Basij
15-09-2011, 03:12 PM
تمر الحياة و فيها من المواقف ما يشغل بالنا و يرهق أجسادنا، لكن ما كان يشغل بالي هو شيء عجيب جداً، فلم أرَ أماً تكره ابنتها لهذه الدرجة،تتدخّل في كل شيء حتى في لبسها و مشيتها، أصدقائها و رحلاتها.... حتى فكّرتُ في يوم من الأيام أن أعترف بكرهي لها...
في عمر أحتاج فيه إلى أن أنضج و أكبر تراها ، تتحدّث بطريقة تستفزّني، و تهطل عليّ النصائح بغزارة، لم أكن أعلم ماذا ينبغي عليّ أن أفعل كي أخفّف من حدّة التعامل هذه، كنت في السابق أحسن الظن و أقول بأن لعله الخوف أو المحبّة الشديدة...
إلى أن بدأت تطلب مني أن أساعدها في الأعمال المنزلية، و تقسو عليّ، فكلما كنتُ أساعدها أراها دقيقة الملاحظة و النتيجة أنني لا أنفع أن أكون ربّة منزل، حتى في غسل الصحون و الأواني كانت تراقبني، و الكلمات كانت تنهال على قلبي بطريقة قاسية...
ترّفعت إلى المرحلة الثانوية ، و بدأت شخصيتي تنضج شيئاً فشيئاً، لم تكن أمي تسمح لي بزيارة الأصدقاء لأن معظم صديقاتي كنَ يسكنّ في مناطق بعيدة عن المنطقة التي اختارها أبي للسكن، هذا ما يشعرها بالخوف و القلق عليّ، أضف إلى ذلك حجة أنها لا تعرف الأم و لا البيئة الثقافية للعائلة.. و في يوم من الأيام طلبتُ منها زيارة إحدى صديقاتي ، فوافقت بعد جهد و عناء حيث توصّلنا إلى اتفاق بأنه يجب عليّ أن أتم عمل المنزل بأكمله في الصباح الباكر و أحضّر الغداء و بعدها أمضي ...
http://upload.qawem.org//uploads/images/qawem.org-e6ab5c0dfb.jpg (http://upload.qawem.org//uploads/images/qawem.org-e6ab5c0dfb.jpg)
استيقظتُ باكراً ،نفّذتُ المطلوب كي أصل إلى المقصود، و إذ بها تعود و تسأل عن صديقتي، وما إسم عائلتها و نسب أمها و ما إلى هنالك... إلى أن تشابهت عليها بعض الأسماء و ذكرت إسم سيدة كانت تردد إلى منزلنا في المناسبات، ثم أقفلتُ الموضوع بقولي أنني لا أعرف إن كانت هذه السيدة لها صلة قرابة بهذه العائلة، و عمدتُ إلى الخروج من المنزل بسرعة قبل أن ترجع أمي في كلامها و أفقد هذه الفرصة.
كنتُ أرى الدنيا بأنها بدأت تلين معي ، و أن أمي فعلاً بدأت تشعر بأنني أكبر و أنضج، أعطتني الثقة على أن أمضي و أختبر ذاتي، لكن في غضون ساعة واحدة فقط!!!!!!
وصلتُ إلى منزل صديقتي ، دخلتُ المصعد و ضغطت على رقم الطابق، وأنا كلي شوق كي أختبر شعور الزيارة لإحدى الصديقات التي كنتُ أسمع عنه من بنات جيلي و صديقاتي فيما بينهن، لا سيما صديقاتي في المدرسة حيث كنّ يزرنَ بعضهن البعض و يأتينَ إلى المدرسة يتحدّثنَ عن المغامرات و ما جرى خلال الزيارة.... و كنتُ أتمنى أن أحمل في جعبتي -بعد هذه الزيارة- مواقف كثيرة أتحدّث بها أمام صديقاتي....
توقّف المصعد، و حين شرعت بقرع الجرس ، سمعتُ صوت الأم تأنّب ابنتها، و تطالبها بإهمالها ، و تقصيرها في مسؤولياتها الخاصة و المنزلية، و بعد المد و الجزر بين الأم و ابنتها، نطقت الأم إسم تلك السيدة التي تحدّثت عنها أمي، و بدأت تتحدّث عن لسان حال أمي عني،كيف أتحمّل مسؤولية المنزل في غيبتها، و كيف مدحتني أمامها في زيارتها إلى منزلنا ...
هنا .... تجمّد الدم في عروقي ، نسيتُ أين أنا، و بدأت أمواج الأفكار السلبية تتضارب مع أمواج الكلمات التي تسمعها أذني، و بدأتُ أعيد التفكير في أمي و في مراقبتها لعملي و ملاحظتي عن بعد و نصحي... دمعت عيناي، و أنا أسمع رد صديقتي على أمها و تصرخ في وجهها و تتحجّج بفروضها المدرسية كي تهرب من مساعدة والدتها...
لم أجرؤ على قرع الجرس، بل عدتُ أدراجي ، و لا يمكنني أن أصف لكم الشعور الذي ضرب فجأة شخصيتي ، فخورة ، نعم ، فخورة أنا بأمي ..... و من هنا بدأت حياتي.
http://upload.qawem.org//uploads/images/qawem.org-ebce02118e.jpg (http://upload.qawem.org//uploads/images/qawem.org-ebce02118e.jpg)
کـــاتب:الملاک
في عمر أحتاج فيه إلى أن أنضج و أكبر تراها ، تتحدّث بطريقة تستفزّني، و تهطل عليّ النصائح بغزارة، لم أكن أعلم ماذا ينبغي عليّ أن أفعل كي أخفّف من حدّة التعامل هذه، كنت في السابق أحسن الظن و أقول بأن لعله الخوف أو المحبّة الشديدة...
إلى أن بدأت تطلب مني أن أساعدها في الأعمال المنزلية، و تقسو عليّ، فكلما كنتُ أساعدها أراها دقيقة الملاحظة و النتيجة أنني لا أنفع أن أكون ربّة منزل، حتى في غسل الصحون و الأواني كانت تراقبني، و الكلمات كانت تنهال على قلبي بطريقة قاسية...
ترّفعت إلى المرحلة الثانوية ، و بدأت شخصيتي تنضج شيئاً فشيئاً، لم تكن أمي تسمح لي بزيارة الأصدقاء لأن معظم صديقاتي كنَ يسكنّ في مناطق بعيدة عن المنطقة التي اختارها أبي للسكن، هذا ما يشعرها بالخوف و القلق عليّ، أضف إلى ذلك حجة أنها لا تعرف الأم و لا البيئة الثقافية للعائلة.. و في يوم من الأيام طلبتُ منها زيارة إحدى صديقاتي ، فوافقت بعد جهد و عناء حيث توصّلنا إلى اتفاق بأنه يجب عليّ أن أتم عمل المنزل بأكمله في الصباح الباكر و أحضّر الغداء و بعدها أمضي ...
http://upload.qawem.org//uploads/images/qawem.org-e6ab5c0dfb.jpg (http://upload.qawem.org//uploads/images/qawem.org-e6ab5c0dfb.jpg)
استيقظتُ باكراً ،نفّذتُ المطلوب كي أصل إلى المقصود، و إذ بها تعود و تسأل عن صديقتي، وما إسم عائلتها و نسب أمها و ما إلى هنالك... إلى أن تشابهت عليها بعض الأسماء و ذكرت إسم سيدة كانت تردد إلى منزلنا في المناسبات، ثم أقفلتُ الموضوع بقولي أنني لا أعرف إن كانت هذه السيدة لها صلة قرابة بهذه العائلة، و عمدتُ إلى الخروج من المنزل بسرعة قبل أن ترجع أمي في كلامها و أفقد هذه الفرصة.
كنتُ أرى الدنيا بأنها بدأت تلين معي ، و أن أمي فعلاً بدأت تشعر بأنني أكبر و أنضج، أعطتني الثقة على أن أمضي و أختبر ذاتي، لكن في غضون ساعة واحدة فقط!!!!!!
وصلتُ إلى منزل صديقتي ، دخلتُ المصعد و ضغطت على رقم الطابق، وأنا كلي شوق كي أختبر شعور الزيارة لإحدى الصديقات التي كنتُ أسمع عنه من بنات جيلي و صديقاتي فيما بينهن، لا سيما صديقاتي في المدرسة حيث كنّ يزرنَ بعضهن البعض و يأتينَ إلى المدرسة يتحدّثنَ عن المغامرات و ما جرى خلال الزيارة.... و كنتُ أتمنى أن أحمل في جعبتي -بعد هذه الزيارة- مواقف كثيرة أتحدّث بها أمام صديقاتي....
توقّف المصعد، و حين شرعت بقرع الجرس ، سمعتُ صوت الأم تأنّب ابنتها، و تطالبها بإهمالها ، و تقصيرها في مسؤولياتها الخاصة و المنزلية، و بعد المد و الجزر بين الأم و ابنتها، نطقت الأم إسم تلك السيدة التي تحدّثت عنها أمي، و بدأت تتحدّث عن لسان حال أمي عني،كيف أتحمّل مسؤولية المنزل في غيبتها، و كيف مدحتني أمامها في زيارتها إلى منزلنا ...
هنا .... تجمّد الدم في عروقي ، نسيتُ أين أنا، و بدأت أمواج الأفكار السلبية تتضارب مع أمواج الكلمات التي تسمعها أذني، و بدأتُ أعيد التفكير في أمي و في مراقبتها لعملي و ملاحظتي عن بعد و نصحي... دمعت عيناي، و أنا أسمع رد صديقتي على أمها و تصرخ في وجهها و تتحجّج بفروضها المدرسية كي تهرب من مساعدة والدتها...
لم أجرؤ على قرع الجرس، بل عدتُ أدراجي ، و لا يمكنني أن أصف لكم الشعور الذي ضرب فجأة شخصيتي ، فخورة ، نعم ، فخورة أنا بأمي ..... و من هنا بدأت حياتي.
http://upload.qawem.org//uploads/images/qawem.org-ebce02118e.jpg (http://upload.qawem.org//uploads/images/qawem.org-ebce02118e.jpg)
کـــاتب:الملاک