د. حامد العطية
27-09-2011, 08:27 PM
يا شيوخ الأنبار والدليم احرقوا مضائفكم!
د. حامد العطية
ما أكثر العرب الذين لا يفرقون بين الضاد والظاء اليوم، وبعض غير العرب أكثر اتقاناً للغة الضاد من أهلها، لذا لا تقاس العروبة اليوم باللغة وحدها.
كما لا يعرف العرب بملابسهم التقليدية، وهم أصلاً تخلوا عنها، والشماغ العربي أكثر حضوراً على أعناق شبان أوروبا منه على رؤوس شباب العرب.
ولا يعرف العرب بسيماهم، والقليل القليل منهم ترك السجود أثراً في وجوههم، والله أعلم بمن سيؤخذون بالنواصي والأقدام منهم في يوم الحساب.
وبعد ضياع الأحساب والأنساب واختلاط العرب بالأتراك والأكراد والشركس والنبط والأحباش فالأجدر أن لا يتسلق الكثيرون شجرات عوائلهم لئلا يصطدموا بسلف سحنته غريبة ولغته أغرب.
ولكن من المؤكد بأن العرب يعرفون بثقافتهم وتراثهم وقيمهم وأخلاقهم، وأبرز قيم العرب النخوة واغاثة الملهوف والكرم، وهم تفاخروا على غيرهم من الأقوام بها، واعتبروا ممارستها شرطاً ضرورياً لطالبي الرئاسة عليهم والمكانة العالية بينهم.
من عادة العرب أيضاً الاستشهاد بالقصص، ومن القصص المتداولة نزول المجاهد أدهم خنجر الصعبي لدى أمير الدروز سلطان الأطرش في سورية عام 1922م، أدهم خنجر عربي من جنوب لبنان، قاوم الاحتلال الفرنسي، وقاد محاولة اغتيال المندوب السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو، الذي اتقى الرصاصات المسددة له بيده الصناعية فنجا من الموت، لجأ أدهم خنجر لبيت سلطان الأطرش الذي كان وقتها في رحلة صيد، وبعد علم الفرنسيين بذلك اقتحمت قوة منهم منزل أمير الدروز واقتادت أدهم خنجر إلى السجن، بعد رجوع سلطان الأطرش استقبلته أمه وهي تقول: "عشرات ألاف الذبائح التي نحرها أبوك واجدادك ونحرتها أنت ذهبت هدراً، وانكسر خاطري في آخرتي." فتأملوا هذه السيدة العربية التي تذكر ابنها بقيم أجداده وأباءه وتدعوه للحفاظ عليها.
وبعد معرفته بماحدث كتب سلطان الأطرش رسالة إلى قائد الفرنسيين يسأله فيها الإفراج عن ضيفه المسجون، وخاطبه فيها بهذه الكلمات: " لا تجعلني مضغة في أفواه العرب!" وزاد على ذلك فكتب: " إن موتي وإهانة ضيفي مثل بعضهما"، لكنهم لم يستجيبوا لطلبه وأعدموا المجاهد الشهيد الشيعي أدهم خنجر.
أول رد فعل لسلطان الأطرش هو احراق البيت الذي قبض فيه جند الفرنسيين على أدهم خنجر، ولم يمض وقت طويل حتى أعلن أمير جبل العرب انطلاقة الثورة السورية الكبرى ضد الإحتلال الفرنسي.
سلطان الأطرش عربي أصيل، وجبل العرب اسم على مسمى، وحقائق التاريخ شواهد على ذلك، ومن أراد التفاخر بعروبته فليقس أفعاله على سيرة أدهم خنجر وسلطان الأطرش ووالدته.
ضحايا مجزرة النخيب ومن قبلهم الألاف من الشيعة الذين اضطرتهم السبل للمرور بالأنبار وصلاح الدين وديالى وبعض ضواحي بغداد رجال ونساء وأطفل عزل من عابري السبيل، مروا مرور الكرام، لم يسألوا أهل تلك المناطق طعاماً ولا ماء، فكان مصيرهم القتل والتمثيل بالأجساد واغتصاب الأعراض.
يا شيوخ الأنبار والدليم ومن شاكلهم لقد قسنا أفعالكم على المعيار العربي الأصيل الذي وجدناه في سيرة سلطان الأطرش رحمة الله عليه فوجدنا أفعالكم مخلة تماماً بكل قيم وأعراف العرب لذا نقول لكم احرقوا مضائفكم!
26 أيلول 2011م
د. حامد العطية
ما أكثر العرب الذين لا يفرقون بين الضاد والظاء اليوم، وبعض غير العرب أكثر اتقاناً للغة الضاد من أهلها، لذا لا تقاس العروبة اليوم باللغة وحدها.
كما لا يعرف العرب بملابسهم التقليدية، وهم أصلاً تخلوا عنها، والشماغ العربي أكثر حضوراً على أعناق شبان أوروبا منه على رؤوس شباب العرب.
ولا يعرف العرب بسيماهم، والقليل القليل منهم ترك السجود أثراً في وجوههم، والله أعلم بمن سيؤخذون بالنواصي والأقدام منهم في يوم الحساب.
وبعد ضياع الأحساب والأنساب واختلاط العرب بالأتراك والأكراد والشركس والنبط والأحباش فالأجدر أن لا يتسلق الكثيرون شجرات عوائلهم لئلا يصطدموا بسلف سحنته غريبة ولغته أغرب.
ولكن من المؤكد بأن العرب يعرفون بثقافتهم وتراثهم وقيمهم وأخلاقهم، وأبرز قيم العرب النخوة واغاثة الملهوف والكرم، وهم تفاخروا على غيرهم من الأقوام بها، واعتبروا ممارستها شرطاً ضرورياً لطالبي الرئاسة عليهم والمكانة العالية بينهم.
من عادة العرب أيضاً الاستشهاد بالقصص، ومن القصص المتداولة نزول المجاهد أدهم خنجر الصعبي لدى أمير الدروز سلطان الأطرش في سورية عام 1922م، أدهم خنجر عربي من جنوب لبنان، قاوم الاحتلال الفرنسي، وقاد محاولة اغتيال المندوب السامي الفرنسي الجنرال هنري غورو، الذي اتقى الرصاصات المسددة له بيده الصناعية فنجا من الموت، لجأ أدهم خنجر لبيت سلطان الأطرش الذي كان وقتها في رحلة صيد، وبعد علم الفرنسيين بذلك اقتحمت قوة منهم منزل أمير الدروز واقتادت أدهم خنجر إلى السجن، بعد رجوع سلطان الأطرش استقبلته أمه وهي تقول: "عشرات ألاف الذبائح التي نحرها أبوك واجدادك ونحرتها أنت ذهبت هدراً، وانكسر خاطري في آخرتي." فتأملوا هذه السيدة العربية التي تذكر ابنها بقيم أجداده وأباءه وتدعوه للحفاظ عليها.
وبعد معرفته بماحدث كتب سلطان الأطرش رسالة إلى قائد الفرنسيين يسأله فيها الإفراج عن ضيفه المسجون، وخاطبه فيها بهذه الكلمات: " لا تجعلني مضغة في أفواه العرب!" وزاد على ذلك فكتب: " إن موتي وإهانة ضيفي مثل بعضهما"، لكنهم لم يستجيبوا لطلبه وأعدموا المجاهد الشهيد الشيعي أدهم خنجر.
أول رد فعل لسلطان الأطرش هو احراق البيت الذي قبض فيه جند الفرنسيين على أدهم خنجر، ولم يمض وقت طويل حتى أعلن أمير جبل العرب انطلاقة الثورة السورية الكبرى ضد الإحتلال الفرنسي.
سلطان الأطرش عربي أصيل، وجبل العرب اسم على مسمى، وحقائق التاريخ شواهد على ذلك، ومن أراد التفاخر بعروبته فليقس أفعاله على سيرة أدهم خنجر وسلطان الأطرش ووالدته.
ضحايا مجزرة النخيب ومن قبلهم الألاف من الشيعة الذين اضطرتهم السبل للمرور بالأنبار وصلاح الدين وديالى وبعض ضواحي بغداد رجال ونساء وأطفل عزل من عابري السبيل، مروا مرور الكرام، لم يسألوا أهل تلك المناطق طعاماً ولا ماء، فكان مصيرهم القتل والتمثيل بالأجساد واغتصاب الأعراض.
يا شيوخ الأنبار والدليم ومن شاكلهم لقد قسنا أفعالكم على المعيار العربي الأصيل الذي وجدناه في سيرة سلطان الأطرش رحمة الله عليه فوجدنا أفعالكم مخلة تماماً بكل قيم وأعراف العرب لذا نقول لكم احرقوا مضائفكم!
26 أيلول 2011م