مرتضى علي الحلي
01-11-2011, 03:20 PM
((الفصلُ الأخيرُ في حياة السيدة زينب (عليها السلام) ))
===============================
: ثقافتها الإعلامية وصبرها وإنتصارها كإمرأة :
=============================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنّ المرأة بشكل عام هي إنسانة مساوية للرجل في بشريتها وكرامتها وربما في تكليفها غالبا.
فقد تفرض عليها أحيانا قواهر الحياة مهمة صعبة جدا قد لاتقدر على تحملها بحكم تركيبها الجسمي والعاطفي وقلّما نجد من النساء من تصمد أمام فاجعة تُفجع فيها بقتل أخوتها وبنيها وسبيها
ولكن مع السيدة زينب /ع/ الأمر يبدو مُختلف تماما
فقد ضربت رقما صعبا في صلابتها وصبرها وثقافتها ثقافة المواجهة الواعية إعلاميا مع الخصم الذي يمتلك أدوات القمع والتنكيل ضد خصمه ولا يتورع عن إستعمالها تجاهه
فأول موقف شجاع لزينب/ع/ أن شقت صفوف الأعداء الأمويين من قتلة الحسين/ع/ وهي مُجللة بالحزن والأسى على حصل مع الحسين/ع/
فوقفت /ع/ على جسد أخيها الشهيد /ع/ وجلست عنده ومسحت الدماء الجامدة
عليه وأزالت عنه بقايا السيوف وركام الرماح والنبال ثم رفعت يديها
ورمقت السماء بناظريها ونطقت وملء شفتيها الإيمان
وقالت/ع/:
((أللّهُمّ تقبل منا هذا القربان ))
انظر/حياة الإمام الحسين/ع/ /باقر شريف القرشي/ج2 /ص300
ولسان حالها /ع/ يقول ففي سبيل دينك ضحى بنفسه وأهل بيته وأصحابه ؟
فبهذه المقولة الإعلامية والإيمانية الأصلية والتي سمعها الأعداء من فم زينب/ع/
تكون/ع/ قد أسست لمفهوم الشهادة والفداء في سبيل العقيدة وصححت مزاعم الأعداء بأنّ الحسين قد خرج على ما يُسمى بخليفة المسلمين
وإنما أرادت أن تقول لهم ::
إنّ الحسين /ع/ جاهد أعداء الله تعالى وهم أنتم فنال الشهادة وصيّر من نفسه الشريف قربانا لله تعالى
وإبقاءاً لدينه العزيز.
وعند أخذ زينب/ع/ سبيّة الى الكوفة من بعد انتهاء واقعة الطف فقد إنبرت /ع/ وبقوة لفتت إعجاب المؤالف والمخالف
فخطبت خطبتها الشهيرة والصحيحة والتي تضمنت ثقافة الصمود والوعي والتحفيز لمواجهة الظالمين وعدم الخنوع لهم والتستر بلباس الإيمان
فقالت/ع/ فاضحة المنافقين والناكثين من مجتمع الكوفة آنذاك
والذين أظهروا البكاء والتعاطف الأجوف مع سبي الحرائر والنساء من أهل بيت الوحي المحمدي الشريف.
((أما بعد : يا أهل الكوفة (وتقصد المجموعات البشرية المتواجدة في الكوفة آنذاك والذين كان أغلبهم خانعين لحكومة يزيد وابن زياد ) والذين تسببوا في قتل مسلم بن عقيل من قبل وخذلوا الإمام الحسين/ع/ ولم ينصروه إلاّ القلة )
يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت منكم الرنة
إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون إيمانكم دخلا بينكم
أتبكون وتنتحبون
أي والله فإبكوا كثيرا واضحكوا قليلا فقلد ذهبتم بعارها وشنارها
ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا
وأنّى لكم ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة ومدار حجتكم ومنار محجتكم وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم وسيد شباب أهل الجنة ألا ساء ما تزرون.
إلى أن قالت /ع/
(( فلا يستخفنكم المهل فإنه لايحفز البدار ولايخاف فوات الثأر وأنّ ربكم لبالمرصاد))
انظر/ الأمالي/ الطوسي/ ج1/ ص 91.
وهنا تبث زينبٌ /ع/ وعيا جديدا يجب أن يأخذ طريقه الى الميدان تطبيقا وهو أنّ العلاقة الحرارية العاطفية
أو مقولة أنّ قلوبنا معك وسيوفنا عليك هذه من الخدعة بمكان لاتنطلي على الله ورسوله والمعصومين
فخذلان المعصوم /ع/ هو عين العار والفضيحة في الدنيا والآخرة ولن يستطع أحد أن يغسل هذا العار الفضيع
((ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا))
وإنما المطلوب وعي المعية القلبية والسلوكية مع المعصوم/ع/ وعيا بحيث يُسجل حامله معه موقفا مشرفا وصالحا ومعبرا عن حقيقة إخلاصه
فزينب /ع/ نبّهت ناصحة القوم::
بأنّ المعصوم /ع/ هو مدار الحجة الوجودية في هذه الحياة وليس الطغاة وهو /ع/ منار المحجة أي طريقا منكشفا وموصلا بإستقامته الى الله تعالى ورضوانه.
فزينب /ع/ أيضا تركت وقعا بليغا في نفوس من حضر مجلس عبيد الله بن زياد
في الكوفة حينما شمت بها
وقال(( الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم ))
فلم تتركه زينب /ع/ يتم كلامه بل قاطعته بشجاعة قديرة قائلة له/ع/
((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد/ص/وطهرنا من الرجس تطهيرا , إنما يُفتضح الفاسق ويُكذب الفاجر وهو غيرنا يا ابن زياد ))
وهذه صاعقة كلامية نزلت على رأس ابن زياد
فزينب /ع/ عرّضت به ووبخته علنا وجعلته فاسقا فاجرا بحكم قولها ::
((إنما يُفتضح الفاسق ويُكذب الفاجر وهو غيرنا ياابن زياد))
فإشتاط ابن زياد غضبا فقال لها
كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟
فردت عليه/ع/ بكل إيمان وقوة قائلة
((كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاجون إليه وتختصمون عنده وانظر لِمَن الفلج يومئذ ثكلتكَ امّكَ يابن مرجانة))
انظر/الأرشاد /المفيد /ج2/ ص 115.
وهذه صاعقة اخرى انُزلتها زينب /ع/ لتحرق وتحطم طاغوتية ابن مرجانة
فتوصيف زينب/ع/ لأبن زياد بابن مرجانه فيه من الغايات ما لاتخفى على احد
والعرب إذا أرادت أهانة احدٍ أو تعريف بأصله فتذكره بأمه
كي يعي حاله وما هو عليه.
واخيرا إنّ زينبَاً /ع/ عاشت مفردات شهادة الحسين /ع/ بوعي وصبر وحكمة ,وتكملة للمسيرة
وتحقيقا لأهداف الحسين/ع/ وهي الأصلاح والوعي والرجوع الى الصراط الحق.
ورغم هذا وذاك لم تستسلم زينب /ع /بل قويت على امر الله تعالى
وانتفضت واسقطت الطاغية يزيد (لع) /وتحدته وقالت /ع/ قولتها فحفظها التاريخ
(ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغرقدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لاتجد إلاّ ما قدمت يداك وماربك بظلام للعبيد
.
....فكد كيدك ,واسع سعيك وناصب جهدك
فو الله لاتمحو ذكرنا ولاتميت وحينا ولاتدحض عنك عارها وهل رايك إلا ّفند وايامك إلاّ عدد وجمعك إلاّبدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين .)
انظر/اللهوف / السيد ابن طاووس /76.
تلك كلمات زينب /ع /تقرأ فيها فطنة الذهن ويقين الايمان وصلابة الموقف وبراعة البيان
وشخصنة نوايا الاعداء في حربهم المضادة لمحمد /ص/ ووحيه وأهل بيته المعصومين/ع/
فزينب /ع /هي اول أمرأة مسلمة وبّخَت طاغية الوقت حين قالت له
(( أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن تحدوبهن الاعداء من بلد الى بلد ويستشرفهن اهل المناهل و المناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولامن رجالهن ولي .............الخ))
انظر /أعيان الشيعة /السيد محسن الأمين/ج1 /ص 616.
حتى ازعجته واغضبته (لع)
فقال / ياصيحة تحمد من صوائح /..../ ما اهون النوح على النوائح
وفي هذه المقاطع تتبين اوجاع زينب /ع/وحسراتها على محاذير كانت تتحفظ عليها ع اولها حجابها واحتجابها
وثانيا تعجبها من ستر الطاغية لنسائه وإمائه واستضعافه للسبايا .....
نعم هكذا هي زينب الصبورة المفجوعة تبقى عامرة الايمان وصلبة في الميدان
فحري بنا رجالا ونساءاً:
أن نفهم زينباً /ع /فهما واعيا وهادفا نستنطق العبر من نصوصها ونحفظ كلماتها لأنها كلمات علي/ ع /ونحترف بلاغتها فإنها عالمة غير مُعلمة وفهمة غير مُفهمة .
نعم لذكراها نبكي ولكن لنعي ماتهدف إليه /ع/
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرتضى علي الحلي /النجف الأشرف:
===============================
: ثقافتها الإعلامية وصبرها وإنتصارها كإمرأة :
=============================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنّ المرأة بشكل عام هي إنسانة مساوية للرجل في بشريتها وكرامتها وربما في تكليفها غالبا.
فقد تفرض عليها أحيانا قواهر الحياة مهمة صعبة جدا قد لاتقدر على تحملها بحكم تركيبها الجسمي والعاطفي وقلّما نجد من النساء من تصمد أمام فاجعة تُفجع فيها بقتل أخوتها وبنيها وسبيها
ولكن مع السيدة زينب /ع/ الأمر يبدو مُختلف تماما
فقد ضربت رقما صعبا في صلابتها وصبرها وثقافتها ثقافة المواجهة الواعية إعلاميا مع الخصم الذي يمتلك أدوات القمع والتنكيل ضد خصمه ولا يتورع عن إستعمالها تجاهه
فأول موقف شجاع لزينب/ع/ أن شقت صفوف الأعداء الأمويين من قتلة الحسين/ع/ وهي مُجللة بالحزن والأسى على حصل مع الحسين/ع/
فوقفت /ع/ على جسد أخيها الشهيد /ع/ وجلست عنده ومسحت الدماء الجامدة
عليه وأزالت عنه بقايا السيوف وركام الرماح والنبال ثم رفعت يديها
ورمقت السماء بناظريها ونطقت وملء شفتيها الإيمان
وقالت/ع/:
((أللّهُمّ تقبل منا هذا القربان ))
انظر/حياة الإمام الحسين/ع/ /باقر شريف القرشي/ج2 /ص300
ولسان حالها /ع/ يقول ففي سبيل دينك ضحى بنفسه وأهل بيته وأصحابه ؟
فبهذه المقولة الإعلامية والإيمانية الأصلية والتي سمعها الأعداء من فم زينب/ع/
تكون/ع/ قد أسست لمفهوم الشهادة والفداء في سبيل العقيدة وصححت مزاعم الأعداء بأنّ الحسين قد خرج على ما يُسمى بخليفة المسلمين
وإنما أرادت أن تقول لهم ::
إنّ الحسين /ع/ جاهد أعداء الله تعالى وهم أنتم فنال الشهادة وصيّر من نفسه الشريف قربانا لله تعالى
وإبقاءاً لدينه العزيز.
وعند أخذ زينب/ع/ سبيّة الى الكوفة من بعد انتهاء واقعة الطف فقد إنبرت /ع/ وبقوة لفتت إعجاب المؤالف والمخالف
فخطبت خطبتها الشهيرة والصحيحة والتي تضمنت ثقافة الصمود والوعي والتحفيز لمواجهة الظالمين وعدم الخنوع لهم والتستر بلباس الإيمان
فقالت/ع/ فاضحة المنافقين والناكثين من مجتمع الكوفة آنذاك
والذين أظهروا البكاء والتعاطف الأجوف مع سبي الحرائر والنساء من أهل بيت الوحي المحمدي الشريف.
((أما بعد : يا أهل الكوفة (وتقصد المجموعات البشرية المتواجدة في الكوفة آنذاك والذين كان أغلبهم خانعين لحكومة يزيد وابن زياد ) والذين تسببوا في قتل مسلم بن عقيل من قبل وخذلوا الإمام الحسين/ع/ ولم ينصروه إلاّ القلة )
يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت منكم الرنة
إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون إيمانكم دخلا بينكم
أتبكون وتنتحبون
أي والله فإبكوا كثيرا واضحكوا قليلا فقلد ذهبتم بعارها وشنارها
ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا
وأنّى لكم ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة ومدار حجتكم ومنار محجتكم وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم وسيد شباب أهل الجنة ألا ساء ما تزرون.
إلى أن قالت /ع/
(( فلا يستخفنكم المهل فإنه لايحفز البدار ولايخاف فوات الثأر وأنّ ربكم لبالمرصاد))
انظر/ الأمالي/ الطوسي/ ج1/ ص 91.
وهنا تبث زينبٌ /ع/ وعيا جديدا يجب أن يأخذ طريقه الى الميدان تطبيقا وهو أنّ العلاقة الحرارية العاطفية
أو مقولة أنّ قلوبنا معك وسيوفنا عليك هذه من الخدعة بمكان لاتنطلي على الله ورسوله والمعصومين
فخذلان المعصوم /ع/ هو عين العار والفضيحة في الدنيا والآخرة ولن يستطع أحد أن يغسل هذا العار الفضيع
((ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا))
وإنما المطلوب وعي المعية القلبية والسلوكية مع المعصوم/ع/ وعيا بحيث يُسجل حامله معه موقفا مشرفا وصالحا ومعبرا عن حقيقة إخلاصه
فزينب /ع/ نبّهت ناصحة القوم::
بأنّ المعصوم /ع/ هو مدار الحجة الوجودية في هذه الحياة وليس الطغاة وهو /ع/ منار المحجة أي طريقا منكشفا وموصلا بإستقامته الى الله تعالى ورضوانه.
فزينب /ع/ أيضا تركت وقعا بليغا في نفوس من حضر مجلس عبيد الله بن زياد
في الكوفة حينما شمت بها
وقال(( الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم ))
فلم تتركه زينب /ع/ يتم كلامه بل قاطعته بشجاعة قديرة قائلة له/ع/
((الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد/ص/وطهرنا من الرجس تطهيرا , إنما يُفتضح الفاسق ويُكذب الفاجر وهو غيرنا يا ابن زياد ))
وهذه صاعقة كلامية نزلت على رأس ابن زياد
فزينب /ع/ عرّضت به ووبخته علنا وجعلته فاسقا فاجرا بحكم قولها ::
((إنما يُفتضح الفاسق ويُكذب الفاجر وهو غيرنا ياابن زياد))
فإشتاط ابن زياد غضبا فقال لها
كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟
فردت عليه/ع/ بكل إيمان وقوة قائلة
((كتب الله عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاجون إليه وتختصمون عنده وانظر لِمَن الفلج يومئذ ثكلتكَ امّكَ يابن مرجانة))
انظر/الأرشاد /المفيد /ج2/ ص 115.
وهذه صاعقة اخرى انُزلتها زينب /ع/ لتحرق وتحطم طاغوتية ابن مرجانة
فتوصيف زينب/ع/ لأبن زياد بابن مرجانه فيه من الغايات ما لاتخفى على احد
والعرب إذا أرادت أهانة احدٍ أو تعريف بأصله فتذكره بأمه
كي يعي حاله وما هو عليه.
واخيرا إنّ زينبَاً /ع/ عاشت مفردات شهادة الحسين /ع/ بوعي وصبر وحكمة ,وتكملة للمسيرة
وتحقيقا لأهداف الحسين/ع/ وهي الأصلاح والوعي والرجوع الى الصراط الحق.
ورغم هذا وذاك لم تستسلم زينب /ع /بل قويت على امر الله تعالى
وانتفضت واسقطت الطاغية يزيد (لع) /وتحدته وقالت /ع/ قولتها فحفظها التاريخ
(ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغرقدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لاتجد إلاّ ما قدمت يداك وماربك بظلام للعبيد
.
....فكد كيدك ,واسع سعيك وناصب جهدك
فو الله لاتمحو ذكرنا ولاتميت وحينا ولاتدحض عنك عارها وهل رايك إلا ّفند وايامك إلاّ عدد وجمعك إلاّبدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين .)
انظر/اللهوف / السيد ابن طاووس /76.
تلك كلمات زينب /ع /تقرأ فيها فطنة الذهن ويقين الايمان وصلابة الموقف وبراعة البيان
وشخصنة نوايا الاعداء في حربهم المضادة لمحمد /ص/ ووحيه وأهل بيته المعصومين/ع/
فزينب /ع /هي اول أمرأة مسلمة وبّخَت طاغية الوقت حين قالت له
(( أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن تحدوبهن الاعداء من بلد الى بلد ويستشرفهن اهل المناهل و المناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولامن رجالهن ولي .............الخ))
انظر /أعيان الشيعة /السيد محسن الأمين/ج1 /ص 616.
حتى ازعجته واغضبته (لع)
فقال / ياصيحة تحمد من صوائح /..../ ما اهون النوح على النوائح
وفي هذه المقاطع تتبين اوجاع زينب /ع/وحسراتها على محاذير كانت تتحفظ عليها ع اولها حجابها واحتجابها
وثانيا تعجبها من ستر الطاغية لنسائه وإمائه واستضعافه للسبايا .....
نعم هكذا هي زينب الصبورة المفجوعة تبقى عامرة الايمان وصلبة في الميدان
فحري بنا رجالا ونساءاً:
أن نفهم زينباً /ع /فهما واعيا وهادفا نستنطق العبر من نصوصها ونحفظ كلماتها لأنها كلمات علي/ ع /ونحترف بلاغتها فإنها عالمة غير مُعلمة وفهمة غير مُفهمة .
نعم لذكراها نبكي ولكن لنعي ماتهدف إليه /ع/
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرتضى علي الحلي /النجف الأشرف: