د. حامد العطية
20-08-2011, 10:11 PM
متى يقول شيعة العراق كفى؟
د. حامد العطية
أن ترد بنعم اسهل بكثير من قول لا، تلك عادة الشرقيين، وغالباً ما يعبرون عنها بالحركات والملامح أيضاً، مع "نعم" الياباني والصيني انحناءة راس، وابتسامة عريضة، ومن أداب العراقيين والعرب بصورة عامة القبول والموافقة، إن لم يكن عن اقتناع واذعان فعلى سبيل المجاملة فقط، أما في الغرب فيعلمون أطفالهم الجرأة على الرفض، أن يقولوا لا للغرباء، لأانها أقل ضرراً من القبول والرد بـ "نعم"، فاليد الممدودة بالحلوى قد تضمر شراً، ومن يتردد في قول لا غالباً لا يحصل على حقوقه.
كفى أقل حدة من لا، لا رفض تام ومطلق، أما كفى فهي طلب استرحام، من مظلوم إلى ظالم، ومن معتدى عليه إلى معتدي، ولو تجرأ المظلوم على رفض الظلم لما احتاج للاسترحام بكفى.
لم يقل شيعة العراق لا، إلا ثلة قليلة منهم، في الماضي والحاضر، وحتى اليوم لم نسمع منهم قول كفى، إلا من قلة قليلة، سرعان ما تخبو أصواتهم ليحل محلها صمت، الذي وإن كان غير دال على القبول، فهو بالتأكيد صمت اللامبالين أو المتضجرين.
متى يقول شيعة العراق كفى للإرهاب وقد حصد منهم مئات الألاف، مع أنهم يعرفون جيداً مواطن الإرهاب، ومصادر التحريض عليه وتمويله وتزويده بالمال والعتاد، وأمضى كفى للإرهاب سيف يقطع رأس كل إرهابي بلا رحمة ولا شفقة.
متى يقول شيعة العراق كفى لفلول البعث، التي ما برحت تقتل وتخرب وتتأمر لتعود إلى السلطة، وكل كفى للبعث ينسجونها حبلاً غليظاً، يضعونه حول عنق كل بعثي مجرم.
متى يقول شيعة العراق كفى للإحتلال الأمريكي، الذي لم تفرق ماكنة قتله بين المذنب والبريء، استورد لهم الإرهاب السلفي، وفرض عليهم المصالحة مع البعثيين، والمحاصصة مع الطائفيين والعنصريين، واختلس أموالهم، وعاقبهم بذنوب عميل أمريكا صدام، وجردهم من السلاح، واصطف مع أعداء الشيعة في البحرين والسعودية، ويريد اتخاذ أرض العراق قاعدة لحماية الصهاينة والعدوان على إيران الشيعية.
متى يقول شيعة العراق كفى للسعودية، التي كانت حليفاً لنظام الطاغية صدام، وساعدته في قمع الانتفاضة الشيعية، ووقفت مع ايتام نظامه بعد سقوطه، واغدقت عليهم الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي، وافتى كهانها بتحليل إبادة الشيعة، وصدروا الإرهاب السني السلفي للعراق، وتسببوا بقتل واغتصاب وتشريد الملايين منهم.
متى يقول شيعة العراق للقزم الكويتي كفاك سرقة لأموالنا فأنت شريك لصدام في حربه ضد إيران، ووطأت أرضك ممراً للإحتلال الأمريكي، وكل أموال الكويت لا تكفي لتعويض العراق عما لحق به من خسائر بشرية ومالية ومادية من جيرتك السيئة، وتأتي اليوم وبمساعدة أمريكية لتضيق على العراق منفذه البحري الوحيد، فلن يردد شيعة العراق بعد اليوم هيهات منا الذلة حتى يذل الكويتيون والسعوديون وبقية الخليجيين المعادين لهم.
متى يقول شيعة العراق كفى للأردن الذي كان وما زال أشد الناس حقداً على الشيعة، وهل نسوا مشاركة مليكها السابق المقبور في حروب صدام المدمرة العبثية، وما أن تعلم ابنه الذي ورث الحكم والخبث منه مباديء اللغة العربية حتى جاهر بعداءه لكم مطالباً العالم بالوقوف أمام ما أسماه المثلث الشيعي.
متى يقول الشيعة كفى لتركيا، التي كشفت وثائق ويكيلكس ضلوعها بإرسال الإرهابيين، واستضافت مؤتمرات حماة الإرهابيين من سنة العراق، وتستبيح طائراتها الحربية الأرض العراقية، وكانت وما زالت تمنع عن العراق حصته المائية المشروعة، وبعد يا ورثة آل عثمان فلم ولن ينسى الشيعة ما عانوه من حكمكم المتخلف البغيض قروناً طويلة.
متى يقول شيعة العراق كفى للمصالحة الوطنية التي ما هي إلا صك غفران للبعثيين القتلة وقنطرة يعبرون عليها من مزبلة التاريخ ليستعيدوا مناصبهم، وليتسللوا من جديد إلى الحكم بمباركة الاحتلال الأمريكي.
متى يقول شيعة العراق كفى لبدعة حكومة التوافق، التي ارادها المحتل الأمريكي وصفة جاهزة لحرمان الشيعة من استحقاقاتهم بإعتبارهم أكثرية الشعب العراقي.
متى يقول الشيعة كفى للسنة الطائفيين، الذين لا يشبعون من سفك دمائهم، ولا يملون من سب أعراضهم، ويخططون لتدمير مراقد ائمتهم، ويستكثرون عليهم المشاركة في الحكم أو الحصول على بعض الحقوق، ويتناسون أكثر من ألف سنة عجاف من الحكم السني المتخلف.
متى يقول الشيعة كفى للعنصريين من الأكراد، الذين يتعاطفون مع الإرهابيين والبعثيين السفاحين، ويرفضون انزال القصاص العادل بهم، وكل همهم ابتزاز الشيعة للحصول على المزيد من التنازلات والمكاسب، تمهيداً لتأسيس دويلتهم على أنقاض العراق.
متى يقول شيعة العراق كفى للساسة الذين أوصولهم للحكم بأصواتهم، فتناسوا وعودهم الانتخابية، وانغمسوا في صراعاتهم الجانبية، وفرطوا بحقوق ناخبيهم، وتركوهم طعماً لنيران الإرهابيين، ورضخوا لمطالب المحتلين، وتوددوا لأعداء الشيعة الخليجيين والأردنيين.
متى يقول شيعة العراق كفى للفاسدين والمرتشين والمختلسين وقابضي الرشوات، الذين عطلوا مسيرة التنمية، وحرموا الناس من الخدمات، وأطلقوا سراح الإرهابيين، وادخلوا اليأس والقنوط في نفوس العراقيين.
متى يقول شيعة العراق كفى للمندسين في صفوفهم يحرضونهم على كره الشيعة من غير العراقيين ومعاداتهم، خدمةً للمحتلين والخليجيين، وتفريقاً للصف الشيعي، واضعافاً لدور الشيعة في المنطقة.
شيعة العراق اليوم بحاجة لهذين الكلمتين "لا" و"كفى" أكثر من حاجتهم للكماليات وربما بقدر حاجتهم للضروريات، لأن مصير شيعة العراق يعتمد على هاتين الكلمتين.
"لا" و"كفى" كلمتان غير مسموعتين إن لم ينبذ الشيعة الفرقة، ويتجاوزوا خلافاتهم، ويرصوا صفوفهم، ويشحذوا هممهم، ويتحالفوا مع أخوتهم، ويتصدوا لكل من يعاديهم.
ياشيعة العراق إن لم تتعلموا قول لا وكفى فلا قيمة لحياتكم.
20 آب 2011م
د. حامد العطية
أن ترد بنعم اسهل بكثير من قول لا، تلك عادة الشرقيين، وغالباً ما يعبرون عنها بالحركات والملامح أيضاً، مع "نعم" الياباني والصيني انحناءة راس، وابتسامة عريضة، ومن أداب العراقيين والعرب بصورة عامة القبول والموافقة، إن لم يكن عن اقتناع واذعان فعلى سبيل المجاملة فقط، أما في الغرب فيعلمون أطفالهم الجرأة على الرفض، أن يقولوا لا للغرباء، لأانها أقل ضرراً من القبول والرد بـ "نعم"، فاليد الممدودة بالحلوى قد تضمر شراً، ومن يتردد في قول لا غالباً لا يحصل على حقوقه.
كفى أقل حدة من لا، لا رفض تام ومطلق، أما كفى فهي طلب استرحام، من مظلوم إلى ظالم، ومن معتدى عليه إلى معتدي، ولو تجرأ المظلوم على رفض الظلم لما احتاج للاسترحام بكفى.
لم يقل شيعة العراق لا، إلا ثلة قليلة منهم، في الماضي والحاضر، وحتى اليوم لم نسمع منهم قول كفى، إلا من قلة قليلة، سرعان ما تخبو أصواتهم ليحل محلها صمت، الذي وإن كان غير دال على القبول، فهو بالتأكيد صمت اللامبالين أو المتضجرين.
متى يقول شيعة العراق كفى للإرهاب وقد حصد منهم مئات الألاف، مع أنهم يعرفون جيداً مواطن الإرهاب، ومصادر التحريض عليه وتمويله وتزويده بالمال والعتاد، وأمضى كفى للإرهاب سيف يقطع رأس كل إرهابي بلا رحمة ولا شفقة.
متى يقول شيعة العراق كفى لفلول البعث، التي ما برحت تقتل وتخرب وتتأمر لتعود إلى السلطة، وكل كفى للبعث ينسجونها حبلاً غليظاً، يضعونه حول عنق كل بعثي مجرم.
متى يقول شيعة العراق كفى للإحتلال الأمريكي، الذي لم تفرق ماكنة قتله بين المذنب والبريء، استورد لهم الإرهاب السلفي، وفرض عليهم المصالحة مع البعثيين، والمحاصصة مع الطائفيين والعنصريين، واختلس أموالهم، وعاقبهم بذنوب عميل أمريكا صدام، وجردهم من السلاح، واصطف مع أعداء الشيعة في البحرين والسعودية، ويريد اتخاذ أرض العراق قاعدة لحماية الصهاينة والعدوان على إيران الشيعية.
متى يقول شيعة العراق كفى للسعودية، التي كانت حليفاً لنظام الطاغية صدام، وساعدته في قمع الانتفاضة الشيعية، ووقفت مع ايتام نظامه بعد سقوطه، واغدقت عليهم الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي، وافتى كهانها بتحليل إبادة الشيعة، وصدروا الإرهاب السني السلفي للعراق، وتسببوا بقتل واغتصاب وتشريد الملايين منهم.
متى يقول شيعة العراق للقزم الكويتي كفاك سرقة لأموالنا فأنت شريك لصدام في حربه ضد إيران، ووطأت أرضك ممراً للإحتلال الأمريكي، وكل أموال الكويت لا تكفي لتعويض العراق عما لحق به من خسائر بشرية ومالية ومادية من جيرتك السيئة، وتأتي اليوم وبمساعدة أمريكية لتضيق على العراق منفذه البحري الوحيد، فلن يردد شيعة العراق بعد اليوم هيهات منا الذلة حتى يذل الكويتيون والسعوديون وبقية الخليجيين المعادين لهم.
متى يقول شيعة العراق كفى للأردن الذي كان وما زال أشد الناس حقداً على الشيعة، وهل نسوا مشاركة مليكها السابق المقبور في حروب صدام المدمرة العبثية، وما أن تعلم ابنه الذي ورث الحكم والخبث منه مباديء اللغة العربية حتى جاهر بعداءه لكم مطالباً العالم بالوقوف أمام ما أسماه المثلث الشيعي.
متى يقول الشيعة كفى لتركيا، التي كشفت وثائق ويكيلكس ضلوعها بإرسال الإرهابيين، واستضافت مؤتمرات حماة الإرهابيين من سنة العراق، وتستبيح طائراتها الحربية الأرض العراقية، وكانت وما زالت تمنع عن العراق حصته المائية المشروعة، وبعد يا ورثة آل عثمان فلم ولن ينسى الشيعة ما عانوه من حكمكم المتخلف البغيض قروناً طويلة.
متى يقول شيعة العراق كفى للمصالحة الوطنية التي ما هي إلا صك غفران للبعثيين القتلة وقنطرة يعبرون عليها من مزبلة التاريخ ليستعيدوا مناصبهم، وليتسللوا من جديد إلى الحكم بمباركة الاحتلال الأمريكي.
متى يقول شيعة العراق كفى لبدعة حكومة التوافق، التي ارادها المحتل الأمريكي وصفة جاهزة لحرمان الشيعة من استحقاقاتهم بإعتبارهم أكثرية الشعب العراقي.
متى يقول الشيعة كفى للسنة الطائفيين، الذين لا يشبعون من سفك دمائهم، ولا يملون من سب أعراضهم، ويخططون لتدمير مراقد ائمتهم، ويستكثرون عليهم المشاركة في الحكم أو الحصول على بعض الحقوق، ويتناسون أكثر من ألف سنة عجاف من الحكم السني المتخلف.
متى يقول الشيعة كفى للعنصريين من الأكراد، الذين يتعاطفون مع الإرهابيين والبعثيين السفاحين، ويرفضون انزال القصاص العادل بهم، وكل همهم ابتزاز الشيعة للحصول على المزيد من التنازلات والمكاسب، تمهيداً لتأسيس دويلتهم على أنقاض العراق.
متى يقول شيعة العراق كفى للساسة الذين أوصولهم للحكم بأصواتهم، فتناسوا وعودهم الانتخابية، وانغمسوا في صراعاتهم الجانبية، وفرطوا بحقوق ناخبيهم، وتركوهم طعماً لنيران الإرهابيين، ورضخوا لمطالب المحتلين، وتوددوا لأعداء الشيعة الخليجيين والأردنيين.
متى يقول شيعة العراق كفى للفاسدين والمرتشين والمختلسين وقابضي الرشوات، الذين عطلوا مسيرة التنمية، وحرموا الناس من الخدمات، وأطلقوا سراح الإرهابيين، وادخلوا اليأس والقنوط في نفوس العراقيين.
متى يقول شيعة العراق كفى للمندسين في صفوفهم يحرضونهم على كره الشيعة من غير العراقيين ومعاداتهم، خدمةً للمحتلين والخليجيين، وتفريقاً للصف الشيعي، واضعافاً لدور الشيعة في المنطقة.
شيعة العراق اليوم بحاجة لهذين الكلمتين "لا" و"كفى" أكثر من حاجتهم للكماليات وربما بقدر حاجتهم للضروريات، لأن مصير شيعة العراق يعتمد على هاتين الكلمتين.
"لا" و"كفى" كلمتان غير مسموعتين إن لم ينبذ الشيعة الفرقة، ويتجاوزوا خلافاتهم، ويرصوا صفوفهم، ويشحذوا هممهم، ويتحالفوا مع أخوتهم، ويتصدوا لكل من يعاديهم.
ياشيعة العراق إن لم تتعلموا قول لا وكفى فلا قيمة لحياتكم.
20 آب 2011م