بو هاشم الموسوي
27-08-2011, 09:50 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى على جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبوبكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم.
لا شكّ أو ريب أنّ شيعة أمير المؤمنين عليه السّلام هم أهل سنّة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله؛ فقد روى المتّقي الهندي الشّافعي عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه قال:
"كان عليّ يخطب فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أخبرني من أهل الجماعة؟ ومن أهل الفرقة؟ ومن أهل السنّة؟ ومن أهل البدعة؟
فقال: ويحك! أما إذ سألتني فافهم عنّي، ولا عليك أن لا تسأل عنها أحدًا بعدي، فأمّا أهل الجماعة فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا، وذلك الحقّ عن أمر الله وأمر رسوله، فأمّا أهل الفرقة فالمخالفون لي ومن اتّبعني وإن كثروا، وأمّا أهل السنّة المتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله وإن قلّوا وإن قلّوا، وأمّا أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا، وقد مضى منه الفوج الأول وبقيت أفواج، وعلى الله قصمها واستئصالها عن جدبة الأرض"(1).
لكن ما هي السنّة الّتي ينسبون أهل الملّة البكريّة (********) أنفسهم إليها؟
التسنّن عند أصحاب الملّة البكريّة
- قال ابن خلّكان (681هـ) لعنه الله في ترجمة الناصبي علي بن الجهم لعنه الله تعالى:
"عليّ بن الجهم أبو الحسن عليّ بن الجهم بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كرار بن كعب بن جابر بن مالك بن عتبة بن جابر بن الحارث بن قطن بن مدلج بن قطن بن أحزم بن ذهل بن عمرو بن مالك بن عبيدة بن الحارث بن سامة ابن لؤي بن غالب القرشي الساميّ الشّاعر المشهور، أحد الشعراء المجيدين، هكذا ساق الخطيب في "تاريخ بغداد" نسبه في ترجمة والده الجهم، وذكره أيضا في ترجمة مفردة فقال: له ديوان شعر مشهور، وكان جيّد الشعر عالمًا بفنونه، وله اختصاصٌ بجعفر المتوكّل، وكان متديّنًا فاضلًا؛ انتهى كلامه.
وكان - مع انحرافه عن عليّ بن أبي طالب، وإظهاره التّسنن - مطبوعًا مقتدرًا على الشّعر عذب الألفاظ"(2).
في ترجمة هذا الناصبي نلاحظ هذه الكلمة من ابن خلّكان، وهي:
"وكان مع انحرافه عن علي بن أبي طالب، وإظهاره التسنن"؛ فماذا يعني هذا الكلام؟
الجواب هو:
- قال الميرزا أبي الفضل الطهراني (1316هـ) في كتابه "شفاء الصدور" في شرحه لهذه العبارة، ما نصّه:
"وهنا يمكن الحصول على فائدتين:
الأولى: إنّ النصب ينافي التديّن.
والثانية: إنّ إظهار التسنّن بالإنحراف عن علي (عليه السّلام) لأنّ الظّاهر أنّ جملة "وإظهاره التسنّن" عطف تفسير على الإنحراف فظهر منه أنّ التسنّن مشروط بالإنحراف عن أمير المؤمنين وبُغضه، وهذه استفادة لطيفة.
ومن هذه نسب السيّد المحقّق الثالث (نضّر الله وجهه) في مجالس المؤمنين إلى ابن خلّكان في الترجمة المذكورة: القول بأنّ عداوة عليّ شرط في التسنّن"(3).
أقول:
وعلي بن الجهم (لعنه الله) الّذي يقول عنه الخطيب البغدداي: "وكان متديّنًا فاضلًا"، يقول عنه المسعودي (364هـ) في تاريخه:
"ولست تكاد ترى ساميًّا إلّا منحرفًا عن عليّ: من ذلك ما ظهر من عليّ بن الجهْم الشاعر السامي من النصب والإنحراف، وقد أتينا على لمع من شعره وأخباره في الكتاب الأوسط، ولقد بلغ من إنحرافه ونصبه العداوة لعليّ عليه السّلام أنّه كان يلعن أباه. فسُئل عن ذلك، وبم استحق اللّعن منه؟ فقال: بتسميتهِ إياي عليًّا"(4).
النتيجة:
اتّضح أنّ التسنّن (!!) عند البكريّة (لعنهم الله) هو بغض أمير المؤمنين (عليه السّلام) الّذي حبّه إيمان وبغضه كفر ونفاق، ولانستغرب من أصحاب الدين البكري (لعنهم الله تعالى) ذلك؛ فمن راجع تراجم رجال حديثهم يستطيع الوصول إلى حقيقة مهمّة، وهي أنّ دينهم العفن تأسّس على معاداة وبُغض أهل البيت (عليهم السّلام)؛ فتراهم يوثّقون كلّ ناصبي يشتم ويلعن عليّ بن أبي طالب (عليهما السّلام)؛ فإن شئت على سبيل المثال لا الحصر راجع ترجمة كلّ من: إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عمران بن حطّان، حريز بن عثمان، وغيرهم كثير من الّذين كانوا يلعنون ويشتمون أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكيف أنّ علمائهم يثنون عليهم أشدّ الثناء ويطلقون على من كان دأبه لعن عليّ بن أبي طالب (عليهما السّلام) "صلبًا في السنّة" لعنهم الله تعالى أجمعين.
وقد روى الشّيخ الصّدوق (رضي الله عنه) بسنده عن عبد الرحمن بن محمد قال: "سمعت محمد بن أحمد ابن يعقوب الجرجاني قاضي هرات يقول: سمعت محمد بن عورك الهروي يقول: سمعت علي بن حثرم يقول:
كنت في مجلس أحمد بن حنبل فجرى ذكر علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فقال: لا يكون الرجل سنيّاً حتّى يبغض عليّاً قليلاً. قال علي بن حثرم: فقلت: لا يكون الرّجل سنيًّا حتّى يحبَّ عليًّا عليه السّلام كثيراً. وفي غير هذه الحكاية قال علي بن حثرم: فضربوني وطردوني من المجلس"(5).
وقال الشّيخ النباطي العاملي (رضي الله عنه) في تخطئة أئمّة الدين البكري الأربعة لعنهم الله تعالى: "في مسند جعفر قال أحمد: لا يكون الرجل سنيًّا حتّى يبغض عليّاً ولو قليلاً"(6).
فنخلص إلى:
أنّ السنّي الحقيقي (!!) - أهل سنّة الشيخين (لعنهما الله) - هو المبغض اللّاعن لسيّد الأوصياء علي بن أبي طالب (عليهما السّلام).
ولا نقول إلّا لعنة الله تعالى عليهم وعلى دينهم النجس المأخوذ من صنمي قريش وابنتيهما لعنهم الله تعالى أجمعين ،،،
صلّى الله عليك يا مذلّ المشركين والنواصب يا عليّ بن أبي طالب
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
ـــــــــــــــــ
(1) علاء الدّين المتّقي الهندي، كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال، تحقيق بكري حيّاني وصفوة السقا، (بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1409/ 1989)، ج16، ص183-184، ح44216.
(2) أحمد بن محمّد بن خلّكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزّمان، تحقيق إحسان عبّاس، (ط5، بيروت، دار صادر، 2009م)، ج3، ص355، ترجمة رقم462.
(3) ميرزا أبي الفضل الطهراني، شفاء الصُّدور في شرح زيارة العاشور، ترجمة وتحقيق محمّد شعاع فاخر، (ط1، إيران، المكتبة الحيدرية، 1426هـ)، ج2، ص203.
(4) علي بن الحسين المسعودي، مروج الذّهب ومعادن الجوْهر، (ط1، لا بلدة، دار القارئ، 1426/ 2005)، ج2، ص428-429.
(5) محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، تحقيق لجنة من العلماء والأخصّائيين، (ط1، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1429/ 2008)، ج49، ص178-179، ح2.
(6) علي بن يونس البياضي العاملي، الصّراط المستقيم إلى مستحقّي التّقديم، تحقيق محمّد باقر البهبودي، (ط1، إيران، المكتبة المرتضويّة، 1384هـ)، ج3، ص223.
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى على جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين لا سيّما صنمي قريش أبوبكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة وأتباعهم.
لا شكّ أو ريب أنّ شيعة أمير المؤمنين عليه السّلام هم أهل سنّة النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله؛ فقد روى المتّقي الهندي الشّافعي عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه قال:
"كان عليّ يخطب فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أخبرني من أهل الجماعة؟ ومن أهل الفرقة؟ ومن أهل السنّة؟ ومن أهل البدعة؟
فقال: ويحك! أما إذ سألتني فافهم عنّي، ولا عليك أن لا تسأل عنها أحدًا بعدي، فأمّا أهل الجماعة فأنا ومن اتّبعني وإن قلّوا، وذلك الحقّ عن أمر الله وأمر رسوله، فأمّا أهل الفرقة فالمخالفون لي ومن اتّبعني وإن كثروا، وأمّا أهل السنّة المتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله وإن قلّوا وإن قلّوا، وأمّا أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا، وقد مضى منه الفوج الأول وبقيت أفواج، وعلى الله قصمها واستئصالها عن جدبة الأرض"(1).
لكن ما هي السنّة الّتي ينسبون أهل الملّة البكريّة (********) أنفسهم إليها؟
التسنّن عند أصحاب الملّة البكريّة
- قال ابن خلّكان (681هـ) لعنه الله في ترجمة الناصبي علي بن الجهم لعنه الله تعالى:
"عليّ بن الجهم أبو الحسن عليّ بن الجهم بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كرار بن كعب بن جابر بن مالك بن عتبة بن جابر بن الحارث بن قطن بن مدلج بن قطن بن أحزم بن ذهل بن عمرو بن مالك بن عبيدة بن الحارث بن سامة ابن لؤي بن غالب القرشي الساميّ الشّاعر المشهور، أحد الشعراء المجيدين، هكذا ساق الخطيب في "تاريخ بغداد" نسبه في ترجمة والده الجهم، وذكره أيضا في ترجمة مفردة فقال: له ديوان شعر مشهور، وكان جيّد الشعر عالمًا بفنونه، وله اختصاصٌ بجعفر المتوكّل، وكان متديّنًا فاضلًا؛ انتهى كلامه.
وكان - مع انحرافه عن عليّ بن أبي طالب، وإظهاره التّسنن - مطبوعًا مقتدرًا على الشّعر عذب الألفاظ"(2).
في ترجمة هذا الناصبي نلاحظ هذه الكلمة من ابن خلّكان، وهي:
"وكان مع انحرافه عن علي بن أبي طالب، وإظهاره التسنن"؛ فماذا يعني هذا الكلام؟
الجواب هو:
- قال الميرزا أبي الفضل الطهراني (1316هـ) في كتابه "شفاء الصدور" في شرحه لهذه العبارة، ما نصّه:
"وهنا يمكن الحصول على فائدتين:
الأولى: إنّ النصب ينافي التديّن.
والثانية: إنّ إظهار التسنّن بالإنحراف عن علي (عليه السّلام) لأنّ الظّاهر أنّ جملة "وإظهاره التسنّن" عطف تفسير على الإنحراف فظهر منه أنّ التسنّن مشروط بالإنحراف عن أمير المؤمنين وبُغضه، وهذه استفادة لطيفة.
ومن هذه نسب السيّد المحقّق الثالث (نضّر الله وجهه) في مجالس المؤمنين إلى ابن خلّكان في الترجمة المذكورة: القول بأنّ عداوة عليّ شرط في التسنّن"(3).
أقول:
وعلي بن الجهم (لعنه الله) الّذي يقول عنه الخطيب البغدداي: "وكان متديّنًا فاضلًا"، يقول عنه المسعودي (364هـ) في تاريخه:
"ولست تكاد ترى ساميًّا إلّا منحرفًا عن عليّ: من ذلك ما ظهر من عليّ بن الجهْم الشاعر السامي من النصب والإنحراف، وقد أتينا على لمع من شعره وأخباره في الكتاب الأوسط، ولقد بلغ من إنحرافه ونصبه العداوة لعليّ عليه السّلام أنّه كان يلعن أباه. فسُئل عن ذلك، وبم استحق اللّعن منه؟ فقال: بتسميتهِ إياي عليًّا"(4).
النتيجة:
اتّضح أنّ التسنّن (!!) عند البكريّة (لعنهم الله) هو بغض أمير المؤمنين (عليه السّلام) الّذي حبّه إيمان وبغضه كفر ونفاق، ولانستغرب من أصحاب الدين البكري (لعنهم الله تعالى) ذلك؛ فمن راجع تراجم رجال حديثهم يستطيع الوصول إلى حقيقة مهمّة، وهي أنّ دينهم العفن تأسّس على معاداة وبُغض أهل البيت (عليهم السّلام)؛ فتراهم يوثّقون كلّ ناصبي يشتم ويلعن عليّ بن أبي طالب (عليهما السّلام)؛ فإن شئت على سبيل المثال لا الحصر راجع ترجمة كلّ من: إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، عمران بن حطّان، حريز بن عثمان، وغيرهم كثير من الّذين كانوا يلعنون ويشتمون أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكيف أنّ علمائهم يثنون عليهم أشدّ الثناء ويطلقون على من كان دأبه لعن عليّ بن أبي طالب (عليهما السّلام) "صلبًا في السنّة" لعنهم الله تعالى أجمعين.
وقد روى الشّيخ الصّدوق (رضي الله عنه) بسنده عن عبد الرحمن بن محمد قال: "سمعت محمد بن أحمد ابن يعقوب الجرجاني قاضي هرات يقول: سمعت محمد بن عورك الهروي يقول: سمعت علي بن حثرم يقول:
كنت في مجلس أحمد بن حنبل فجرى ذكر علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فقال: لا يكون الرجل سنيّاً حتّى يبغض عليّاً قليلاً. قال علي بن حثرم: فقلت: لا يكون الرّجل سنيًّا حتّى يحبَّ عليًّا عليه السّلام كثيراً. وفي غير هذه الحكاية قال علي بن حثرم: فضربوني وطردوني من المجلس"(5).
وقال الشّيخ النباطي العاملي (رضي الله عنه) في تخطئة أئمّة الدين البكري الأربعة لعنهم الله تعالى: "في مسند جعفر قال أحمد: لا يكون الرجل سنيًّا حتّى يبغض عليّاً ولو قليلاً"(6).
فنخلص إلى:
أنّ السنّي الحقيقي (!!) - أهل سنّة الشيخين (لعنهما الله) - هو المبغض اللّاعن لسيّد الأوصياء علي بن أبي طالب (عليهما السّلام).
ولا نقول إلّا لعنة الله تعالى عليهم وعلى دينهم النجس المأخوذ من صنمي قريش وابنتيهما لعنهم الله تعالى أجمعين ،،،
صلّى الله عليك يا مذلّ المشركين والنواصب يا عليّ بن أبي طالب
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
ـــــــــــــــــ
(1) علاء الدّين المتّقي الهندي، كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال، تحقيق بكري حيّاني وصفوة السقا، (بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1409/ 1989)، ج16، ص183-184، ح44216.
(2) أحمد بن محمّد بن خلّكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزّمان، تحقيق إحسان عبّاس، (ط5، بيروت، دار صادر، 2009م)، ج3، ص355، ترجمة رقم462.
(3) ميرزا أبي الفضل الطهراني، شفاء الصُّدور في شرح زيارة العاشور، ترجمة وتحقيق محمّد شعاع فاخر، (ط1، إيران، المكتبة الحيدرية، 1426هـ)، ج2، ص203.
(4) علي بن الحسين المسعودي، مروج الذّهب ومعادن الجوْهر، (ط1، لا بلدة، دار القارئ، 1426/ 2005)، ج2، ص428-429.
(5) محمّد باقر المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، تحقيق لجنة من العلماء والأخصّائيين، (ط1، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1429/ 2008)، ج49، ص178-179، ح2.
(6) علي بن يونس البياضي العاملي، الصّراط المستقيم إلى مستحقّي التّقديم، تحقيق محمّد باقر البهبودي، (ط1، إيران، المكتبة المرتضويّة، 1384هـ)، ج3، ص223.