المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماتت وهي غاضبة على ظالميها (نصرة للزهراء ادخل وتمعن وانصر)


مصطفى السليماوي
22-09-2011, 03:11 PM
ماتت غاضبة على ظالميها
إن قضيّة الهجوم على دار الزهراء (ع) وتجميع الحطب على بابها وغير ذلك من المظالم التي لحقت بها مما تحدثت عنه المصادر التاريخية، لم يلق قبولاً لدى المسلمين بشكل عام، لما للزهراء (ع) من مكانة في نفوسهم جعلتهم يرون أن الإساءة إليها هي إساءة لرسول الله (ص) ، ما اضطر اللذين ظلماها أن يأتياها تحت تأثير الضغط العام والاستهجان الكبير لهذه الأعمال، وطلبا من علي (ع) أن يستأذن لهما بالدخول عليها ليسترضياها، فماذا كان موقفها؟
ينقل ابن قتيبة في (( الإمامة والسياسة )) أن عمر قال لأبي بكر :"انطلق بنا إلى فاطمة فإنّا قد أغضبناها، فانطلقا جميعاً، فاستأذنا عليها فلم تأذن لهما، فأتيا علياً فكلّماه فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط، فسلّما عليها فلم ترد عليهما السلام، فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله، والله إن قرابة رسول الله أحب إليّ من قرابتي، وإنك لأحب إليّ من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني متّ ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله ص ؟ إلا أني سمعت أباك رسول الله (ص) يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة ".
فلم تعلِّق الزهراء (ع) على قضية الميراث، لأنها كانت قد عالجت هذه المسألة مفصلاً في خطبتها ـ التي سيأتي شرحها ـ لكنها أرادت أن تقيم الحجة عليهما في ما عرض لها من أذى وظلامة وإساءة، فقالت: "أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله(ص) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول الله(ص) يقول:رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ ابنتي فاطمة أحبني ومن أسخط فاطمة أسخطني، قالا : نعم، سمعناه من رسول الله (ص) ، فقالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونّكما إليه، فقال: أبو بكر: وأنا عائذ بالله من سخطه وسخطك يا فاطمة، وهي تقول:والله لأدعونّ عليك في كل صلاة أصليها"[68].
وفي رواية أخرى ينقلها العلامة المجلسي في بحار الأنوار أنها (ع) قالت لهما: "أنشدكما بالله ، هل سمعتما النبي(ص) يقول: فاطمة بضعة مني وأنا بضعة منها من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذاها بعد موتي فكان كمن آذاها في حياتي، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي؟ قالا:اللهم نعم، فقالت: الحمد لله".
ثم قالت: "اللهم إني أشهدك فاشهدوا يا من حضرني، أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي"[69].
وهكذا وبكل قوة وشجاعة احتجت الزهراء (ع) عليهما وسجّلت عليهما أنهما أغضباها وأغضبا بذلك رسول الله (ص) ومن فوق ذلك أغضبا الله سبحانه وتعالى، وبقي غضبها (ع) جرحاً نازفاً في قلب أبنائها ومحبيها، وقد سئل عبد الله بن الحسن عن الشيخين فقال: "كانت أمنا صدّيقة ابنة نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على قوم فنحن غضاب لغضبها".
أتموت البتول غضبى ونرضى ما كذا يصنع البنون الكرام[70]
دفنها ليلاً
ولم يقف احتجاجها عند هذا الحد، بل إنها واصلت رحلة الاحتجاج إلى حين موتها، وكانت قمة احتجاجاتها بالحق أنها أوصت علياً(ع) أن يدفنها ليلاً[71]، وأن لا يحضر جنازتها الذين ظلموها واضطهدوها وسلبوها حقها. ولقد أرادت أن تعبر عن معارضتها ومجابهتها للعدوان والظلم حتى بعد الموت، كما عبّرت عن ذلك حال الحياة، وأرادته احتجاجاً غاضباً قاسياً، لكنه واعٍ وبالأساليب الحكيمة والحجج المقنعة والمواقف القوية، لأن الناس سينطلقون بالتساؤل: لماذا تدفن بنت النبي (ص) ليلاً؟ لماذا أوصت بذلك؟ وما هي القضية، فهذا لم يسبق له مثيل في الواقع الإسلامي، والجميع كانوا ينتظرون المشاركة في تشييع بنت نبيهم، وإذا بها تشيّع وتدفن ليلاً ويقال لهم إن ذلك كان التزاماً بوصيتها !
وهكذا يبدأ التساؤل ويكثر في أوساط المسلمين لماذا ولماذا؟ وهذا ما تريده الزهراء (ع) ، لتستيقظ الضمائر ويعرف المغفّلون طبيعة اللعبة ومجريات الأمور .
تسوية قبرها
وكان من جملة وصاياها التي أوصت بها أمير المؤمنين(ع) أن يسوِّي قبرها ويخفيه، ليكون ذلك دليلاً وشاهداً على كل الظلم الذي لحق بها، والاضطهاد الذي تعرضت له، ولتخلّد بذلك احتجاجها على القوم الذين ظلموها[72].
وعمل علي (ع) بوصيتها هذه، فدفنها ليلاً وعفى موضع القبر.
موضع قبرها
وبقي موضع قبرها مجهولاً، ولم يستطع أحد التعرف عليه، وقد ورد تعيينه في بعض الروايات عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام )، ففي بعضها أنّها دفنت في بيتها[73]، وفي البعض الآخر أنها دفنت في الروضة، واختاره بعض العلماء وأيّده بالرواية المعروفة: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"[74]، وهناك قول ثالث يرى أنها دفنت في البقيع، وهو مروي أيضاً[75].

منعها فدكاَ
مما أسيء به إلى الزهراء(ع) منعها فدكاً التي هي حق من حقوقها، كما يؤكد ذلك التاريخ السني والشيعي. فقد ذكر علماء الفريقين ومنهم السيوطي في ((الدر المنثور)) في تفسير قوله تعالى:{وآت ذا القربى حقه}[الإسراء126] ،أنه لما نزلت الآية، نحل الرسول ابنته فاطمة فدكاً التي كانت له ممّا صالحه اليهود عليه في حربه معهم[76]. والظاهر أن حق فاطمة(ع) في فدك كان معروفاً لدى المسلمين في الامتداد التاريخي، لذلك رأينا أن عمر بن عبد العزيز وهو خليفة أموي، أرجع فدكاً إلى أهل البيت[77]، ثم أخذت منهم وجاء أبو العباس السفّاح أول خلفاء بني العباس وأرجعها إليهم، حتى إذا استولى المنصور على الخلافة أخذها ثم ردها المهدي ثم قبضها المهدي وهارون، فلم تزل في أيديهم إلى أن ولي المأمون فردّها على الفاطميين[78]. حتى قال الشاعر في ذلك:
أصبح وجه الزمان قد ضحكا بردِّ مأمـون هاشم فدكـا
والأدلة على ملكية الزهراء لفدك كثيرة ولا تكاد تخفى، وقد شهد لها بذلك بعض المسلمين، ومنهم أمير المؤمنين(ع)، وأم أيمن، لكن شهادتهم لم تقبل[79]! ولم يكن من حجّة معارضة إلا حديث رواه أبو بكر عن النبي(ص) يقول فيه: "نحن معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة"[80].
والمفارقة التي تقف أمام هذه الحجة مضافاً إلى معارضتها للقرآن الكريم ـ كما سيأتي تفصيله في شرح خطبتها(ع) ـ:
أولاً: أن هذا الحديث ـ "نحن معاشر الأنبياء لا نورث" ـ قد تفرد أبو بكر بروايته، والزهراء(ع) تنفي صدوره عن النبي (ص) من خلال موقفها.
ثانياً: أن رسول الله(ص) الذي كان يحب فاطمة أعظم الحب، ويقيها من كل سوء، كيف لم يخبرها بهذا الحكم الشرعي المخالف لعموم القرآن، والدالّ ـ أي القرآن ـ على أن الأنبياء يرثون ويورّثون؟ كيف لم يخبرها بذلك مع أن هذا الحديث يرتبط بها بشكل مباشر، بل هي مصداقه الأبرز؟! فكيف لا يخبر حبيبته ويجنّبها المتاعب؟
ثالثاً: إذا كان المسلمون متفقين على أن فاطمة هي سيدة نساء العالمين أو على الأقل سيدة نساء عالمها[81]، فهل يمكن أن تتحدث سيدة نساء العالمين كذباً أو لغواً أو تخالف حديثاً صادراً عن أبيها رسول الله(ص) ؟! أو ترتبط في موقفها من القيادة الإسلامية المتمثلة بأمير المؤمنين(ع) ارتباطاً عاطفياً يبتعد عن الحق؟!
لو أنصف المسلمون أنفسهم لرأوا في موقف الزهراء(ع) الحجة البالغة التي يلزم الأخذ بها من دون نقاش، لأن سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء عالمها أو سيدة نساء المؤمنين، لا يمكن إلا أن تكون مع الحق ويكون الحق معها، ولقد قلنا هذا القول بالنسبة للإمامين الحسنين(ع) ، فإن شرعية موقف الإمام الحسن(ع) في صلحه وحربه، وشرعية موقف الحسين(ع) في ثورته، يكفي عليها دليلاً أنهما وباتفاق المسلمين جميعاً سيدا شباب أهل الجنة، ولا يمكن لسيد شباب أهل الجنة أن ينحرف عن الخط الإسلامي، بل لا بد أن يكون موقفه وخطه هو الموقف الإسلامي والخط الإسلامي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
رابعاً: أنه لم يردنا عن تاريخ كل الأنبياء أنهم لم يورّثوا شيئاً وأن ما يتركونه فهو صدقة، مع أنه لو كان الأمر عند الأنبياء (ع) بأنهم لا يورّثون كما نص هذا الحديث، لوصلنا شيء من ذلك، ولعرف ولو عند أهل الأديان الأخرى وذكر في كتبهم، مع أن ذلك لم يحصل.
خامساً: ثم أيعقل أن يخاصم علي (ع) في أمر فدك ويتهم القوم بالظلم والخيانة[82] محاباة لزوجته؟!كيف والنبي(ص) يقول: "الحق مع علي بن أبي طالب حيث دار"[83]؟! ويقول(ص): "علي مع الحق والحق مع علي"[84]، وكيف يخفى على علي أن النبي لا يورث وهو باب مدينة علم الرسول وحكمته، والذي لازم الرسول بما لم يفز به غيره من الصحابة؟!
سادساً: يذكر المؤرِّخون ـ كما سيأتي ـ أن فدك كانت في يد الزهراء (ع)، وهي إنما طالبت في بداية الأمر بها على أساس أنها نحلة أبيها وهبها لها في حياته، فلا يشملها الحديث المزعوم لأبي بكر، لأنه ينفي الميراث وهي تدّعي النحلة .
لماذا لم يسترجع علي(ع) فدكاً؟
ولكن قد يعترض على ما تقدم بأنه إذا كانت فدك حقّاً لفاطمة (ع) فلمَ لم يسترجعها علي (ع) بعد تولي أمور المسلمين؟
وقد أجاب الإمام الرضا(ع) على هذا التساؤل وفي جوابه كفاية، وإليك الرواية كما أوردها الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا(ع) ، حيث سأله الحسن بن علي بن فضال(ع) عن أمير المؤمنين: لمَ لمْ يسترجع فدك لما ولي أمر الناس؟ فقال: "لأنا أهل بيت إذا ولاّنا الله عز وجل لا يأخذ لنا حقوقنا ممّن ظلمنا إلا هو، ونحن أولياء المؤمنين إنما نحكم لهم ونأخذ لهم حقوقهم ممن يظلمهم ولا نأخذ لأنفسنا"[85]. فالإمام الرضا(ع) يقول لابن فضال إنه كان بإمكان الإمام علي(ع) استرجاع فدك، لكنه كان يرى أن مسؤوليته هي أن يأخذ للناس حقوقهم ممّن ظلمهم ولا يأخذ حقه ممن ظلمه، وهذا أسلوب مميز لأهل البيت في مسألة التعامل مع حقهم المغتصب، وحاصله أن مهمة الأئمة(ع) أن يطالبوا بحقوق الناس لا بحقوقهم، فإن الله تعالى هو الذي يأخذ لهم بحقهم من خلال الظروف التي يحققها لاسترجاعه، أما هم فلا يباشرون ذلك، ربما لكي لا يقول قائل إنهم اتخذوا الحكم وسيلة لتحقيق مطالبهم ومآربهم الخاصة

وردة الزهراء
23-09-2011, 12:26 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف والعن اعداءهم من الجن والانس اجمعين..

يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم..

اللي كانت عنده الشجاعه يمد ايده على الزهراء الطاهرة ويضربها ويظلمها ويحرق بيتها ويكسر ضلعها ويقتلها ..

خلي تفيده شجاعته وخلي يطلع من جهنم اذا بي خير..

بارك الله بيك اخي على الموضوع

مصطفى السليماوي
04-11-2011, 01:31 AM
يرفع بالصلاة على محمد وال محمد

شيرازي للأبد
04-11-2011, 02:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

ما مصادر قيام (عمر بن الخطاب) بكسر ضلع الزهراء عليها السلام؟

تعرّضت حادثة الحملة الإجرامية على الزهراء البتول (صلوات الله عليها) إلى محاولات مستميتة من النواصب والمخالفين لطمسها ودفنها، من خلال حذف أو تغييب الروايات الصريحة المنقولة في هذا الشأن. وما كان قيامهم بهذه المؤامرة إلا لأن إبقاء شواهد هذه الحادثة سينسف كل احترام يمكن أن يشعر به المسلم تجاه شخصية عمر بن الخطاب أو أضرابه المشاركين في الحملة الإجرامية عليهم جميعا لعائن الله تترى.

كمثال على عمليات الحذف والتزوير التي قاموا بها؛ ما نراه اليوم في كتاب (المعارف) لابن قتيبة، فإنك لو رجعت إلى طبعته المتداولة اليوم لوجدت فيها هذه العبارة التي تتحدث عن المحسن الشهيد (صلوات الله عليه) وهي: "أما محسن بن علي، فهلك وهو صغير"! (المعارف ص211).

لكنك لو رجعت إلى النسخة الأصلية القديمة – التي طمروها – لوجدت فيها بدلا عن تلك العبارة: "أما محسن بن علي ففسد من زخم قنفذ العدوي"! (نقله عن المعارف ابن شهراشوب في مناقب آل أبي طالب ج3 ص352).

وشتان بين العبارتيْن كما ترى؛ فإن الأصلية معناها أن المحسن (صلوات الله عليه) لم يمت بشكل طبيعي، وإنما أسقطه قنفذ لعنة الله عليه. وأنت خبير بأن نسبة ابن قتيبة سقوط المحسن إلى قنفذ هي محاولة الماكر للتغطية على جريمة الفاعل الأصلي؛ ابن الخطاب. فإن قنفذ لم يكن سوى مشارك في الحملة الإجرامية.

إلا أنه ومع كل محاولات الطمس والتغييب؛ أفلتت من القوم بعض الروايات والشواهد التي تذكر بصراحة ما وقع من ابن صهاك وعصابته على بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فإنهم وإنْ حذفوا موارد التصريح؛ بقيت موارد التلميح، كما بقيت آثار هذه الواقعة في التراث الشعري والأدبي، بحيث يشعر كل من يطالع التأريخ أنها واقعة مسلّمة لا يمكن دفعها ولا إنكارها، وأن شيئا ما وقع من القوم الظالمين تجاه الزهراء (عليها السلام) وقد كان فادحا إلى درجة تبرؤها منهم وغضبها عليهم ومقاطعتها لهم ودعائها عليهم في كل صلاة، وهي المواقف التي رووها بكثرة في مصادر شتى.

وما يهمنا الآن – استجابة لطلبكم - هو ذكر بعض المصادر التي ورد فيها التصريح بجزئية كسر الضلع وإجهاض الجنين، فمنها ما رواه أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم التميمي، الذي هو عندهم محدّث الكوفة الحافظ الفاضل الموصوف بالحفظ والمعرفة باعتراف أشهر علمائهم في الرجال وهو الذهبي (راجع ما يذكره فيه في سير أعلام النبلاء ج15 ص676).

وقد روى ابن أبي دارم: "إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن"!! (ميزان الاعتدال ج1 ص139).

وبسبب روايته لهذا النص الصريح ارتبك المخالفون فلم يجدوا – كما فعل الذهبي – غير اتهام ابن أبي دارم بالرفض والتشيع آخر عمره بعدما كان مستقيما في البداية على حدّ زعمهم!

أما إبراهيم بن سيّار النظام فقد روى هو الآخر: "إن عمر ضرب فاطمة يم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان عمر يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها! وما كان بالدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"!! (رواه عنه الشهرستاني في الملل والنحل ج1 ص59 والصفدي في الوافي بالوفيات ج6 ص17).

ولم يسع زعماء المخالفين تجاه ما رواه النظام إلا التشنيع عليه ووصمه بالضلال وأنه كان معتزليا، مع علمهم بأنهم في كثير من أصولهم يرجعون إلى المعتزلة، وأن النظام كان من الأجلاء عندهم كما هو حال كثير من رموز المعتزلة، ومنهم ابن أبي الحديد وشيخه أبي جعفر الإسكافي الذي قال قولته المشهورة اعتراضا على ما صنعه عمر وتخطئة له: "لمّا ألقت زينب ما في بطنها أهدر رسول الله دم هبّار لأنه روّع زينب فألقت ما في بطنها، فكان لابد أنه لو حضر ترويع القوم فاطمة الزهراء وإسقاط ما في بطنها لحكم بإهدار دم من فعل ذلك"!

وقد سأله ابن أبي الحديد: "أروي عنك ما يرويه بعض الناس من أن فاطمة رُوِّعت فألقت محسنا؟ فقال: لا تروه عني ولا تروِ عني بطلانه"! (شرح النهج ج14 ص192).

ولاحظ هنا أن الإسكافي وابن أبي الحديد كانا ممن يوالي عمر, غاية ما هناك أنهما يخطئانه في بضع أمور هذه واحدة منها، لا يمكن القول أنهما من الشيعة المتعصبين ضده مثلا، كما يرمينا مخالفونا دوما. ولاحظ أيضا أن الإسكافي خشي على نفسه من أن يروي ابن أبي الحديد هذه الحقيقة عنه فطلب منه أن لا يروي عنه لا ثبوته ولا بطلانه! ولاحظ أخيرا أن كلام الإسكافي كان في مقام التعليق لا الرواية، بمعنى أن القضية مشهورة إلى حدّ أنه يستدل على إهدار دم من هاجم فاطمة (عليها السلام) بقضية إهدار نبي الله (صلى الله عليه وآله) دم هبّار (لعنه الله) الذي روّع ابنته زينب (عليها السلام) فأسقطت جنينها. لذا نقول أن آثار هذه الحادثة تجدها في كل مكان، وليس بوسع أحد التغطية عليها كلّها!

ومن المصادر في شأن ظلامة الصديقة الكبرى أم أبيها فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) أكثر من أن تُحصى إلا بعد الجهد الجهيد. وإليكم بعضا منها على سبيل المثال:

1• ما رواه الشهرستاني عن إبراهيم بن سيّار المعتزلي النظّام أنه قال: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"! (الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص57).

وروى الخبر عن النظام أيضا الصفدي بهذا اللفظ: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن"! (الوافي بالوفيّات للصفدي ج6 ص17).

2• ما رواه البلاذري عن سليمان التيمي وعن عبد الله بن عون – وكلاهما من الثقات عندهم – أنهما قالا: "إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة! فتلقتّه فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب! أتُراك محرّقا عليَّ بابي؟ قال: نعم"! (أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي ج1 ص586).

3• ما رواه ابن عبد ربّه – الذي هو عندهم من الموثّقين والفضلاء – قال عن الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: "هم علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب! أجئت لتحرّق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة"! (العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي ج5 ص13).

4• ما رواه بن قتيبة الدينوري – الصدوق عندهم كما وصفه ابن حجر – قال: "إن أبا بكر تفقد قوما تخلّفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجُنَّ أو لأحرّقنّها على من فيها! فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة! فقال: وإن! فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن. فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم! تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقا! فأتى عمر أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا. قال: فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله! فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله! فرجع فأبلغ الرسالة. قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة. فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع! فجاءه قنفذ فأدّى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله! لقد ادّعى ما ليس له! فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة. فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقّوا الباب، فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبتِ يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة"! (الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص12).

5• ما رواه الجويني بسنده عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أخبر عما سيجري على ابنته الزهراء (صلوات الله عليها) فقال: "وإني لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتُهكت حرمتها، وغُصب حقها، ومُنعت إرثها، وكُسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه! فلا تجاب! وتستغيث فلا تغاث! فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية". (فرائد السمطين للجويني الشافعي ج2 ص34).

6• ما رواه السيوطي عن ندم أبي بكر على أمره بالهجوم على بيت الزهراء البتول (صلوات الله عليها) حيث قال: "وددت أني لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أُغلق على الحرب"! (مسند فاطمة للسيوطي ص34 وروى الخبر عن أبي بكر أيضا الطبراني في المعجم الكبير ج1 ص62 والطبري في تاريخه ج3 ص430 وابن عبد ربّه في العقد الفريد ج2 ص254 وغيرهم كثير).

فهذه نصوص صريحة في جزئية كسر الضلع وإسقاط الجنين، وسائر جزئيات ومفردات ظلامة الزهراء (صلوات الله عليها) تجدها متنوعة وفي كثير من المصادر.

والله ولي التوفيق وبهِ نستعين.

شيرازي للأبد
04-11-2011, 02:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

صحيح البخاري: الزهراء تموت غاضبة على أبي بكر وتدفن سراً ليلا حتى لا يحضر جنازتها!

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/36742_132374896792990_105685169461963_213398_13946 99_n.jpg


http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/35802_132375263459620_105685169461963_213399_66337 33_n.jpg

http://a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/35875_132375523459594_105685169461963_213400_12140 92_n.jpg

ونسألكم الدعاء.

مصطفى السليماوي
04-11-2011, 04:30 PM
اخي شيرازي للابد مد الله في عمركم وجعلكم من انصار رسول الله

مصطفى السليماوي
21-01-2013, 05:36 PM
يرفع بالصلاة على محمد وال محمد

أبواسد البغدادي
21-01-2013, 10:18 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا فاطمة الزهراءولعن الله ظالميك الى يوم القيامة
وجزيتم عن الزهراء خيرا ...
ممنون

مصطفى السليماوي
16-02-2013, 02:50 AM
يرفع بالصلاة على محمد وال محمد
نصرة لفاطمة الزهراء

أبواسد البغدادي
16-02-2013, 02:36 PM
أتموت البتول (http://www.imshiaa.com/vb) غضبى ونرضى ما كذا يصنع البنون الكرام!!!

الى كل من ينكر مظلومية فاطمة الزهراء روحي لتراب نعلها الفدا

بئس القوم الذين شكوا بظلامتك مولاتي لعنهم الله

احسنتم مولانا الطيب