هدوء اليل
15-10-2011, 07:15 PM
في النجف الأشرف ثانيا :
عاد سماحة السيد السيستاني الى النجف الأشرف ثانيا في أوائل عام (1381ه) وفارق بين مجيئه اليها اولا وبين هذا المجيء فحين قصدها بداية كان تلميذا لأعلامها لكنة في دخولها الثاني كان معلما لتلاميذها حتى أستقر به الأمر مرجعا للأمة .
ففي العام نفسه الذي عاد به شرع بتدريس االبحث الفقهي خارجا في ضوء مكاسب الشيخ الاعظم الانصاري قدس سره وأعقبه بشرح العروة الوثقى للسيد اليزدي قدس سره فأتم منها شرح كتاب الطهارة وأكثر كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس وبدأ عام (1418ه) بشرح كتاب الأعتكاف بعد أن أتم شرح كتاب الصوم وبقي متواصلا بشرح كتاب الزكاة حتى شعبان (1423ه) هذا في الفقة .
وأما بحثة الأصولي أبتدأ بتدريسة عام (1384ه) للدورة الاولى منه في شهر شعبان , حتى شعبان (1411ه) حيث أكمل فيه دورتة الثالثة وقد سجل غير واحد من تلامذته محاضراته الفقهية والاصولية في تقريرات .
لقد كان درس سماحة السيد (دام ظله) من أبرز تلامذة السيد الخوئي الذين تصدوا للتدريس في الحوزة العلمية ـ على مستوى البحث الخارج ـ كالسيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الروحاني والشيخ علي الغروي ولكن تبقى الصدارة في التدريس حينذاك لأستاذهم السيد أبي القاسم الخوئي قدس سره .
منهجه في البحث و التدريس :
لكل أستاذ وباحث المنهجية التي يسير عليها للوصول الى النتائج المتوخاى من البحث ؟ وقد يكون المنهج المتبع ماكان سائدا ومتعارفا عند الأخرين , وقد يكون متميزا من المناهج الأخرى ,
وسماحة السيد له مميزات خاصة ومعالم واضحة في بحثة وتدريسة تتجلى تلك الخصائص بما يلي :
أولا : منهجه الأصولي :
1. محاولة الوصول الى واقع الأراء المطروحة في السألبة وذلك عن طريق بحث جذور المسألة وتأريخ البحث فيها فقد تكون كلامية عقائدية أو سياسية ـ كمسألة أختلاف الأحاديث والروايات التي يعقد الأصوليون لحلها مبحث ( التعادل والتراجيح) فدراسة الظروف التي أحاطت بالأئمة (عليهم السلام) لمعرفة كونهم حيث التحدث كونه في مقام تقية أو غير ذلك . فتكشف زوايا المسألة يوصل الى واقع الأراء المطروحة فيها .
2. توظيف الثقافات المعاصرة والفلسفات الحديثة للاسعانة على تحليل المطالب العلمية الحوزوية كما في بحث ( المعنى الحرفي) والفارق بينه وبين المعنى الاسمي وهل هو فارق ذاتي أم لحاظي؟.
فأختار أتجاه صاحب الكفاية في كون الفارق لحاظيا بناء على نظرية التكثر الادراكي في فعالية الذهن البشري وخلاقيته وهي نظرية فلسفية حديثة فالذهن تارة يتصور المعنى بصورة مستقلة وواضحة عنه ب (الاسم) وتارة اخرى يلحظه منكمشا ومنقبضا فيعبر عنه ب (الحرف) .
وفي النزاع الواقع في دخول أسم الزمان في المشتقات وعدمه حيث حلل الزمان تحليلا جديدا بنظرة فلسفية حديثة عند الغرب . تقول بأنتزاع الزمان من المكان بلحاظ تعاقب النور والظلام . وكذلك في البحث عن مادة الامر وصيغته وفي بحث التجزيء فقد طرح نظرية بعض علماء الاجتماع من ان تقسيم الطلب لأمر والتماس وسؤال نتيجة تدخل صفة الطالب في حقيقة طلبه من كونه عاليا او مساويا أو سافلا وهكذا جعل ضابط استحقاق العقوبة عنوان تمرد العبد زطغيانه على المولى . وأن ذلك مبني على التقسيم الطبقي للمجتمعات البشرية القديمة من وجود موال وعبيد ىوعال وسافل وما أسبه ذلك فهذه النظرية تتحدث بلغة الطبقية ورواسب الثقافات السابقة لابلغة القانون المبنية على المصالح الانسانية العامة .
03 اعطاء كل بحث ما يستحق من الجهد فالبحوث التي لا ثمرة عملية فيها لايستغرق في بحثها
ولا يسهب لعدم انتاجها ماينفع في الاستنباط بخلاف االبحوث المثمرة التي تقع في طريق
استنباط الحكم الشرعي حيث تراه يبذل الجهد الشاق لصياغة مبنى علمي رصين كما في
مباحث الاصول العملية والتعادل والتراجيح والعام والخاص .
04 عدم وقوفه اثناء التدريس على العبائر العلمية شارحا لها ومعلقا عليها ومركزا على جماليات
البحث دون جوهره بل يمس أعماق البحث ويرى رأيه فيه مجددا مايدعو الى التجديد ومبدعا
حيث للابداع مكان وماذلك الا لرسوخ ملكة الاجتهاد عنده واحاطته بالمطالب العلمية .
05 الفهم الخاص للقواعد الفقهية والاصولية كالبحث في قاعدة التزاحم التي يطرحها الفقهاء
والمجتهدون وهل هي قاعدة عقلية أم عقلائية فيدخلها سماحة السيد تحت قاعدة الاضطرار التي
هي قاعدة شرعية أشاري اليها النصوص كقوله عليه السلام (مامن شيء حرمه الله الا وقد أحله
لمن أضطر اليه) .أن مؤدى قاعدة التزاحم بضميمة فهم الجعل التطبيقي .
أما قاعدة (لاتعاد) فيرى سماحة السيد عدم أختصاصها بالصلاة فقط ــ كما صنع الفقهاء ـ بل
تتسع لغب\يرها من الواجبات لفهمه النص الوارد فيها ـ وأن كان صدره مختصا بالصلاة ـ الا أن
ذيل النص يقول :(ولا تنقض السنة الفريضة) فيصلح أن يكون كبرى مناطها تقديم الفريضة على
السنة , والصلاة أحدى صغريات هذه المسألة كما في غيرها من تقديم الوقت والقبلة . . الخ على
غيرها من أجزاء الصلاة وشرائطها لأن الوقت والقبلة من الفرائض لا السنن .
06 استناط النص دلاليا من خلال فهم الاجواء والظروف الاجتماعية التي اكتنفته وعدم الوقوف على
المعنى الظاهر من الحروف والالفاظ فقط .
مثال ذلك : ما ورد من النهي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم عن أكل الحمر الاهليه يوم خيبر
حيث كانت الحاجة الى الحمير لنقل السلاح والمؤنة لان المسلمين في حالة حرب فاذا
أكلت بعد ذبحها نقل العدة والقوة لواجهة العدو فبهذا الفهم الموضوعي للمسألة يمكن
الخروج بالحكم بعدم الحرمة أو الكراهية في لحمها .
وأما من يفهم النص حرفيا فقد يحكم بالحرمة أو لا أقل بالكراهة وسماحة السيد من
الصنف الذي يدرس الظرف الاجتماعي الذي أقتضى صدور النص .
07 العناية الكبيرة بكلام العرب حيث يركز سماحته على ضرورة متابعة كلام العرب
والتعرف على أشعارهم وأدابهم ومجازاتهم وذلك للاستفادة منها في الاستظهار من
النصوص الواردة عنهم عليهم السلام فلا يكون الفقيه فقيها مالم يحط بكلام العرب
وبلاغتهم .
08 النظرة المتميزة في التعاطي مع روايات أهل البيت عليهم السلام والتعرف على أحوال
الرواة لها لان علم الرجال ضروري للمجتهد لتحصسل الوثوق الموضوعي التام
بصلاحية المدرك .
ولسماحة السيد في هذا المجال أراء يخالف فيها المشهور كما أشتهر من عدم الاعتماد
على ابن الغضائري اما لعدم ثبوت نسبة الكتاب له وان كلامه هو المعتمد في الجرح
والتعديل أكثر من كلام الشيخ الطوسي والنجاشي وأمثالهما .
ويرى كذلك الاعتماد على الطبقات في تعيين الراوي وتوثيقه ومعرفة كون الحديث
مرسلا أ مستندا على ما قرره السيد البروجردي قدس سره.
ويرى سماحته أيضا ضرورة الالمام بالكتب الديثية والتعرف على أحوال مؤلفيها
وأختلاف نسخها والتعرف على مناهج تأليفها ومايشاع من أن الصدوق ناقلا أمينا لما
وجده من الكتب الحاضرة عنده أعتمادا على قرائن يستند اليها .
فهذه الجهات الخبرية قد لا يعتمد عليها كثير من الفقهاء للأكتفاء عند بعضهم بالفهم
الحرفي للنص دون الاعتماد على القرائن الحافة بالنص أو الكتاب الذي ألف أو منهج
المؤلف وأتجاهه. وهذا يعد نقصا في أدوات فن الاستنباط .
الا أننا نلتمس الابداع في هذه المنهجية عند سماحة السيد وكذلك السيد الشهيد محمد
باقر الصدر قدس سره فيحاول كل منهما الابداع والتجديد مثلا في صياغة المطالب صيلغة
تتناسب مع حاجة البحث اليها .
كما صنع سماحة السيد في بحث استعمال اللفظ في أكثر من معنى حيث بحثة الاصولي من
جهة الامكان وعدم الامكان كبحث عقلي فلسفي
لا ثمرة عملية فيه لكن سماحته بحثه من جهة الوقوع فذكر له الشواهد من كلام العرب
شعرا ونثرا والوقوع كما يقولون خير دليل على الامكان .
ومثال أخر : في مبحث التعادل والتراجيح حيث رأى أن سر البحث فيها كامن في
معرفة اختلاف الاحاديث والبحث في أسباب ذلك الاختلاف وقد خرج بقواعد مهمة من
هذا الباب أستفادها من النصوص التأريخية والحديثية التي حشدها كشواهد على ذلك
وقام بتطبيق تلك القواعد في دروسه الفقهية أيضا .
09 المقارنة بين المدارس الاصولية المختلفة :
حيث نجد أن سماحة السيد لا يقتصر على ذكر مدرسة خاصة أو أتجاه خاص كما صنع كثير من الأساتذه بل يقارن بين فكر مدرسة مشهد وفكر مدرسة قم وفكر مدرسة النجف فهو يذكر أراء الميرزا مهدي الاصفهاني قدس سره عن مدرسة مشهد وأراء السيد البروجردي قدس سره عن مدرسة قم وأراء المحققين الثلاثة والسيد الخوئي والشيخ حسين الحلي (قدست أسرارهم) كمثال لمدرسة النجف وتعدد الأراء والأفكار يثري البحث العلمي ويوسع زواياه من أجل تكوين رؤية واضحة لواقع المسألة .
عاد سماحة السيد السيستاني الى النجف الأشرف ثانيا في أوائل عام (1381ه) وفارق بين مجيئه اليها اولا وبين هذا المجيء فحين قصدها بداية كان تلميذا لأعلامها لكنة في دخولها الثاني كان معلما لتلاميذها حتى أستقر به الأمر مرجعا للأمة .
ففي العام نفسه الذي عاد به شرع بتدريس االبحث الفقهي خارجا في ضوء مكاسب الشيخ الاعظم الانصاري قدس سره وأعقبه بشرح العروة الوثقى للسيد اليزدي قدس سره فأتم منها شرح كتاب الطهارة وأكثر كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس وبدأ عام (1418ه) بشرح كتاب الأعتكاف بعد أن أتم شرح كتاب الصوم وبقي متواصلا بشرح كتاب الزكاة حتى شعبان (1423ه) هذا في الفقة .
وأما بحثة الأصولي أبتدأ بتدريسة عام (1384ه) للدورة الاولى منه في شهر شعبان , حتى شعبان (1411ه) حيث أكمل فيه دورتة الثالثة وقد سجل غير واحد من تلامذته محاضراته الفقهية والاصولية في تقريرات .
لقد كان درس سماحة السيد (دام ظله) من أبرز تلامذة السيد الخوئي الذين تصدوا للتدريس في الحوزة العلمية ـ على مستوى البحث الخارج ـ كالسيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الروحاني والشيخ علي الغروي ولكن تبقى الصدارة في التدريس حينذاك لأستاذهم السيد أبي القاسم الخوئي قدس سره .
منهجه في البحث و التدريس :
لكل أستاذ وباحث المنهجية التي يسير عليها للوصول الى النتائج المتوخاى من البحث ؟ وقد يكون المنهج المتبع ماكان سائدا ومتعارفا عند الأخرين , وقد يكون متميزا من المناهج الأخرى ,
وسماحة السيد له مميزات خاصة ومعالم واضحة في بحثة وتدريسة تتجلى تلك الخصائص بما يلي :
أولا : منهجه الأصولي :
1. محاولة الوصول الى واقع الأراء المطروحة في السألبة وذلك عن طريق بحث جذور المسألة وتأريخ البحث فيها فقد تكون كلامية عقائدية أو سياسية ـ كمسألة أختلاف الأحاديث والروايات التي يعقد الأصوليون لحلها مبحث ( التعادل والتراجيح) فدراسة الظروف التي أحاطت بالأئمة (عليهم السلام) لمعرفة كونهم حيث التحدث كونه في مقام تقية أو غير ذلك . فتكشف زوايا المسألة يوصل الى واقع الأراء المطروحة فيها .
2. توظيف الثقافات المعاصرة والفلسفات الحديثة للاسعانة على تحليل المطالب العلمية الحوزوية كما في بحث ( المعنى الحرفي) والفارق بينه وبين المعنى الاسمي وهل هو فارق ذاتي أم لحاظي؟.
فأختار أتجاه صاحب الكفاية في كون الفارق لحاظيا بناء على نظرية التكثر الادراكي في فعالية الذهن البشري وخلاقيته وهي نظرية فلسفية حديثة فالذهن تارة يتصور المعنى بصورة مستقلة وواضحة عنه ب (الاسم) وتارة اخرى يلحظه منكمشا ومنقبضا فيعبر عنه ب (الحرف) .
وفي النزاع الواقع في دخول أسم الزمان في المشتقات وعدمه حيث حلل الزمان تحليلا جديدا بنظرة فلسفية حديثة عند الغرب . تقول بأنتزاع الزمان من المكان بلحاظ تعاقب النور والظلام . وكذلك في البحث عن مادة الامر وصيغته وفي بحث التجزيء فقد طرح نظرية بعض علماء الاجتماع من ان تقسيم الطلب لأمر والتماس وسؤال نتيجة تدخل صفة الطالب في حقيقة طلبه من كونه عاليا او مساويا أو سافلا وهكذا جعل ضابط استحقاق العقوبة عنوان تمرد العبد زطغيانه على المولى . وأن ذلك مبني على التقسيم الطبقي للمجتمعات البشرية القديمة من وجود موال وعبيد ىوعال وسافل وما أسبه ذلك فهذه النظرية تتحدث بلغة الطبقية ورواسب الثقافات السابقة لابلغة القانون المبنية على المصالح الانسانية العامة .
03 اعطاء كل بحث ما يستحق من الجهد فالبحوث التي لا ثمرة عملية فيها لايستغرق في بحثها
ولا يسهب لعدم انتاجها ماينفع في الاستنباط بخلاف االبحوث المثمرة التي تقع في طريق
استنباط الحكم الشرعي حيث تراه يبذل الجهد الشاق لصياغة مبنى علمي رصين كما في
مباحث الاصول العملية والتعادل والتراجيح والعام والخاص .
04 عدم وقوفه اثناء التدريس على العبائر العلمية شارحا لها ومعلقا عليها ومركزا على جماليات
البحث دون جوهره بل يمس أعماق البحث ويرى رأيه فيه مجددا مايدعو الى التجديد ومبدعا
حيث للابداع مكان وماذلك الا لرسوخ ملكة الاجتهاد عنده واحاطته بالمطالب العلمية .
05 الفهم الخاص للقواعد الفقهية والاصولية كالبحث في قاعدة التزاحم التي يطرحها الفقهاء
والمجتهدون وهل هي قاعدة عقلية أم عقلائية فيدخلها سماحة السيد تحت قاعدة الاضطرار التي
هي قاعدة شرعية أشاري اليها النصوص كقوله عليه السلام (مامن شيء حرمه الله الا وقد أحله
لمن أضطر اليه) .أن مؤدى قاعدة التزاحم بضميمة فهم الجعل التطبيقي .
أما قاعدة (لاتعاد) فيرى سماحة السيد عدم أختصاصها بالصلاة فقط ــ كما صنع الفقهاء ـ بل
تتسع لغب\يرها من الواجبات لفهمه النص الوارد فيها ـ وأن كان صدره مختصا بالصلاة ـ الا أن
ذيل النص يقول :(ولا تنقض السنة الفريضة) فيصلح أن يكون كبرى مناطها تقديم الفريضة على
السنة , والصلاة أحدى صغريات هذه المسألة كما في غيرها من تقديم الوقت والقبلة . . الخ على
غيرها من أجزاء الصلاة وشرائطها لأن الوقت والقبلة من الفرائض لا السنن .
06 استناط النص دلاليا من خلال فهم الاجواء والظروف الاجتماعية التي اكتنفته وعدم الوقوف على
المعنى الظاهر من الحروف والالفاظ فقط .
مثال ذلك : ما ورد من النهي عن النبي صلى الله عليه واله وسلم عن أكل الحمر الاهليه يوم خيبر
حيث كانت الحاجة الى الحمير لنقل السلاح والمؤنة لان المسلمين في حالة حرب فاذا
أكلت بعد ذبحها نقل العدة والقوة لواجهة العدو فبهذا الفهم الموضوعي للمسألة يمكن
الخروج بالحكم بعدم الحرمة أو الكراهية في لحمها .
وأما من يفهم النص حرفيا فقد يحكم بالحرمة أو لا أقل بالكراهة وسماحة السيد من
الصنف الذي يدرس الظرف الاجتماعي الذي أقتضى صدور النص .
07 العناية الكبيرة بكلام العرب حيث يركز سماحته على ضرورة متابعة كلام العرب
والتعرف على أشعارهم وأدابهم ومجازاتهم وذلك للاستفادة منها في الاستظهار من
النصوص الواردة عنهم عليهم السلام فلا يكون الفقيه فقيها مالم يحط بكلام العرب
وبلاغتهم .
08 النظرة المتميزة في التعاطي مع روايات أهل البيت عليهم السلام والتعرف على أحوال
الرواة لها لان علم الرجال ضروري للمجتهد لتحصسل الوثوق الموضوعي التام
بصلاحية المدرك .
ولسماحة السيد في هذا المجال أراء يخالف فيها المشهور كما أشتهر من عدم الاعتماد
على ابن الغضائري اما لعدم ثبوت نسبة الكتاب له وان كلامه هو المعتمد في الجرح
والتعديل أكثر من كلام الشيخ الطوسي والنجاشي وأمثالهما .
ويرى كذلك الاعتماد على الطبقات في تعيين الراوي وتوثيقه ومعرفة كون الحديث
مرسلا أ مستندا على ما قرره السيد البروجردي قدس سره.
ويرى سماحته أيضا ضرورة الالمام بالكتب الديثية والتعرف على أحوال مؤلفيها
وأختلاف نسخها والتعرف على مناهج تأليفها ومايشاع من أن الصدوق ناقلا أمينا لما
وجده من الكتب الحاضرة عنده أعتمادا على قرائن يستند اليها .
فهذه الجهات الخبرية قد لا يعتمد عليها كثير من الفقهاء للأكتفاء عند بعضهم بالفهم
الحرفي للنص دون الاعتماد على القرائن الحافة بالنص أو الكتاب الذي ألف أو منهج
المؤلف وأتجاهه. وهذا يعد نقصا في أدوات فن الاستنباط .
الا أننا نلتمس الابداع في هذه المنهجية عند سماحة السيد وكذلك السيد الشهيد محمد
باقر الصدر قدس سره فيحاول كل منهما الابداع والتجديد مثلا في صياغة المطالب صيلغة
تتناسب مع حاجة البحث اليها .
كما صنع سماحة السيد في بحث استعمال اللفظ في أكثر من معنى حيث بحثة الاصولي من
جهة الامكان وعدم الامكان كبحث عقلي فلسفي
لا ثمرة عملية فيه لكن سماحته بحثه من جهة الوقوع فذكر له الشواهد من كلام العرب
شعرا ونثرا والوقوع كما يقولون خير دليل على الامكان .
ومثال أخر : في مبحث التعادل والتراجيح حيث رأى أن سر البحث فيها كامن في
معرفة اختلاف الاحاديث والبحث في أسباب ذلك الاختلاف وقد خرج بقواعد مهمة من
هذا الباب أستفادها من النصوص التأريخية والحديثية التي حشدها كشواهد على ذلك
وقام بتطبيق تلك القواعد في دروسه الفقهية أيضا .
09 المقارنة بين المدارس الاصولية المختلفة :
حيث نجد أن سماحة السيد لا يقتصر على ذكر مدرسة خاصة أو أتجاه خاص كما صنع كثير من الأساتذه بل يقارن بين فكر مدرسة مشهد وفكر مدرسة قم وفكر مدرسة النجف فهو يذكر أراء الميرزا مهدي الاصفهاني قدس سره عن مدرسة مشهد وأراء السيد البروجردي قدس سره عن مدرسة قم وأراء المحققين الثلاثة والسيد الخوئي والشيخ حسين الحلي (قدست أسرارهم) كمثال لمدرسة النجف وتعدد الأراء والأفكار يثري البحث العلمي ويوسع زواياه من أجل تكوين رؤية واضحة لواقع المسألة .