العلوي الحر
29-09-2011, 02:42 AM
أهل البيت هم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات، وأعداؤهم الفواحش والمعاصي في بطن القرآن
- عن محمد بن سنان عن صباح المدائني عن المفضل أنه كتب إلى أبي عبدالله عليه السلام فجاءه هذا الجواب من أبي عبدالله عليه السلام: أما بعد فإني اوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته، فان من التقوى الطاعة والورع والتواضع لله والطمأنينة والاجتهاد والاخز بأمره والنصيحة لرسله، والمسارعة في مرضاته، واجتناب مانهى عنه، فإنه من يتق الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله وأصاب الخير كله في الدنيا والآخرة، ومن أمر بالتقوى فقد أبلغ الموعظة، جعلنا الله من المتقين برحمته، جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه، فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إياك، ألبسنا الله وإياك عافيته في الدنيا والآخرة، كتبت تذكر أن قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم، وأنك ابلغت عنهم امورا تروى عنهم كرهتها لهم، ولم تربهم إلا طريقا حسنا وورعا وتخشعا، وبلغك أنهم يزعمون أن الدين إنما هو معرفة الرجال، ثم بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل ماشئت وذكرت أنك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال، فوقك الله وذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام، والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر الحرام هو رجل، وأن الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل، وكل فريضة افترضها الله على عباده هو رجل، وأنهم ذكروا ذلك بزعمهم أنمن عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه به من غير عمل وقد صلى وآتى الزكاة وصام وحجج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظم حرمات الله والشهر الحرام والمسجد الحرام وأنهم ذكروا أن من عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جازله أن يتهاون، فليس له أن يجتهد في العمل، وزعموا أنهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها وإن لم يعملوا بها وأنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عنها الخمر والميسر والربا والدم والميتة و لحم الخنزير هو رجل وذكروا أن ماحرم الله من نكاح الامهات والبنات و العمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت وما حرم على المؤمنين من النساء مما حرم الله إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله، وما سوى ذلك مباح كله، و ذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة، ويشهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون أن لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه، فالظاهر مايتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم، والباطن هو الذي يطلبون وبه امروا بزعمهم وكتبت تذكر الذي عظم من ذلك عليك حين بلغك وكتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام؟ وكتبت تسألني عن تفسير ذلك، وأنا ابينه حتى لاتكون من ذلك في عمى ولا في شبهة، وقد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه كله كما قال الله في كتابه: ( وتعيها اذن واعية ) وأصفه لك بحلاله، وأنفي عنك حرامه إنشاء الله كما وصفت ومعرفته حتى تعرفه إن شاء الله فلا تنكره إن شاء الله ولا قوة إلا بالله والقوة لله جميعا اخبرك أنه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك بالله تبارك وتعالى بين الشرك لاشك فيه واخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا مالم يعقلوه عن أهله، ولم يعطوا فهم ذلك، ولم يعرفوا حد ماسمعوا، فوضعوا حدود تلك الاشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم، ولم يضعوها على حدود ما امروا كذبا وافتراء على الله ورسوله، وجرأة على المعاصي، فكفى بهذا لهم جهلا، ولو أنهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم وقبلوها لم يكن به بأس، ولكنهم حرفوها وتعدوا وكذبوا وتهاونوا بأمرالله وطاعته، ولكني اخبرك أن الله حدها بحدودها، لئلا يتعدى حدوده أحد، ولو كان الامر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم مالم يعرفوا حدما حد لهم ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا ولكن جعلها حدودا محدودة لايتعداها إلا مشرك كافر، ثم قال: ( تلك حدود الله فلا تعدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون ) فاخبرك حقائق إن الله تبارك وتعالى اختار الاسلام لنفسه دينا ورضى من خلقه فلم يقبل من أحد إلا به، وبه بعث أنبياءه ورسله، ثم قال: ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا صلى الله عليه وآله، فأفضل الدين معرفة الرسل وولايتهم، و اخبرك أن الله أحل حلالا وحرم حراما إلى يوم القيامة، فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هو الحلال، فالمحلل ماأحلوا والمحرم ماحرموا، وهم أصله، و منهم الفروع الحلال، وذلك سعيهم، ومن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال: من إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة وتعظيم حرمات الله ومشاعره وتعظيم البيت الحرام والمسجد الحرام والشهر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة ومكارم الاخلاق ومحاسنها وجميع البر، ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه: ( إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) فعدوهم هم الحرام المحرم، وأولياؤهم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة، فهم الفواحش ما ظهر منها ومابطن، والخمر والميسر والزنا والربا والدم والميتة ولحم الخنزير.
فهم الحرام المحرم، وأصل كل حرام، وهم الشر وأصل كل شر، و منهم فروع الشر كله، ومن ذلك الفروع الحرام واستحلالهم إياها، ومن فروعهم تكذيب الانبياء وجحود الاوصياء وركوب الفواحش: الزنا و السرقة وشرب الخمر والمسكر وأكل مال اليتيم وأكل الربا والخدعة والخيانة وركوب الحرام كلها وانتهاك المعاصي، وإنما يأمرالله بالعدل و الاحسان وإيتاء ذي القربى، يعني مودة ذي القربى وابتغاء طاعتهم وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وهم أعداء الانبياءوأوصياء الانبياء، وهم المنهي عن مودتهم وطاعتهم يعظكم بهذه لعلكم تذكرون، واخبرك أني لو قلت لك: إن الفاحشة والخمر والميسر والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير هو رجل، وأنا أعلم أن الله قد حرم هذا الاصل وحرم فرعه ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركا، ومن دعا إلى عبادة نفسه فهو كفرعون إذ قال: ( أنا ربكم الاعلى ) فهذا كله على وجه إن شئت قلت: هو رجل وهو إلى جهنم ومن شايعه على ذلك، فإنهم مثل قول الله: ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) لصدقت، ثم لو أني قلت: إنه فلان ذلك كله لصدقت، إن فلانا هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهى عنها أن يتعدى ثم إني اخبرك أن الدين وأصل الدين هو رجل، وذلك الرجل هو اليقين وهو الايمان، وهو إمام امته وأهل زمانه، فمن عرفه عرف الله ودينه، ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه، ولا يعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الامام كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله، والمعرفة على وجهين: معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله ويوصل بها إلى معرفة الله، فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها من من الله يمن به على من يشاء مع المعرفة؟؟ هرة ومعرفة في الظاهر، فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا تلحق بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم، ولا يصلون بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه: ( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ) فمن شهد شهادة الحق لايعقد عليه قلبه ولايبصر ما يتكلم به لايثاب عليه قلبه لايعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة، فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر والاقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى أن انتهى الامرإلى نبي الله وبعده إلى من صاروا إلى من انتهت إليه معرفتهم، وإنما عرفوا بمعرفة أعمالهم ودينهم الذي دان الله به المحسن بإحسانه، والمسئ بإساءته، وقد يقال: إنه من دخل في هذا الامر بغير يقين ولابصيرة خرج منه كما دخل فيه، رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة.
واخبرك أني لو قلت: إن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء به من عند ربه لصدقت لان ذلك كله إنما يعرف بالنبي، ولولا معرفة ذلك النبي والايمان به والتسليم له ما عرف ذلك، فذلك من من الله على من يمن عليه، ولولا ذلك لم يعرف شيئا من هذا، فهذا كله ذلك النبي وأصله، وهو فرعه، وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه وأمرني به وأوجب علي له الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله، و كيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله؟ وكيف يستقيم لي لولا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي أن أصف أن الدين غيره، وكيف لايكون ذلك معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله، وإنما أنكر الدين من أنكره بأن قالوا: ( أبعث الله بشرا رسولا ) ثم قالوا: ( أبشر يهدوننا ) فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به، وقالوا: ( لولا انزل عليه ملك ) فقال الله: ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ثم قال في آية اخرى: ( ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر ثم لاينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) إن الله تبارك وتعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال، وأن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه، لايقبل الله من العباد غير ذلك، لايسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال فيما أوجب ذلك من محبته لذلك: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ) فمن قال لك: إن هذه الفريضة كلها إنما هي رجل وهو يعرف حدما يتكلم به فقد صدق، ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة فلا يغني التمسك في الاصل بترك الفروع، كما لاتغني شهادة أن لا إله إلا الله بترك شهادة أن محمدا رسول الله، ولم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الاخلاق ومحاسن الاعمال والنهي عن الفواحش ماظهر منها وما بطن، فالباطن منه ولاية أهل الباطل، والظاهر منه فروعهم، ولم يبعث الله نبيا قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر ونهي، فإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من جاءهم به من عنده ودعاهم إليه، فأول ذلك معرفة من دعاء إليه، ثم طاعته فيما يقربه بمن الطاعة له، وإنه من عرف أطاع، ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه، ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر، إنما حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا جميعا، ولا يكون الاصل والفروع وباطن الحرام حرام وظاهره حلال ولايحرم الباطن ويستحل الظاهر، وكذلك لايستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولايعرف صلاة الظاهر، وكذلك لايستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولايعرف صلاة الظاهر، ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا العمرة ولا المسجد الحرام وجميع حرمات الله وشعائره وأن يترك معرفة الباطن، لان باطنه ظهره، ولايستقيم إن ترك واحدة منها إذا كان الباطن حراما خبيثا فالظاهر منه إنمايشبه الباطن، فمن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وانه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ذاك لم يعرف ولم يطع، وإنما قيل ( اعرف واعمل ما شئت من الخير ) فإنه لايقبل ذلك منك بغير معرفة، فإذاعرفت فاعمل لنفسك ماشئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك.
اخبرك أن من عرف أطاع، إذا عرف وصلى وصام واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الاخلاق كلها وتجنب سيئها وكل ذلك هو النبي، والنبي أصله، وهو أصل هذا كله، لانه جاء به ودل عليه وأمربه، ولايقبل من أحد شيئا منه إلا به، ومن عرف اجتنب الكبائر وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وحرم المحارم كلها، لان بمعرفة النبي وبطاعته دخل فيما دخل فيه النبي، وخرج مما خرج منه النبي، و من زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي لم يحلل لله حلالا ولم يحرم له حراما، وإنه من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئا من ذلك، ولم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحلل لله حلالا، وليس له صلاة وإن ركع وسجد، ولاله زكاة وإن أخرج لكل أربعين درهما درهما ومن عرفه وأخذ عنه أطاع الله.
وأما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الارحام التي حرم الله في كتابه فانهم زعموا أنه إنما حرم علينا بذلك نكاح نساء النبي، فإن أحق ما بدأبه تعظيم حق الله وكرامة رسوله وتعظيم شأنه، وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه من بعد قوله: ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عندالله عظيما ) وقال الله تبارك وتعالى: ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) وهو أب لهم، ثم قال: ( ولا تنكحوا ما نكح آباءكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) فمن حرم نساء النبي صلى الله عليه وآله لتحريم الله ذلك فقد حرم ماحرم الله في كتابه من الامهات والبنات والاخوات والعمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت، وما حرم الله من الرضاعة، لان تحريم ذلك كتحريم نساء النبي، فمن حرم ما حرم الله من الامهات والبنات والاخوات والعمات من نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله واستحل ماحرم الله من نكاح سائر ما حرم الله فقد أشرك إذا اتخذ ذلك دينا.
وأما ما ذكرت أن الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله ورسوله، إنما دينه أن يحل ما أحل الله، ويحرم ما حرم الله وإن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه، والمتعة في الحج أحلهما ثم لم يحرمهما، فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة فعلى كتاب الله وسننه نكاح غير سفاح تراضيا على ما أحبا من الاجر والاجل، كما قال الله: ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة ولاجناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ) إن هما أحبا أن يمدا في الاجل على ذلك الاجر فآخر يوم من أجلها قبل أن ينقضي الاجل قبل غروب الشمس مدا فيه وزادا في الاجل ما أحبا فإن مضى آخر يوم منه لم يصلح إلا بأمر مستقبل، وليس بينهما عدة إلا من سواه فان أرادت سواه اعتدت خمسة وأربعين يوما، وليس بينهما ميراث، ثم إن شاءت تمتعت من آخر، فهذا حلال لهما إلى يوم القيامة، إن هي شاءت من سبعة، وإن هي شاءت من عشرين ما بقيت في الدنيا كل هذا حلال لهما على حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.
وإذا أردت المتعة في الحج فأحرم من العقيق واجعلها متعة، فمتى ماقدمت طفت بالبيت واستلمت الحجر الاسود وفتحت به وختمت سبعة أشواط، ثم تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، ثم اخرج من البيت فاسع بين الصفا والمروة سبعة أشواط، تفتح بالصفا وتختم بالمروة، فإذا فعلت ذلك قصرت حتى إذا كان يوم التروية صنعت ما صنعت بالعقيق، ثم أحرم بين الركن والمقام بالحج، فلم تزل محرما حتى تقف بالموقف، ثم ترمي الجمرات وتذبح وتحلق وتحل وتغتسل ثم تزور البيت، فإذا أنت فعلت ذلك فقد أحللت، وهو قول الله: ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ) أن تذبح.
وأما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم فإن ذلك ليس هو إلا قول الله: ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الارض فأصابتكم مصيبة الموت ) إذا كان مسافرا وحضره الموت اثنان ذواعدل من دينه، فإن لم يجدوا فآخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته ( تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لانشتري به ثمنا ) قليلا ( ولو كان ذاقربى ولانكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين * فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الاوليان ) من أهل ولايته ( فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا ) وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي ولايبطل حق مسلم، ولا يرد شهادة مؤمن، فإذا أخذ يمين المدعي وشهادة الرجل قضى له بحقه و ليس يعمل بهذا، فإذا كان لرجل مسلم قبل آخر حق يجحده ولم يكن له شاهد غير واحد فإنه إذا رفعه إلى ولاة الجور أبطلوا حقه، ولم يقضوا فيها بقضآء رسول الله صلى الله عليه وآله، كان الحق في الجور أن لا يبطل حق رجل فيستخرج الله على يديه حق رجل مسلم ويأجره الله ويحيي عدلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعمل به.
وأما ماذكرت في آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي وأنك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في عيسى ما قالوا، فقد عرفت أن السنن والامثال كائنة لم يكن شئ فيما مضى إلا سيكون مثله، حتى لو كانت شاة برشآء كان ههنا مثله، واعلم أنه سيضل قوم على ضلالة من كان قبلهم كتبت تسألني عن مثل ذلك ما هو وما أرادوا به، اخبرك أن الله تبارك وتعالى هو خلق الخلق لاشريك له، له الخلق والامر والدنيا والآخرة، وهو رب كل شئ وخالقه، خلق الخلق وأحب أن يعرفوه بأنبيآئه واحتج عليهم بهم، فالنبي عليه السلام هو الدليل على الله عبد مخلوق مربوب اصطفاه لنفسه برسالته، وأكرمه بها، فجعله خليفته في خلقه، ولسانه فيهم، وأمينه عليهم، وخازنه في السماوات والارضين، قوله قول الله، لايقول على الله إلا الحق، من أطاعه أطاع الله، ومن عصاه عصى الله، وهو مولى من كان الله ربه ووليه من أبى أن يقر له بالطاعة فقد أبى أن يقر لربه بالطاعة وبالعبودية، ومن أفر بطاعته أطاع الله وهداه، فالنبي مولى الخلق جميعا عرفوا ذلك أن أنكروه، وهو الوالد المبرور، فمن أحبه وأطاعه فهو الولد البار ومجانب للكبائر، وقد بينت ما سألتني عنه وقد علمت أن قوما سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها بل حرفوها ووضعوها على غير حدودها على نحو ما قد بلغك، وقد برئ الله ورسوله من قوم يستحلون بنا أعمالهم الخبيثة وقد رمانا الناس بها، والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول: ( الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله ) أعمالهم السيئة ( ويعلمون أن الله هو الحق المبين.
وأما ما كتبت به ونحوه وتخوفت أن يكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله عن ذلك تعالى ربنا عما يقولون علوا كبيرا صفتي هذه صفة صاحبنا التي وصفنا له وعنه أخذناه فجزاه الله عنا أفضل الجزاء، فإن جزاءه على الله، فتفهم كتابي هذا، والقوة لله.
- عن بشير الدهان عن أبي - عبدالله عليه السلام قال كتب أبوعبدالله عليه السلام إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل وأن الخمر رجل، وأن الصلاة رجل، والصيام رجل، وأن الفواحش رجل وليس هو كما تقول، أنا أصل الحق وفروع الحق طاعة الله وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لايعرف، وكيف يعرف من لايطاع.
- عن الحمادي رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قيل له: روي أن الخمر والميسر والانصاب والارلام رجال، فقال: ماكان الله عزوجل ليخاطب خلقه بما لايعلمون.
- إدريس بن عبدالله عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: ( ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين ) قال: عنى بها: لم نك من أتباع الائمة الذين قال الله فيهم: ( والسابقون السابقون ) ألا ترى أن الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة المصلي، فذلك الذي عنى حيث قال: لم نك من من أتباع السابقين.
- عن محمد بن منصور قال: سألت عبدا صالحا عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: ( إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن ) فقال: إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ماحرم في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ماأحل في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق.
- عن الهيثم التميمي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ياميثم التميمي إن قوما آمنوا بالظاهر و كفروا بالباطن فلم ينفعهم شئ، وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئا، ولا إيمان بظاهر إلا بباطن، ولا بباطن إلا بظاهر.
- عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) طائعين للائمة عليهم السلام.
- روى الشيخ أبوجعفر الطوسي رحمه الله باسناده إلى الفضل بن شاذان عن داود بن كثير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: أنتم الصلاة في كتاب الله عزوجل وأنتم الزكاة وأنتم الحج؟ فقال: يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عزوجل، ونحن الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى: ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ونحن الآيات ونحن البينات، وعدونا في كتاب الله عزوجل: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والانصاب والازلام والاصنام والاوثان والجبت والطاغوت والميتة ولدم ولحم الخنزير، يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وفضلنا وجعلنا امناءه وحفظته وخزانه على مافي السماوات وما في الارض، وجعل لنا أضدادا وأعداءا، فسمانا في كتابه وكنى عن أسمائنا بأحسن الاسماء وأحبها إليه وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه وكنى عن أسمائهم وضرب لهم الامثال في كتابه في أبغض الاسماء إليه وإلى عباده المتقين.
- وروى الشيخ أيضا باسناده عن الفضل باسناده عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر، ومن البر: التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسئ ورحمة الفقير وتعاهد الجار والاقرار بالفضل لاهله، وعدونا أصل كل شر، ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة، فمنهم الكذب والنميمة والبخل والقطيعة وأكل الربا وأكل مال اليتيم بغير حقه وتعدي الحدود التي أمرالله عزوجل وركوب الفواحش ماظهر منها وما بطن من الزنا والسرقة وكل ما وافق ذلك من القبيح، وكذب من قال: إنه معنا وهو متعلق بفرع غيرنا.
- عن محمد بن إسماعيل بن عبدالرحمان الجعفي قال: دخلت أنا وعمي الحصين بن عبدالرحمان على أبي عبدالله فسلم عليه فرد عليه السلام وأدناه، وقال: ابن من هذا معك؟ قال: ابن أخي إسماعيل، قال: رحمه الله وتجاوز عن سيئ عمله كيف مخلفوه؟ قال: قال: نحن جميعا بخير ما أبقى الله لنا مودتكم قال: ياحصين لاتستصغر مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات، فقال: يابن رسول الله ما أستصغرها ولكن أحمدالله عليها.
- عن ابن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام وقد تلاهذه الآية: ( وويل للمشركين * الذين لايؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون ) يا أبان هل ترى الله سبحانه طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يعبدون معه إلها غيره، قال: قلت: فمن هم؟ قال: ويل للمشركين الذين أشركوا بالامام الاول ولم يردوا إلى الآخر ماقال فيه الاول وهم به كافرون.
المصدر: بحار الأنوار
- عن محمد بن سنان عن صباح المدائني عن المفضل أنه كتب إلى أبي عبدالله عليه السلام فجاءه هذا الجواب من أبي عبدالله عليه السلام: أما بعد فإني اوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته، فان من التقوى الطاعة والورع والتواضع لله والطمأنينة والاجتهاد والاخز بأمره والنصيحة لرسله، والمسارعة في مرضاته، واجتناب مانهى عنه، فإنه من يتق الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله وأصاب الخير كله في الدنيا والآخرة، ومن أمر بالتقوى فقد أبلغ الموعظة، جعلنا الله من المتقين برحمته، جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه، فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إياك، ألبسنا الله وإياك عافيته في الدنيا والآخرة، كتبت تذكر أن قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم، وأنك ابلغت عنهم امورا تروى عنهم كرهتها لهم، ولم تربهم إلا طريقا حسنا وورعا وتخشعا، وبلغك أنهم يزعمون أن الدين إنما هو معرفة الرجال، ثم بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل ماشئت وذكرت أنك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال، فوقك الله وذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام، والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر الحرام هو رجل، وأن الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل، وكل فريضة افترضها الله على عباده هو رجل، وأنهم ذكروا ذلك بزعمهم أنمن عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه به من غير عمل وقد صلى وآتى الزكاة وصام وحجج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظم حرمات الله والشهر الحرام والمسجد الحرام وأنهم ذكروا أن من عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جازله أن يتهاون، فليس له أن يجتهد في العمل، وزعموا أنهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها وإن لم يعملوا بها وأنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عنها الخمر والميسر والربا والدم والميتة و لحم الخنزير هو رجل وذكروا أن ماحرم الله من نكاح الامهات والبنات و العمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت وما حرم على المؤمنين من النساء مما حرم الله إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله، وما سوى ذلك مباح كله، و ذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة، ويشهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون أن لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه، فالظاهر مايتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم، والباطن هو الذي يطلبون وبه امروا بزعمهم وكتبت تذكر الذي عظم من ذلك عليك حين بلغك وكتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام؟ وكتبت تسألني عن تفسير ذلك، وأنا ابينه حتى لاتكون من ذلك في عمى ولا في شبهة، وقد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه كله كما قال الله في كتابه: ( وتعيها اذن واعية ) وأصفه لك بحلاله، وأنفي عنك حرامه إنشاء الله كما وصفت ومعرفته حتى تعرفه إن شاء الله فلا تنكره إن شاء الله ولا قوة إلا بالله والقوة لله جميعا اخبرك أنه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك بالله تبارك وتعالى بين الشرك لاشك فيه واخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا مالم يعقلوه عن أهله، ولم يعطوا فهم ذلك، ولم يعرفوا حد ماسمعوا، فوضعوا حدود تلك الاشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم، ولم يضعوها على حدود ما امروا كذبا وافتراء على الله ورسوله، وجرأة على المعاصي، فكفى بهذا لهم جهلا، ولو أنهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم وقبلوها لم يكن به بأس، ولكنهم حرفوها وتعدوا وكذبوا وتهاونوا بأمرالله وطاعته، ولكني اخبرك أن الله حدها بحدودها، لئلا يتعدى حدوده أحد، ولو كان الامر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم مالم يعرفوا حدما حد لهم ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا ولكن جعلها حدودا محدودة لايتعداها إلا مشرك كافر، ثم قال: ( تلك حدود الله فلا تعدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون ) فاخبرك حقائق إن الله تبارك وتعالى اختار الاسلام لنفسه دينا ورضى من خلقه فلم يقبل من أحد إلا به، وبه بعث أنبياءه ورسله، ثم قال: ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا صلى الله عليه وآله، فأفضل الدين معرفة الرسل وولايتهم، و اخبرك أن الله أحل حلالا وحرم حراما إلى يوم القيامة، فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هو الحلال، فالمحلل ماأحلوا والمحرم ماحرموا، وهم أصله، و منهم الفروع الحلال، وذلك سعيهم، ومن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال: من إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة وتعظيم حرمات الله ومشاعره وتعظيم البيت الحرام والمسجد الحرام والشهر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة ومكارم الاخلاق ومحاسنها وجميع البر، ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه: ( إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ) فعدوهم هم الحرام المحرم، وأولياؤهم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة، فهم الفواحش ما ظهر منها ومابطن، والخمر والميسر والزنا والربا والدم والميتة ولحم الخنزير.
فهم الحرام المحرم، وأصل كل حرام، وهم الشر وأصل كل شر، و منهم فروع الشر كله، ومن ذلك الفروع الحرام واستحلالهم إياها، ومن فروعهم تكذيب الانبياء وجحود الاوصياء وركوب الفواحش: الزنا و السرقة وشرب الخمر والمسكر وأكل مال اليتيم وأكل الربا والخدعة والخيانة وركوب الحرام كلها وانتهاك المعاصي، وإنما يأمرالله بالعدل و الاحسان وإيتاء ذي القربى، يعني مودة ذي القربى وابتغاء طاعتهم وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وهم أعداء الانبياءوأوصياء الانبياء، وهم المنهي عن مودتهم وطاعتهم يعظكم بهذه لعلكم تذكرون، واخبرك أني لو قلت لك: إن الفاحشة والخمر والميسر والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير هو رجل، وأنا أعلم أن الله قد حرم هذا الاصل وحرم فرعه ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركا، ومن دعا إلى عبادة نفسه فهو كفرعون إذ قال: ( أنا ربكم الاعلى ) فهذا كله على وجه إن شئت قلت: هو رجل وهو إلى جهنم ومن شايعه على ذلك، فإنهم مثل قول الله: ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) لصدقت، ثم لو أني قلت: إنه فلان ذلك كله لصدقت، إن فلانا هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهى عنها أن يتعدى ثم إني اخبرك أن الدين وأصل الدين هو رجل، وذلك الرجل هو اليقين وهو الايمان، وهو إمام امته وأهل زمانه، فمن عرفه عرف الله ودينه، ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه، ولا يعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الامام كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله، والمعرفة على وجهين: معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله ويوصل بها إلى معرفة الله، فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها من من الله يمن به على من يشاء مع المعرفة؟؟ هرة ومعرفة في الظاهر، فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا تلحق بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم، ولا يصلون بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه: ( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ) فمن شهد شهادة الحق لايعقد عليه قلبه ولايبصر ما يتكلم به لايثاب عليه قلبه لايعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة، فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر والاقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى أن انتهى الامرإلى نبي الله وبعده إلى من صاروا إلى من انتهت إليه معرفتهم، وإنما عرفوا بمعرفة أعمالهم ودينهم الذي دان الله به المحسن بإحسانه، والمسئ بإساءته، وقد يقال: إنه من دخل في هذا الامر بغير يقين ولابصيرة خرج منه كما دخل فيه، رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة.
واخبرك أني لو قلت: إن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء به من عند ربه لصدقت لان ذلك كله إنما يعرف بالنبي، ولولا معرفة ذلك النبي والايمان به والتسليم له ما عرف ذلك، فذلك من من الله على من يمن عليه، ولولا ذلك لم يعرف شيئا من هذا، فهذا كله ذلك النبي وأصله، وهو فرعه، وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه وأمرني به وأوجب علي له الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله، و كيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله؟ وكيف يستقيم لي لولا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي أن أصف أن الدين غيره، وكيف لايكون ذلك معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله، وإنما أنكر الدين من أنكره بأن قالوا: ( أبعث الله بشرا رسولا ) ثم قالوا: ( أبشر يهدوننا ) فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به، وقالوا: ( لولا انزل عليه ملك ) فقال الله: ( قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ثم قال في آية اخرى: ( ولو أنزلنا ملكا لقضي الامر ثم لاينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ) إن الله تبارك وتعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال، وأن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه، لايقبل الله من العباد غير ذلك، لايسأل عما يفعل وهم يسألون، فقال فيما أوجب ذلك من محبته لذلك: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ) فمن قال لك: إن هذه الفريضة كلها إنما هي رجل وهو يعرف حدما يتكلم به فقد صدق، ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة فلا يغني التمسك في الاصل بترك الفروع، كما لاتغني شهادة أن لا إله إلا الله بترك شهادة أن محمدا رسول الله، ولم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الاخلاق ومحاسن الاعمال والنهي عن الفواحش ماظهر منها وما بطن، فالباطن منه ولاية أهل الباطل، والظاهر منه فروعهم، ولم يبعث الله نبيا قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر ونهي، فإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من جاءهم به من عنده ودعاهم إليه، فأول ذلك معرفة من دعاء إليه، ثم طاعته فيما يقربه بمن الطاعة له، وإنه من عرف أطاع، ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه، ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر، إنما حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا جميعا، ولا يكون الاصل والفروع وباطن الحرام حرام وظاهره حلال ولايحرم الباطن ويستحل الظاهر، وكذلك لايستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولايعرف صلاة الظاهر، وكذلك لايستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولايعرف صلاة الظاهر، ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا العمرة ولا المسجد الحرام وجميع حرمات الله وشعائره وأن يترك معرفة الباطن، لان باطنه ظهره، ولايستقيم إن ترك واحدة منها إذا كان الباطن حراما خبيثا فالظاهر منه إنمايشبه الباطن، فمن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وانه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ذاك لم يعرف ولم يطع، وإنما قيل ( اعرف واعمل ما شئت من الخير ) فإنه لايقبل ذلك منك بغير معرفة، فإذاعرفت فاعمل لنفسك ماشئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك.
اخبرك أن من عرف أطاع، إذا عرف وصلى وصام واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الاخلاق كلها وتجنب سيئها وكل ذلك هو النبي، والنبي أصله، وهو أصل هذا كله، لانه جاء به ودل عليه وأمربه، ولايقبل من أحد شيئا منه إلا به، ومن عرف اجتنب الكبائر وحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وحرم المحارم كلها، لان بمعرفة النبي وبطاعته دخل فيما دخل فيه النبي، وخرج مما خرج منه النبي، و من زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي لم يحلل لله حلالا ولم يحرم له حراما، وإنه من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئا من ذلك، ولم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحلل لله حلالا، وليس له صلاة وإن ركع وسجد، ولاله زكاة وإن أخرج لكل أربعين درهما درهما ومن عرفه وأخذ عنه أطاع الله.
وأما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الارحام التي حرم الله في كتابه فانهم زعموا أنه إنما حرم علينا بذلك نكاح نساء النبي، فإن أحق ما بدأبه تعظيم حق الله وكرامة رسوله وتعظيم شأنه، وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه من بعد قوله: ( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عندالله عظيما ) وقال الله تبارك وتعالى: ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) وهو أب لهم، ثم قال: ( ولا تنكحوا ما نكح آباءكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) فمن حرم نساء النبي صلى الله عليه وآله لتحريم الله ذلك فقد حرم ماحرم الله في كتابه من الامهات والبنات والاخوات والعمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت، وما حرم الله من الرضاعة، لان تحريم ذلك كتحريم نساء النبي، فمن حرم ما حرم الله من الامهات والبنات والاخوات والعمات من نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله واستحل ماحرم الله من نكاح سائر ما حرم الله فقد أشرك إذا اتخذ ذلك دينا.
وأما ما ذكرت أن الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله ورسوله، إنما دينه أن يحل ما أحل الله، ويحرم ما حرم الله وإن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه، والمتعة في الحج أحلهما ثم لم يحرمهما، فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة فعلى كتاب الله وسننه نكاح غير سفاح تراضيا على ما أحبا من الاجر والاجل، كما قال الله: ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة ولاجناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ) إن هما أحبا أن يمدا في الاجل على ذلك الاجر فآخر يوم من أجلها قبل أن ينقضي الاجل قبل غروب الشمس مدا فيه وزادا في الاجل ما أحبا فإن مضى آخر يوم منه لم يصلح إلا بأمر مستقبل، وليس بينهما عدة إلا من سواه فان أرادت سواه اعتدت خمسة وأربعين يوما، وليس بينهما ميراث، ثم إن شاءت تمتعت من آخر، فهذا حلال لهما إلى يوم القيامة، إن هي شاءت من سبعة، وإن هي شاءت من عشرين ما بقيت في الدنيا كل هذا حلال لهما على حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه.
وإذا أردت المتعة في الحج فأحرم من العقيق واجعلها متعة، فمتى ماقدمت طفت بالبيت واستلمت الحجر الاسود وفتحت به وختمت سبعة أشواط، ثم تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، ثم اخرج من البيت فاسع بين الصفا والمروة سبعة أشواط، تفتح بالصفا وتختم بالمروة، فإذا فعلت ذلك قصرت حتى إذا كان يوم التروية صنعت ما صنعت بالعقيق، ثم أحرم بين الركن والمقام بالحج، فلم تزل محرما حتى تقف بالموقف، ثم ترمي الجمرات وتذبح وتحلق وتحل وتغتسل ثم تزور البيت، فإذا أنت فعلت ذلك فقد أحللت، وهو قول الله: ( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي ) أن تذبح.
وأما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم فإن ذلك ليس هو إلا قول الله: ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الارض فأصابتكم مصيبة الموت ) إذا كان مسافرا وحضره الموت اثنان ذواعدل من دينه، فإن لم يجدوا فآخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته ( تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن ارتبتم لانشتري به ثمنا ) قليلا ( ولو كان ذاقربى ولانكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين * فإن عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الاوليان ) من أهل ولايته ( فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين * ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم واتقوا الله واسمعوا ) وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي ولايبطل حق مسلم، ولا يرد شهادة مؤمن، فإذا أخذ يمين المدعي وشهادة الرجل قضى له بحقه و ليس يعمل بهذا، فإذا كان لرجل مسلم قبل آخر حق يجحده ولم يكن له شاهد غير واحد فإنه إذا رفعه إلى ولاة الجور أبطلوا حقه، ولم يقضوا فيها بقضآء رسول الله صلى الله عليه وآله، كان الحق في الجور أن لا يبطل حق رجل فيستخرج الله على يديه حق رجل مسلم ويأجره الله ويحيي عدلا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعمل به.
وأما ماذكرت في آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي وأنك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في عيسى ما قالوا، فقد عرفت أن السنن والامثال كائنة لم يكن شئ فيما مضى إلا سيكون مثله، حتى لو كانت شاة برشآء كان ههنا مثله، واعلم أنه سيضل قوم على ضلالة من كان قبلهم كتبت تسألني عن مثل ذلك ما هو وما أرادوا به، اخبرك أن الله تبارك وتعالى هو خلق الخلق لاشريك له، له الخلق والامر والدنيا والآخرة، وهو رب كل شئ وخالقه، خلق الخلق وأحب أن يعرفوه بأنبيآئه واحتج عليهم بهم، فالنبي عليه السلام هو الدليل على الله عبد مخلوق مربوب اصطفاه لنفسه برسالته، وأكرمه بها، فجعله خليفته في خلقه، ولسانه فيهم، وأمينه عليهم، وخازنه في السماوات والارضين، قوله قول الله، لايقول على الله إلا الحق، من أطاعه أطاع الله، ومن عصاه عصى الله، وهو مولى من كان الله ربه ووليه من أبى أن يقر له بالطاعة فقد أبى أن يقر لربه بالطاعة وبالعبودية، ومن أفر بطاعته أطاع الله وهداه، فالنبي مولى الخلق جميعا عرفوا ذلك أن أنكروه، وهو الوالد المبرور، فمن أحبه وأطاعه فهو الولد البار ومجانب للكبائر، وقد بينت ما سألتني عنه وقد علمت أن قوما سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها بل حرفوها ووضعوها على غير حدودها على نحو ما قد بلغك، وقد برئ الله ورسوله من قوم يستحلون بنا أعمالهم الخبيثة وقد رمانا الناس بها، والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول: ( الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله ) أعمالهم السيئة ( ويعلمون أن الله هو الحق المبين.
وأما ما كتبت به ونحوه وتخوفت أن يكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله عن ذلك تعالى ربنا عما يقولون علوا كبيرا صفتي هذه صفة صاحبنا التي وصفنا له وعنه أخذناه فجزاه الله عنا أفضل الجزاء، فإن جزاءه على الله، فتفهم كتابي هذا، والقوة لله.
- عن بشير الدهان عن أبي - عبدالله عليه السلام قال كتب أبوعبدالله عليه السلام إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل وأن الخمر رجل، وأن الصلاة رجل، والصيام رجل، وأن الفواحش رجل وليس هو كما تقول، أنا أصل الحق وفروع الحق طاعة الله وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لايعرف، وكيف يعرف من لايطاع.
- عن الحمادي رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قيل له: روي أن الخمر والميسر والانصاب والارلام رجال، فقال: ماكان الله عزوجل ليخاطب خلقه بما لايعلمون.
- إدريس بن عبدالله عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: ( ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين ) قال: عنى بها: لم نك من أتباع الائمة الذين قال الله فيهم: ( والسابقون السابقون ) ألا ترى أن الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة المصلي، فذلك الذي عنى حيث قال: لم نك من من أتباع السابقين.
- عن محمد بن منصور قال: سألت عبدا صالحا عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: ( إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن ) فقال: إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ماحرم في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ماأحل في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق.
- عن الهيثم التميمي قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ياميثم التميمي إن قوما آمنوا بالظاهر و كفروا بالباطن فلم ينفعهم شئ، وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئا، ولا إيمان بظاهر إلا بباطن، ولا بباطن إلا بظاهر.
- عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) طائعين للائمة عليهم السلام.
- روى الشيخ أبوجعفر الطوسي رحمه الله باسناده إلى الفضل بن شاذان عن داود بن كثير قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: أنتم الصلاة في كتاب الله عزوجل وأنتم الزكاة وأنتم الحج؟ فقال: يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عزوجل، ونحن الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى: ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ونحن الآيات ونحن البينات، وعدونا في كتاب الله عزوجل: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والانصاب والازلام والاصنام والاوثان والجبت والطاغوت والميتة ولدم ولحم الخنزير، يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وفضلنا وجعلنا امناءه وحفظته وخزانه على مافي السماوات وما في الارض، وجعل لنا أضدادا وأعداءا، فسمانا في كتابه وكنى عن أسمائنا بأحسن الاسماء وأحبها إليه وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه وكنى عن أسمائهم وضرب لهم الامثال في كتابه في أبغض الاسماء إليه وإلى عباده المتقين.
- وروى الشيخ أيضا باسناده عن الفضل باسناده عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر، ومن البر: التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسئ ورحمة الفقير وتعاهد الجار والاقرار بالفضل لاهله، وعدونا أصل كل شر، ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة، فمنهم الكذب والنميمة والبخل والقطيعة وأكل الربا وأكل مال اليتيم بغير حقه وتعدي الحدود التي أمرالله عزوجل وركوب الفواحش ماظهر منها وما بطن من الزنا والسرقة وكل ما وافق ذلك من القبيح، وكذب من قال: إنه معنا وهو متعلق بفرع غيرنا.
- عن محمد بن إسماعيل بن عبدالرحمان الجعفي قال: دخلت أنا وعمي الحصين بن عبدالرحمان على أبي عبدالله فسلم عليه فرد عليه السلام وأدناه، وقال: ابن من هذا معك؟ قال: ابن أخي إسماعيل، قال: رحمه الله وتجاوز عن سيئ عمله كيف مخلفوه؟ قال: قال: نحن جميعا بخير ما أبقى الله لنا مودتكم قال: ياحصين لاتستصغر مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات، فقال: يابن رسول الله ما أستصغرها ولكن أحمدالله عليها.
- عن ابن تغلب قال: قال أبوعبدالله عليه السلام وقد تلاهذه الآية: ( وويل للمشركين * الذين لايؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون ) يا أبان هل ترى الله سبحانه طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يعبدون معه إلها غيره، قال: قلت: فمن هم؟ قال: ويل للمشركين الذين أشركوا بالامام الاول ولم يردوا إلى الآخر ماقال فيه الاول وهم به كافرون.
المصدر: بحار الأنوار