مهدي الأمة
07-08-2011, 02:28 PM
في هذا البحث سوف نعرف من روايات أهل البيت عليهم السلام موضع قبر الزهراء سلام الله عليها، أي إنّها في أي موضع دُفنت..
وقبل الدخول في روايات أهل البيت عليهم السلام، لنرى أولاً ما قاله أحد مدّعي الإمامة والمهدوية في عصرنا الحالي، فهو يقول بأنّهُ يعرف موضع قبر الزهراء، وسيتبين أنّ كلامه خاطئ تماماً:
يقول مدّعي الإمامة والمهدوية زوراً أحمد الحسن في بيانٍ له (البيان الأول) في 1/ شوال/ 1424هـ:
(وأوّل معجزة أظهرها للمسلمين وللناس أجمعين هو أني أعرف موضع قبر فاطمة ع بضعة محمدص, وجميع المسلمين مجمعين على أنّ قبر فاطمة ع مغيب لا يعلم موضعه إلاّ الإمام المهدي ع, وهو أخبرني بموضع قبر أمي فاطمة ع وموضع قبر فاطمة ع بجانب قبر الإمام الحسن ع وملاصق له وكأنّ الإمام الحسن المجتبى ع مدفون في حضن فاطمة ع, ومستعد أن أقسم على ما أقول والله على ما أقول شهيد ورسوله محمد ص وعلي ع الذي دفن فاطمة ع والحمد لله وحده).
والجواب على قوله هذا:
أولاً: هذه لا تُسمَّى معجزة، فأيُّ شخص يستطيع أنْ يُقسم بأنّ قبر الزهراء ع في بيتها أو بين منبر الرسول ص وقبره أو في الموقع الكذائي في البقيع ويقول بأنّهُ يمكن التأكد من صحة قولي عن طريق الدعاء عند ذلك الموضع.. فهل تُسمّى هذه مُعجزة!..
ثانياً: ورد عن الباقر ع أنَّ الإمام الحسن ع دُفنَ بعيداً عن جدّه وأمّه الزهراء ع،.. فعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر ع يقول:
لمَّا احتُضرَ الحسن بن علي ع قال للحسين:
يا أخي إنّي أوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مِتّ فهيئني ثم وجّهني إلى رسول الله ص لاُحدِثَ به عهداً ثم اصرفني إلى أمي فاطمة ع ثم ردَّني فادفني بالبقيع…).
الكافي/ ج1/ كتاب الحجة/ باب الإشارة والنص على الحُسين بن علي ع/ ح3.
فالإمام الحسن ع يوصي الإمام الحسين ع أنْ يزوّره جده رسول الله ص وأمه فاطمة ع ثم يرجع إلى البقيع ويُدفن هناك.
أمّا ما ورد عن ابن عباس وغيره من أنَّ الإمام الحسن ع دُفن عند أمه فاطمة، فقد يكون المقصود بها هي أمّه (جدّته) فاطمة بنت أسد.. فعن الإمام جعفر الصادق ع:
(لمّا حضرت الحسن بن علي ع الوفاة بكى بكاء شديداً وقال: إنّي أقدم على أمر عظيم وهَول لم أقدم على مثله قط، ثمّ أوصَى أنْ يدفنوه بالبقيع، فقال: يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله ص لأجدد به عهدي ثمّ ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فادفني هناك...) الخرائج والجرائح/ ج1/ الباب الثالث/ ص 242..
يتضّح من ذلك أنّ قبر الزهراء ع بعيد عن قبر الحسن ع لا كما يقول المبتدع أحمد الحسن بأنّ قبرها ملاصق لقبر الإمام الحسن ع ويسميها معجزة!..
قال مدعي الإمامة أحمد الحسن في كتابه (الجواب المنير عبر الأثير/ ج3) وهو يجيب عن هذا السؤال:
(9- سيدي نقل عنك أنك قلت أن قبر الزهراء في البقيع ولكن روينا عن الامام الرضا ع في الكافي بأنّه في بيتها والمسجد النبوي فكيف ذلك؟
ج س 9:
الحديث ومثله غيره موافق لكلام العامة وأهل الخلاف وهم قالوا هذا لكي يلغوا قضية أنّ فاطمة أرادت إخفاء موضع ضريحها للإشارة لما وقع عليها من ظلم، فكونه في دارها يعني أنها لم تطلب إخفاءه هذا ما كانوا يريدون الوصول إليه.
أما كلام الإمام الرضا ع والأئمة لمن كان يسألهم من شيعتهم عن موضع قبر فاطمة ليزوره فكانوا يرشدوه ليزور فاطمة في حجرتها ولم يصرحوا لأحد أنّه قبرها إنما توهموا من سمعوا أنّ القبر في الغرفة لما اخبرهم الأئمة زيارتها في الغرفة وبينوا لهم موضع الغرفة.. أحمد الحسن).
والجواب أقول لنقرأ ما ذكره الإمام الرضا ع:
(علي بن محمد وغيرُه عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نَصْر قال: سألتُ الرضا ع عن قبر فاطمة ع فقال: (دُفِنتْ في بيتها فلمّا زادت بنو أميَّة في المسجد صارت في المسجد)
الكافي/ ج1/ كتاب الحجة/ أبواب التاريخ/ باب مولد الزهراء ع/ ح9.
روى عبد الله بن جعفر الحِمْيَري عن أحمد بن محمد بن نصر البزنطي قال:
(سألت الرضا ع عن فاطمة بنت رسول الله ص أي مكان دفنت؟ فقال: سأل رجل جعفراً ع عن هذه المسألة - وعيسى بن موسى حاضر - فقال له عيسى: دفنت في البقيع. فقال الرجل: ما تقول؟ فقال: قد قال لك، فقلتُ له: أصلحك الله، ما أنا وعيسى بن موسى، أخبرني عن آبائك، فقال الإمامع: دُفِنتْ في بيتها) قرب الإسناد/ ص 161.
1. قول أحمد الحسن بأنّ الإمام يرشد الناس ليزوروا فاطمة ع في حجرتها فغير صحيح، لأنَّ حجرتها غير موجودة على عهد الإمام الرضا ع لأنّ بنو أميَّة زادوا في المسجد فصارت الحجرة جزء غير محدد من باحة المسجد.
2. أمّا قولهُ بعدم وجود تصريح يقول بأنّ قبرها في بيتها فغير صحيح أيضاً، لأنَّ الإمام الرضا والصادق ع قالا (دُفِنَتْ) ممّا يدل أنّ قبرها في بيتها ع.. وهذا تدليس من قِبَل أحمد الحسن.
3. أمّا قوله بأنّ حديث الإمام الرضا ع موافق لكلام العامّة فغير صحيح مطلقاً، فأبناء العامّة عندهم أنّ فاطمة ع مدفونة في البقيع، وهذا ما قال به أكثرهم قديماً وحديثاً، إلاّ ما ندر..
ويعتبر ابن شبّه النميري (ت 262هـ) من أقدم أبناء السنّة الذين تحدثوا عن هذا الموضوع، فذكر في كتابه (تاريخ المدينة المنورة):
عن عكرمة بن مصعب عن محمد بن علي بن عمر أَنه كان يقول:
(قبر فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع).
حدثنا أَبو غسان عن حسن بن منبوذ بن حويطب عن أَبيه وجده الفضل بن أَبي رافع أَنهما حدثاه: (أَن قبر فاطمة رضي اللِّه عنها وجَاه زقاق نُبَيْه، وأَنه إِلى زاوية دار عقيل أَقرب).
حدثنا محمد بن يحيى قال، سمعت من يذكر:
(أَنّ قبر أُم سلمة رضي الله عنها بالبقيع حيث دفن محمد بن زيد بن علي، قريبًا من موضع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم..).
وقد ذكر النميري أحاديث أخرى في كتابه تفيد بأنّها عليها السلام دُفنت في البقيع.. والنميري هو أقدم من قال من علماء العامّة أنها دفنت هناك.. وقبله ابن سعد في الطبقات ( ت230هـ)..
و ذكر محمد إلياس (1417هـ - 1996م) في كتابه (بيوت الصحابة)(1):
توفيت سيدة نساء أهل الجنّة فاطمة رضي الله عنها في بيتها الذي كان بجوار حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ودفنت في البقيع، وقيل: دفنت في بيتها، والقول الأول هو الراجح والمعتمد .
لقد ذكر المؤرخون روايات تفيد أنّ قبر فاطمة رضي الله عنها في دار عقيل بالبقيع.
وروى ابن سعد أنّ قبر فاطمة بالبقيع في دار عقيل. قال عبد الله بن جعفر: وما رأيتُ أحداً يشك أنّ قبرها في ذلك.
وقال محمد بن النجار (المتوفى 643هـ): روى قائد مولى عبادل قال: حدّثني الحفّار أنه حفر لإنسان فوجد قبراً على سبعة أذرع من خوخة بيته مشرفاً عليه لوح مكتوب: هذا قبر فاطمة بنت رسول الله ص. قلتُ: فعلى هذا هي مع الحسن في القبة، فينبغي أن يسلَّم عليها هنالك.
قال السمهودي (المتوفى 911هـ): والمعتمد أنّ قبر فاطمة بالبقيع عند قبر الحسن وهو أرجح الأقوال.
إذن موضع قبر فاطمة ع عند أهل العامّة والخلاف هو في البقيع لا كما ذكر أحمد الحسن، وهذا كذبٌ واضح.. بل العكس فابن شبّه النميري روى عن الباقر والصادق ع بأنّ فاطمة ع دُفنت في بيتها، ويعتبر بأنّ هذا القول غلط لأنّ الثابت عندهُ أنّها في البقيع:
حدثنا أَبو غسان عن عبد الله بن إِبراهيم بن عبيد الله أَن جعفر بن محمد كان يقول: (قُبِرَت فاطمة رضي اللّه عنها في بيتها الذي أَدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد).
قال وأَخبرني عبد العزيز بن عمران عن حماد بن عيسى عن جعفر بن محمد عن أَبيه قال: دفن عليّ فاطمة رضي الله عنها ليلاً في منزلها الذي دخل في المسجد، فقبرها عند باب المسجد المواجه دار أَسماء بنت حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.
قال أَبو زيد بن شبة: وأَظن هذا الحديث غلطًا، لأَن الثبت جاء في غيره.
يتضح من ذلك كلّه أنّ أحمد الحسن يُخالف أقوال أهل البيت سلام الله عليهم ويتبنّى آراء أهل العامّة والخلاف بقوله أنّ قبر الزهراء ع ملاصق للحسن ع في البقيع.. بينما الوارد عن أهل البيت أن فاطمة ع مدفونه في بيتها ولكنه الآن مخفي لأننا لا نعلم أين بيتها بالضبط لأنه اصبح جزءا من المسجد
مصدر الموضوع: كتاب (دعوة أحمد الحسن بين الحق والباطل) تجده على موقع الـ (فورشيرد) أو (الكوكل) ثم تكتب اسم الكتاب في الباحث..
نسألكم الدعاء
(1) محمد إلياس عبد الغني: ماجستير في الأدب الإسلامي، عضو مراقبة النص بمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.. ألّف كتاباً اسمه (بيوت الصحابة رضي الله عنهم حول المسجد النبوي الشريف) في عام (1996م)، يتضمن دراسة عن الحجرات والصُّفّة وبيوت بعض الصحابة وسقيفة بني ساعدة والبقيع.
وقبل الدخول في روايات أهل البيت عليهم السلام، لنرى أولاً ما قاله أحد مدّعي الإمامة والمهدوية في عصرنا الحالي، فهو يقول بأنّهُ يعرف موضع قبر الزهراء، وسيتبين أنّ كلامه خاطئ تماماً:
يقول مدّعي الإمامة والمهدوية زوراً أحمد الحسن في بيانٍ له (البيان الأول) في 1/ شوال/ 1424هـ:
(وأوّل معجزة أظهرها للمسلمين وللناس أجمعين هو أني أعرف موضع قبر فاطمة ع بضعة محمدص, وجميع المسلمين مجمعين على أنّ قبر فاطمة ع مغيب لا يعلم موضعه إلاّ الإمام المهدي ع, وهو أخبرني بموضع قبر أمي فاطمة ع وموضع قبر فاطمة ع بجانب قبر الإمام الحسن ع وملاصق له وكأنّ الإمام الحسن المجتبى ع مدفون في حضن فاطمة ع, ومستعد أن أقسم على ما أقول والله على ما أقول شهيد ورسوله محمد ص وعلي ع الذي دفن فاطمة ع والحمد لله وحده).
والجواب على قوله هذا:
أولاً: هذه لا تُسمَّى معجزة، فأيُّ شخص يستطيع أنْ يُقسم بأنّ قبر الزهراء ع في بيتها أو بين منبر الرسول ص وقبره أو في الموقع الكذائي في البقيع ويقول بأنّهُ يمكن التأكد من صحة قولي عن طريق الدعاء عند ذلك الموضع.. فهل تُسمّى هذه مُعجزة!..
ثانياً: ورد عن الباقر ع أنَّ الإمام الحسن ع دُفنَ بعيداً عن جدّه وأمّه الزهراء ع،.. فعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر ع يقول:
لمَّا احتُضرَ الحسن بن علي ع قال للحسين:
يا أخي إنّي أوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مِتّ فهيئني ثم وجّهني إلى رسول الله ص لاُحدِثَ به عهداً ثم اصرفني إلى أمي فاطمة ع ثم ردَّني فادفني بالبقيع…).
الكافي/ ج1/ كتاب الحجة/ باب الإشارة والنص على الحُسين بن علي ع/ ح3.
فالإمام الحسن ع يوصي الإمام الحسين ع أنْ يزوّره جده رسول الله ص وأمه فاطمة ع ثم يرجع إلى البقيع ويُدفن هناك.
أمّا ما ورد عن ابن عباس وغيره من أنَّ الإمام الحسن ع دُفن عند أمه فاطمة، فقد يكون المقصود بها هي أمّه (جدّته) فاطمة بنت أسد.. فعن الإمام جعفر الصادق ع:
(لمّا حضرت الحسن بن علي ع الوفاة بكى بكاء شديداً وقال: إنّي أقدم على أمر عظيم وهَول لم أقدم على مثله قط، ثمّ أوصَى أنْ يدفنوه بالبقيع، فقال: يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله ص لأجدد به عهدي ثمّ ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة بنت أسد فادفني هناك...) الخرائج والجرائح/ ج1/ الباب الثالث/ ص 242..
يتضّح من ذلك أنّ قبر الزهراء ع بعيد عن قبر الحسن ع لا كما يقول المبتدع أحمد الحسن بأنّ قبرها ملاصق لقبر الإمام الحسن ع ويسميها معجزة!..
قال مدعي الإمامة أحمد الحسن في كتابه (الجواب المنير عبر الأثير/ ج3) وهو يجيب عن هذا السؤال:
(9- سيدي نقل عنك أنك قلت أن قبر الزهراء في البقيع ولكن روينا عن الامام الرضا ع في الكافي بأنّه في بيتها والمسجد النبوي فكيف ذلك؟
ج س 9:
الحديث ومثله غيره موافق لكلام العامة وأهل الخلاف وهم قالوا هذا لكي يلغوا قضية أنّ فاطمة أرادت إخفاء موضع ضريحها للإشارة لما وقع عليها من ظلم، فكونه في دارها يعني أنها لم تطلب إخفاءه هذا ما كانوا يريدون الوصول إليه.
أما كلام الإمام الرضا ع والأئمة لمن كان يسألهم من شيعتهم عن موضع قبر فاطمة ليزوره فكانوا يرشدوه ليزور فاطمة في حجرتها ولم يصرحوا لأحد أنّه قبرها إنما توهموا من سمعوا أنّ القبر في الغرفة لما اخبرهم الأئمة زيارتها في الغرفة وبينوا لهم موضع الغرفة.. أحمد الحسن).
والجواب أقول لنقرأ ما ذكره الإمام الرضا ع:
(علي بن محمد وغيرُه عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نَصْر قال: سألتُ الرضا ع عن قبر فاطمة ع فقال: (دُفِنتْ في بيتها فلمّا زادت بنو أميَّة في المسجد صارت في المسجد)
الكافي/ ج1/ كتاب الحجة/ أبواب التاريخ/ باب مولد الزهراء ع/ ح9.
روى عبد الله بن جعفر الحِمْيَري عن أحمد بن محمد بن نصر البزنطي قال:
(سألت الرضا ع عن فاطمة بنت رسول الله ص أي مكان دفنت؟ فقال: سأل رجل جعفراً ع عن هذه المسألة - وعيسى بن موسى حاضر - فقال له عيسى: دفنت في البقيع. فقال الرجل: ما تقول؟ فقال: قد قال لك، فقلتُ له: أصلحك الله، ما أنا وعيسى بن موسى، أخبرني عن آبائك، فقال الإمامع: دُفِنتْ في بيتها) قرب الإسناد/ ص 161.
1. قول أحمد الحسن بأنّ الإمام يرشد الناس ليزوروا فاطمة ع في حجرتها فغير صحيح، لأنَّ حجرتها غير موجودة على عهد الإمام الرضا ع لأنّ بنو أميَّة زادوا في المسجد فصارت الحجرة جزء غير محدد من باحة المسجد.
2. أمّا قولهُ بعدم وجود تصريح يقول بأنّ قبرها في بيتها فغير صحيح أيضاً، لأنَّ الإمام الرضا والصادق ع قالا (دُفِنَتْ) ممّا يدل أنّ قبرها في بيتها ع.. وهذا تدليس من قِبَل أحمد الحسن.
3. أمّا قوله بأنّ حديث الإمام الرضا ع موافق لكلام العامّة فغير صحيح مطلقاً، فأبناء العامّة عندهم أنّ فاطمة ع مدفونة في البقيع، وهذا ما قال به أكثرهم قديماً وحديثاً، إلاّ ما ندر..
ويعتبر ابن شبّه النميري (ت 262هـ) من أقدم أبناء السنّة الذين تحدثوا عن هذا الموضوع، فذكر في كتابه (تاريخ المدينة المنورة):
عن عكرمة بن مصعب عن محمد بن علي بن عمر أَنه كان يقول:
(قبر فاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع).
حدثنا أَبو غسان عن حسن بن منبوذ بن حويطب عن أَبيه وجده الفضل بن أَبي رافع أَنهما حدثاه: (أَن قبر فاطمة رضي اللِّه عنها وجَاه زقاق نُبَيْه، وأَنه إِلى زاوية دار عقيل أَقرب).
حدثنا محمد بن يحيى قال، سمعت من يذكر:
(أَنّ قبر أُم سلمة رضي الله عنها بالبقيع حيث دفن محمد بن زيد بن علي، قريبًا من موضع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم..).
وقد ذكر النميري أحاديث أخرى في كتابه تفيد بأنّها عليها السلام دُفنت في البقيع.. والنميري هو أقدم من قال من علماء العامّة أنها دفنت هناك.. وقبله ابن سعد في الطبقات ( ت230هـ)..
و ذكر محمد إلياس (1417هـ - 1996م) في كتابه (بيوت الصحابة)(1):
توفيت سيدة نساء أهل الجنّة فاطمة رضي الله عنها في بيتها الذي كان بجوار حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ودفنت في البقيع، وقيل: دفنت في بيتها، والقول الأول هو الراجح والمعتمد .
لقد ذكر المؤرخون روايات تفيد أنّ قبر فاطمة رضي الله عنها في دار عقيل بالبقيع.
وروى ابن سعد أنّ قبر فاطمة بالبقيع في دار عقيل. قال عبد الله بن جعفر: وما رأيتُ أحداً يشك أنّ قبرها في ذلك.
وقال محمد بن النجار (المتوفى 643هـ): روى قائد مولى عبادل قال: حدّثني الحفّار أنه حفر لإنسان فوجد قبراً على سبعة أذرع من خوخة بيته مشرفاً عليه لوح مكتوب: هذا قبر فاطمة بنت رسول الله ص. قلتُ: فعلى هذا هي مع الحسن في القبة، فينبغي أن يسلَّم عليها هنالك.
قال السمهودي (المتوفى 911هـ): والمعتمد أنّ قبر فاطمة بالبقيع عند قبر الحسن وهو أرجح الأقوال.
إذن موضع قبر فاطمة ع عند أهل العامّة والخلاف هو في البقيع لا كما ذكر أحمد الحسن، وهذا كذبٌ واضح.. بل العكس فابن شبّه النميري روى عن الباقر والصادق ع بأنّ فاطمة ع دُفنت في بيتها، ويعتبر بأنّ هذا القول غلط لأنّ الثابت عندهُ أنّها في البقيع:
حدثنا أَبو غسان عن عبد الله بن إِبراهيم بن عبيد الله أَن جعفر بن محمد كان يقول: (قُبِرَت فاطمة رضي اللّه عنها في بيتها الذي أَدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد).
قال وأَخبرني عبد العزيز بن عمران عن حماد بن عيسى عن جعفر بن محمد عن أَبيه قال: دفن عليّ فاطمة رضي الله عنها ليلاً في منزلها الذي دخل في المسجد، فقبرها عند باب المسجد المواجه دار أَسماء بنت حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.
قال أَبو زيد بن شبة: وأَظن هذا الحديث غلطًا، لأَن الثبت جاء في غيره.
يتضح من ذلك كلّه أنّ أحمد الحسن يُخالف أقوال أهل البيت سلام الله عليهم ويتبنّى آراء أهل العامّة والخلاف بقوله أنّ قبر الزهراء ع ملاصق للحسن ع في البقيع.. بينما الوارد عن أهل البيت أن فاطمة ع مدفونه في بيتها ولكنه الآن مخفي لأننا لا نعلم أين بيتها بالضبط لأنه اصبح جزءا من المسجد
مصدر الموضوع: كتاب (دعوة أحمد الحسن بين الحق والباطل) تجده على موقع الـ (فورشيرد) أو (الكوكل) ثم تكتب اسم الكتاب في الباحث..
نسألكم الدعاء
(1) محمد إلياس عبد الغني: ماجستير في الأدب الإسلامي، عضو مراقبة النص بمجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.. ألّف كتاباً اسمه (بيوت الصحابة رضي الله عنهم حول المسجد النبوي الشريف) في عام (1996م)، يتضمن دراسة عن الحجرات والصُّفّة وبيوت بعض الصحابة وسقيفة بني ساعدة والبقيع.