المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبس من نور الامام الرضا عليه السلام


امير الصمت
31-10-2011, 11:58 AM
قبس من نور الامام الرضا عليه السلام

ﻻ يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه وسنّة من نبيّه وسنّة من وليّه.
فأمّا السنّة من ربّه فكتمان سرّه.
قال الله جلّ جلاله: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً، إلاّ من ارتضى من رسول)
وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس، فإنّ الله عزّ وجلّ أمر نبيّه بمداراة الناس، فقال: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
وأمّا السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء، يقول عزّ وجلّ: (والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس اولئك الّذين صدقوا واولئك هم المتّقون


إنّ رجلاً في بني اسرائيل عبد الله أربعين سنة، ثمّ قرّب قرباناً فلم يقبل منه، فقال في نفسه: وما اوتيت إلاّ منك، وما الذنب إلاّ لك.
قال: فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة.
فرّق أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) بخراسان ماله كلّه في يوم عرفة، فقال له الفضل بن سهل: إنّ هذا لمغرم، فقال:
بل هو المغنم، ﻻ تعدّنّ مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرما.
عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا (عليه السّلام) في سفره إلى خراسان فدعا يوماً بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم. فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة.
فقال:
مه! إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد والامّ واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.
لماذا التستّر؟
عن اليسع بن حمزة قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) احدّثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال: السلام عليك يابن رسول الله، رجل من محبّيك ومحبّي آبائك وأجدادك (عليهم السلام)، مصدري من الحجّ وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي والله عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدّقت بالذي تولّيني عنك، فلست موضع صدقة. فقال له:
اجلس رحمك الله، وأقبل على الناس يحدّثهم حتى تفرّقوا، وبقى هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا.
فقال: أتأذنون لي في الدخول؟
فقال له سليمان: قدّم الله أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقى ساعة ثمّ خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال: أين الخراساني؟
فقال: ها أنا ذا.
فقال: خذ هذه المأتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرّك بها ولا تصدّق بها عنّي، واخرج فلا أراك ولا تراني.
ثمّ خرج فقال له سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه؟
فقال: مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): (المستتر بالحسنة، يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له).
أما سمعت قول الأول
مـــــتى آتــه يوماً لأطلب حاجة رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه
مع الضيوف
عن عبيد بن أبي عبد الله البغدادي عمّن أخبره قال: نزل بأبي الحسن الرضا (عليه السّلام) ضيف وكان جالساً عنده يحدثه في بعض الليل فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فبادره أبو الحسن (عليه السّلام) بنفسه فأصلحه ثمّ قال له:
إنّا قوم ﻻ نستخدم أضيافنا.
مع نعم الله
عن ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوماً فاكهة ولم يستقصوا أكلها ورموا بها، فقال لهم أبو الحسن (عليه السّلام):
سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإنّ اناساً لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه.
مع الخدم
إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون، فلا تقوموا حتى تفرغوا.
ولربّما دعا بعضنا فيقال له: هم يأكلون، فيقول: دعهم حتّى يفرغوا.
حمد النعمة
روي عن دعبل بن عليّ أنّه دخل على الرضا (عليه السّلام) فأمر له بشيء فأخذه ولم يحمد الله فقال له:
لم لم تحمد الله؟ قال: ثمّ دخلت بعده على أبي جعفر (عليه السّلام) فأمر لي بشيء فقلت: الحمد لله. فقال: تأدّبت.
ما أحسن الصبر؟
ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله تعالى: (وارتقبوا أنّي معكم رقيب) وقوله عزّ وجلّ (فانتظروا انّي معكم من المنتظرين) فعليكم بالصبر فانّه انّما يجيئ الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم.
تعلموا من الديك
في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء (عليهم السلام): معرفته بأوقات الصلاة والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة.
المستتر بالحسنة
المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بالسيئة مغفور له.
شهرة العبادة
من شهر نفسه بالعبادة فاتهموه على دينه فإن الله عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة اللباس.
ثم قال: ان الله تعالى انما فرض على الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة من أتى بها لم يسأله الله عزّ وجلّ عما سواها، وانما أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) اليها مثيلها.
ليتم بالنوافل ما يقع فيها من النقصان، وان الله عزّ وجلّ ﻻ يعذب على كثرة الصلاة والصوم ولكنه يعذب على خلاف السنة.
صفات الزهد
سئل الرضا (عليه السّلام) عن صفة الزاهد فقال:
متبلّغ بدون قوته مستعدّ ليوم موته، متبرّم بحياته.
احسن ظنك
احسن الظن بالله فإن الله عزّ وجلّ يقول: انا عند ظن عبدي المؤمن بي، ان خيرا فخيراً وان شرّاً فشرّاً.
اشكر المنعم
من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّ وجلّ.
هكذا تشكر النعمة
اتقوا الله وعليكم بالتواضع والشكر والحمد، انه كان في بني اسرائيل رجل فاتاه في منامه من قال له: انّ لك نصف عمرك سعة، ايّ النصفين شئت.
فقال: انّ لي شريكاً فلما اصبح الرجل قال لزوجته: قد اتاني في هذه الليلة رجل فأخبرني انّ نصف عمري لغي سعة فاختر أيّ النصفين شئت؟
فقالت له زوجته: اختر النصف الأول.
فقال: لك ذاك.
فأقبلت عليه الدنيا فكان كلما كانت نعمة قالت زوجته: جارك فلان محتاج فصله، وتقول: قرابتك فلان فتعطيه، وكانوا كذلك كلما جاءتهم نعمة اعطوا وتصدقّوا وشكروا، فلما كان ليلة من الليالي اتاه الرجل فقال: يا هذا انّ النصف قد انقضى فما رأيك؟
قال: لي شريك فلما أصبح الصبح قال لزوجته: اتاني الرجل فأعلمني انّ النصف قد انقضى.
فقالت له زوجته: قد انعم الله علينا فشكرنا، والله اولى بالوفاء.
قال: فإن لك تمام عمرك.





تطهير ورحمة
المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ولعنة، وانّ المرض ﻻ يزال بالمؤمن حتى ﻻ يكون عليه ذنب.
لطلب الولد
تزوجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب فاحببتها حبّاً لم يحب احدا احداً مثله، وابطأ على الولد فصرت الى أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) فذكرت ذلك له، فتبسم وقال:
اتخذ خاتماً فصّه فيروزج واكتب عليه (ربّ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين)
قال: ففعلت ذلك، فما أتى عليّ حول حتى رزقت منها ولداً ذكراً.
إذا اراد الله امراً
إذا اراد الله أمراً سلب العباد عقولهم: فانفذ امره وتمت ارادته فإذا انفذ امره ردّ الى كل ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا ومن اين ذا؟
المشية والإرادة
سئل (عليه السّلام) عن المشيئة والارادة فقال:
المشيئة الاهتمام بالشيء، والارادة اتمام ذلك الشيء.

حبيبة الحسين
02-11-2011, 08:58 PM
مشكورين لهذه الجهود القيمة
بارك الله بكم
وجعلها الله في ميزان اعمالكم
لكم مني خالص الاحترام

امير الصمت
03-11-2011, 01:55 AM
شكرا حبيبة الحسين
ادامكم الله