المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جولة النبي ابراهيم (ع) في العوالم


معراج
25-10-2011, 05:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذا البحث هوتكملة للبحث السابق (النظام السباعي) الذي ذكرنا ه في هذا المنتدى .
بسم الله الرحمن الرحيم [وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين] الأنعام/75

أي ليكون من الموقنين بحتمية ظهور الدين ووصول أهل الأرض إلى مرحلة الاستخلاف التام في الطور المهدوي فمن أجل ذلك قال..[واجعل لي لسان صدق في الآخرين]- يريد المشاركة في صنع هذا الطور لعلمه بتأخره الزماني فأجيبت دعوته في سورة أخرى [وجعلنا له لسان صدق عليا]. ثم قال [وتركنا عليه في الآخرين].. ثم طلب أن يكون خاتم الرسالات من ذريته، وقائد الطور المهدوي من ذريته فقال الله [أي جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي]. فكان النبي (ص) يقول [أنا دعوة إبراهيم].

لقد دعا نوح عالماً واحداً ومع ذلك فقد قال الله تعالى [سلام على نوح في العالمين]. وكان إبراهيم (ع) من شيعة نوح (ع) [وإن من شيعته لإبراهيم]. فسلام على نوح في جميع العوالم التي فيها مثله أو نفسه دعا فيها بنفس دعوته. والعالمين مصطلح تحير فيه العلماء وتناقضوا ففي قوله تعالى الحمد لله رب العالمين قال البيضاوي [والعالم أسم لما يعلم به الصانع وهو كل ما سواه من الجواهر والأعراض]، ولكنه لا يطبق هذا المعنى وكذلك جميع المفسرين على قوله مثلاً [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين]- حيث جعلوا كل إنسان عالم بمفرده ليحصل الجمع.

لكن الحقيقة هي أن الرسول هو واحد لجميع عوالم البشر- يختم أنبياءنا وأنبياءهم- فعالمية الرسالة المذكورة في القرآن إنما تشير إلى أن الرسالة الخاتمة واحدة للجميع ولهذا كان كتاب الرسالة الخاتمة تبياناً لكل شيء وتفصيلاً للذي بين يديه من الكتاب.

ففي قوله تعالى [هو الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا] إشارة واضحة إلى مهمة الرسالة الخاتمة ومهمة عبده (ص) في إنذار العوالم الأخرى القريبة. وسوف يأتي بيان ذلك خلال الروايات.

وفي قوله تعالى [إنها لإحدى الكبر. نذيراً للبشر]. أي جميع البشر الذين هم أجناس مختلفة في عوالم متعددة. وهذا لا يحدث بالطبع إلا بعد ظهور الدين على الأرض كافة، وحدوث اتصال واسع مستقبلاً وهو ما أكدته روايات صحيحة أخرى. ومن هنا نفهم سبب الاختلاف في الصيغ القرآنية عند الخطاب بعبارة [يا بني آدم] عن الخطاب بصيغة [يا أيها الناس]. حيث بني آدم أكثر من جنس في عوالم متعددة.

ولم يكتفِ بذلك فشمل الإنذار والتبشير الجن باعتبار قربهم من الأرض رغم أنهم ليسوا من ولد آدم ولا من البشر- فيكون غيرهم من ولد آدم أولى بالإنذار والبشارة، وخصصت سورة باسم الجن وتم إنذارهم بالقرآن أسوة ببني آدم.

وهذا هو الذي يفسر تفضيل الرسول (ص) على الجميع وكونه سيداً لجميع الكائنات مما أجمعت عليه الأمة وأيده المأثور ولاحظناه . كما أنه يفسر لنا امتلاكه ناصية الأمر في القيامة - حيث تحشر جميع الخلائق على صعيد واحد. فلولا أنه الرسول الخاتم لرسالتهم والشاهد على رسلهم لما كان يستحق المقام المحمود على الخلائق بأسرها.

وهذا يفسر أيضاً تفضيل بني آدم على كثير ممن خلق كما نص عليه القرآن. ومن هنا أيضاً صح أن يقال أن الله خلق الخلق لأجله (ص)- بمعنى أنه خلقهم لأجل تطبيق شريعته وصولاً إلى تلك العوالم المثالية.

وهذه مجرد إشارات للتمهيد يأتيك بيانها التفصيلي لاحقاً- لأن هذا البحث بكامله هو برهان على تلك القضية.

من هنا نفهم أن مهمة المهدي (ع) هي إيصال جنس الإنسان على أرضنا إلى مرحلة الإذعان للشرع السماوي تمهيداً للقيام بعملية الإنذار الأكبر والاستمرار بالدعوة على صعيد النظم الفلكية المجاورة.

وهذا يعني أن المهدوية على الأرض تستمر حقباً طويلة بعكس ما قيل عن بقائها سبعة أعوام أو أربعين سنة. وسوف نرى قريباً أن المهدوية في مأثور أهل البيت (ع) ذات حقب طويلة جداً. ونؤيد ذلك بأدلة قرآنية واضحة، حيث سنرى أن الآيات التي ذكرناها هنا من سورة الفرقان والصافات والمدثر ذات علاقة وطيدة بعلامات الظهور وبالطور المهدوي. ولا نعجز عن العثور على أحاديث تؤكد قيام [المهدي] (ع) بالدعوة في الكواكب بعد إتمام سيطرة الدين على كافة بقاع الأرض منها مثلاً:

الحديث (12): في بصائر الدرجات عن الباقر (ع) قال:

[ذُخرَ لصاحبكم الصعب. قال. قلت وما الصعب؟ قال من سحاب فيه رعد وبرق وصاحبكم يركبه. أما أنه سيركب السحاب ويرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضين السبع، خمس عوامر واثنتان خراب].

الحديث يوضح قيامه بالمهمة على صعيد المنظومة الشمسية، لكن النظام السباعي العام للكون- يجعلنا نتصور إمكانية حدوث الإنذار إلى مناطق أبعد.

فالرسول (ص) في المعراج ارتقى في الأسباب إلى أبعد من ذلك بما لا يتصوره عقل، حيث بلغ السدرة، وتمكن من الإطلاع على ما هو أبعد وأوسع من الملكوت الذي اطلع عليه إبراهيم (ع). ولا يمكن أن يكون هذا الإنذار لتلك الأقوام مفاجئاً- إذ لا بد من تمهيد سابق للدعوة.
وللديث تتمة.

نور الغائب
25-10-2011, 08:12 PM
حياكم الله ووفقكم لكل خير
بوركت جهودكم ولكن لي سؤال لو سمحتم وهو:
مامعنى الطور المهدوي؟

ممتنة لكم

معراج
26-10-2011, 12:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
شكرآ لمتابعتكم لهذه المباحث المهمة سؤالكم في محله . الطور المهدوي اقصد به المرحلة او مجموعة الحقب الزمنيه والحقبه هي ثمانين عام ( لابثين فيها احقابا ) وهذا يعني المرحلة الزمنية التي يحكم فيها الأمام المهدي (ع) ونستطيع ان نسميها ( طور الاستخلاف ) وهي مرحله حكم خليفة الله وذالك قوله ( اني جاعل في الارض خليفة ) وبعباره اخرى فأن الطور يقصدون به مرحلة متطورة لسابقتها . سررت بسؤالكم فانه دليل وعيكم وشكرآ لكم