حيــــــــــدرة
22-07-2007, 09:30 PM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
.......... (( الحلقة الأولى )) ..........
الوهابية ومؤسسها :
- تنسب الفرقة الوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدي ، المولود سنة 1111 ه ، والمتوفى سنة 1206 ه .
وكان هذا قد أخذ شيئا من العلوم الدينية ، كما كان مولعا بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي ، فظهر منه أيام دراسته زيغ وانحراف كبير ، مما دعا والده وسائر مشايخة إلى تحذير الناس منه ، فقالوا فيه : سيضل هذا ، ويضل الله به من أبعده وأشقاه ؟ .
وفي سنة 1143 ه أظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلى مذهبه الجديد ، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه ، فأبطلوا أقواله ، فلم تلق رواجا حتى توفي والده سنه 1153 ه فجدد دعوته بين البسطاء والعوام فتابعة حثالة من الناس ، فثار عليه أهل بلده وهموا بقتلة ، ففر إلى ( العيينة ) وهناك تقرب إلى أمير العيينة وتزوج أخت الأمير ، ومكث عنده يدعو إلى نفسة وإلى بدعته ، فضاق أهل العيينة منه ذرعا فطردوه من بلدتهم ، فخرج إلى ( الدرعية ) شرقي نجد ، وهذه البلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي انطلقت منها أحزاب الردة .
فراجت أفكار محمد بن عبد الوهاب في هذه البلاد واتبعه أميرها محمد بن سعود ، وعامة أهلها . وكان في ذلك كله يتصرف وكأنه صاحب الاجتهاد المطلق ، فهو لا يعبأ بقول أحد من أئمة الاجتهاد لا من السلف ولا من المعاصرين له ، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن يمت إلى الاجتهاد بصلة .
هكذا وصفة أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، وهو أعرف الناس به ، وقد ألف كتابا في إبطال دعوة أخية وإثبات زيفها ، ومما جاء فيه عبارة موجزة وجامعة في التعريف بالوهابية ومؤسسها ، قال فيها :
( اليوم ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي من خالفه ، ومن خالفه فهو عنده كافر ، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ، ولا والله ولا عشر واحدة ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ) .
- أنظر :
تاريخ نجد لمحمود شكري الآلوسي ، الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب : 7 ، فتنة الوهابية :5.
أصول الفكر الوهابي :
- للفرقة الوهابية أصل معلن وأصل خفي . .
- أما الأصل المعلن ، فهو :
إخلاص التوحيد لله ، ومحاربة الشرك والأوثان . ولكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى
- وأما الأصل الخفي ، فهو :
تمزيق المسلمين وإثارة الفتن والحروب فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربي . وهذا هو المحور الذي دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم . . فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له الأصل المعلن من أجل إغواء البسطاء وعوام الناس . فلا شك أن شعار ( إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ) شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس ، وهم لا يشعرون أنه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي . ولقد أثبت المحققون في تاريخ الوهابية أن هذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية ، أنظر مثلا : ( أعمدة الاستعمار ) لخيري حماد ، و ( تاريخ نجد ) لسنت جون فيلبي أو عبد الله فيلبي ، و ( مذكرات حاييم وايزمن ) أول رئيس وزراء للكيان صهيوني ، و ( مذكرات مستر همفر ) ، و ( الوهابية نقد وتحليل ) للدكتور همايون همتي.
مصادر الفكر الوهابي :
- قسمت الوهابية العقائد إلى قسمين :
الأول :
ما ورد فيه نص في الكتاب أو السنة . . فزعموا أن هذا يأخذونه من الكتاب والسنة مباشرة ، دون الرجوع إلى اجتهاد المجتهدين في معناه ، سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو غيرهم من أئمة الاجتهاد .
والقسم الثاني :
ما لم يرد فيه نص . . وزعموا أنهم يرجعون فيه إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وإبن تيمية . لكنهم أخفقوا في الأمرين معا ، ووقعوا في التناقض وارتكبوا المحدور ، فمن ذلك :
- أ - إنهم جمدوا على معان فهموها من ظواهر بعض النصوص ، فخالفوا الأصول والإجماع . ومن هنا وصفهم الشيخ محمد عبدة بأنهم : ( أضيق عطنا وأحرج صدرا من المقلدين ، فهم يرون وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد والتقيد به بدون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين ) .
- أنظر : ( الإسلام والنصرانية لمحمد عبدة ، وهامشه لرشيد رضا : ص 97 - الطبعة الثامنة ).
- ب - خالفوا الإمام أحمد صراحة في تكفيرهم من خالفهم من المسلمين ، في حين لم يجدوا في فتاوى الإمام أحمد ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل على العكس ، كانت سيرته وفتاواه كلها بخلاف ذلك ، فهو لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا ، إلا بترك الصلاة .
( العقيدة لأحمد بن حنبل : 120 ) .
وأيضا : لم يجدوا عند إبن تيمية ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل الذي ورد عن إبن تيمية هو العكس من ذلك تماما . . قال إبن تيمية : إن من والى موافقيه وعادى مخالفيه ، وفرق جماعة المسلمين ، وكفر وفسق مخالفيه في مسائل الآراء والاجتهادات ، واستحل قتالهم ، فهو من أهل التفرق والاختلاف . ( مجموعة فتاوى إبن تيمية 3 : 349 ) ، فالوهابية إذن وفقا لعقيدة إبن تيمية هم من أهل التفرق والاختلاف.
- ج - إن عقيدة الوهابية في زيارة المشاهد تقتضي بأن الإمام أحمد نفسه ومن وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب البراءة منهم ويجب هدر دمائهم وأموالهم . . فقد نقل إبن تيمية أن الإمام أحمد قد كتب جزءا في زيارة مشهد الإمام الحسين ( ع ) في كربلاء ، وما ينبغي أن يفعله الزائر هناك ، وقال إبن تيمية : إن الناس في زمن الإمام أحمد كانوا ينتابونه ، أي يقصدون زيارته .
( رأس الحسين لابن تيمية - المطبوع مع استشهاد الحسين للطبري : 902 ).
أما في عقيدة الوهابية فإن شد الرحال إلى المشاهد وقصد زيارتها من الشرك الذي تهدر معه الدماء والأموال وبهذا فقد حكموا بالشرك وهدر الدماء والأموال على الإمام أحمد ومن عاصره ومن كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلك ويستحبونه بل لازم قولهم : إن الأمة منذ ذلك العصر كلهم مشركون وكفار وهذا يتعدى حتى إلى الصحابة أيضا . فبأي شئ إذن ينسبون أنفسهم إلى الإمام أحمد وإلى السلف؟.
- د - مثل ذلك يقال أيضا عن عقيدتهم بالاستشفاع بالنبي (ص) ، فعندهم أن من طلب الشفاعة من النبي (ص) بعد موته فقد أشرك الشرك الأكبر ، وقد جعل النبي عندئذ وثنا يعبد من دون الله ، وعلى هذا أوجبوا هدر دمه وماله .
( تطهير الاعتقاد للصنعاني : 7 ).
بينما ثبت في الصحيح أن كثيرا من أجلاء الصحابة والتابعين كانوا يفعلون ذلك ويستجاب لهم عاجلا ، وقد صحح ذلك إبن تيمية أيضا في كتابه ( الزيارة 7 : 101 - 106 ).
من طرق عديدة نقلها بطولها عن البيهقي والطبراني وإبن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وإبن السني ، رغم أنه أصر على خلافها إصرارا على الرأي رغم اعترافه بوجود البرهان على خلافه ، إلا أن إبن تيمية لا يرى ذلك من الشرك الأكبر كما فعلت الوهابية . فيكون أولئك الصحابة والتابعون - وفقا لعقيدة الوهابية - من المشركين الذين يجب قتلهم وليس هؤلاء وحدهم مشركين في عقيدة الوهابية ، بل الآخرون ممن كان يبلغه فعلهم هذا في استشفاعهم بالنبي (ص) ولا ينكر عليهم ولا يكفرهم ، هؤلاء أيضا محكوم عليهم . . بهدر الدماء والأموال فمن أبقوا يا ترى من هذه الأمة على الإسلام ؟ ومن هو إذن سلفهم الذي يقتدون به ؟.
حيـــــــــــــــــــــــدرة
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
.......... (( الحلقة الأولى )) ..........
الوهابية ومؤسسها :
- تنسب الفرقة الوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدي ، المولود سنة 1111 ه ، والمتوفى سنة 1206 ه .
وكان هذا قد أخذ شيئا من العلوم الدينية ، كما كان مولعا بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي ، فظهر منه أيام دراسته زيغ وانحراف كبير ، مما دعا والده وسائر مشايخة إلى تحذير الناس منه ، فقالوا فيه : سيضل هذا ، ويضل الله به من أبعده وأشقاه ؟ .
وفي سنة 1143 ه أظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلى مذهبه الجديد ، ولكن وقف بوجهه والده ومشايخه ، فأبطلوا أقواله ، فلم تلق رواجا حتى توفي والده سنه 1153 ه فجدد دعوته بين البسطاء والعوام فتابعة حثالة من الناس ، فثار عليه أهل بلده وهموا بقتلة ، ففر إلى ( العيينة ) وهناك تقرب إلى أمير العيينة وتزوج أخت الأمير ، ومكث عنده يدعو إلى نفسة وإلى بدعته ، فضاق أهل العيينة منه ذرعا فطردوه من بلدتهم ، فخرج إلى ( الدرعية ) شرقي نجد ، وهذه البلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي انطلقت منها أحزاب الردة .
فراجت أفكار محمد بن عبد الوهاب في هذه البلاد واتبعه أميرها محمد بن سعود ، وعامة أهلها . وكان في ذلك كله يتصرف وكأنه صاحب الاجتهاد المطلق ، فهو لا يعبأ بقول أحد من أئمة الاجتهاد لا من السلف ولا من المعاصرين له ، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن يمت إلى الاجتهاد بصلة .
هكذا وصفة أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، وهو أعرف الناس به ، وقد ألف كتابا في إبطال دعوة أخية وإثبات زيفها ، ومما جاء فيه عبارة موجزة وجامعة في التعريف بالوهابية ومؤسسها ، قال فيها :
( اليوم ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي من خالفه ، ومن خالفه فهو عنده كافر ، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ، ولا والله ولا عشر واحدة ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ) .
- أنظر :
تاريخ نجد لمحمود شكري الآلوسي ، الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبد الوهاب : 7 ، فتنة الوهابية :5.
أصول الفكر الوهابي :
- للفرقة الوهابية أصل معلن وأصل خفي . .
- أما الأصل المعلن ، فهو :
إخلاص التوحيد لله ، ومحاربة الشرك والأوثان . ولكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى
- وأما الأصل الخفي ، فهو :
تمزيق المسلمين وإثارة الفتن والحروب فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربي . وهذا هو المحور الذي دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها وحتى اليوم . . فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له الأصل المعلن من أجل إغواء البسطاء وعوام الناس . فلا شك أن شعار ( إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ) شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس ، وهم لا يشعرون أنه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي . ولقد أثبت المحققون في تاريخ الوهابية أن هذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية ، أنظر مثلا : ( أعمدة الاستعمار ) لخيري حماد ، و ( تاريخ نجد ) لسنت جون فيلبي أو عبد الله فيلبي ، و ( مذكرات حاييم وايزمن ) أول رئيس وزراء للكيان صهيوني ، و ( مذكرات مستر همفر ) ، و ( الوهابية نقد وتحليل ) للدكتور همايون همتي.
مصادر الفكر الوهابي :
- قسمت الوهابية العقائد إلى قسمين :
الأول :
ما ورد فيه نص في الكتاب أو السنة . . فزعموا أن هذا يأخذونه من الكتاب والسنة مباشرة ، دون الرجوع إلى اجتهاد المجتهدين في معناه ، سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو غيرهم من أئمة الاجتهاد .
والقسم الثاني :
ما لم يرد فيه نص . . وزعموا أنهم يرجعون فيه إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وإبن تيمية . لكنهم أخفقوا في الأمرين معا ، ووقعوا في التناقض وارتكبوا المحدور ، فمن ذلك :
- أ - إنهم جمدوا على معان فهموها من ظواهر بعض النصوص ، فخالفوا الأصول والإجماع . ومن هنا وصفهم الشيخ محمد عبدة بأنهم : ( أضيق عطنا وأحرج صدرا من المقلدين ، فهم يرون وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد والتقيد به بدون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين ) .
- أنظر : ( الإسلام والنصرانية لمحمد عبدة ، وهامشه لرشيد رضا : ص 97 - الطبعة الثامنة ).
- ب - خالفوا الإمام أحمد صراحة في تكفيرهم من خالفهم من المسلمين ، في حين لم يجدوا في فتاوى الإمام أحمد ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل على العكس ، كانت سيرته وفتاواه كلها بخلاف ذلك ، فهو لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا ، إلا بترك الصلاة .
( العقيدة لأحمد بن حنبل : 120 ) .
وأيضا : لم يجدوا عند إبن تيمية ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل الذي ورد عن إبن تيمية هو العكس من ذلك تماما . . قال إبن تيمية : إن من والى موافقيه وعادى مخالفيه ، وفرق جماعة المسلمين ، وكفر وفسق مخالفيه في مسائل الآراء والاجتهادات ، واستحل قتالهم ، فهو من أهل التفرق والاختلاف . ( مجموعة فتاوى إبن تيمية 3 : 349 ) ، فالوهابية إذن وفقا لعقيدة إبن تيمية هم من أهل التفرق والاختلاف.
- ج - إن عقيدة الوهابية في زيارة المشاهد تقتضي بأن الإمام أحمد نفسه ومن وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب البراءة منهم ويجب هدر دمائهم وأموالهم . . فقد نقل إبن تيمية أن الإمام أحمد قد كتب جزءا في زيارة مشهد الإمام الحسين ( ع ) في كربلاء ، وما ينبغي أن يفعله الزائر هناك ، وقال إبن تيمية : إن الناس في زمن الإمام أحمد كانوا ينتابونه ، أي يقصدون زيارته .
( رأس الحسين لابن تيمية - المطبوع مع استشهاد الحسين للطبري : 902 ).
أما في عقيدة الوهابية فإن شد الرحال إلى المشاهد وقصد زيارتها من الشرك الذي تهدر معه الدماء والأموال وبهذا فقد حكموا بالشرك وهدر الدماء والأموال على الإمام أحمد ومن عاصره ومن كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلك ويستحبونه بل لازم قولهم : إن الأمة منذ ذلك العصر كلهم مشركون وكفار وهذا يتعدى حتى إلى الصحابة أيضا . فبأي شئ إذن ينسبون أنفسهم إلى الإمام أحمد وإلى السلف؟.
- د - مثل ذلك يقال أيضا عن عقيدتهم بالاستشفاع بالنبي (ص) ، فعندهم أن من طلب الشفاعة من النبي (ص) بعد موته فقد أشرك الشرك الأكبر ، وقد جعل النبي عندئذ وثنا يعبد من دون الله ، وعلى هذا أوجبوا هدر دمه وماله .
( تطهير الاعتقاد للصنعاني : 7 ).
بينما ثبت في الصحيح أن كثيرا من أجلاء الصحابة والتابعين كانوا يفعلون ذلك ويستجاب لهم عاجلا ، وقد صحح ذلك إبن تيمية أيضا في كتابه ( الزيارة 7 : 101 - 106 ).
من طرق عديدة نقلها بطولها عن البيهقي والطبراني وإبن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وإبن السني ، رغم أنه أصر على خلافها إصرارا على الرأي رغم اعترافه بوجود البرهان على خلافه ، إلا أن إبن تيمية لا يرى ذلك من الشرك الأكبر كما فعلت الوهابية . فيكون أولئك الصحابة والتابعون - وفقا لعقيدة الوهابية - من المشركين الذين يجب قتلهم وليس هؤلاء وحدهم مشركين في عقيدة الوهابية ، بل الآخرون ممن كان يبلغه فعلهم هذا في استشفاعهم بالنبي (ص) ولا ينكر عليهم ولا يكفرهم ، هؤلاء أيضا محكوم عليهم . . بهدر الدماء والأموال فمن أبقوا يا ترى من هذه الأمة على الإسلام ؟ ومن هو إذن سلفهم الذي يقتدون به ؟.
حيـــــــــــــــــــــــدرة