المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفحات في حب ال البيت عليهم السلام


احمد المجراوي
01-11-2011, 12:59 PM
الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك وحمدك به الحامدون وأصلي وأسلم على سيدنا رسول الله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه صلاة وسلاماً يليقان بحبك له وحبه لك يا رب العالمين كما نسألك اللهم أن تعفو عنا وتعافينا من جميع الأوجاع والأسقام وأن تحفظنا في اليقظة والمنام وأن ترزقنا يا مولانا حسن الختام وأن تجمعنا بحبيبك وآله وأصحابه وأحبابه صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين في الدنيا والآخرة إنك أنت الكريم المجيب وبعد:---
فإن سادتنا أهل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هم رمز الطهارة الإيمانية سبقت لهم من الله الحسنى نجد هذا فيما أراده لهم سبحانه من تطهير مطلق حيث خاطبهم مخبراً لهم بفضله عليهم ومبيناً لنا معشر المسلمين والمؤمنين عظيم شأنهم وعلو منزلتهم فقال سبحانه وتعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) (الأحزاب:33) نعم إنه التطهير المطلق السابق العام فهو سبحانه يختص برحمته من يشاء بما يشاء وكيف يشاء إنها الإرادة إرادة الله لأحبابه وأحباب رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فسبحان من وهب لأحبابه وأحبابهم هذا العطاء ومما قلت في هذا الشأن:
هم الطهارة في أسمى مراتبها فمطلق الطهر لم يثبت لغيرهم
فهذه سورة الأحزاب ناطقة إرادة الله فوق الشك والتهم
إنهم أجزاء من الجسم المحمدي النوراني المبارك حقا إنهم وجدهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم طينة نورانية مباركة واحدة فهم منه وهو منهم ولذلك لا يجب أن نستغرب عندما يخبرنا الرسول (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) فليس عجباً أن يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم "حسين مني" لأن ذلك واضح إنما الأعجب في قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم "وأنا من حسين" إنه التمازج النوراني المتحد والطينة المباركة الواحدة وفي هذا المعنى قلتك:
قال الحبيب (حسين مني) ويحكم أ قلوبكم قدت من الأحجار؟
(أنا من حسين) قالها خير الورى بشرى لواع يا أولي الأبصار
ومن المعلوم والمفهوم للجميع أن الفرع جزء من الأصل وامتداد له ولذلك أخبرنا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بتلك الحقيقة الباسقة الواضحة فقال ( فاطمة بضعة مني ...) كما أنه من المعلوم بداهة أن الجزء من أفضل الخلق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يكون أفضل الأجزاء فلا يساويه أي جزء في هذا الفضل وفي ذلك قلت:- فرع له المختار أصل قد علا كل الفروع لأنه العلياء
أنى يساوي الجزء من خير الورى بسواه أنى تستوي الأجزاء
ولهذه الفضائل العظمى وتلك المنازل العليا ولغيرها مما لا نعلم أوجب الله حبهم ومودتهم على جميع المؤمنين بمقتضى قوله تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) (الشورى23) فما من مؤمن إلا ويجد في قلبه وداً لأهل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بل ويجد هذا الود لكل مؤمن محب لهم ولكل مؤمن تقي والأولى بالود هم سادتنا أهل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهذا مما ألزم الله به قلوب عباده وصدق الله العظيم إذ يقول: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" كما أن سيدنا رسول الله حثنا على التمسك بهم والاعتصام بحبهم روى الإمام مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : خطبنا رسول الله بغدير يدعى خما فقال ( أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين:أولهما كتاب الله فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في آهل بيتي أذكركم الله في آهل بيتي ...) فمن موجبات هذا الحب ومن مظاهره التي يجب أن تسود المجتمعات الإيمانية العمل على نشر تراثهم وتدارس سيرهم إظهارا لحبهم وتعبيرا عن ودهم وليجد فيها المؤمنون العبر والعظات التي تكون نبراساً مضيئاً في طريق حياتهم.
وقد جاء في كتب التفسير نقل المفسرين عن كتب الأحاديث الصحيحة أن آية التطهير من سورة الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) نزلت في خمسة هم سيدنا رسول الله والسيدة فاطمة وسيدنا الإمام علي كرم الله وجهه وسيدينا الحسن والحسين وقد فعل الرسول بعد نزول هذه الآية ما يوضح ذلك فقد لفهم بكسائه وقال (اللهم إن هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) وهذا التخصيص لهؤلاء الخمسة يدل على زيادة فضلهم ولا ينفي دخول بقية سادتنا أهل البيت ممن اتصلوا بسيدنا رسول الله عن طريق الرحم أو النسب أو السبب والمصاهرة وتخصيص هؤلاء السادة آهل العباءة من باب قولنا هذا هو ولدي حقا رغم وجود غيره من الأولاد إنما يكون ذلك لأفضليته أو الاهتمام به
إننا بحاجة إلي مزيد حبهم لان حبهم حب لجدهم وحب جدهم حب لله تبارك وتعالى. إن الحب المادي قد علا وطغى في هذا العصر الذي لا يجد فيه كثير من الناس فرصة لتربية الروح والسمو بها إلى تلك المنازل العليا التي تجعل صاحبها على اتصال بهم في الدنيا وفي ظل الرحمن يوم الحشر وفي الفردوس الأعلى بعد الحساب
فنعم الحب حب أهل البيت رضي الله عنهم وإذا كان الشعراء قد عبروا عن حبهم لأهل البيت بدرر أشعارهم إنما صنعوا ذلك من أجل الحب فقط لا رغباً في مادة دنيوية ولا رهباً من سلطان فان زائف وهذا عين الحب المبرأ من المنافع الدنيوية والمصالح الشخصية ولا يظن أحد آن مدح أهل البيت يزيدهم قدراً أو شرفاً إنما مدحهم عظيم قدر ورفيع شرف للمادح فما من حاكم في الدنيا ملكا كان أو رئيسا أو أميرا أو سلطانا إلا تشرف بمدح الشعراء وثنائهم عليه والحال هنا مع أهل البيت يختلف تماما حيث الشرف يكون للمادح لا للممدوح ولذلك قلت:-
فمدحهم شرف عال لمادحهم وغيرهم شرفوا بالمدح والنغم
وإني إذ أتقدم بديواني هذا بين يدي سادتي آهل البيت لأنال هذا الشرف العظيم أدعو الله تبارك وتعالى أن يتقبله مني وان يجعله سبباً في قبولهم لي وجمعي بهم في الدنيا والآخرة وان ينفع به جميع أحبابهم
هذا وقد جعلت أول قصائد الديوان قصيدة واحدة عن أصل أهل البيت وسيد أهل العباءة الخمسة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كي أجمع بين الأصل والفروع تبركا بأهل العباءة الخمسة0
اسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ويقبلنا ويعافينا من كل شر ومرض وان يجعلني خادما من خدمهم داعيا من دعاتهم مرضيا عندهم مقبولا لديهم إنه على ما يشاء قدير نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سعودي شرقاوي
01-11-2011, 01:28 PM
مشكور في موازين حسناتك ان شاء الله