المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بطلان دعاوى خلافة أبي بكر


العلوي الحر
29-09-2011, 03:09 PM
مناظرة
مؤمن الطاق مع بعض الحروريّة بمحضر أبي حنيفة
وسفيان الثوري في الخليفة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

قال المرزباني الخراساني: وقيل: إن مؤمن الطاق (رحمه الله) دخل يوماً مسجد الكوفة وفيه جماعة من المرجئة، منهم: أبو حنيفة وسفيان، ورجل من الحروريّة جيِّد المناظرة فيهم، فلمَّا رآه أبو حنيفة قال للحروري: هذا رأس الشيعة وعالمها، فهل لك في مناظرته؟
فقال: إذا شئت، فنهضا والجماعة، وأتوا إليه وهو قائم يصلّي، فلم يزالوا حتّى فرغ، فسلَّموا عليه، ثمَّ قال له أبو حنيفة: قد أتينا للمناظرة.
فقال: أضللتم دينكم فأنتم تطلبونه، ولولا ذلك لقلَّت مناظرتكم فيه، ولاشتغلتم بالعمل، وإنّما يعمل المتّقون، وقليله ينفع، وإنه لقليل، قال الله: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.
فقال الحروري: كلٌّ يدّعي الذي تدّعي، لكن من إمامك؟
قال: من نصبه الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير.
قال الحروري: ما اسمه؟
قال: بيَّنت.
قال: فهو أبو بكر.
قال أبو جعفر: ذاك المردود يوم سورة براءة، وصاحبي المؤدّي عن الله وعن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أهل مكة.
قال: ذاك أبو بكر.
قال: دعوى أقم عليها بيِّنة.
قال: أنت المدّعي.
قال: كيف أكون أنا المدّعي وأنا المنكر لذلك؟! أنت تقول: هو ذاك، وأنا أقول: هو رجل قد اجتمعت عليه الأمّة، وإنّه صاحب يوم الغدير، فكيف يكون الإجماع دعوى، بل أنت المدّعي أنّه أبو بكر.
قال الحروري: دعنا من هذا.
قال: هذه واحدة لم تخرج منها، والحقُّ بيدي حتى تقيم البيِّنة.
قال الحروري: إن في أبي بكر أربع خصال بان بها من العالم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، استحقَّ بها الإمامة.
قال: ما هي؟
قال: الصدّيق، وصاحبه في الغار، والمتولّي للصلاة، وضجيعه في القبر.
قال: أخبرني عن هذه المناقب بان بها من جميع العالم؟
قال: نعم.
قال: فإنَّ هذه مثالب.
قال: بقولك؟
قال: بل بإقرارك.
قال: فهات إذن.
قال: حتى يحضر من يحكم بيننا.
قالت الجماعة: نحن الحكَّام إذا ظهر الحقُّ.
قال: فالدليل على أنّها مثالب هو أن تدلَّ على من سمَّاه صدّيقاً.
قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال: فما العلّة والمعنى الذي سمِّي به...؟
قال: لأنّه أوَّل المسلمين.
قال: هذا ما لم يقل به أحد، على أنّه أوّل المسلمين، إنّما الإجماع على أن أول المسلمين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأوَّل من آمن، فما تقولون أيُّها الحكام؟
قالوا: أجل، هو كما ذكرت.
قال الحروري: قد زعمتم أنه ما أشرك بالله قط.
قال: ليس اتّباعه للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في وقت من الأوقات ـ وإن لم يكن مشركاً ـ حدثاً يستحقُّ به الإسلام؟
قالت الجماعة: أجل.
فقال الحروري: أنا لا أقبل قول هؤلاء.
قال: فأنا أساعدك، أمَّا ما ذكرت أنّه صدّيق: أليس زعمت أن الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) سمَّياه صدّيقاً، وأنّه ليس له في هذا الاسم مساوىء؟
قال: نعم.
قال للجماعة: اشهدوا عليه، متى وجدنا في أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من اسمه صدّيق سقطت حجّته عنّا.
قالوا: نعم.
قال: هل تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما أقلَّت الغبراء ولا أظلَّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر؟
قال القوم: واحدة، خصمت يا حروريّ.
قال الحروري: أنا لا أعرف هذه الرواية، فظلمه القوم.
قال: يا حروريُّ ! فهل تعرف القرآن؟
قال: نعم.
قال: فيلزمك ما فيه من الحجّة؟
قال: نعم.
قال: فقد شارك صاحبك في هذا الاسم المؤمنون جميعاً، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ}.
قالت الجماعة: خصمت يا حروري.
قال: وأمَّا ما ذكرت من أنّه صاحبه في الغار فما رأيت الصاحب محموداً في القرآن، قال الله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَاب}، وقال: {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُون}، وقال العالم لصاحبه ـ وهما في فضلهما ما هما ـ: {إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْء بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي}.
قال الحروري: ما هذا مثل ذاك.
قال: أجل، إن ذاك نبيٌّ معصوم، وذا حكيم عليم قد علَّمه الله علماً، ولم يعرفه موسى (عليه السلام) ثمَّ عرفه فأقرَّ له موسى، واستيقن أنه ابن عمران، ولكن لعلَّك صاحبك يستحقُّ المثل الأول، وهو قوله: {فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ}.
فقالت الجماعة: أعلنت ـ أبا جعفر ـ بما في نفسك.
قال: ما قلت بأساً، إنّما ذكرت الصحبة فأحببت أن لا يحتَّج بها للذي بيَّن الله في كتابه عن الصاحب.
قال الحروري: هذا صاحبه في الغار، يلقى الأذى ويصبر على الخوف.
قال: هل كان صابراً، وراجياً على ذلك ثواباً.
قال: نعم.
قال: أمَّا السكينة فقد نزلت على غيره، وأمَّا الحزن فقد تعجَّله، والأمر كما قال الله: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لا ينهى عن طاعة، وإنّما ينهى عن معصية، فقد عصى الله في حزنه وهو مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، واكتسب ذنباً، فهذا مما ينبغي لصاحبك أن يستغفر الله منه، ولو كان ثبت في كينونته في الغار لقد كان الله أبان له ذلك فيه، إنما كانت السكينة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)بصريح القول، وبقوله: ( وأيَّده ) فهل تقول بأنه شارك أيضاً؟
قال: نعم.
قال: فهل أبان الله ذلك إذ كانت السكينة وكان المشارك فيها واحد، كما أنزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في جماعة، فخصَّت الرسول وعمَّتهم، حيث قال: {فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، فأبانها له كما أبانها لهؤلاء، وإنما قال الله تعالى: {وَأَيَّدَهُ}.
قال الحروري: قوموا، قد أخرجه عن الإيمان.
قال: أنا لم أخرجه، ولكنَّك أنت أخرجته.
قال: أنت تقول: أنا أخرجته؟
قال: يا حروري ! أخرجته، وهذا كتابنا ينطق.
قالت الجماعة: اثنين يا حروري.
قال أبو جعفر: وأمَّا الصلاة فلعمري إنكم تقولون: ما استتمَّها حتى خرج النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخرجه، وتقدَّم فصلَّى بالناس، فإن كان قدَّمه للصلاة وعددتم ذلك له فضلا، فقد كان خروجه إلى الصلاة وإخراجه من المحراب له نقصاً، ولعمري لقد كان فضلا لو كان هو الذي أمره بالصلاة وتركه على حاله ولم يخرجه منها.
قال الحروري: فلم يخرجه، بل صلَّى بالناس.
قال: فهل كان النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) خلفه أم أمامه؟
قال: بل أمامه، ولكن كان هو المكبِّر خلفه.
قال: فمن كان إمام الناس في تلك الحال؟
قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إمام لأبي بكر وللناس جميعاً.
قال: فإنّما منزلة أبي بكر بمنزلة الصفِّ الأول على سائر الصفوف، مع أن هذه دعوى لم تدعم، ثمَّ ـ أيضاً ـ ما المعنى الذي أوقف أبا بكر في ذلك الموقف؟
قال: يرفع صوته بالتكبير ليسمع الناس.
قال: لا تفعل تقع في صاحبك، وتكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قالت الجماعة: وكيف ذلك؟
قال: لأن الله تعالى يقول: {لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}، نهى أن ترفع الأصوات فوق صوته، وأمره أن يرفع صوته فقد نهى عنه، ووعد من غضَّ صوته مغفرة وأجراً عظيماً، فهل تجيز لصاحبك فعل ذلك؟
قال الحروري: ليس هذا من ذاك، إنّما أوقف أبا بكر ليسمع الناس التكبير.
قال: هذه حدود مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معروفة الطول والعرض، فهل نحتاج إلى مسمع، وأيضاً فإن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في حال ضعفه أقوى من قويِّهم في حال شبابه.
قالت الجماعة: هذه ثلاثة يا حروري.
قال: وأمَّا ما زعمت أنه ضجيعه في قبره فخبِّرني أين قبره؟
قال: في بيته.
قال: لعلّه في بيت عمر.
قال: بل في بيته (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال له: أوليس قد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ}، فهل استأذناه فأذن لهما؟ ثمَّ الخاص والعام يعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سدَّ أبوابهما في حال حياته حتى إن أحدهما قال: اترك لي كوَّة أو خوخة أنظر إليك منها، قال: لا، ولا مثل الإصبع، فأخرجهما وسدَّ أبوابهما، فأقم أنت البيِّنة على أنه أذن لهما.
قال الحروري: ذلك بفرض من الله.
قال له: بأيِّ وصيٍّ أو بأيِّ حجّة؟
قال: بما لا يدفع، وهو ميراث ابنتيهما من البيت.
قال له: قد استحقّا ثمناً من بين تسع حشايا كنَّ لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد ظلمت صاحبك وهو يجحد فاطمة (عليها السلام) ميراثها، وأنت تزعم أن ميراث النساء قد أوجبه لا بنتيهما، وأسقط الكثير من ميراث فاطمة (عليها السلام)، وإن أحببت أجبتك إلى ما ادّعيت من الميراث، فنظرنا هل يصير لا بنتيهما على قدر الحصّة من الحصص التسع فعلنا.
فقال أبو حنيفة والثوري: قم ويلك ! كم تزري عليهما وتلزمهما الحجّة؟ إذا كان هكذا من أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يورِّث، وقد احتمل لك أبو جعفر الحجّة، وطلبت المقاسمة، والله ما يصير لهما قدر ذراعين في البيت.
فالتفت أبو جعفر إلى الجماعة، وقال: قد أبصرتم وسمعتم، مع أنّي لم أذكر أشياء أخر ادّخرتها، ثمَّ التفت إلى الحروري وقال: إذا كنّا نعلم أن حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ميِّت كحرمته وهو حيٌّ، وقد أمر الله أن تغضَّ الأصوات عنده، وأثاب فاعل ذلك ومعتمده، فمن جعل لأبي بكر وعمر أن يضرب بالمعاول عنده ليدفنهما؟
فانقطع، وكأنما أخرس لسانه، فالتفت إليه الجماعة وقالوا: يا أبا جعفر ! أنت الذي لا يقوم لك مناظر، ولا تؤخذ عليك حجّة، وقاموا وعليهم الخزية، وسمَّوه من ذلك الوقت: شيطان الطاق، رضي الله عنه ورحمه.

شيعية بحت
29-09-2011, 10:39 PM
شكــــــــــــــــــــــــــــــــرا جزيلا على المجهود .... كلام واع و سلس

وردة الزهراء
29-09-2011, 11:33 PM
بارك الله بيك اخي..جزاك الله خير الجزاء...

العلوي الحر
30-09-2011, 02:47 AM
شكراً للمرور العطر

الطالب313
01-10-2011, 12:08 AM
موضوع جيد ممنون

العلوي الحر
01-10-2011, 01:41 AM
شكراً أخي العزيز