معراج
29-10-2011, 06:19 PM
( ترك الذنب اهون من طلب التوبة ) نورد هذه القصة عن الامام جعفر الصادق (ع) بتصرف , وهي من كتاب البحار , ج 13 ص 495 باب نوادر بني اسرائيل
قال (ع) كان عابد في بني اسرائيل يعبد الله قي صومعتة ,زاهدآ بلدنيا وما فيها , فأعيا أمره على الشيطان كيف يضله فصاح ابليس صيحة جمع بها أعوانه ,
فقال :من منكم لهذا العابد ؟ قال أحدعم : أنا له. فقال: من اين تأتيه؟ فقال : من ناحيه المال . قال: لست بصاحبه, أنه يكره المال , وقال الثاني : فأنا له. قال: من اين تأتيه ؟, قال: من ناحية النساء
قال: لست له, لأنه لم يجرب النساء , وقال الثالث : فأنا له . قال: من اين يأتيه ؟: قال من ناحية الشراب والملذات . قال: لست له , هذا بهذا, فقال اخر : أنا له . قال: من أين تأتيه ؟: قال: آتيه من ناحية البر والعبادة .
قال: انت صاحبه , فأنطلق الى مهمتك فانطلق الى موضع الرجل , وقد تمثل له بصورة انسان . . فدخل الصومعة وأقام بجانب العابد يصلي , وهو لا يمل من العبادة . وكان الرجل يستريح والشيطان لا يستريح , والرجل ينام , والشيطان لاينام .
فتعجب العابد من عبادة الشيطان , واستصغر عبادتة أمام عبادته .وتحول اليه ليكلمه فقال : ياعبد الله بأي شيء قويت على هذه الصلاة ؟ فلم يجبه . ثم أعاد عليه السؤال , فلم يجبه . ثم أكد عليه السؤال , فقال : ياعبد الله أًذنبت ذنبآ ثم تبت منه ,
فأذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة : قال: فأخبرني بذنبك أعمل مثله وأتوب , فاذا فعلته قويت على الصلاة , قال: ومن أين لي الدرهمين ؟, وما أدري ما الدرهمان , فتناول الشيطان من تحت قدميه درهمين , فناوله اياهما . فقام العابد , فدخل المدينة بألبسة أهل الدين ,
وسأل عن منزل البغية , فأرشده الناس أليها ولم يشكوا به , بل ظنوا أنه جاء أليها ليهديها . فلما جاءها وجدها جالسة على باب دارها . فرمى أليها الدرهمين . وقال لها : قومي . فدخلت المنزل وقالت له : ادخل. فلما راودها عن نفسها , قالت : أعوذ بالله منك . جئمني بلبس العباد لتفعل المنكر ؟ أن مثلك لا يأتي ألى مثلي ! فأخبرني عن حالك . فقص عليها قصته . فقالت : ياعبد الله أن ترك الذنب اهون من طلب التوبة ,( وهي حكمة للامام علي (ع) ) وليس كل من طلب التوبة وجدها . وما اظن أن الذي جاءك ألا شيطان تمثل لك ليغويك ,
فأنصرف فأنك لا تراه في صومعتك . فأنصرف عنها .. وماتت المرأة من ليلتها . وما اصبح الصباح ألا وقد كتب على بابها: احظروا فلانة فأنها من أهل الجنة . فارتاب الناس من أمرها , ومكثوا ثلاثة أيام لا يدفنونها . فأوحى الله عز وجل الى نبي تلك الأمة - وهو موسى بن عمران
(ع) - ان ائت فلانة فصل عليها , وائمر الناس أن يصلوا عليها , فأني قد غفرت لها , وأوجبت لها الجنة , لأنها عصمت عبدآ من عبادي عن معصيتي
اذا اخي القارئ حبائل الشيطان كثيرة , فيجب على المؤمن أن يكون حذرآ منها . كما ان العبادة بدون علم لا تكفي , ولو كان هذا العابد عالمآ لما وقع في المحذور . فعن امير المؤمنين (ع) : المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح . وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل , لأن العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه , وتأتي الجاهل فتنسفه نسفآ . وقليل العمل مع كثير العلم , خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة
قال (ع) كان عابد في بني اسرائيل يعبد الله قي صومعتة ,زاهدآ بلدنيا وما فيها , فأعيا أمره على الشيطان كيف يضله فصاح ابليس صيحة جمع بها أعوانه ,
فقال :من منكم لهذا العابد ؟ قال أحدعم : أنا له. فقال: من اين تأتيه؟ فقال : من ناحيه المال . قال: لست بصاحبه, أنه يكره المال , وقال الثاني : فأنا له. قال: من اين تأتيه ؟, قال: من ناحية النساء
قال: لست له, لأنه لم يجرب النساء , وقال الثالث : فأنا له . قال: من اين يأتيه ؟: قال من ناحية الشراب والملذات . قال: لست له , هذا بهذا, فقال اخر : أنا له . قال: من أين تأتيه ؟: قال: آتيه من ناحية البر والعبادة .
قال: انت صاحبه , فأنطلق الى مهمتك فانطلق الى موضع الرجل , وقد تمثل له بصورة انسان . . فدخل الصومعة وأقام بجانب العابد يصلي , وهو لا يمل من العبادة . وكان الرجل يستريح والشيطان لا يستريح , والرجل ينام , والشيطان لاينام .
فتعجب العابد من عبادة الشيطان , واستصغر عبادتة أمام عبادته .وتحول اليه ليكلمه فقال : ياعبد الله بأي شيء قويت على هذه الصلاة ؟ فلم يجبه . ثم أعاد عليه السؤال , فلم يجبه . ثم أكد عليه السؤال , فقال : ياعبد الله أًذنبت ذنبآ ثم تبت منه ,
فأذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة : قال: فأخبرني بذنبك أعمل مثله وأتوب , فاذا فعلته قويت على الصلاة , قال: ومن أين لي الدرهمين ؟, وما أدري ما الدرهمان , فتناول الشيطان من تحت قدميه درهمين , فناوله اياهما . فقام العابد , فدخل المدينة بألبسة أهل الدين ,
وسأل عن منزل البغية , فأرشده الناس أليها ولم يشكوا به , بل ظنوا أنه جاء أليها ليهديها . فلما جاءها وجدها جالسة على باب دارها . فرمى أليها الدرهمين . وقال لها : قومي . فدخلت المنزل وقالت له : ادخل. فلما راودها عن نفسها , قالت : أعوذ بالله منك . جئمني بلبس العباد لتفعل المنكر ؟ أن مثلك لا يأتي ألى مثلي ! فأخبرني عن حالك . فقص عليها قصته . فقالت : ياعبد الله أن ترك الذنب اهون من طلب التوبة ,( وهي حكمة للامام علي (ع) ) وليس كل من طلب التوبة وجدها . وما اظن أن الذي جاءك ألا شيطان تمثل لك ليغويك ,
فأنصرف فأنك لا تراه في صومعتك . فأنصرف عنها .. وماتت المرأة من ليلتها . وما اصبح الصباح ألا وقد كتب على بابها: احظروا فلانة فأنها من أهل الجنة . فارتاب الناس من أمرها , ومكثوا ثلاثة أيام لا يدفنونها . فأوحى الله عز وجل الى نبي تلك الأمة - وهو موسى بن عمران
(ع) - ان ائت فلانة فصل عليها , وائمر الناس أن يصلوا عليها , فأني قد غفرت لها , وأوجبت لها الجنة , لأنها عصمت عبدآ من عبادي عن معصيتي
اذا اخي القارئ حبائل الشيطان كثيرة , فيجب على المؤمن أن يكون حذرآ منها . كما ان العبادة بدون علم لا تكفي , ولو كان هذا العابد عالمآ لما وقع في المحذور . فعن امير المؤمنين (ع) : المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح . وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل , لأن العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه , وتأتي الجاهل فتنسفه نسفآ . وقليل العمل مع كثير العلم , خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة