المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثانية 2/4)


حيدر عراق
29-08-2011, 07:08 PM
دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثانية 2/4)

حيدر محمد الوائلي
(الحلقة الثانية)
قال شاعر:
هي الأخلاق تنمو كالنبات....اذا سُقِيَت بماء المكرمات
فلا نبات بدون ماء، وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي.
فالسلام والخير والمحبة والإخاء والرجوع لنهج الدين الإسلامي الحقيقي دين الله ورسوله لا دين تحكمت به السياسات والرغبات، كل ذلك هو (الماء) لهذي (الحياة) والسبيل الى نشر الدعوة الإسلامية وظهور الفرج فلقد كثرت النكبات والحسرات والمعاناة وسيأتي الفرج، ولكن فكر جيداً فلربما ستكون انت ضحية هذا الفرج، وربما تكون محارباً ضد هذا الفرج...
والفرج قريب...
ضاقت فلما إستحكمت حلقاتها....فُرِجَت وكنت أضنها لا تفرجُ

كانت أخلاق الرسول (ص) وأهل بيته (ع) وأصحابه (رض) أخلاق كريمة وتطبيقية للشريعة الإسلامية وشاهد على صدق الدين ونقاوته، ليتم تحويلها لاحقاً في الماضي والحاضر أحاديث للتسلية فقط او لتقوية الرأي في المهاترات، وساعة إبراز العضلات، وحين يكون القصد عكس (علواً في الأرض لا إصلاحاً)، والله يريد الإصلاح لا العلو... والصدق لا يحتاج الى صراخ.
يقول احد الفلاسفة بأن الرجال ثلاثة:
1- رجلٌ ينظر في الأمور قبل أن تقع فيصدُرها مصدرَها.
2- رجلٌ متوكلٌ لا ينظر فإذا نزلت به نازلة شاور أهل الرأي وقبِل قولهم.
3- رجل حائر بائر لا يأتمر رشداً ولا يُطِيع مرشداً.
وأخشى على الكثيرين أن يكونوا من الصنف الثالث.
يروى إن رأى رجل شامي (من الشام) الأمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) فجعل يعلنه، والحسن(ع) لا يرد فلما فرغ -من سب الأمام الحسن- اقبل الحسن، فسلم عليه وضحك ومن ثم قال:
(ايها الشيخ أظنك غريبا، ولعلك شبّهت، فلو إستعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا اعطيناك ولو استرشدتنا ارشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعا أشبعناك، وان كنت عرياناً كسوناك، وان كنت محتاجا أغنيناك، وان كنت طريداً آويناك، وان كانت لك حاجه قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأن لنا موضعا رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً).
فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: (اشهد إنك خليفة الله في أرضه، الله اعلم حيث يجعل رسالته، وكنت انت وابوك -يقصد الامام علي (ع)- ابغض خلق الله اليّ، والآن انت وابوك احب خلق الله اليّ). وحوّل رحله اليه وكان ضيفه ـأي ضيف الحسن (ع)ـ الى ان ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم...
هكذا هو الإسلام فالتصرف الجميل وحسن والأخلاق تتكلم بكلام أفضل بكثير من خطابات ومحاضرات تدوم لساعات وساعات...

لو تمسكنا بالأخلاق الإسلامية السامية وأحاديث وسيرة النبي (ص) وأهل بيته (ع) وأصحابه الكرام (رض) لما خاف أحد من أحد في أمة الإسلام ...
ولكنا في أمان وحرية وطمأنينة عند التكلم والنقد والتوجيه...
ولما صارت أمتنا العربية الإسلامية من أشد الأمم ضرراً وظلماً بمواطنيها...
ولكن شياطين الأرض من الأنس وخوارج الدين وبعض رجال الدين المفسدين الذين يحسبون أنفسهم ناطقين رسميين بأسم الإسلام، وبعض المتدينين المزيفين من ذوي الجباه السود واللحية والمسبحة والزي الدين والهيئة الدينية يرفضون ذلك...
وخلفهم سياسيين وعلمانيين ومخابرات صهيونية وأمريكية تغذي مشروعهم لتحل الفرقة والنزاع فتضعف الأمة الإسلامية وتهلك...
طبعاً لا يأتي الأمريكي ولا الصهيوني بزيه الرسمي ويدعم رجال الدين أولئك ولكن يدخل لهم عن طريق دينهم المزيف وبعض العملاء من السياسيين العرب المخلصين لا لأمتهم بل لهم.
يحاربون خلق الله بدين الله، في شيء هم أرادوه ولم يرده الله، حتى أصبح من يقيس الدين بهؤلاء وبتصرفاتهم يكره الدين...
ولا يُقاس الدين بتصرفات الناس، فالدين منهج وتطبيق ومن يدعي إتباعاً للدين ولم يتمسك بكامل منهجه فهو ليس من أصحاب ذلك الدين...
فهنالك فرق كبير بين الدين ومن إتخذ هذا الدين شعاراً، فلو إتبع هذا الدين واحداً فقط بصورة صحيحة لم يضره شيء، ولو إتبعه الملايين دون إتباع صحيح وفهم ودراية لم ينصره في شيء...

وأحاديث نسبوها للنبي وللصحابة وهم منها براء لكي يبرروا لسلاطين آل أمية وبني العباس في الماضي، ولحكام وأمراء وملوك ورؤساء اليوم، ويضفون غطاءاً شرعياً وهمياً على حكمهم وسلطانهم وسياساتهم وشهواتهم، فإذا بها تستمر لليوم ولو غض النظر عنها البعض ولكن ماذا تفعل بالمصادر والكتب التي يخافون أن يدحضوها أو يعترضون عليها والتي تنص على (حرمة الخروج على الحاكم ولو كان ظالم) ونسبوها للرسول!! (وتجسيم الله وتشبيهه بالخلق)!! (وتبرير عمل الفاسد والظالم والخارج على الحق وتضعيف دور الحق)!! (وتقويه ما هو فاسد وباطل وضعيف)!!، فسكتوا عن تلك المصادر والكتب لكي لا يعدونهم على طائفة أخرى هم لا يريدون أن يقووها بأي شكل من الأشكال...
فالدين دين طائفة لا دين الله، والطائفة تعبد ولا يعبد الله...

من قول جميل للشهيد الدكتور علي شريعتي الذي إغتالته مخابرات شاه إيران (بهلوي) لقوله الحق وفكره الحق: (الخطأ الذي إرتكبه المفكرون يكمن في أنهم كانوا ينسبون إلى الدين كل شيء يرونه في التاريخ كالمعابد والجهاد والحروب المقدسة والحروب الصليبية والجهاد الإسلامي، وإننا نحن المتدينين كنا وما زلنا نعاني من نفس الخطأ، يقول النبي (ص): (علماء أُمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل)، ويقصد بذلك أنّ المسؤولية التي كانت تقع على عاتق الأنبياء ستقع على عاتق العلماء (أي المفكرين) بعد نبوة خاتم الرسل (ص)، ما هو الشيء الذي يجب على العلماء أن يستمروا عليه؟!
إنه محاربة الدين من أجل إحياء الدين وتثبيته. إن رسالة العلماء والمفكرين هي إحياء الدين –الدين الذي لم يتحقق في التاريخ– إذن يجب أن ينضج الناس ويكون لهم وجدان ديني يقظ واعٍ ويفهموا معنى التوحيد ويُدرِكوا مدى تناقض (دين التوحيد) ودين (عبادة الطاغوت) كي يقدروا على تمييز دين الشرك المُتشح بوشاح التوحيد) -إنتهى قول شريعتي-.

هذا لو أنصف البعض وأحس بحقيقة تظهر، ولكن المعاند الحاقد من تكشفت له حقيقة فسيسارع لإخفائها بل والتعتيم عليها...
ويغض الطرف عن فساد حاكم لتبعيته لطائفة معينة فلا يُصرح ضده لئلا تضعف الطائفة...
وأضلّ منهم أولئك الذين لديهم علم ولا يتعلمون منه، ولديهم معرفة بأخلاق هم لا يتبعونها ممن ملئوا قلوبهم وعقولهم وتفكيرهم حقداً وكراهية لا فكر وعلم وأخلاق ممن وصفهم الله بقوله وهو خير الواصفين:
(وَلقد ذرأْنا لجهنّم كثيراُ من الجنّ وَالإنس لهُم قُلُوبٌ لا يَفقهُون بهَا وَلهُم أعيُنٌ لا يُبصِرون بِها وَلَهُم آذَانٌ لا يَسمَعُون بِهَا أُوْلئِك كَالأَنعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ أُوْلَئِك هُمُ الْغَافِلون)اية179/سورة الأعراف.
قيل أن أشد الناس حسرة يوم القيامة هو عالم لم يستفد بعلم...
في يومنا حيث أصبحت تنسب الأحاديث وتنتشر لا بإخراجها من المصادر والكتب وفكر العلماء، بل من نشرة الأخبار وتقرير فضائيات وكل فضائية تم توجهها بعناية (وعلى قدر الدفع والفلوس تتحدد توجه القناة وكادرها وبرامجها)...

أصبح النقاش على ما تشتهي الأنفس لا بالحكمة، وأصبح النقاش على ما تحب النفس وتكره لا بالحق والعلم...
اسرائيل وأمريكا ليست في خطر اليوم، مادام الشيعة أهل كفر وضلالة، وما دام السنة أهل كفر وضلالة...

فتصبح إسرائيل وأمريكا طائفة الخير والصلاح، مادام السنة والشيعة فيما بينهم يكيلون تهم الضلالة والزندقة والتكفير والقتل والأحقاد والتصريحات الإخبارية النارية، والبرامج التلفزيونية التي لا تبحث بالجدال العلمي بالعلم والدين منهجياً بل بالكره والحقد طائفياً...
حتى قال شاعر عربي قديم وهو يعني ما يقول وواقع ما يقول:
كل العداوات قد تُرجى مودتها.....إلا عداوة من عاداك في الدينِ

رغم أن الله كل ما قاله هو ترك الخيار للناس ولله الحكم:
(انه من قتل نفسا بغير نفس او فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)ية32/سورة المائدة.
(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)اية256/سورة البقرة.
(فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فأن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد)اية20/سورة آل عمران.

ويبقى السؤال هنا: متى ينتهي هذا الكم الهائل من العنف والقتل والقسوة والكراهية والأحقاد؟!
ومتى ينتهي الفكر المتخلف عن أفكاره الدموية والقاسية والمنحرفة والتي أهلكت الحرث والنسل؟!
ومتى تعي الشعوب حالها وتفسح المجال لعقولها بالبحث والتقصي والإطلاع؟!
ومتى نعرف ما نريد؟!... وكيف نحقق ما نريد؟!... ولماذا؟!
هذه أسئلة يجب علينا جميعاً أن نجاوب عليها، وتُدرك إجابتها إدراكاً عميقاً، فلعل البعض يُصحح أخطاءه فهو الشرف العظيم إذاً...
قيل: (ليس الفخر أن لا تسقط، ولكن الفخر أن تنهض من بعد السقوط).
((يتبعها قريباً الحلقة الثالثة))

حمزة الصغير
30-08-2011, 07:03 AM
ويبقى السؤال هنا: متى ينتهي هذا الكم الهائل من العنف والقتل والقسوة والكراهية والأحقاد؟!
ومتى ينتهي الفكر المتخلف عن أفكاره الدموية والقاسية والمنحرفة والتي أهلكت الحرث والنسل؟!
ومتى تعي الشعوب حالها وتفسح المجال لعقولها بالبحث والتقصي والإطلاع؟!
ومتى نعرف ما نريد؟!... وكيف نحقق ما نريد؟!... ولماذا؟!
هذه أسئلة يجب علينا جميعاً أن نجاوب عليها، وتُدرك إجابتها إدراكاً عميقاً، فلعل البعض يُصحح أخطاءه فهو الشرف العظيم إذاً...
قيل: (ليس الفخر أن لا تسقط، ولكن الفخر أن تنهض من بعد السقوط).
((يتبعها قريباً الحلقة الثالثة))

(ليس الفخر أن لا تسقط، ولكن الفخر أن تنهض من بعد السقوط). بارك الله بك
( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ )
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )