مرتضى علي الحلي
29-08-2011, 08:50 PM
(( إفهَم العيدَ وعيَّد))
==============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
حتى نكونَ من المُعيّدين الحقيقيّن علينا أن نفهم معنى العيد فهما قيميا محاولين من خلال فهم دلالات العيد ومعطياته تفعيلُ ما يرمُزُ إليه مفهوم العيد..
إنّ العيد بحسب الدلالة اللغوية يُشيرُ الى معنى مطلق العود وجودياأو معاودة الأنسان الى اشيائه عودا تجديدياً فيه مسحة المراجعة والمراقبة للذات البشرية
أما معنى العيد بحسب المفهوم القرآني أو القيمي هو العودة التقوائية و فهرست السلوكيات وجردها وتقيمها في يوم واحد وهو يوم العيد.
قال الله تعالى :
{قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }المائدة114
أي:
أجاب عيسى ابن مريم طلب الحواريين فدعا ربه جل وعلا قائلا ربنا أنزل علينا مائدة طعام من السماء,
نتخذ يوم نزولها عيدًا لنا, نعظمه نحن ومَن بعدنا, وتكون المائدة علامة وحجة منك يا ألله على وحدانيتك وعلى صدق نبوتي, وامنحنا من عطائك الجزيل, وأنت خير الرازقين.
أما نحن المسلمين فعيدنا بنزول القرآن الكريم وببدء نبوة محمد/ص/ وإمامة الأئمة المعصومين/ع/
والقرآن الكريم خيرمائدة أنزلها الله تعالى للناس كافة.
وبهذا يكون عيدنا هو العودة إلى العمل بمضامين القرآن الكريم وسنة النبي محمد/ص/ ونهج الأئمة المعصومين/ع/ .
وعلى كل حال فالعيد هو عودٌ ومعاودة للأنسان المؤمن مع أشيائه وخاصة العقدية منها والشرعية والأخلاقية والأجتماعية
وإذا ما عاد الأنسان المؤمن بشكل مستقيم مع أشيائه فذلك سوف يجعله عائداً على الله تعالى بالصورة المستقيمة أيضا ومن ثَمّ يعودُ عليه الله تعالى بالقبول والتوفيق في الدنيا والأخرة.
فإنّ من الواجب الأخلاقي والقيمي الوجودي على الأنسان المؤمن أن يكون في يوم العيد وما يتبعه من الأيام خائفا راجيا فتلك هي معادلة التقوى والأيمان
فعن الأئمة /ع/::
((لايكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يعمل لما يخافُ ويرجو ))./الكافي /الكليني/ج2/ص71.
.ومن هنا فالخوف من الله تعالى والذي كان هو الغرض من الصوم
في قوله تعالى في ذيل آية تشريع الصوم :
((لعلّكم تتقون ))
والرجاء هما مُحركا النية والسلوك للأنسان في هذه الحياة ..
فليلتفت الأنسان الى ذلك.....
.نعم الفرح والأبتهاج الذاتي والأجتماعي وإظهاره علنا كل ذلك مطلوب شرعا وعقلا
ولكن القيمة القيمة في فهم معنى العيد وترجمته فعليا في يومياتنا
فقد ورد في بعض الروايات أنه كل يوم لا تعصي الله فيه فهو عيد... للمتقين..
فرُوي : أنّ الإمام أبا محمد الحسن المجتبى ( ع ) ::
مر بقوم يوم العيد ، وهم يضحكون ، فقال ( ع )::
(( إن الله تعالى جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه ، يستبقون فيه لطاعته ، فسبق أقوام ففازوا ، وتخلف أقوام فخابوا ،
فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون وخاب فيه المبطلون ،
أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه ، والمسئ عن إساءته ))
أي كان سرور المقبول يشغله عن اللعب ، وحسرة المردود تسد عليه باب الضحك
/جامع السعادات/الشيخ محمد مهدي النراقي/ج3/ص 304.
وعن أمير المؤمنين علي/ع/ أنه قال:
((وكل يوم لا يُعصى اللهُ فيه فهو عيد ))/نهج البلاغة/ج4/ص100.
وفي الختام أسعد الله أيامكم وتقبل سبحانه وتعالى صيامكم وأعاده عليكم بالُيُمن والفرج وتحقيق الأماني الصالحة بحق محمد وآله المعصومين/ع/.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف/
==============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
حتى نكونَ من المُعيّدين الحقيقيّن علينا أن نفهم معنى العيد فهما قيميا محاولين من خلال فهم دلالات العيد ومعطياته تفعيلُ ما يرمُزُ إليه مفهوم العيد..
إنّ العيد بحسب الدلالة اللغوية يُشيرُ الى معنى مطلق العود وجودياأو معاودة الأنسان الى اشيائه عودا تجديدياً فيه مسحة المراجعة والمراقبة للذات البشرية
أما معنى العيد بحسب المفهوم القرآني أو القيمي هو العودة التقوائية و فهرست السلوكيات وجردها وتقيمها في يوم واحد وهو يوم العيد.
قال الله تعالى :
{قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }المائدة114
أي:
أجاب عيسى ابن مريم طلب الحواريين فدعا ربه جل وعلا قائلا ربنا أنزل علينا مائدة طعام من السماء,
نتخذ يوم نزولها عيدًا لنا, نعظمه نحن ومَن بعدنا, وتكون المائدة علامة وحجة منك يا ألله على وحدانيتك وعلى صدق نبوتي, وامنحنا من عطائك الجزيل, وأنت خير الرازقين.
أما نحن المسلمين فعيدنا بنزول القرآن الكريم وببدء نبوة محمد/ص/ وإمامة الأئمة المعصومين/ع/
والقرآن الكريم خيرمائدة أنزلها الله تعالى للناس كافة.
وبهذا يكون عيدنا هو العودة إلى العمل بمضامين القرآن الكريم وسنة النبي محمد/ص/ ونهج الأئمة المعصومين/ع/ .
وعلى كل حال فالعيد هو عودٌ ومعاودة للأنسان المؤمن مع أشيائه وخاصة العقدية منها والشرعية والأخلاقية والأجتماعية
وإذا ما عاد الأنسان المؤمن بشكل مستقيم مع أشيائه فذلك سوف يجعله عائداً على الله تعالى بالصورة المستقيمة أيضا ومن ثَمّ يعودُ عليه الله تعالى بالقبول والتوفيق في الدنيا والأخرة.
فإنّ من الواجب الأخلاقي والقيمي الوجودي على الأنسان المؤمن أن يكون في يوم العيد وما يتبعه من الأيام خائفا راجيا فتلك هي معادلة التقوى والأيمان
فعن الأئمة /ع/::
((لايكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يعمل لما يخافُ ويرجو ))./الكافي /الكليني/ج2/ص71.
.ومن هنا فالخوف من الله تعالى والذي كان هو الغرض من الصوم
في قوله تعالى في ذيل آية تشريع الصوم :
((لعلّكم تتقون ))
والرجاء هما مُحركا النية والسلوك للأنسان في هذه الحياة ..
فليلتفت الأنسان الى ذلك.....
.نعم الفرح والأبتهاج الذاتي والأجتماعي وإظهاره علنا كل ذلك مطلوب شرعا وعقلا
ولكن القيمة القيمة في فهم معنى العيد وترجمته فعليا في يومياتنا
فقد ورد في بعض الروايات أنه كل يوم لا تعصي الله فيه فهو عيد... للمتقين..
فرُوي : أنّ الإمام أبا محمد الحسن المجتبى ( ع ) ::
مر بقوم يوم العيد ، وهم يضحكون ، فقال ( ع )::
(( إن الله تعالى جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه ، يستبقون فيه لطاعته ، فسبق أقوام ففازوا ، وتخلف أقوام فخابوا ،
فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون وخاب فيه المبطلون ،
أما والله لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن بإحسانه ، والمسئ عن إساءته ))
أي كان سرور المقبول يشغله عن اللعب ، وحسرة المردود تسد عليه باب الضحك
/جامع السعادات/الشيخ محمد مهدي النراقي/ج3/ص 304.
وعن أمير المؤمنين علي/ع/ أنه قال:
((وكل يوم لا يُعصى اللهُ فيه فهو عيد ))/نهج البلاغة/ج4/ص100.
وفي الختام أسعد الله أيامكم وتقبل سبحانه وتعالى صيامكم وأعاده عليكم بالُيُمن والفرج وتحقيق الأماني الصالحة بحق محمد وآله المعصومين/ع/.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف/