المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرض بين الفقه والاخلاق


معد
07-09-2011, 06:52 PM
بسم الله الحمن الرحيم

الانسان ذلك المخلوق العجيب الذي تشرف ان يكون خليفة الله في مقامه الرفيع وان ينزل الى درجة البهائم في انحداره يكتسب هذه المواقع الرفيعة والمتدنية بصفاته وافعاله فهناك صفات ترفع هذا الانسان واخرى تهوي به نحو الحضيض.

ومن الصفات التي ترفعه هي مساعدة الاخرين واقراضهم عند الحاجة, وتنحدر به صفات اخرى منها ان يتساهل المستقرض ولا يرد مال الدائين الا ما دام عليه قائما.
ينقلون ان احد الاشخاص اراد ان يستقرض مالا من شخص اخر فقال له هذا الشخص اعطيك ولكن بعد ان تقبل يدي!!
فاستنكر هذا من قوله واستفهم منه فقال وذلك لكوني بعد ذلك احتاج الى ان اقبل رجليك حتى ترد علي مالي.
فهناك بعض الناس يأتيك وقت الحاجة ويضع الوقت لارجاع الدين ولكن بعد حصوله لهذا المال لا يحمل هم السداد بل يكون وكأنه هو صاحب الحق اذا طالبته بارجاع الدين بعد مضي الموعد المحدد تكون انت المقصر ويحاول ان يتفه هذا المال , بينما الانسان الحر لا يقر له قرار حتى يسدد الدين وان استطاع ان يكرم صاحب المال يفعل كيف لا وها نحن نقرء ما يروى عن النبي(ص) وهو ينطق على لسان هؤلاء الاحرار فيقول(ص) : الدين ربقة الله في الأرض فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعه في عنقه)
والانسان الكريم يريد ان يخرج من شبهة الذلة وان اجهد نفسه في العمل او باع شيئا مما يحتاج اليه, وليس كمن يطلب الراحة والناس تطالبه بأموالها.
وروي عن النبي ( ص ) قوله: لا وجع إلا وجع العين ولا هم إلا هم الدين)
الصحيفة الكاملة السجادية على منشئها السلام : " اللهم صل على محمد وآل محمد ، وهب لي العافية من دين تخلق له وجهي ، ويحار فيه ذهني ، ويتشعب له فكري ، ويطول بممارسته شغلي ، وأعوذ بك يا رب من هم الدين وفكره ، وشغل الدين وسهره ، فصل على محمد وآل محمد وأعذني منه ، واستجير بك يا رب من ذلته في الحياة ، ومن تبعته بعد الوفاة "
فمن لم تكن له هذه النظرة للدين-القرض- فاليعلم انه انسان فاقد لبعض سمو الاخلاق ومحاسن الصفات.

استحباب الاقراض وانه افضل من الصدقة
إقراض المؤمن من المستحبات الأكيدة سيما لذوي الحاجة منهم لما فيه من قضاء حاجة المؤمن وكشف كربته
فعن النبي( ص) : من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا كشف الله عنه كربه يوم القيامة
وعنه (ص) من أقرض مؤمنا قرضا ينظر به ميسوره كان ماله في زكاة وكان هو في صلاة من الملائكة حتى يؤديه .
وعنه(ص) من أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل أحد من جبال رضوى وطور سيناء حسنات وإن رفق به في طلبه تعدى على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب ولا عذاب ومن شكا إليه أخوه المسلم ولم يقرضه حرم الله عز وجل عليه الجنة يوم يجزي المحسنين.

وعن أبي عبد الله ( ع ) ما من مؤمن أقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة حتى يرجع ماله إليه ، وعنه ( ع ) أيضا : مكتوب على باب الجنة الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر.
الكتابة او الشهود عند الدين
حث الاسلام حال الدين ان يكتبون او يحضرون شهودا دفعا للمفاسد
قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل..)البقرة282
قال أبو عبد الله(ع) : أربعة لا تستجاب لهم دعوة : أحدهم رجل كان له مال فأدانه بغير بينة يقول الله عز وجل ألم آمرك بالشهادة
أبي عبد الله عليه السلام قال : من ذهب حقه على غير بينة لم يوجر.
بعض الاحكام الفقهية
* يكره الدين مع القدرة ، ولو استدان ، وجبت نية القضاء ، والاقراض أفضل من الصدقة .
*يجب على المدين أداء الدين فورا عند مطالبة الدائن إن قدر عليه ولو ببيع سلعته ومتاعه أو عقاره أو مطالبة غريمه أو استقراضه إذا لم يكن حرجيا عليه أو إجارة أملاكه .
وأما إذا لم يقدر عليه بذلك فهل يجب عليه التكسب اللائق بحاله والأداء منه ؟ الأحوط ذلك . نعم يستثنى من ذلك بيع دار سكناه وثيابه المحتاج إليها ولو للتجمل وخادمه ونحو ذلك ، مما يحتاج إليه ولو بحسب حاله وشؤونه . والضابط هو كل ما احتاج إليه بحسب حاله وشرفه ، وكان بحيث لولاه لوقع في عسر وشدة ا وحزازة ومنقصة
*لو كانت عنده بضاعة أو عقار زائدة على مستثنيات الدين ولكنها لا تباع إلا بأقل من قيمتها السوقية ، وجب عليه بيعها بالأقل لأداء دينه نعم إذا كان التفاوت بين القيمتين بمقدار لا يتحمل عادة ولا يصدق عليه اليسر في هذه الحال لم يجب
*تحرم على الدائن مطالبة المدين إذا كان معسرا بل عليه الصبر والنظرة إلى الميسرة

خاتمة تتعلق بالموضوع
الإمام الصادق ( ع ) : لعن الله قاطعي سبيل المعروف ، وهو الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره ، فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره.
الإمام زين العابدين ( ع) : يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة : أشكرت فلانا ؟ فيقول : بل شكرتك يا رب ، فيقول : لم تشكرني إذ لم تشكره
الإمام الحسن ( ع ) : اللؤم أن لا تشكر النعمة.
عن النبي (ص) : من أراد أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله فلينظر معسرا أو ليدع له من حقه .
عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر ( ع ) يقول : من حبس مال امرئ مسلم وهو قادر على أن يعطيه إياه مخافة أن خرج ذلك الحق من يده أن يفتقر كان الله عز وجل أقدر على أن يفقره منه على أن يفني نفسه بحبسه ذلك الحق .

حبيبة الحسين
07-09-2011, 08:40 PM
مشكورين لهذا الطرح القيم
بارك الله بكم

عاشقة عــلي
07-09-2011, 09:08 PM
بارك الله فيك أخي الكريم على الطرح القيم

جزيت كل خـير وتقبل تحيااتي.،

معد
08-09-2011, 07:38 PM
بسم الله
اشكر الاختين على التعليق والاهتمام

نرجس*
09-09-2011, 01:22 PM
http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-a2ec4d2388.jpg (http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-a2ec4d2388.jpg)

معد
10-09-2011, 04:08 PM
بسم الله
تسلمين اخي
ولكن اتمنى ان يكون التعليق واقعي وان نعطي الموضوع حقه لا نرفعه فوق مستواه ولا نضعه تحت قيمته
والتعليق اذا كان جاهز ويوضع على كل موضوع لا يعطي الحقيقة
نشكركم على المرور