حيدر عراق
06-09-2011, 03:17 PM
دين الله ونبيه (ص) أم دين السياسة والرغبة (الحلقة الثالثة 3/4)
حيدر محمد الوائلي
(الحلقة الثالثة)
في خطبه الوداع وفي الوداع أهم ما يُقال، قال الرسول محمد (ص): (أيها الناس لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه فلا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفارا) ... وكأن النبي (ص) كان يتوقع حصول ذلك بعد رحيله وأداء الأمانة التي أوكلها الله إليه، ففعلاً حصل ما حذر منه الرسول وعصوه ولم يتمسكوا بوصيته فأحلوا دماء الناس من بعده وأرخصوها في الماضي من اجل كرسي الخلافة وأحقاد الجاهلية وفي الحاضر أرخصوها من أجل كرسي الحكم وأحقاد الطائفية...
في العام الثامن للهجرة أرسل الرسول (ص) أبا قتادة الأنصاري مع (800) عنصر من جيش الإسلام إلى (أصنم) وفي الطريق صادفهم شخص يُسمى (عامر) وسلم عليهم (السلام عليكم) -أي اظهر الإسلام- فاكتفى المسلمون بذلك وحكموا عليه بالإسلام ولم يعترضوه، ولكن (ملحم بن جثامة) وهو من جيش الإسلام، ونتيجة للعداوة التي كانت بينه وبين (عامر) أيام الجاهلية هجم عليه فقتله، واخذ ماله وناقته، وبعد أن عاد والتقى الرسول (ص) نزلت هذه الآية الشريفة: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً)اية94/سورة النساء.
فجاء(ملحم) الى الرسول (ص) ورجاه وتوسل إليه حتى يستغفر له حيث أن الرسول (ص) كان غاضبا كثيرا بعد معرفته لطريقة تعامله مع (عامر) وكيف قتله بدون جرم، فقال (ص) له: (لا غفر الله لك).
فخرج (ملحم) من عند الرسول (ص) باكياً وهو يمسح دموعه بعباءته حزينا مغموما ولم يمر أسبوع عليه حتى مات...!!
على الأقل مات هذا الرجل بشرف فمات خجلاً وندما على فعل فعله، فكيف بمن خلف الرسول وسفك دماء المسلمين وأهل بيت الرسول (ص) من أجل كرسي الخلافة ولأحقاد جاهلية دفينة وهم يتفاخرون بذلك وهاهو خليفة المسلمين وأمير المؤمنين يتفاخر بقوله لما قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين (ع) وسبعين معه من أهل بيت رسول الله وأصحابه، ها هو يقول:
لعبت هاشم بالملك فلا ... خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
وكيف بمن تبع مجرمي التاريخ ليبرروا إجرامهم وفعالهم ويغطوها بغطاء أبيض جميل سرعان ما بان من خلف البياض دماء الأبرياء وصراخ الضحايا التي يأبى التاريخ أن ينساها ودخان حرائق البيوت والجثث وجراح السنين وفيهم من يتفاخر بالقتل والكراهية والأحقاد والتكفير والتفجير وهدم مراقد أولياء الله ومحال ذكره وبسيل دماء الناس و(لليوم)، والله عليم بذات الصدور وبنوايا النفوس...
حارب حزب الله اللبناني الكيان الصهيوني (داخل) الأراضي اللبنانية (دفاعاً) عن النفس ضد عدو محتل غاشم، وفي أبسط حق من حقوق الدفاع عن النفس والوطن الذي أقرته جميع الأديان والأعراف الدولية ضد معتدي خارجي، فدعمت المملكة العربية السعودية وبعض علماء الدين الرسميين الكيان الصهيوني على حساب نصرة (حزب الله)...
وليس في السعودية فحسب بل في بلدان عربية أخرى وإنما أوردت السعودية لأنها وعلمائها وقنواتها الإعلامية المعروفة والتي تقوم بتمويلها كان موقفها الخائب هو الأبرز في حربها ضد (حزب الله) اللبناني وعدم مناصرته...
دعموا الكيان الصهيوني بوسائل إعلامهم المغرضة والتي تبين وتوحي للناس أن (المقاومة) سيئة وهزيلة وكيف أنها جلبت الدمار للبنان، ومن تابع أخبار حرب تموز مع الكيان الصهيوني وقتها قبل سنوات سيكون على بينة وشاهد على أفعالهم التي يأبى التاريخ وكل شريف وواعي أن ينساها أو يتناساها لأنها دروس وعبر وتاريخ...
والتاريخ لا يرحم...
وأغبى الأغبياء من يعثر بالحجر مرتين، ومن يُلدغ من جحر مرتين...
ولم يصدر (بعض) علماء الدين في الخليج العربي والوطن العربي والعالم الإسلامي أي فتوى لنصرة ودعم المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله...!!
لا بل لم يصدروا أي بيان شجب أو استنكار للعدوان الإسرائيلي ضد لبنان...!!
كل ذلك لسبب طائفي واضح وهو أن الدين أصبح دين طائفة، فلم ينصروا حزب الله ويدعموه ويؤيدوه لهذا السبب الطائفي، وهو أن حزب الله اللبناني يؤمن بطائفة هي ليست الطائفة التي يؤمن بها هذا (البعض) من علماء الدين لأن أغلب هذا (البعض) هم علماء سلطة ويمشون بالدين بما شاءت السياسة واشتهت...
وإذا فعل (البعض) من العلماء وقتذاك ذلك، فسيكون من يتبعهم ويدين لهم بالولاء كذلك، والله يقول: (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه و يدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله آلا إن حزب الله هم المفلحون)اية22/سورة المجادلة.
وبما أن : (إن حزب الله هم المفلحون) كما نص الله على ذلك، ففي مقابل ذلك سيكون حزباً أخر خاسر يريد أن يعارض ذلك ولكن الله يأبى: (آلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)اية19/سورة المجادلة.
فهل يا ترى سيفتح الشعب عينيه لصد المؤامرة، وإحباط مخططات شياطين الأرض بأسم الدين والطائفة في أرض الله؟!
أم سنبقى متناحرين في ما بيننا وشياطين الأرض تضحك لسيل دمانا في أرضنا!!
ولا ينصر بعضنا بعضاً لأختلاف طوائف من نفس الدين فكيف بما يخالفكم بالدين؟!
ولم يحرك هذا (البعض) من العلماء ساكناً ولكن ليس كموقفهم البائس تجاه (حزب الله) في (غزة) فحركة حماس وغالبيتهم يتبعون طائفة يدعي هذا (البعض) من العلماء إتباعها... فتباكوا على نصرتها.
ولكن رجع هذا (البعض) من العلماء لنفاقه المعهود وسكت وتخاذل عندما فرضت (مصر العربية) ورئيسها المخلوع (حالياً)، والرب المطاع (سابقاً) حصاراً على غزة ولم تسمح بنقل حتى المواد الغذائية لأهالي غزة، فضلاً عن السلاح للدفاع عن النفس، بحجة أن (حسني ومصر) موقعين اتفاقية (سلام) مع إسرائيل على حساب ضياع (الدين والوطن والهوية)...
صمتوا والصمت ها هنا عار، والموت أولى من ركوب العار...
أكثرت فيما سبق من قول (بعض) لأيماني بوجود (بعض) أخر مؤمن ومنصف أكثر منهم بكثير...
السعودية التي غير الحاكم البريطاني والملك ابن سعود اسمها من أصلها التاريخي بلاد نجد والحجاز الى اسم شخص حصل على بلد بصفقات واتفاقيات سارية المفعول لليوم مع بريطانيا وشركائها الجدد (أمريكا وإسرائيل)...
وبالرغم من ذلك فيقتلون بفتاواهم وأفكارهم وتحريضهم الطائفي بالعراقيين بالتفجيرات والقتل الطائفي وتفجير زوار مراقد الأئمة المعصومين (لدى الشيعة). رغم أن إصرار هؤلاء العراقيين مع خذلان الناصر من الأخوة العرب ودول الجوار لا بل مساهمة الأخوة والجيران بدمار العراق وخرابه فيما بعد سقوط النظام السابق، وبالرغم من ذلك فأن الإصرار الشعبي العراقي ساهم بإخراج القوات الأمريكية باتفاقية أمنية ليخرج غالبيتهم من قواعدهم المؤقتة في العراق ليستقروا في قواعدهم الأساسية الدائمة في دول الخليج وبعض الدول العربية.
يقول أحد المنصفين وهو الشيخ حسن الصفار وهو أحد كبار علماء الدين في السعودية، عقب خطبة الجمعة التي تهجم فيه الدكتور الشيخ محمد العريفي على مرجعية أحد كبار علماء الشيعة في العالم وهو السيد علي السيستاني ووصفة بكلام نابي ودنيء بأنه زنديق وفاجر...
الشيخ العريفي هو أحد شيوخ وعلماء المملكة السعودية الرسميين، والمدعومين من الدولة هناك، وقد تفوه بتلك العبارات من على منبر الجمعة الرسمي.
طبعاً الشيخ العريفي لن يتجرأ أو يفكر أصلاً بإطلاق هذه الصفات التي أطلقها على (السيد السيستاني) على (بابا الفاتيكان) مثلاً، أو رجال الدين البوذيين، أو اليهود، ولكن مع الشيعة فنعم...!!
طبعاً مجمل التهجم والطعن الجارح مستهجن تجاه كائناً من كان (يهودي سيخي بوذي مسيحي صابئي) فكلهم بشر ولو خالفونا في الفكر والعقيدة، ومع الاحترام لكافة الأديان... والله الحكم يوم القيامة، فلكلٍ فكره وعقيدته، كما هو الحال في الإسلام، ولكن كي نحلل طريقة تفكير هؤلاء (البعض) الملقبين (علماء دين)...
يكمل الشيخ الصفار قوله:
(إن (جريدة الرياض السعودية) نشرت مقالاً فيه مساس لعلماء دين يهود قبل فترة، فحدثت ضجة وقتها مما جعل الصحيفة -ذائعة الصيت- أن تقدم إعتذاراً واضحاً وصريحاً لرجال الدين اليهود)...!!
تصوروا...!!
ولكن النظام السعودي وسياسييه وعلماء الدين لم يحركوا ساكناً عندما يتهجم رجل دين رسمي من على منبر الجمعة الرسمي، -ليس بمقال في صحيفة-...
ما أقول فيمن قست قلوبهم، فلا يحوي القلب الله والقسوة معاً، فمن سكن الله قلبه كان طيباً سمحاً ودوداً خلوقاً، ومن سكنت الأحقاد والكراهية والشهوات والظلم قلبه فليعلم أنه قد طرد الله من قلبه.
قست القلوب وويل للقاسية قلبوهم من النار...
قست قلوب (بعض) رجال دين ومتدينين فغيرتهم ودينهم من السماحة التي أرادها الله والدين لهم إلى البشاعة والظلم والكراهية...
ومن (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) إلى حب لنفسك فقط ومن يؤيدك وأجرح وأؤذي وأظلم وأكره غيرك...
هم كالحيوانات بل أضل وأكثر غباءاً ووحشية وبدائية من الحيوانات، لسبب واحد وهو أنهم غافلون مغفلون.. والله يصفهم: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والأنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون)آية179/سورة الأعراف.
هؤلاء رغم أشكالهم الدينية لكن قلوبهم أقسى من الحجارة التي إعتذر الله لها وبيّن أن الحجارة أرحم... يصفهم بقوله: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون * أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون)اية74-75/سورة البقرة.
الكل مسؤول أمام الله والمجتمع وأمام نفسه وضميره، فلا يوجد شخص غير مسؤول عما حدث في الماضي أو عما يحدث اليوم أو ما سيحدث بسبب ذلك كله في المستقبل.
ولمعرفة كيفية (إنك مسؤول)، فهل تسمح لعقلك بالتفكير والإطلاع ومحاربة الجهل وفهم ودراسة الفكر والتوجه والدين الموروث والطائفة الموروثة من جديد فممكن أن يكون كل ذلك غير صحيح...
وهل سيتم سؤال ذوي العقول السليمة وإن تأخذ بمبدأ الأمام علي (ع) الذي لو عرفه العالم اليوم لما سقط أحد في فخ المؤامرات والحروب والنزاعات حيث يقول (ع): (إعرف الحق تعرف أهله).
وأنا لا أزعم هنا إن معرفة الحقيقة بالشيء السهل ولكن هي ليست بالشيء الصعب أيضاً، وهل يوجد شيء سهل في هذه الحياة...؟!
هو واجب كل فرد بأن يعرف الحق ويتبعه ويقوّيه ويعرف الباطل ويتجنبه ويضعّفه...
فهل من سامع، وواعي؟!
((يتبعها قريباً الحلقة الرابعة والأخيرة))
حيدر محمد الوائلي
(الحلقة الثالثة)
في خطبه الوداع وفي الوداع أهم ما يُقال، قال الرسول محمد (ص): (أيها الناس لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه فلا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفارا) ... وكأن النبي (ص) كان يتوقع حصول ذلك بعد رحيله وأداء الأمانة التي أوكلها الله إليه، ففعلاً حصل ما حذر منه الرسول وعصوه ولم يتمسكوا بوصيته فأحلوا دماء الناس من بعده وأرخصوها في الماضي من اجل كرسي الخلافة وأحقاد الجاهلية وفي الحاضر أرخصوها من أجل كرسي الحكم وأحقاد الطائفية...
في العام الثامن للهجرة أرسل الرسول (ص) أبا قتادة الأنصاري مع (800) عنصر من جيش الإسلام إلى (أصنم) وفي الطريق صادفهم شخص يُسمى (عامر) وسلم عليهم (السلام عليكم) -أي اظهر الإسلام- فاكتفى المسلمون بذلك وحكموا عليه بالإسلام ولم يعترضوه، ولكن (ملحم بن جثامة) وهو من جيش الإسلام، ونتيجة للعداوة التي كانت بينه وبين (عامر) أيام الجاهلية هجم عليه فقتله، واخذ ماله وناقته، وبعد أن عاد والتقى الرسول (ص) نزلت هذه الآية الشريفة: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً)اية94/سورة النساء.
فجاء(ملحم) الى الرسول (ص) ورجاه وتوسل إليه حتى يستغفر له حيث أن الرسول (ص) كان غاضبا كثيرا بعد معرفته لطريقة تعامله مع (عامر) وكيف قتله بدون جرم، فقال (ص) له: (لا غفر الله لك).
فخرج (ملحم) من عند الرسول (ص) باكياً وهو يمسح دموعه بعباءته حزينا مغموما ولم يمر أسبوع عليه حتى مات...!!
على الأقل مات هذا الرجل بشرف فمات خجلاً وندما على فعل فعله، فكيف بمن خلف الرسول وسفك دماء المسلمين وأهل بيت الرسول (ص) من أجل كرسي الخلافة ولأحقاد جاهلية دفينة وهم يتفاخرون بذلك وهاهو خليفة المسلمين وأمير المؤمنين يتفاخر بقوله لما قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين (ع) وسبعين معه من أهل بيت رسول الله وأصحابه، ها هو يقول:
لعبت هاشم بالملك فلا ... خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
وكيف بمن تبع مجرمي التاريخ ليبرروا إجرامهم وفعالهم ويغطوها بغطاء أبيض جميل سرعان ما بان من خلف البياض دماء الأبرياء وصراخ الضحايا التي يأبى التاريخ أن ينساها ودخان حرائق البيوت والجثث وجراح السنين وفيهم من يتفاخر بالقتل والكراهية والأحقاد والتكفير والتفجير وهدم مراقد أولياء الله ومحال ذكره وبسيل دماء الناس و(لليوم)، والله عليم بذات الصدور وبنوايا النفوس...
حارب حزب الله اللبناني الكيان الصهيوني (داخل) الأراضي اللبنانية (دفاعاً) عن النفس ضد عدو محتل غاشم، وفي أبسط حق من حقوق الدفاع عن النفس والوطن الذي أقرته جميع الأديان والأعراف الدولية ضد معتدي خارجي، فدعمت المملكة العربية السعودية وبعض علماء الدين الرسميين الكيان الصهيوني على حساب نصرة (حزب الله)...
وليس في السعودية فحسب بل في بلدان عربية أخرى وإنما أوردت السعودية لأنها وعلمائها وقنواتها الإعلامية المعروفة والتي تقوم بتمويلها كان موقفها الخائب هو الأبرز في حربها ضد (حزب الله) اللبناني وعدم مناصرته...
دعموا الكيان الصهيوني بوسائل إعلامهم المغرضة والتي تبين وتوحي للناس أن (المقاومة) سيئة وهزيلة وكيف أنها جلبت الدمار للبنان، ومن تابع أخبار حرب تموز مع الكيان الصهيوني وقتها قبل سنوات سيكون على بينة وشاهد على أفعالهم التي يأبى التاريخ وكل شريف وواعي أن ينساها أو يتناساها لأنها دروس وعبر وتاريخ...
والتاريخ لا يرحم...
وأغبى الأغبياء من يعثر بالحجر مرتين، ومن يُلدغ من جحر مرتين...
ولم يصدر (بعض) علماء الدين في الخليج العربي والوطن العربي والعالم الإسلامي أي فتوى لنصرة ودعم المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله...!!
لا بل لم يصدروا أي بيان شجب أو استنكار للعدوان الإسرائيلي ضد لبنان...!!
كل ذلك لسبب طائفي واضح وهو أن الدين أصبح دين طائفة، فلم ينصروا حزب الله ويدعموه ويؤيدوه لهذا السبب الطائفي، وهو أن حزب الله اللبناني يؤمن بطائفة هي ليست الطائفة التي يؤمن بها هذا (البعض) من علماء الدين لأن أغلب هذا (البعض) هم علماء سلطة ويمشون بالدين بما شاءت السياسة واشتهت...
وإذا فعل (البعض) من العلماء وقتذاك ذلك، فسيكون من يتبعهم ويدين لهم بالولاء كذلك، والله يقول: (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه و يدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله آلا إن حزب الله هم المفلحون)اية22/سورة المجادلة.
وبما أن : (إن حزب الله هم المفلحون) كما نص الله على ذلك، ففي مقابل ذلك سيكون حزباً أخر خاسر يريد أن يعارض ذلك ولكن الله يأبى: (آلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)اية19/سورة المجادلة.
فهل يا ترى سيفتح الشعب عينيه لصد المؤامرة، وإحباط مخططات شياطين الأرض بأسم الدين والطائفة في أرض الله؟!
أم سنبقى متناحرين في ما بيننا وشياطين الأرض تضحك لسيل دمانا في أرضنا!!
ولا ينصر بعضنا بعضاً لأختلاف طوائف من نفس الدين فكيف بما يخالفكم بالدين؟!
ولم يحرك هذا (البعض) من العلماء ساكناً ولكن ليس كموقفهم البائس تجاه (حزب الله) في (غزة) فحركة حماس وغالبيتهم يتبعون طائفة يدعي هذا (البعض) من العلماء إتباعها... فتباكوا على نصرتها.
ولكن رجع هذا (البعض) من العلماء لنفاقه المعهود وسكت وتخاذل عندما فرضت (مصر العربية) ورئيسها المخلوع (حالياً)، والرب المطاع (سابقاً) حصاراً على غزة ولم تسمح بنقل حتى المواد الغذائية لأهالي غزة، فضلاً عن السلاح للدفاع عن النفس، بحجة أن (حسني ومصر) موقعين اتفاقية (سلام) مع إسرائيل على حساب ضياع (الدين والوطن والهوية)...
صمتوا والصمت ها هنا عار، والموت أولى من ركوب العار...
أكثرت فيما سبق من قول (بعض) لأيماني بوجود (بعض) أخر مؤمن ومنصف أكثر منهم بكثير...
السعودية التي غير الحاكم البريطاني والملك ابن سعود اسمها من أصلها التاريخي بلاد نجد والحجاز الى اسم شخص حصل على بلد بصفقات واتفاقيات سارية المفعول لليوم مع بريطانيا وشركائها الجدد (أمريكا وإسرائيل)...
وبالرغم من ذلك فيقتلون بفتاواهم وأفكارهم وتحريضهم الطائفي بالعراقيين بالتفجيرات والقتل الطائفي وتفجير زوار مراقد الأئمة المعصومين (لدى الشيعة). رغم أن إصرار هؤلاء العراقيين مع خذلان الناصر من الأخوة العرب ودول الجوار لا بل مساهمة الأخوة والجيران بدمار العراق وخرابه فيما بعد سقوط النظام السابق، وبالرغم من ذلك فأن الإصرار الشعبي العراقي ساهم بإخراج القوات الأمريكية باتفاقية أمنية ليخرج غالبيتهم من قواعدهم المؤقتة في العراق ليستقروا في قواعدهم الأساسية الدائمة في دول الخليج وبعض الدول العربية.
يقول أحد المنصفين وهو الشيخ حسن الصفار وهو أحد كبار علماء الدين في السعودية، عقب خطبة الجمعة التي تهجم فيه الدكتور الشيخ محمد العريفي على مرجعية أحد كبار علماء الشيعة في العالم وهو السيد علي السيستاني ووصفة بكلام نابي ودنيء بأنه زنديق وفاجر...
الشيخ العريفي هو أحد شيوخ وعلماء المملكة السعودية الرسميين، والمدعومين من الدولة هناك، وقد تفوه بتلك العبارات من على منبر الجمعة الرسمي.
طبعاً الشيخ العريفي لن يتجرأ أو يفكر أصلاً بإطلاق هذه الصفات التي أطلقها على (السيد السيستاني) على (بابا الفاتيكان) مثلاً، أو رجال الدين البوذيين، أو اليهود، ولكن مع الشيعة فنعم...!!
طبعاً مجمل التهجم والطعن الجارح مستهجن تجاه كائناً من كان (يهودي سيخي بوذي مسيحي صابئي) فكلهم بشر ولو خالفونا في الفكر والعقيدة، ومع الاحترام لكافة الأديان... والله الحكم يوم القيامة، فلكلٍ فكره وعقيدته، كما هو الحال في الإسلام، ولكن كي نحلل طريقة تفكير هؤلاء (البعض) الملقبين (علماء دين)...
يكمل الشيخ الصفار قوله:
(إن (جريدة الرياض السعودية) نشرت مقالاً فيه مساس لعلماء دين يهود قبل فترة، فحدثت ضجة وقتها مما جعل الصحيفة -ذائعة الصيت- أن تقدم إعتذاراً واضحاً وصريحاً لرجال الدين اليهود)...!!
تصوروا...!!
ولكن النظام السعودي وسياسييه وعلماء الدين لم يحركوا ساكناً عندما يتهجم رجل دين رسمي من على منبر الجمعة الرسمي، -ليس بمقال في صحيفة-...
ما أقول فيمن قست قلوبهم، فلا يحوي القلب الله والقسوة معاً، فمن سكن الله قلبه كان طيباً سمحاً ودوداً خلوقاً، ومن سكنت الأحقاد والكراهية والشهوات والظلم قلبه فليعلم أنه قد طرد الله من قلبه.
قست القلوب وويل للقاسية قلبوهم من النار...
قست قلوب (بعض) رجال دين ومتدينين فغيرتهم ودينهم من السماحة التي أرادها الله والدين لهم إلى البشاعة والظلم والكراهية...
ومن (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) إلى حب لنفسك فقط ومن يؤيدك وأجرح وأؤذي وأظلم وأكره غيرك...
هم كالحيوانات بل أضل وأكثر غباءاً ووحشية وبدائية من الحيوانات، لسبب واحد وهو أنهم غافلون مغفلون.. والله يصفهم: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والأنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون)آية179/سورة الأعراف.
هؤلاء رغم أشكالهم الدينية لكن قلوبهم أقسى من الحجارة التي إعتذر الله لها وبيّن أن الحجارة أرحم... يصفهم بقوله: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون * أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون)اية74-75/سورة البقرة.
الكل مسؤول أمام الله والمجتمع وأمام نفسه وضميره، فلا يوجد شخص غير مسؤول عما حدث في الماضي أو عما يحدث اليوم أو ما سيحدث بسبب ذلك كله في المستقبل.
ولمعرفة كيفية (إنك مسؤول)، فهل تسمح لعقلك بالتفكير والإطلاع ومحاربة الجهل وفهم ودراسة الفكر والتوجه والدين الموروث والطائفة الموروثة من جديد فممكن أن يكون كل ذلك غير صحيح...
وهل سيتم سؤال ذوي العقول السليمة وإن تأخذ بمبدأ الأمام علي (ع) الذي لو عرفه العالم اليوم لما سقط أحد في فخ المؤامرات والحروب والنزاعات حيث يقول (ع): (إعرف الحق تعرف أهله).
وأنا لا أزعم هنا إن معرفة الحقيقة بالشيء السهل ولكن هي ليست بالشيء الصعب أيضاً، وهل يوجد شيء سهل في هذه الحياة...؟!
هو واجب كل فرد بأن يعرف الحق ويتبعه ويقوّيه ويعرف الباطل ويتجنبه ويضعّفه...
فهل من سامع، وواعي؟!
((يتبعها قريباً الحلقة الرابعة والأخيرة))