huseinalsadi
20-08-2011, 02:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين
الوهابية والوهابيون فكر أسود وتاريخ أسود -- ادلة وحقائق ... الجزء الثاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سبق ان قدمنا في موضوع سابق آرآء بعض من علمآء الأمة من مشايخ
ألأزهر الشريف وآخرين عن أساس نشأة هذا المذهب وعن ألأسس التي
يعتمد عليها هذا الفكر المنحرف والمخالف لكل شرائع الأسلام وكذلك مخالفته
لكل ألمذاهب الأسلامية الأخرى , بل تكفيره لكل هذه المذاهب وهذا مما أجمع
عليه الأمة بعدم جواز تكفير من نطق بالشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة
وقد خرج هذا المذهب وهذا الفكر عن أجماع علمآء الأمة كلهم
هنا وفي هذه السطور سنحاول ألقآء الضوء على بعض من فتاوى هذا الفكر
وسنبين من خلال آرآء بعض من العلمآء هشاشة هذا الفكر وبيان كيف ان
هذا الفكر وكيف يعتمد على أسس مغلوطة بل وأسس لاتقر بها كل المذاهب
الاسلامية
وفي حلقة قادمة أنشآء الله تعالى سنتعرض لأهم رموز هذا المذهب وهذا
الفكر وسنعطي الدلآئل والشواهد من نفس أعضآء هذا المذهب كيف أنهم
يكذب بعضهم بعضا ًويتهم بعضهم بعضا ً بالكذب والدجل وكل الاتهامات
الاخرى, وهنا كذلك سنتطرق أنشآء الله تعالى الى ألأساليب المتبعة في
هذا المذهب في التعامل مع الخصوم وكيفية أتباععهم سياسة التحريف
والكذب والتدليس لا من أجل شيء إلا من أجل الانتصار لهذا الفكر
المنحرف وليس من أجل الوصول الى الحقائق وبيان مدى تطابق فكرهم
مع آرآء المذاهب الأخرى ومن ثم ألأذعان الى ألدين الحق بل سولت
لهم أنفسهم تزوير الكثير الكثير من الكتب والحقائق التي بدأ خصومهم
يخاصمونهم بها ... فبدلا ً من أن يقوم هؤلآء للأعتراف بأخطائهم
حتى أخذتهم العزة بالنفس ودفاعا ً عن فكرهم المنحرف بدأوا بتزوير
كتبهم نفسها لتتوافق مع هذا الفكر ولكي تتماشى مع أغراضهم الدنيويى
وهكذا اضاعوا على أنفسهم الطريق مرتين , مرة بمجانبتهم الحق المبين
وأخرى بطمس معالم دينهم بأيديهم وباتوا لايزدادون كل يوم إلا ضلالا
أولا ً
~~~~~
من هم الوهابية
=========
ان خطر الوهابية لا يقتصر على الشيعة فقط، بالرغم من انهم المتضرر الاول منها وانهم اكبر ضحاياها منذ نشوئها قبل اكثر من قرنين ولحد الان، بسبب عدائها لمدرسة اهل بيت النبوة والرسالة، وانما يتعدى ذلك الى البشرية جمعاء بغض النظر عن الدين او المذهب او الاتجاه الفكري، فمثل خطرها كمثل الخطر العالمي الذي كانت تمثله النازية والفاشية منتصف القرن الماضي، او كمثل الشيوعية خلال القرن الماضي باكمله تقريبا.
ان الوهابية حزب سياسي تلفع بالدين، فهي ليست مذهب من مذاهب المسلمين ابدا، كما انها ليست حركة اصلاحية، كما يحاول بعض الكتاب والباحثين تصويرها، بل هي حركة تدميرية هدامة، تعتمد الالغاء والاقصاء والتكفير وعدم الاعتراف بالاخر ما لم يلتزم بكل ما تذهب اليه، انها حركة تدميرية تلجا الى كل الوسائل غير الشريفة للوصول الى اهدافها ونيل مآربها، وعلى راس هذه الوسائل، القتل وانتهاك الاعراض واستباحة الحرمات والاستيلاء على مال (العدو) الوهمي.
انها فكر شمولي خطير يعتمد التطرف والعنف والكراهية والغاء الاخر والحقد والتكفير لتصفية الخصم، فهي خطر على الشيعة كما انها خطر على السنة، وخطر على الاسلام كما انها خطر على المسيحية، ويخطئ من يظن انها في خدمة هذا المذهب او ذاك الاخر من المذاهب الاسلامية، انها في نهاية المطاف فكر هدام يسعى لتدمير الاسلام من خلال تصويره وكأنه دين القتل والتدمير والعنف والذبح، او كأنه دين لا يعترف باحد ما لم يسلم امره اليهم جملة وتفصيلا وبلا نقاش او حوار، او انه دين متخلف لا يعترف بالاخر ولا يعتمد الحوار والمنطق والدليل العقلي، ولا يعترف بالاديان السماوية الاخرى، او انه دين لا يعتقد بالتعايش بين بني البشر الذين قال عنهم الامام امير المؤمنين في وصيته الى ابنه الامام الحسن عليهما السلام {الناس صنفان، اما اخ لك في الدين او نضير لك في الخلق} او انه دين لا يعترف بالتعدد والتنوع الذي خلقه الله تعالى من اجل خير وصلاح البشرية، من خلال التعارف والتواصل وتاليا التكامل.
ان قراءة متانية للمصادر التي يعتمدها الوهابيون والـ (الفقهاء) الذين يرجعون اليهم تكشف لنا رداءة المباني الفكرية التي تعتمد عليها هذه الحركة الضالة والتضليلية، كما سنكتشف من خلالها مقدار الاساءة التي يتعرض لها الاسلام ورب العزة ورسوله الكريم (ص) من قبل هذا الفكر المنحرف. فاذا اراد المسلمون ان ينقذوا دينهم من التضليل والخداع والغش، واذا ارادوا ان يوضحوا الصورة الحقيقية التي عليها دينهم الحنيف، واذا ارادوا ان يردوا على الشبهات التي تحوم حول دينهم المقدس، واذا ارادوا ان ينقذوا شباب الامة والجيل الصاعد من ابنائهم من خطر الوقوع في فخ وشراك مجموعات العنف والارهاب التي ترتدي عباءة الاسلام، اذا ارادوا كل ذلك، فعليهم ان يقاطعوا الوهابية ويحاربونها ويقضون عليها قبل ان تقضي عليهم وعلى دينهم، بعد ان تحولت الوهالبية اليوم الى اداة طيعة ومعول هدام بيد كل متخلف وجاهل يسعى الى تدمير الاسلام وهدم اركانه، من وعاظ سلاطين وحكام جور واجهزة مخابرات دولية ومؤسسات تناصب الاسلام الحنيف العداء المستحكم.
على المسلمين بمختلف مذاهبهم، ان يميزوا انفسهم عن الوهابية، وان يتبرأوا منها، كما ان عليهم ان يوضحوا للعالم بان الوهابية لا تمثل الاسلام وان فقهاءها وعلماءها فئة ضالة تحاول تسخير الدين لخدمة اغراضها الدنيوية الدنيئة، وانهم يتلفعون بالدين والدين منهم براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
ثانيا ً
~~~~~~~
تعد لحوم المسلمين في عرف أدعياء الوهابية مباحة ، تحصدها سيوفهم في كل لحظة ، وهاهي ألسنتهم تحصدهم وعلماءهم على المنابر وعلى صدور الكتب واليك بعض النماذج :
اولا :تكفيرهم لأمنا حواء: الدين الخالص ص 160 قال الوهابيون: الصحيح أن الشرك إنما وقع من حواء فقط دون آدم.
ثانيا :الطعن في الصحابه : عبد العزيز بن باز في تعليقه على شرح البخاري ج2 ط دار المعرفة ص 95 شرك الصحابي الجليل بلال ابن الحارث المزني واعتبر أن زيارته لقبر النبي وتوسله بالرسول "شرك"، والصحابة برأيهم "عدول لا يتطرق إليهم الجرح ولا التعديل" لأمور لا توافق الهوى الوهابي ولا عقيدة الصحراء:. ثم اتهم ابن تيمية بالشرك الصحابي عبد الله ابن عمر في كتاب "إقتضاء الصراط المستقيم"ص 390 لأنه تتبع الأماكن التي صلى بها الرسول ص وتحراها للصلاة فيها فيقول ابن تيمية "وذلك ذريعة إلى الشرك بالله".
ثالثا :الطعن في علماء السنة مثل ابن حجر والنووي وكشك والشعراوي: أما الإمامين والشيخين ابن حجر والنووي-على رغم تعصبهما في بعض الأمور- فهما "ليسا من أهل السنة والجماعة" كما قال محمد العثيمين. ومشهور ما قيل عن كشك والشعراوي "أنهم ماتوا ولا يعرفوا كيفية الصلاة ولا الوضوء" إضافة إلى استهزاء سافر بهم في محاضرات تجدها على موقعه الخاص.
رابعا :تكفير كل أهل السنة: أما في كتاب فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد عبد الوهاب مراجعة وتعليق عبد العزيز بن باز ص 190 دار الندوة الجديدة، كفر اهل العراق، وبلاد الشام، واليمن، والجزيرة العربية، والحجاز، زاعما أن أهل الشام يعبدون ابن عربي، وأهل مصر يعبدون البدوي، وأهل العراق يعبدون الجيلاني، وأهل الحجاز واليمن يعبدون الطواغيت والأحجار والأشجار والقبور. ملاحظة: ابن باز بمراجعته وإعادة طبعه والتعليق عليه وعدم استنكاره على ما في هذا الكتاب لهو دليل على إقرار ما فيه والتسليم بصحته.
خامسا :اتهام امه محمد بالضلال بشكل عام: عندما قالوا: "تقليد المذاهب من الشرك" كما في كتاب الدين الخالص وبذلك كفروا الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية والشيعة والمتصوفة. ثم فتوى الالباني "فمن تمذهب بمذهب للائمه الاربعه فهذا من البدع المنكره". وفي جريدة السفير ليوم السبت 30 حزيران 2001 ص 11 كشف محمد حسنين هيكل عن وثيقة فيها "أن أحد كبار زعماء الوهابية يقول لا ينبغي أن يكون هناك قتال بين أخيار المسلمين -أي الوهابيين- إلا مع المشركين والكفار وأول الكفار المشركين هم الأتراك العثمانيون وأيضًا الأشراف الهاشميون وباختصار كل المحمديين فيما عدا الوهابيين". وفي كتاب إعصار التوحيد طعنوا في ايمان أهل السودان وتونس والجزائر ومصر والمغرب العربي وليبيا وبلاد الشام و اليمن والهند وفارس وآسيا الغربية وتركيا والبلاد الرومية والأفغانية ونيجيريا وبلاد تركستان الصينية.إلخ
سادسا : تكفير الجهمية والماتريدية والأشاعرة والمعتزلة والصوفية: وعد لفتاويهم خاصة كتاب التوحيد لابن خزيمة، وكتاب أمراء البلد الحرام لمحمد بن زيني دحلان، الذي وصف أعمالهم القبيحة خلال الإغارة على البلد الحرام وقتلهم وذبحهم للمسلمين باعتبارهم "حلال الدم والمال والعرض". وفي كتابهم "إعصار التوحيد" لنبيل محمد يكفرون فيه الصوفية وأهل الطرق. وفي كتابهم المسمى "التوحيد" يدرس للمرحلة الثانوية الصف الأول تأليف الفوزان طبع وزارة التربية والتعليم في المملكة سنة 1424هـ ص 66 و67 قالوا فيه وهو مقرر رسمي:"فهؤلاء المشركون هم سلف الجهمية والمعتزلة والأشاعرة".
سابعا :تكفير من يصلي على النبي بعدد معين أو يقول لا إله إلا الله: كتاب "حلقات ممنوعة" تأليف حسام العقاد ص 25 كفّر من يصلي على النبي عشرة آلاف مرة أو يقول لا إله إلا الله ألف مرة.
ان ادنى مايمكن ان نصف به الوهابية بعد فتاواهم بانهم :
إرهابيون ...
متطرفون ...
مداديون ...
وبعد هذا هل يصح ان يكون الوهابية القادة للدين الاسلامي كما يدعون بعد تكفيرهم لكل المذاهب الاسلامية ؟
ثالثا ً
~~~~~
خالد مطر - « شبكة الملتقى » - 16 / 6 / 2009م
قام إمام الحرم الشيخ عادل الكلباني ، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بوصف الشيعة بـ"الكفرة"، مما أثار موجة كبيرة من الإستياء والإستنكار ليس في صفوف الشيعة فقط، بل ولدى كل محب للسلام وداع للحوار بين الأديان والحضارات والثقافات. وعاد الشيخ الكلباني في الأيام الأخيرة ليؤكد وصفه لأتباع المذهب الشيعي بـ"الكفرة" وذلك في معرض نفيه لما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن أن السلطات السعودية استدعته للتحقيق معه حول حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية، وادعى أنه لم يكفر أحدا بعينه، وإنما ذكر صفة من تلبس بها فهو كافر لا ريب، ثم كال سلسلة من الاتهامات الباطلة للشيعة فقال: أن "'القوم يشركون في دعائهم علياً وحُسَيناً وحَسَناً، ويشركون في الربوبية فيدعون للزهراء أنها تصرف الكون، ويتهمون الأمين جبريل بالخيانة، ويرمون الصديقة بال***، ويدعون تحريف القرآن".
ومع أن الكلباني لم يلتق أحدا من الشيعة في حياته، ولم يزر بلداً شيعياً، ولم يطلع على الفرق بين الفرق المختلفة التي تنضوي تحت اسم الشيعة، كالفرق المغالية والمعتدلة ، والبائدة والمعاصرة، إلا أنه كرر الاتهامات المعلبة ضد الشيعة بصورة عامة، واستند في ذلك الى موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكتاب "الدرر السنية" الذي يضم التراث الوهابي التكفيري. وفي محاولة من الكلباني للتخفيف من وقع فتواه التكفيرية قال:" أن تكفير هؤلاء لا يوجب إلا عداوتهم وعدم موالاتهم، فليس معناه ظلمهم والاعتداء عليهم وهضم حقوقهم، بل هم كالنصارى في معاملتنا لهم، وإعطائهم حقهم"!!!.
واذا كان الشيخ الكلباني يستند في فتاواه التكفيرية ضد الشيعة على التراث الوهابي وكتاب "الدرر السنية" فان هذا الكتاب يحمل بين طياته فتاوى أخرى بتكفير عامة أهل السنة والجماعة وخاصة الصوفية وأهل مصر والدولة العثمانية، وحتى أهل مكة التي فتحها الوهابيون بالقوة ودعوا أهلها الى الاسلام، في بداية القرن العشرين، حتى اضطر المستعمر البريطاني لورنس – كما يقول محمد جلال كشك في كتابه السعوديون والحل الاسلامي ص496 – الى تحذير ابن سعود بقوله:" اذا كان ابن سعود يريد أن يتخلى عن الوهابية فنحن نرحب باحتلاله للحجاز، وأما اذا كان يريد أن يحافظ عليها فاننا سنأتي بالمسلمين الهنود لكي يخلصوا بلاد الحرمين منه، إذاما أصر على الوهابية" مما اضطر الملك عبد العزيز بن سعود الى التخفيف من لهجة التكفير والاعتراف بإسلام أهل مكة والحجاز، وبقية المسلمين الذي يكفرهم الوهابيون تحت ذرائع شتى. وحاول أبناؤه من بعده أن يتخلصوا حتى من إسم الوهابية، ويذوبوا في بحر الأمة الاسلامية.
، نود أن نذكر من يهمه الأمر، بأن إحياء السياسة الوهابية القائمة على التشدد في التكفير لن يتوقف عند حد، أو عند تكفير الشيعة فقط، بل أنه سوف يمتد ليشمل تكفير الوهابيين بعضهم لبعض، وتكفير الحكومة السعودية، كما حصل عندما كفر "الإخوان" الوهابيون الملك عبد العزيز لقبوله الحماية البريطانية، وتوقيعه "اتفاقية جدة" 1925سنة ، وكما هو حاصل اليوم من طرف تنظيم القاعدة التي تكفر النظام السعودي حكاما وعلماء، لموالاتهم أعداء الإسلام.
اننا لسنا بحاجة لمناقشة الشيخ الكلباني في فتاواه التكفيرية ضد الشيعة، إذ يكفينا شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمد طنطاوي، ومفتي مصر الشيخ علي جمعة، وعلماء الاسلام الكبار ، أعضاء مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذين اجتمعوا في جدة بتاريخ 31/5/ 2008 وأكدوا " بأن جميع المذاهب تؤمن بالدين الإسلامي وأركانه وما هو معلوم من الدين بالضرورة، وذلك يقتضي صحة الحكم بإسلامها وحرمة دماء أتباعها وأعراضهم وأموالهم. ونددوا بالجرأة على التكفير والفتوى من غير المؤهلين الذين يلقون الأحكام جزافا من دون مستند شرعي أو دليل".