سيماف
06-11-2011, 08:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم عجل لوليك الفرج
قالت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ما قوم اجتمعوا يذكرون فضل علي بن أبي طالب إلا هبطت عليهم ملائكة السماء حتى تحفّ بهم ، فإذا تفرّقوا عرجت الملائكة إلى السماء ، فيقول لهم الملائكة : إنا نشمّ من رائحتكم ما لا نشمّه من الملائكة ، فلم نر رائحةً أطيب منها ، فيقولون :كنا عند قوم يذكرون محمداً وأهل بيته ، فعَلِق فينا من ريحهم فتعطّرنا ، فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون : تفرّقوا ومضى كلّ واحد منهم إلى منزله ، فيقولون : اهبطوا بنا حتى نتعطر بذلك المكان .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لو أنّ الغياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب ، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب »
عن النبيصلّى الله عليه وآله أنّه قال: لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها، غفر الله له ما تقدّم من ذنوبه وما تأخّر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفرت له ذنوبه التي اكتسبها بالسماع، ومن نظر إلى فضيلة من فضائله غفرت له ذنوبه التي اكتسبها بالنظر
وقال صلّى الله عليه وآله: حبّ عليّ عبادة، والنظر إلى عليّ عبادة، ولا يقبل الله ايمان عبد إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لو أنّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حسّاب، والانس كتّاب، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام
دعونا نرتوي من عذب ذكر فضائل علي عليه السلام
ونحي قلوبنا وننور اذهاننا ويزداد قربنا وولائنا لعلي وآله عليهم السلام..
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم يستشهد ويوم يبعث حياً
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم عجل لوليك الفرج
حـلمه علي عليه السلام
ولقد كان الامام عليه السلام قمة في حلمه وعفوه عمن يسئ الادب معه, فهو لا يعرف الغضب الا حين تنتهك للحق حرمته او تتعدى حدود الله تعالى, او يعتدى على حقوق الامة وتضر مصلحتها.
وخلق الامام عليه السلام في الحلم والصفح عن المسئ ظل هو لم يتغير فعلى عليه السلام في صفحة وحلمه قبل خلافته, كعلي في صفحة عفوه ايام قيادته المباشرة للامة على ان عظمة الامام عليه السلام تزداد قوة وجلاء حين يظل يصفح ويمعن في عفوه حتى عن اشد خصومه في وقت يمتلك القدرة على العقاب والارهاب والقتل.
فهو في ايام خلافته في مركز يؤهله ان يقتص من خصومه, فهو رئيس الدولة والمطاع الاول بين اتباعه غير انه مع هذا وذلك ظل يحمل نفس الروح العفو والتجاوز كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله قبله سواء بسواء.
وهذه نماذج من عفوه:
- اسر مالك الاشتر رضوان الله عليه مروان بن الحكم يوم الجم
ل فلما مثل مروان بين يدي الامام عليه السلام لم يستقبله بسوء قط, وانما عاتبه على موقفه الخياني اللئيم فحسب ثم اطلق سراحه ومروان هو هو في حقده على الاسلام والامام عليه السلام وهو هو في دسائسه ومكره ودوره الخبيث في تأجيج الفتن في وجه الامام عليه السلام اشهر من ان نذكره فهو الذي عارض البيعة للامام عليه السلام وهرب من المدينة المنورة بعد البيعة مباشرة وهو الذي ساهم في فتنة البصرة والهب الناكثين واغراهم بالتعجيل بها.. الى غير ذلك من مواقفه الخسيسة.
- ولقد عفا الامام عليه السلام كذلك عن عبد الله بن الزبير بعد اسره يوم الجمل, وعبد الله بن الزبير هو الذي كان يقود الفتنة في حرب الجمل.
- وجئ بموسى بن طلحة بن عبيد الله, وكان طرفاً في فتنة الجمل فلما وقف بين يدي الامام عليه السلام خلى سبيله ولم يعنفه عن دوره في الفتنة وانما طلب منه ان يستغفر الله ويتوب اليه ثم قال: (اذهب حيث شئت وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح او كراع فخذه واتق الله فيما تستقبله من امرك واجلس في بيتك).
ومن عظيم عفوه ما رواه الامام الباقر عليه السلام قال: (كان علي عليه السلام اذا اخذ اسيراً في حروب الشام اخذ سلاحه ودابته واستحلفه ان لا يعين عليه).
أرايت موقفاً انسانيا كهذا الموقف؟
لقد كان الامام عليه السلام مدركا ان الذي يقاتلونه من اهل الشام انما يقاتلونه وهم عن حقيقته غافلون, فقد اغراهم معاوية بالمال وسد عليهم منافذ التفكير والوعي على الحقائق بما استخدمه من وعاظ سوء وواضعي حديث ممن باعوا ضمائرهم للانحراف صوب الجاهلية.
وبناء على هذا الوعي العلوي لحقيقة مقاتليه ممن اغراهم معاوية وغرر بهم فقد سبق حلم الامام عليه السلام عدله في معاملتهم فلم يعاقب من اتخذ منهم اسيراً وانما يجرده من اداة الشر ويضعه امام الله والضمير كي لا يعود لقتال معسكر الحق الذي يقوده الامام عليه السلام.
ويذكرنا هذا الموقف الكريم بموقف معاوية وعمرو بن العاص اللذين كانا يصران على قتل الاشراف من جيش الامام عليه السلام بيد انهما خشيا الفضيحة اذا اقدما على ذلك بعد ان خلى الامام عليه السلام عن اسراهم ابتداء فعدل معاوية وصاحبه عن موقفهما لا لطيب خلق منهما وانما خشية نقمة الراي العام الاسلامي.
ولِمُ نذهب بعيدا وتلك معركة صفين تحمل احداثها الكثير الكثير من مواقف الصفح العلوي.. فحين سبق جيش معاوية الى ماء الفرات اصر على منع الماء عن جيش علي عليه السلام فاوفد الامام عليه السلام لمعاوية وفداً كي يغير موقفه ولكنه مضى في اصراره وموقفه اللااخلاقي..
فاضطر الامام عليه السلام لتحريك قوة من جيشه لفك الحصار وكانت النتيجة ان سيطر جيش الامام عليه السلام على الماء وكان علياً حمله حلمه الرفيع وكرم نفسه على بذل الماء لخصمه قائلا لجنوده:
(خذوا من الماء حاجتكم وارجعوا الى عساكركم وخلوا عنهم فان الله عزوجل قد نصركم عليهم بظلمهم وبغيهم).
ولقد كان مقدوراً للامام عليه السلام ان يذيقهم الهزيمة الشاملة لو انه منعهم الماء وحال بينهم وبينه ولكنها الاخلاق الالهية التي يتمسك بها ويجسدها حية في دنيا الناس تأبى عليه ذلك اللون من المواقف.. حتى يقع التمييز بين منهج الهدى والصراط المستقيم في الفكر والعمل الذي يمثله علي عليه السلام وبين سبيل الانحراف والالتواء واللااخلاق التي يجسدها معاوية بن ابي سفيان.
ولنا ان نعرض شواهد من حلم الامام عليه السلام وعظيم صفحه في حياته الخاصة كذلك:
(دعا الامام عليه السلام غلاما له مراراً فلم يجبه فخرج فوجده على باب البيت فقال:
- ما حملك على ترك اجابتي؟ قال:
- كسلت عن اجابتك وامنت عقوبتك, فقال عليه السلام:
- الحمد الله الذي جعلني ممن يؤمن خلقه, امضِ فأنت حر لوجه الله).
- وقد خاطبه رجل من الخوارج بقوله: (..قاتله الله كافراً ما افقهه).
فوثب اصحاب الامام عليه السلام ليقتلوه فقال الامام عليه السلام:
- (رويداً انما هو سب بسب او عفو عن ذنب).
وهكذا شمل الرجل بعفوه وحال بين القوم وبين معاقبته.
هذا وفي سيرة الامام عليه السلام الكثير من مثل هذه المواقف التي تعبر عن خلق اللهي كريم اطرّت به شخصية علي عليه السلام على اننا لو غضنا الطرف عن مواقف الحلم كافة التي اصطبغت به حياة علي عليه السلام بالنسبة الى المسيئين له او اعدائه لكان في موقف الامام عليه السلام من قاتله ابن ملجم المرادي اعظم شاهد على تمتع الامام عليه السلام بنمط من الاخلاق السامية لم يتمتع بها سوى الانبياء والمقربين الى الله, فهل انبأك التاريخ عن انسان عامل عدوه بنفس الروح التي عامل بها علي عليه السلام قاتله, لقد شدد الامام عليه السلام على اهل بيته ان يطعموا قاتله ويسقوه ويحسنوا اليه فعن الامام الباقر عليه السلام وهو بصدد ذكر احدى وصايا الامام امير المؤمنين عليه السلام في اخر حياته يقول:
(ان علي بن ابي طالب عليه السلام قال للحسن والحسين عليه السلام: احبسوا هذا الاسير - يعني ابن ملجم المرادي- واطعموه واسقوه واحسنوا ساره فان عشت فانا اولى بما صنع في,ّ وان شئت استدقت وان شئت صالحت وان مت فذلك اليكم فان بدالكم ان تقتلوه فلا تمثّلوا به).
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم يستشهد ويوم يبعث حياً
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم عجل لوليك الفرج
وقال (صلى الله عليه وآله): مخاطباً علياً (عليه السلام) «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»
وقال (صلى الله عليه وآله) يوم المواخاة –بين المهاجرين والأنصار مخاطباً علياً (عليه السلام): «أنت أخي وأنا أخوك فإن ذكرك أحد فقل أنا عبد الله وأخو رسوله لا يدعيهما بعدك إلا كذاب»
إنّمَا وَلِيكُمُ الله وَرَسُولُه وَالّذينَ أمَنُوا الّذينَ يُقيمون الصَلوةَ ويؤتُونَ الزّكوَةَ وهُم رَاكِعُونَ) (المائدة/ 55).
قال المفسرون إن الآية الكريمة نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأكدت وجوب الالتزام به إماماً ومرجعاً فكرياً واجتماعياً وسياسياً للأمة، وقد كان سبب نزولها حين تصدقعلي (عليه السلام) على مسكين بخاتمه أثناء ركوعه، فالآية إنما نزلت بهذا الصدد وهي تؤكد في ذات الوقت إمامة علي (عليه السلام)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «علي مع الحق والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»
لم يحظ رجل في الإسلام ما حظي به علي بن أبي طالب (عليه السلام) من ثناء وإجلال من لدن الرسالة الإسلامية، وحثها المتزايد لاتباعها لا على تقديره فحسب، وإنما على التزامه، وانتهاج سبيله.
وقد انطوى القرآن الكريم والسنة الشريفة والتاريخ الصحيح على نصوص وروايات تنطق كلها بالثناء على علي (عليه السلام).
فمرة تأتي كأوسمة يضعها الإسلام على صدره فيميزه.
ومرة على شكل أحكام وأوامر تلزم المسلمين على التزام علي (صلى الله عليه وآله) إماماً ومنهجاً. فمن أوسمة التقدير التي نالها علي (عليه السلام) من الله تعالى ومن رسوله(صلى الله عليه وآله).
نذكر ما يلي:
1 - (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب–33).
وذهب المفسرون لهذه الآية أنها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وعلي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام) حين دعا الرسول (صلى الله عليه وآله) بعباءة وجللهم بها، ولها نزلت الآية قالت أم سلمة زوجة الرسول (صلى الله عليه وآله): هل أنا من أهل بيتك؟
قال: لا ولكنك على خير.
2 - (فَمَنْ حَاجَّك فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمُ وَنِسَاءَنَا وَنِساؤَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجعَلْ لَعنَةَ اللهِ عَلَى الكاذِبِينَ) (آل عمران/61).
ذكر أهل التفسير من جميع المسلمين أنها نزلت حين خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لمباهلة نصارى نجران، فلما رآه النصارى قد خرج بأهل بيته خافوا العاقبة واعتذروا عن مباهلته، فدفعوا الجزية خضوعاً منهم لسلطان دولته (صلى الله عليه وآله).
3 - (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلَى حُبهِ مِسكيناً وَيَتِيماً وأَسِيراً. إنَما نُطْعِمكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شكُوراً. إنَا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قُمْطَرِيراً. فَوَقيهُم اللهُ شَرَّ ذلِكَ اليَوْمِ وَلفّيهُمْ نَضَرَةً وَسُرُوراً) (الدهر/ 8–11).
وهذه بإجماع أهل التفسير نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
وكان ذلك عندما مرض الحسنان فنذر علي (عليه السلام) وفاطمة وفضة إن شفي الحسنان، فإن علياً والزهراء وفضة يصومون لله تعالى ثلاثة أيام.
وبعد شفاء الحسنين صام أهل البيت (عليهم السلام).
وعند غروب شمس اليوم الأول طرق الباب عليهم مسكين يشكو جوعه، فأعطوه ما عندهم من خبز الشعير.
وفي اليوم الثاني استطعمهم يتيم فأطعموه..
وفي ثالث أيام النذر سألهم أسير فقدموا له طعامهم وهكذا بقي أهل البيت (عليهم السلام) ثلاثة أيام لم يذوقوا فيها غير الماء، فأنزل الله فيهم هذه الآيات الكريمة إعظاماً لشأنهم وإكبارً لعملهم ليكونوا القدوة وليكونوا المثال.
(أَجَعَلتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ
باللهِ وَاليوْمِ الآخِرِ وَجَاهَد فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتونَ عِنْدَ اللهِ والله لا يَهْدي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ) (التوبة/ 19).
نزلت هذه الآية عندما تفاخر طلحة بن شيبة والعباس بن عبد المطلب: إذ قال طلحة: أنا أولى الناس بالبيت لأن المفتاح بيدي!
وقال العباس: أنا أولى، أنا صاحب السقاية والقائم عليها وفي هذه الأثناء مرّ عليّ بهما وسألهما: بم يفتخران. فذكرا له مقالاً.
فقال علي (عليه السلام): أنا أوتيت منذ صغري ما لم تأتيا.
فقالا وما ذاك؟
فقال (عليه السلام): لقد صليت قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى الآية المذكورة في الثناء على ما افتخر به علي (عليه السلام)(4).
وإذا كان القرآن الكريم يثني هذا الثناء الجميل على علي (عليه السلام) فتعال معي إلى السنة الشريفة لنقرأ شيئاً منها في هذا الصدد:
1 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعلي بابها.
2 - وقال (صلى الله عليه وآله): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي»(6).
وقال (صلى الله عليه وآله) يوم المواخاة –بين المهاجرين والأنصار مخاطباً علياً (عليه السلام): «أنت أخي وأنا أخوك فإن ذكرك أحد فقل أنا عبد الله وأخو رسوله لا يدعيهما بعدك إلا كذاب»(8).
هذه طائفة من النصوص الخاصة بالثناء على علي (عليه السلام) ومن شاء المزيد فليراجع فضائل الخمسة من الصحاح الستة وينابيع المودة ومسند أحمد بن حنبل وفضائل أمير المؤمنين وأمانته من دلائل الصدق وغيرها.
وهناك الكثير الكثير من فضائله يكفي ذكر رسول الله صل الله عليه وآله فيه « لو أنّ الغياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب ، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب » فسلام الله عليه ابد الابدين
وحشرنا معه وفي زمرته وثبتنا على حبه وولايته والتمسك بحبله المتين ..
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم يستشهد ويوم يبعث حياً
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم عجل لوليك الفرج
روي عن الرسول(صلى الله عليه وآله): (( البخيل حقا من ذكرت عنده فلم يصل علي))
وانا اقول البخيل من يرى مقاله الرسول في علي عليه السلام ويستكثر على نفسه فضل المشاركه حتى لو بسلام واشكر لانه سيسجل عند مولانا امير المؤمنين عليه السلام ...
على أبواب السماء
قال رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): لما عرج بي إلى السماء السابعة وجدت على كل باب سماء مكتوباً:لا إله إلا الله، مُحَمَّد رسول الله، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين.
ولَمَّا صرتُ إلى حجب النور رأيت على كل حجاب مكتوباً: لا إله إلا الله، مُحَمَّد رسول الله، عليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين.
ولما صرت إلى العرش وجدت على كل ركن من أركانه مكتوباً: لا إله إلا الله، مُحَمَّد رسول الله، عليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين.
عليٌّ (عليهِ السَّلام) سهم الله
لما فرغ رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) من هوازن سار حتَّى نزل الطائف فحصر أهل وجّ أياماً فسأله القوم أنْ يبرح عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ويشترطون لأنفسهم، فسار (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) حتَّى نزل مكة فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم، ولم يبخع القوم له بالصلاة ولا الزكاة.
فقال (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): ((إنَّه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والذي نفسي بيده ليقيمنَّ الصلاة وليؤتنَّ الزكاة أو لأبعثنَّ إليهم رجلاً هو مني كنفسي فليضرب أعناق مقاتليهم وليسبينَّ ذراريهم، هو هذا)). وأخذ بيد علي (عليهِ السَّلام) فأشالها
فلمَّا صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله، فأقرُّوا بالصلاة وأقروا له بما شرط عليهم.
فقال (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): ((ما استعصى عليَّ أهل مملكة ولا أمة إلا رميتهم بسهم الله عزَّ وجلَّ)).
قالوا: يا رسول الله وما سهم الله؟
قال: علي بن أبي طالب، ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكاً أمامه،وسحابة تظلُّه حتَّى يعطي الله عزَّ وجلَّ حبيبي النصر والظفر.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم يستشهد ويوم يبعث حياً
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم عجل لوليك الفرج
قالت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ما قوم اجتمعوا يذكرون فضل علي بن أبي طالب إلا هبطت عليهم ملائكة السماء حتى تحفّ بهم ، فإذا تفرّقوا عرجت الملائكة إلى السماء ، فيقول لهم الملائكة : إنا نشمّ من رائحتكم ما لا نشمّه من الملائكة ، فلم نر رائحةً أطيب منها ، فيقولون :كنا عند قوم يذكرون محمداً وأهل بيته ، فعَلِق فينا من ريحهم فتعطّرنا ، فيقولون : اهبطوا بنا إليهم ، فيقولون : تفرّقوا ومضى كلّ واحد منهم إلى منزله ، فيقولون : اهبطوا بنا حتى نتعطر بذلك المكان .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لو أنّ الغياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب ، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب »
عن النبيصلّى الله عليه وآله أنّه قال: لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرّاً بها، غفر الله له ما تقدّم من ذنوبه وما تأخّر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفرت له ذنوبه التي اكتسبها بالسماع، ومن نظر إلى فضيلة من فضائله غفرت له ذنوبه التي اكتسبها بالنظر
وقال صلّى الله عليه وآله: حبّ عليّ عبادة، والنظر إلى عليّ عبادة، ولا يقبل الله ايمان عبد إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لو أنّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجنّ حسّاب، والانس كتّاب، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام
دعونا نرتوي من عذب ذكر فضائل علي عليه السلام
ونحي قلوبنا وننور اذهاننا ويزداد قربنا وولائنا لعلي وآله عليهم السلام..
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم يستشهد ويوم يبعث حياً
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم عجل لوليك الفرج
حـلمه علي عليه السلام
ولقد كان الامام عليه السلام قمة في حلمه وعفوه عمن يسئ الادب معه, فهو لا يعرف الغضب الا حين تنتهك للحق حرمته او تتعدى حدود الله تعالى, او يعتدى على حقوق الامة وتضر مصلحتها.
وخلق الامام عليه السلام في الحلم والصفح عن المسئ ظل هو لم يتغير فعلى عليه السلام في صفحة وحلمه قبل خلافته, كعلي في صفحة عفوه ايام قيادته المباشرة للامة على ان عظمة الامام عليه السلام تزداد قوة وجلاء حين يظل يصفح ويمعن في عفوه حتى عن اشد خصومه في وقت يمتلك القدرة على العقاب والارهاب والقتل.
فهو في ايام خلافته في مركز يؤهله ان يقتص من خصومه, فهو رئيس الدولة والمطاع الاول بين اتباعه غير انه مع هذا وذلك ظل يحمل نفس الروح العفو والتجاوز كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله قبله سواء بسواء.
وهذه نماذج من عفوه:
- اسر مالك الاشتر رضوان الله عليه مروان بن الحكم يوم الجم
ل فلما مثل مروان بين يدي الامام عليه السلام لم يستقبله بسوء قط, وانما عاتبه على موقفه الخياني اللئيم فحسب ثم اطلق سراحه ومروان هو هو في حقده على الاسلام والامام عليه السلام وهو هو في دسائسه ومكره ودوره الخبيث في تأجيج الفتن في وجه الامام عليه السلام اشهر من ان نذكره فهو الذي عارض البيعة للامام عليه السلام وهرب من المدينة المنورة بعد البيعة مباشرة وهو الذي ساهم في فتنة البصرة والهب الناكثين واغراهم بالتعجيل بها.. الى غير ذلك من مواقفه الخسيسة.
- ولقد عفا الامام عليه السلام كذلك عن عبد الله بن الزبير بعد اسره يوم الجمل, وعبد الله بن الزبير هو الذي كان يقود الفتنة في حرب الجمل.
- وجئ بموسى بن طلحة بن عبيد الله, وكان طرفاً في فتنة الجمل فلما وقف بين يدي الامام عليه السلام خلى سبيله ولم يعنفه عن دوره في الفتنة وانما طلب منه ان يستغفر الله ويتوب اليه ثم قال: (اذهب حيث شئت وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح او كراع فخذه واتق الله فيما تستقبله من امرك واجلس في بيتك).
ومن عظيم عفوه ما رواه الامام الباقر عليه السلام قال: (كان علي عليه السلام اذا اخذ اسيراً في حروب الشام اخذ سلاحه ودابته واستحلفه ان لا يعين عليه).
أرايت موقفاً انسانيا كهذا الموقف؟
لقد كان الامام عليه السلام مدركا ان الذي يقاتلونه من اهل الشام انما يقاتلونه وهم عن حقيقته غافلون, فقد اغراهم معاوية بالمال وسد عليهم منافذ التفكير والوعي على الحقائق بما استخدمه من وعاظ سوء وواضعي حديث ممن باعوا ضمائرهم للانحراف صوب الجاهلية.
وبناء على هذا الوعي العلوي لحقيقة مقاتليه ممن اغراهم معاوية وغرر بهم فقد سبق حلم الامام عليه السلام عدله في معاملتهم فلم يعاقب من اتخذ منهم اسيراً وانما يجرده من اداة الشر ويضعه امام الله والضمير كي لا يعود لقتال معسكر الحق الذي يقوده الامام عليه السلام.
ويذكرنا هذا الموقف الكريم بموقف معاوية وعمرو بن العاص اللذين كانا يصران على قتل الاشراف من جيش الامام عليه السلام بيد انهما خشيا الفضيحة اذا اقدما على ذلك بعد ان خلى الامام عليه السلام عن اسراهم ابتداء فعدل معاوية وصاحبه عن موقفهما لا لطيب خلق منهما وانما خشية نقمة الراي العام الاسلامي.
ولِمُ نذهب بعيدا وتلك معركة صفين تحمل احداثها الكثير الكثير من مواقف الصفح العلوي.. فحين سبق جيش معاوية الى ماء الفرات اصر على منع الماء عن جيش علي عليه السلام فاوفد الامام عليه السلام لمعاوية وفداً كي يغير موقفه ولكنه مضى في اصراره وموقفه اللااخلاقي..
فاضطر الامام عليه السلام لتحريك قوة من جيشه لفك الحصار وكانت النتيجة ان سيطر جيش الامام عليه السلام على الماء وكان علياً حمله حلمه الرفيع وكرم نفسه على بذل الماء لخصمه قائلا لجنوده:
(خذوا من الماء حاجتكم وارجعوا الى عساكركم وخلوا عنهم فان الله عزوجل قد نصركم عليهم بظلمهم وبغيهم).
ولقد كان مقدوراً للامام عليه السلام ان يذيقهم الهزيمة الشاملة لو انه منعهم الماء وحال بينهم وبينه ولكنها الاخلاق الالهية التي يتمسك بها ويجسدها حية في دنيا الناس تأبى عليه ذلك اللون من المواقف.. حتى يقع التمييز بين منهج الهدى والصراط المستقيم في الفكر والعمل الذي يمثله علي عليه السلام وبين سبيل الانحراف والالتواء واللااخلاق التي يجسدها معاوية بن ابي سفيان.
ولنا ان نعرض شواهد من حلم الامام عليه السلام وعظيم صفحه في حياته الخاصة كذلك:
(دعا الامام عليه السلام غلاما له مراراً فلم يجبه فخرج فوجده على باب البيت فقال:
- ما حملك على ترك اجابتي؟ قال:
- كسلت عن اجابتك وامنت عقوبتك, فقال عليه السلام:
- الحمد الله الذي جعلني ممن يؤمن خلقه, امضِ فأنت حر لوجه الله).
- وقد خاطبه رجل من الخوارج بقوله: (..قاتله الله كافراً ما افقهه).
فوثب اصحاب الامام عليه السلام ليقتلوه فقال الامام عليه السلام:
- (رويداً انما هو سب بسب او عفو عن ذنب).
وهكذا شمل الرجل بعفوه وحال بين القوم وبين معاقبته.
هذا وفي سيرة الامام عليه السلام الكثير من مثل هذه المواقف التي تعبر عن خلق اللهي كريم اطرّت به شخصية علي عليه السلام على اننا لو غضنا الطرف عن مواقف الحلم كافة التي اصطبغت به حياة علي عليه السلام بالنسبة الى المسيئين له او اعدائه لكان في موقف الامام عليه السلام من قاتله ابن ملجم المرادي اعظم شاهد على تمتع الامام عليه السلام بنمط من الاخلاق السامية لم يتمتع بها سوى الانبياء والمقربين الى الله, فهل انبأك التاريخ عن انسان عامل عدوه بنفس الروح التي عامل بها علي عليه السلام قاتله, لقد شدد الامام عليه السلام على اهل بيته ان يطعموا قاتله ويسقوه ويحسنوا اليه فعن الامام الباقر عليه السلام وهو بصدد ذكر احدى وصايا الامام امير المؤمنين عليه السلام في اخر حياته يقول:
(ان علي بن ابي طالب عليه السلام قال للحسن والحسين عليه السلام: احبسوا هذا الاسير - يعني ابن ملجم المرادي- واطعموه واسقوه واحسنوا ساره فان عشت فانا اولى بما صنع في,ّ وان شئت استدقت وان شئت صالحت وان مت فذلك اليكم فان بدالكم ان تقتلوه فلا تمثّلوا به).
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم يستشهد ويوم يبعث حياً
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم عجل لوليك الفرج
وقال (صلى الله عليه وآله): مخاطباً علياً (عليه السلام) «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»
وقال (صلى الله عليه وآله) يوم المواخاة –بين المهاجرين والأنصار مخاطباً علياً (عليه السلام): «أنت أخي وأنا أخوك فإن ذكرك أحد فقل أنا عبد الله وأخو رسوله لا يدعيهما بعدك إلا كذاب»
إنّمَا وَلِيكُمُ الله وَرَسُولُه وَالّذينَ أمَنُوا الّذينَ يُقيمون الصَلوةَ ويؤتُونَ الزّكوَةَ وهُم رَاكِعُونَ) (المائدة/ 55).
قال المفسرون إن الآية الكريمة نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأكدت وجوب الالتزام به إماماً ومرجعاً فكرياً واجتماعياً وسياسياً للأمة، وقد كان سبب نزولها حين تصدقعلي (عليه السلام) على مسكين بخاتمه أثناء ركوعه، فالآية إنما نزلت بهذا الصدد وهي تؤكد في ذات الوقت إمامة علي (عليه السلام)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «علي مع الحق والحق مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»
لم يحظ رجل في الإسلام ما حظي به علي بن أبي طالب (عليه السلام) من ثناء وإجلال من لدن الرسالة الإسلامية، وحثها المتزايد لاتباعها لا على تقديره فحسب، وإنما على التزامه، وانتهاج سبيله.
وقد انطوى القرآن الكريم والسنة الشريفة والتاريخ الصحيح على نصوص وروايات تنطق كلها بالثناء على علي (عليه السلام).
فمرة تأتي كأوسمة يضعها الإسلام على صدره فيميزه.
ومرة على شكل أحكام وأوامر تلزم المسلمين على التزام علي (صلى الله عليه وآله) إماماً ومنهجاً. فمن أوسمة التقدير التي نالها علي (عليه السلام) من الله تعالى ومن رسوله(صلى الله عليه وآله).
نذكر ما يلي:
1 - (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب–33).
وذهب المفسرون لهذه الآية أنها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وعلي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام) حين دعا الرسول (صلى الله عليه وآله) بعباءة وجللهم بها، ولها نزلت الآية قالت أم سلمة زوجة الرسول (صلى الله عليه وآله): هل أنا من أهل بيتك؟
قال: لا ولكنك على خير.
2 - (فَمَنْ حَاجَّك فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمُ وَنِسَاءَنَا وَنِساؤَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجعَلْ لَعنَةَ اللهِ عَلَى الكاذِبِينَ) (آل عمران/61).
ذكر أهل التفسير من جميع المسلمين أنها نزلت حين خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لمباهلة نصارى نجران، فلما رآه النصارى قد خرج بأهل بيته خافوا العاقبة واعتذروا عن مباهلته، فدفعوا الجزية خضوعاً منهم لسلطان دولته (صلى الله عليه وآله).
3 - (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلَى حُبهِ مِسكيناً وَيَتِيماً وأَسِيراً. إنَما نُطْعِمكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شكُوراً. إنَا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قُمْطَرِيراً. فَوَقيهُم اللهُ شَرَّ ذلِكَ اليَوْمِ وَلفّيهُمْ نَضَرَةً وَسُرُوراً) (الدهر/ 8–11).
وهذه بإجماع أهل التفسير نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
وكان ذلك عندما مرض الحسنان فنذر علي (عليه السلام) وفاطمة وفضة إن شفي الحسنان، فإن علياً والزهراء وفضة يصومون لله تعالى ثلاثة أيام.
وبعد شفاء الحسنين صام أهل البيت (عليهم السلام).
وعند غروب شمس اليوم الأول طرق الباب عليهم مسكين يشكو جوعه، فأعطوه ما عندهم من خبز الشعير.
وفي اليوم الثاني استطعمهم يتيم فأطعموه..
وفي ثالث أيام النذر سألهم أسير فقدموا له طعامهم وهكذا بقي أهل البيت (عليهم السلام) ثلاثة أيام لم يذوقوا فيها غير الماء، فأنزل الله فيهم هذه الآيات الكريمة إعظاماً لشأنهم وإكبارً لعملهم ليكونوا القدوة وليكونوا المثال.
(أَجَعَلتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ
باللهِ وَاليوْمِ الآخِرِ وَجَاهَد فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتونَ عِنْدَ اللهِ والله لا يَهْدي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ) (التوبة/ 19).
نزلت هذه الآية عندما تفاخر طلحة بن شيبة والعباس بن عبد المطلب: إذ قال طلحة: أنا أولى الناس بالبيت لأن المفتاح بيدي!
وقال العباس: أنا أولى، أنا صاحب السقاية والقائم عليها وفي هذه الأثناء مرّ عليّ بهما وسألهما: بم يفتخران. فذكرا له مقالاً.
فقال علي (عليه السلام): أنا أوتيت منذ صغري ما لم تأتيا.
فقالا وما ذاك؟
فقال (عليه السلام): لقد صليت قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فأنزل الله تعالى الآية المذكورة في الثناء على ما افتخر به علي (عليه السلام)(4).
وإذا كان القرآن الكريم يثني هذا الثناء الجميل على علي (عليه السلام) فتعال معي إلى السنة الشريفة لنقرأ شيئاً منها في هذا الصدد:
1 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم وعلي بابها.
2 - وقال (صلى الله عليه وآله): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي»(6).
وقال (صلى الله عليه وآله) يوم المواخاة –بين المهاجرين والأنصار مخاطباً علياً (عليه السلام): «أنت أخي وأنا أخوك فإن ذكرك أحد فقل أنا عبد الله وأخو رسوله لا يدعيهما بعدك إلا كذاب»(8).
هذه طائفة من النصوص الخاصة بالثناء على علي (عليه السلام) ومن شاء المزيد فليراجع فضائل الخمسة من الصحاح الستة وينابيع المودة ومسند أحمد بن حنبل وفضائل أمير المؤمنين وأمانته من دلائل الصدق وغيرها.
وهناك الكثير الكثير من فضائله يكفي ذكر رسول الله صل الله عليه وآله فيه « لو أنّ الغياض أقلام والبحر مداد والجنّ حسّاب والإنس كتّاب ، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب » فسلام الله عليه ابد الابدين
وحشرنا معه وفي زمرته وثبتنا على حبه وولايته والتمسك بحبله المتين ..
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم يستشهد ويوم يبعث حياً
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم عجل لوليك الفرج
روي عن الرسول(صلى الله عليه وآله): (( البخيل حقا من ذكرت عنده فلم يصل علي))
وانا اقول البخيل من يرى مقاله الرسول في علي عليه السلام ويستكثر على نفسه فضل المشاركه حتى لو بسلام واشكر لانه سيسجل عند مولانا امير المؤمنين عليه السلام ...
على أبواب السماء
قال رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): لما عرج بي إلى السماء السابعة وجدت على كل باب سماء مكتوباً:لا إله إلا الله، مُحَمَّد رسول الله، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين.
ولَمَّا صرتُ إلى حجب النور رأيت على كل حجاب مكتوباً: لا إله إلا الله، مُحَمَّد رسول الله، عليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين.
ولما صرت إلى العرش وجدت على كل ركن من أركانه مكتوباً: لا إله إلا الله، مُحَمَّد رسول الله، عليُّ بن أبي طالب أمير المؤمنين.
عليٌّ (عليهِ السَّلام) سهم الله
لما فرغ رسول الله (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) من هوازن سار حتَّى نزل الطائف فحصر أهل وجّ أياماً فسأله القوم أنْ يبرح عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ويشترطون لأنفسهم، فسار (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) حتَّى نزل مكة فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم، ولم يبخع القوم له بالصلاة ولا الزكاة.
فقال (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): ((إنَّه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والذي نفسي بيده ليقيمنَّ الصلاة وليؤتنَّ الزكاة أو لأبعثنَّ إليهم رجلاً هو مني كنفسي فليضرب أعناق مقاتليهم وليسبينَّ ذراريهم، هو هذا)). وأخذ بيد علي (عليهِ السَّلام) فأشالها
فلمَّا صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله، فأقرُّوا بالصلاة وأقروا له بما شرط عليهم.
فقال (صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ): ((ما استعصى عليَّ أهل مملكة ولا أمة إلا رميتهم بسهم الله عزَّ وجلَّ)).
قالوا: يا رسول الله وما سهم الله؟
قال: علي بن أبي طالب، ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكاً أمامه،وسحابة تظلُّه حتَّى يعطي الله عزَّ وجلَّ حبيبي النصر والظفر.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب اَخى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ، وَالدّاعى اِلى شَريعَتِهِ، وَخَليفَتِهِ فى اُمَّتِهِ، وَمُفَرِّجِ الْكرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الْكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الْفَجَرَةِ الَّذى جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هاروُنَ مِنْ مُوسى، اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْصِياءِ اَنْبِيائِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم يستشهد ويوم يبعث حياً