رضا البطاوى
15-10-2011, 11:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الجن فى الإسلام
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب الجن فى الإسلام .
أصل الجن :
الجن نوع من أنواع الخلق يعيشون فى أمم أى جماعات مثلهم مثل الناس بدليل قوله تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم "وكلمة الجن تطلق فى القرآن على شيئين :
1-نوع الجن وهو موضوع دراستنا .
2-الشهوات وقد جاء ذكر الجن بمعنى شهوات النفس أى الأهواء الضالة أى قرناء السوء بقوله بسورة سبأ "بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون "فالكفار يعبدون الجن وهم أهواء أنفسهم مصداق لقوله تعالى بسورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "وأصل الجن أى أبوهم اسمه الجان مصداق لقوله تعالى بسورة الحجر "والجان خلقناه من قبل من نار السموم "وقد تم خلقه قبل خلق أدم (ص)لقوله "من قبل "والمدة القبلية مجهولة لا يعلمها إلا الله وقد خلق الله للجان زوجة من نفسه لأن كل الأنواع أيا كانت مكونة من زوجين أى ذكر وأنثى مصداق لقوله بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "ويشترك الجن مع الإنس فى خاصية واحدة دون بقية الأنواع وهى حمل أمانة الإختيار بين إتباع الإسلام وهو عبادة الله وبين الكفر وهو ترك عبادة الله وقد خلقهم الله لعبادته وأعطاهم الحرية فى عدم عبادته وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
مم خلق الجن ؟
خلق الله الجان أبو الجن من نار السموم وهى مارج من نار وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "والجان خلقناه من قبل من نار السموم "وقال بسورة الرحمن "وخلق الجان من مارج من نار "ومعظم البشر يعتقد أن النار المذكورة فى الآيات هى اللهب المتأجج وهو اعتقاد خاطىء فالنار هى الوقود أى خشب الأشجار وأوراقها الجافة مصداق لقوله تعالى بسورة يس "الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون "والمعنى الذى خلق لكم من النبات الأخضر وقودا فإذا أنتم منه تشعلون ومصداق لقوله بسورة الواقعة "أفرأيتم النار التى تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون "فالنار هى الشجرة أى الوقود وهو الخشب وكل ما يجف من الشجرة ومن ثم فالجن خلقوا من الوقود وهو التراب المتخلف عن حرق خشب الأشجار .
انقسام الجن :
تنقسم الجن لنوعين :
1-المسلمون وهم عباد الله الصالحين المخلصين 2- القاسطون وهم الكافرون أى شياطين الجن وقد جاء التقسيم بقوله بسورة الجن "وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون "و"وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك "وقوله بسورة الصافات"ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين "وقوله بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن " .
الملائكة من الجن :
إن الملائكة فصيل من الجن اختارهم الله منهم لأداء مهام معينة كلفهم بها والأدلة على هذا هى :
-أن الله جعل إبليس من الملائكة فقال بسورة البقرة "وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس "فهنا إبليس أحد الملائكة وفى نفس الوقت جنى لقوله بسورة الكهف "إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ".
-أن الملائكة اعترضت ورفضت خلق أدم (ص)عندما أخبرهم الله أنه سيخلقه ومن المعروف أن المسير لا يملك حق الإعتراض والرفض وفى اعتراضهم قال تعالى بسورة البقرة "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء "والمسير لا يقدر على المن على خالقه كما فعلت الملائكة بقوله له "ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك "ومن ثم فهم مخيرون ولا يوجد مخير سوى الإنس والجن ومن ثم لابد أن يكونوا من الجن لأنهم ليسوا من الإنس.
-أن الله جعل على الرسل (ص)ومنهم بعض الملائكة رصدا وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "الله يصطفى من الملائكة رسلا"والرصد هو الرقيب المسجل للعمل وفيه قال تعالى بسورة الجن "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا "وقال بآية سورة الحج "ومن الناس إن الله سميع بصير يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم "والمسير لا يتم رصده وأما المخير فيرصد لأنه قد يفعل ما حرمه الله عليه .
وقد وكل الله للملائكة وكلهم رسل لله - مصداق لقوله بسورة فاطر "جاعل الملائكة رسلا" -وظائف عدة ذكر فى القرآن منها التالى :
- النزول بالوحى واختص به الله جبريل(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ".
- الوفاة وهى إماتة الخلق واختص الله بها ملك الموت فقال بسورة السجدة "قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ".
- نصر المؤمنين فى حروبهم ضد الكفار ومن الآيات الدالة على هذا قوله بسورة الأنفال "إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين أمنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب ".
- تعذيب الكفار ويختص به 19 ملاكا هم خزنة النار وفى هذا قال تعالى بسورة المدثر "وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة " .
- حمل العرش الإلهى بدليل قوله بسورة الحاقة "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ".
- التسبيح بحمد الله والإيمان به بدليل قوله بسورة غافر "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ".
- الاستغفار للمؤمنين بدليل قوله بسورة غافر "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا ".
- الصلاة على النبى (ص)بدليل قوله بسورة الأحزاب "إن الله وملائكته يصلون على النبى ".
- النزول فى ليلة القدر بأمر الله لتفريق الأحكام الإلهية وفى هذا قال تعالى بسورة الدخان "ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم"
- الشفاعة وهى الشهادة للمسلمين فى الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "
- النفخ فى الصور وفى هذا قال تعالى بسورة ق"ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد "
- إهلاك الأقوام الكافرة كما فعلوا مع قوم لوط(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة هود"قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود "
- لعن الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
أسماء الملائكة :
ورد فى القرآن أسماء عدد من الملائكة هم :
-جبريل وهو الروح والروح الأمين والروح القدس ومما ذكر فيه قوله بسورة البقرة "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك "
-ميكال وذكر بقوله بسورة البقرة "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "
-مالك وهو من خزنة النار وذكر بقوله تعالى بسورة الزخرف "ونادوا يا ملك ليقضى علينا ربك قال إنكم ماكثون "
عداوة اليهود للملائكة :
أن اليهود وغيرهم من الكفار يكرهون أى يعادون جبريل وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قل من كان عدوا لجبريل "و"من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "
الكفار والملائكة :
جعل الكفار الملائكة أولاد الله البنات أى الإناث وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون "وقال بسورة الأنبياء "وقالوا اتخذ الرحمن ولد سبحانه بل عباد مكرمون "
وقد زعم بعض الكفار أنهم يعبدون الملائكة وفى يوم القيامة يسأل الله الملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون أى يطيعون فتقول الملائكة الطاعة لك وحدك أنت ناصرنا من دونهم بل كانوا يطيعون الشهوات الخفية وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن "
وقد طلب الكفار من النبى(ص)أن يكون معه ملك كدليل على رسوليته من عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام"وقالوا لولا أنزل عليه ملك "وقال بسورة الفرقان "لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا "وقد بين الله للكفار أنه لو بعث ملك لكان لابسا جسم إنسان مثلهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ولو جعلناه ملكا رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون "والملائكة تخاف من المشى فى الأرض ولذا لن يرسلهم وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
الملائكة وليلة القدر :
فى ليلة القدر المباركة تتنزل الملائكة وجبريل (ص)وفيها يتم تفريق كل أمر حكيم من الله وفى هذا قال تعالى بسورة القدر "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر "وقال بسورة الدخان "حم والكتاب المبين إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من بك "
الملائكة والعرش :
الملائكة منها ثمانية تحمل العرش مصداق لقوله بسورة الحاقة "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "ويحيط بالعرش ملائكة وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "وترى الملائكة حافين من حول العرش "
الملائكة والصلاة على النبى(ص):
تقوم الملائكة بالصلاة وهى الدعاء بالخير للنبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "إن الله والملائكة يصلون على النبى "
الملائكة والشفاعة :
إن الملائكة تقوم بالشفاعة وهى شهادة حق للمسلمين بأنهم اتبعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "وقال بسورة الأنبياء "بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى "
الملائكة ويوم القيامة :
إن الملائكة يراها الناس يوم القيامة تتنزل من السماء وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين"وقال "ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا " وهم يكونون منتشرين فى أرجاء وهى جوانب السماء ومنهم 8 يحملون كرسى العرش وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "والكل يأتون فى شكل صف ولا يتكلم أحد منهم إلا بعد أن يسمح الله ويرضى قوله وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ"يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " ويقضى أى يحكم الله بينهم بالحق وهو العدل والملائكة يشاهدهم المرء محيطين بالعرش وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق "
الملائكة والإشراف على النار :
تشرف الملائكة على تعذيب الكفار وعدد المشرفين 19 ملاكا وفى هذا قال تعالى بسورة المدثر "سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقى ولاتذر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة"وهو ملائكة أشداء غلاظ أى أقوياء لا يعصون أمر الله وفى هذا قال تعالى بسورة التحريم "يا أيها الذين أمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "ومنهم واحد يدعى مالك يناديه الكفار طالبين أن يفنيهم الله من الوجود وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "ونادوا يا مالك ليقضى علينا ربك قال إنكم ماكثون "والملائكة تفتح أبواب النار للكفار وتتحدث معهم وتسألهم كما ورد فى العديد من السور
الملائكة والجنة :
الملائكة تفتح أبواب الجنة وتتلقى أى تستقبل المسلمين أحسن استقبال وتتحدث معهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون "وقال بسورة الزمر "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها طبتم فادخلوها خالدين "
الملائكة والموت :
ان الملائكة تتوفى أى تميت الكفار فتضرب وجوههم وأدبارهم وفى هذا قال تعالى بسورة محمد"فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم "وقالوا بسورة النحل "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم "وهى تتوفى المسلمين طيبين وتطلب منهم ألا يخافوا ولا يحزنوا ويفرحوا بدخول الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون "وقال بسورة النحل "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "
والملائكة ونصر المسلمين فى الحرب :
يمد الله المسلمين بالملائكة لينصروهم فى الحروب وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين "وقال بسورة آل عمران "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين "
عروج الملائكة :
فى يوم القيامة تعرج أى تستجيب الملائكة لأمر الله فى 50000سنة وفى هذا قال تعالى بسورة المعارج "من الله ذى المعارج تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة "
من قصص الملائكة مع البشر :
ذكر الله بشارة الملائكة إبراهيم (ص) وزوجته بإسحاق (ص)وذهاب نفس الملائكة للوط(ص)لإخراجه من القرية هو والمؤمنين حتى يهلكوا الكفار وذكر بشارة الملائكة لزكريا (ص)بيحيى (ص)وكلامه معهم وذكر بشارة الملائكة لمريم(ص)بولادة عيسى (ص)وذكر حمل الملائكة لتابوت عهد الله لبنى إسرائيل كدليل على أن طالوت ملكهم.
جبريل (ص):
هو الروح وروح القدس والروح الأمين وقد رآه محمد(ص)مرتين فى صورته الحقيقية وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى "وهو الذى علم محمد(ص)الوحى أى نزل به على قلبه وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى "وقال بسورة الشعراء"وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين "ولجبريل (ص)قوى كبرى ومكانه عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين "وقد أيد الله عيسى (ص)بجبريل (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس "وقد وهب جبريل (ص)مريم (ص)ولدها عيسى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فبعثنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك إليك لأهب لك غلاما زكيا "
وجبريل كان رسول الله لمحمد(ص)ليعلمه الوحى مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى "وقوله بسورة الشعراء "وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك "وكان وسيلة تبليغ جبريل(ص)الوحى لمحمد(ص)هى نزوله فى صورة بشر كما حدث مع الرسل(ص)الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا "ولم ير محمد(ص)جبريل (ص)فى صورته الملائكية إلا فى السماء وهى الأفق الأعلى مرتين مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "ولقد رآه نزلة أخرى "ومن ثم فهو كان يأتيه فى الأرض فى غير صورته الحقيقية وهى صورة البشر ومن مرات نزوله البشرية للرسل مجيئه لإبراهيم(ص)بالبشرى وضحك امرأته على كلامه وتقديم الأكل له كما بسورة هود"ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى 000فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رآ أيديهم لا تصل إليه000وامرأته قائمة فضحكت "وبدليل مجىء قوم لوط(ص)له لنيك ضيفه الذى هو جبريل (ص)لما علموا بوجوده حيث رآه بعضهم وفى هذا قال تعالى بسورة هود"ولما جاءت رسلنا لوطا 000وجاءه قومه يهرعون إليه000فاتقوا الله ولا تخزون فى ضيفى "
الجن والنفاذ من الأقطار :
طالب الله كل من الجن والإنس أن يخرجوا من أبواب السموات والأرض إن استطاعوا الخروج بالسلطان وهو المخترعات التى تسمى آلات ثم بين لهم أن نتيجة الخروج من الأبواب هى إرسال كل من الشواظ النارية والنحاس عليهم ومن ثم لا ينتصران أى يهلكان مصداق لقوله تعالى بسورة الرحمن "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ".
افتراءات الناس على الجن :
جعل الكفار بين كل من الله والجن نسبا أى صلة زواج نتج عنها أن الجن أولاد الله وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا "كما جعلوا الجن شركاء أى آلهة مقاسمة لله فى الملك وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "وجعلوا لله شركاء الجن " .
بعض الجن شياطين :
جعل الله لكل نبى عدو هو الشياطين وهم من الإنس والجن وكل نوع منهم يوحى لأفراد نوعه زخرف أى باطل القول ليضل كل منهم عن سبيل الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا "وينقسم أهل جهنم للجنة وهم الجن والناس وهم البشر وفى هذا قال تعالى بسورة هود "وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين".
الجن يوسوس لهم الوسواس :
إن الجن مثل الإنس يوسوس لكل منهم الوسواس وهو القرين أى الشهوات أى الهوى الضال وهو يوسوس لهم بكل نوع من أنواع الشر وفى هذا قال تعالى بسورة الناس
"قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس ".
مميزات لبعض الجن :
أعطى الله بعض الجن مميزات على غيرهم من أفراد نوعهم ذكر منها فى القرآن التالى :
- أن الله جعل بعض الجن وهم الملائكة رسلا ثم جعل لكل واحد منهم أجنحة ذات عدد معين أقلها اثنين ووسطها ثلاثة وأكثرها أربعة والأجنحة هى الأيدى وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع ".
- أن الله اختص جبريل (ص)ومن أراد من الملائكة بالتشكل فى صورة غير صورة الملاك وهى صورة الرجل البشرى وقد ورد هذا فى عدة سور منها قوله بسورة مريم "فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا "وهو أى التشكل قاصر على الملائكة فقط .
-
- -الصعود بسرعة لقرب السماء الدنيا والقعود لتسمع أخبار الغيب وكان هذا بلا عقاب قبل بعثة النبى (ص)ثم أصبح من يجلس منهم يعاقب بإرسال شهاب لإهلاكه وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ".
-
-
-
-
-
-
- عوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس "
-سرعة نقل الأشياء من مكان لأخر كما وعد أحد العفاريت أى أشخاص الجن سليمان (ص)بنقل عرش ملكة سبأ من مكانه لكان سليمان (ص)قبل أن يقف من مجلسه وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين ".
إبليس أول جنى عصى الله :
إبليس اسم أطلقه الله على أحد الجن والذى كان يعمل ملاكا لما أمر الله الملائكة بالسجود لأدم (ص)فسجدوا إلا هذا الجنى وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وإذ قلنا للملائكة لسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "فسأله الله عن سبب عدم سجوده فقال أنا خير من أدم خلقتنى من نار وخلقته من طين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين"لذا طرده الله من الجنة وجعله رجيم أى معذب أى له اللعنة وهى العذاب حتى يوم الدين وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "قال فاخرج منها فإنك رجيم وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين "فطلب من الله أن ينظره أى يبقيه حيا حتى يوم القيامة فأنظره الله لأنه فى علمه كان سيبقى حتى يوم القيامة ولكنه لم يحدد موعد موته فى ذلك اليوم ولا عرفه متى تكون القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ".
وإبليس هو أول الكافرين وكبيرهم بعصيانه لأمر السجود لادم(ص)وهو لم يغوى آدم(ص)بالأكل من الشجرة لأن آدم(ص)أغوى نفسه بدليل قوله تعالى بسورة طه "وعصى آدم ربه فغوى "ولأن الله طرده من الجنة فقال بسورة الحجر "فاخرج منها فإنك رجيم وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين "وقد سمى الله الموسوس لآدم(ص)وزوجه الشيطان ولم يقل فى أى أية إبليس مثل قوله بسورة الأعراف "فوسوس لهما الشيطان "وقوله بسورة البقرة "فأزلهما الشيطان عنها"وقوله بسورة الأعراف "لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة "إذا فإبليس ليس هو المقصود بالشيطان فى هذه الأقوال وإنما المقصود هو القرين وهو ما يسمى فى القرآن الشهوات أو الهوى الضال والظن وهوى النفس وكل إنسان له قرين أى شيطان مصداق لقوله تعالى بسورة الزخرف "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين "وقوله بسورة الصافات "قال قائل منهم إنى كان لى قرين "وقوله بسورة ق"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد"ومن ثم فإن آدم(ص)قرين ولزوجته قرين أى شيطان من قبل عصيان إبليس بدليل أن الملائكة كلها قالت قبل أمرها بالسجود "قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء "فهم علموا أن فيه جانب شرير مفسد هو القرين وجعلوه برهان على صحة حديثهم الباطل ومن ثم فمعنى قوله تعالى بسورة الحجر "إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين "هو إن خلقى ليس لك عليهم حكم إلا من قلدك من العاصين فالكافر هو مقلد لإبليس فى حكم عصيانه لأمر الله وأما فقسمه بآدم(ص)على إغواء البشر فى قوله بسورة الحجر وغيرها "قال رب بما أغويتنى لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين "فهو كذب لأن إبليس كاذب فهو ليس يقسم على حق بعدما فعل حتى ولو أقسم لله ثم كيف نبرهن بقول كافر على حق أليس هذا جنونا ؟
الجن فى دولة سليمان (ص):
سخر الله لسليمان (ص)الجن فهم يعملون عنده بإذن الله وكانوا يعملون التالى :
-البناء والغوص وفى هذا قال تعالى بسورة ص"والشياطين كل بناء وغواص "وكانوا يبنون له المحاريب وهى المساجد والتماثيل وهى الفنارات المضيئة والجفان وقدور الطبخ والأكل وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ".
-العمل فى الجيش كجنود وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير ".
-تحقيق مطالب سليمان (ص)بدليل أن سليمان (ص)لما طلب كرسى ملكة سبأ قال عفريت من الجن أنا آتيك به وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا أتيك به " ونتيجة عصيان بعض الجن لأوامره أذاقهم الله العذاب بالربط بالسلاسل وهى الأصفاد المقيدة لهم وفى هذا قال تعالى بسورة ص"والشياطين كل بناء وغواص وأخرين مقرنين فى الأصفاد "وقد أظهر الله للجن أنهم لا يعلمون الغيب بأن أمات سليمان (ص)وهو متكأ على عصاه فلم يعرفوا أنه مات إلا بعد أن قرضت دابة الأرض عصاه فوقع على الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين ".
الرسول (ص)والجن :
صرف والمراد وجه الله نفرا أى بعضا من الجن لمكان وجود النبى (ص)يوما حتى يسمعوا القرآن فلما حضروا قراءة القرآن قالوا لبعضهم :انصتوا فلما أنهى النبى (ص)قراءته ذهبوا للجن الباقين منذرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين "ولم يعرف النبى (ص)بحضورهم إلا بعد أن أوحى الله له سورة الجن و سورة الأحقاف وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا "ولم ير النبى (ص)أحدا من الجن على صورته الحقيقية سوى جبريل (ص)الذى رآه مرتين وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ".
الجن فى الإسلام
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب الجن فى الإسلام .
أصل الجن :
الجن نوع من أنواع الخلق يعيشون فى أمم أى جماعات مثلهم مثل الناس بدليل قوله تعالى بسورة الأنعام "وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم "وكلمة الجن تطلق فى القرآن على شيئين :
1-نوع الجن وهو موضوع دراستنا .
2-الشهوات وقد جاء ذكر الجن بمعنى شهوات النفس أى الأهواء الضالة أى قرناء السوء بقوله بسورة سبأ "بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون "فالكفار يعبدون الجن وهم أهواء أنفسهم مصداق لقوله تعالى بسورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "وأصل الجن أى أبوهم اسمه الجان مصداق لقوله تعالى بسورة الحجر "والجان خلقناه من قبل من نار السموم "وقد تم خلقه قبل خلق أدم (ص)لقوله "من قبل "والمدة القبلية مجهولة لا يعلمها إلا الله وقد خلق الله للجان زوجة من نفسه لأن كل الأنواع أيا كانت مكونة من زوجين أى ذكر وأنثى مصداق لقوله بسورة الذاريات "ومن كل شىء خلقنا زوجين "ويشترك الجن مع الإنس فى خاصية واحدة دون بقية الأنواع وهى حمل أمانة الإختيار بين إتباع الإسلام وهو عبادة الله وبين الكفر وهو ترك عبادة الله وقد خلقهم الله لعبادته وأعطاهم الحرية فى عدم عبادته وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
مم خلق الجن ؟
خلق الله الجان أبو الجن من نار السموم وهى مارج من نار وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "والجان خلقناه من قبل من نار السموم "وقال بسورة الرحمن "وخلق الجان من مارج من نار "ومعظم البشر يعتقد أن النار المذكورة فى الآيات هى اللهب المتأجج وهو اعتقاد خاطىء فالنار هى الوقود أى خشب الأشجار وأوراقها الجافة مصداق لقوله تعالى بسورة يس "الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون "والمعنى الذى خلق لكم من النبات الأخضر وقودا فإذا أنتم منه تشعلون ومصداق لقوله بسورة الواقعة "أفرأيتم النار التى تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون "فالنار هى الشجرة أى الوقود وهو الخشب وكل ما يجف من الشجرة ومن ثم فالجن خلقوا من الوقود وهو التراب المتخلف عن حرق خشب الأشجار .
انقسام الجن :
تنقسم الجن لنوعين :
1-المسلمون وهم عباد الله الصالحين المخلصين 2- القاسطون وهم الكافرون أى شياطين الجن وقد جاء التقسيم بقوله بسورة الجن "وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون "و"وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك "وقوله بسورة الصافات"ولقد علمت الجنة أنهم لمحضرون سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين "وقوله بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن " .
الملائكة من الجن :
إن الملائكة فصيل من الجن اختارهم الله منهم لأداء مهام معينة كلفهم بها والأدلة على هذا هى :
-أن الله جعل إبليس من الملائكة فقال بسورة البقرة "وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس "فهنا إبليس أحد الملائكة وفى نفس الوقت جنى لقوله بسورة الكهف "إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ".
-أن الملائكة اعترضت ورفضت خلق أدم (ص)عندما أخبرهم الله أنه سيخلقه ومن المعروف أن المسير لا يملك حق الإعتراض والرفض وفى اعتراضهم قال تعالى بسورة البقرة "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء "والمسير لا يقدر على المن على خالقه كما فعلت الملائكة بقوله له "ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك "ومن ثم فهم مخيرون ولا يوجد مخير سوى الإنس والجن ومن ثم لابد أن يكونوا من الجن لأنهم ليسوا من الإنس.
-أن الله جعل على الرسل (ص)ومنهم بعض الملائكة رصدا وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "الله يصطفى من الملائكة رسلا"والرصد هو الرقيب المسجل للعمل وفيه قال تعالى بسورة الجن "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا "وقال بآية سورة الحج "ومن الناس إن الله سميع بصير يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم "والمسير لا يتم رصده وأما المخير فيرصد لأنه قد يفعل ما حرمه الله عليه .
وقد وكل الله للملائكة وكلهم رسل لله - مصداق لقوله بسورة فاطر "جاعل الملائكة رسلا" -وظائف عدة ذكر فى القرآن منها التالى :
- النزول بالوحى واختص به الله جبريل(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ".
- الوفاة وهى إماتة الخلق واختص الله بها ملك الموت فقال بسورة السجدة "قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ".
- نصر المؤمنين فى حروبهم ضد الكفار ومن الآيات الدالة على هذا قوله بسورة الأنفال "إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين أمنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب ".
- تعذيب الكفار ويختص به 19 ملاكا هم خزنة النار وفى هذا قال تعالى بسورة المدثر "وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة " .
- حمل العرش الإلهى بدليل قوله بسورة الحاقة "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ".
- التسبيح بحمد الله والإيمان به بدليل قوله بسورة غافر "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ".
- الاستغفار للمؤمنين بدليل قوله بسورة غافر "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا ".
- الصلاة على النبى (ص)بدليل قوله بسورة الأحزاب "إن الله وملائكته يصلون على النبى ".
- النزول فى ليلة القدر بأمر الله لتفريق الأحكام الإلهية وفى هذا قال تعالى بسورة الدخان "ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم"
- الشفاعة وهى الشهادة للمسلمين فى الأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "
- النفخ فى الصور وفى هذا قال تعالى بسورة ق"ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد "
- إهلاك الأقوام الكافرة كما فعلوا مع قوم لوط(ص)وفى هذا قال تعالى بسورة هود"قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود "
- لعن الكفار وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
أسماء الملائكة :
ورد فى القرآن أسماء عدد من الملائكة هم :
-جبريل وهو الروح والروح الأمين والروح القدس ومما ذكر فيه قوله بسورة البقرة "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك "
-ميكال وذكر بقوله بسورة البقرة "من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "
-مالك وهو من خزنة النار وذكر بقوله تعالى بسورة الزخرف "ونادوا يا ملك ليقضى علينا ربك قال إنكم ماكثون "
عداوة اليهود للملائكة :
أن اليهود وغيرهم من الكفار يكرهون أى يعادون جبريل وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "قل من كان عدوا لجبريل "و"من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "
الكفار والملائكة :
جعل الكفار الملائكة أولاد الله البنات أى الإناث وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون "وقال بسورة الأنبياء "وقالوا اتخذ الرحمن ولد سبحانه بل عباد مكرمون "
وقد زعم بعض الكفار أنهم يعبدون الملائكة وفى يوم القيامة يسأل الله الملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون أى يطيعون فتقول الملائكة الطاعة لك وحدك أنت ناصرنا من دونهم بل كانوا يطيعون الشهوات الخفية وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن "
وقد طلب الكفار من النبى(ص)أن يكون معه ملك كدليل على رسوليته من عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام"وقالوا لولا أنزل عليه ملك "وقال بسورة الفرقان "لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا "وقد بين الله للكفار أنه لو بعث ملك لكان لابسا جسم إنسان مثلهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ولو جعلناه ملكا رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون "والملائكة تخاف من المشى فى الأرض ولذا لن يرسلهم وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
الملائكة وليلة القدر :
فى ليلة القدر المباركة تتنزل الملائكة وجبريل (ص)وفيها يتم تفريق كل أمر حكيم من الله وفى هذا قال تعالى بسورة القدر "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر "وقال بسورة الدخان "حم والكتاب المبين إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من بك "
الملائكة والعرش :
الملائكة منها ثمانية تحمل العرش مصداق لقوله بسورة الحاقة "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "ويحيط بالعرش ملائكة وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "وترى الملائكة حافين من حول العرش "
الملائكة والصلاة على النبى(ص):
تقوم الملائكة بالصلاة وهى الدعاء بالخير للنبى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "إن الله والملائكة يصلون على النبى "
الملائكة والشفاعة :
إن الملائكة تقوم بالشفاعة وهى شهادة حق للمسلمين بأنهم اتبعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "وكم من ملك فى السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى "وقال بسورة الأنبياء "بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى "
الملائكة ويوم القيامة :
إن الملائكة يراها الناس يوم القيامة تتنزل من السماء وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين"وقال "ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا " وهم يكونون منتشرين فى أرجاء وهى جوانب السماء ومنهم 8 يحملون كرسى العرش وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "والكل يأتون فى شكل صف ولا يتكلم أحد منهم إلا بعد أن يسمح الله ويرضى قوله وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ"يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا " ويقضى أى يحكم الله بينهم بالحق وهو العدل والملائكة يشاهدهم المرء محيطين بالعرش وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق "
الملائكة والإشراف على النار :
تشرف الملائكة على تعذيب الكفار وعدد المشرفين 19 ملاكا وفى هذا قال تعالى بسورة المدثر "سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقى ولاتذر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة"وهو ملائكة أشداء غلاظ أى أقوياء لا يعصون أمر الله وفى هذا قال تعالى بسورة التحريم "يا أيها الذين أمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "ومنهم واحد يدعى مالك يناديه الكفار طالبين أن يفنيهم الله من الوجود وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "ونادوا يا مالك ليقضى علينا ربك قال إنكم ماكثون "والملائكة تفتح أبواب النار للكفار وتتحدث معهم وتسألهم كما ورد فى العديد من السور
الملائكة والجنة :
الملائكة تفتح أبواب الجنة وتتلقى أى تستقبل المسلمين أحسن استقبال وتتحدث معهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون "وقال بسورة الزمر "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها طبتم فادخلوها خالدين "
الملائكة والموت :
ان الملائكة تتوفى أى تميت الكفار فتضرب وجوههم وأدبارهم وفى هذا قال تعالى بسورة محمد"فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم "وقالوا بسورة النحل "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم "وهى تتوفى المسلمين طيبين وتطلب منهم ألا يخافوا ولا يحزنوا ويفرحوا بدخول الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون "وقال بسورة النحل "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "
والملائكة ونصر المسلمين فى الحرب :
يمد الله المسلمين بالملائكة لينصروهم فى الحروب وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين "وقال بسورة آل عمران "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين "
عروج الملائكة :
فى يوم القيامة تعرج أى تستجيب الملائكة لأمر الله فى 50000سنة وفى هذا قال تعالى بسورة المعارج "من الله ذى المعارج تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة "
من قصص الملائكة مع البشر :
ذكر الله بشارة الملائكة إبراهيم (ص) وزوجته بإسحاق (ص)وذهاب نفس الملائكة للوط(ص)لإخراجه من القرية هو والمؤمنين حتى يهلكوا الكفار وذكر بشارة الملائكة لزكريا (ص)بيحيى (ص)وكلامه معهم وذكر بشارة الملائكة لمريم(ص)بولادة عيسى (ص)وذكر حمل الملائكة لتابوت عهد الله لبنى إسرائيل كدليل على أن طالوت ملكهم.
جبريل (ص):
هو الروح وروح القدس والروح الأمين وقد رآه محمد(ص)مرتين فى صورته الحقيقية وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى "وهو الذى علم محمد(ص)الوحى أى نزل به على قلبه وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى "وقال بسورة الشعراء"وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين "ولجبريل (ص)قوى كبرى ومكانه عند الله وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين "وقد أيد الله عيسى (ص)بجبريل (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس "وقد وهب جبريل (ص)مريم (ص)ولدها عيسى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فبعثنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك إليك لأهب لك غلاما زكيا "
وجبريل كان رسول الله لمحمد(ص)ليعلمه الوحى مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى "وقوله بسورة الشعراء "وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك "وكان وسيلة تبليغ جبريل(ص)الوحى لمحمد(ص)هى نزوله فى صورة بشر كما حدث مع الرسل(ص)الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا "ولم ير محمد(ص)جبريل (ص)فى صورته الملائكية إلا فى السماء وهى الأفق الأعلى مرتين مصداق لقوله تعالى بسورة النجم "ولقد رآه نزلة أخرى "ومن ثم فهو كان يأتيه فى الأرض فى غير صورته الحقيقية وهى صورة البشر ومن مرات نزوله البشرية للرسل مجيئه لإبراهيم(ص)بالبشرى وضحك امرأته على كلامه وتقديم الأكل له كما بسورة هود"ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى 000فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رآ أيديهم لا تصل إليه000وامرأته قائمة فضحكت "وبدليل مجىء قوم لوط(ص)له لنيك ضيفه الذى هو جبريل (ص)لما علموا بوجوده حيث رآه بعضهم وفى هذا قال تعالى بسورة هود"ولما جاءت رسلنا لوطا 000وجاءه قومه يهرعون إليه000فاتقوا الله ولا تخزون فى ضيفى "
الجن والنفاذ من الأقطار :
طالب الله كل من الجن والإنس أن يخرجوا من أبواب السموات والأرض إن استطاعوا الخروج بالسلطان وهو المخترعات التى تسمى آلات ثم بين لهم أن نتيجة الخروج من الأبواب هى إرسال كل من الشواظ النارية والنحاس عليهم ومن ثم لا ينتصران أى يهلكان مصداق لقوله تعالى بسورة الرحمن "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ".
افتراءات الناس على الجن :
جعل الكفار بين كل من الله والجن نسبا أى صلة زواج نتج عنها أن الجن أولاد الله وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا "كما جعلوا الجن شركاء أى آلهة مقاسمة لله فى الملك وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "وجعلوا لله شركاء الجن " .
بعض الجن شياطين :
جعل الله لكل نبى عدو هو الشياطين وهم من الإنس والجن وكل نوع منهم يوحى لأفراد نوعه زخرف أى باطل القول ليضل كل منهم عن سبيل الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا "وينقسم أهل جهنم للجنة وهم الجن والناس وهم البشر وفى هذا قال تعالى بسورة هود "وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين".
الجن يوسوس لهم الوسواس :
إن الجن مثل الإنس يوسوس لكل منهم الوسواس وهو القرين أى الشهوات أى الهوى الضال وهو يوسوس لهم بكل نوع من أنواع الشر وفى هذا قال تعالى بسورة الناس
"قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس ".
مميزات لبعض الجن :
أعطى الله بعض الجن مميزات على غيرهم من أفراد نوعهم ذكر منها فى القرآن التالى :
- أن الله جعل بعض الجن وهم الملائكة رسلا ثم جعل لكل واحد منهم أجنحة ذات عدد معين أقلها اثنين ووسطها ثلاثة وأكثرها أربعة والأجنحة هى الأيدى وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر "جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع ".
- أن الله اختص جبريل (ص)ومن أراد من الملائكة بالتشكل فى صورة غير صورة الملاك وهى صورة الرجل البشرى وقد ورد هذا فى عدة سور منها قوله بسورة مريم "فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا "وهو أى التشكل قاصر على الملائكة فقط .
-
- -الصعود بسرعة لقرب السماء الدنيا والقعود لتسمع أخبار الغيب وكان هذا بلا عقاب قبل بعثة النبى (ص)ثم أصبح من يجلس منهم يعاقب بإرسال شهاب لإهلاكه وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ".
-
-
-
-
-
-
- عوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس "
-سرعة نقل الأشياء من مكان لأخر كما وعد أحد العفاريت أى أشخاص الجن سليمان (ص)بنقل عرش ملكة سبأ من مكانه لكان سليمان (ص)قبل أن يقف من مجلسه وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين ".
إبليس أول جنى عصى الله :
إبليس اسم أطلقه الله على أحد الجن والذى كان يعمل ملاكا لما أمر الله الملائكة بالسجود لأدم (ص)فسجدوا إلا هذا الجنى وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وإذ قلنا للملائكة لسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "فسأله الله عن سبب عدم سجوده فقال أنا خير من أدم خلقتنى من نار وخلقته من طين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين"لذا طرده الله من الجنة وجعله رجيم أى معذب أى له اللعنة وهى العذاب حتى يوم الدين وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "قال فاخرج منها فإنك رجيم وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين "فطلب من الله أن ينظره أى يبقيه حيا حتى يوم القيامة فأنظره الله لأنه فى علمه كان سيبقى حتى يوم القيامة ولكنه لم يحدد موعد موته فى ذلك اليوم ولا عرفه متى تكون القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ".
وإبليس هو أول الكافرين وكبيرهم بعصيانه لأمر السجود لادم(ص)وهو لم يغوى آدم(ص)بالأكل من الشجرة لأن آدم(ص)أغوى نفسه بدليل قوله تعالى بسورة طه "وعصى آدم ربه فغوى "ولأن الله طرده من الجنة فقال بسورة الحجر "فاخرج منها فإنك رجيم وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين "وقد سمى الله الموسوس لآدم(ص)وزوجه الشيطان ولم يقل فى أى أية إبليس مثل قوله بسورة الأعراف "فوسوس لهما الشيطان "وقوله بسورة البقرة "فأزلهما الشيطان عنها"وقوله بسورة الأعراف "لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة "إذا فإبليس ليس هو المقصود بالشيطان فى هذه الأقوال وإنما المقصود هو القرين وهو ما يسمى فى القرآن الشهوات أو الهوى الضال والظن وهوى النفس وكل إنسان له قرين أى شيطان مصداق لقوله تعالى بسورة الزخرف "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين "وقوله بسورة الصافات "قال قائل منهم إنى كان لى قرين "وقوله بسورة ق"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد"ومن ثم فإن آدم(ص)قرين ولزوجته قرين أى شيطان من قبل عصيان إبليس بدليل أن الملائكة كلها قالت قبل أمرها بالسجود "قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء "فهم علموا أن فيه جانب شرير مفسد هو القرين وجعلوه برهان على صحة حديثهم الباطل ومن ثم فمعنى قوله تعالى بسورة الحجر "إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين "هو إن خلقى ليس لك عليهم حكم إلا من قلدك من العاصين فالكافر هو مقلد لإبليس فى حكم عصيانه لأمر الله وأما فقسمه بآدم(ص)على إغواء البشر فى قوله بسورة الحجر وغيرها "قال رب بما أغويتنى لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين "فهو كذب لأن إبليس كاذب فهو ليس يقسم على حق بعدما فعل حتى ولو أقسم لله ثم كيف نبرهن بقول كافر على حق أليس هذا جنونا ؟
الجن فى دولة سليمان (ص):
سخر الله لسليمان (ص)الجن فهم يعملون عنده بإذن الله وكانوا يعملون التالى :
-البناء والغوص وفى هذا قال تعالى بسورة ص"والشياطين كل بناء وغواص "وكانوا يبنون له المحاريب وهى المساجد والتماثيل وهى الفنارات المضيئة والجفان وقدور الطبخ والأكل وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ".
-العمل فى الجيش كجنود وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير ".
-تحقيق مطالب سليمان (ص)بدليل أن سليمان (ص)لما طلب كرسى ملكة سبأ قال عفريت من الجن أنا آتيك به وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا أتيك به " ونتيجة عصيان بعض الجن لأوامره أذاقهم الله العذاب بالربط بالسلاسل وهى الأصفاد المقيدة لهم وفى هذا قال تعالى بسورة ص"والشياطين كل بناء وغواص وأخرين مقرنين فى الأصفاد "وقد أظهر الله للجن أنهم لا يعلمون الغيب بأن أمات سليمان (ص)وهو متكأ على عصاه فلم يعرفوا أنه مات إلا بعد أن قرضت دابة الأرض عصاه فوقع على الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين ".
الرسول (ص)والجن :
صرف والمراد وجه الله نفرا أى بعضا من الجن لمكان وجود النبى (ص)يوما حتى يسمعوا القرآن فلما حضروا قراءة القرآن قالوا لبعضهم :انصتوا فلما أنهى النبى (ص)قراءته ذهبوا للجن الباقين منذرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين "ولم يعرف النبى (ص)بحضورهم إلا بعد أن أوحى الله له سورة الجن و سورة الأحقاف وفى هذا قال تعالى بسورة الجن "قل أوحى إلى أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا "ولم ير النبى (ص)أحدا من الجن على صورته الحقيقية سوى جبريل (ص)الذى رآه مرتين وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ".