محمد الغزي
27-07-2011, 04:49 PM
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/25467/30865/388660.gif
تاريخ الامام علي(ع )
ذكر الإمام علي والنبي وتأريخهم متحد في نعمة الله
في هذا الباب : معرف عبادة الله بذكر تأريخ الإمام علي مع النبي الكريم ، وضرورة معرفة إمام الحق والهدى من آل محمد وعلي كلهم لآخر الدهر بما أنعم عليهم من وحدت هداهم ونورهم وتأريخهم وصفاتهم وخصالهم وعناية الله بهم ورعايته لهم ، ولذا وجب أتباعهم وحرمة مخالفتهم وضرورة ذكرهم والتذكير بهم :
إلى الأعلى
الذكر الأول
الحديث عن تأريخ الإمام علي مع النبي عبادة
عرفنا إن ذكر الإمام علي عليه السلام هو ذكر لتأريخ الإسلام ودين الله في أول نشؤه بل واستمراره وبقائه ، لأنه لا يمكن أن تذكر النبي الكريم في موقف من المواقف إلا ونذكر علي عليه السلام معه ، وإنه عليه السلام كان المقدم عنده ، فإنه من الطفولة كان نبينا الكريم في بيت علي وأمه وأبوه ، فكانوا يرعون النبي فنذكر تشرفهم به وخدمتهم له ، والتي هي أكرم منزلة لأن يكون آل علي وأبو وأم علي في خدمة النبي والمعد لأكرم رسالة إلهية يتعبد بها كل البشر إلى أخر الزمان ولا يقبل الله دين غيره وهو محب لهم وهم محبون له أنصار وأعوان .
وكان أب وأم علي يخدمون نبينا الكريم بعيونهم ويرعوه بقلوبهم ويكنون له ويكن لهم كل ود ومحبة ، وهو أخلص لهم الود فشرفهم الله بأن جعل الإمامة والولاية بعده من صلب علي بن أبي طالب أبنهم ومن آله الذين هم آل النبي وذريته ، وكان علي والنبي وآلهم نور واحد ودين واحد وشريعة واحدة ومعرفة الله واحدة ، وإطاعة لله وعبودية له واحدة ، وكله بفضل ما أنزل الله على سيدهم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وهكذا هم متحدون مع النبي الكريم في الحشر والنشر والحوض والقيامة والميزان والحساب والشفاعة وتحت لواحد الحمد وعلى الصراط والجنة ، وهم معه في منزلة واحدة يحفون بالنبي الكريم بفضل الله عليه وعليهم ، وفي أعلى منزلة ومقام ممكن أعده الله لأوليائه وأحباءه ، ونورهم يسعى بين أيدهم ولن يفترقوا أبداً ، وشيعتهم ممن شايعهم واقتدى بهم يحفون بهم بفضل الله عليهم عند معرفتهم بالحق وأهله والتعبد له بدينهم الذي هو دين الله دون دين غيرهم .
فإن النبي الكريم توفى أبوه وهو في بطن أمه ، وبعد ستة سنوات توفت أمه فأحتضنه جده الكريم عبد المطلب حافر زمزم ومستخرج حلية الكعبة وماء الحجيج وأهل مكة ، وقبله كان أبوه هاشم يطعمهم بكل مخمصة حتى سمي آل النبي ببني هاشم وهو وعلي ومن كان تابع لهم من القرابة ، ولما توفي جد نبينا الكريم ـ من آل السلالة الطيبة من إسماعيل وإبراهيم حتى هاشم و عبد المطلب ـ كان عمره الشريف ثمان سنوات ، وبعده وفات جده أحتضنه أبو طلب بن عبد المطلب بن هاشم عم النبي وأخوا عبد الله أبو النبي من أمه وأبيه ، وهو بيت أبو علي وأمه سبعة عشر سنة ، وبقي صلى الله عليه وآله عندهم معزز مكرم وصار عمره الكريم خمسة وعشرون سنة وهم في خدمته ، بل هم تحت رعايته حتى تزوج بخديجة سلام الله عليها .
ولما ولد علي عليه السلام كرد للجميل ولأمر الله ، طلب النبي الكريم من أبو علي أن يأخذه لبيته ، بل بأمر الله وهو الذي أراد أن يعد وليه لخلافة نبيه الكريم ، فجاء النبي وأخذ علي لبيته ، وكان علي يتبع النبي كابنه وكمتابعة الفصيل لأثر أمه ، وكان هو الذي يوصل له الماء والغذاء وهو معتكف في غار حراء .
ولما بعث نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كان أول من آمن به وكان السابق بالخيرات وأول من صلى معه مع خديجة ، لما أمره الله العزيز نبيه الكريم بتبليغ رسالته أول ما أمره أن ينذر عشرته الأقربين ليختار منهم وصي له ووزير ، فأجابه علي في حديث الدار ويوم الإنذار للعشيرة الأقربين ، فكان الإمام علي هو المبادر وأول من قبل منه بل كان من قبل معه يصلي ، فكان له وصي ووزير وأخ بل وصهر ونسب وسبب لمعرفة دينه ، وصار خليفته بعده وذكر هذا كل من فسر آية وأنذر عشيرتك الأقربين وهو منصف .
ثم أمر الله النبي الكريم أن يصدع بالهدى لكل قريش بل لكل الناس فآمن من آمن ، وعاداه طغاة قريش أبو سفيان وآل أمية ومن لف لفهم ، فكان علي يدافع عن النبي ويمنع أي شاب أن يصل له ويؤذيه ، وكان أبو علي يدافع عن النبي ومنع الرجال الكافرين من أذيته ، فلما توفي أبو طالب وخدبجة طمعت بالنبي الكفار ، فأمره الله نبينا الكريم أن يهاجر للمدينة .
وذلك بعد أن تآمر كفار قريش ليقتلوا النبي الكريم ، وفي ليلتها نام الإمام علي على فراش النبي وحسب الكفار النبي نائم ، حتى هاجر النبي الكريم فأنزل الله في شأنه آية يذكر بها فدائه وشراءه مرضاة الله بنفسه ، وكان في اليوم التالي علي يخرج من المدينة متخفي فأوصل ناقة وما يلزم للنبي من لوازم السفر والهجرة له ولمن صحب النبي الكريم ، وأمر النبي الإمام علي أن يبقى في مكة ويرجع أمانات الناس ويأتيه بعده مهاجر ليلتحق به في المدينة .
والنبي لم يدخل المدينة حتى جاءه علي بآل النبي مهاجر وعلي عليه السلام ألتحق بالنبي الكريم بعد ثلاثة أيام مع أمه فاطمة وفاطمة بنت النبي وفاطمة بنت حمزة ، فكانت أم علي تخدم النبي كأمه بتوفيق آخر وسكنوا في المدينة في بيت واحد ، حتى تزوج النبي وتزوج علي بنت النبي فاطمة في العام الثاني من الهجرة فبنى بيت له قربه وفتح بابه للمسجد مثله ، ولما توفت أم علي أخبر علي النبي فقال له ماتت أمي فقال النبي الكريم وأمي ، لما يكن لها من التقدير والاحترام ، إذ كان له فيها عوض عن أمه .
ثم النبي الكريم بأمر الله سد كل أبواب المسلمين التي تشرع للمسجد ومنعهم من الدخول للمسجد مباشرة ، بل لابد أن يأتوا للمسجد من بابه ، إلا باب النبي وعلي لم يغلق وبقي مفتوح لداخل المسجد ، وهذا أمر الله ليعرفهم باب معرفته من رجال البيوت المرفوعة بذكره ، وبقيت أبواب مفتوحة للطالبين في بيت الله وتعريف دينه وتعاليمه منه ، وكان علي في كل مهمة وشأن هو المقدم عند النبي الكريم بل عند الله تعالى بعد النبي .
فكان في كل حرب الإمام علي هو الأمير بأمر الله ورسوله ولم يكن عليه أمير غير النبي طول حياة النبي الكريم ، وهو قائد جيشه والنصر له بما قواه الله ، وكان يفر المسلمين في أحد وخيبر وحنين وهو المحامي والثابت مع النبي ولم يفر ، وكان علي عليه السلام يدافع عن النبي في كل فتح حتى كان النصر علي يديه في كل المعارك حتى في الخندق فضلاً عن بدر وغيرها ، وكان في فتح مكة هو المنادي عن النبي ولسانه الناطق بالرحمة بأمره ، وهو الذي صعده النبي على كتفه فذب الأصنام عن الكعبة .
وفي حجة الوداع أراد الله أن يرد الجميل لعلي ولآل علي بل للنبي لما أمره أن يبلغ الرسالة بكمالها وتمامها ، ويعلنه لكل المؤمنين وبكل تشريف وتجليل بتنصيب رسمي عام شامل يحضره كل المسلمون بعد أن كان ولي عهد بما يذكر الله في كتابه والنبي للناس من مكارمه ، فكان النبي الكريم في كل مناسبة وحديث ويشير له بكل تكريم كما عرفت وسترى في الآيات والأحاديث في الأبواب الآتية ، وأراد الله أن يحافظ على دينه بآل النبي وبالخصوص بعد النبي بعلي عليه السلام من التحريف والقول عليه بدون علم من كل أحد ، فأمره أن يبلغهم بخلافة علي له بعده ، وأنه هو الإمام المختار لله على المسلمين بعده ، والولي المنصوب من قبل الله على المؤمنين الصادقين المحبين لأمر الله الحق والمجدين في قبول دينه من أولياءه الحقيقيين .
فكان في غدير خم يوم عظيم وحشد هائل يوم تتويج علي عليه السلام بالإمامة والخلافة بعد النبي الكريم وخاتم المرسلين ، حتى قال : المؤمنون والمسلمون بل جبر حتى المنافقين كلهم أن يقولوا بخ بخ لك يا علي أصبحت ولي كل مؤمن ومؤمنة ، وذلك بعد أن أجلسه النبي علي في خيمة وأمرهم بالسلام عليه بإمرة المؤمنين قبل أن يتفرقوا.
وهكذا شرف الله علي وعرفه ورفع ذكره فأرسله النبي بأمر الله بسورة براءه من الكفار ، فكان من تولاه وقبل منه دين الله قد تولى الله ورسوله وتبرى من الكفار ، ومن رد عليه في كل زمان كان ممن رد على الله ورسوله ، وكان مخالف لأمر الله بأي صورة من الرد على علي عليه السلام فضلا عن المحاربة والقتل له ولآله الكرام .
ثم والمهم في حياة النبي مع علي هو أنه كان يخصه بأمر الله بكل علم وتعليم وشرح وتفسير لكتاب الله ، وكرمه الله بأن جعل ذرية النبي من بنته فاطمة منه ، فكان ولد النبي ولد علي وهم الحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام ، وهم من بني هاشم من عبد المطلب حتى إبراهيم ذلك البيت والذرية الطيبة المرفوعة بذكر الله وتذكيره بهم بأنهم أهل هداه.
وأمر الله بودهم في آية المودة وصدقهم في آية المباهلة وطهرهم بآية التطهير وأمر الله أن يصلى عليه وآله معه بتعليم النبي الكريم عن أمر الله ، وكان من لم يذكرهم معه لا تُرفع صلاته على النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ولا يناله خير ومجد وتفضيل وتشريف من الله لأنه لم يطع الله كما أمره ، والله جعلهم كوثر الخير وأنزل الله فيهم قرآن يتلى في كثير من الموارد ، ولا يوجد خطاب للمؤمنين إلا وعلي أميرهم وسيدهم والمشرف فيهم وهم تبع له .
فكان باب علم الله ورسوله ومنه يؤخذ دين لله لما خصه الله ورسوله من الرعاية والكرامة وبما لم يكن لغيره من المسلمين ، فكرمه بأن جعل حبه ووده وآله الذين هم آل النبي دين يدان به لله ويعبد به الله تعالى بمعرفة حقائق أولياء دينه ، والله تعالى بما كرم المسلمين كلهم بالنصر في كل ذكر لحرب أو واقعة للمسلمين وحال تشريف ، إلا وعلي هو المشرف الأول بعد النبي والناس تبع لهم في التشريف والذكر إن كانوا من الثابتين ولم يفروا ، وإلا لا شرف يذكر له إن كان من الفارين كما كان أعداء علي بعد النبي الذين فروا من دين الله بعده بمعادتهم لآل النبي وعلي وآله ، بل كانوا يفرون منه في حياته ، تابع تفسير القرآن كله فيما ذكر في غزوات الإسلام وفتوحاته والثابتين فيه والفارين فيه ، بل وما ذكر فيه من ذكر المنافقين الذي يدعون الإيمان وما أشار لكثرتهم ، وقارنه بما شرف الله به الإمام علي وآله والنبي الكريم سيده ، فترى الفرق بين اسفل سافلين وأعلى عليين ، بين آل محمد علي وآل وغيرهم فضلا عن أعدائهم .
ولهذا رفع الله ذكر علي مع النبي بل وآله معه ، فكان ذكرهم من ذكره ومذكر به ومُعرف لعظمته وهداه وروبيته وحكمته في تعليم عباده بأئمة الحق والهدى ، فأنزل لله في علي عليه السلام آية الولاية وآية إتمام النعمة وكمال الدين ورضى الرب ، وكل ما يمكن أن يعرف بأنه الإمام الحق بعد النبي والولي الصادق لله وخليفة رسوله الكريم المنعم عليه ، ولذا كان يجب أن يذكره ويحدث بما كرمه الله مع النبي وآله ، وكان على كل مؤمن أن يذكر هذه المكارم والفضائل لهم ليعرف دين الله ويثبت عليه ، بل نحن لابد أن نتحدث بها ونذكرها ونُذكر بها بأمر الله لأن النبي الكريم بآله وبدينه رفع ذكره لآخر الدهر وأمرنا أن نتحدث بنعيم الله عليه .
ثم لما توفي النبي كان على صدر علي يعلمه ويذكره بأمر الله وما يجب عليه أن يعمل حتى رفعه للملكوت الأعلى عنده ، فشغل به علي حتى جهزه وحنطه وكفنه وصلى عليه ودفنه ، وبقيت تعاليمه ومعارفه ودين الله الحق يعرف منه حيث عرفه كل أبواب الإيمان والهدى ، وفسر له بجلسات خاصة كانت تطول2 بينهم كل ما يحتاجه المؤمنون والمسلمون بعده ، وقد عرفت حياتهم المشتركة فإنه كان فيها جلسات علم خاصة لم يعرفها غير علي وما عرّف آله من كل علم علمه الله ورسوله لعلي بحق وصدق واقعي من دين الله وهداه وما يحتاجه المؤمنين في كل شؤون دينهم ، دون غيرهم ممن يدعي العلم وعَلم غير معارف علي وآله آل النبي ولم يكن له من هذه الجلسات والدروس الخاصة .
نعم كان علي هو المختص بالنبي طول حياته في كل درس علم ومعرفة بالله ودينه ، وكل ما يخص رسول الله وشؤونه وسيرته وسلوكه حتى كان نفسه بتعريف الله له في آية المباهلة وقوله وأنفسنا وأنفسكم ، فكان بعد النبي محل دين الله ومعارفها كلها ، ويشهد له كل حديث له وكلام بحق وصدق دون غيره ممن عاداه وأنحرف عنه .
والقوم القوم انقلبوا وفروا وخرجوا للسقيفة وبفلتة غصبوا الخلافة ونصبوا أنفسهم أمراء على المسلمين ، وصاروا بدون حق يسمون خلفاء لرسول الله ، وهم لم يثبتوا في معركة واحد فضلاً أن يكونوا قادة لها ، بل الله لعن من يفر من معركة في الإسلام ، والنبي لعن من تخلف عن جيش أسامة ، ولكنهم تخلفوا وعاندوا وسموا النبي يهجر في حياته ، وبعد أن سيطروا على الحكم بفلتة السقيفة التي جمع الأنصار ليختاروا خليفة لهم من شيوخهم وهي جلسة مشاورة لهم ، ولكن جاء الأول والثاني وبلباقة كلام وحيّل ومكر وخدع واستغلوا تنافس القوم لأنهم عشيرتين متنافستين بينهم .
فبايع الثاني للأول وبايعه الناس من الأوس العشيرة المنافسة لعشيرة سعد بن عبادة الخزرجي المرشح للرآسة ولكي لا يكون المبايع من عشيرة منافسهم ، وصار الأول خليفة يُعلم البغضاء بين المسلمين مادام بعضهم معاند ومختلف عن دين علي وآله أل النبي كما جعلها بين الأنصار الأوس والخزرج ، وهكذا بحكومته سن العداوة بين المسلمين وصيرهم طوائف لا يعرفون الحق من عند النبي وآله الكرام وتناحروا على طول الزمان حتى أيدوا معاوية بن آكلة الأكباد وابن أبي سفيان قائد جيش الكفر في كل حروبه مع النبي الكريم ، وحاربوا علي وقتلوه وقتلوا آله آل النبي بعده ، وما ذلك إلا لأنهم بدون حق سيطروا ولم يراعوا لحاكمية الله وروبية وتدبيره لدينه ، وبالخداع والظلم لمنصب رسول الله صيروا أنفسهم حكام علي المسلمين وليس لهم حق ليكونوا هداة ولا رعاية لهم خاصة من الله ورسوله ليكونوا معلمين للدين .
ولذا صار المسلمون طوائف وفرق ولم ينجوا إلا من يعرف الله وبحق المعرفة بأن الله تعالى هو الهادي بإمام حق وولي أختاره على علم بطهارته لولاية دينه وهداه ، وكان قد رباه ورعاه بيد قدرته وجعله مختص في كل حياته برسول الله من ولادته حتى وفات رسوله وعلمه كل علومه ومعارفه بعده ، وعرفه لنا ولكل طالب حق ودين واقعي صادق ، فذكره في الذكر الحكيم وفي كل تذكير بأهل الذكر الذين رفعهم وطهرهم وأمر بودهم وجعلهم كوثر الخير والنعيم والهدى للصراط المستقيم ، من آدم وإبراهيم ومحمد وعلي وآله صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين .
فبعد أن سيطر المتآمرون في السقيفة على حكم المسلمين بدون حق ، أحكم أمرهم الحاكم الأول والثاني ، فأخرجوا الجيوش والمسلمين التي أعدها النبي الكريم للحرب وفتح البلاد كما وعده الله وشغلوهم عن الفكر بمن صار خليفة بحق أو بدونه ، وفتح الله البلاد كما وعد رسوله وأنتشر صيتهم وصيت من كان خامل حتى لم يعرف علي وآل علي ولا فضله ولا سابقته ، حتى قال له معاوية هو وأتباعه في زمن عثمان أنه لا يعرف أحد في الشام اسم علي وآله ، بل فقط كانوا يعرفون الإمام منصوب من خليفة هو ابن أكلة الأكباد وأكبر المنافقين ومن كان أبوه هو الذي حارب النبي في كل معركة .
وصار معاوية بن أبي سفيان أعدا الأعداء للنبي وآله في الجاهلية والإسلام هو المعروف في بلاد المسلمين بأنه أقرب أقرباء النبي الكريم ، فحرف الناس عن تعاليم الله ومعارفه ولم يتوجوه لدين الله من أئمة الحق ، بل علموهم كل حيلة ومكر يثبت ملكهم ، حتى قتلوا آل النبي فاطمة وعلي والحسن والحسين وكل من والهم وعلم وذكر بأمر الله ومحل هداه .
ولكن شاء الله أن يثبت دينه ونشر دين علي وآله ورجع الناس بالبحث عن الحق له بتوفيق الله .
فبفضل الله علينا قام قسم من الصحابة وعلي وآله في نشر تعاليم الإسلام وتعريف الناس أولياء الدين وذكروهم وذكروا فضائلهم وتحدثوا بنعم الله عليهم وفضله وتكريمه لهم وتشريفهم من أول الدهر لآخره ، وذكروهم بآيات الذكر الحكيم وما أمر الله بذكره من معرفة أئمة الحق ، وذكروا لهم آيات الذكر الحكيم وحدثوهم بنعم الله بحديث النبي في بيان مناقب وفضائل آله وشرفهم ومجدهم عند الله ومنزلتهم الكريمة لديه ، حتى عرفهم المؤمنون الواقعيون فأخذوا دين الله منهم وعُبد الله بحق من سبيلهم ، وهكذا وصل للحق عندهم كل من جد وأجتهد لمعرفة دين الله الصادق بالدليل المحكم والبرهان الراسخ باليقين .
وهكذا تمت نعمة الله علينا إذ ذكر فضلهم بكتابه وأمرنا بذكرهم عندما نمر على آيات وروايات ذكر كرامته عليهم ، فعرفهم في كتابه قبل تعريف رسوله لهم ، وأنزل في شأنهم كثير من الآيات التي تبين شرفهم لديه ، والذي يتشرف ويتكرم بمعرفته كل مؤمن ، ونشر الله الحق ، وعرفه لكل مؤمن يطلبه بحق وصادق ويتدبر آياته وربوبيته وهداه لعباده بالحق من أولياء دين صادقين مصدقين ، ولو كان الحاكم على بلاد المسلمين أظلم ظالم ومعادي لنبين الرحمة وآله ، ويمنع دين الله الحق المأخوذ من أولياءه ، ويمنع ذكرهم ويصد عن تعريف شرفهم الذي شرفهم الله به .
فأنتشر من فضائل علي وآل علي عليهم السلام ومناقبهم ما ملئ الخافقين ، فإنه وإن كان أعدائه يمنعون ذكر علي وكان أولياءه يخافون أن يبينوا مقام علي عليه السلام ، ولكن الله أبى إلا أن يُعرف دينه بكل سبيل ويتم نور هداه لكل طالب لدين بسبيل حق وجاد في معرفة الهدى من غير تقليد أعمى ، سواء بسيرة النبي أو في كتاب الله كما في آيات الإمامة حتى عرف الناس أئمة الحق وذكروهم ، وفشلت كل جهود أئمة الكفر وأتباعهم بمنع ذكرهم والتذكير بشرفهم وفضلهم ، وإلى الآن وفي كل دور من التأريخ الناس تبحث عن الحق فتجده عند علي وآله ، وتعرف أن السابقين ممن لم يوالي علي وآله آل النبي الذين ذكر الله شرفهم ، قد خدعوا أو خافوا فأظهروا دين الظالمين ، وحسبه من كان بعدهم أنه حق ولم يتوجهوا لما حل بالإسلام وأهله .
فإنه مع كون أعداء أولياء الله يمنعون الناس ويحرمون المؤمنين من ذكر أئمتهم ، وهم يذكرون أعداء نبينا وآله ويشجعون الناس على ذكرهم بالباطل وخلق المفاخر الكاذبة لهم ، ويفتخرون بهم حتى صار المعروف منكر والمنكر معروف ، كما سترى شيء من سيرتهم في الأبواب الآتية .
لكن أبى الله إلا أن يتم نوره فنشر من معرفة أئمة الحق ما يشفي كل غليل ، ويوصل لمعرفة الله الصادقة ودينه الواقعي منهم ، والتي يريدها الله ورسوله وأئمة الحق لكل من يقرأ تاريخ الإسلام ويتعرف على أهله الصادقين الذي شرفهم الله ، بل كل من يتدبر القرآن ويعرف الذين شرفهم الله والثابتين على دينه ومن كان محارب لهم وفار عن الله ورسوله في المواقف الصعبة ، وبالخصوص المنقلب بعد رسول الله كما عرفنا الله في كتابه وقد مرت عليك الآية التي تبين هذا .
فكان وفق دين الله ذكر علي وآله آل النبي والصلاة عليهم ومعرفتهم بأنهم أئمة هدى وحق صادقين مصدقين من الله عبادة لله ، بل أعلى عبادة وهي عبادة علم والتحقق بها والتفكر بفضل الله وتشريفه وتكريمه وحكمته وتدبير في اختياره لأولياء دينه وهداه ، وعلمه وحكمته في تزكيتهم علما وعملاً ، بل وتطهيره لعباده ورفع شأنهم ومقامهم عنده ، وجعل نوره يسير فيهم ومنهم لعباده المؤمنين ، بل نوره في حقيقية وجودهم من ولادتهم حتى رفعهم عنده في الملكوت الأعلى ولهم أشرف وأعلى منزله لمخلوق عند الله في محل نعيمه الخالد ، ولا يمكن لأحد أن يشكل عليهم بشيء في السيرة أو السلوك أو بما علموا من المعارف وهدى الله تعالى .
بل ذكر علي وآله آله النبي وذكر سيده النبي ومن تبعهم وولاهم هي أحسن عبادة وأكرمها ، وهي عبادة حب الله وود له ، وحب أوليائه التي هي عين الإخلاص لله والخلاص ممن غضب الله عليهم ممن آذوا النبي في آله ، وكان وما زال ذكر علي هو ذكر من أهم نعم الله التي توصل لهداه ودينه وعبادته بحق ممن اصطفاهم لدينه ، بل هو بأمر الله الذي علمه لنا نبينا الكريم في كل ما ذكر وعلم من تفضيل الله وتشريفه لهم ورفعه لذكرهم مع ذكره ، وجعلها نعمة كريمة وأمره أمر تشريف وتكريم وتمجيد أن يحدث بها صلى الله عليه وآله ، ويحدث بها كل مؤمن تالي لكتاب الله وبحاث عن دين الله ومعرفته إلى أخر الدهر وبها رفع ذِكره .
وذكر النبي وآله يشمل كل ما نذكرهم به من الفضائل والمناقب وسيرتهم وتعاليمهم وهداهم الذي كرمهم الله به ، وهذا الذكر عبادة علم وفكر وذكر لنعم الله وهداه ودينه ومعرفته ، بل تبليغ وتعريف لمحل معرفته وهداه .
وكان ذكر أعدائهم بالعز والشرف والكرمة والحب لهم شرك لأنه يذكر بمن حرّف دين الله وغصب حكومة الله في الأرض من غير حق ، وذكر باطل ضال وتعليم للباطل والضلال ، وحرف للناس عن دين الله وهداه الحق ، بل تولي لأولياء الشيطان الذي أصر على غواية الإنسان الضعيف ولمن لم يخلص الإيمان .
وهذا كان مختصر من حياة علي والنبي وسيرتهم وإذا أحبب المزيد فعليك بصحيفة النبوة من موسوعة صحف الطيبين ، وعليك بصحيفة الإمامة بل صحيفة ذكر علي عبادة كلها ، وهذا مختصر قد فصلنا هناك معنى العبادة والذكر بل عليك بصحيفة التوحيد وصحيفة الأسماء الحسنى الإلهية التي بينا فيها كيفية معرفة الله وظهوره بالكرامة على عبادة المصطفين الأخيار ، ولما كان ما لا يدرك كله لا يترك جله ، نذكر علي عليه السلام بالخصوص بذكر بعض من فضائله ومناقبه وبعده نعرف مناقبه وفضائله مع آله آل النبي الكريم كلهم في الأبواب الآتية .
وأنت يا طيب عليك بالله أحكم بوجدانك الذي تطلب به رضى الله وثوابه وجنته ، هل الذكر والتذكير والحديث والتحديث بمعرفة تعاليم الله التي شرف الناس بها وأنعم بها عليهم هدى دين يعبد به ويطاع ، والتي أوجب عليهم أن تُعلم وتُعرف من أئمة الحق وجعل مقامهم عنده بمقدار معرفته ومعرفة دينه بحق من الصادقين المصدقين ، والتي أسها في معرفة رجال الدين الذي اصطفاهم وأختارهم الله أئمة على المسلمين وذكر تأريخ الإسلام والدين ، والذي أسه علي وآله الذين هم آل النبي الذين رفع ذكرهم وأمر أن نتحدث بما أنعم الله عليهم ورفع بيتهم بذكره في آية البيوت المرفوعة ، عبادة .
أم ذكر من قتل النبي وآله وهجرهم وعلم غير تعاليم الله التي عندهم عبادة ؟
فإن الوهابية في الإنترنت وفي كل كتبهم يمنعون من ذكر علي وآله ويذكرون معاوية ومن لف لفه ومن مهد له ، من الذين قتلوا علي وفاطمة والحسن والحسين ، ويثنون عليهم بكل ثناء كأنه ليس لله دين من غيرهم ، وإذا ذُكر علي قالوا رافضي ضال يريد أن يحرف الناس عن الحق وهدى الله الذي علمه أتباع معاوية ومن كان يلعق قصعته ، ويقومون بكل حيلة وخداع بحرف الناس وبمنعهم عن ذكر والتذكير بأهل الدين الحقيقيين الذي اصطفاهم الله لدينه ، وكما عرفت في المحاورة كيف يدعي الشرك بذكر علي عليه السلام ، ولكنه يذكر هو غيرهم ويمدحهم بشيخ الإسلام وغيرها من الألقاب ويسمي معاوية والأول والثاني والثالث بأمير المؤمنين ويثني عليهم .
فإذا كان ذكر المؤمنين وأئمة الدين لا يكون عبادة ، فلماذا هم يذكرون أعداء نبينا محمد وآله وقتلة الإمام علي والحسن والحسين بل وقتلة فاطمة الزهراء بنت النبي ويثنون عليهم ، ويمنعون من ذكر غيرهم ، ولماذا هم يتعبون أنفسهم بذكر الصحابة وتزكيتهم وتصحيح دين أعداء آل محمد وهو من غير العبادة ولا أمر مقرب لله ولا فيه ثوابه ورضاه ، وإذا كان تبلغيهم وذكرهم لمعاوية ويزيد وأمثاله ومن لف لفهم وأفتى وفق هواهم ودينهم عبادة لله ، وهم منحرفين عن دين الله وأئمة الحق الذين اصطفاهم الله تعالى ، كان ذكر علي وآله لما عرفت أولى بالعبادة لله لما عرفت مالهم من الشرف والخصال دون غيرهم .
ولكن عرفت إن الوهابية وابتاع بن تيمية حقهم في أن ذكرهم لأوليائهم معاوية وأبنه يزيد ومن قتلة أئمة الحق والهدى ومن مهد لقتلهم وغصب حقهم في تعريف الناس لدين الله إنه ليس عبادة ولا قربة فيه الله ، بل فيه بعد وطرد من رحمته وهو شرك ويدخل من يتعبد به بالضلال والظلام والجهل والباطل , وإنهم محقون برفض كون ذكر أئمة الدين ليس عبادة لأنه لا فضيلة لأولياء دينهم وأئمتهم ، ولكن هذا القانون لا يسري لعلي وآله علي عليهم السلام الذين كرمهم الله وفضلهم وشرفهم وأنزل فيهم ذكر طيب ورفع بيتهم وذكرهم وصلى عليهم وطهرهم وباهل بهم وصدقهم وجعل لهم كل خير وكرامة وفضيلة في الوجود لهم ، فأعطاهم الله الكتاب والحكمة وهو ملكه العظيم ، ولا يحصل عليها أحد إلا أن يتعبد لله بدينهم ويأخذ تعاليمه منهم إلى أخر الدهر .
فإن ذكر علي يعرفنا الله ودينه حق المعرفة وهو عبادة علم وعبادة مولاة لله ولأوليائه وحبهم حب لله ولدينه ولما أختار لنا من أئمة الحق والهدى ، وإن المنع من ذكرهم هو عين الضلال وأخذ دين الله من أئمة الكفر أو خلطه بدين أئمة الحق ، ولهذا كان ذكرنا وإيماننا بأن ذكره عليه السلام عبادة ، بل تعريف وذكر علي لمؤمن ليعرفه بأنه دين الله عنده بعد الرسول الكريم دون أعدائه ويتعلم منهم عبادة لله ، وهو أفضل عبادة لأنها عبادة طلب العلم ومعرفة دين الله.
والله تعالى رفع الذين أتوا العلم درجات ومنازل الجنة والقرب من النبي في المقام المحمود هو على قدر معرفة الإنسان بدين الله من أولياءه الصادقين والتعبد لله به ، وهو لا يتم إلا بمعرفة كل ما شرفهم الله به وخصهم به من فضائلهم ومناقبهم ، ولذا وجب ذكرهم لكل مؤمن ليعرف الله من سبيلهم الموصل لهدى الله ولكل نعيم مقيم في الدنيا والآخرة وفيه رضى الله منهم ، وذكر أعداهم هو الشرك والمحرم ولكن يجوزه الوهابي وإن لم يسميه عباده ويفر منها ، ولكنه يخدع الناس ويعلمهم دين أعداء الله وقتلة أولياء الله ، وهذا هو عين الخداع والضلال والجهل المركب .
ولهذا كان من دين الله وعبادته ذكر علي وآله آله النبي وتعريفهم للمؤمنين بكل فخر وعز وكرامة وتشريف وتمجيد من الله بما فضلهم الله به وبما جعل لهم بقربهم من النبي ورعايته لهم ، وبما جعل لهم خلافته وجعل دين النبي الكريم عندهم ، وعلي هو الإمام الأول بعد النبي وهو المحافظ على دين الله بعده ، ومنه يعرف التعبد لله بكل ذكر ومعرفة وعبادة ، وهذا لا يتم إلا بمعرفة علي بحق المعرفة وتذكره بحق الذكر الذي ذكره الله والنبي وشرفه به وكرمه به ، ولهذا كان يجب معرفة سيرته وتشريفه وتكريمه وتمجيده بكل ما مجده وذكره به النبي والله في كتابه ، وهو في الحقيقية ذكر لظهور الله عليه بكل شرف وكرامة ومجد وتفضيل وهو ذكر لتعظيم الله وتشريفه وتكريمه وبره لأولياء دينه .
وما نذكر علي إلا بذكر فضل الله عليه وبما شرفه الله به ومدحه به ، بل كان ذكره عليه السلام وتذكره واجب على المؤمن في نفسه ، فعليه لكي يثبت على معرفة دين الله من إمام الحق وحده عليه أن يذكر اسم علي وشأنه العظيم في كل زمان ، وبأنه هو المشرف والإمام بعد النبي عندما يقوم ويقعد وفي كل حال ، فيحدث عنه ويذكره بأنه هو الإمام بعد النبي و المختار والمفضل عند الله ولدين الله ، وعليه أن يأخذ معرفة الله ودينه من سبيله لا من سبيل أعدائه ، لكي تكون له عبادة لله خالصة لله ومرضية له ، وبهذا كان ذكرنا لعلي في أنفسنا فضلاً عن ذكره في الملأ عبادة لله وطلب لمرضاته واعتراف له بمن شرفه وكرمه .
ولهذا لم نوالي أعداءعلي وآل علي ولم نذكر ونشرف من منع من نشر دين الله الحق وحرف الناس وأضلهم عن الصواب ومعرفة الله ، فكانوا إما مجسمة أو مشبهة لله أو يعتقدون إنه سبحانه جالس على عرش يأط من تحته وله أصوات وينزل ويتنقل وله رجل ويد ووجه وعين كما عليه الوهابية وأتباع ابن تيمية ، والذين نشر دينهم الاستعمار ليجعل لهم دين مجسم كما هو عليه دين المسيح واليهود ، ولكن بشكل آخر للتجيسم وأخس من تجسيمهم وأبعد من ضلالهم .
فإن المسيحيين جعلوا ابن لله وأنزلوه للأرض ، والوهابية أنزلوا الله من عرشه للنار ووضعوا رجله فيها لكي تمتلئ كما هو عليه معتقدهم ، وهم مجسمة ولم يعرفوا الله بحق المعرفة كمعرفة علي وآل علي ، بأن عرش الرحمان ليس محل جلوس الله بل خلق من خلق الله ومرتبة لظهور علمه وقدرته في الوجود وسيطرته على الكون وهدايته له وتدبيره بما يحب ويرضى ، والله لا يحيط به علم فضلاً من أن يحويه خلق من خلقه ، وإذا كان الله بعد أن خلق العرش كما يقولون استوى عليه وجلس ، فقبل أن يخلق العرش أين كان جالس .
ولكن راجع المعرفة الراقية والعالية بالله التي علمنا بها علي وآله من علم النبي الكريم الذي علمه الله لهم وهدانا له بهم ، كما ذكرناه بتعليمهم في صحيفة التوحيد أو صحيفة شرح الأسماء الحسنى والصفات العليا الإلهية ، أو راجع ما ذكرنا من مراتب التوحيد وشيء يسير من معرفة الله تعالى في المحاورة الرابعة عشرة .
وكل هذا الانحراف عن الله ودينه ومعارفه التي شرف الإنسان وكرمه بها ، كان بسبب منعهم من ذكر ولي الله علي عليه السلام وعدم معرفة دين الله منه ، ولذا كان على من يريد أن يعرف الله بحق المعرفة العالية التي هي شرف الإنسان وكرامته وفيها رضى الله أن يعرف علي بالإمامة ويذكره في نفسه بأنه إمام الحق ويعرفه لآله وأهل بيته وملته في كل حال وزمان ومكان ممكن حتى يأخذوا دين الله منه ولا يخلطوه بدين أعداه .
وهذه حقيقة الدين والذكر فيه والتذكير بأوليائه في النفس وأمام الناس ، وهي واجبة على المؤمن ، لأنها تُعرفه وجوب أخذ دين الله من علي وآله ، وعليه أن يعرفهم بكل ما شرفهم الله به دون ذكر غيرهم ، وعليه أن يرفض دين أعداءهم وأنه لا دين لله صادق عند غيرهم ممن خالفهم ، وهذا ما يجب أن يربي ويهذب المؤمن عليه نفسه وأهله وكل من يحب أن يطلب الحق ويستمر عليه ولا يريد أن ينحرف عنه لحظة واحدة .
إلى الأعلى
http://www.loversali.com/vb/mwaextraedit4/extra/36.gif
تاريخ الامام علي(ع )
ذكر الإمام علي والنبي وتأريخهم متحد في نعمة الله
في هذا الباب : معرف عبادة الله بذكر تأريخ الإمام علي مع النبي الكريم ، وضرورة معرفة إمام الحق والهدى من آل محمد وعلي كلهم لآخر الدهر بما أنعم عليهم من وحدت هداهم ونورهم وتأريخهم وصفاتهم وخصالهم وعناية الله بهم ورعايته لهم ، ولذا وجب أتباعهم وحرمة مخالفتهم وضرورة ذكرهم والتذكير بهم :
إلى الأعلى
الذكر الأول
الحديث عن تأريخ الإمام علي مع النبي عبادة
عرفنا إن ذكر الإمام علي عليه السلام هو ذكر لتأريخ الإسلام ودين الله في أول نشؤه بل واستمراره وبقائه ، لأنه لا يمكن أن تذكر النبي الكريم في موقف من المواقف إلا ونذكر علي عليه السلام معه ، وإنه عليه السلام كان المقدم عنده ، فإنه من الطفولة كان نبينا الكريم في بيت علي وأمه وأبوه ، فكانوا يرعون النبي فنذكر تشرفهم به وخدمتهم له ، والتي هي أكرم منزلة لأن يكون آل علي وأبو وأم علي في خدمة النبي والمعد لأكرم رسالة إلهية يتعبد بها كل البشر إلى أخر الزمان ولا يقبل الله دين غيره وهو محب لهم وهم محبون له أنصار وأعوان .
وكان أب وأم علي يخدمون نبينا الكريم بعيونهم ويرعوه بقلوبهم ويكنون له ويكن لهم كل ود ومحبة ، وهو أخلص لهم الود فشرفهم الله بأن جعل الإمامة والولاية بعده من صلب علي بن أبي طالب أبنهم ومن آله الذين هم آل النبي وذريته ، وكان علي والنبي وآلهم نور واحد ودين واحد وشريعة واحدة ومعرفة الله واحدة ، وإطاعة لله وعبودية له واحدة ، وكله بفضل ما أنزل الله على سيدهم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وهكذا هم متحدون مع النبي الكريم في الحشر والنشر والحوض والقيامة والميزان والحساب والشفاعة وتحت لواحد الحمد وعلى الصراط والجنة ، وهم معه في منزلة واحدة يحفون بالنبي الكريم بفضل الله عليه وعليهم ، وفي أعلى منزلة ومقام ممكن أعده الله لأوليائه وأحباءه ، ونورهم يسعى بين أيدهم ولن يفترقوا أبداً ، وشيعتهم ممن شايعهم واقتدى بهم يحفون بهم بفضل الله عليهم عند معرفتهم بالحق وأهله والتعبد له بدينهم الذي هو دين الله دون دين غيرهم .
فإن النبي الكريم توفى أبوه وهو في بطن أمه ، وبعد ستة سنوات توفت أمه فأحتضنه جده الكريم عبد المطلب حافر زمزم ومستخرج حلية الكعبة وماء الحجيج وأهل مكة ، وقبله كان أبوه هاشم يطعمهم بكل مخمصة حتى سمي آل النبي ببني هاشم وهو وعلي ومن كان تابع لهم من القرابة ، ولما توفي جد نبينا الكريم ـ من آل السلالة الطيبة من إسماعيل وإبراهيم حتى هاشم و عبد المطلب ـ كان عمره الشريف ثمان سنوات ، وبعده وفات جده أحتضنه أبو طلب بن عبد المطلب بن هاشم عم النبي وأخوا عبد الله أبو النبي من أمه وأبيه ، وهو بيت أبو علي وأمه سبعة عشر سنة ، وبقي صلى الله عليه وآله عندهم معزز مكرم وصار عمره الكريم خمسة وعشرون سنة وهم في خدمته ، بل هم تحت رعايته حتى تزوج بخديجة سلام الله عليها .
ولما ولد علي عليه السلام كرد للجميل ولأمر الله ، طلب النبي الكريم من أبو علي أن يأخذه لبيته ، بل بأمر الله وهو الذي أراد أن يعد وليه لخلافة نبيه الكريم ، فجاء النبي وأخذ علي لبيته ، وكان علي يتبع النبي كابنه وكمتابعة الفصيل لأثر أمه ، وكان هو الذي يوصل له الماء والغذاء وهو معتكف في غار حراء .
ولما بعث نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم كان أول من آمن به وكان السابق بالخيرات وأول من صلى معه مع خديجة ، لما أمره الله العزيز نبيه الكريم بتبليغ رسالته أول ما أمره أن ينذر عشرته الأقربين ليختار منهم وصي له ووزير ، فأجابه علي في حديث الدار ويوم الإنذار للعشيرة الأقربين ، فكان الإمام علي هو المبادر وأول من قبل منه بل كان من قبل معه يصلي ، فكان له وصي ووزير وأخ بل وصهر ونسب وسبب لمعرفة دينه ، وصار خليفته بعده وذكر هذا كل من فسر آية وأنذر عشيرتك الأقربين وهو منصف .
ثم أمر الله النبي الكريم أن يصدع بالهدى لكل قريش بل لكل الناس فآمن من آمن ، وعاداه طغاة قريش أبو سفيان وآل أمية ومن لف لفهم ، فكان علي يدافع عن النبي ويمنع أي شاب أن يصل له ويؤذيه ، وكان أبو علي يدافع عن النبي ومنع الرجال الكافرين من أذيته ، فلما توفي أبو طالب وخدبجة طمعت بالنبي الكفار ، فأمره الله نبينا الكريم أن يهاجر للمدينة .
وذلك بعد أن تآمر كفار قريش ليقتلوا النبي الكريم ، وفي ليلتها نام الإمام علي على فراش النبي وحسب الكفار النبي نائم ، حتى هاجر النبي الكريم فأنزل الله في شأنه آية يذكر بها فدائه وشراءه مرضاة الله بنفسه ، وكان في اليوم التالي علي يخرج من المدينة متخفي فأوصل ناقة وما يلزم للنبي من لوازم السفر والهجرة له ولمن صحب النبي الكريم ، وأمر النبي الإمام علي أن يبقى في مكة ويرجع أمانات الناس ويأتيه بعده مهاجر ليلتحق به في المدينة .
والنبي لم يدخل المدينة حتى جاءه علي بآل النبي مهاجر وعلي عليه السلام ألتحق بالنبي الكريم بعد ثلاثة أيام مع أمه فاطمة وفاطمة بنت النبي وفاطمة بنت حمزة ، فكانت أم علي تخدم النبي كأمه بتوفيق آخر وسكنوا في المدينة في بيت واحد ، حتى تزوج النبي وتزوج علي بنت النبي فاطمة في العام الثاني من الهجرة فبنى بيت له قربه وفتح بابه للمسجد مثله ، ولما توفت أم علي أخبر علي النبي فقال له ماتت أمي فقال النبي الكريم وأمي ، لما يكن لها من التقدير والاحترام ، إذ كان له فيها عوض عن أمه .
ثم النبي الكريم بأمر الله سد كل أبواب المسلمين التي تشرع للمسجد ومنعهم من الدخول للمسجد مباشرة ، بل لابد أن يأتوا للمسجد من بابه ، إلا باب النبي وعلي لم يغلق وبقي مفتوح لداخل المسجد ، وهذا أمر الله ليعرفهم باب معرفته من رجال البيوت المرفوعة بذكره ، وبقيت أبواب مفتوحة للطالبين في بيت الله وتعريف دينه وتعاليمه منه ، وكان علي في كل مهمة وشأن هو المقدم عند النبي الكريم بل عند الله تعالى بعد النبي .
فكان في كل حرب الإمام علي هو الأمير بأمر الله ورسوله ولم يكن عليه أمير غير النبي طول حياة النبي الكريم ، وهو قائد جيشه والنصر له بما قواه الله ، وكان يفر المسلمين في أحد وخيبر وحنين وهو المحامي والثابت مع النبي ولم يفر ، وكان علي عليه السلام يدافع عن النبي في كل فتح حتى كان النصر علي يديه في كل المعارك حتى في الخندق فضلاً عن بدر وغيرها ، وكان في فتح مكة هو المنادي عن النبي ولسانه الناطق بالرحمة بأمره ، وهو الذي صعده النبي على كتفه فذب الأصنام عن الكعبة .
وفي حجة الوداع أراد الله أن يرد الجميل لعلي ولآل علي بل للنبي لما أمره أن يبلغ الرسالة بكمالها وتمامها ، ويعلنه لكل المؤمنين وبكل تشريف وتجليل بتنصيب رسمي عام شامل يحضره كل المسلمون بعد أن كان ولي عهد بما يذكر الله في كتابه والنبي للناس من مكارمه ، فكان النبي الكريم في كل مناسبة وحديث ويشير له بكل تكريم كما عرفت وسترى في الآيات والأحاديث في الأبواب الآتية ، وأراد الله أن يحافظ على دينه بآل النبي وبالخصوص بعد النبي بعلي عليه السلام من التحريف والقول عليه بدون علم من كل أحد ، فأمره أن يبلغهم بخلافة علي له بعده ، وأنه هو الإمام المختار لله على المسلمين بعده ، والولي المنصوب من قبل الله على المؤمنين الصادقين المحبين لأمر الله الحق والمجدين في قبول دينه من أولياءه الحقيقيين .
فكان في غدير خم يوم عظيم وحشد هائل يوم تتويج علي عليه السلام بالإمامة والخلافة بعد النبي الكريم وخاتم المرسلين ، حتى قال : المؤمنون والمسلمون بل جبر حتى المنافقين كلهم أن يقولوا بخ بخ لك يا علي أصبحت ولي كل مؤمن ومؤمنة ، وذلك بعد أن أجلسه النبي علي في خيمة وأمرهم بالسلام عليه بإمرة المؤمنين قبل أن يتفرقوا.
وهكذا شرف الله علي وعرفه ورفع ذكره فأرسله النبي بأمر الله بسورة براءه من الكفار ، فكان من تولاه وقبل منه دين الله قد تولى الله ورسوله وتبرى من الكفار ، ومن رد عليه في كل زمان كان ممن رد على الله ورسوله ، وكان مخالف لأمر الله بأي صورة من الرد على علي عليه السلام فضلا عن المحاربة والقتل له ولآله الكرام .
ثم والمهم في حياة النبي مع علي هو أنه كان يخصه بأمر الله بكل علم وتعليم وشرح وتفسير لكتاب الله ، وكرمه الله بأن جعل ذرية النبي من بنته فاطمة منه ، فكان ولد النبي ولد علي وهم الحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام ، وهم من بني هاشم من عبد المطلب حتى إبراهيم ذلك البيت والذرية الطيبة المرفوعة بذكر الله وتذكيره بهم بأنهم أهل هداه.
وأمر الله بودهم في آية المودة وصدقهم في آية المباهلة وطهرهم بآية التطهير وأمر الله أن يصلى عليه وآله معه بتعليم النبي الكريم عن أمر الله ، وكان من لم يذكرهم معه لا تُرفع صلاته على النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ولا يناله خير ومجد وتفضيل وتشريف من الله لأنه لم يطع الله كما أمره ، والله جعلهم كوثر الخير وأنزل الله فيهم قرآن يتلى في كثير من الموارد ، ولا يوجد خطاب للمؤمنين إلا وعلي أميرهم وسيدهم والمشرف فيهم وهم تبع له .
فكان باب علم الله ورسوله ومنه يؤخذ دين لله لما خصه الله ورسوله من الرعاية والكرامة وبما لم يكن لغيره من المسلمين ، فكرمه بأن جعل حبه ووده وآله الذين هم آل النبي دين يدان به لله ويعبد به الله تعالى بمعرفة حقائق أولياء دينه ، والله تعالى بما كرم المسلمين كلهم بالنصر في كل ذكر لحرب أو واقعة للمسلمين وحال تشريف ، إلا وعلي هو المشرف الأول بعد النبي والناس تبع لهم في التشريف والذكر إن كانوا من الثابتين ولم يفروا ، وإلا لا شرف يذكر له إن كان من الفارين كما كان أعداء علي بعد النبي الذين فروا من دين الله بعده بمعادتهم لآل النبي وعلي وآله ، بل كانوا يفرون منه في حياته ، تابع تفسير القرآن كله فيما ذكر في غزوات الإسلام وفتوحاته والثابتين فيه والفارين فيه ، بل وما ذكر فيه من ذكر المنافقين الذي يدعون الإيمان وما أشار لكثرتهم ، وقارنه بما شرف الله به الإمام علي وآله والنبي الكريم سيده ، فترى الفرق بين اسفل سافلين وأعلى عليين ، بين آل محمد علي وآل وغيرهم فضلا عن أعدائهم .
ولهذا رفع الله ذكر علي مع النبي بل وآله معه ، فكان ذكرهم من ذكره ومذكر به ومُعرف لعظمته وهداه وروبيته وحكمته في تعليم عباده بأئمة الحق والهدى ، فأنزل لله في علي عليه السلام آية الولاية وآية إتمام النعمة وكمال الدين ورضى الرب ، وكل ما يمكن أن يعرف بأنه الإمام الحق بعد النبي والولي الصادق لله وخليفة رسوله الكريم المنعم عليه ، ولذا كان يجب أن يذكره ويحدث بما كرمه الله مع النبي وآله ، وكان على كل مؤمن أن يذكر هذه المكارم والفضائل لهم ليعرف دين الله ويثبت عليه ، بل نحن لابد أن نتحدث بها ونذكرها ونُذكر بها بأمر الله لأن النبي الكريم بآله وبدينه رفع ذكره لآخر الدهر وأمرنا أن نتحدث بنعيم الله عليه .
ثم لما توفي النبي كان على صدر علي يعلمه ويذكره بأمر الله وما يجب عليه أن يعمل حتى رفعه للملكوت الأعلى عنده ، فشغل به علي حتى جهزه وحنطه وكفنه وصلى عليه ودفنه ، وبقيت تعاليمه ومعارفه ودين الله الحق يعرف منه حيث عرفه كل أبواب الإيمان والهدى ، وفسر له بجلسات خاصة كانت تطول2 بينهم كل ما يحتاجه المؤمنون والمسلمون بعده ، وقد عرفت حياتهم المشتركة فإنه كان فيها جلسات علم خاصة لم يعرفها غير علي وما عرّف آله من كل علم علمه الله ورسوله لعلي بحق وصدق واقعي من دين الله وهداه وما يحتاجه المؤمنين في كل شؤون دينهم ، دون غيرهم ممن يدعي العلم وعَلم غير معارف علي وآله آل النبي ولم يكن له من هذه الجلسات والدروس الخاصة .
نعم كان علي هو المختص بالنبي طول حياته في كل درس علم ومعرفة بالله ودينه ، وكل ما يخص رسول الله وشؤونه وسيرته وسلوكه حتى كان نفسه بتعريف الله له في آية المباهلة وقوله وأنفسنا وأنفسكم ، فكان بعد النبي محل دين الله ومعارفها كلها ، ويشهد له كل حديث له وكلام بحق وصدق دون غيره ممن عاداه وأنحرف عنه .
والقوم القوم انقلبوا وفروا وخرجوا للسقيفة وبفلتة غصبوا الخلافة ونصبوا أنفسهم أمراء على المسلمين ، وصاروا بدون حق يسمون خلفاء لرسول الله ، وهم لم يثبتوا في معركة واحد فضلاً أن يكونوا قادة لها ، بل الله لعن من يفر من معركة في الإسلام ، والنبي لعن من تخلف عن جيش أسامة ، ولكنهم تخلفوا وعاندوا وسموا النبي يهجر في حياته ، وبعد أن سيطروا على الحكم بفلتة السقيفة التي جمع الأنصار ليختاروا خليفة لهم من شيوخهم وهي جلسة مشاورة لهم ، ولكن جاء الأول والثاني وبلباقة كلام وحيّل ومكر وخدع واستغلوا تنافس القوم لأنهم عشيرتين متنافستين بينهم .
فبايع الثاني للأول وبايعه الناس من الأوس العشيرة المنافسة لعشيرة سعد بن عبادة الخزرجي المرشح للرآسة ولكي لا يكون المبايع من عشيرة منافسهم ، وصار الأول خليفة يُعلم البغضاء بين المسلمين مادام بعضهم معاند ومختلف عن دين علي وآله أل النبي كما جعلها بين الأنصار الأوس والخزرج ، وهكذا بحكومته سن العداوة بين المسلمين وصيرهم طوائف لا يعرفون الحق من عند النبي وآله الكرام وتناحروا على طول الزمان حتى أيدوا معاوية بن آكلة الأكباد وابن أبي سفيان قائد جيش الكفر في كل حروبه مع النبي الكريم ، وحاربوا علي وقتلوه وقتلوا آله آل النبي بعده ، وما ذلك إلا لأنهم بدون حق سيطروا ولم يراعوا لحاكمية الله وروبية وتدبيره لدينه ، وبالخداع والظلم لمنصب رسول الله صيروا أنفسهم حكام علي المسلمين وليس لهم حق ليكونوا هداة ولا رعاية لهم خاصة من الله ورسوله ليكونوا معلمين للدين .
ولذا صار المسلمون طوائف وفرق ولم ينجوا إلا من يعرف الله وبحق المعرفة بأن الله تعالى هو الهادي بإمام حق وولي أختاره على علم بطهارته لولاية دينه وهداه ، وكان قد رباه ورعاه بيد قدرته وجعله مختص في كل حياته برسول الله من ولادته حتى وفات رسوله وعلمه كل علومه ومعارفه بعده ، وعرفه لنا ولكل طالب حق ودين واقعي صادق ، فذكره في الذكر الحكيم وفي كل تذكير بأهل الذكر الذين رفعهم وطهرهم وأمر بودهم وجعلهم كوثر الخير والنعيم والهدى للصراط المستقيم ، من آدم وإبراهيم ومحمد وعلي وآله صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين .
فبعد أن سيطر المتآمرون في السقيفة على حكم المسلمين بدون حق ، أحكم أمرهم الحاكم الأول والثاني ، فأخرجوا الجيوش والمسلمين التي أعدها النبي الكريم للحرب وفتح البلاد كما وعده الله وشغلوهم عن الفكر بمن صار خليفة بحق أو بدونه ، وفتح الله البلاد كما وعد رسوله وأنتشر صيتهم وصيت من كان خامل حتى لم يعرف علي وآل علي ولا فضله ولا سابقته ، حتى قال له معاوية هو وأتباعه في زمن عثمان أنه لا يعرف أحد في الشام اسم علي وآله ، بل فقط كانوا يعرفون الإمام منصوب من خليفة هو ابن أكلة الأكباد وأكبر المنافقين ومن كان أبوه هو الذي حارب النبي في كل معركة .
وصار معاوية بن أبي سفيان أعدا الأعداء للنبي وآله في الجاهلية والإسلام هو المعروف في بلاد المسلمين بأنه أقرب أقرباء النبي الكريم ، فحرف الناس عن تعاليم الله ومعارفه ولم يتوجوه لدين الله من أئمة الحق ، بل علموهم كل حيلة ومكر يثبت ملكهم ، حتى قتلوا آل النبي فاطمة وعلي والحسن والحسين وكل من والهم وعلم وذكر بأمر الله ومحل هداه .
ولكن شاء الله أن يثبت دينه ونشر دين علي وآله ورجع الناس بالبحث عن الحق له بتوفيق الله .
فبفضل الله علينا قام قسم من الصحابة وعلي وآله في نشر تعاليم الإسلام وتعريف الناس أولياء الدين وذكروهم وذكروا فضائلهم وتحدثوا بنعم الله عليهم وفضله وتكريمه لهم وتشريفهم من أول الدهر لآخره ، وذكروهم بآيات الذكر الحكيم وما أمر الله بذكره من معرفة أئمة الحق ، وذكروا لهم آيات الذكر الحكيم وحدثوهم بنعم الله بحديث النبي في بيان مناقب وفضائل آله وشرفهم ومجدهم عند الله ومنزلتهم الكريمة لديه ، حتى عرفهم المؤمنون الواقعيون فأخذوا دين الله منهم وعُبد الله بحق من سبيلهم ، وهكذا وصل للحق عندهم كل من جد وأجتهد لمعرفة دين الله الصادق بالدليل المحكم والبرهان الراسخ باليقين .
وهكذا تمت نعمة الله علينا إذ ذكر فضلهم بكتابه وأمرنا بذكرهم عندما نمر على آيات وروايات ذكر كرامته عليهم ، فعرفهم في كتابه قبل تعريف رسوله لهم ، وأنزل في شأنهم كثير من الآيات التي تبين شرفهم لديه ، والذي يتشرف ويتكرم بمعرفته كل مؤمن ، ونشر الله الحق ، وعرفه لكل مؤمن يطلبه بحق وصادق ويتدبر آياته وربوبيته وهداه لعباده بالحق من أولياء دين صادقين مصدقين ، ولو كان الحاكم على بلاد المسلمين أظلم ظالم ومعادي لنبين الرحمة وآله ، ويمنع دين الله الحق المأخوذ من أولياءه ، ويمنع ذكرهم ويصد عن تعريف شرفهم الذي شرفهم الله به .
فأنتشر من فضائل علي وآل علي عليهم السلام ومناقبهم ما ملئ الخافقين ، فإنه وإن كان أعدائه يمنعون ذكر علي وكان أولياءه يخافون أن يبينوا مقام علي عليه السلام ، ولكن الله أبى إلا أن يُعرف دينه بكل سبيل ويتم نور هداه لكل طالب لدين بسبيل حق وجاد في معرفة الهدى من غير تقليد أعمى ، سواء بسيرة النبي أو في كتاب الله كما في آيات الإمامة حتى عرف الناس أئمة الحق وذكروهم ، وفشلت كل جهود أئمة الكفر وأتباعهم بمنع ذكرهم والتذكير بشرفهم وفضلهم ، وإلى الآن وفي كل دور من التأريخ الناس تبحث عن الحق فتجده عند علي وآله ، وتعرف أن السابقين ممن لم يوالي علي وآله آل النبي الذين ذكر الله شرفهم ، قد خدعوا أو خافوا فأظهروا دين الظالمين ، وحسبه من كان بعدهم أنه حق ولم يتوجهوا لما حل بالإسلام وأهله .
فإنه مع كون أعداء أولياء الله يمنعون الناس ويحرمون المؤمنين من ذكر أئمتهم ، وهم يذكرون أعداء نبينا وآله ويشجعون الناس على ذكرهم بالباطل وخلق المفاخر الكاذبة لهم ، ويفتخرون بهم حتى صار المعروف منكر والمنكر معروف ، كما سترى شيء من سيرتهم في الأبواب الآتية .
لكن أبى الله إلا أن يتم نوره فنشر من معرفة أئمة الحق ما يشفي كل غليل ، ويوصل لمعرفة الله الصادقة ودينه الواقعي منهم ، والتي يريدها الله ورسوله وأئمة الحق لكل من يقرأ تاريخ الإسلام ويتعرف على أهله الصادقين الذي شرفهم الله ، بل كل من يتدبر القرآن ويعرف الذين شرفهم الله والثابتين على دينه ومن كان محارب لهم وفار عن الله ورسوله في المواقف الصعبة ، وبالخصوص المنقلب بعد رسول الله كما عرفنا الله في كتابه وقد مرت عليك الآية التي تبين هذا .
فكان وفق دين الله ذكر علي وآله آل النبي والصلاة عليهم ومعرفتهم بأنهم أئمة هدى وحق صادقين مصدقين من الله عبادة لله ، بل أعلى عبادة وهي عبادة علم والتحقق بها والتفكر بفضل الله وتشريفه وتكريمه وحكمته وتدبير في اختياره لأولياء دينه وهداه ، وعلمه وحكمته في تزكيتهم علما وعملاً ، بل وتطهيره لعباده ورفع شأنهم ومقامهم عنده ، وجعل نوره يسير فيهم ومنهم لعباده المؤمنين ، بل نوره في حقيقية وجودهم من ولادتهم حتى رفعهم عنده في الملكوت الأعلى ولهم أشرف وأعلى منزله لمخلوق عند الله في محل نعيمه الخالد ، ولا يمكن لأحد أن يشكل عليهم بشيء في السيرة أو السلوك أو بما علموا من المعارف وهدى الله تعالى .
بل ذكر علي وآله آله النبي وذكر سيده النبي ومن تبعهم وولاهم هي أحسن عبادة وأكرمها ، وهي عبادة حب الله وود له ، وحب أوليائه التي هي عين الإخلاص لله والخلاص ممن غضب الله عليهم ممن آذوا النبي في آله ، وكان وما زال ذكر علي هو ذكر من أهم نعم الله التي توصل لهداه ودينه وعبادته بحق ممن اصطفاهم لدينه ، بل هو بأمر الله الذي علمه لنا نبينا الكريم في كل ما ذكر وعلم من تفضيل الله وتشريفه لهم ورفعه لذكرهم مع ذكره ، وجعلها نعمة كريمة وأمره أمر تشريف وتكريم وتمجيد أن يحدث بها صلى الله عليه وآله ، ويحدث بها كل مؤمن تالي لكتاب الله وبحاث عن دين الله ومعرفته إلى أخر الدهر وبها رفع ذِكره .
وذكر النبي وآله يشمل كل ما نذكرهم به من الفضائل والمناقب وسيرتهم وتعاليمهم وهداهم الذي كرمهم الله به ، وهذا الذكر عبادة علم وفكر وذكر لنعم الله وهداه ودينه ومعرفته ، بل تبليغ وتعريف لمحل معرفته وهداه .
وكان ذكر أعدائهم بالعز والشرف والكرمة والحب لهم شرك لأنه يذكر بمن حرّف دين الله وغصب حكومة الله في الأرض من غير حق ، وذكر باطل ضال وتعليم للباطل والضلال ، وحرف للناس عن دين الله وهداه الحق ، بل تولي لأولياء الشيطان الذي أصر على غواية الإنسان الضعيف ولمن لم يخلص الإيمان .
وهذا كان مختصر من حياة علي والنبي وسيرتهم وإذا أحبب المزيد فعليك بصحيفة النبوة من موسوعة صحف الطيبين ، وعليك بصحيفة الإمامة بل صحيفة ذكر علي عبادة كلها ، وهذا مختصر قد فصلنا هناك معنى العبادة والذكر بل عليك بصحيفة التوحيد وصحيفة الأسماء الحسنى الإلهية التي بينا فيها كيفية معرفة الله وظهوره بالكرامة على عبادة المصطفين الأخيار ، ولما كان ما لا يدرك كله لا يترك جله ، نذكر علي عليه السلام بالخصوص بذكر بعض من فضائله ومناقبه وبعده نعرف مناقبه وفضائله مع آله آل النبي الكريم كلهم في الأبواب الآتية .
وأنت يا طيب عليك بالله أحكم بوجدانك الذي تطلب به رضى الله وثوابه وجنته ، هل الذكر والتذكير والحديث والتحديث بمعرفة تعاليم الله التي شرف الناس بها وأنعم بها عليهم هدى دين يعبد به ويطاع ، والتي أوجب عليهم أن تُعلم وتُعرف من أئمة الحق وجعل مقامهم عنده بمقدار معرفته ومعرفة دينه بحق من الصادقين المصدقين ، والتي أسها في معرفة رجال الدين الذي اصطفاهم وأختارهم الله أئمة على المسلمين وذكر تأريخ الإسلام والدين ، والذي أسه علي وآله الذين هم آل النبي الذين رفع ذكرهم وأمر أن نتحدث بما أنعم الله عليهم ورفع بيتهم بذكره في آية البيوت المرفوعة ، عبادة .
أم ذكر من قتل النبي وآله وهجرهم وعلم غير تعاليم الله التي عندهم عبادة ؟
فإن الوهابية في الإنترنت وفي كل كتبهم يمنعون من ذكر علي وآله ويذكرون معاوية ومن لف لفه ومن مهد له ، من الذين قتلوا علي وفاطمة والحسن والحسين ، ويثنون عليهم بكل ثناء كأنه ليس لله دين من غيرهم ، وإذا ذُكر علي قالوا رافضي ضال يريد أن يحرف الناس عن الحق وهدى الله الذي علمه أتباع معاوية ومن كان يلعق قصعته ، ويقومون بكل حيلة وخداع بحرف الناس وبمنعهم عن ذكر والتذكير بأهل الدين الحقيقيين الذي اصطفاهم الله لدينه ، وكما عرفت في المحاورة كيف يدعي الشرك بذكر علي عليه السلام ، ولكنه يذكر هو غيرهم ويمدحهم بشيخ الإسلام وغيرها من الألقاب ويسمي معاوية والأول والثاني والثالث بأمير المؤمنين ويثني عليهم .
فإذا كان ذكر المؤمنين وأئمة الدين لا يكون عبادة ، فلماذا هم يذكرون أعداء نبينا محمد وآله وقتلة الإمام علي والحسن والحسين بل وقتلة فاطمة الزهراء بنت النبي ويثنون عليهم ، ويمنعون من ذكر غيرهم ، ولماذا هم يتعبون أنفسهم بذكر الصحابة وتزكيتهم وتصحيح دين أعداء آل محمد وهو من غير العبادة ولا أمر مقرب لله ولا فيه ثوابه ورضاه ، وإذا كان تبلغيهم وذكرهم لمعاوية ويزيد وأمثاله ومن لف لفهم وأفتى وفق هواهم ودينهم عبادة لله ، وهم منحرفين عن دين الله وأئمة الحق الذين اصطفاهم الله تعالى ، كان ذكر علي وآله لما عرفت أولى بالعبادة لله لما عرفت مالهم من الشرف والخصال دون غيرهم .
ولكن عرفت إن الوهابية وابتاع بن تيمية حقهم في أن ذكرهم لأوليائهم معاوية وأبنه يزيد ومن قتلة أئمة الحق والهدى ومن مهد لقتلهم وغصب حقهم في تعريف الناس لدين الله إنه ليس عبادة ولا قربة فيه الله ، بل فيه بعد وطرد من رحمته وهو شرك ويدخل من يتعبد به بالضلال والظلام والجهل والباطل , وإنهم محقون برفض كون ذكر أئمة الدين ليس عبادة لأنه لا فضيلة لأولياء دينهم وأئمتهم ، ولكن هذا القانون لا يسري لعلي وآله علي عليهم السلام الذين كرمهم الله وفضلهم وشرفهم وأنزل فيهم ذكر طيب ورفع بيتهم وذكرهم وصلى عليهم وطهرهم وباهل بهم وصدقهم وجعل لهم كل خير وكرامة وفضيلة في الوجود لهم ، فأعطاهم الله الكتاب والحكمة وهو ملكه العظيم ، ولا يحصل عليها أحد إلا أن يتعبد لله بدينهم ويأخذ تعاليمه منهم إلى أخر الدهر .
فإن ذكر علي يعرفنا الله ودينه حق المعرفة وهو عبادة علم وعبادة مولاة لله ولأوليائه وحبهم حب لله ولدينه ولما أختار لنا من أئمة الحق والهدى ، وإن المنع من ذكرهم هو عين الضلال وأخذ دين الله من أئمة الكفر أو خلطه بدين أئمة الحق ، ولهذا كان ذكرنا وإيماننا بأن ذكره عليه السلام عبادة ، بل تعريف وذكر علي لمؤمن ليعرفه بأنه دين الله عنده بعد الرسول الكريم دون أعدائه ويتعلم منهم عبادة لله ، وهو أفضل عبادة لأنها عبادة طلب العلم ومعرفة دين الله.
والله تعالى رفع الذين أتوا العلم درجات ومنازل الجنة والقرب من النبي في المقام المحمود هو على قدر معرفة الإنسان بدين الله من أولياءه الصادقين والتعبد لله به ، وهو لا يتم إلا بمعرفة كل ما شرفهم الله به وخصهم به من فضائلهم ومناقبهم ، ولذا وجب ذكرهم لكل مؤمن ليعرف الله من سبيلهم الموصل لهدى الله ولكل نعيم مقيم في الدنيا والآخرة وفيه رضى الله منهم ، وذكر أعداهم هو الشرك والمحرم ولكن يجوزه الوهابي وإن لم يسميه عباده ويفر منها ، ولكنه يخدع الناس ويعلمهم دين أعداء الله وقتلة أولياء الله ، وهذا هو عين الخداع والضلال والجهل المركب .
ولهذا كان من دين الله وعبادته ذكر علي وآله آله النبي وتعريفهم للمؤمنين بكل فخر وعز وكرامة وتشريف وتمجيد من الله بما فضلهم الله به وبما جعل لهم بقربهم من النبي ورعايته لهم ، وبما جعل لهم خلافته وجعل دين النبي الكريم عندهم ، وعلي هو الإمام الأول بعد النبي وهو المحافظ على دين الله بعده ، ومنه يعرف التعبد لله بكل ذكر ومعرفة وعبادة ، وهذا لا يتم إلا بمعرفة علي بحق المعرفة وتذكره بحق الذكر الذي ذكره الله والنبي وشرفه به وكرمه به ، ولهذا كان يجب معرفة سيرته وتشريفه وتكريمه وتمجيده بكل ما مجده وذكره به النبي والله في كتابه ، وهو في الحقيقية ذكر لظهور الله عليه بكل شرف وكرامة ومجد وتفضيل وهو ذكر لتعظيم الله وتشريفه وتكريمه وبره لأولياء دينه .
وما نذكر علي إلا بذكر فضل الله عليه وبما شرفه الله به ومدحه به ، بل كان ذكره عليه السلام وتذكره واجب على المؤمن في نفسه ، فعليه لكي يثبت على معرفة دين الله من إمام الحق وحده عليه أن يذكر اسم علي وشأنه العظيم في كل زمان ، وبأنه هو المشرف والإمام بعد النبي عندما يقوم ويقعد وفي كل حال ، فيحدث عنه ويذكره بأنه هو الإمام بعد النبي و المختار والمفضل عند الله ولدين الله ، وعليه أن يأخذ معرفة الله ودينه من سبيله لا من سبيل أعدائه ، لكي تكون له عبادة لله خالصة لله ومرضية له ، وبهذا كان ذكرنا لعلي في أنفسنا فضلاً عن ذكره في الملأ عبادة لله وطلب لمرضاته واعتراف له بمن شرفه وكرمه .
ولهذا لم نوالي أعداءعلي وآل علي ولم نذكر ونشرف من منع من نشر دين الله الحق وحرف الناس وأضلهم عن الصواب ومعرفة الله ، فكانوا إما مجسمة أو مشبهة لله أو يعتقدون إنه سبحانه جالس على عرش يأط من تحته وله أصوات وينزل ويتنقل وله رجل ويد ووجه وعين كما عليه الوهابية وأتباع ابن تيمية ، والذين نشر دينهم الاستعمار ليجعل لهم دين مجسم كما هو عليه دين المسيح واليهود ، ولكن بشكل آخر للتجيسم وأخس من تجسيمهم وأبعد من ضلالهم .
فإن المسيحيين جعلوا ابن لله وأنزلوه للأرض ، والوهابية أنزلوا الله من عرشه للنار ووضعوا رجله فيها لكي تمتلئ كما هو عليه معتقدهم ، وهم مجسمة ولم يعرفوا الله بحق المعرفة كمعرفة علي وآل علي ، بأن عرش الرحمان ليس محل جلوس الله بل خلق من خلق الله ومرتبة لظهور علمه وقدرته في الوجود وسيطرته على الكون وهدايته له وتدبيره بما يحب ويرضى ، والله لا يحيط به علم فضلاً من أن يحويه خلق من خلقه ، وإذا كان الله بعد أن خلق العرش كما يقولون استوى عليه وجلس ، فقبل أن يخلق العرش أين كان جالس .
ولكن راجع المعرفة الراقية والعالية بالله التي علمنا بها علي وآله من علم النبي الكريم الذي علمه الله لهم وهدانا له بهم ، كما ذكرناه بتعليمهم في صحيفة التوحيد أو صحيفة شرح الأسماء الحسنى والصفات العليا الإلهية ، أو راجع ما ذكرنا من مراتب التوحيد وشيء يسير من معرفة الله تعالى في المحاورة الرابعة عشرة .
وكل هذا الانحراف عن الله ودينه ومعارفه التي شرف الإنسان وكرمه بها ، كان بسبب منعهم من ذكر ولي الله علي عليه السلام وعدم معرفة دين الله منه ، ولذا كان على من يريد أن يعرف الله بحق المعرفة العالية التي هي شرف الإنسان وكرامته وفيها رضى الله أن يعرف علي بالإمامة ويذكره في نفسه بأنه إمام الحق ويعرفه لآله وأهل بيته وملته في كل حال وزمان ومكان ممكن حتى يأخذوا دين الله منه ولا يخلطوه بدين أعداه .
وهذه حقيقة الدين والذكر فيه والتذكير بأوليائه في النفس وأمام الناس ، وهي واجبة على المؤمن ، لأنها تُعرفه وجوب أخذ دين الله من علي وآله ، وعليه أن يعرفهم بكل ما شرفهم الله به دون ذكر غيرهم ، وعليه أن يرفض دين أعداءهم وأنه لا دين لله صادق عند غيرهم ممن خالفهم ، وهذا ما يجب أن يربي ويهذب المؤمن عليه نفسه وأهله وكل من يحب أن يطلب الحق ويستمر عليه ولا يريد أن ينحرف عنه لحظة واحدة .
إلى الأعلى
http://www.loversali.com/vb/mwaextraedit4/extra/36.gif