أبو حسين العاملي
22-09-2011, 07:22 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي * فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي
فزادي قليل لا أراه مبلغي * على الزاد أبكي أم لبعد مسافتي أتيت بأعمال قباح ردية
وما في الورى عبد جنى كجنايتي أتحرقني بالنار يا غاية المنى * فأين رجائي ثم أين مخافتي
العديلة
هذا الموضوع هو من المواضيع الحساسة التي تهم كل مسلم مؤمن له عينان : عين على الجنة وأخرى على النار ، وكما أن كل تاجر يريد أن يؤمِّن على تجارته ويحفظها من خطر الخسران كذلك هو المؤمن يصيبه الأرق الدائم من خسران الآخرة والانزلاق في مهاوي الباطل .
تعريفها : العديلة من عدل بالفتح ، كأن يعدل ويتحول الرجل من طريق إلى آخر ، هذا في طريق الدنيا ، وأما في طريق الآخرة فالعديلة هي العدول حين الموت من الصراط المستقيم إلى الضلال المبين .
نعم شخص يذهب كل يوم إلى الجامع ، وذو خلق جميل ، ويقوم بجميع الأعمال الحسنة ، هذا الشخص معرض ليخسر جميع أعماله ويكون من الهالكين .
هذا الكلام وإن كان غريبا إلا أنه طبيعي لمن دقق في كلام الله عزوجل والسنة الشريفة التي قرنت العمل بالإيمان ، بل إن الإيمان أشرف من العمل ، وهو روحه ، وأصله ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ) النساء 57 ، فنرى أن جل اسمه قد جعل جماعة خاصة هم المؤهلون لدخول الجنة ، حيث قال (آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ، ومعناه أنه شخصية المؤمن الناجي يجب أن تكون قائمة على ركنين : الإيمان وهو الأسبق ثم العمل .
والنتيجة السليمة أن الإنسان لو أخل بركن أساسي وهو الإيمان أو العمل - إذا أفسد الإيمان - في أي لحظة من لحظات عمره حتى عند الموت فقد هلك ، طبعا ما ذلك إلا لوجود أسباب هي التي أدت به إلى هذا الوادي السحيق ، وأهمها تراكم الأخطاء العقائدية والسلوكية دون رقيب وحسيب .
قال الشيخ التبريزي الأنصاري : (ان المؤمن مشرف على محل الخطر والهلاكة في مقامين ، أحدهما مقام المعرفة في مرتبة أصول الدين إذ الشيطان عدو مبين ، فهو في مرصاد عباد الله المؤمنين ليوقعهم في الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي ، ليوقعهم في الحيرة والضلالة في أمر المعرفة وتحصيل أصول الدين الذي هو مبنى الشريعة ، فإن لم ينجح بإغواء المؤمن حال حياته فإنه يحشد جيوش الظلام والشبهات ليسلب منه إيمانه عند الموت من جهة إغواء الشيطان وتلبيسه في تلك الحالة ، وورد دعاء العديلة دفعا لتلك الرزية ، والعديلة اسم شيطانة موكلة من جانب إبليس ليعدل الانسان حين الموت من الاعتقاد الحق إلى الباطل ، ، والمراد دفع العديلة ، أو بمعنى المصدر أي دعاء دفع العدول المذكور ، والثاني مقام العمل بالشريعة ، فيريد الشيطان أبدا أن يضل الانسان ويغويه ، ويوقعه في المعصية ويوبقه ، وهذا هو الهلاك العارضي والعذاب المنقرض ، فهناك هلاكة كبرى وهلاكة صغرى )اللمعة البيضاء ص33 دفتر نشر الهادي - قم - ايران - بتصرف -
والحمد لله رب العالمين ووقانا الله شر الشياطين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي * فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي
فزادي قليل لا أراه مبلغي * على الزاد أبكي أم لبعد مسافتي أتيت بأعمال قباح ردية
وما في الورى عبد جنى كجنايتي أتحرقني بالنار يا غاية المنى * فأين رجائي ثم أين مخافتي
العديلة
هذا الموضوع هو من المواضيع الحساسة التي تهم كل مسلم مؤمن له عينان : عين على الجنة وأخرى على النار ، وكما أن كل تاجر يريد أن يؤمِّن على تجارته ويحفظها من خطر الخسران كذلك هو المؤمن يصيبه الأرق الدائم من خسران الآخرة والانزلاق في مهاوي الباطل .
تعريفها : العديلة من عدل بالفتح ، كأن يعدل ويتحول الرجل من طريق إلى آخر ، هذا في طريق الدنيا ، وأما في طريق الآخرة فالعديلة هي العدول حين الموت من الصراط المستقيم إلى الضلال المبين .
نعم شخص يذهب كل يوم إلى الجامع ، وذو خلق جميل ، ويقوم بجميع الأعمال الحسنة ، هذا الشخص معرض ليخسر جميع أعماله ويكون من الهالكين .
هذا الكلام وإن كان غريبا إلا أنه طبيعي لمن دقق في كلام الله عزوجل والسنة الشريفة التي قرنت العمل بالإيمان ، بل إن الإيمان أشرف من العمل ، وهو روحه ، وأصله ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ) النساء 57 ، فنرى أن جل اسمه قد جعل جماعة خاصة هم المؤهلون لدخول الجنة ، حيث قال (آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ، ومعناه أنه شخصية المؤمن الناجي يجب أن تكون قائمة على ركنين : الإيمان وهو الأسبق ثم العمل .
والنتيجة السليمة أن الإنسان لو أخل بركن أساسي وهو الإيمان أو العمل - إذا أفسد الإيمان - في أي لحظة من لحظات عمره حتى عند الموت فقد هلك ، طبعا ما ذلك إلا لوجود أسباب هي التي أدت به إلى هذا الوادي السحيق ، وأهمها تراكم الأخطاء العقائدية والسلوكية دون رقيب وحسيب .
قال الشيخ التبريزي الأنصاري : (ان المؤمن مشرف على محل الخطر والهلاكة في مقامين ، أحدهما مقام المعرفة في مرتبة أصول الدين إذ الشيطان عدو مبين ، فهو في مرصاد عباد الله المؤمنين ليوقعهم في الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي ، ليوقعهم في الحيرة والضلالة في أمر المعرفة وتحصيل أصول الدين الذي هو مبنى الشريعة ، فإن لم ينجح بإغواء المؤمن حال حياته فإنه يحشد جيوش الظلام والشبهات ليسلب منه إيمانه عند الموت من جهة إغواء الشيطان وتلبيسه في تلك الحالة ، وورد دعاء العديلة دفعا لتلك الرزية ، والعديلة اسم شيطانة موكلة من جانب إبليس ليعدل الانسان حين الموت من الاعتقاد الحق إلى الباطل ، ، والمراد دفع العديلة ، أو بمعنى المصدر أي دعاء دفع العدول المذكور ، والثاني مقام العمل بالشريعة ، فيريد الشيطان أبدا أن يضل الانسان ويغويه ، ويوقعه في المعصية ويوبقه ، وهذا هو الهلاك العارضي والعذاب المنقرض ، فهناك هلاكة كبرى وهلاكة صغرى )اللمعة البيضاء ص33 دفتر نشر الهادي - قم - ايران - بتصرف -
والحمد لله رب العالمين ووقانا الله شر الشياطين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين