ابو طالب الشامي
23-08-2011, 04:37 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم
كان هناك تساؤل يحيرني عن افعال عمر وهروبه من المعارك ولكن عند تصفحي لاحد المواضيع وجدت جزءا من الموضوع يتحدث عن علاقات عمر بالمشركين ويوضح من هو عمر
شواهد على عمالة عمر للمشركين:
1- روى الواقدي وابن عساكر: أن ضرار بن الخطاب الفهري – وهو أحد كبار المشركين الذين قتلوا أكثر من عشرة من أبطال المسلمين في معركة أحد ولا يمت لعمر بصلة من ناحية النسب – أدرك عمر بن الخطاب فضربه بالقناة ثم رفعها عنه وقال: يا ابن الخطاب إنها نعمة مشكورة والله ما كنت لأقتلك. (تاريخ دمشق/ج24/ص393 ؛ المغازي/ج1/ص237)
2- تحدث خالد بن الوليد عن مجريات معركة أحد وبعض أحداثها بعد إسلامه الظاهري، وقد كان خالد بن الوليد «لعنة الله عليه» قائد فرسان جيش المشركين في معركة أحد وهو الذي كان له الدور البارز في تغيير مجريات المعركة وإلحاق الهزيمة بالمسلمين بسبب ما يمتاز به من تفوق في المكر والحيلة الذين كان يجيد توظيفهما في القيادة العسكرية، وفيما بعد أسلم هذا المنافق صاغرا بعد مرور سنوات على معركة أحد وأطلق اعترافاً خطيراً، في موقف يثير تساؤلات جدية حري بالباحث التأمل فيها ملياً إذ أن الموقف يبرهن على أنّ عمر في واقع الحال قد كان في تلك الفترة عميلاً لأنّه وقع في موت محقق بأيدي المشركين ولكنهم لم يقتلوه بل امتنعوا عن قتل عمر بن صهاك بطريقة تشعرك وكأنّ هناك توجيهات عليا قد صدرت إليهم بعدم الاقتراب من عمر, وهذا ما قاله خالد بن الوليد:
لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب حين جال المسلمون وانهزموا يوم أُحد وما معه أَحد وإني لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم أحد غيري فنكبت عنه و خشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له فنظرت إليه مُوجِّها إلى الشعب. (مغازي الواقدي/ج1/ص297؛ شرح نهج البلاغة/ج15/ص23)
إذاً نخلص إلى أن خالد بن الوليد في معركة أحد قد التقى هو وعمر بن الخطاب (فقط), وليس مع عمر أحد من المسلمين البتة وكان خالد على رأس جمع من العساكر الأشداء الأقوياء المتصفين بالخشونة لشدة بأسهم لذا وصف كتيبته تلك بالخشناء، ولم يعرف عمر من رجال الكتيبة أحد غير خالد بن الوليد مما يدل على أنّ عمر كان نكرة وليس كما يشيعون عنه من أنه سيد من أشراف قريش! فأي سيد شريف هذا الذي لا يعرفه حتى جندي واحد من كتيبة كاملة؟!.
وعلى أي حال أدار خالد بن الوليد وجهه عن عمر حينما رأى عمر وعرفه وكان خالد بن الوليد خائفا على حياة عمر وخشي أن يقصده جنود الكتيبة ويعمدوا إلى قتله فنظر لعمر وأومأ له بعينه مشيراً له بالتوجه إلى الشعب.
وباختصار أنقذ خالد بن الوليد عمر بن الخطاب من موت مُحقق.
لماذا؟ ما الذي بين عمر وبين المشركين؟ لماذا قتلوا كل من ظفروا به من المسلمين في تلك المعركة إلا عمر حرصوا على استبقاء حياته؟ ولماذا لم يفعلوا الشيء نفسه مع أي مسلمٍ آخر؟ لماذا خصصوا عمر بالذات؟ هل كان عينهم في المدينة؟ هل كان جاسوسهم؟ هل كان عميلهم السري؟ كل هذه الاحتمالات مفتوحة.
واللطيف أن يحاول المخالفون لإخراج عمر من فضيحته هذه بأن يعقدوا مقارنة بين ترك خالد بن الوليد لعمر وترك قريش لعلي «عليه السلام» ليلة المبيت! فيقولون إن اعتبرتم عمر عميلاً لأنّ خالد لم يقتله في أحد فاعتبروا علياً عميلا لأنّ قريش لم تقتله ليلة المبيت!
الجواب ببساطة, إنّ ليلة المبيت كانت ذات هدف محدد وهو قتل رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ولم تكن قريش تطلب غيره، ومبيت علي «عليه السلام» تلك الليلة هو حقاً تضحية فقد كان هناك احتمال أن يغمدوا سيفهم في صدر النائم على الفراش دون أن يوقظوه، ولكنّ عنجهية قريش وغلظتها كانت بإذن الله تعالى سبباً في نجاة أمير المؤمنين «عليه السلام» فقد أرادوا إيقاظ هذا النائم الذي كانوا يخالون أنه رسول الله والقيام بقتله منتبهاً ليكون ذلك أقسى عليه، فتفاجأوا بأن خطتهم قد انقلبت موازينها بعد أن وجدوا غلاماً صغيراً لأبي طالب يبيت في الفراش فتحيروا في أمر رجحان قتله من عدمه فتركوه وذهبوا سعيا خلف رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الذي كان هو هدفهم (الوحيد) في تلك المؤامرة، أما في معركة أحد فكل المسلمين مُستهدفون لكننا وجدنا عمر هو الوحيد الذي خصته قريش بما نسميه (بطاقة عدم تعرض), فلماذا؟
3- بعد انتهاء معركة أحد جاء أبو سفيان ليتطاول على المسلمين ويهينهم، فرأى عمر بن الخطاب وجرت بينهما محاورة قال فيها أبو سفيان متباهياً ومهنئا: ”إنها قد أنعمت يا ابن الخطاب“ فقال عمر:”إنها“ وسكت.
(الأوائل لأبي هلال العسكري/ج1/ص184)
يعني ذلك أن عمر لم يرد على أبي سفيان، وهو رجل من كبار زعماء المشركين، بأن يقول له مثلاً: ”استح“ أو يعنفه ويحاول مجابهته، بل أن أبو سفيان جاء مهنئاً لعمر ثم وافقه عمر وأقر كلامه بقوله: ”إنها“ وهذه الصيغة في الجواب تدين عمر فهي غمز ولمز وتورية ورموز بينه وبين أبي سفيان، ولا تفسير منطقي مقنع – عند المخالفين – لهذه المقولة المريبة من عمر بعد التجرد من الهوى والعصبية إلا أن يكون عمر وأبا سفيان وغيره من مشركي قريش على قلبٍ واحد لذا حرصوا على استبقاء عمر ولم يقتلوه.
السلام عليكم
كان هناك تساؤل يحيرني عن افعال عمر وهروبه من المعارك ولكن عند تصفحي لاحد المواضيع وجدت جزءا من الموضوع يتحدث عن علاقات عمر بالمشركين ويوضح من هو عمر
شواهد على عمالة عمر للمشركين:
1- روى الواقدي وابن عساكر: أن ضرار بن الخطاب الفهري – وهو أحد كبار المشركين الذين قتلوا أكثر من عشرة من أبطال المسلمين في معركة أحد ولا يمت لعمر بصلة من ناحية النسب – أدرك عمر بن الخطاب فضربه بالقناة ثم رفعها عنه وقال: يا ابن الخطاب إنها نعمة مشكورة والله ما كنت لأقتلك. (تاريخ دمشق/ج24/ص393 ؛ المغازي/ج1/ص237)
2- تحدث خالد بن الوليد عن مجريات معركة أحد وبعض أحداثها بعد إسلامه الظاهري، وقد كان خالد بن الوليد «لعنة الله عليه» قائد فرسان جيش المشركين في معركة أحد وهو الذي كان له الدور البارز في تغيير مجريات المعركة وإلحاق الهزيمة بالمسلمين بسبب ما يمتاز به من تفوق في المكر والحيلة الذين كان يجيد توظيفهما في القيادة العسكرية، وفيما بعد أسلم هذا المنافق صاغرا بعد مرور سنوات على معركة أحد وأطلق اعترافاً خطيراً، في موقف يثير تساؤلات جدية حري بالباحث التأمل فيها ملياً إذ أن الموقف يبرهن على أنّ عمر في واقع الحال قد كان في تلك الفترة عميلاً لأنّه وقع في موت محقق بأيدي المشركين ولكنهم لم يقتلوه بل امتنعوا عن قتل عمر بن صهاك بطريقة تشعرك وكأنّ هناك توجيهات عليا قد صدرت إليهم بعدم الاقتراب من عمر, وهذا ما قاله خالد بن الوليد:
لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب حين جال المسلمون وانهزموا يوم أُحد وما معه أَحد وإني لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم أحد غيري فنكبت عنه و خشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له فنظرت إليه مُوجِّها إلى الشعب. (مغازي الواقدي/ج1/ص297؛ شرح نهج البلاغة/ج15/ص23)
إذاً نخلص إلى أن خالد بن الوليد في معركة أحد قد التقى هو وعمر بن الخطاب (فقط), وليس مع عمر أحد من المسلمين البتة وكان خالد على رأس جمع من العساكر الأشداء الأقوياء المتصفين بالخشونة لشدة بأسهم لذا وصف كتيبته تلك بالخشناء، ولم يعرف عمر من رجال الكتيبة أحد غير خالد بن الوليد مما يدل على أنّ عمر كان نكرة وليس كما يشيعون عنه من أنه سيد من أشراف قريش! فأي سيد شريف هذا الذي لا يعرفه حتى جندي واحد من كتيبة كاملة؟!.
وعلى أي حال أدار خالد بن الوليد وجهه عن عمر حينما رأى عمر وعرفه وكان خالد بن الوليد خائفا على حياة عمر وخشي أن يقصده جنود الكتيبة ويعمدوا إلى قتله فنظر لعمر وأومأ له بعينه مشيراً له بالتوجه إلى الشعب.
وباختصار أنقذ خالد بن الوليد عمر بن الخطاب من موت مُحقق.
لماذا؟ ما الذي بين عمر وبين المشركين؟ لماذا قتلوا كل من ظفروا به من المسلمين في تلك المعركة إلا عمر حرصوا على استبقاء حياته؟ ولماذا لم يفعلوا الشيء نفسه مع أي مسلمٍ آخر؟ لماذا خصصوا عمر بالذات؟ هل كان عينهم في المدينة؟ هل كان جاسوسهم؟ هل كان عميلهم السري؟ كل هذه الاحتمالات مفتوحة.
واللطيف أن يحاول المخالفون لإخراج عمر من فضيحته هذه بأن يعقدوا مقارنة بين ترك خالد بن الوليد لعمر وترك قريش لعلي «عليه السلام» ليلة المبيت! فيقولون إن اعتبرتم عمر عميلاً لأنّ خالد لم يقتله في أحد فاعتبروا علياً عميلا لأنّ قريش لم تقتله ليلة المبيت!
الجواب ببساطة, إنّ ليلة المبيت كانت ذات هدف محدد وهو قتل رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ولم تكن قريش تطلب غيره، ومبيت علي «عليه السلام» تلك الليلة هو حقاً تضحية فقد كان هناك احتمال أن يغمدوا سيفهم في صدر النائم على الفراش دون أن يوقظوه، ولكنّ عنجهية قريش وغلظتها كانت بإذن الله تعالى سبباً في نجاة أمير المؤمنين «عليه السلام» فقد أرادوا إيقاظ هذا النائم الذي كانوا يخالون أنه رسول الله والقيام بقتله منتبهاً ليكون ذلك أقسى عليه، فتفاجأوا بأن خطتهم قد انقلبت موازينها بعد أن وجدوا غلاماً صغيراً لأبي طالب يبيت في الفراش فتحيروا في أمر رجحان قتله من عدمه فتركوه وذهبوا سعيا خلف رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الذي كان هو هدفهم (الوحيد) في تلك المؤامرة، أما في معركة أحد فكل المسلمين مُستهدفون لكننا وجدنا عمر هو الوحيد الذي خصته قريش بما نسميه (بطاقة عدم تعرض), فلماذا؟
3- بعد انتهاء معركة أحد جاء أبو سفيان ليتطاول على المسلمين ويهينهم، فرأى عمر بن الخطاب وجرت بينهما محاورة قال فيها أبو سفيان متباهياً ومهنئا: ”إنها قد أنعمت يا ابن الخطاب“ فقال عمر:”إنها“ وسكت.
(الأوائل لأبي هلال العسكري/ج1/ص184)
يعني ذلك أن عمر لم يرد على أبي سفيان، وهو رجل من كبار زعماء المشركين، بأن يقول له مثلاً: ”استح“ أو يعنفه ويحاول مجابهته، بل أن أبو سفيان جاء مهنئاً لعمر ثم وافقه عمر وأقر كلامه بقوله: ”إنها“ وهذه الصيغة في الجواب تدين عمر فهي غمز ولمز وتورية ورموز بينه وبين أبي سفيان، ولا تفسير منطقي مقنع – عند المخالفين – لهذه المقولة المريبة من عمر بعد التجرد من الهوى والعصبية إلا أن يكون عمر وأبا سفيان وغيره من مشركي قريش على قلبٍ واحد لذا حرصوا على استبقاء عمر ولم يقتلوه.