سلطان البرزخ
15-08-2011, 03:03 PM
فضل الزهراء (عليها السلام)
الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو أفضل رجل في العالم، حيث إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق كالرسول إنساناً، بل هو (صلى الله عليه وآله) أفضل مخلوق في الكون، لأن الله لم يخلق أفضل منه إطلاقاً، كما تواترت بذلك الروايات(3) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#3a).
والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أفضل امرأة في العالم، بل لم يخلق الله عزوجل امرأة أفضل من الزهراء (سلام الله عليها)، ولامخلوقاً أفضل منها بالنسبة إلى جنس النساء بما فيهنّ الحور، وهذا مما تواترت به الروايات أيضاً(4) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#4a).
ولا عجب فان الله سبحانه وتعالى فياض مطلق، يعطي الفيض لكل شيء قابل، ولسنا نريد بالقابل المهيّة التي لها مكانة في الذهن أو ما أشبهها، بل نريد أن الله سبحانه وتعالى يخلق الشيء صاحب المائة، والشيء صاحب الخمسين، والشيء صاحب الواحد وهكذا.
وفي القرآن الحكيم: (أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)(5) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#5a)، وتفصيل الموضوع مرتبط بالحكمة مما لا يسعه المقام..
وإنما الكلام في أن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) موجودة عالية رفيعة المقام جداً، فوق ما يمكن أن نتصوره، وذلك لما ثبت من أن المحدود الضيق لا يمكن أن يستوعب ما هو أكبر منه، حتى إن بعض العلماء قالوا: إن فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين علياً پ حسب بعض الروايات في كفّتي ميزان، فهما بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حدّ سواء في الفضل، وان كانا الأفضل من سائر الأئمة (عليهم السلام)، وذلك لروايات الكفوية وغيرها.
قال الإمام الصادق …: «لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو على وجه الأرض إلى يوم القيامة آدم فمن دونه»(6) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#6a).
وفي الحديث القدسي عن جبرئيل قال: «يا محمد إن الله جل جلاله يقول لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض، آدم فمن دونه»(7) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#7a).
ولا شك أن فاطمة (عليها الصلاة والسلام) أفضل من أولادها (عليهم السلام)، فقد قال الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء لأخته زينب (عليها السلام): «أبي خير منّي، وأمي خير منّي، وأخي خير مني» الحديث(8) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#8a).
فالإمام أمير المؤمنين … وفاطمة الزهراء پ خير من الإمامين الحسن والحسين (عليهما الصلاة والسلام).
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما أفضل منهما»(9) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#9a).
ثم إن الإمام الحسن … أفضل من الإمام الحسين…، والإمام الحسين … أفضل من سائر الأئمة (عليهم السلام) حتى من الإمام المهدي(عليه السلام).
وفي بعض الروايات ان الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أفضل من الأئمة بعد الإمام الحسين … يعني: الإمام السجاد…، والباقر…، والصادق…... إلى الإمام العسكري(عليهم السلام).
وكيف كان فالمعصومون الأربعة عشر (عليهم السلام) أفضل خلق الله، وسلسلة المراتب بينهم ـ حسب المستفاد من الروايات ـ هكذا:
الرسول (صلى الله عليه وآله) أولاً.
ثم أمير المؤمنين علي… وفاطمة الزهراء (عليها السلام).
ثم الإمام الحسن…
ثم الإمام الحسين…
ثم الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
ثم بقية الأئمة (عليهم السلام).
نعم في الروايات (حسب اطلاعنا) لم يرد شيء على أفضليّة بعض هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) على بعض، يعني الإمام السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا إلى العسكري (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
طينة الزهراء (عليها السلام)
إن الله تعالى قد شرف فاطمة الزهراء (عليها السلام) منذ خلقتها، حيث فضل ذاتها على غيرها من النساء، فطينتها أرفع من طينة سائر الناس بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما يستفاد من حديث التفاحة وغيرها..
ولا مانع من ذلك حيث إن الله سبحانه وتعالى يخلق الأفضل والفاضل والأقل فضلاً، كما في المياه حيث خلق العذب والمالح، وكما في الأرض حيث خلق التربة الجيّدة والتربة غير الجيدة، وكما في المعادن حيث خلق الأثمن كالذهب، والأقل قيمة كالفضّة.
وفي الحديث: «الناس معادن، كمعادن الذهب والفضّة»(10) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#10a).
ففطرة الزهراء (عليها السلام) وطينتها لا يمكن أن تتسامى إليها امرأة في العالم، حتى إن مريم وآسية وخديجة وحوّاء ومن أشبه من سيدات النساء (عليهن الصلاة والسلام) لا يصلن إلى فضيلة فاطمة الزهراء الذاتيّة والتي ترتبط بطينتها وخلقتها.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لما أسري بي دخلت الجنة فناولني جبرئيل تفاحة فأكلتها فصارت نطفة وفاطمة منها وكلما اشتقت إلى ريح الجنة قبلتها»(11) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#11a).
وعن أبي عبد الله … قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكثر من تقبيل فاطمة (عليها السلام) فأنكر عليه بعض نسائه ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): إنه لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني تفاحة فأكلتها، فحول الله ذلك في ظهري ماءً، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها، وما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها فهي حوراء إنسية»(12) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#12a).
وفي حديث آخر: «إن هذه التفاحة خلقها الله بيده وادخرها لنبيه وأعطاه في ليلة المعراج»(13) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#13a).
هذا بالنسبة إلى خلقتها حسب ما ورد في الروايات وتفسير الآيات المباركة..
آيات في الزهراء (عليها السلام)
وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم نزلت في حق فاطمة الزهراء(عليها السلام) وهي تدل على عظم شأنها وكبر شخصيّتها وارتفاع مقامها نشير إلى بعضها(14) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#14a):
سورة هل أتى
منها: سورة (هل أتى)(15) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#15a) وقد نزلت في أمير المؤمنين علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) لمّا منحوا طعام فطورهم للفقير واليتيم والأسير، في قصّة مشهورة، رواها الفريقان، فأنزل الله: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً& إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)(16) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#16a).
روى الشيخ الصدوق (قدس سره) في أماليه عن الإمام الصادق عن أبيهپ في قوله عزَّ وجلّ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ).
قال: مرض الحسن والحسين پ وهما صبيّان صغيران، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه، فقيل: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما.
فقال: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله عزَّ وجلّ، وكذلك قالت فاطمة (عليها السلام)، وقال الصبيّان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضّة.
فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق عليٌّ … إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع(17) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#17a) من شعير؟.
قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخبر فاطمة(عليها السلام) فقبلت وأطاعت.
ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمس أقراص، لكلّ واحد قرصاً.
وصلّى عليّ … مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليٌّ … إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة.
فوضع … اللقمة من يده ثمّ قال:
يــــا بـــنت خير الناس أجمعين فاطــــــم ذات المــــجد واليقين
جاء إلــــى الــــباب لــــه حنين أما تريــــــن البـائس المسكين
يــــشكو إلـــينا جـــــائعاً حزين يشـــــكو إلـــــى الله ويسـتكين
مـــن يفعل الخـــير يقف سمين كلّ امـــــرئ بكـــــسبه رهــين
حــــرّمها الله عــــلى الضـــنين مـوعــــده فــــي جــــنّة رهين
تهــــوي بــــه النار إلى سجّين وصاحـــب البـــخل يقف حزين
شرابـه الحميـم والغسليـن
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) تقول:
مــــا بيَ من لؤم ولا وضاعة(18) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#18a) أمـــــرك ســــمعٌ يا بن عم وطاعة
أرجــــو إذا أشبـــــــعت من مجاعة غذيــــــت بــــــاللبّ وبـــــالبراعة
وأدخــــــل الـجنّة فــــــي شــــفاعة أن ألحــــــق الأخـــــيار والجماعة
وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين، وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح.
ثمّ عمدت (عليها السلام) إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكلّ واحد قرصاً..
وصلّى عليّ … المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله).. ثم أتى منزله، فلمّا وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ… إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنّة.
فوضع عليٌّ … اللّقمة من يده ثمّ قال:
بنـــــت نــــــبيّ ليــــس بالزنيم فـــــاطم بـــــنت الســيّد الكريم
مــــن يرحـــم اليوم هو الرحيم قـــــد جــــــاءنا الله بــذا اليتيم
حـــــرّمها الله عـــــلى الــــلّئـيم مـــــوعده فـــــي جـــنّة النعيم
تهـــــوي بــه النار إلى الجحيم وصاحــــــب البــخل يقف ذميم
شرابها الصديـد والحميـم
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
فســـــوف أعــــــطيه ولا أبالي وأؤثــــــر الله عـــــــلى عيالي
أمســــــوا جيــاعاً وهم أشبالي أصــــــغرهم يـــــقتل في القتال
بكـــــــربلا يقـــــتل بــــــاغتيال لقاتـــــــليه الــــــويل مـع وبال
يهـــــوي بـــــه النار إلى سفال كبــــــوله زادت عـــلى الأكبال
ثمّ عمدت (عليها السلام) فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح(19) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#20a)، وأصبحوا صياماً.
وعمدت فاطمة (عليها السلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً، وصلّى علي (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله).. ثمّ أتى منزله، فقرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ … إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا؟.
فوضع عليِّ … اللقمة من يده ثمّ قال:
فـــــاطم يا بـــــنت النــبيّ أحمد بنــــــت النــــــــبيّ سيّد مسوّد
قـــد جاءكِ الأسير ليس يهتدي مكبّـــــــــلاُ فـــــي غـــــلّه مقيّد
يشـــــكو إليــــنا الجوع قد تقدّد مــــن يطعم اليوم يجده في غد
عنـــــد العــــليّ الواحد الموحَّد مـا يزرع الزارع سوف يحصد
فاعطني(20) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#20a) لا تجعليه ينكد
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
لـــــــم يبق ممّا كان غير صاع قد دبّرت كــــــفي مـــــع الذراع
شــــــبلاي والله هـــــــما جياع يا ربّ لا تتركهـــما ضياع(21) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#21a)
أبوهمــــــــا للخير ذو اصطناع عبل الذراعين طويل الباع(22) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#22a)
وما عــــــــلى رأســي من قناع إلاّ عبــــــاً نســـــــجتها بــصاع
وعمدوا إلى ما كان على الخوان فآتوه(23) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#23a) وباتوا جياعاً، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء.
قال شعيب في حديثه: وأقبل عليٌّ بالحسن والحسين نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان كالفراخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: يا أبا الحسن شدّ ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة.
فانطلقوا إليها (عليها السلام) وهي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها(24) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#24a)، فلمّا رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمّها إليه وقال: واغوثاه بالله، أنتم منذ ثلاث فيما أرى.
فهبط جبرائيل فقال: يا محمّد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك.
قال: وما آخذ يا جبرائيل؟.
قال: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ) حتّى إذا بلغ (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً)(25) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#25a).
فوثب النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى دخل منزل فاطمة (عليها السلام) فرأى ما بهم فجمعهم ثمّ انكب عليهم يبكي ويقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى..
فهبط عليه جبرائيل بهذه الآيات:
(إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأَسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفجِيراً). قال: هي عين في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) يفجّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين.
(يُوفُون بِالنَّذْرِ) يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجاريتهم.
(وَيَخَافُونَ يَوْمَاً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) يقولون عابساً كلوحاً(26) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#26a).
(وَيُطْعِمُونَ الطْعَامَ عَلَى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له.
(مِسْكِيناً) من مساكين المسلمين،(وَيَتِيماً) من يتامى المسلمين،(وَأَسِيراً) من أسارى المشركين.
ويقولون إذا أطعموهم: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءٌ وَلاَ شُكُوراً) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاءً تكلِّفوننا(27) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#27a) به ولا شكوراً تثنون علينا به، ولكنا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
قال الله (تعالى ذكره): (فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه (وَسُرُوراً) في القلوب (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها (وَحَرِيراً) يفرشونه ويلبسونه(مُتَّكِئينَ فِيهَا عَلَى الآرَائِكِ) والأريكة: السرير عليه الحجلة (لاَيَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَزَمْهَرِيراً)(28) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#28a).
قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك: (لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً)؟
فيرسل الله جلّ اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكنّ علياً وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت (هَلْ أَتَى) فيهم إلى قوله تعالى:(وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً)(29) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#29a).
5- سورة الكوثر
كما نزلت فيها (عليها السلام) سورة (الكوثر):
قال تعالى: ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ & إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ& فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ & إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ )(30) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#30a).
فقد صرح العديد من المفسرين بأن (الكوثر) يراد به فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)(31) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#31a).
وهناك تفاسير أخرى ولا مانع من الجمع، فان الآيات القرآنية كالشمس ـ حسب المروي عن الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام) ـ تنطبق في كل يوم منذ نزولها إلى يوم القيامة على مختلف الأفراد بحسب أعمالهم، نعم هناك من تنطبق عليه الآيات انطباقاً كفرد أفضل، وهناك من تنطبق عليه كفرد متوسط أو كفرد في أول الطريق..
مثلاً: (المؤمن) الوارد في القرآن الحكيم ينطبق على سلمان كفرد ثان، وينطبق على المعصومين (عليهم السلام) كفرد أول، وينطبق على المؤمن العادي كفرد ثالث، إلى غير ذلك من الأمثلة.
6- آية التطهير
وكذلك نزلت في شأن فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وأبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله عليهم أجمعين) آية التطهير، قال تعالى:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(32) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#32a).
فهم (عليهم السلام) أطهار ذاتاً، لا لأنهم لا يقتربون المعاصي أو لا يفكرون فيها فحسب، بل لأن طينتهم طاهرة، فلا يقترفون معصية كبيرة ولاصغيرة، ولا يفعلون مكروها، بل كل ما يفعلونه أو يتركونه من قول أو فعل أو تقرير يكون برضاية الله سبحانه، وفي سبيله عزوجل، وفي سبيل أفضل طاعاته تعالى.
وقد صرح الفريقان بنزول آية التطهير فيهم (عليهم السلام)، قال الفيروز آبادي: عن الطحاوي الحنفي في كتاب (مشكل الآثار) بسنده عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام): (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(33) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#33a).
وأورد أيضاً عن (أبي داود الطيالسي) في مسنده بإسناده عن أنس عن النبي أنه (صلى الله عليه وآله) كان يمرّ على باب فاطمة شهراً قبل صلاة الصبح فيقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ )(34) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#34a).
آية المباهلة
ونزلت فيها (عليها السلام) وفي أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي أمير المؤمنين علي والحسن والحسين (عليهم السلام) آية المباهلة، قال تعالى:(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )(35) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#35a).
فقد اجمع المؤرخون والمفسرون وأصحاب الحديث(36) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#36a) ـ إلا من شذّ ـ وتواترت الروايات على أن المراد من (نسائنا) فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)..
فان الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يذهب مع امرأة إلى المباهلة إلا مع ابنته فاطمة (عليها الصلاة والسلام)، مع العلم انه كانت هنالك نساء مؤمنات من زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله) مضافاً إلى أقربائه وصحابياته وسائر النساء المؤمنات، ومن الواضح أن المباهلة جهاد معنوي كبير.
وقد ورد في تفسير هذه الآية:
عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان سيّدهم الأهتم والعاقب والسيد، وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلّوا.
فقال أصحاب رسول الله: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا في مسجدك؟.
فقال(صلى الله عليه وآله): دعوهم.
فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إلى ما تدعون؟.
فقال(صلى الله عليه وآله): إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنّ عيسى (عليه السلام) عبد مخلوق يأكل ويشرب ويُحدث.
قالوا: فمن أبوه؟.
فنزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: قل لهم: ما تقول في آدم؟. أكان عبداً مخلوقاً يأكل ويشرب وينكح؟.
فسألهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: نعم.
فقال: فمن أبوه؟.
فبهتوا.. فبقوا ساكتين.
فأنزل الله: (إنّ مَثَلَ عيسى عندَ الله كَمَثَلِ آَدَمَ) الآية إلى قوله: (فَنَجعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبينَ)(37) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#37a).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فباهلوني، فإن كنت صادقاً أُنزلت اللعنة عليكم، وإن كنت كاذباً نزلت عليَّ.
فقالوا: أنصفت..
فتواعدوا للمباهلة، فلمّا رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم: السيّد والعاقب والأهتم، إن باهَلَنا بقومه باهلناه، فإنّه ليس بنبيّ، وإن باهلنا بأهل بيته خاصّة فلا نباهله فإنّه لا يقدم على أهل بيته إلاّ وهو صادق.
فلمّا أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهما السلام) فقال النصارى: من هؤلاء؟.
فقيل لهم: هذا ابن عمّه ووصيّه وختنه عليّ بن أبي طالب، وهذه بنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين.
فعرفوا وقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة..
فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجزية وانصرفوا(38) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#38a)
.جهاد الزهراء (عليها السلام)
وقد اشتركت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) في الجهاد في سبيل الله بالمعنى الأعم، أي الجهاد الذي كان عليها، مثل الجهاد في الشعب، حيث حصر المشركون الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهله في شعب أبي طالب (عليه السلام) ثلاث سنوات، وكان ذلك من أعظم الجهاد، وكانت تلفحهم الشمس نهاراً ويؤذيهم البرد ليلاً.
الهجرة المباركة
واشتركت فاطمة الزهراء (عليها السلام) أيضاً في الهجرة بأتعابها المعروفة، فقد هاجرت من مكّة المكرمة إلى المدينة المنوّرة.
وقد ورد في قصة الهجرة النبوية: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي أمير المؤمنين …: «ثم إني استخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن يهاجر معه من بني هاشم، وقال لعلي: إذا أبرمت ما أمرتك به فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله وسر إليّ لقدوم كتابي عليك..
وانطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤم المدينة... فنزل بقبا وأرادوه على الدخول إلى المدينة فقال: ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي يعني علياً وفاطمة..
وكتب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي … يأمره بالتوجه إليه، فلما وصله الكتاب تهيأ للخروج والهجرة وخرج بالفواطم: فاطمة بنت محمد(صلى الله عليه وآلـه)، وفاطمة بنت أسد أمه، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، وخرج معه ايمن بن أم ايمن مولى رســول الله (صلى الله عليه وآله) وجـمـاعة مـن ضـعـفــاء الـمـؤمـنـيـن، ولـحـقـهم جـمـاعـة مـن قـريـش فـقـتـل … مـنـهم فـارسـاً وعادوا عنه...» القصة(39) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#39a).
حجة الوداع
وشاركت فاطمة الزهراء(عليها السلام) مع أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع، وكانت معه، في تلك السفرة(40) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#40a).
غزوة أحد
وسـاهـمـت (عليها السلام) أيـضاً فـي قـصـة أحـد، كـمـا هـو معـروف، حـيـنـما جـاءت إلى جـسـد عـمّها حـمـزة (عليه السلام) الـذي قـتـل في أحــد(41) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#41a).
يوم الغدير
وكذلك ساهمت (عليها السلام) في قصّة الغدير، حيث كانت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم.
وكلما ذكرناه جهاد بالمعنى الأعم كما لا يخفى.
خطبة المسجد
وهكذا خطبت (عليها السلام) في المسجد، وكانت الخطابة أمام الظالمين جهاداً كبيراً، حيث دافعت عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وتحملت ما تحملت حتى اُسقط جنينها واُنبت المسمار في صدرها، وكسر جنبها، وسوّد وجهها من اللطم، وصار في عضدها كمثل الدملج من اثر السياط، وبقيت الآثار إلى يوم شهادتها (صلوات الله عليها)(42) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#42a).
خطبة الدار
وخطبت (عليها السلام) في رجال المهاجرين والأنصار الذين زاروها بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قصة مشهورة، وكانت الخطبة جهادية، وكذلك خطبت في نساء المهاجرين والأنصار لما زاروها في مرضها الذي توفّيت فيه شهيدة مظلومة.
الجهاد بالبكاء
وكذلك جاهدت في بكائها (عليها السلام) ليل نهار في فراق رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكان قصدها من هذا الجهاد ان تفضح الذين آذوها، وغصبوا حقّ بعلها، وارتقوا منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغير حق.
المسيرة الجهادية
وجاهدت (عليها السلام) أيضاً حينما كانت تذهب في بعض الأيام إلى قبر عمها حمزة (عليه السلام) مع كسر ضلعها ومرضها حتى تعلن للناس أنها ساخطة.
وجاهدت (عليها السلام) أيضاً في ذهابها إلى أقصى البقيع تحت ظلّ شجرة تندب أباها (صلى الله عليه وآله)، ثم في بيت الأحزان المشهور الذي بناه أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) ظلاً لها عن الشمس..
لكن الذين آذوها أرسلوا من قطع الشجرة وهدم ذلك البيت في قصّة معروفة.
الهوامش
1 - إشارة إلى المروي عن الإمام الصادق…: «هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى»، امالي الشيخ الطوسي: ج2 ص280 ط قم.
2 - تفسير أطيب البيان: ج13 ص225.
3 - راجع علل الشرائع: ص124 باب العلة التي من أجلها صار النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الأنبياء.
4 - راجع الخصال: ص205، باب افضل نساء أهل الجنة أربع، مضافاً إلى ما دل على أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
5 - سورة الرعد: 17.
6 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص592 المجلس 86 ح18، وعلل الشرائع: ص178.
7 - عيون أخبار الرضا …: ج1 ص225.
8 - الإرشاد: ج2 ص93، وراجع مثير الأحزان: ص49 وإعلام الورى: 239، وفيها: «وان أبي خير مني وأخي خير مني».
9 - راجع الأمالي للشيخ الصدوق: ص437 المجلس 67.
10 - مشكاة الأنوار: ص260، الفصل الخامس في الحقائق والنجابة.
11 - الصراط المستقيم: ج1 ص170 الفصل الخامس.
12 - تأويل الآيات: ص240 سورة الرعد.
13 - تأويل الآيات: ص241.
14 - للتفصيل راجع كتاب (فاطمة الزهراء (عليها السلام) في القرآن) للفقيه المحقق آية الله السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
15 - سورة الإنسان.
16 - سورة الإنسان: 8 ـ 9.
17 - الصاع: ما يقارب الثلاثة كيلو.
18 - في بعض النسخ: ولا ضراعة.
19 - القراح، بفتح القاف: الماء الخالص.
20 - وفي بحار الأنوار: (فأعطيه)، وفي بعض النسخ: (فاعطنه).
21 - الضياع، بفتح الضاد: الهلاك.
22 - الباع: قدر مد اليدين. ويقال: فلان طويل الباع ورحب الباع: أي كريم وواسع الخلق ومقتدر.
23 - في بحار الأنوار: فأعطوه.
24 - غارت عينه: دخلت في الرأس وانخسفت.
25 - سورة الإنسان: 1-22.
26 - كلح وجهه: عبس فأفرط في تعبسه.
27 - في بحار الأنوار: تكافوننا.
28 - سورة الإنسان: 5 ـ 13.
29 - أمالي الصدوق: ص212 ح11، منه البحار: ج35 ص237.
30 - سورة الكوثر: 1ـ 3.
31 - وقد أخرج ذلك عديد من مفسري العامة أيضا:
منهم: البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة: (الكوثر) قال: «وقيل: أولاده» (أنوار التنـزيل وأسرار التأويل: مخطوط ص1156).
ومنهم: الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال: «الكوثر أولاده (صلى الله عليه وآله) لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فأنظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به» (التفسير الكبير: ج30 تفسير سورة الكوثر).
ومنهم: شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر، قال: «إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة (منها): أنّ المراد بالكوثر: أولاده(صلى الله عليه وآله)، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت رداً على من قال في حقّه (صلى الله عليه وآله): إنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه» (الحاشية على تفسير البيضاوي: ج9 ص341).
ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي (حاشية الشهاب المسمّاة بـ (عناية القاضي): ص403).
ومنهم: العلاّمة أبو بكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل) (القول الفصل: ص457).
32 - سورة الأحزاب: 33.
33 - فضائل الخمسة: ج2 ص219.
34 - فضائل الخمسة: ج2 ص219.
35 - للتفصيل راجع الخرائج والجرائح: ص85، وأعلام الورى: ص49 الفصل السادس في ذكر إسرائه (صلى الله عليه وآله) إلى بيت المقدس ودخوله بعد ذلك في شعب أبي طالب. سورة آل عمران: 61.
36 - انظر كتاب (فاطمة الزهراء في القرآن) لآية الله المحقق السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
37 - سورة آل عمران: 59-61.
38 - تفسير القمي: ج1 ص104.
39 - كشف الغمة: ج1 ص405 ـ 406.
40 - للتفصيل عن حجة الوداع راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج2.
41 - للتفصيل عن غزوة احد راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم).
42 - راجع كتاب سليم بن قيس: ص84 وص134
الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو أفضل رجل في العالم، حيث إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق كالرسول إنساناً، بل هو (صلى الله عليه وآله) أفضل مخلوق في الكون، لأن الله لم يخلق أفضل منه إطلاقاً، كما تواترت بذلك الروايات(3) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#3a).
والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أفضل امرأة في العالم، بل لم يخلق الله عزوجل امرأة أفضل من الزهراء (سلام الله عليها)، ولامخلوقاً أفضل منها بالنسبة إلى جنس النساء بما فيهنّ الحور، وهذا مما تواترت به الروايات أيضاً(4) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#4a).
ولا عجب فان الله سبحانه وتعالى فياض مطلق، يعطي الفيض لكل شيء قابل، ولسنا نريد بالقابل المهيّة التي لها مكانة في الذهن أو ما أشبهها، بل نريد أن الله سبحانه وتعالى يخلق الشيء صاحب المائة، والشيء صاحب الخمسين، والشيء صاحب الواحد وهكذا.
وفي القرآن الحكيم: (أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)(5) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#5a)، وتفصيل الموضوع مرتبط بالحكمة مما لا يسعه المقام..
وإنما الكلام في أن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) موجودة عالية رفيعة المقام جداً، فوق ما يمكن أن نتصوره، وذلك لما ثبت من أن المحدود الضيق لا يمكن أن يستوعب ما هو أكبر منه، حتى إن بعض العلماء قالوا: إن فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين علياً پ حسب بعض الروايات في كفّتي ميزان، فهما بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حدّ سواء في الفضل، وان كانا الأفضل من سائر الأئمة (عليهم السلام)، وذلك لروايات الكفوية وغيرها.
قال الإمام الصادق …: «لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو على وجه الأرض إلى يوم القيامة آدم فمن دونه»(6) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#6a).
وفي الحديث القدسي عن جبرئيل قال: «يا محمد إن الله جل جلاله يقول لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض، آدم فمن دونه»(7) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#7a).
ولا شك أن فاطمة (عليها الصلاة والسلام) أفضل من أولادها (عليهم السلام)، فقد قال الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء لأخته زينب (عليها السلام): «أبي خير منّي، وأمي خير منّي، وأخي خير مني» الحديث(8) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#8a).
فالإمام أمير المؤمنين … وفاطمة الزهراء پ خير من الإمامين الحسن والحسين (عليهما الصلاة والسلام).
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما أفضل منهما»(9) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#9a).
ثم إن الإمام الحسن … أفضل من الإمام الحسين…، والإمام الحسين … أفضل من سائر الأئمة (عليهم السلام) حتى من الإمام المهدي(عليه السلام).
وفي بعض الروايات ان الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أفضل من الأئمة بعد الإمام الحسين … يعني: الإمام السجاد…، والباقر…، والصادق…... إلى الإمام العسكري(عليهم السلام).
وكيف كان فالمعصومون الأربعة عشر (عليهم السلام) أفضل خلق الله، وسلسلة المراتب بينهم ـ حسب المستفاد من الروايات ـ هكذا:
الرسول (صلى الله عليه وآله) أولاً.
ثم أمير المؤمنين علي… وفاطمة الزهراء (عليها السلام).
ثم الإمام الحسن…
ثم الإمام الحسين…
ثم الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
ثم بقية الأئمة (عليهم السلام).
نعم في الروايات (حسب اطلاعنا) لم يرد شيء على أفضليّة بعض هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) على بعض، يعني الإمام السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا إلى العسكري (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
طينة الزهراء (عليها السلام)
إن الله تعالى قد شرف فاطمة الزهراء (عليها السلام) منذ خلقتها، حيث فضل ذاتها على غيرها من النساء، فطينتها أرفع من طينة سائر الناس بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما يستفاد من حديث التفاحة وغيرها..
ولا مانع من ذلك حيث إن الله سبحانه وتعالى يخلق الأفضل والفاضل والأقل فضلاً، كما في المياه حيث خلق العذب والمالح، وكما في الأرض حيث خلق التربة الجيّدة والتربة غير الجيدة، وكما في المعادن حيث خلق الأثمن كالذهب، والأقل قيمة كالفضّة.
وفي الحديث: «الناس معادن، كمعادن الذهب والفضّة»(10) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#10a).
ففطرة الزهراء (عليها السلام) وطينتها لا يمكن أن تتسامى إليها امرأة في العالم، حتى إن مريم وآسية وخديجة وحوّاء ومن أشبه من سيدات النساء (عليهن الصلاة والسلام) لا يصلن إلى فضيلة فاطمة الزهراء الذاتيّة والتي ترتبط بطينتها وخلقتها.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لما أسري بي دخلت الجنة فناولني جبرئيل تفاحة فأكلتها فصارت نطفة وفاطمة منها وكلما اشتقت إلى ريح الجنة قبلتها»(11) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#11a).
وعن أبي عبد الله … قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكثر من تقبيل فاطمة (عليها السلام) فأنكر عليه بعض نسائه ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): إنه لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني تفاحة فأكلتها، فحول الله ذلك في ظهري ماءً، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها، وما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها فهي حوراء إنسية»(12) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#12a).
وفي حديث آخر: «إن هذه التفاحة خلقها الله بيده وادخرها لنبيه وأعطاه في ليلة المعراج»(13) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#13a).
هذا بالنسبة إلى خلقتها حسب ما ورد في الروايات وتفسير الآيات المباركة..
آيات في الزهراء (عليها السلام)
وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم نزلت في حق فاطمة الزهراء(عليها السلام) وهي تدل على عظم شأنها وكبر شخصيّتها وارتفاع مقامها نشير إلى بعضها(14) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#14a):
سورة هل أتى
منها: سورة (هل أتى)(15) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#15a) وقد نزلت في أمير المؤمنين علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) لمّا منحوا طعام فطورهم للفقير واليتيم والأسير، في قصّة مشهورة، رواها الفريقان، فأنزل الله: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً& إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)(16) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#16a).
روى الشيخ الصدوق (قدس سره) في أماليه عن الإمام الصادق عن أبيهپ في قوله عزَّ وجلّ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ).
قال: مرض الحسن والحسين پ وهما صبيّان صغيران، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه، فقيل: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما.
فقال: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله عزَّ وجلّ، وكذلك قالت فاطمة (عليها السلام)، وقال الصبيّان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضّة.
فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق عليٌّ … إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع(17) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#17a) من شعير؟.
قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخبر فاطمة(عليها السلام) فقبلت وأطاعت.
ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمس أقراص، لكلّ واحد قرصاً.
وصلّى عليّ … مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليٌّ … إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة.
فوضع … اللقمة من يده ثمّ قال:
يــــا بـــنت خير الناس أجمعين فاطــــــم ذات المــــجد واليقين
جاء إلــــى الــــباب لــــه حنين أما تريــــــن البـائس المسكين
يــــشكو إلـــينا جـــــائعاً حزين يشـــــكو إلـــــى الله ويسـتكين
مـــن يفعل الخـــير يقف سمين كلّ امـــــرئ بكـــــسبه رهــين
حــــرّمها الله عــــلى الضـــنين مـوعــــده فــــي جــــنّة رهين
تهــــوي بــــه النار إلى سجّين وصاحـــب البـــخل يقف حزين
شرابـه الحميـم والغسليـن
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) تقول:
مــــا بيَ من لؤم ولا وضاعة(18) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#18a) أمـــــرك ســــمعٌ يا بن عم وطاعة
أرجــــو إذا أشبـــــــعت من مجاعة غذيــــــت بــــــاللبّ وبـــــالبراعة
وأدخــــــل الـجنّة فــــــي شــــفاعة أن ألحــــــق الأخـــــيار والجماعة
وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين، وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح.
ثمّ عمدت (عليها السلام) إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكلّ واحد قرصاً..
وصلّى عليّ … المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله).. ثم أتى منزله، فلمّا وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ… إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنّة.
فوضع عليٌّ … اللّقمة من يده ثمّ قال:
بنـــــت نــــــبيّ ليــــس بالزنيم فـــــاطم بـــــنت الســيّد الكريم
مــــن يرحـــم اليوم هو الرحيم قـــــد جــــــاءنا الله بــذا اليتيم
حـــــرّمها الله عـــــلى الــــلّئـيم مـــــوعده فـــــي جـــنّة النعيم
تهـــــوي بــه النار إلى الجحيم وصاحــــــب البــخل يقف ذميم
شرابها الصديـد والحميـم
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
فســـــوف أعــــــطيه ولا أبالي وأؤثــــــر الله عـــــــلى عيالي
أمســــــوا جيــاعاً وهم أشبالي أصــــــغرهم يـــــقتل في القتال
بكـــــــربلا يقـــــتل بــــــاغتيال لقاتـــــــليه الــــــويل مـع وبال
يهـــــوي بـــــه النار إلى سفال كبــــــوله زادت عـــلى الأكبال
ثمّ عمدت (عليها السلام) فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح(19) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#20a)، وأصبحوا صياماً.
وعمدت فاطمة (عليها السلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً، وصلّى علي (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله).. ثمّ أتى منزله، فقرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ … إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا؟.
فوضع عليِّ … اللقمة من يده ثمّ قال:
فـــــاطم يا بـــــنت النــبيّ أحمد بنــــــت النــــــــبيّ سيّد مسوّد
قـــد جاءكِ الأسير ليس يهتدي مكبّـــــــــلاُ فـــــي غـــــلّه مقيّد
يشـــــكو إليــــنا الجوع قد تقدّد مــــن يطعم اليوم يجده في غد
عنـــــد العــــليّ الواحد الموحَّد مـا يزرع الزارع سوف يحصد
فاعطني(20) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#20a) لا تجعليه ينكد
فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
لـــــــم يبق ممّا كان غير صاع قد دبّرت كــــــفي مـــــع الذراع
شــــــبلاي والله هـــــــما جياع يا ربّ لا تتركهـــما ضياع(21) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#21a)
أبوهمــــــــا للخير ذو اصطناع عبل الذراعين طويل الباع(22) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#22a)
وما عــــــــلى رأســي من قناع إلاّ عبــــــاً نســـــــجتها بــصاع
وعمدوا إلى ما كان على الخوان فآتوه(23) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#23a) وباتوا جياعاً، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء.
قال شعيب في حديثه: وأقبل عليٌّ بالحسن والحسين نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان كالفراخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: يا أبا الحسن شدّ ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة.
فانطلقوا إليها (عليها السلام) وهي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها(24) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#24a)، فلمّا رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمّها إليه وقال: واغوثاه بالله، أنتم منذ ثلاث فيما أرى.
فهبط جبرائيل فقال: يا محمّد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك.
قال: وما آخذ يا جبرائيل؟.
قال: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ) حتّى إذا بلغ (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً)(25) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#25a).
فوثب النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى دخل منزل فاطمة (عليها السلام) فرأى ما بهم فجمعهم ثمّ انكب عليهم يبكي ويقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى..
فهبط عليه جبرائيل بهذه الآيات:
(إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأَسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفجِيراً). قال: هي عين في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) يفجّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين.
(يُوفُون بِالنَّذْرِ) يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجاريتهم.
(وَيَخَافُونَ يَوْمَاً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) يقولون عابساً كلوحاً(26) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#26a).
(وَيُطْعِمُونَ الطْعَامَ عَلَى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له.
(مِسْكِيناً) من مساكين المسلمين،(وَيَتِيماً) من يتامى المسلمين،(وَأَسِيراً) من أسارى المشركين.
ويقولون إذا أطعموهم: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءٌ وَلاَ شُكُوراً) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاءً تكلِّفوننا(27) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#27a) به ولا شكوراً تثنون علينا به، ولكنا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
قال الله (تعالى ذكره): (فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه (وَسُرُوراً) في القلوب (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها (وَحَرِيراً) يفرشونه ويلبسونه(مُتَّكِئينَ فِيهَا عَلَى الآرَائِكِ) والأريكة: السرير عليه الحجلة (لاَيَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَزَمْهَرِيراً)(28) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#28a).
قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك: (لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً)؟
فيرسل الله جلّ اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكنّ علياً وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت (هَلْ أَتَى) فيهم إلى قوله تعالى:(وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً)(29) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#29a).
5- سورة الكوثر
كما نزلت فيها (عليها السلام) سورة (الكوثر):
قال تعالى: ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ & إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ& فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ & إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ )(30) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#30a).
فقد صرح العديد من المفسرين بأن (الكوثر) يراد به فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)(31) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#31a).
وهناك تفاسير أخرى ولا مانع من الجمع، فان الآيات القرآنية كالشمس ـ حسب المروي عن الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام) ـ تنطبق في كل يوم منذ نزولها إلى يوم القيامة على مختلف الأفراد بحسب أعمالهم، نعم هناك من تنطبق عليه الآيات انطباقاً كفرد أفضل، وهناك من تنطبق عليه كفرد متوسط أو كفرد في أول الطريق..
مثلاً: (المؤمن) الوارد في القرآن الحكيم ينطبق على سلمان كفرد ثان، وينطبق على المعصومين (عليهم السلام) كفرد أول، وينطبق على المؤمن العادي كفرد ثالث، إلى غير ذلك من الأمثلة.
6- آية التطهير
وكذلك نزلت في شأن فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وأبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله عليهم أجمعين) آية التطهير، قال تعالى:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(32) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#32a).
فهم (عليهم السلام) أطهار ذاتاً، لا لأنهم لا يقتربون المعاصي أو لا يفكرون فيها فحسب، بل لأن طينتهم طاهرة، فلا يقترفون معصية كبيرة ولاصغيرة، ولا يفعلون مكروها، بل كل ما يفعلونه أو يتركونه من قول أو فعل أو تقرير يكون برضاية الله سبحانه، وفي سبيله عزوجل، وفي سبيل أفضل طاعاته تعالى.
وقد صرح الفريقان بنزول آية التطهير فيهم (عليهم السلام)، قال الفيروز آبادي: عن الطحاوي الحنفي في كتاب (مشكل الآثار) بسنده عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام): (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(33) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#33a).
وأورد أيضاً عن (أبي داود الطيالسي) في مسنده بإسناده عن أنس عن النبي أنه (صلى الله عليه وآله) كان يمرّ على باب فاطمة شهراً قبل صلاة الصبح فيقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ )(34) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#34a).
آية المباهلة
ونزلت فيها (عليها السلام) وفي أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي أمير المؤمنين علي والحسن والحسين (عليهم السلام) آية المباهلة، قال تعالى:(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )(35) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#35a).
فقد اجمع المؤرخون والمفسرون وأصحاب الحديث(36) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#36a) ـ إلا من شذّ ـ وتواترت الروايات على أن المراد من (نسائنا) فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)..
فان الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يذهب مع امرأة إلى المباهلة إلا مع ابنته فاطمة (عليها الصلاة والسلام)، مع العلم انه كانت هنالك نساء مؤمنات من زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله) مضافاً إلى أقربائه وصحابياته وسائر النساء المؤمنات، ومن الواضح أن المباهلة جهاد معنوي كبير.
وقد ورد في تفسير هذه الآية:
عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان سيّدهم الأهتم والعاقب والسيد، وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلّوا.
فقال أصحاب رسول الله: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا في مسجدك؟.
فقال(صلى الله عليه وآله): دعوهم.
فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إلى ما تدعون؟.
فقال(صلى الله عليه وآله): إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنّ عيسى (عليه السلام) عبد مخلوق يأكل ويشرب ويُحدث.
قالوا: فمن أبوه؟.
فنزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: قل لهم: ما تقول في آدم؟. أكان عبداً مخلوقاً يأكل ويشرب وينكح؟.
فسألهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: نعم.
فقال: فمن أبوه؟.
فبهتوا.. فبقوا ساكتين.
فأنزل الله: (إنّ مَثَلَ عيسى عندَ الله كَمَثَلِ آَدَمَ) الآية إلى قوله: (فَنَجعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبينَ)(37) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#37a).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فباهلوني، فإن كنت صادقاً أُنزلت اللعنة عليكم، وإن كنت كاذباً نزلت عليَّ.
فقالوا: أنصفت..
فتواعدوا للمباهلة، فلمّا رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم: السيّد والعاقب والأهتم، إن باهَلَنا بقومه باهلناه، فإنّه ليس بنبيّ، وإن باهلنا بأهل بيته خاصّة فلا نباهله فإنّه لا يقدم على أهل بيته إلاّ وهو صادق.
فلمّا أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهما السلام) فقال النصارى: من هؤلاء؟.
فقيل لهم: هذا ابن عمّه ووصيّه وختنه عليّ بن أبي طالب، وهذه بنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين.
فعرفوا وقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة..
فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجزية وانصرفوا(38) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#38a)
.جهاد الزهراء (عليها السلام)
وقد اشتركت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) في الجهاد في سبيل الله بالمعنى الأعم، أي الجهاد الذي كان عليها، مثل الجهاد في الشعب، حيث حصر المشركون الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهله في شعب أبي طالب (عليه السلام) ثلاث سنوات، وكان ذلك من أعظم الجهاد، وكانت تلفحهم الشمس نهاراً ويؤذيهم البرد ليلاً.
الهجرة المباركة
واشتركت فاطمة الزهراء (عليها السلام) أيضاً في الهجرة بأتعابها المعروفة، فقد هاجرت من مكّة المكرمة إلى المدينة المنوّرة.
وقد ورد في قصة الهجرة النبوية: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي أمير المؤمنين …: «ثم إني استخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن يهاجر معه من بني هاشم، وقال لعلي: إذا أبرمت ما أمرتك به فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله وسر إليّ لقدوم كتابي عليك..
وانطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤم المدينة... فنزل بقبا وأرادوه على الدخول إلى المدينة فقال: ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي يعني علياً وفاطمة..
وكتب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي … يأمره بالتوجه إليه، فلما وصله الكتاب تهيأ للخروج والهجرة وخرج بالفواطم: فاطمة بنت محمد(صلى الله عليه وآلـه)، وفاطمة بنت أسد أمه، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، وخرج معه ايمن بن أم ايمن مولى رســول الله (صلى الله عليه وآله) وجـمـاعة مـن ضـعـفــاء الـمـؤمـنـيـن، ولـحـقـهم جـمـاعـة مـن قـريـش فـقـتـل … مـنـهم فـارسـاً وعادوا عنه...» القصة(39) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#39a).
حجة الوداع
وشاركت فاطمة الزهراء(عليها السلام) مع أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع، وكانت معه، في تلك السفرة(40) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#40a).
غزوة أحد
وسـاهـمـت (عليها السلام) أيـضاً فـي قـصـة أحـد، كـمـا هـو معـروف، حـيـنـما جـاءت إلى جـسـد عـمّها حـمـزة (عليه السلام) الـذي قـتـل في أحــد(41) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#41a).
يوم الغدير
وكذلك ساهمت (عليها السلام) في قصّة الغدير، حيث كانت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم.
وكلما ذكرناه جهاد بالمعنى الأعم كما لا يخفى.
خطبة المسجد
وهكذا خطبت (عليها السلام) في المسجد، وكانت الخطابة أمام الظالمين جهاداً كبيراً، حيث دافعت عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وتحملت ما تحملت حتى اُسقط جنينها واُنبت المسمار في صدرها، وكسر جنبها، وسوّد وجهها من اللطم، وصار في عضدها كمثل الدملج من اثر السياط، وبقيت الآثار إلى يوم شهادتها (صلوات الله عليها)(42) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book02/1.htm#42a).
خطبة الدار
وخطبت (عليها السلام) في رجال المهاجرين والأنصار الذين زاروها بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قصة مشهورة، وكانت الخطبة جهادية، وكذلك خطبت في نساء المهاجرين والأنصار لما زاروها في مرضها الذي توفّيت فيه شهيدة مظلومة.
الجهاد بالبكاء
وكذلك جاهدت في بكائها (عليها السلام) ليل نهار في فراق رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكان قصدها من هذا الجهاد ان تفضح الذين آذوها، وغصبوا حقّ بعلها، وارتقوا منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغير حق.
المسيرة الجهادية
وجاهدت (عليها السلام) أيضاً حينما كانت تذهب في بعض الأيام إلى قبر عمها حمزة (عليه السلام) مع كسر ضلعها ومرضها حتى تعلن للناس أنها ساخطة.
وجاهدت (عليها السلام) أيضاً في ذهابها إلى أقصى البقيع تحت ظلّ شجرة تندب أباها (صلى الله عليه وآله)، ثم في بيت الأحزان المشهور الذي بناه أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) ظلاً لها عن الشمس..
لكن الذين آذوها أرسلوا من قطع الشجرة وهدم ذلك البيت في قصّة معروفة.
الهوامش
1 - إشارة إلى المروي عن الإمام الصادق…: «هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى»، امالي الشيخ الطوسي: ج2 ص280 ط قم.
2 - تفسير أطيب البيان: ج13 ص225.
3 - راجع علل الشرائع: ص124 باب العلة التي من أجلها صار النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الأنبياء.
4 - راجع الخصال: ص205، باب افضل نساء أهل الجنة أربع، مضافاً إلى ما دل على أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
5 - سورة الرعد: 17.
6 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص592 المجلس 86 ح18، وعلل الشرائع: ص178.
7 - عيون أخبار الرضا …: ج1 ص225.
8 - الإرشاد: ج2 ص93، وراجع مثير الأحزان: ص49 وإعلام الورى: 239، وفيها: «وان أبي خير مني وأخي خير مني».
9 - راجع الأمالي للشيخ الصدوق: ص437 المجلس 67.
10 - مشكاة الأنوار: ص260، الفصل الخامس في الحقائق والنجابة.
11 - الصراط المستقيم: ج1 ص170 الفصل الخامس.
12 - تأويل الآيات: ص240 سورة الرعد.
13 - تأويل الآيات: ص241.
14 - للتفصيل راجع كتاب (فاطمة الزهراء (عليها السلام) في القرآن) للفقيه المحقق آية الله السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
15 - سورة الإنسان.
16 - سورة الإنسان: 8 ـ 9.
17 - الصاع: ما يقارب الثلاثة كيلو.
18 - في بعض النسخ: ولا ضراعة.
19 - القراح، بفتح القاف: الماء الخالص.
20 - وفي بحار الأنوار: (فأعطيه)، وفي بعض النسخ: (فاعطنه).
21 - الضياع، بفتح الضاد: الهلاك.
22 - الباع: قدر مد اليدين. ويقال: فلان طويل الباع ورحب الباع: أي كريم وواسع الخلق ومقتدر.
23 - في بحار الأنوار: فأعطوه.
24 - غارت عينه: دخلت في الرأس وانخسفت.
25 - سورة الإنسان: 1-22.
26 - كلح وجهه: عبس فأفرط في تعبسه.
27 - في بحار الأنوار: تكافوننا.
28 - سورة الإنسان: 5 ـ 13.
29 - أمالي الصدوق: ص212 ح11، منه البحار: ج35 ص237.
30 - سورة الكوثر: 1ـ 3.
31 - وقد أخرج ذلك عديد من مفسري العامة أيضا:
منهم: البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة: (الكوثر) قال: «وقيل: أولاده» (أنوار التنـزيل وأسرار التأويل: مخطوط ص1156).
ومنهم: الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال: «الكوثر أولاده (صلى الله عليه وآله) لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فأنظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به» (التفسير الكبير: ج30 تفسير سورة الكوثر).
ومنهم: شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر، قال: «إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة (منها): أنّ المراد بالكوثر: أولاده(صلى الله عليه وآله)، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت رداً على من قال في حقّه (صلى الله عليه وآله): إنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه» (الحاشية على تفسير البيضاوي: ج9 ص341).
ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي (حاشية الشهاب المسمّاة بـ (عناية القاضي): ص403).
ومنهم: العلاّمة أبو بكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل) (القول الفصل: ص457).
32 - سورة الأحزاب: 33.
33 - فضائل الخمسة: ج2 ص219.
34 - فضائل الخمسة: ج2 ص219.
35 - للتفصيل راجع الخرائج والجرائح: ص85، وأعلام الورى: ص49 الفصل السادس في ذكر إسرائه (صلى الله عليه وآله) إلى بيت المقدس ودخوله بعد ذلك في شعب أبي طالب. سورة آل عمران: 61.
36 - انظر كتاب (فاطمة الزهراء في القرآن) لآية الله المحقق السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
37 - سورة آل عمران: 59-61.
38 - تفسير القمي: ج1 ص104.
39 - كشف الغمة: ج1 ص405 ـ 406.
40 - للتفصيل عن حجة الوداع راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج2.
41 - للتفصيل عن غزوة احد راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم).
42 - راجع كتاب سليم بن قيس: ص84 وص134