العلوي الحر
17-10-2011, 05:53 PM
معجزات الحسين صلوات الله عليه
- عن صباح المزني، عن صالح بن ميثم الاسدي قال: دخلت أنا وعباية بن ربعي على امرأة في بني والية قد احتزق وجهها من السجود، فقال لها عباية: يا حبابة هذا ابن أخيك، قالت: وأي أخ؟ قال: صالح بن ميثم، قالت: ابن أخي والله حقا يا ابن أخي ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسين بن علي؟ قال: قلت: بلى يا عمة قالت: كنت زوارة الحسين بن علي عليهما السلام قالت: فحدث بين عيني وضح فشق ذلك علي واحتبست عليه أياما فسأل عني ما فعلت حبابة الوالبية؟ فقالوا: إنها حدث بها حدث بين عينيها، فقال لأصحابه: قوموا إليها. فجاء مع أصحابه حتى دخل علي وأنا في مسجدي هذا فقال: يا حبابة ما أبطأ بك علي؟ قلت: يا ابن رسول الله حدث هذا بي، قالت: فكشفت القناع فتفل عليه الحسين بن علي عليهما السلام فقال: يا حبابة أحدثي لله شكرا فان الله قد درءه عنك قالت: فخررت ساجدة، قالت: فقال: يا حبابة ارفعي رأسك وانظري في مرءاتك قالت: فرفعت رأسي فلم أحس منه شيئا قالت: فحمدت الله.
- روي عن أبي خالد الكابلي، عن يحيى بن ام الطويل قال: كنا عند الحسين عليه السلام إذ دخل عليه شاب يبكي، فقال له الحسين: ما يبكيك؟ قال: إن والدتي توفيت في هذه الساعة ولم توص، ولها مال وكانت قد أمرتني أن لا احدث في أمرها شيئا حتى أعلمك خبرها، فقال الحسين عليه السلام: قوموا حتى نصير إلى هذه الحرة، فقمنا معه حتى انتهينا إلى باب البيت الذي توفيت فيه المرأة مسجاة. فأشرف على البيت، ودعا الله ليحييها حتى توصي بما تحب من وصيتها فأحياها الله وإذا المرأة جلست وهي تتشهد، ثم نظرت إلى الحسين عليه السلام فقالت: ادخل البيت يا مولاي ومرني بأمرك، فدخل وجلس على مخدة ثم قال لها: وصي يرحمك الله، فقالت: يا ابن رسول الله لي من المال كذا وكذا في مكان كذا وكذا فقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليائك، والثلثان لا بني هذا إن علمت أنه من مواليك وأوليائك، وإن كان مخالفا فخذه إليك فلا حق في المخالفين في أموال المؤمنين، ثم سألته أن يصلي عليها وأن يتولى أمرها، ثم صارت لمرأة ميتة كما كانت.
- روي عن جابر الجعفي، عن زين العابدين عليه السلام قال: أقبل أعرابي إلى المدينة ليختبر الحسين عليه السلام لما ذكر له من دلائله، فلما صار بقرب المدينة خضخض ودخل المدينة، فدخل على الحسين، فقال له أبو عبد الله الحسين عليه السلام: أما تستحيي يا أعرابي أن تدخل إلى إمامك وأنت جنب؟ فقال: أنتم معاشر العرب إذا دخلتم خضخضتم؟ فقال الأعرابي: قد بلغت حاجتي مما جئت فيه، فخرج من عنده فاغتسل ورجع إليه فسأله عما كان في قلبه.
- عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: إذا أراد الحسين عليه السلام أن ينفذ غلمانه في بعض أموره قال لهم: لا تخرجوا يوم كذا، اخرجوا يوم كذا، فإنكم إن خالفتموني قطع عليكم فخالفوه مرة وخرجوا فقتلهم اللصوص وأخذوا ما معهم، واتصل الخبر إلى الحسين عليه السلام فقال: لقد حذرتهم، فلم يقبلوا مني. ثم قام من ساعته ودخل على الوالي، فقال الوالي: بلغني قتل غلمانك فآجرك الله فيهم، فقال الحسين عليه السلام: فاني أدلك على من قتلهم فاشدد يدك بهم، قال: أو تعرفهم يا ابن رسول الله، قال: نعم كما أعرفك، وهذا منهم فأشار بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي. فقال الرجل: ومن أين قصدتني بهذا ومن أين تعرف أني منهم؟ فقال له الحسين عليه السلام: إن أنا صدقتك تصدقني؟ قال: نعم، والله لأصدقنك، فقال: خرجت ومعك فلان وفلان وذكرهم كلهم فمنهم أربعة من موالي المدينة، والباقون من جيشان المدينة، فقال الوالي: ورب القبر والمنبر، لتصدقني أو لاهرقن لحمك بالسياط، فقال الرجل: والله ما كذب الحسين ولصدق، وكأنه كان معنا فجمعهم الوالي جميعا، فأقروا جميعا فضرب أعناقهم.
- روي أن رجلا صار إلى الحسين عليه السلام فقال: جئتك أستشيرك في تزويجي فلانة، فقال: لا احب ذلك وكانت كثيرة المال، وكان الرجل أيضا مكثرا فخالف الحسين فتزوج بها، فلم يلبث الرجل حتى افتقر، فقال له الحسين عليه السلام: قد أشرت إليك، فخل سبيلها فان الله يعوضك خيرا منها، ثم قال: وعليك بفلانة فتزوجها فما مضت سنة حتى كثر ماله، وولدت له ذكرا وأنثى: ورأى منها ما أحب.
- روي أنه لما ولد الحسين عليه السلام أمر الله تعالى جبرئيل أن يهبط في ملأ من الملائكة فيهنئ محمدا، فهبط فمر بجزيرة فيها ملك يقال له فطرس، بعثه الله في شئ فأبطأ فكسر جناحه فألقاه في تلك الجزيرة، فعبد الله سبعمائة عام، فقال فطرس لجبرئيل: إلى أين؟ فقال: إلى محمد، قال: احملني معك لعله يدعو لي. فلما دخل جبرئيل وأخبر محمدا بحال فطرس، قال له النبي: قل يتمسح بهذا المولود، فتمسح فطرس بمهد الحسين عليه السلام، فأعاد الله عليه في الحال جناحه ثم ارتفع مع جبرئيل إلى السماء.
- زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يحدث عن آبائه عليهم السلام أن مريضا شديد الحمى عاده الحسين عليه السلام فلما دخل من باب الدار طارت الحمى عن الرجل، فقال له: رضيت بما أوتيتم به حقا حقا والحمى تهرب عنكم، فقال له الحسين عليه السلام: والله ما خلق الله شيئا إلا وقد أمره بالطاعة لنا، قال: فإذا نحن نسمع الصوت ولا نرى الشخص، يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك أن لا تقربي إلا عدوا، أو مذنبا لكي تكوني كفارة لذنوبه، فما بال هذا؟ فكان المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي.
- عن أيوب بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن امرأة كانت تطوف وخلفها رجل فأخرجت ذراعها فقال بيده حتى وضعه على ذراعها، فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جنى الجناية، فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقالوا: نعم الحسين بن علي عليهما السلام قدم الليلة، فأرسل إليه فدعاه فقال: انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو ثم جاء إليهما حتى خلص يده من يدها، فقال الأمير: ألا تعاقبه بما صنع؟ قال: لا.
- روى عبد العزيز بن كثير أن قوما أتوا إلى الحسين عليه السلام وقالوا: حدثنا بفضائلكم، قال: لا تطيقون وانحازوا عني لأشير إلى بعضكم فان أطاق سأحدثكم، فتباعدوا عنه فكان يتكلم مع أحدهم حتى دهش ووله وجعل يهيم، ولا يجيب أحدا وانصرفوا عنه. صفوان بن مهران قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: رجلان اختصما في زمن الحسين عليه السلام في امرأة وولدها، فقال هذا: لي، وقال هذا: لي، فمر بهما الحسين عليه السلام فقال لهما: فيما تمرجان؟ قال أحدهما: إن المرأة لي، وقال الآخر: إن الولد لي، فقال للمدعي الأول: اقعد فقعد وكان الغلام رضيعا فقال الحسين عليه السلام: يا هذه اصدقي من قبل أن يهتك الله نسترك، فقالت: هذا زوجي والولد له، ولا أعرف هذا. فقال عليه السلام: يا غلام ما تقول هذه؟ انطق بإذن الله تعالى، فقال له: ما أنا لهذا ولا لهذا، وما أبي إلا راعي لآل فلان، فأمر عليه السلام برجمها. قال جعفر عليه السلام: فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها.
- الاصبغ بن نباتة قال: سألت الحسين عليه السلام فقلت: سيدي أسألك عن شئ أنا به موقن وإنه من سر الله وأنت المسرور إليه ذلك السر، فقال: يا أصبغ أتريد أن ترى مخاطبة رسول الله لأبي دون يوم مسجد قبا؟ قال: هذا الذي أردت قال: قم، فإذا أنا وهو بالكوفة، فنظرت فإذا المسجد من قبل أن يرتد إلي بصري، فتبسم في وجهي، ثم قال: يا أصبغ إن سليمان بن داود اعطي الريح " غدوها شهر ورواحها شهر " وأنا قد أعطيت أكثر مما أعطى سليمان، فقلت: صدقت والله يا ابن رسول الله. فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب، وبيان ما فيه، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا، لانا أهل سر الله، فتبسم في وجهي ثم قال: نحن آل الله وورثة رسوله، فقلت: الحمد لله على ذلك قال لي: ادخل فدخلت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله محتبئ في المحراب بردائه فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام قابض على تلابيب الأعسر فرأيت رسول الله يعض على الأنامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك، عليكم لعنة الله ولعنتي.
- كتاب الابانة قال بشر بن عاصم: سمعت ابن الزبير يقول: قلت للحسين بن علي عليهما السلام: إنك تذهب إلى قوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك، فقال: لان اقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن يستحل بي مكة، عرض به.
- كتاب التخريج عن العامري بالإسناد عن هبيرة بن مريم عن ابن عباس قال: رأيت الحسين عليه السلام قبل أن يتوجه إلى العراق على باب الكعبة وكف جبرئيل في كفه وجبرئيل ينادي: هلموا إلى بيعة الله عزوجل.
وعنف ابن عباس على تركه الحسين عليه السلام فقال: إن أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلا ولم يزيدوا رجلا نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم. وقال محمد بن الحنفية: وإن أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم.
- من كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج الحسين بن علي إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه: لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم، فقال: كلا إذا أتينا هذا المنزل فانه يستقبلك أسود ومعه دهن فاشتره منه ولا تماكسه، فقال له مولاه: بأبي أنت وأمي ما قدامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء؟ فقال: بلى أمامك دون المنزل. فسار ميلا فإذا هو بالأسود، فقال الحسين لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن، فأخذ منه الدهن وأعطاه الثمن فقال له الغلام لمن أردت هذا الدهن؟ فقال: للحسين بن علي عليهما السلام فقال: انطلق به إليه فصار الأسود نحوه فقال: يا ابن رسول الله إني مولاك لا آخذ له ثمنا ولكن ادع الله أن يرزقني ولدا ذكرا سويا يحبكم أهل البيت فاني خلفت امرأتي تمخض، فقال: انطلق إلى منزلك فان الله قد وهب لك ولدا ذكرا سويا. فولدت غلاما سويا ثم رجع الأسود إلى الحسين ودعا له بالخير بولادة الغلام له وإن الحسين عليه السلام قد مسح رجليه فما قام من موضعه حتى زال ذلك الورم.
- نجم: روينا بإسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري في كتاب دلائل الإمامة بإسناده عن حذيفة قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني أمية، ويقدمهم عمر بن سعد، وذلك في حياة النبي صلى الله عليه وآله، فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله؟ فقال: لا، فقال: أتيت النبي فأخبرته فقال: علمي علمه وعلمه علمي لانا نعلم بالكائن قبل كينونته.
- عيون المعجزات للمرتضى رحمه الله: جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه عن الصادق عليه السلام، عن أبيه، عن جده عليهما السلام قال: جاء أهل الكوفة إلى علي عليه السلام فشكوا إليه إمساك المطر، وقالوا له: استسق لنا، فقال للحسين عليه السلام: قم واستسق فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وقال: اللهم معطي الخيرات، ومنزل البركات، أرسل السماء علينا مدرارا، واسقنا غيثا مغزارا، واسعا، غدقا، مجللا سحا، سفوحا، فجاجا تنفس به الضعف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك آمين رب العالمين. فما فرغ عليه السلام من دعائه حتى غاث الله تعالى غيثا بغتة وأقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة فقال: تركت الأودية والآكام يموج بعضها في بعض.
- حدث جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن أخيه قال: شهدت يوم الحسين صلوات الله عليه فأقبل رجل من تيم يقال له: عبد الله بن جويرة، فقال: يا حسين فقال صلوات الله عليه: ما تشاء؟ فقال: أبشر بالنار، فقال عليه السلام: كلا إني أقدم على رب غفور، وشفيع مطاع، وأنا من خير إلى خير من أنت؟ قال: أنا ابن جويرة فرفع يده الحسين حتى رأينا بياض إبطيه وقال: اللهم جره إلى النار، فغضب ابن جويرة فحمل عليه فاضطرب به فرسه في جدول وتعلق رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذ يعدو به ويضرب رأسه بكل حجر وشجر وانقطعت قدمه وساقه وفخذه، وبقي جانبه الآخر متعلقا في الركاب فصار لعنه الله إلى نار الجحيم.
- عن طاووس اليماني أن الحسين بن علي عليهما السلام كان إذا جلس في المكان المظلم يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره، فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان كثيرا ما يقبل جبينه ونحره، وإن جبرئيل عليه السلام نزل يوما فوجد الزهراء عليها السلام نائمة، والحسين في مهده يبكي، فجعل يناغيه ويسليه حتى استيقظت، فسمعت صوت من يناغيه فالتفتت فلم تر أحدا فأخبرها النبي صلى الله عليه وآله أنه كان جبرئيل عليه السلام.
- عن صباح المزني، عن صالح بن ميثم الاسدي قال: دخلت أنا وعباية بن ربعي على امرأة في بني والية قد احتزق وجهها من السجود، فقال لها عباية: يا حبابة هذا ابن أخيك، قالت: وأي أخ؟ قال: صالح بن ميثم، قالت: ابن أخي والله حقا يا ابن أخي ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسين بن علي؟ قال: قلت: بلى يا عمة قالت: كنت زوارة الحسين بن علي عليهما السلام قالت: فحدث بين عيني وضح فشق ذلك علي واحتبست عليه أياما فسأل عني ما فعلت حبابة الوالبية؟ فقالوا: إنها حدث بها حدث بين عينيها، فقال لأصحابه: قوموا إليها. فجاء مع أصحابه حتى دخل علي وأنا في مسجدي هذا فقال: يا حبابة ما أبطأ بك علي؟ قلت: يا ابن رسول الله حدث هذا بي، قالت: فكشفت القناع فتفل عليه الحسين بن علي عليهما السلام فقال: يا حبابة أحدثي لله شكرا فان الله قد درءه عنك قالت: فخررت ساجدة، قالت: فقال: يا حبابة ارفعي رأسك وانظري في مرءاتك قالت: فرفعت رأسي فلم أحس منه شيئا قالت: فحمدت الله.
- روي عن أبي خالد الكابلي، عن يحيى بن ام الطويل قال: كنا عند الحسين عليه السلام إذ دخل عليه شاب يبكي، فقال له الحسين: ما يبكيك؟ قال: إن والدتي توفيت في هذه الساعة ولم توص، ولها مال وكانت قد أمرتني أن لا احدث في أمرها شيئا حتى أعلمك خبرها، فقال الحسين عليه السلام: قوموا حتى نصير إلى هذه الحرة، فقمنا معه حتى انتهينا إلى باب البيت الذي توفيت فيه المرأة مسجاة. فأشرف على البيت، ودعا الله ليحييها حتى توصي بما تحب من وصيتها فأحياها الله وإذا المرأة جلست وهي تتشهد، ثم نظرت إلى الحسين عليه السلام فقالت: ادخل البيت يا مولاي ومرني بأمرك، فدخل وجلس على مخدة ثم قال لها: وصي يرحمك الله، فقالت: يا ابن رسول الله لي من المال كذا وكذا في مكان كذا وكذا فقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليائك، والثلثان لا بني هذا إن علمت أنه من مواليك وأوليائك، وإن كان مخالفا فخذه إليك فلا حق في المخالفين في أموال المؤمنين، ثم سألته أن يصلي عليها وأن يتولى أمرها، ثم صارت لمرأة ميتة كما كانت.
- روي عن جابر الجعفي، عن زين العابدين عليه السلام قال: أقبل أعرابي إلى المدينة ليختبر الحسين عليه السلام لما ذكر له من دلائله، فلما صار بقرب المدينة خضخض ودخل المدينة، فدخل على الحسين، فقال له أبو عبد الله الحسين عليه السلام: أما تستحيي يا أعرابي أن تدخل إلى إمامك وأنت جنب؟ فقال: أنتم معاشر العرب إذا دخلتم خضخضتم؟ فقال الأعرابي: قد بلغت حاجتي مما جئت فيه، فخرج من عنده فاغتسل ورجع إليه فسأله عما كان في قلبه.
- عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: إذا أراد الحسين عليه السلام أن ينفذ غلمانه في بعض أموره قال لهم: لا تخرجوا يوم كذا، اخرجوا يوم كذا، فإنكم إن خالفتموني قطع عليكم فخالفوه مرة وخرجوا فقتلهم اللصوص وأخذوا ما معهم، واتصل الخبر إلى الحسين عليه السلام فقال: لقد حذرتهم، فلم يقبلوا مني. ثم قام من ساعته ودخل على الوالي، فقال الوالي: بلغني قتل غلمانك فآجرك الله فيهم، فقال الحسين عليه السلام: فاني أدلك على من قتلهم فاشدد يدك بهم، قال: أو تعرفهم يا ابن رسول الله، قال: نعم كما أعرفك، وهذا منهم فأشار بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي. فقال الرجل: ومن أين قصدتني بهذا ومن أين تعرف أني منهم؟ فقال له الحسين عليه السلام: إن أنا صدقتك تصدقني؟ قال: نعم، والله لأصدقنك، فقال: خرجت ومعك فلان وفلان وذكرهم كلهم فمنهم أربعة من موالي المدينة، والباقون من جيشان المدينة، فقال الوالي: ورب القبر والمنبر، لتصدقني أو لاهرقن لحمك بالسياط، فقال الرجل: والله ما كذب الحسين ولصدق، وكأنه كان معنا فجمعهم الوالي جميعا، فأقروا جميعا فضرب أعناقهم.
- روي أن رجلا صار إلى الحسين عليه السلام فقال: جئتك أستشيرك في تزويجي فلانة، فقال: لا احب ذلك وكانت كثيرة المال، وكان الرجل أيضا مكثرا فخالف الحسين فتزوج بها، فلم يلبث الرجل حتى افتقر، فقال له الحسين عليه السلام: قد أشرت إليك، فخل سبيلها فان الله يعوضك خيرا منها، ثم قال: وعليك بفلانة فتزوجها فما مضت سنة حتى كثر ماله، وولدت له ذكرا وأنثى: ورأى منها ما أحب.
- روي أنه لما ولد الحسين عليه السلام أمر الله تعالى جبرئيل أن يهبط في ملأ من الملائكة فيهنئ محمدا، فهبط فمر بجزيرة فيها ملك يقال له فطرس، بعثه الله في شئ فأبطأ فكسر جناحه فألقاه في تلك الجزيرة، فعبد الله سبعمائة عام، فقال فطرس لجبرئيل: إلى أين؟ فقال: إلى محمد، قال: احملني معك لعله يدعو لي. فلما دخل جبرئيل وأخبر محمدا بحال فطرس، قال له النبي: قل يتمسح بهذا المولود، فتمسح فطرس بمهد الحسين عليه السلام، فأعاد الله عليه في الحال جناحه ثم ارتفع مع جبرئيل إلى السماء.
- زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يحدث عن آبائه عليهم السلام أن مريضا شديد الحمى عاده الحسين عليه السلام فلما دخل من باب الدار طارت الحمى عن الرجل، فقال له: رضيت بما أوتيتم به حقا حقا والحمى تهرب عنكم، فقال له الحسين عليه السلام: والله ما خلق الله شيئا إلا وقد أمره بالطاعة لنا، قال: فإذا نحن نسمع الصوت ولا نرى الشخص، يقول: لبيك، قال: أليس أمير المؤمنين أمرك أن لا تقربي إلا عدوا، أو مذنبا لكي تكوني كفارة لذنوبه، فما بال هذا؟ فكان المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي.
- عن أيوب بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن امرأة كانت تطوف وخلفها رجل فأخرجت ذراعها فقال بيده حتى وضعه على ذراعها، فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جنى الجناية، فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقالوا: نعم الحسين بن علي عليهما السلام قدم الليلة، فأرسل إليه فدعاه فقال: انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو ثم جاء إليهما حتى خلص يده من يدها، فقال الأمير: ألا تعاقبه بما صنع؟ قال: لا.
- روى عبد العزيز بن كثير أن قوما أتوا إلى الحسين عليه السلام وقالوا: حدثنا بفضائلكم، قال: لا تطيقون وانحازوا عني لأشير إلى بعضكم فان أطاق سأحدثكم، فتباعدوا عنه فكان يتكلم مع أحدهم حتى دهش ووله وجعل يهيم، ولا يجيب أحدا وانصرفوا عنه. صفوان بن مهران قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: رجلان اختصما في زمن الحسين عليه السلام في امرأة وولدها، فقال هذا: لي، وقال هذا: لي، فمر بهما الحسين عليه السلام فقال لهما: فيما تمرجان؟ قال أحدهما: إن المرأة لي، وقال الآخر: إن الولد لي، فقال للمدعي الأول: اقعد فقعد وكان الغلام رضيعا فقال الحسين عليه السلام: يا هذه اصدقي من قبل أن يهتك الله نسترك، فقالت: هذا زوجي والولد له، ولا أعرف هذا. فقال عليه السلام: يا غلام ما تقول هذه؟ انطق بإذن الله تعالى، فقال له: ما أنا لهذا ولا لهذا، وما أبي إلا راعي لآل فلان، فأمر عليه السلام برجمها. قال جعفر عليه السلام: فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها.
- الاصبغ بن نباتة قال: سألت الحسين عليه السلام فقلت: سيدي أسألك عن شئ أنا به موقن وإنه من سر الله وأنت المسرور إليه ذلك السر، فقال: يا أصبغ أتريد أن ترى مخاطبة رسول الله لأبي دون يوم مسجد قبا؟ قال: هذا الذي أردت قال: قم، فإذا أنا وهو بالكوفة، فنظرت فإذا المسجد من قبل أن يرتد إلي بصري، فتبسم في وجهي، ثم قال: يا أصبغ إن سليمان بن داود اعطي الريح " غدوها شهر ورواحها شهر " وأنا قد أعطيت أكثر مما أعطى سليمان، فقلت: صدقت والله يا ابن رسول الله. فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب، وبيان ما فيه، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا، لانا أهل سر الله، فتبسم في وجهي ثم قال: نحن آل الله وورثة رسوله، فقلت: الحمد لله على ذلك قال لي: ادخل فدخلت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله محتبئ في المحراب بردائه فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام قابض على تلابيب الأعسر فرأيت رسول الله يعض على الأنامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك، عليكم لعنة الله ولعنتي.
- كتاب الابانة قال بشر بن عاصم: سمعت ابن الزبير يقول: قلت للحسين بن علي عليهما السلام: إنك تذهب إلى قوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك، فقال: لان اقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن يستحل بي مكة، عرض به.
- كتاب التخريج عن العامري بالإسناد عن هبيرة بن مريم عن ابن عباس قال: رأيت الحسين عليه السلام قبل أن يتوجه إلى العراق على باب الكعبة وكف جبرئيل في كفه وجبرئيل ينادي: هلموا إلى بيعة الله عزوجل.
وعنف ابن عباس على تركه الحسين عليه السلام فقال: إن أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلا ولم يزيدوا رجلا نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم. وقال محمد بن الحنفية: وإن أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم.
- من كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج الحسين بن علي إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه: لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم، فقال: كلا إذا أتينا هذا المنزل فانه يستقبلك أسود ومعه دهن فاشتره منه ولا تماكسه، فقال له مولاه: بأبي أنت وأمي ما قدامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء؟ فقال: بلى أمامك دون المنزل. فسار ميلا فإذا هو بالأسود، فقال الحسين لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن، فأخذ منه الدهن وأعطاه الثمن فقال له الغلام لمن أردت هذا الدهن؟ فقال: للحسين بن علي عليهما السلام فقال: انطلق به إليه فصار الأسود نحوه فقال: يا ابن رسول الله إني مولاك لا آخذ له ثمنا ولكن ادع الله أن يرزقني ولدا ذكرا سويا يحبكم أهل البيت فاني خلفت امرأتي تمخض، فقال: انطلق إلى منزلك فان الله قد وهب لك ولدا ذكرا سويا. فولدت غلاما سويا ثم رجع الأسود إلى الحسين ودعا له بالخير بولادة الغلام له وإن الحسين عليه السلام قد مسح رجليه فما قام من موضعه حتى زال ذلك الورم.
- نجم: روينا بإسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري في كتاب دلائل الإمامة بإسناده عن حذيفة قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني أمية، ويقدمهم عمر بن سعد، وذلك في حياة النبي صلى الله عليه وآله، فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله؟ فقال: لا، فقال: أتيت النبي فأخبرته فقال: علمي علمه وعلمه علمي لانا نعلم بالكائن قبل كينونته.
- عيون المعجزات للمرتضى رحمه الله: جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه عن الصادق عليه السلام، عن أبيه، عن جده عليهما السلام قال: جاء أهل الكوفة إلى علي عليه السلام فشكوا إليه إمساك المطر، وقالوا له: استسق لنا، فقال للحسين عليه السلام: قم واستسق فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وقال: اللهم معطي الخيرات، ومنزل البركات، أرسل السماء علينا مدرارا، واسقنا غيثا مغزارا، واسعا، غدقا، مجللا سحا، سفوحا، فجاجا تنفس به الضعف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك آمين رب العالمين. فما فرغ عليه السلام من دعائه حتى غاث الله تعالى غيثا بغتة وأقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة فقال: تركت الأودية والآكام يموج بعضها في بعض.
- حدث جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن أخيه قال: شهدت يوم الحسين صلوات الله عليه فأقبل رجل من تيم يقال له: عبد الله بن جويرة، فقال: يا حسين فقال صلوات الله عليه: ما تشاء؟ فقال: أبشر بالنار، فقال عليه السلام: كلا إني أقدم على رب غفور، وشفيع مطاع، وأنا من خير إلى خير من أنت؟ قال: أنا ابن جويرة فرفع يده الحسين حتى رأينا بياض إبطيه وقال: اللهم جره إلى النار، فغضب ابن جويرة فحمل عليه فاضطرب به فرسه في جدول وتعلق رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذ يعدو به ويضرب رأسه بكل حجر وشجر وانقطعت قدمه وساقه وفخذه، وبقي جانبه الآخر متعلقا في الركاب فصار لعنه الله إلى نار الجحيم.
- عن طاووس اليماني أن الحسين بن علي عليهما السلام كان إذا جلس في المكان المظلم يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره، فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان كثيرا ما يقبل جبينه ونحره، وإن جبرئيل عليه السلام نزل يوما فوجد الزهراء عليها السلام نائمة، والحسين في مهده يبكي، فجعل يناغيه ويسليه حتى استيقظت، فسمعت صوت من يناغيه فالتفتت فلم تر أحدا فأخبرها النبي صلى الله عليه وآله أنه كان جبرئيل عليه السلام.