المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مما جاء في وفاء النساء


طيار عراقي
01-08-2011, 12:02 AM
ماجاء في وفاء النّساء










تعاهدا ألا يتزوّجا



حكى الأصمعي، عن رجلٍ من بني ضبّة قال: ضلّت لي إبلٌ فخرجت في طلبها حتّى أتيت بلاد بني سليم، فلمّا كنت في بعض تخومها، إذا جاريةٌ غشى بصري إشراق وجهها، فقالت: ما بغيتك فإنّي أراك مهموماً ؟ قلت: إبلٌ ضلّت لي ، فأنا في طلبها . قالت: فتحب أن أرشدك إلى من هي عنده ؟ قلت: نعم. قالت: الذي أعطاكهنّ هو الذي أخذهنّ فإن شاء ردّهنّ ، فاسأله من طريق اليقين لا من طريق الإختيار . فأعجبني ما رأيت من جمالها وحسن منطقها، فقلت لها : هل لك من بعلٍ ؟ قالت : كان والله فدعي فأجاب إلى ما منه خلق ، ونعم البعل كان . قلت لها : فهل لكفي بعلٍ لا تذمّ خلائقه، ولا تخشى بوائقه؟ فأطرقت ساعةً ثمّ رفعت رأسها وعيناها تذرفان دموعاً فأنشأت تقول :



كنّا كغصنين من بانٍ غذاؤهما


ماء الجداول في روضات جنّات




فاجتثّ صاحبها من جنب صاحبه


دهرٌ يكرّ بفرحاتٍ وترحات




وكان عاهدني إن خانني زمنٌ


أن لا يضاجع أنثى بعد موتات




وكنت عاهدته أيضاً ، فعاجله


ريب المنون قريباً مذ سنينات




فاصرف عتابك عمّن ليس يصرفه


عن الوفاء له خلب التّحيّات




قال: فانصرفت وتركتها.







على العهد باقيةٌ



قال الأصمعي : قال لي الرّشيد : امض إلى بادية البصرة فخذ من تحف كلامهم وطرف حديثهم. فانحدرت، فنزلت على صديقٍ لي بالبصرة، ثمّ بكّرت أنا وهو على المقابر، فلمّا صرت إليها إذا بجاريةٍ نادى إلينا ريح عطرها قبل الدّنوّ منها،عليها ثيابٌ مصبغاتٌ وحلى، وهي تبكي أحرّ بكاء. فقلت: يا جارية ما شأنك؟ فأنشأت تقول:



فإن تسألاني فيم حزني؟ فإنّني


رهينة هذا القبر يا فتيان




أهابك إجلالاً، وإن كنت في الثّرى


مخافة يومٍ أن يسؤك مكاني




وإنّي لأستحييك، والتّرب بيننا ،


كما كنت أستحييك حين تراني



فقلنا لها لكن ما رأينا أكثر من التّفاوت بين زيّك وحزنك فأخبري بشأنك؟ فأنشأت تقول:



يا صاحب القبر، يا من كان يؤنسني


حيّاً، ويكثر في الدّنيا مواساتي




أزور قبرك في حليٍّ وفي حللٍ


كأنّني لست من أهل المصيبات؛




فمن رآني، رأى عبراً مفجعةً


مشهورة الزّيّ تبكيبين أمواتي



فقلنا لها وما الرّجل منك: قالت: بعلي، وكان يحب أن يراني في مثل هذا الزّيّ، فآليت على نفسي أن لا أغشى قبره إلاّّ في مثل هذا الزّيّ لأنّه كان يحبّه أيّام حياته، وأنكرتماه أنتما عليّ .



قال الأصمعي : فسألتها عن خبرها ومنزلها . وأتيت الرّشيد فحدّثته بما سمعت ورأيت ، حتّى حدّثته حديث الجّارية. فقال : لا بدّ أن ترجع حتّى تخطبها إليّ من وليّها، وتحملها إليّ، ولا يكون من ذلك بد. ووجّه معي خادماً ومالاً كثيراً. فرجعت إلى قومها فأخبرتهم الخبر، فأجابوا وزوّجوها من الرشيد وحملوها معنا وهي لا تعلم. فلمّا صرنا إلى المدائن نما إليها الخبر ، فشهقت شهقةً فماتت، فدفنّاها هنالك. وسرت إلى الرّشيد فأخبرته الخبر،فما ذكرها وقتاً من الأوقات إلاّّ بكى أسفاً عليها.








كان يحسبها راعيةً للعهد



توفّي رجلٌ وبقيت امرأته شابّةً جميلةً، فما زال بها النّساء حتّى تزوّجت. فلمّا كانت ليلة زفافها رأت في المنام زوجها الأوّل آخذاً بعارضتيّ الباب وقد فتح يديه وهو يقول:



حيّيت ساكن هذا البيت كلّهم


إلاّّ الرّباب فإنّي لاأحييها




أمست عروساً وأمسى مسكني


جدثٌ بين القبور وإنّي لا ألاقيها




واستبدلت بدلاً غيري، فقد علمت


أنّ القبور تواري من ثوى فيها




قد كنت أحسبها للعهد راعيةً


حتّى تموت وما جفّت مآقيها



ففزعت من نومها فزعاً شديداً ، وأصبحت فاركاً وآلت أن لا يصل إليها رجلٌ بعده أبداً.










ماتا ودفنا معاً



قال إسحق خرجت امرأةٌ من قريش من بني زهرة إلى المدينة تقضي حقّاً لبعض القرشيّين. وكانت ظريفةً جميلةً، فرآها من بني أميّة رجلٌ فأعجبته، وتأمّلها فأخذت بقلبه، وسأل عنها فقيل له : هذه حميدة بنت عمر بن عبد الله بن حمزة. ووصفت له بما زاد فيها كلفه، فخطبها إلى أهلها فزوّجوه إيّاها على كرهٍ منها، وأهديت إليه فرأت من كرمه وأدبه وحسن عشرته ما وجدت به، فلم تقم عنده إلاّّ قليلاً حتّى أخرج أهل المدينة بني أميّة إلى الشّام، فنزل بها أمرٌ ما ابتليت بمثله، فاشتدّ بكاؤها على زوجها وبكاؤه عليها، وخيّرت بين أن تجمع معه مفارقة الأهل والولد والأقارب والوطن أو تتخلّف عنه مع ما تجد به، فلم تجد أخفّ عندها من الخروج معه مختارةً له على الدّنيا وما فيها. فلمّا صارت بالشّام صارت تبكي ليلها ونهارها ولا تتهنّأ طعاماً ولا شراباً شوقاً إلى أهلها ووطنها، فخرجت يوماً بدمشق مع نسوةٍ تقضي حقّاً لبعض القرشيّين فمرّت بفتىً جالسٍ على باب منزله ، وهو يتمثّل بهذه الأبيات :



ألا ليت شعري، هل تغيّر بعدنا


صحونا لمصلّى، أم كعهدي القرائن؟




وهل أدور حول البلاط عوامرٌ


من الحيّ، أم هل بالمدينة ساكن؟




إذا لمعت نحو الحجاز سحابةٌ،


دعا الشّوق منّي برقها المتيامن




وما أشخصتنا رغبة عن بلادنا


ولكنّه ما قدّر الله كائن.




فلمّا سمعت المرأة ذكر بلدها وعرفت المواضع ، تنفّست نفساً صدّع فؤادها فوقعت ميتةً. فحملت إلى أهلها وجاء زوجها ، وقد عرف الخبر، فانكبّ عليها فوقع عنها ميّتاً. فغسّلا جميعاً وكفًنا ودفنا في قبرٍ واحدٍ.


مما راق لي

حبيبة الحسين
01-08-2011, 12:26 AM
كلمات جداً رائعة .. وحروف متشكلة بالأبداع
عجز لساني عن وصف شعوري بها
سأكون هنا في انتظار جديدك القادم الذي أرتقبه
فمن حرفك وعذب بوح قلبك لا تحرمنا
تحياتي و تقديري

لحن الشجن
01-08-2011, 01:24 AM
حيـآة عمرنـآ وفيين

بس ما كأنكـ تعوض

عن موضوعكـ السابق

ليديز فيرست ههههه

يسلمو خيي على الطرح

دموع.
01-08-2011, 02:33 AM
رائع ما كتبت اخي من كلمات
لك كل الود
ودمت بخير

نرجس*
01-08-2011, 09:14 AM
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعة طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-0fc6b46504.gif (http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-0fc6b46504.gif)


تحياتي

طيار عراقي
01-08-2011, 12:17 PM
كلمات جداً رائعة .. وحروف متشكلة بالأبداع

عجز لساني عن وصف شعوري بها
سأكون هنا في انتظار جديدك القادم الذي أرتقبه
فمن حرفك وعذب بوح قلبك لا تحرمنا

تحياتي و تقديري



اخجلتموني بردكم الرائع اختي
ادام الله لنا طيب كلماتكم
تحياتي

طيار عراقي
01-08-2011, 12:18 PM
حيـآة عمرنـآ وفيين

بس ما كأنكـ تعوض

عن موضوعكـ السابق

ليديز فيرست ههههه

يسلمو خيي على الطرح

نورتي خيتو
كلنه انكحلها بعد ما عميناها
هههههههههه

طيار عراقي
01-08-2011, 12:19 PM
رائع ما كتبت اخي من كلمات
لك كل الود
ودمت بخير

شكراً لتواجدكِ
اختي
لكِ مني تحيه

طيار عراقي
01-08-2011, 12:21 PM
دائما متميز في الانتقاء

سلمت على روعة طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-0fc6b46504.gif (http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-0fc6b46504.gif)



تحياتي




مرحباً بتواجدكِ اختي نرجس
انرتم موضوعي
تحياتي

سراب الأوهام
01-08-2011, 12:28 PM
يسلموووو خيوو
كلمات رائعة و قصص مفعمة بالوفاء و الإخلاص
الله لا يحرمنا من جديدك

صبر الحوراء
01-08-2011, 10:08 PM
الأن الموضوع راق لي ويستحق الرد الجميل لان نحن اوفياء هههههههههههه

وكما عوتنا دائماً على الرقه والجمال ها انت اليوم تبدع وتمتع ناضرينا بكلمات بمنتهى الروعه والجمال عن اثمن ما في الوجود الوفاء
تحياتي واحترامي يامبدع

ابوكرار2
01-08-2011, 10:43 PM
موضوع راقي

بارك الله بك

طيار عراقي
02-08-2011, 04:52 AM
يسلموووو خيوو
كلمات رائعة و قصص مفعمة بالوفاء و الإخلاص
الله لا يحرمنا من جديدك


تحياتي اختي
انرتم متصفحي المتواضع

طيار عراقي
02-08-2011, 04:54 AM
الأن الموضوع راق لي ويستحق الرد الجميل لان نحن اوفياء هههههههههههه


وكما عوتنا دائماً على الرقه والجمال ها انت اليوم تبدع وتمتع ناضرينا بكلمات بمنتهى الروعه والجمال عن اثمن ما في الوجود الوفاء
تحياتي واحترامي يامبدع



اسعدني تواجدكم اختي
ولو كنت اعلم ان هكذا مواضيع ستدخل السرور على قلبكم
لأكثرت منها منذ زمن
هههههههه
تحياتي

طيار عراقي
02-08-2011, 04:56 AM
موضوع راقي

بارك الله بك

لك مني سلام اخي المبدع
اسعدني تواجدك