المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((الرامزيّة العلميّة للإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام))):إنموذجاً معصوما::


مرتضى علي الحلي
10-10-2011, 02:55 PM
((الرامزيّة العلميّة للإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) إنموذجا معصوما ))
================================== =============

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

كان الإمام علي بن موسى الرضا/ع/ ملاذ العلماء وأهل الفكر والمعرفة بإعتباره إمام الوقت شرعا مما يقتضي ذلك أن يكون أعلم أهل زمانه وأفضلهم .
وبحكم إمامته الدينية تمكن /ع/ من محاورة أهل الفلسفة والكلام من الجانب الآخر وإستطاع أن يواجه حركة الزندقة والإلحاد في وقته
وأرشد أهل الفقه والتشريع الى الصواب والحق وثبت قواعد العقيدة الإسلامية وشريعتها الحقة.
حتى أنّ علماء عصره/ع/ من فقهاء وحكماء ومتصوفة ومتكلمين من المسلمين ومن الملاحدة إعترفوا بأعلميته المطلقة في وقته /ع/ وقوة حجته وقدرة بيانه ورده على خصوم الإسلام وخاصة في مجالس المناظرة والإفتاء والحوار والمحاججة.
ولذا أنّ محمداً بن عيسى اليقطيني قال:
(لما أختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا/ع/ جمعتُ من مسائله مما سُئِل عنه/ع/ وأجاب خمس عشرة ألف مسألة))
إنظر/الغيبة/الطوسي/ص48.
ومعلوم أنّ علوم الإمام علي بن موسى الرضا/ع/ ومعارفه لهي ميراث النبوة المحمدية والإمامة العلوية الحقة وهِبَةٌ من الله تعالى تتكشف بها المعارف وتستبين بها الحقائق وتتضح له العلوم.
وفي هذا المجال قال /ع/ عن نفسه وعن أهل بيت العصمة والطهارة:


((إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة ))
إنظر/الكافي /الكليني:ج1/ص320.


أي الوراثة فينا تكون في كل شيء عنا
صغيره وكبيره إمامة كانت(أي بالنص) أم غيرها

ومعنى القُذة بالقذة هو مثلٌ يُضرب للتساوي بين الشيئين وجوديا وعدم التفاوت بينهما بالمقدار
والقُذة بضم القاف معناها لغويا هو ريش السهم:

وقال أبو الصلت الهروي :: (أحد أصحاب الرضا/ع/)
((ولقد حدثني محمد بن اسحاق بن موسى بن جعفر عن ابيه موسى بن جعفر الكاظم/ع/ كان يقول لبنيه: هذا أخوكم علي بن موسى عالمُ آل محمد/ص/ فسلوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم))
إنظر/إعلام الورى بأعلام الورى /الطبرسي/ج2/ص64.

وعن أبي الصلت الهروي قال :
(( كان الرضا عليه السلام يكلم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة ، وقلتُ له يوما : يا ابن رسول الله إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها ؟
فقال :/ع/
( يا أبا الصلت ، أنا حجة الله على خلقه ، وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أوما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام : أوتينا فصل الخطاب ؟ فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات)
/نفس المصدرأعلاه/ج2/ص71.


وعن أبي الصلت عبد السلام الهروي قال:
((ما رأيتُ أعلم من علي بن موسى الرضا/ع/ ولا رآه عالمٌ إلاّ شهد له بمثل شهادتي ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغَلبَهم/ع/ عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد إلاّ أقرّ له/ع/ بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور
ولقد سمعته يقول/ع/ كنتُ أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون فإذا أعيى الواحد منهم عن مسألة أشاروا إليّ بأجمعهم وبعثوا إليّ المسائل فأجبتُ عنها))
إنظر/أعيان الشيعة/السيد محسن الأمين/ج1/ص101./


ونقل المؤرخون والرواة أن الإمام الرضا ( عليه السلام ) الف مجموعة من الكتب كان بعضها بطلب من المأمون ، وقد خاض في بعضها في بيان أحكام الشريعة ، ومهمات مسائل الفقه ، كما دون في بعضها ما أثر عن جده الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) من الأحاديث ، وقد سمي هذا بمسند الإمام الرضا ( ع )

ومن بين مؤلفاته الرسالة الذهبية في الطب ذكر فيها الإمام ( عليه السلام )

ما يصلح بدن الانسان ومزاجه ، وما يفسده ، وهي من أمهات الكتب الموجزة في هذا الفن . . . ومنها أيضا:

1 - رسالته في جوامع الشريعة :
حيث أوعز المأمون إلى وزيره الفضل بن سهل أن يتشرف بمقابلة الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ويقول له :

إني أحب أن تجمع لي من الحلال والحرام والفرائض والسنن ، فإنك حجة الله على خلقه ، ومعدن العلم ، وأجاب الامام /ع/
طلب المأمون ، وأمر بدواة وقرطاس فأحضرتا له ، وأمر الفضل أن يكتب فأملى عليه بعد البسملة هذه الرسالة الجامعة لغرر أحكام الشريعة

وفيما يلي نصها :
(( حسبنا شهادة أن لا إله إلا الله ، أحدا ، صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، قيوما ، سميعا ، بصيرا ، قويا ، قائما ، باقيا ، نورا ، عالما لا يجهل ، قادرا لا يعجز ، غنيا لا يحتاج ، عدلا لا يجور خلق كل شئ ، ليس كمثله شئ ، لا شبه له ، ولا ضد ، ولا ند ، ولا كفو . . ان محمدا عبده ورسوله ، وأمينه وصفوته من خلقه ، سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وأفضل العالمين ، لا نبي بعده ، ولا تبديل لمثله ، ولا تغيير ،
وأن جميع ما جاء به محمد ( صلى الله عليه وآله ) انه هو الحق المبين ، نصدق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه ، ونصدق بكتابه الصادق ، ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) وانه كتابه المهيمن على الكتب كلها ، وانه حق من فاتحته إلى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه ، وخاصه وعامه ، ووعده ووعيده ، وناسخه ومنسوخه ، وأخباره لا يقدر واحد من المخلوقين أن يأتي ؟ ؟ بمثله ،
وان الدليل والحجة من بعده أمير المؤمنين والقائم بأمور المسلمين ، والناطق عن القرآن ، والعالم بأحكامه أخوه ، وخليفته ووصيه ، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ، يعسوب المؤمنين ، وأفضل الوصيين بعد النبيين ،

وبعده الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، واحدا بعد واحد إلى يومنا هذا ، عترة الرسول ، وأعلمهم بالكتاب والسنة ، وأعدلهم بالقضية وأولاهم بالإمامة في كل عصر وزمان ، وانهم العروة الوثقى ، وأئمة الهدى
والحجة على أهل الدنيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وهو خير الوارثين ، وان كل من خالفهم ضال مضل ، تارك للحق والهدى وانهم المعبرون عن القرآن
الناطقون عن الرسول بالبيان من مات لا يعرفهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية وان من دينهم الورع والعفة ، والصدق والصلاح ، والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر ، وطول السجود والقيام بالليل واجتناب المحارم ، وانتظار الفرج بالصبر ، وحسن الصحبة ، وحسن الجوار ، وبذل المعروف ، وكف الأذى ، وبسط الوجه والنصيحة والرحمة للمؤمنين))

إنظر/تحف العقول/ابن شعبة الحراني/ص415.

وفي رسالة الإمام الرضا /ع/هذه في جوامع العقيدة والشريعة تنصيص صريح على أنّ الإمامة الحقة منحصرة بالأئمة الإثني عشر المعصومين/ع/واحدا تلو الآخر وذلك في قوله/ع/:
(وبعده الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، واحدا بعد واحد إلى يومنا هذا ، عترة الرسول ، وأعلمهم بالكتاب والسنة ، وأعدلهم بالقضية وأولاهم بالإمامة في كل عصر وزمان ، وانهم العروة الوثقى ، وأئمة الهدى


والحجة على أهل الدنيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وهو خير الوارثين ، وان كل من خالفهم ضال مضل ، تارك للحق والهدى وانهم المعبرون عن القرآن
الناطقون عن الرسول بالبيان من مات لا يعرفهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية)


ولذاتعرض عليه السلام كثيرا لتركيز حقيقة نصب الإمام المعصوم/ع/ من قبل الله تعالى والنص عليه على لسان رسول الله محمد/ص/

حتى لايشتبه الحق بالباطل .
فمعرفة إمام الوقت في كل زمان هو أمرٌ ضروري في عقيدة الإسلام الحقة وخصوصا ما نعتقده نحن الإمامية بإمامة المعصومين/ع/
وبأسمائهم فردا فردا ولذا جاء قول الإمام الرضا/ع/:
((من مات لا يعرفهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم مات ميتة جاهلية))
تأكيدا منه على خطورة الأمر.
وهوعليه السلام قد فصّل اسماء الأئمة المعصومين/ع/بدءً من علي/ع/ والى الإمام المهدي/ع/
وأقام الأدلة على ذلك.
وبخصوص الإمام المهدي/ع/قال/ع/:
حينما سأله ابو الريان بن الصلت؟
قائلا له/ع/ :أنتَ صاحب الأمر؟
فقال : أنا صاحب الأمر (أي في وقته/ع/) ولكني لستُ بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا ، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني
ولكن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان قوي في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها
ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ،(إشارة الى إمكانية تحقق الكرامات على يديه وجوديا بحسب الحاجة في وقته/ع/)
يكون معه عصا موسى ، وخاتم سليمان ( عليه السلام ) ذاك الرابع من ولدي ، يُغيّبه الله في ستره ما شاء الله ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
إنظر/كمال الدين وتمام النعمة/الصدوق/ص376.



مرتضى علي الحلي /النجف الأشرف.

حبيبة الحسين
10-10-2011, 08:40 PM
مشكور اخي الغالي لهذا المجهود القيم
جعله الله في ميزان حسناتك
بارك الله بك

ghada
12-10-2011, 10:03 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم على هذا الطرح القيم
بارك الله فيك ووفقك لكل خير
لك مني كل التحايا

مرتضى علي الحلي
20-10-2011, 08:58 AM
تقديري لمروركم الكريم وشكرا لكم