محمد الشرع
03-10-2011, 03:12 AM
الإهداء:
أُهدي ثواب هذا المجهود المتواضع إلى روح والدي الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم والحاجة فوزية بزي، الذين كان لهما الفضل الأكبر في تأديبي وتعليمي سلوكياً واجتماعياً، وإلى روح الإمام الشهيد الصدر الذي كان له الفضل في تربيتي العلمية والجهادية، أسأله تعالى أنْ يتقبل ذلك بأفضل القبول، فهو ولي التوفيق والقبول.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
وبعد فإنّ الأوراق التالية هي مجموعة من المقالات التي كتبتها في أوقات متباعدة امتدت إلى أكثر من ست سنوات وفي ظروف مختلفة، ولكن بالرغم من ذلك وجدت أنها جاءت متناسقة تستحق أنْ تجمع في كتاب واحد، حيث راجعتها وألفت بينها.
ويأتي اعتزازي واهتمامي بهذه الأوراق انطلاقاً من عدة أُمور:
الأوّل: إنها جاءت حصيلة شعور وتفاعل ميداني وحقيقي مع الأحداث التي شهدتها ساحة العالم الإسلامي، بسبب النهوض الإسلامي والتحدي الكبير الذي واجهته في قضية (الحكم الإسلامي) في النظرية والتطبيق.
الثاني: إن الأفكار- بالرغم من الفاصل الزمني بينها، وكونها أفكاراً تفسر قضية خارجية وعملية- جاءت متطابقة مع التوقعات والتحليل لأسبابها ونتائجها، الأمر الذي يمثل جانباً من المصداقية والواقعية فيها. حيث كانت كتابة الفصل الأول في أوائل انتصار الثورة الإسلامية، وقبل بدأ الحرب الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية، ونشر في بداية هذه الحرب.
وكانت كتابة الفصول الأُخرى في السنوات الأربع الأُولى للحرب
وبفواصل زمنية، ثم انتهت الحرب وتوفي الإمام (قدّس سرّه) وبقي النموذج التطبيقي صادقاً أمام الأحداث والتشكيلات.
الثالث: الشعور بالحاجة الملحّة إلى الكتابة والتعرف على مبادئ وأُصول ومنطلقات الحكم الإسلامي، مع قطع النظر عن الصيغ المختلفة له، وذلك بسبب النهضة الإسلامية العامة والتي تكاد أنْ تشمل جميع أنحاء العالم الإسلامي. وهذه الأوراق تمثل مساهمة في هذا المجال.
الرابع: إنها حصيلة جهد استثنائي تمكنت من خلاله أنْ اقتطع من وقتي، الذي وظفته بكامله للنشاط والعمل الجهادي والسياسي المتشابك، حيث يشعر الإنسان بلذة خاصة في مثل هذه الحالة عندما يرجع إلى ممارسة العمل الفكري والثقافي.
ولذلك أجد نفسي هنا مضطراً للاعتذار من القراء الأعزاء إذا كان في الكتاب شيء من النقص والخلل سواء في الأفكار أم العرض والأداء.
ثم إنّ هذه الأوراق تشتمل على ثلاثة أبواب وخاتمة.
تناول الباب الأوّل موضوع الثورة الإسلامية في إيران باعتباره الحدث التغييري المهم، الذي قام على أساس النموذج المعاصر للحكم الإسلامي، ويشتمل هذا الباب على فصلين. في أُسلوب الثورة ونتائجها، وفي التحديات المعاصرة التي تواجهها كحدث تغييري مهم.
ويتناول الباب الثاني نظرية الحكم الإسلامي التي يدور النقاش بها حول الولاية والشورى وعلاقة كل منها بالآخر، حيث اشتمل الفصل الأوّل منه على استعراض للنظريات الأساسية في هذا الشان ومناقشتها والموقف منها، واشتمل الفصل الثاني على بيان العلاقة بين الشورى في مرحلة التنفيذ.
وأمّا الباب الثالث فقد تناول التطبيق والنموذج المعاصر المتمثل بالجمهورية الإسلامية في إيران في مقدمة وثلاثة فصول، تتناول التصور العام عن دور الحكم وخصائص الحكم الإسلامي مع مقارنة بينها وبين خصائص الجمهورية الإسلامية، والضمانات الدستورية في نظام الجمهورية الإسلامية لتحقيق هذه الخصائص، وكذلك التجربة الواقعية في تطبيق هذه الخصائص، وقد احتاج الكتاب إلى شيء من التفصيل في البحث العلمي، أو الاستطراد في بعض الموضوعات الضرورية، وجدنا أنْ نخصص لها ملاحق تناولناها في الخاتمة.
ولا يفوتني أنْ أتقدم بالعذر للأُخوة القراء الأعزاء من القصور أو التقصير في العرض أو البحث.
أسأل الله سبحانه أنْ يكون هذا الجهد في موضع الرضا والقبول، وأنْ يكون ذخيرة لي في يوم المعاد ونافعاً للإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.
18 / ذي القعدة / 1412
محمد باقر الحكيم
يتبع
أُهدي ثواب هذا المجهود المتواضع إلى روح والدي الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم والحاجة فوزية بزي، الذين كان لهما الفضل الأكبر في تأديبي وتعليمي سلوكياً واجتماعياً، وإلى روح الإمام الشهيد الصدر الذي كان له الفضل في تربيتي العلمية والجهادية، أسأله تعالى أنْ يتقبل ذلك بأفضل القبول، فهو ولي التوفيق والقبول.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
وبعد فإنّ الأوراق التالية هي مجموعة من المقالات التي كتبتها في أوقات متباعدة امتدت إلى أكثر من ست سنوات وفي ظروف مختلفة، ولكن بالرغم من ذلك وجدت أنها جاءت متناسقة تستحق أنْ تجمع في كتاب واحد، حيث راجعتها وألفت بينها.
ويأتي اعتزازي واهتمامي بهذه الأوراق انطلاقاً من عدة أُمور:
الأوّل: إنها جاءت حصيلة شعور وتفاعل ميداني وحقيقي مع الأحداث التي شهدتها ساحة العالم الإسلامي، بسبب النهوض الإسلامي والتحدي الكبير الذي واجهته في قضية (الحكم الإسلامي) في النظرية والتطبيق.
الثاني: إن الأفكار- بالرغم من الفاصل الزمني بينها، وكونها أفكاراً تفسر قضية خارجية وعملية- جاءت متطابقة مع التوقعات والتحليل لأسبابها ونتائجها، الأمر الذي يمثل جانباً من المصداقية والواقعية فيها. حيث كانت كتابة الفصل الأول في أوائل انتصار الثورة الإسلامية، وقبل بدأ الحرب الظالمة ضد الجمهورية الإسلامية، ونشر في بداية هذه الحرب.
وكانت كتابة الفصول الأُخرى في السنوات الأربع الأُولى للحرب
وبفواصل زمنية، ثم انتهت الحرب وتوفي الإمام (قدّس سرّه) وبقي النموذج التطبيقي صادقاً أمام الأحداث والتشكيلات.
الثالث: الشعور بالحاجة الملحّة إلى الكتابة والتعرف على مبادئ وأُصول ومنطلقات الحكم الإسلامي، مع قطع النظر عن الصيغ المختلفة له، وذلك بسبب النهضة الإسلامية العامة والتي تكاد أنْ تشمل جميع أنحاء العالم الإسلامي. وهذه الأوراق تمثل مساهمة في هذا المجال.
الرابع: إنها حصيلة جهد استثنائي تمكنت من خلاله أنْ اقتطع من وقتي، الذي وظفته بكامله للنشاط والعمل الجهادي والسياسي المتشابك، حيث يشعر الإنسان بلذة خاصة في مثل هذه الحالة عندما يرجع إلى ممارسة العمل الفكري والثقافي.
ولذلك أجد نفسي هنا مضطراً للاعتذار من القراء الأعزاء إذا كان في الكتاب شيء من النقص والخلل سواء في الأفكار أم العرض والأداء.
ثم إنّ هذه الأوراق تشتمل على ثلاثة أبواب وخاتمة.
تناول الباب الأوّل موضوع الثورة الإسلامية في إيران باعتباره الحدث التغييري المهم، الذي قام على أساس النموذج المعاصر للحكم الإسلامي، ويشتمل هذا الباب على فصلين. في أُسلوب الثورة ونتائجها، وفي التحديات المعاصرة التي تواجهها كحدث تغييري مهم.
ويتناول الباب الثاني نظرية الحكم الإسلامي التي يدور النقاش بها حول الولاية والشورى وعلاقة كل منها بالآخر، حيث اشتمل الفصل الأوّل منه على استعراض للنظريات الأساسية في هذا الشان ومناقشتها والموقف منها، واشتمل الفصل الثاني على بيان العلاقة بين الشورى في مرحلة التنفيذ.
وأمّا الباب الثالث فقد تناول التطبيق والنموذج المعاصر المتمثل بالجمهورية الإسلامية في إيران في مقدمة وثلاثة فصول، تتناول التصور العام عن دور الحكم وخصائص الحكم الإسلامي مع مقارنة بينها وبين خصائص الجمهورية الإسلامية، والضمانات الدستورية في نظام الجمهورية الإسلامية لتحقيق هذه الخصائص، وكذلك التجربة الواقعية في تطبيق هذه الخصائص، وقد احتاج الكتاب إلى شيء من التفصيل في البحث العلمي، أو الاستطراد في بعض الموضوعات الضرورية، وجدنا أنْ نخصص لها ملاحق تناولناها في الخاتمة.
ولا يفوتني أنْ أتقدم بالعذر للأُخوة القراء الأعزاء من القصور أو التقصير في العرض أو البحث.
أسأل الله سبحانه أنْ يكون هذا الجهد في موضع الرضا والقبول، وأنْ يكون ذخيرة لي في يوم المعاد ونافعاً للإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.
18 / ذي القعدة / 1412
محمد باقر الحكيم
يتبع