حبيبة الحسين
16-08-2011, 08:10 PM
الموعظة الأولى : في التسليم الى الله
قال الإمام الحسن ( عليه السلام ) :
( مَن لا يُؤمِن بالله وقضائه وقدره فقد كَفَر ،
ومن حمل ذنبه على ربه فقد فجر . إنَّ الله لا يُطاع استكراهاً ،
ولا يعطي لغلَبة ، لأنه المليك لما ملَّكهم ، والقادر على ما أقدرهم .
فإن عملوا بالطاعة لم يَحُلْ بينهم وبين ما فعلوا ،
فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي يجبرهم على ذلك .
فلو أجبر الله الخلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب ،
ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب ،
ولو أنه أهملهم لكان عجزاً في القدرة .
ولكنْ له فيهم المشيئة التي غيَّبها عنهم ،
فإن عملوا بالطاعات كانت له المِنَّة عليهم ،
وإن عملوا بالمعصية كانت له الحُجَّة عليهم ) .
الموعظة الثانية : في ذكر الموت
قال ( عليه السلام )
لجنادة - أحد أصحابه - :
( يا جنادة ، استعدَّ لِسَفَرك ، وحصِّل زادك قبل حلول أجلك ،
واعلم أنك تطلب الدنيا و الموت يطلبك .
ولا تحمل هَمَّ يومك الذي لم يأتِ على يومك الذي أنتَ فِيه ،
واعلمْ أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك
إلاَّ كنت فيه خازناً لغيرك . واعلم أنَّ الدنيا في حلالها حساب ،
وفي حَرامها عقاب ، وفي الشُّبُهات عِتاب . فَأَنزِلِ الدنيا بمنزلة الميتة ،
خُذْ منها ما يكفيك ، فإن كان حلالاً كنتَ قد زهدْتَ فيه ،
وإن كان حراماً لم يكن فيه وِزْر ، فأخذت منه كما أخذت من الميتة ،
وإن كان العقاب فالعقاب يسير . واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ،
واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً . وإذا أردت عِزّاً بلا عشيرة ،
وهيبة بلا سلطان ، فاخرج من ذُلِّ معصية الله إلى عِزِّ طاعة الله
عزَّ وجلَّ . وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة ،
فاصحب مَن إذا صحبتَهُ زَانَك ، وإذا أخذتَ منه صانَك ،
وإذا أردت منه مَعونة أعَانَك ، وإن قلتَ صَدَّقك ،
وإن صلتَ شَدَّ صَولتَك ، وإن مَدَدت يدك بفضلٍ مَدَّها ،
وإن بَدَتْ منك ثلمَةٍ سَدَّها ، وإن رأى منك حَسَنة عَدَّها ،
وإن سألته أعطاك ، وإن سَكَتَّ عنه ابْتَداك ، وإن نزلتْ بك
إحدى المُلمَّات وَاسَاك . مَن لا تأتيك منه البوائق ،
ولا تختلف عليك منه الطَّرائِق ، ولا يخذلُك عند الحقائق ،
وإنْ تَنازَعْتُما منقسماً آثَرَكَ ) .
الموعظة الثالثة : في مهلكات المرء
قال ( عليه السلام ) :
( هَلاكُ المَرءِ في ثلاث : الكِبَر ، والحِرْص ، والحَسَد ،
فالكِبَر هلاك الدين ، وبه لُعِن إبليس ، والحِرْص عَدوُّ النفس ،
وبه أُخرِجَ آدم من الجنة ، والحَسَد رائد السوء ، ومِنهُ قَتَلَ قَابيل هَابيلَ ) .
الموعظة الرابعة : في الاخلاق
قال ( عليه السلام ) :
( لا أدَبَ لِمن لا عقل له ، ولا مُرُوءة لِمَنْ لا هِمَّة له ،
ولا حَياءَ لِمَن لا دين له ، ورأسُ العقل مُعَاشَرَة الناس بالجميل ،
وبالعقل تُدرَكُ الداران جميعاً ، وَمَنْ حُرِم العقلُ حُرِمَهُمَا جَميعاً ) .
الموعظة الخامسة: في جوامع الموعظة
قال ( عليه السلام ) :
( يا ابن آدم ، عفَّ عن محارم الله تَكُنْ عابداً ،
وارضَ بما قسم الله تكن غَنيّاً ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً ،
وصاحب الناس بمثل ما تحبَّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً .
إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيراً ، ويبنون مشيداً ،
ويأملون بعيداً ، أصبح جمعهم بوراً ، وعَملهُم غُروراً ،
ومَسَاكنهم قُبوراً . يا ابن آدم ، لم تَزَلْ في هَدم عمرك
منذ سقطتَ من بَطنِ أمِّك ، فَخُذ مما في يديك لما بين يديك ،
فإنَّ المؤمنَ يتزوَّد ، والكافرَ يتمتَّع ) .
الموعظة السادسة : في الاستجابة الى الله
قال ( عليه السلام ) :
( أيَّها الناس ، إنَّه من نصحَ لله وأخذ قوله دليلاً ،
هُدِيَ للتي هي أقْوَم ، وَوَفَّقه الله للرشاد ، وسَدَّده للحسنى .
فإنَّ جار الله آمِنٌ محفوظ ، وعَدوُّه خائف مخذول ،
فاحترسوا من الله بكثرة الذكر ، واخشوا الله بالتقوى ،
وتقرَّبوا إلى الله بالطاعة ، فإنه قريب مجيب .
قال الله تبارك و تعالى :
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
،( البقرة : 186 ) .
فاستجيبُوا لله وآمِنوا به ، فإنَّه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله
أن يتعاظم ، فإنَّ رِفْعَةَ الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا ،
وَ [ عِزَّ ] الذين يعرفون الله أن يتذلَّلوا [ لَهُ ] ،
وسلامةَ الذين يعلمون ما قدرة الله أن يستسلموا لَهُ ،
ولا ينكروا أنفسَهم بَعدَ المَعرِفَة ، ولا يَضلُّوا بعد الهدى ) .
الموعظة السابعة : في التقوى
قال ( عليه السلام ) :
( إعلَموا أنَّ الله لم يخلقكم عَبَثاً ، وليس بتاركِكُم سُدىً ،
كَتَب آجالُكم ، وقسَّم بينكم معائشكم ، لِيَعرف كل ذي لُبٍّ منزلته .
وأنَّ ما قُدِّر له أصابَه ، وما صُرِف عنه فلن يُصيبُه ،
قَد كفاكم مَؤُونة الدنيا ، وفرَّغكم لعبادته ،
وحثَّكم على الشكر ، وافترض عليكم الذِّكر ،
وأوصاكم بالتقوى ، منتهى رضاه ،
والتقوى باب كلِّ توبة ، ورأس كلِّ حكمة .
و شَرَفُ كلِّ عملٍ بالتقوى ، فاز من فاز من المتِّقين .
قال الله تبارك و تعالى :
( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ) ،
( النبأ : 31 ) .
و قال :
( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ،
( الزمر : 61 ) .
فاتَّقوا الله عباد الله ، واعلموا أنه من يَتَّقِ اللهَ
يجعل له مخرجاً من الفتن ، و يسدِّدُه في أمره ،
ويهيِّئ له رشده ، ويفلحه بحجته ، ويبيض وجهه ،
ويعطه رغبته ، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصدِّيقين ، والشهداء والصالحين ، وحَسُنَ أولئك رَفيقاً ) .
الموعظة الثامنة : في أهل النار
قال ( عليه السلام ) :
( إنَّ الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق اهل النار
لأنهم أعجزوه ، ولكن إذا أطفىء بهم اللَّهَب أرسبهم في قعرها )
. ثم غشي عليه ( عليه السلام ) ،
فلما أفاقَ من غشوته قال :
( يا ابن آدم ، نَفْسَك نَفْسَك ، فإنَّما هي نفس واحدة ،
إن نَجَتْ نَجوتَ ، وإن هَلَكَتْ لم ينفعك نَجَاةُ مَن نَجا ) .
الموعظة التاسعة : في المبادرة الى العمل
قال ( عليه السلام ) :
( إتقوا الله عباد الله ، وجِدُّوا في الطلب وتجاه الهرب ،
وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات ، وهادم اللَّذات ،
فإنَّ الدنيا لا يدوم نعيمها ، ولا يؤمن فجيعها ، ولا تتوقَّى مساويها ،
غرور حائل ، وسناد مائل ، فاتَّعظوا عباد الله بالعبر ،
واعتبروا بأثر ، وازدجروا بالنعيم ، وانتفعوا بالمواعظ .
فكفى بالله معصتماً ونصيراً ، وكفى بالكتاب حَجِيجاً وخَصيماً ،
وكفى بالجنَّةِ ثواباً ، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً )
الموعظة العاشرة : في ذم حب الناس
قال ( عليه السلام ) :
( مَنْ أحبِّ الدنيا ذهبِ خوف الآخرة من قلبه ،
ومن ازداد حِرصاً على الدنيا ، لم يزدَدْ منها إلا بعداً ،
وازداد هو من الله بغضاً . والحريص الجاهد ،
والزاهد القانع ، كلاهما مستوفٍ أكله ، غير منقوصٍ من رِزقِه شيئاً ،
فعلام التهافت في النار ؟! ، والخير كُلّه في صَبر ساعةٍ واحدةٍ ،
تُورِثٍ راحةً طويلةً ، وسعادةً كثيرةً . والناس طالبان ،
طَالبٌ يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هَلَك ،
وطَالِبٌ يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناجٍ فائز .
واعلم أيها الرجل ، أنه لا يضرُّك ما فاتك من الدنيا ،
وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة ، وما ينفعك
ما أصبت من الدنيا ، إذا حُرِمت الآخرة .
الناس في دار سهوٍ وغفلة ، يعملون ولا يعلمون ،
فإذا صاروا إلى دار يقينٍ ، يعلمون ولا يعملون ) .
نسألكم الدعاء
قال الإمام الحسن ( عليه السلام ) :
( مَن لا يُؤمِن بالله وقضائه وقدره فقد كَفَر ،
ومن حمل ذنبه على ربه فقد فجر . إنَّ الله لا يُطاع استكراهاً ،
ولا يعطي لغلَبة ، لأنه المليك لما ملَّكهم ، والقادر على ما أقدرهم .
فإن عملوا بالطاعة لم يَحُلْ بينهم وبين ما فعلوا ،
فإذا لم يفعلوا فليس هو الذي يجبرهم على ذلك .
فلو أجبر الله الخلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب ،
ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب ،
ولو أنه أهملهم لكان عجزاً في القدرة .
ولكنْ له فيهم المشيئة التي غيَّبها عنهم ،
فإن عملوا بالطاعات كانت له المِنَّة عليهم ،
وإن عملوا بالمعصية كانت له الحُجَّة عليهم ) .
الموعظة الثانية : في ذكر الموت
قال ( عليه السلام )
لجنادة - أحد أصحابه - :
( يا جنادة ، استعدَّ لِسَفَرك ، وحصِّل زادك قبل حلول أجلك ،
واعلم أنك تطلب الدنيا و الموت يطلبك .
ولا تحمل هَمَّ يومك الذي لم يأتِ على يومك الذي أنتَ فِيه ،
واعلمْ أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك
إلاَّ كنت فيه خازناً لغيرك . واعلم أنَّ الدنيا في حلالها حساب ،
وفي حَرامها عقاب ، وفي الشُّبُهات عِتاب . فَأَنزِلِ الدنيا بمنزلة الميتة ،
خُذْ منها ما يكفيك ، فإن كان حلالاً كنتَ قد زهدْتَ فيه ،
وإن كان حراماً لم يكن فيه وِزْر ، فأخذت منه كما أخذت من الميتة ،
وإن كان العقاب فالعقاب يسير . واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ،
واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً . وإذا أردت عِزّاً بلا عشيرة ،
وهيبة بلا سلطان ، فاخرج من ذُلِّ معصية الله إلى عِزِّ طاعة الله
عزَّ وجلَّ . وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة ،
فاصحب مَن إذا صحبتَهُ زَانَك ، وإذا أخذتَ منه صانَك ،
وإذا أردت منه مَعونة أعَانَك ، وإن قلتَ صَدَّقك ،
وإن صلتَ شَدَّ صَولتَك ، وإن مَدَدت يدك بفضلٍ مَدَّها ،
وإن بَدَتْ منك ثلمَةٍ سَدَّها ، وإن رأى منك حَسَنة عَدَّها ،
وإن سألته أعطاك ، وإن سَكَتَّ عنه ابْتَداك ، وإن نزلتْ بك
إحدى المُلمَّات وَاسَاك . مَن لا تأتيك منه البوائق ،
ولا تختلف عليك منه الطَّرائِق ، ولا يخذلُك عند الحقائق ،
وإنْ تَنازَعْتُما منقسماً آثَرَكَ ) .
الموعظة الثالثة : في مهلكات المرء
قال ( عليه السلام ) :
( هَلاكُ المَرءِ في ثلاث : الكِبَر ، والحِرْص ، والحَسَد ،
فالكِبَر هلاك الدين ، وبه لُعِن إبليس ، والحِرْص عَدوُّ النفس ،
وبه أُخرِجَ آدم من الجنة ، والحَسَد رائد السوء ، ومِنهُ قَتَلَ قَابيل هَابيلَ ) .
الموعظة الرابعة : في الاخلاق
قال ( عليه السلام ) :
( لا أدَبَ لِمن لا عقل له ، ولا مُرُوءة لِمَنْ لا هِمَّة له ،
ولا حَياءَ لِمَن لا دين له ، ورأسُ العقل مُعَاشَرَة الناس بالجميل ،
وبالعقل تُدرَكُ الداران جميعاً ، وَمَنْ حُرِم العقلُ حُرِمَهُمَا جَميعاً ) .
الموعظة الخامسة: في جوامع الموعظة
قال ( عليه السلام ) :
( يا ابن آدم ، عفَّ عن محارم الله تَكُنْ عابداً ،
وارضَ بما قسم الله تكن غَنيّاً ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً ،
وصاحب الناس بمثل ما تحبَّ أن يصاحبوك به تكن عادلاً .
إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيراً ، ويبنون مشيداً ،
ويأملون بعيداً ، أصبح جمعهم بوراً ، وعَملهُم غُروراً ،
ومَسَاكنهم قُبوراً . يا ابن آدم ، لم تَزَلْ في هَدم عمرك
منذ سقطتَ من بَطنِ أمِّك ، فَخُذ مما في يديك لما بين يديك ،
فإنَّ المؤمنَ يتزوَّد ، والكافرَ يتمتَّع ) .
الموعظة السادسة : في الاستجابة الى الله
قال ( عليه السلام ) :
( أيَّها الناس ، إنَّه من نصحَ لله وأخذ قوله دليلاً ،
هُدِيَ للتي هي أقْوَم ، وَوَفَّقه الله للرشاد ، وسَدَّده للحسنى .
فإنَّ جار الله آمِنٌ محفوظ ، وعَدوُّه خائف مخذول ،
فاحترسوا من الله بكثرة الذكر ، واخشوا الله بالتقوى ،
وتقرَّبوا إلى الله بالطاعة ، فإنه قريب مجيب .
قال الله تبارك و تعالى :
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
،( البقرة : 186 ) .
فاستجيبُوا لله وآمِنوا به ، فإنَّه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله
أن يتعاظم ، فإنَّ رِفْعَةَ الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا ،
وَ [ عِزَّ ] الذين يعرفون الله أن يتذلَّلوا [ لَهُ ] ،
وسلامةَ الذين يعلمون ما قدرة الله أن يستسلموا لَهُ ،
ولا ينكروا أنفسَهم بَعدَ المَعرِفَة ، ولا يَضلُّوا بعد الهدى ) .
الموعظة السابعة : في التقوى
قال ( عليه السلام ) :
( إعلَموا أنَّ الله لم يخلقكم عَبَثاً ، وليس بتاركِكُم سُدىً ،
كَتَب آجالُكم ، وقسَّم بينكم معائشكم ، لِيَعرف كل ذي لُبٍّ منزلته .
وأنَّ ما قُدِّر له أصابَه ، وما صُرِف عنه فلن يُصيبُه ،
قَد كفاكم مَؤُونة الدنيا ، وفرَّغكم لعبادته ،
وحثَّكم على الشكر ، وافترض عليكم الذِّكر ،
وأوصاكم بالتقوى ، منتهى رضاه ،
والتقوى باب كلِّ توبة ، ورأس كلِّ حكمة .
و شَرَفُ كلِّ عملٍ بالتقوى ، فاز من فاز من المتِّقين .
قال الله تبارك و تعالى :
( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ) ،
( النبأ : 31 ) .
و قال :
( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ،
( الزمر : 61 ) .
فاتَّقوا الله عباد الله ، واعلموا أنه من يَتَّقِ اللهَ
يجعل له مخرجاً من الفتن ، و يسدِّدُه في أمره ،
ويهيِّئ له رشده ، ويفلحه بحجته ، ويبيض وجهه ،
ويعطه رغبته ، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصدِّيقين ، والشهداء والصالحين ، وحَسُنَ أولئك رَفيقاً ) .
الموعظة الثامنة : في أهل النار
قال ( عليه السلام ) :
( إنَّ الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق اهل النار
لأنهم أعجزوه ، ولكن إذا أطفىء بهم اللَّهَب أرسبهم في قعرها )
. ثم غشي عليه ( عليه السلام ) ،
فلما أفاقَ من غشوته قال :
( يا ابن آدم ، نَفْسَك نَفْسَك ، فإنَّما هي نفس واحدة ،
إن نَجَتْ نَجوتَ ، وإن هَلَكَتْ لم ينفعك نَجَاةُ مَن نَجا ) .
الموعظة التاسعة : في المبادرة الى العمل
قال ( عليه السلام ) :
( إتقوا الله عباد الله ، وجِدُّوا في الطلب وتجاه الهرب ،
وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات ، وهادم اللَّذات ،
فإنَّ الدنيا لا يدوم نعيمها ، ولا يؤمن فجيعها ، ولا تتوقَّى مساويها ،
غرور حائل ، وسناد مائل ، فاتَّعظوا عباد الله بالعبر ،
واعتبروا بأثر ، وازدجروا بالنعيم ، وانتفعوا بالمواعظ .
فكفى بالله معصتماً ونصيراً ، وكفى بالكتاب حَجِيجاً وخَصيماً ،
وكفى بالجنَّةِ ثواباً ، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً )
الموعظة العاشرة : في ذم حب الناس
قال ( عليه السلام ) :
( مَنْ أحبِّ الدنيا ذهبِ خوف الآخرة من قلبه ،
ومن ازداد حِرصاً على الدنيا ، لم يزدَدْ منها إلا بعداً ،
وازداد هو من الله بغضاً . والحريص الجاهد ،
والزاهد القانع ، كلاهما مستوفٍ أكله ، غير منقوصٍ من رِزقِه شيئاً ،
فعلام التهافت في النار ؟! ، والخير كُلّه في صَبر ساعةٍ واحدةٍ ،
تُورِثٍ راحةً طويلةً ، وسعادةً كثيرةً . والناس طالبان ،
طَالبٌ يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هَلَك ،
وطَالِبٌ يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناجٍ فائز .
واعلم أيها الرجل ، أنه لا يضرُّك ما فاتك من الدنيا ،
وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة ، وما ينفعك
ما أصبت من الدنيا ، إذا حُرِمت الآخرة .
الناس في دار سهوٍ وغفلة ، يعملون ولا يعلمون ،
فإذا صاروا إلى دار يقينٍ ، يعلمون ولا يعملون ) .
نسألكم الدعاء