يتسنن ، (يا لها من فكرة) فتقرر عقد اللقاء في الصف الخاص بالطالبين أثناء
الفسحة ،
(من فرحتهم نسوا بأن يخبروا الإدارة بالموضوع) دار اللقاء بين جميع المعلمين
يمثلهم كبيرهم والطالب الشيعي .
المعلم : نشكر صديقك الذي استطاع أن يؤثر عليك وهداك الله إلى الطريق الصحيح
(مسكين!!!)
ش : قصدك العكس هو الصحيح
المعلم : ماذا تقصد العكس هو الصحيح
ش : أقصد أنا الذي سوف أهديه إلى الطريق الصحيح إلا إذا دار النقاش بروية بعيد
عن العصبية ، عندي عدة أسئلة إذا تمكنتم من الإجابة عليها بدون أي انفعالات سوف
أعلن تسنني على الفور وإذا لم تتمكنوا صديقي سوف يعلن تشيعه .
المعلم : (أخذته العزة بالنفس) يعني أنت أيها التلموذ الصغير (يريد أن يصغر
كلمة تلميذ ، يريد أن يذمه فمدحه جاي تناقش)
ش : (كتلموذ صخر حطه السيل من علي) نقاش بكل هدوء وروية
المعلم : (يضحك بغطرسة وغلظة في نفس الوقت)
ش : يا أستاذ أنت ومعك عشرة من المعلمين وأنا ومعي الله وصديقي (وأشار إلى
صاحبنا)
المعلم : (يضرب الطالب) يعني نحن مشركون
(الله أكبر) يكفرون الناس صباحاً ومساء بمرأى ومسمع من الجميع (وأكثرهم للحق
كارهون)
ش : (بكل شجاعة) بهدوء وروية يا حضرة المعلم الفاضل
يتدخل صاحبنا وينضم إلى صديقه ويقول لباقي المعلمين وكأنه يشكوهم سوء أدب
كبيرهم : (عفواً نحن المشركون كان ينبغي عليه أن يقول أنا ومعي الله ثم صديقي)
إذا لم تحاوروه وتجيبوا على أسئلته فأنا سوف أتشيع وهذا أكبر دليل على ضعف
حجتكم في النقاش مع العقل والمنطق .
قال أحد المعلمين (لا يعتنق المذهب الوهابي لكن يعمل به مجبوراً) دعونا نحاوره
رد كبير المعلمين بكل تهكم تريد أن تنضم إليهم ، أما تدري بأن الحديث عن هذا
الموضوع (سنة وشيعة) ممنوع في المدارس من قبل إدارة التربية والتعليم (سلاحهم
التهديد والوعيد)
المعلم خائفاً : لا وللي يرحم والديك يا بو فلان طلعني من السالفه (يعني أبعدني
برا الموضوع)
كبير المعلمين : إذا رح وناد المدير يا حلو
المعلم : أمرك سيدي
اهتزت مشاعر صاحبنا السني من الأمر الذي حدث وقال في نفسه (لا أثر بعد عين) شعر
بأن المذهب الوهابي مفروض بالقوة وجبروت السلطان ، قرر إتباع طريق أهل البيت
عليهم السلام في حينه .
جاء المدير الذي رفع خطاب إلى إدارة التربية بهذا الأمر فتقرر وقف الطالبين
فوراً من الدراسة إلى إنتهاء القضية .
خرجا من المدرسة لا يعرفان إلى أين يتوجهان ، ولكنهما سعيدان فرحان بما حدث ..
(أذان الظهر يرتفع) قررا الذهاب إلى المسجد (مسجد شيعي) وباختيار صاحبنا الشيعي
، لأداء صلاة الظهر والعصر لأول مرة في حياة صاحبنا السني .. وهكذا استبصر وصار
شيعياً حقيقياً لا يقرأ إلا الكتب الشيعية ولا يشاهد إلا القنوات الشيعية وذلك
ليشبع عقيدته الجديدة .
ولحسن حظ صاحبنا بأن والده يعمل في منطقة الرياض مما يجبره على الغياب عن منطقة
الأحساء خمسة أيام في الأسبوع ، فانتهز فرصة بقاءه في المنزل لإقناع أمه
والتأثير عليها وجاء يوم الأربعاء والأم على قناعة تامة بما يؤمن به ولدها ،
وبدورها استطاعت التأثير على زوجها (كل شخص يقرر أن يدخل نقاش البحث عن الحقيقة
بكل هدوء وروية بعيداً عن التأثيرات الجانبية لابد له في
( النهاية أن يتشيع) وهذا أمر طبيعي لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه (يد الله فوق
أيديهم)
تشيعت العائلة بسرعة البرق وصارت ألفة بينها وبين عائلة صاحبنا الشيعي تطورت
وصار بينهم نسب من الجهتين حيث أن كل صديق تزوج أخت صديقه وعملا معاً في محل
صغير لبيع الجولات .
يالله بلاش نحسدهم هَم وانزاح عن صدرهم (المدرسة والعمل ضمن بوتقة الدولة)
وصارا مستقلين بحياتهم الجديدة السعيدة حماهم الله من شر الوهابيين .. قولوا
معي آمين.
نسألكم الدعاء ,,
-----------------
منقول ( واعتذر ان لم يكن القسم مناسبا )
وشكرا