المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسيرة فلسطينية: الصهاينة يخشون إيران وحزب الله لأنهم إن قالوا فعلوا


Basij
15-08-2011, 12:13 AM
http://media.farsnews.com/Media/8712/Images/jpg/A0624/A0624486.jpg
س1/ في البداية نسعد بلقائك في وكالة أنباء فارس .. ونتمنى منكِ التعريف بشخصيتك ووضعنا أين ومتى وكيف تم اعتقالك؟
اسمي بيان جواد محمد الأخضر، وعمري (25 عاماً)، اعتقلت في الثالث من شهر أيلول عام 2002م على حاجزٍ عسكري قرب الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة، وكان عمري آنذاك 18 سنة تقريباً.
س2/ ضعينا في صورة عملية الاعتقال؟
أثناء خروجي من الحرم الإبراهيمي الشريف بعد صلاة الظهر تحديداً، وعند الاقتراب من أحد الحواجز المقامة قريباً منه طلبوا مني إبراز بطاقتي الشخصية وعندها انهال عليَّ الجنود بالضرب وتم سحبي من شعري والتدعيس على رأسي بأحذيتهم مع السب والشتم والتهديد حتى أن أحدهم وضع "بوسطاره" (أي: حذاءه) في فمي ومن ثم تم اقتيادي إلى أحد مراكز التوقيف بجانب الحرم مع استمرار المسبات والإذلال والكلمات البذيئة والتحقير بي كوني فلسطينية.
س4/ حدثينا بالذي جرى معك لاحقاً سيما وأن هذه أول تجربة اعتقالية لكِ؟
أول يوم بالنسبة لي كان صعباً جداً فقد مورست عليَّ الضغوطات بشتى الأنواع و بدأ التحقيق معي من هذه اللحظة؛ حتى أنهم مارسوا ضدي من الضغوطات النفسية إسماعي صوت أمي على الهاتف وهي تبكي ويهددونني أنني إذا لم اعترف سنفعل كذا وكذا من تهديد بهدم البيت، اعتقال أهلكِ، وضعك بالسجن مدى الحياة، ومع استمرار التحقيق والتعذيب بشتى الأنواع من شبح وقلة نوم وحرمان من الطعام والشراب واستخدام الحمام والشبح على كرسي التحقيق وأنا مكبلة اليدين والقدمين ومعصوبة العينين انهرت واعترفت بالتهم الموجهة لي.
س 4/ كم كانت مدة التحقيق معك وضعينا أكثر في صورته؟
استمر التحقيق معي لأكثر من عشرين يوماً، حتى أنني فقدت الوعي ولم أفق على نفسي إلا وأنا بعيادة طبية حيث تلقيت العلاج هناك وبعدها نُقلت إلى مركز تحقيق آخر وبدأ التحقيق هناك معي وهم يعلمون بعدم تناولي الطعام.
س 5/ كونك أنثى .. هل كان هناك مراعاة لظروفك وخصوصيتك أثناء التحقيق؟
بل على العكس كان هناك ضغوطات أكبر و ممارسة أبشع أنواع التعذيب في التحقيق، حتى أنهم استخدموا المغازلة معي وعرض العمل معهم وقالوا لي بالحرف الواحد: "أنتِ جميلة وما رأيك أن تتعاملي معنا وتسكني بـ"إسرائيل" و نوفر لكِ كل ما تتمنينه و تطلبينه؟".
وتعدى ذلك الأمر هذا الحد ففي التحقيق كانوا يتهمونني بالتخطيط لتنفيذ عملية طعن لجنود "إسرائيليين"، وعندما قلت للمحقق: ليس هناك أحد كلفني بذلك قام بضربي بقدمه على ظهري حتى أنني سقطت أرضاً ولهذه اللحظة أعاني من هذه الضربة، وبعد كل هذه المعاناة من التحقيق نقلت إلى سجن الرملة وكان هذا المكان سيئاً جداً من كافة النواحي.
س 6/ ما أصعب موقف مررتي به خلال فترة التحقيق معك؟
سأذكر لك مشهدا آخر من التعذيب لن أنساه ما حييت، عندما تم نقلي للمركز الثاني إبان فترة التحقيق معي، قلت للمحقق: إني جائعة، فذهب وأحضر لي طعام وهممت بتناوله، لكنه بادر بالسؤال قبل أن يعطيني الوجبة: أنتِ جائعة؟، فأجبته: نعم .. فقام بعد ذلك بالبصق في الملعقة وطلب مني تناول الطعام بها وأجبرني على ذلك وبعدها قام بإلقائه على الأرض وقال لي: "أنتم كلاب .. عليكِ تناول الطعام كما الكلاب وهو ملقى على الأرض"، وقتها كانت يداي وقدماي مكبلات حتى أنني تناولت الوجبة بفمي كالحيوانات مع استمرار المسبات والضحكات عليَّ.
س 7/ صفي لنا شعورك وأنت تخضعين للوهلة الأولى للأسر؟
أولى اللحظات كانت مرعبة جداً، خفت كثيراً من السجن والسجانين والسجانات، كانت لحظاتٍ قاسية جداً لن تزول من ذاكرتي، لأنني لم أتخيل نفسي بهذا المكان ولو للحظة واحدة، أن تتقيد حريتي وأن يتحكم بحياتي سجان حقير لا أعرف من أين أتى.
س 8/ هل خضعتِ للعزل الانفرادي؟
بالتأكيد، فبعد نقلي بساعات استدعوني وقالوا لي سنريكِ الحياة الحقيقية، فوضعت بغرفة قذرة جداً لا تحتوي على أي فراش أو غطاء، وكان الجو بارداً جداً فكانت البرودة تنخر عظامي وتفتته فضلاً عن وجود جرذان وصراصير في الغرفة ناهيك عن عدم وجود حمام وماء وطعام وكهرباء، أتذكر أنني كنت أنام في العتمة و يداي مكبلات واستمر عزلي أكثر من أسبوع و بعدها نقلت إلى قسم الأسيرات.
س 9/ طبيعة المحققين، ذكور أم إناث؟
جميع المحققين كانوا من الذكور فقط .
س10/ حدثينا عن الحياة في الأسر؟ وهل دار بينك وبين السجانين أي سجال طوال فترة اعتقالك؟
كانت تحدث باستمرار مشادات وسجالات عنيفة بيننا وبين السجانين الصهاينة، واستذكر جيداً تاريخ الثامن والعشرين من شهر تشرين ثاني عام 2003م بعد مضي قرابة عام على اعتقالي، في ذلك اليوم انهال السجانون علينا بالضرب وبخراطيم المياه ورش الغاز وكانت الهراوات لا تفرق بين أحد وبكافة أنحاء الجسد حتى أنني أصبت بكسر بالقفص الصدري، لقد كانت أشكال السجانين مخيفة ومرعبة جداً .. لن يمحى من ذاكرتي ذلك اليوم مهما عشت ومهما حدث لقد كان يوماً من أصعب أيام الأسر التي أمضيتها.
س11/ ما طبيعة الطعام والشراب الذي يقدم للأسيرات؟
كان الأكل الذي يقدم لنا قذراً جداً، ويقصدون وضع الصراصير فيه .. بالفعل إنه لا يصلح أن يقدم طعاماً لأي آدمي، لقد كان اعتمادنا في الطعام على الشراء من "الكنتينا" أي من حسابنا الخاص ومع ذلك لم يكن يتوفر لنا جميع احتياجاتنا.
س 12/ حدثينا عن مرضك؟
مرضي أصعب شيء بالدنيا، كون الأطباء لم يفيدونِ بطبيعته، فقط إجابتهم تأثيرات من واقع السجن، استذكر اللحظات التي وضعت بها طفلتي بهذه اللحظات كان النزيف شديد حتى أنني أعطيت أكثر من 100 وحدة دم من شدة النزيف عندها شعرت أنني سأفقد حياتي قبل أن أرى طفلتي الأولى التي لم تبصر النور بعد، بهذه اللحظة خفت كثيراً على طفلتي ماذا سيحدث لها إن فقدت الحياة و بدأت أقول نعم خرجت من السجن ولكنني بقيت أعاني مرارة هذا السجن.
أصعب شيء بالدنيا أن تكون مريضاً ولا تعلم ما هو سبب مرضك، أنا حتى هذه اللحظة أعاني من حالات نزيف بين فترة وأخرى ترافقها غيبوبة تستمر لساعات طويلة وأعيش لحظات طويلة وأنا فاقدة للوعي مع صداع والألم في الظهر ولم أجد علاج حتى هذه اللحظة.
س 13/ ما أسوأ ذكرى تحملينها ؟
أسوأ ذكرى تلاحقني عندما استذكر دمعة أبي داخل المحكمة إبان النطق بالحكم حيث حكم عليَّ بالسجن 24 شهراً .. لم أتخيل يوماً أن تنهال دموع والدي وأكون أنا سبباً في ذلك.
س14/ هل يدفع الاعتقال بالأسير إلى التخلي عن مبادئه و أفكاره؟
أتحدث عني شخصياً ولا أعمم، نعم من شدة ما عانيت وشاهدت وما مورس ضدي، فلا تدري كم هو هول التعذيب الذي عشته، لكن أعود وأكرر هذا موقفي ولا ينسحب على المجموع.
س15/ أبرز الشخصيات التي تأثرتي بها بالسجن؟. وهل شعرتي بالاستفادة من فترة الاعتقال؟
تأثرت كثيراً بشخصية الأسيرة آمنة منى حتى أنني تمنيت أن أكون مثلها بقوة شخصيتها .. لقد استفدت كثيراً من اعتقالي تعلمت التحدي، ونميت ثقافتي بالقراءة والمطالعة، وصقلت موهبتي داخل السجن فأنا أعشق الرسم حيث كنت أرسم على جدران السجن باستمرار.
س16/ هل قضيتي مدة الحكم كاملةً في السجن؟ وحدثينا ماذا استجد في حياتك؟
نعم قضيت مدة الحكم بالكامل وكان الإفراج عني بتاريخ الثامن عشر من شهر أيلول عام 2004م، وبعد خروجي تزوجت وها أنا ذا أعيش أجمل أيام عمري شعرت بأن الحياة بدأت تفتح لي ذراعيها، وأكن كل الحب لزوجي ووجود ابنتي لجانبي يكمل لي حياتي .. إنهما يمنحاني الأمل في البقاء بهذه الحياة.
أصبحت أرى الحياة أجمل وأصبحت قادرةً على اتخاذ قراراتي بيدي واكتسبت قوة شخصية لم تكون لدى قبل الاعتقال وأتطلع لمستقبل زاهر مليء بالأمل والفرح، وسأخوض حياتي بكل قوة و شجاعة بجانب زوجي وطفلتي.
س17/ هل لكِ أن توضحي لنا مدى الذعر "الإسرائيلي" تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله من خلال احتكاكك بالسجانين الصهاينة؟ وبرأيك ما الذي يرعب الصهاينة؟
برأيي الذي يُرعِّب الصهاينة هو الصدق والثبات على المبادئ، وهذا ما تتمتع به إيران وحزب الله لكونهم إن قالوا فعلوا.