ابوعلي العراقي
09-08-2011, 03:19 PM
نشير هنا إلى ظاهرة ليست صحيحة في أعماقنا نحن المسلمين ـ وان لم نختص بها نحن دون غيرنا ـ تلك هي عملية تحويل الخلاف الفكري إلى صراع عملي، وسب وشتم، ونظرات احتقار، وتقسم وتوزع، وتآمر وانتقام، وهذا من اكبر علل الانحسار، وهبني اعتقد شيئا.. وتعتقد خلافه، وهب انك بنيت على أسس لم ابنِ أنا عليها، لأنها وفق ما انتهيت إليه خاطئة، فهل هذا يبرر أن نتشاتم أو نصطرع ونحن جميعا يؤطرنا إطار التوحيد والإسلام؟أترى ذلك يعطي أحدنا الحق في تعيين مصير الآخر عند الله مما يخدشه بمقدساته؟فلندع ـ عزيزي القارئ ـ خلافنا يثمر على صعيد الفكر، ويوقعنا معا على صخرة الحقيقة، فعساها تكون معي، أو تكون معك.أليس هذا قرآننا العظيم يعلم الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) أسلوبا في المحاورة ما أروعه حينما يقول على لسان نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) مخاطبا الذين لا يؤمنون: (وأنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين).الست تعتقد معي إن هذا الإنزال إلى مجال الصراع العملي يقضي على التعقل والموضوعية، فتضيع الحقيقة بين العواطف الثائرة من جهة، وردود الفعل القوية من جهة أخرى؟ألست تعتقد معي إن من أسباب هذه العملية أن يحاول من ليس هو بأهل للنقاش ـ لأنه لا يملك أولياته، ولا يعرف مسالكه وفوق كل ذلك لا يدري ما هو الهدف ـ يحاول أن يظهر نفسه بأكبر مما هو عليه؟!أصحيح أن ينبري طالبان في المرحلة الثانوية فيناقشا نظرية النسبية مثلا؟ إن صح هذا فعلى العلم ومراحله السلام.
إن على كل طائفة أن تسعى نحو الحقيقة لكي تؤدب اتباعها بأدب الإسلام، وان تهذب عامتها بحيث يعون حقيقة واحدة، هي التي يؤمل لها أن تقود البشرية إلى الخير، ومن ثم يتركون الخلاف ـ إن لم يكونوا أهلا ـ إلى المفكرين، وحينها يتجلى النهار.
تلك الحقيقة هي «الإسلام» دين الرقي، والتعاون، والسعادة.
إن على كل طائفة أن تسعى نحو الحقيقة لكي تؤدب اتباعها بأدب الإسلام، وان تهذب عامتها بحيث يعون حقيقة واحدة، هي التي يؤمل لها أن تقود البشرية إلى الخير، ومن ثم يتركون الخلاف ـ إن لم يكونوا أهلا ـ إلى المفكرين، وحينها يتجلى النهار.
تلك الحقيقة هي «الإسلام» دين الرقي، والتعاون، والسعادة.