الشيخ الهاد
28-09-2011, 10:21 AM
حديث النبي : أن المهدي من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي ، لا ريب في صدوره عن النبي ، لاحتفافه بقرائن القبول بين أهل القبلة ، لكن زيادة : واسم أبيه اسم أبي معلولة ، بل مختلقة ، نحتمل انها مما ادرجت زوراً في اصل الحديث لاحقاً ،
وإليكم البيان بإيجاز :
فهذا الحديث مروي في المصادر السنية القديمة ، كمسند الإمام أحمد ، وسنن الإمام الترمذي وغيرهما ، من دون هذه الزيادة ، هكذا ..
ففي الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 377
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة ثنا عاصم عن ذر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى|. انتهى
وفي مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 377 أيضاً :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تذهب الدنيا أو قال لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي ويواطئ اسمه اسمى . انتهى
وفي مسند الإمام احمد بن حنبل ج 1 - ص 376 – 377 أيضا :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عمر بن عبيد عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي اسمه يواطئ اسمى . انتهى
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي سنن الترمذي - الترمذي - ج 3 - ص 343
حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي ، أخبرنا أبى أخبرنا سفيان الثوري عن عصام بن بهدلة عن زر عن عبد الله قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى ) . وفي الباب عن علي وأبى سعيد وأم سلمة وأبي هريرة ، هذا حديث صحيح .انتهى
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي سنن الترمذي - الترمذي - ج 3 - ص 343
حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار ، أخبرنا سفيان بن عيينة عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى ) ، قال عاصم : أخبرنا أبو صالح عن أبي هريرة ، قال لو لم يبق من الدنيا إلا يوما لطول الله ذلك اليوم حتى بلى . هذا حديث حسن صحيح .
أما الحديث مع الزيادة فهو مروي عن رواية عاصم نفسه ؛ وأول من رواه هو ابن أبي شيبة (في مسنده الحديث 283) حيث جاء فيه : حدثنا الفضل بن دكين، عن فطر بن خليفة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»
لكن رواها ابن أبي شيبة في المصنف باسقاط عاصم هكذا : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قال: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي .
وممّا مر تحصل عدة أشياء :
الأول : ان الرواية على التقديرين ، مع الزيادة ومن دونها ، مروية عن عاصم ابن أبي النجود الكوفي ، وعاصم متكلّم فيه ؛ وثقه جماعة وضعفه آخرون ، وحاصل كلمات اهل السنة فيه أنّه ثقة في نفسه سيء الحفظ في الحديث . وأيا كان ، فأي شيء يرجح ، أهو حديث عاصم أعلاه مع الزيادة أم من دونها ؟!!
الثاني : توبع حديث عاصم عن زر -المجرد من الزيادة - بحديث عمرو بن مرة عن زر ؛ ففي المعجم الكبير للطبراني ( ج 10 - ص 131) :
حدثنا محمد بن السري بن مهران الناقد ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا يوسف بن حوشب الشيباني ثنا أبو يزيد الأعور عن عمرو بن مرة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يوافق اسمه اسمي .
كما قد توبع – من دون الزيادة- بروايتي الصحابيين أبي سعيد وقرة كالآتي :
ففي المعجم الأوسط لللطبراني - ج 8 - ص 178 : حدثنا موسى بن زكريا نا محمد بن يحيى الأزدي نا داود بن المحبر نا المحبر بن قحذم عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتملأن الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا اسمه اسمي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما
قال الطبراني : ورواه معمر ، عن أبي هارون العبدي ، عن معاوية بن قرة ، عن أبي سعيد . انتهى
أقول انا الهاد : تحصل أن الحديث مروي -من دون الزيادة- عن ثلاثة من الصحابة هم : ابن مسعود ، وقرة ، وأبي سعيد الخدري ، وهو حسن صحيح بجموع طرقه .
الثالث : اضطراب رواية عاصم مع الزيادة ؛ فقد روى ابن حبان في صحيحه قال أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا عثمان بن شبرمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر ، عن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلقي.انتهى
ففيه : وخلقه خلقي بدل واسم أبيه اسم أبي . وهذا يؤكد الشك في الزيادة .
الرابع : نعلم أنّ الإمام أحمد أخرج في مسنده أكثر من أربعين ألف حديثاً ، ليس في كلّها من ذكر للزيادة المزعومة : واسم أبيه اسم أبي ، مع انّه روى أصل الحديث بأكثر من طريق عن عاصم ، وهذا يعني أنّ أحمد لا يعرف هذه الزيادة ، أو يشككنا بصدورها عن عاصم لا أقل ، وكذلك الأمر في فعل الإمام الترمذي حيث لم يروها في سننه .
وأخيرا وليس آخرا فالبحث في هذا يحتاج الى استقصاء أكبر وإحاطة أوسع ، لكن أظن أن ما سقناه يفي ببعض الغرض ، وهو أن هذه الزيادة مشكوكة بحسب الصناعة لا يمكن الركون إليها اعتباطاً كما يفعل الحشوية من خوارج هذه الأمة .
الهاد
وإليكم البيان بإيجاز :
فهذا الحديث مروي في المصادر السنية القديمة ، كمسند الإمام أحمد ، وسنن الإمام الترمذي وغيرهما ، من دون هذه الزيادة ، هكذا ..
ففي الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 377
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة ثنا عاصم عن ذر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى|. انتهى
وفي مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 377 أيضاً :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تذهب الدنيا أو قال لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي ويواطئ اسمه اسمى . انتهى
وفي مسند الإمام احمد بن حنبل ج 1 - ص 376 – 377 أيضا :
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عمر بن عبيد عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي اسمه يواطئ اسمى . انتهى
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي سنن الترمذي - الترمذي - ج 3 - ص 343
حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي ، أخبرنا أبى أخبرنا سفيان الثوري عن عصام بن بهدلة عن زر عن عبد الله قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى ) . وفي الباب عن علي وأبى سعيد وأم سلمة وأبي هريرة ، هذا حديث صحيح .انتهى
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي سنن الترمذي - الترمذي - ج 3 - ص 343
حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار ، أخبرنا سفيان بن عيينة عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمى ) ، قال عاصم : أخبرنا أبو صالح عن أبي هريرة ، قال لو لم يبق من الدنيا إلا يوما لطول الله ذلك اليوم حتى بلى . هذا حديث حسن صحيح .
أما الحديث مع الزيادة فهو مروي عن رواية عاصم نفسه ؛ وأول من رواه هو ابن أبي شيبة (في مسنده الحديث 283) حيث جاء فيه : حدثنا الفضل بن دكين، عن فطر بن خليفة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»
لكن رواها ابن أبي شيبة في المصنف باسقاط عاصم هكذا : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قال: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي .
وممّا مر تحصل عدة أشياء :
الأول : ان الرواية على التقديرين ، مع الزيادة ومن دونها ، مروية عن عاصم ابن أبي النجود الكوفي ، وعاصم متكلّم فيه ؛ وثقه جماعة وضعفه آخرون ، وحاصل كلمات اهل السنة فيه أنّه ثقة في نفسه سيء الحفظ في الحديث . وأيا كان ، فأي شيء يرجح ، أهو حديث عاصم أعلاه مع الزيادة أم من دونها ؟!!
الثاني : توبع حديث عاصم عن زر -المجرد من الزيادة - بحديث عمرو بن مرة عن زر ؛ ففي المعجم الكبير للطبراني ( ج 10 - ص 131) :
حدثنا محمد بن السري بن مهران الناقد ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا يوسف بن حوشب الشيباني ثنا أبو يزيد الأعور عن عمرو بن مرة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يوافق اسمه اسمي .
كما قد توبع – من دون الزيادة- بروايتي الصحابيين أبي سعيد وقرة كالآتي :
ففي المعجم الأوسط لللطبراني - ج 8 - ص 178 : حدثنا موسى بن زكريا نا محمد بن يحيى الأزدي نا داود بن المحبر نا المحبر بن قحذم عن معاوية بن قرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتملأن الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا اسمه اسمي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما
قال الطبراني : ورواه معمر ، عن أبي هارون العبدي ، عن معاوية بن قرة ، عن أبي سعيد . انتهى
أقول انا الهاد : تحصل أن الحديث مروي -من دون الزيادة- عن ثلاثة من الصحابة هم : ابن مسعود ، وقرة ، وأبي سعيد الخدري ، وهو حسن صحيح بجموع طرقه .
الثالث : اضطراب رواية عاصم مع الزيادة ؛ فقد روى ابن حبان في صحيحه قال أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، قال: حدثنا علي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا عثمان بن شبرمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر ، عن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلقي.انتهى
ففيه : وخلقه خلقي بدل واسم أبيه اسم أبي . وهذا يؤكد الشك في الزيادة .
الرابع : نعلم أنّ الإمام أحمد أخرج في مسنده أكثر من أربعين ألف حديثاً ، ليس في كلّها من ذكر للزيادة المزعومة : واسم أبيه اسم أبي ، مع انّه روى أصل الحديث بأكثر من طريق عن عاصم ، وهذا يعني أنّ أحمد لا يعرف هذه الزيادة ، أو يشككنا بصدورها عن عاصم لا أقل ، وكذلك الأمر في فعل الإمام الترمذي حيث لم يروها في سننه .
وأخيرا وليس آخرا فالبحث في هذا يحتاج الى استقصاء أكبر وإحاطة أوسع ، لكن أظن أن ما سقناه يفي ببعض الغرض ، وهو أن هذه الزيادة مشكوكة بحسب الصناعة لا يمكن الركون إليها اعتباطاً كما يفعل الحشوية من خوارج هذه الأمة .
الهاد