مرتضى علي الحلي
02-11-2011, 09:14 AM
((منهاجيَّة القرآن الكريم في تعاطيه مع كيانيَّة المرأة ))
=========================
بسم ألله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
//1//(( العلم والعمل ))
وهذه نقطة حيويَّة في بناء الشخصية الإنسانية الصالحة والقرآن الكريم صرَّح علنا بهذه الثنائية الوجودية حيث
قال تعالى (( الذين آمنوا وعملوا الصالحات))
والإيمان لايأتي جُزافا دونما أن يكون العلمُ متوسطاً معرفيَّا في تحققه في ذات الإنسان (رجل أكان أم إمرأة)
بحيث أنّ القرآن الكريم ذاته قد نقد التفكيك العملي بين العلم والعمل
فقال تعالى في سورة الصف/أية 2/
((يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون))
((كَبُرَ مَقتاً عند ألله أن تقولوا ما لاتفعلون)) /3/الصف/.
وفي أية إخرى قال تعالى :
(( فإعلم أنه لا إله إلاّ ألله )) محمد /19/
فلاحظي أختي الفاضلة كيف أنّ العلم يكون مفتاحاً لباب الكمال والبناء والإيمان ومدعاة للعمل
والعمل بالعلم بدوره أيضا يُحقق النماء المعرفي والإيماني والتقوائي في كيانية المرأة
((إنما يخشى ألله من عباده العلماء))
ووفق هذه الأسس القرآنية المُركِّزة على ثنائية التعاطي الفعلي بين العلم والعمل به يمكن للمرأة أن تقوي شخصيتها وكيانيتها حياتيا .........
فالمرأة بإعتقادي هي غير قاصرة على تحمل الرسالة الدعويَّة وخطاباتها
ولكنها أحياناً قد تكون هي من تُغيِّب ذاتها عن ممارسة نشاطها التوعوي
أو لأنّ الظاهرة الذكورية غلبت على ممارسة الخطاب الثقافي
أو أنها غُيّبَت قهرا بفعل الظروف التي تمُرُّ بها.
//2// (( تحصين النفس بالحجاب الظاهري والسلوكي)
وهذه النقطة الراقيَّة والتي أنا أُقدسُها في شخصيَّة المرأة الصالحة والناميَّة
فممكن للمرأة المهدوية المعاصرة اليوم أن تطرح نفسها رامزا حسنا وصالحاً للنساء
فنحن اليوم بأمس الحاجة الثقافيَّة إلى تكثير الروامز النسويّة الصالحة
ميدانيّا
وأنا ألحظُ مؤخراً بروز نساء غير مؤهلات معرفيا وسلوكيا للتحدث عن حقوق المرأة وثقافتها وما عليها دونما أن يكون لهُنَّ وعيا دينيا .
والحجاب الذي يُراد للمرأة الصالحة بحسب منظومة القرآن الكريم هو الحياطة الظاهرية والذاتية لحشمة وشرف المرأة وأخلاقها
وقطعا هذا يحتاج إلى لباس مُحتشم ساتر لجسم المرأة بقدر ما حدده الشرع الحكيم وتقوى نفسانية تجعلها في حالة توازن سلوكي وذهني في تعاطيها مع الأشياء عامة في الحياة.
//3//(القدوة الصالحة والمعصومة رامز ومثل أعلى لبناء شخصية المرأة المهدوية الصالحة))
طبعاً لسائلة من النساء المؤمنات أن تسأل كيف لنا أن نستوحي الأقتداء الصالح بالقدوة المعصومة أو الصالحة لاسيما الصديقة الزهراء /ع/ وزينب /ع/ وغيرها من النساء المؤمنات قديما وحديثا
والجواب :
هو أنّ المرأة مُطالبة بالحذو في تربية وبناء شخصيتها حذو القيم الكليَّة الأطلاقيَّة التي كانت تمارسها القدوة المعصومة كالزهراء /ع/
من الألتزام بالحجاب والإحتجاب النفسي عما حرَّمَ ألله تعالى على النساء
والإلتزام بالعبادة التكليفية والإيمان بعقديات الأسلام الحقة كتوحيد ألله والإعتقاد بنبوة محمد/ص/ وإمامة الأئمة الأثني عشرالمعصومين /ع/ وغيرها من العقديات الشريفة.
أما جزئيات وتطبيقات القدوة المعصومة في وقتها وإن كانت هي خاصة بشخص القدوة لكنها غير مُلزَمة
بتطبيقها شرعا من الأنقطاع التام والتبتل لله تعالى وزهدها وصورة عيشها البيتي
ولكن هذا لا يمنع من إستيحاء الدرس والأعتبار بها كقدوة معصومة للنساء .
وللعلم إنّ المرأة الصالحة إذا ما أدركت معنى إقتدائها بقيم وثقافة وسلوك القدوة المعصومة
فسوف تكون هي بذاتها قدوة فرعيَّة عن قدوة أصلية حسنة والأنسان بفطرته يميل إلى ترجمان سلوك من يحب ومن يقتدي به .
//4// (( معرفة الذات ومدى مسؤوليتها))
وهذه هي النقطة المفصلية في تكوين الشخصية القوية للمرأة وكما عن الحديث الشريف
(( من عرف نفسه عرف ربه))
وما التيه الوجودي الحاصل اليوم في حياتنا إلاّ بسبب جهل الإنسان بذاته وتنصله عن معرفتها وتزكيتها
فمعرفة المرأة لذاتها يجعلها على وعي وعلم من أمرها وإدراك لمسؤوليتها الحياتية كأنسانة وإنثى وصاحبة رسالة أخلاقية
إنّ المرأة الواعية هي من تزكي نفسها وبالتالي يفلح نتاجها ونمائها
(( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها))
وأحيانا المرأة قد تكون مسؤولة مباشرة عن التقاعس والضعف في شخصيتها بسبب تماهلها عن إعداد ذاتها وتربيتها
فالخسارة تأتي من الأهمال والدس والتخفي خلف الذات الوهمية التي تصنعها بذهنها الخلاق.
إنّ هذه المرتكزات الأربعة أعلاه تصلح وبشكل ممكن وواقعي لمنهاجية بناء المرأة المهدوية الصالحة لذاتها ولمجتمعها
ويبقى عليها التطبيق والألتزام كي تكون مؤثَّرة في شخصيتها وخطابها خارجاً.
والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته.
مرتضى علي الحلي/ النجف الأشرف/ من جوار علي/ع/ الرامز المُُقَدّس :
=========================
بسم ألله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
//1//(( العلم والعمل ))
وهذه نقطة حيويَّة في بناء الشخصية الإنسانية الصالحة والقرآن الكريم صرَّح علنا بهذه الثنائية الوجودية حيث
قال تعالى (( الذين آمنوا وعملوا الصالحات))
والإيمان لايأتي جُزافا دونما أن يكون العلمُ متوسطاً معرفيَّا في تحققه في ذات الإنسان (رجل أكان أم إمرأة)
بحيث أنّ القرآن الكريم ذاته قد نقد التفكيك العملي بين العلم والعمل
فقال تعالى في سورة الصف/أية 2/
((يا أيها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون))
((كَبُرَ مَقتاً عند ألله أن تقولوا ما لاتفعلون)) /3/الصف/.
وفي أية إخرى قال تعالى :
(( فإعلم أنه لا إله إلاّ ألله )) محمد /19/
فلاحظي أختي الفاضلة كيف أنّ العلم يكون مفتاحاً لباب الكمال والبناء والإيمان ومدعاة للعمل
والعمل بالعلم بدوره أيضا يُحقق النماء المعرفي والإيماني والتقوائي في كيانية المرأة
((إنما يخشى ألله من عباده العلماء))
ووفق هذه الأسس القرآنية المُركِّزة على ثنائية التعاطي الفعلي بين العلم والعمل به يمكن للمرأة أن تقوي شخصيتها وكيانيتها حياتيا .........
فالمرأة بإعتقادي هي غير قاصرة على تحمل الرسالة الدعويَّة وخطاباتها
ولكنها أحياناً قد تكون هي من تُغيِّب ذاتها عن ممارسة نشاطها التوعوي
أو لأنّ الظاهرة الذكورية غلبت على ممارسة الخطاب الثقافي
أو أنها غُيّبَت قهرا بفعل الظروف التي تمُرُّ بها.
//2// (( تحصين النفس بالحجاب الظاهري والسلوكي)
وهذه النقطة الراقيَّة والتي أنا أُقدسُها في شخصيَّة المرأة الصالحة والناميَّة
فممكن للمرأة المهدوية المعاصرة اليوم أن تطرح نفسها رامزا حسنا وصالحاً للنساء
فنحن اليوم بأمس الحاجة الثقافيَّة إلى تكثير الروامز النسويّة الصالحة
ميدانيّا
وأنا ألحظُ مؤخراً بروز نساء غير مؤهلات معرفيا وسلوكيا للتحدث عن حقوق المرأة وثقافتها وما عليها دونما أن يكون لهُنَّ وعيا دينيا .
والحجاب الذي يُراد للمرأة الصالحة بحسب منظومة القرآن الكريم هو الحياطة الظاهرية والذاتية لحشمة وشرف المرأة وأخلاقها
وقطعا هذا يحتاج إلى لباس مُحتشم ساتر لجسم المرأة بقدر ما حدده الشرع الحكيم وتقوى نفسانية تجعلها في حالة توازن سلوكي وذهني في تعاطيها مع الأشياء عامة في الحياة.
//3//(القدوة الصالحة والمعصومة رامز ومثل أعلى لبناء شخصية المرأة المهدوية الصالحة))
طبعاً لسائلة من النساء المؤمنات أن تسأل كيف لنا أن نستوحي الأقتداء الصالح بالقدوة المعصومة أو الصالحة لاسيما الصديقة الزهراء /ع/ وزينب /ع/ وغيرها من النساء المؤمنات قديما وحديثا
والجواب :
هو أنّ المرأة مُطالبة بالحذو في تربية وبناء شخصيتها حذو القيم الكليَّة الأطلاقيَّة التي كانت تمارسها القدوة المعصومة كالزهراء /ع/
من الألتزام بالحجاب والإحتجاب النفسي عما حرَّمَ ألله تعالى على النساء
والإلتزام بالعبادة التكليفية والإيمان بعقديات الأسلام الحقة كتوحيد ألله والإعتقاد بنبوة محمد/ص/ وإمامة الأئمة الأثني عشرالمعصومين /ع/ وغيرها من العقديات الشريفة.
أما جزئيات وتطبيقات القدوة المعصومة في وقتها وإن كانت هي خاصة بشخص القدوة لكنها غير مُلزَمة
بتطبيقها شرعا من الأنقطاع التام والتبتل لله تعالى وزهدها وصورة عيشها البيتي
ولكن هذا لا يمنع من إستيحاء الدرس والأعتبار بها كقدوة معصومة للنساء .
وللعلم إنّ المرأة الصالحة إذا ما أدركت معنى إقتدائها بقيم وثقافة وسلوك القدوة المعصومة
فسوف تكون هي بذاتها قدوة فرعيَّة عن قدوة أصلية حسنة والأنسان بفطرته يميل إلى ترجمان سلوك من يحب ومن يقتدي به .
//4// (( معرفة الذات ومدى مسؤوليتها))
وهذه هي النقطة المفصلية في تكوين الشخصية القوية للمرأة وكما عن الحديث الشريف
(( من عرف نفسه عرف ربه))
وما التيه الوجودي الحاصل اليوم في حياتنا إلاّ بسبب جهل الإنسان بذاته وتنصله عن معرفتها وتزكيتها
فمعرفة المرأة لذاتها يجعلها على وعي وعلم من أمرها وإدراك لمسؤوليتها الحياتية كأنسانة وإنثى وصاحبة رسالة أخلاقية
إنّ المرأة الواعية هي من تزكي نفسها وبالتالي يفلح نتاجها ونمائها
(( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها))
وأحيانا المرأة قد تكون مسؤولة مباشرة عن التقاعس والضعف في شخصيتها بسبب تماهلها عن إعداد ذاتها وتربيتها
فالخسارة تأتي من الأهمال والدس والتخفي خلف الذات الوهمية التي تصنعها بذهنها الخلاق.
إنّ هذه المرتكزات الأربعة أعلاه تصلح وبشكل ممكن وواقعي لمنهاجية بناء المرأة المهدوية الصالحة لذاتها ولمجتمعها
ويبقى عليها التطبيق والألتزام كي تكون مؤثَّرة في شخصيتها وخطابها خارجاً.
والسلام عليكم ورحمة ألله وبركاته.
مرتضى علي الحلي/ النجف الأشرف/ من جوار علي/ع/ الرامز المُُقَدّس :