احمدعيسى
24-09-2011, 12:57 PM
قصة عراقية
------------------
هذه حادثة حقيقية حدثت في العراق فأردت صياغتها الى قصة .
أقول مقدماً يا أهل العراق أتقو الله ولا تقتلوا بعضكم بعضاً فأن الله خير الرازقين
كما إنني استعرت بعض الكلمات العراقية لتكون لها نكهه عراقية حقيقية كما إنني وضعتها بين قوسين مع تفسير لبعض ا لكلمات
وأبدأ قصتي ببعض الأبيات الشعرية للإمام علي (ع)
عليك بتقوى الله ان كنت غافلاً ===========يأتيك بالأرزاق من حيث لاتدري
ومن ضن أن الرزق يأتي بقوةٍ ===========ما أكل العصفور شيئاً مع النسرِ
استيقظ السيد محمد فجراً فتوضأ وصلى صلاة الفجر وبعد أن انهى الصلاة والدعاء أيقظ زوجته سعاد فنهضت مسرعة خوفاً ان تفوتها صلاة الفجر وتوضأت وصلت
قال محمد بعد ان انهت سعاد صلاتها اريد(ريوك)أي فطور فذهبت وجلبت له بعض ألجبنه وقدح من الشاي والخبز العراقي
والمعروف ان العراقيين يحبون الخبز وخاصة أذا كان بتنور الطين
قال محمد اعملي بهدوء يا سعاد حتى لايستيقظ الأطفال وكان لديه فاطمة الكبيرة وخالد جاء بعدها بسنتين ,وعندما اكمل فطوره وشرب الشاي قام فلبس اليشماغ والعقال والعبايه وهمَ بالخروج من البيت فبادرته سعاد قائلة
يا محمد ان النقود التي لدينا بدأت تنفذ وقد لاتكفي حتى للغداء
نضر اليها محمد نضره طويلة حائرة ثم أجابها(ربج يدبرها)الله المدبر
الا أنها قالت له مرة أخرى وهل لديك حل
قال :أن لدينا قطعة أرض كنت ادخرتها لأولادي سوف أعرضها عند الدلال. الدلال عند العراقيين هو الرجل الوسيط في قطع الأراضي والبيوت بين المشتري والبائع مقابل عمولة يحصل عليها من الطرفين
قالت:واين ستذهب الان
قال:الى الكهوه)المقهى
قالت:من الصبح
قال:نعم فهو اصلاً ليس لديه عمل ولايستطيع ان يعمل لكبر سنه
فسكتت وخرج محمد وفي الطريق وجد جاره عباس جالساً
قال له : السلام عليكم
رد عليه عباس :وعليكم السلام
قال :ليش كاعد أهنا ياعباس) هيا الى الكهوه
فوافق عباس لانه ليس لديه عمل ايضاً
وعند وصولهم الى المقهى سلموا على الناس بتحية الاسلام وشاهدوا سامي صديقهم جالس على احد الكراسي فتحركا وسلما عليه وجلسا بقربه
فبادرهم سامي :الله بألخير)
فردا عليه:الله بألخير)
فنادى سامي صاحب المقهى وقال له : جيبلنه ثلث جايات)
فجاءهم صاحب المقهى بالشاي
إلا إن محمد لم يشرب وشرد باله طويلاً فأنتبه له عباس وسامي
بادره سامي قائلاً:ليش ما تشرب جايك يا ابو فاطمة )
فأنتبه محمد واراد ان يشرب الشاي الا انه شرد باله مرة اخرى
قال عباس:أشوفك مهموم يا محمد)
أنتبه مره أخرى
واجاب :ان ألحاله ألماديه تعبانه وما أعرف شلون راح ادبرها للأيام الجايه)
قال سامي:إلى هذه ألدرجه
قال :نعم ولكنني لدي قطعة ارض فكرت ببيعها
قال سامي وعباس:كلام جميل وافتح بالنقود التي تحصل عليها دكان او اي مشروع تستطيع أدارته
نضر محمد الى الوقت فأذا هي الساعة العاشرة
قال لهما:ياالله نروح للدلال)هيا نذهب الى الدلال قد يرزقنا الله ببيعها فنهضا ورافقاه
وصل الثلاثة الى الدلال وسلموا عليه فرد عليهم السلام وجلسوا وبعد برهه من الوقت
قال الدلال:أأمروني)
رد عليه محمد:ما يأمر عليك ظالم)ان عندي قطعة من الأرض وأريد ان أبيعها وأتصرف بمبلغها ولكن بأسرع وقت ممكن
قال الدلال:عندك سند الأرض)السند إثبات بأن الأرض ملكك
قال:نعم
فأخرج محمد السند من جيبه وناوله الى الدلال فنضر الدلال اليه
وقال : راح أعرضها على الناس بلكي يجي واحد ويشتريها)
(أترك السند عندي وانطيني رقم تلفونك حتى أخابرك اذا أجه واحد يشتريها)
فأعطاه رقم الهاتف وبعد ذلك نهض الجميع وسلموا على الدلال وخرجوا
ذهب الجميع إلى بيوتهم وعندما جاء وقت العصر رن الهاتف على محمد
قال:ألو
الو يا محمد أنا الدلال اجه واحد يريد يشتري الأرض
نهض محمد مسرعاً ولبس اليشماغ والعقال إلا انه نسي أن يأخذ عبايته معه هذه المرة وتوجه إلى الدلال وعند وصوله سلم على الاثنين وجلس
قال الدلا : يا محمد إن هذا الرجل يريد أن يشتري الأرض اللي تملكها ولكنه يريد أن يشوفها أولاً)
قال محمد : طبعاً لازم يشوفها)
نهض المشتري ومحمد وذهبا ليريه الأرض وبعد ساعة من الزمن رجعا وجلسا عند الدلال ليتفقا على السعر
قال الدلال للمشتري:شفتها)
قال المشتري:نعم
قال الدلال : وهل تريد شرائها)
قال المشتري:نعم
قال الدلال لمحمد : بيش تريدها يا محمد)
قال محمد : (بأربعين مليون دينار)
قال المشتري: أعطيك ثلاثين مليون دينار)
فلم يوافق محمد
قال الدلال : أكو حل وسط نكول خمسه وثلاثون مليون دينار)
وافق محمد بسرعة لأنه بحاجه إلى النقود وبعد تفكير قليل وافق المشتري
كُتب العقد بينهما وتسلم محمد خمسة وثلاثين مليون دينار عراقي بضمانة الدلال على ان يتم تسجيلها بالشهر العقاري في اليوم التالي
رجع محمد إلى بيته فرحاً وأخبر زوجته بذلك ففرحت كثيراً وأنتهي ذلك اليوم كأنهم اليوم ولدوا من كثرة الفرح الذي عاشوه
في صباح اليوم التالي جلس محمد كعادته فجراً وصلى وتناول الفطور ثم توجه الى المقهى فوجد سامي وعباس جالسين في مكانهم المعهود فسلم عليهما وجلس.
قال سامي : أشوفك فرحان يا أبو فاطمة)
قال محمد : نعم بعت قطعة الأرض)
قال عباس : بيش)أي كم هو سعر البيع
أجاب:بخمسه وثلاثين مليون ( وراح أروح اليوم لتحويل ملكيتها بأسم المشتري)
قال عباس : و وين الفلوس)
أجاب:بالبيت
راود عباس الشيطان لسرقة جاره محمد
قال : أترخص أني)أي ائذنوا لي بالذهاب
وصل عباس إلى بيته وهو يفكر كيف يحصل على النقود
دخل البيت ولبس قناعاً على وجهه كي لايرى وجهه أحد وتوجه متخفياً الى بيت محمد لكي لايعرفه احد وقام بطرق الباب
أجابته سعاد : (منو)أي من الطارق
فأجابها:أنا محمد
قالت وهي تتحرك لفتح الباب:اليوم رجعت من وكت وحتى صوتك متغير شنو منشول)أي عندك زكام
فأجابها:نعم
فتحت سعاد الباب فهجم عليها وضربها على رأسها بخشبه كان يحملها فخرت إلى الأرض مغشياً عليها فأغلق الباب ودخل ثم كمم فمها وذهب للبحث عن النقود
وعندما رأت فاطمة ألحاله
صرخت به وهي تبكي:يا عمي منو أنته)
فصرخ بها:أسكتي)
لكنها صرخت وهي تركض إلى الباب:حرامي حرامي)
فأمسكها فتعالى صراخها وخاف أن يحس به الجيران
فقال:أسكتي أسكتي)
وعندما لم تسكت سحبها إلى المطبخ وحمل السكين وبقرها في بطنها فسقطت تنضر إليه وكأنها تعاتبه وتقول وما ذنبي لكي تقتلني
عندما رأى خالد حالة أخته والدم بتدفق منها هجم على عباس وهو يصرخ(ليش ليش)وبدء يضرب به بيديه لأنه طفل صغير ولا يعرف ماذا يفعل فامسكه عباس وطرحه أرضاً ووضع رجله على رأسه وذبحه من الوريد إلى الوريد
رجع عباس للتفتيش عن النقود ففتح خزانة الملابس فوجد النقود وأخذها وركض مسرعاً إلى الباب وفي هذه الأثناء بدء يرجع إلى سعاد وعيها فأزالت الكمامات من فمها ومر عباس بقربها فأمسكته من رجليه فأراد التخلص منها فدفعها بعيداً إلا إنها استجمعت قوتها ونهضت وأمسكت به من الخلف فألتفت إليها وبدء بضربها ووصلت يدها إلى القناع فسحبته وأزالته وعندما رأت وجهه
قالت متعجبة:عباس
فأصابه الذعر فأخرج السكين وطعنها إلا إنها لم تسقط فطعنها ثانية وثالثه وتطايرت النقود وسقطت سعاد ولم يملك عباس إلا الفرار
رجع محمد إلى البيت وفتح الباب وعندما شاهد المنظر وكأن صاعقة ضربته الا انه بعد قليل تمالك نفسه وركض إلى زوجته
وسألها:من فعل بكم هذا
أجابته بصوت خافت:عباس صديقك
فطلب لها سيارة إسعاف إلا أنها فارقت الحياة قبل وصول السيارة
ذهب محمد إلى مركز ألشرطه وتم تسجيل دعوى ضد عباس وتم إلقاء القبض عليه وأنكر الأمر في البداية إلا انه اعترف بعد ذلك
ظل محمد حزيناً لعدة أيام ولا يكلم أحداً من هول ألحادثه وقد هجر المقهى فهو يخرج صباحاً ليجلس على حافة الطريق يتأمل الأولاد والبنات ويتذكر عائلته ويرجع ظهراً إلى بيته ويبدأ بالبكاء ثم ينام ويكرر المشهد كل يوم
في يوم من الأيام لم يخرج محمد من بيته فأحس جيرانه بالقلق عليه وذهبوا الى بيته فوجدوه قد فارق الحياة مبتسماً والدموع في عينيه ولم يعرف أحد السبب الى ألأن.
رحمهم ورحمنا الله جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أحمد عيسى نور
------------------
هذه حادثة حقيقية حدثت في العراق فأردت صياغتها الى قصة .
أقول مقدماً يا أهل العراق أتقو الله ولا تقتلوا بعضكم بعضاً فأن الله خير الرازقين
كما إنني استعرت بعض الكلمات العراقية لتكون لها نكهه عراقية حقيقية كما إنني وضعتها بين قوسين مع تفسير لبعض ا لكلمات
وأبدأ قصتي ببعض الأبيات الشعرية للإمام علي (ع)
عليك بتقوى الله ان كنت غافلاً ===========يأتيك بالأرزاق من حيث لاتدري
ومن ضن أن الرزق يأتي بقوةٍ ===========ما أكل العصفور شيئاً مع النسرِ
استيقظ السيد محمد فجراً فتوضأ وصلى صلاة الفجر وبعد أن انهى الصلاة والدعاء أيقظ زوجته سعاد فنهضت مسرعة خوفاً ان تفوتها صلاة الفجر وتوضأت وصلت
قال محمد بعد ان انهت سعاد صلاتها اريد(ريوك)أي فطور فذهبت وجلبت له بعض ألجبنه وقدح من الشاي والخبز العراقي
والمعروف ان العراقيين يحبون الخبز وخاصة أذا كان بتنور الطين
قال محمد اعملي بهدوء يا سعاد حتى لايستيقظ الأطفال وكان لديه فاطمة الكبيرة وخالد جاء بعدها بسنتين ,وعندما اكمل فطوره وشرب الشاي قام فلبس اليشماغ والعقال والعبايه وهمَ بالخروج من البيت فبادرته سعاد قائلة
يا محمد ان النقود التي لدينا بدأت تنفذ وقد لاتكفي حتى للغداء
نضر اليها محمد نضره طويلة حائرة ثم أجابها(ربج يدبرها)الله المدبر
الا أنها قالت له مرة أخرى وهل لديك حل
قال :أن لدينا قطعة أرض كنت ادخرتها لأولادي سوف أعرضها عند الدلال. الدلال عند العراقيين هو الرجل الوسيط في قطع الأراضي والبيوت بين المشتري والبائع مقابل عمولة يحصل عليها من الطرفين
قالت:واين ستذهب الان
قال:الى الكهوه)المقهى
قالت:من الصبح
قال:نعم فهو اصلاً ليس لديه عمل ولايستطيع ان يعمل لكبر سنه
فسكتت وخرج محمد وفي الطريق وجد جاره عباس جالساً
قال له : السلام عليكم
رد عليه عباس :وعليكم السلام
قال :ليش كاعد أهنا ياعباس) هيا الى الكهوه
فوافق عباس لانه ليس لديه عمل ايضاً
وعند وصولهم الى المقهى سلموا على الناس بتحية الاسلام وشاهدوا سامي صديقهم جالس على احد الكراسي فتحركا وسلما عليه وجلسا بقربه
فبادرهم سامي :الله بألخير)
فردا عليه:الله بألخير)
فنادى سامي صاحب المقهى وقال له : جيبلنه ثلث جايات)
فجاءهم صاحب المقهى بالشاي
إلا إن محمد لم يشرب وشرد باله طويلاً فأنتبه له عباس وسامي
بادره سامي قائلاً:ليش ما تشرب جايك يا ابو فاطمة )
فأنتبه محمد واراد ان يشرب الشاي الا انه شرد باله مرة اخرى
قال عباس:أشوفك مهموم يا محمد)
أنتبه مره أخرى
واجاب :ان ألحاله ألماديه تعبانه وما أعرف شلون راح ادبرها للأيام الجايه)
قال سامي:إلى هذه ألدرجه
قال :نعم ولكنني لدي قطعة ارض فكرت ببيعها
قال سامي وعباس:كلام جميل وافتح بالنقود التي تحصل عليها دكان او اي مشروع تستطيع أدارته
نضر محمد الى الوقت فأذا هي الساعة العاشرة
قال لهما:ياالله نروح للدلال)هيا نذهب الى الدلال قد يرزقنا الله ببيعها فنهضا ورافقاه
وصل الثلاثة الى الدلال وسلموا عليه فرد عليهم السلام وجلسوا وبعد برهه من الوقت
قال الدلال:أأمروني)
رد عليه محمد:ما يأمر عليك ظالم)ان عندي قطعة من الأرض وأريد ان أبيعها وأتصرف بمبلغها ولكن بأسرع وقت ممكن
قال الدلال:عندك سند الأرض)السند إثبات بأن الأرض ملكك
قال:نعم
فأخرج محمد السند من جيبه وناوله الى الدلال فنضر الدلال اليه
وقال : راح أعرضها على الناس بلكي يجي واحد ويشتريها)
(أترك السند عندي وانطيني رقم تلفونك حتى أخابرك اذا أجه واحد يشتريها)
فأعطاه رقم الهاتف وبعد ذلك نهض الجميع وسلموا على الدلال وخرجوا
ذهب الجميع إلى بيوتهم وعندما جاء وقت العصر رن الهاتف على محمد
قال:ألو
الو يا محمد أنا الدلال اجه واحد يريد يشتري الأرض
نهض محمد مسرعاً ولبس اليشماغ والعقال إلا انه نسي أن يأخذ عبايته معه هذه المرة وتوجه إلى الدلال وعند وصوله سلم على الاثنين وجلس
قال الدلا : يا محمد إن هذا الرجل يريد أن يشتري الأرض اللي تملكها ولكنه يريد أن يشوفها أولاً)
قال محمد : طبعاً لازم يشوفها)
نهض المشتري ومحمد وذهبا ليريه الأرض وبعد ساعة من الزمن رجعا وجلسا عند الدلال ليتفقا على السعر
قال الدلال للمشتري:شفتها)
قال المشتري:نعم
قال الدلال : وهل تريد شرائها)
قال المشتري:نعم
قال الدلال لمحمد : بيش تريدها يا محمد)
قال محمد : (بأربعين مليون دينار)
قال المشتري: أعطيك ثلاثين مليون دينار)
فلم يوافق محمد
قال الدلال : أكو حل وسط نكول خمسه وثلاثون مليون دينار)
وافق محمد بسرعة لأنه بحاجه إلى النقود وبعد تفكير قليل وافق المشتري
كُتب العقد بينهما وتسلم محمد خمسة وثلاثين مليون دينار عراقي بضمانة الدلال على ان يتم تسجيلها بالشهر العقاري في اليوم التالي
رجع محمد إلى بيته فرحاً وأخبر زوجته بذلك ففرحت كثيراً وأنتهي ذلك اليوم كأنهم اليوم ولدوا من كثرة الفرح الذي عاشوه
في صباح اليوم التالي جلس محمد كعادته فجراً وصلى وتناول الفطور ثم توجه الى المقهى فوجد سامي وعباس جالسين في مكانهم المعهود فسلم عليهما وجلس.
قال سامي : أشوفك فرحان يا أبو فاطمة)
قال محمد : نعم بعت قطعة الأرض)
قال عباس : بيش)أي كم هو سعر البيع
أجاب:بخمسه وثلاثين مليون ( وراح أروح اليوم لتحويل ملكيتها بأسم المشتري)
قال عباس : و وين الفلوس)
أجاب:بالبيت
راود عباس الشيطان لسرقة جاره محمد
قال : أترخص أني)أي ائذنوا لي بالذهاب
وصل عباس إلى بيته وهو يفكر كيف يحصل على النقود
دخل البيت ولبس قناعاً على وجهه كي لايرى وجهه أحد وتوجه متخفياً الى بيت محمد لكي لايعرفه احد وقام بطرق الباب
أجابته سعاد : (منو)أي من الطارق
فأجابها:أنا محمد
قالت وهي تتحرك لفتح الباب:اليوم رجعت من وكت وحتى صوتك متغير شنو منشول)أي عندك زكام
فأجابها:نعم
فتحت سعاد الباب فهجم عليها وضربها على رأسها بخشبه كان يحملها فخرت إلى الأرض مغشياً عليها فأغلق الباب ودخل ثم كمم فمها وذهب للبحث عن النقود
وعندما رأت فاطمة ألحاله
صرخت به وهي تبكي:يا عمي منو أنته)
فصرخ بها:أسكتي)
لكنها صرخت وهي تركض إلى الباب:حرامي حرامي)
فأمسكها فتعالى صراخها وخاف أن يحس به الجيران
فقال:أسكتي أسكتي)
وعندما لم تسكت سحبها إلى المطبخ وحمل السكين وبقرها في بطنها فسقطت تنضر إليه وكأنها تعاتبه وتقول وما ذنبي لكي تقتلني
عندما رأى خالد حالة أخته والدم بتدفق منها هجم على عباس وهو يصرخ(ليش ليش)وبدء يضرب به بيديه لأنه طفل صغير ولا يعرف ماذا يفعل فامسكه عباس وطرحه أرضاً ووضع رجله على رأسه وذبحه من الوريد إلى الوريد
رجع عباس للتفتيش عن النقود ففتح خزانة الملابس فوجد النقود وأخذها وركض مسرعاً إلى الباب وفي هذه الأثناء بدء يرجع إلى سعاد وعيها فأزالت الكمامات من فمها ومر عباس بقربها فأمسكته من رجليه فأراد التخلص منها فدفعها بعيداً إلا إنها استجمعت قوتها ونهضت وأمسكت به من الخلف فألتفت إليها وبدء بضربها ووصلت يدها إلى القناع فسحبته وأزالته وعندما رأت وجهه
قالت متعجبة:عباس
فأصابه الذعر فأخرج السكين وطعنها إلا إنها لم تسقط فطعنها ثانية وثالثه وتطايرت النقود وسقطت سعاد ولم يملك عباس إلا الفرار
رجع محمد إلى البيت وفتح الباب وعندما شاهد المنظر وكأن صاعقة ضربته الا انه بعد قليل تمالك نفسه وركض إلى زوجته
وسألها:من فعل بكم هذا
أجابته بصوت خافت:عباس صديقك
فطلب لها سيارة إسعاف إلا أنها فارقت الحياة قبل وصول السيارة
ذهب محمد إلى مركز ألشرطه وتم تسجيل دعوى ضد عباس وتم إلقاء القبض عليه وأنكر الأمر في البداية إلا انه اعترف بعد ذلك
ظل محمد حزيناً لعدة أيام ولا يكلم أحداً من هول ألحادثه وقد هجر المقهى فهو يخرج صباحاً ليجلس على حافة الطريق يتأمل الأولاد والبنات ويتذكر عائلته ويرجع ظهراً إلى بيته ويبدأ بالبكاء ثم ينام ويكرر المشهد كل يوم
في يوم من الأيام لم يخرج محمد من بيته فأحس جيرانه بالقلق عليه وذهبوا الى بيته فوجدوه قد فارق الحياة مبتسماً والدموع في عينيه ولم يعرف أحد السبب الى ألأن.
رحمهم ورحمنا الله جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أحمد عيسى نور