خلدون العراقي
01-11-2011, 04:29 PM
االسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
للهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اخوتي جبت هذا الموضوع اليوم
حتى يكون جواب شافي لمن يسأل ولبيان حقيقة هذا المصحف
السؤال:
أُريد أن أعرف هل صحيح أنّ للشيعة قرآناً غير هذا القرآن الموجود في البلاد الإسلامية ويُسمّونه بمصحف فاطمة؟
الجواب:
لقد أثار مصحف فاطمة(عليها السلام) حفيظة العديد من الكتّاب، واتّخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت(عليهم السلام)، باستغلال اسمه باعتبار أنّه يُطلق عليه مصحف، وجعله باباً لاتّهام الشيعة بأنّهم لا يعترفون بالقرآن الموجود بين الدفّتين والمتداول بين المسلمين قاطبة، فيُوقعون الناس في وهم: بأنّ مصحف فاطمة المذكور هو القرآن الذي يعتقده الشيعة.
وهنا لا بدّ من معالجة هذه الشبهة التي أُثيرت حول مصحف فاطمة(عليها السلام)، والضجّة المفتعلة التي يُطلقها هؤلاء الكتّاب، الذين ينقصهم الاطّلاع الكافي والدقّة العلمية إن أحسنّا الظنّ بهم، أو تنقصهم الأمانة والإنصاف، فنقول:
إنّ الشيعة تعتقد بأنّ مصحف فاطمة(عليها السلام) ليس قرآناً، بل القرآن هو ذلك الكتاب المنزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والمتداول الآن بين يدي المسلمين.
وأمّا مصحف فاطمة(عليها السلام) فهو مجرّد كتاب كتبه الإمام عليّ(عليه السلام)، ذكر فيه أخبار ما كان وما يكون التي نقلتها له فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وليس فيه آية من آيات القرآن الكريم، كما صرّحت بذلك الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، نذكر منها:
1ـ عن أبي عبيدة عن الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوماً، وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل يأتيها فيُحسن عزاها على أبيها، ويطيّب نفسها، ويُخبرها عن أبيها ومكانه، ويُخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها، وكان عليّ(عليه السلام) يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة(عليها السلام)»(1).
2ـ عن أبي حمزة عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله، وإنّما هو شيء أُلقي عليها بعد موت أبيها صلى الله عليهما»(2).
3ـ عن عنبسة بن مصعب عن الإمام الصادق(عليه السلام): «ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنّه قرآن»(3).
4ـ عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: «ومصحف فاطمة ما أزعم أنّ فيه قرآناً»(4).
5ـ عن محمّد بن عبد الملك عن الإمام الصادق(عليه السلام): «وعندنا مصحف فاطمة، أما والله ما هو بالقرآن»(5).
6ـ عن عليّ بن سعد عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «وفيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من القرآن»(6).
7ـ عن عليّ بن أبي حمزة عن الإمام الكاظم(عليه السلام) قال: «عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن»(7).
8ـ عن أبي بصير عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «وإنّ عندنا لمصحف فاطمة(عليها السلام)، وما يدريهم ما مصحف فاطمة، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد»(8).
9ـ عن حمّاد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: «إنّ الله تعالى لمّا قبض نبيّه(صلى الله عليه وآله) دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلّا الله عزّ وجل، فأرسل إليها ملكاً يُسلّي عنها غمّها ويُحدّثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال لها: إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي، فأعلمته بذلك، فجعل يكتب كلّما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً».
قال: ثمّ قال: «أما إنّه ليس فيه شيء من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون»(9).
يتبيّن من خلال هذه الروايات أنّ مصحف فاطمة(عليها السلام) ليس قرآناً، وليس هناك أيّ رواية تُوهم كونه قرآناً، فضلاً عن كونها ظاهرة في ذلك ليتمسّك بها مَن يُفتّش عن المطاعن، وعلى فرض وجودها فإنّ الروايات المستفيضة الواضحة صريحة، والتي قدّمنا طائفة منها تقتضي رفع ذلك التوهّم أو الظهور لو تمّ وسلّم.
_______________________
1ـ بصائر الدرجات: 173.
2ـ المصدر السابق: 179.
3ـ المصدر السابق: 174.
4ـ المصدر السابق: 170.
5ـ بحار الأنوار 26/38.
6ـ بصائر الدرجات: 176.
7ـ المصدر السابق: 174.
8ـ المصدر السابق: 172.
9ـ المصدر السابق: 177.
للهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اخوتي جبت هذا الموضوع اليوم
حتى يكون جواب شافي لمن يسأل ولبيان حقيقة هذا المصحف
السؤال:
أُريد أن أعرف هل صحيح أنّ للشيعة قرآناً غير هذا القرآن الموجود في البلاد الإسلامية ويُسمّونه بمصحف فاطمة؟
الجواب:
لقد أثار مصحف فاطمة(عليها السلام) حفيظة العديد من الكتّاب، واتّخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت(عليهم السلام)، باستغلال اسمه باعتبار أنّه يُطلق عليه مصحف، وجعله باباً لاتّهام الشيعة بأنّهم لا يعترفون بالقرآن الموجود بين الدفّتين والمتداول بين المسلمين قاطبة، فيُوقعون الناس في وهم: بأنّ مصحف فاطمة المذكور هو القرآن الذي يعتقده الشيعة.
وهنا لا بدّ من معالجة هذه الشبهة التي أُثيرت حول مصحف فاطمة(عليها السلام)، والضجّة المفتعلة التي يُطلقها هؤلاء الكتّاب، الذين ينقصهم الاطّلاع الكافي والدقّة العلمية إن أحسنّا الظنّ بهم، أو تنقصهم الأمانة والإنصاف، فنقول:
إنّ الشيعة تعتقد بأنّ مصحف فاطمة(عليها السلام) ليس قرآناً، بل القرآن هو ذلك الكتاب المنزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والمتداول الآن بين يدي المسلمين.
وأمّا مصحف فاطمة(عليها السلام) فهو مجرّد كتاب كتبه الإمام عليّ(عليه السلام)، ذكر فيه أخبار ما كان وما يكون التي نقلتها له فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وليس فيه آية من آيات القرآن الكريم، كما صرّحت بذلك الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، نذكر منها:
1ـ عن أبي عبيدة عن الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوماً، وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل يأتيها فيُحسن عزاها على أبيها، ويطيّب نفسها، ويُخبرها عن أبيها ومكانه، ويُخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها، وكان عليّ(عليه السلام) يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة(عليها السلام)»(1).
2ـ عن أبي حمزة عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله، وإنّما هو شيء أُلقي عليها بعد موت أبيها صلى الله عليهما»(2).
3ـ عن عنبسة بن مصعب عن الإمام الصادق(عليه السلام): «ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنّه قرآن»(3).
4ـ عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: «ومصحف فاطمة ما أزعم أنّ فيه قرآناً»(4).
5ـ عن محمّد بن عبد الملك عن الإمام الصادق(عليه السلام): «وعندنا مصحف فاطمة، أما والله ما هو بالقرآن»(5).
6ـ عن عليّ بن سعد عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «وفيه مصحف فاطمة، ما فيه آية من القرآن»(6).
7ـ عن عليّ بن أبي حمزة عن الإمام الكاظم(عليه السلام) قال: «عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن»(7).
8ـ عن أبي بصير عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «وإنّ عندنا لمصحف فاطمة(عليها السلام)، وما يدريهم ما مصحف فاطمة، مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد»(8).
9ـ عن حمّاد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: «إنّ الله تعالى لمّا قبض نبيّه(صلى الله عليه وآله) دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلّا الله عزّ وجل، فأرسل إليها ملكاً يُسلّي عنها غمّها ويُحدّثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال لها: إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي، فأعلمته بذلك، فجعل يكتب كلّما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً».
قال: ثمّ قال: «أما إنّه ليس فيه شيء من الحلال والحرام، ولكن فيه علم ما يكون»(9).
يتبيّن من خلال هذه الروايات أنّ مصحف فاطمة(عليها السلام) ليس قرآناً، وليس هناك أيّ رواية تُوهم كونه قرآناً، فضلاً عن كونها ظاهرة في ذلك ليتمسّك بها مَن يُفتّش عن المطاعن، وعلى فرض وجودها فإنّ الروايات المستفيضة الواضحة صريحة، والتي قدّمنا طائفة منها تقتضي رفع ذلك التوهّم أو الظهور لو تمّ وسلّم.
_______________________
1ـ بصائر الدرجات: 173.
2ـ المصدر السابق: 179.
3ـ المصدر السابق: 174.
4ـ المصدر السابق: 170.
5ـ بحار الأنوار 26/38.
6ـ بصائر الدرجات: 176.
7ـ المصدر السابق: 174.
8ـ المصدر السابق: 172.
9ـ المصدر السابق: 177.