علي الربيعي
26-07-2007, 12:56 PM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد و آل بيت محمد
سألوني من أين أنت؟ أجبت، من العراق. . قالوا من أين؟ قلت من العراق. . نعم، نعم. . . . أمن الشمال, الجنوب أم الوسط؟ أجبت، من العراق. . العراق! ! ماذا جرى؟ ماذا يجري؟ فجأة يطلب مني الجميع أن احدد هويتي! ! هويتي هي العراق. . . لا يكفي، يجب ان تحدد. . . من الشمال أم الجنوب؟؟
حسنا. . وما أفعل بدمي الذي يجمع في خلاياه امواه دجلة والفرات من عيون حاج عمران وشقلاوة الى مياه شط العرب ؟ وفي كياني ذرات من قمح نينوى مع جزيئات من رز المشخاب وتمر البصرة ؟ لم أسأل نفسي يوما أيهما افضل، الحبية والبرغل أم تمن العنبر. . . . يا للاهمال واللامبالاة! ! ! قد يستوجب هذا الاعتذار. .
ليس هذا فقط. . . ماذا افعل بذكرياتي التي تمتد لعقود اربعة، هي سنوات عمري الذي عشته في العراق؟ لقد سبحت طفل في مياه دربند ودوكان، كما في الحبانية والرزازة. عبرت الفرات في قفة واستكشفت أهوار الجبايش في مشحوف، كما لهوت على يخت يتهادى في نهر دجلة. . . . لم أسأل قبطاني الماهر في أي مرة لأي فئة ينتمي، ولم يسألني أي منهم من أين أنت. . فكلنا من العراق!
جنيت الجوز والتوت من جنائن شقلاوة والبلوط من جبال صلاح الدين و البرتقال من بساتين كربلاء و الراشدية و بعقوبة. . . فرحت كطفل بالحصاد دون أن أشعر يوما أنني ضيف غريب في أي منها فكلها جنات العراق.
جمعت زهر البابونك و النرجس من سفوح جبال راوندوز كما جمعت نورات القصب و البردي و (الشيسملّة) من سهول الديوانية و أهوار الناصرية , عرفت نداء الطبيعة في كل البقاع دون أن أسأل نفسي يوما أو يسألني أحد الى أيها أنتمي. . فكلها عندي العراق.
عرفت جلال التاريخ حين استثارت قلعة أربيل و قلعة شيروانة مخيلتي الصغيرة و شممت عبق الحضارة في حصون الأخيضر و الحضر و النمرود و بابل. . و لم أسأل يوما أيا منها بناه أجدادي. . فكلها تاريخ العراق.
زرت مراقد الأئمة الصالحين و صليت أدعو الله الواحد الأحد في النجف و القاسم و مرقد العباس و الحسين (ع) لم يسألني أحد من أين جئت, و لا الى اين أمضي. . . فأنا من العراق.
مهلا. . . مهلا , ماذا عن صويحابي و رفاق طفولتي و صباي ؟. يا لجهلي الكبير. . تصوروا. . لأي الفئات ينتمي أي منهم! ترى هل أعود لأسألهم من أين جئتم ؟. لا , لا. . فهن من العراق! كيف أشرح ؟ كيف يفهم من لم يعرف العراق قبل الطوفان.
مع خالص تحياتي
اللهم صل على محمد و آل بيت محمد
سألوني من أين أنت؟ أجبت، من العراق. . قالوا من أين؟ قلت من العراق. . نعم، نعم. . . . أمن الشمال, الجنوب أم الوسط؟ أجبت، من العراق. . العراق! ! ماذا جرى؟ ماذا يجري؟ فجأة يطلب مني الجميع أن احدد هويتي! ! هويتي هي العراق. . . لا يكفي، يجب ان تحدد. . . من الشمال أم الجنوب؟؟
حسنا. . وما أفعل بدمي الذي يجمع في خلاياه امواه دجلة والفرات من عيون حاج عمران وشقلاوة الى مياه شط العرب ؟ وفي كياني ذرات من قمح نينوى مع جزيئات من رز المشخاب وتمر البصرة ؟ لم أسأل نفسي يوما أيهما افضل، الحبية والبرغل أم تمن العنبر. . . . يا للاهمال واللامبالاة! ! ! قد يستوجب هذا الاعتذار. .
ليس هذا فقط. . . ماذا افعل بذكرياتي التي تمتد لعقود اربعة، هي سنوات عمري الذي عشته في العراق؟ لقد سبحت طفل في مياه دربند ودوكان، كما في الحبانية والرزازة. عبرت الفرات في قفة واستكشفت أهوار الجبايش في مشحوف، كما لهوت على يخت يتهادى في نهر دجلة. . . . لم أسأل قبطاني الماهر في أي مرة لأي فئة ينتمي، ولم يسألني أي منهم من أين أنت. . فكلنا من العراق!
جنيت الجوز والتوت من جنائن شقلاوة والبلوط من جبال صلاح الدين و البرتقال من بساتين كربلاء و الراشدية و بعقوبة. . . فرحت كطفل بالحصاد دون أن أشعر يوما أنني ضيف غريب في أي منها فكلها جنات العراق.
جمعت زهر البابونك و النرجس من سفوح جبال راوندوز كما جمعت نورات القصب و البردي و (الشيسملّة) من سهول الديوانية و أهوار الناصرية , عرفت نداء الطبيعة في كل البقاع دون أن أسأل نفسي يوما أو يسألني أحد الى أيها أنتمي. . فكلها عندي العراق.
عرفت جلال التاريخ حين استثارت قلعة أربيل و قلعة شيروانة مخيلتي الصغيرة و شممت عبق الحضارة في حصون الأخيضر و الحضر و النمرود و بابل. . و لم أسأل يوما أيا منها بناه أجدادي. . فكلها تاريخ العراق.
زرت مراقد الأئمة الصالحين و صليت أدعو الله الواحد الأحد في النجف و القاسم و مرقد العباس و الحسين (ع) لم يسألني أحد من أين جئت, و لا الى اين أمضي. . . فأنا من العراق.
مهلا. . . مهلا , ماذا عن صويحابي و رفاق طفولتي و صباي ؟. يا لجهلي الكبير. . تصوروا. . لأي الفئات ينتمي أي منهم! ترى هل أعود لأسألهم من أين جئتم ؟. لا , لا. . فهن من العراق! كيف أشرح ؟ كيف يفهم من لم يعرف العراق قبل الطوفان.
مع خالص تحياتي