فنون الليل
09-08-2011, 06:15 AM
انتصار
يحق للناس أن يحسدوني، فأنا متزوج من امرأة ثرية سيئة الخلق. أسخر من نفسي. دائما أنظر إلى صورة أبي المعلقة في منزلي بملابسه الأنيقة وشاربه القصير جدا. "لماذا جعلتني في حلبة مصارعة مع ابنة أخيك ذات الأنف المتغطرس؟!" ربما أعذرك فهو اتفاق أبرمه أبوك أعني جدي ذا البشرة البيضاء، وألزمك وأخاك به، فصرت أعيش مع حية. حاولت تطليقها لكن مجيء الأطفال يضغط على عنقي.
ألج مدرسة ابني الابتدائية، وشحنات غضب تسري بين الخلايا، زوجتي القبيحة تتقافز أمام عيني:
ـــ أنت قطعة ثلج لا تعبأ بشيء... ابنك يُضرب في المدرسة من معلمه، وأنت لا يحركك شيء!
الكلمات السامة تقتات من جسدي، لماذا لا أرد على تلك البلهاء؟! كنت أقرر في عزلتي رد إهانتها، لكن الكلمات تتبخر أمامها كما حصل منذ قليل، فخرجتُ بعد سؤالي عن اسم المعلم، وقلبي ممتلئ قيحا.
أدخلُ غرفة المدير، فأراه قد أكل النصب والجهد من ملامح وجهه، وبجانبه عدة معلمين.
ـــ أريد مقابلة المعلم.
ـــ خير، أنا المعلم.
وما إن رأيته حتى ارتفعت عقيرتي، وبدأ لساني يقذف حمما من فوهة الخنوع، لساني يشتم، يتوعد، يهدد، يمر طيف زوجتي سريعا، أشعرُ بشيء انزاح عن صدري قليلا، أرى المدير تتحرك شفتاه، لكن أذني لا تسمعان... يصبغ الاحمرار وجه المعلم، لساني نفسه متحرر من أغلاله، أحس بجناحين أحلق بهما، الكلمات الهاربة من أمام زوجتي تعود إليّ، أرمي بها، يقوم من حولي ممسكين بالمعلم كأنما يمسكون بثور هائج، يخرجوه من الغرفة، يقترب مني المدير، وأنا لا أعبأ به، ما زال لساني يقذف السباب والشتائم، بدأ جسدي يتراخى، يهدأ صوتي، أسمع بعض الأصوات، لكني غير مبال بها، فأنا أحتفل بانتصاري، وأُعد نفسي للمواجهة الأقوى مع زوجتي التي سوف أجعل كل شعرة في جسدها ترتعد، وتطلب مني، وهي تقبل موطئ قدمي بأن أنظر إليها ولو من طرف عيني، أقف عازما الانصراف، أسمع صوت المدير يقول:
ـــ سامحك الله، لم يكن المعلم حاضرا بالأمس!
أخرجُ، وصورة زوجتي تزداد قبحا.
يحق للناس أن يحسدوني، فأنا متزوج من امرأة ثرية سيئة الخلق. أسخر من نفسي. دائما أنظر إلى صورة أبي المعلقة في منزلي بملابسه الأنيقة وشاربه القصير جدا. "لماذا جعلتني في حلبة مصارعة مع ابنة أخيك ذات الأنف المتغطرس؟!" ربما أعذرك فهو اتفاق أبرمه أبوك أعني جدي ذا البشرة البيضاء، وألزمك وأخاك به، فصرت أعيش مع حية. حاولت تطليقها لكن مجيء الأطفال يضغط على عنقي.
ألج مدرسة ابني الابتدائية، وشحنات غضب تسري بين الخلايا، زوجتي القبيحة تتقافز أمام عيني:
ـــ أنت قطعة ثلج لا تعبأ بشيء... ابنك يُضرب في المدرسة من معلمه، وأنت لا يحركك شيء!
الكلمات السامة تقتات من جسدي، لماذا لا أرد على تلك البلهاء؟! كنت أقرر في عزلتي رد إهانتها، لكن الكلمات تتبخر أمامها كما حصل منذ قليل، فخرجتُ بعد سؤالي عن اسم المعلم، وقلبي ممتلئ قيحا.
أدخلُ غرفة المدير، فأراه قد أكل النصب والجهد من ملامح وجهه، وبجانبه عدة معلمين.
ـــ أريد مقابلة المعلم.
ـــ خير، أنا المعلم.
وما إن رأيته حتى ارتفعت عقيرتي، وبدأ لساني يقذف حمما من فوهة الخنوع، لساني يشتم، يتوعد، يهدد، يمر طيف زوجتي سريعا، أشعرُ بشيء انزاح عن صدري قليلا، أرى المدير تتحرك شفتاه، لكن أذني لا تسمعان... يصبغ الاحمرار وجه المعلم، لساني نفسه متحرر من أغلاله، أحس بجناحين أحلق بهما، الكلمات الهاربة من أمام زوجتي تعود إليّ، أرمي بها، يقوم من حولي ممسكين بالمعلم كأنما يمسكون بثور هائج، يخرجوه من الغرفة، يقترب مني المدير، وأنا لا أعبأ به، ما زال لساني يقذف السباب والشتائم، بدأ جسدي يتراخى، يهدأ صوتي، أسمع بعض الأصوات، لكني غير مبال بها، فأنا أحتفل بانتصاري، وأُعد نفسي للمواجهة الأقوى مع زوجتي التي سوف أجعل كل شعرة في جسدها ترتعد، وتطلب مني، وهي تقبل موطئ قدمي بأن أنظر إليها ولو من طرف عيني، أقف عازما الانصراف، أسمع صوت المدير يقول:
ـــ سامحك الله، لم يكن المعلم حاضرا بالأمس!
أخرجُ، وصورة زوجتي تزداد قبحا.