المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصحف فاطمة "ع" : بين الحقيقة والوهم .؟


أبو مرتضى عليّ
07-11-2011, 12:04 AM
مصحف فاطمة "ع" : بين الحقيقة والوهم .؟ (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159)


بسم الله الرحمن الرحيم

لا شك أن أهل البيت عليهم السلام هم ورثة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم والأمناء عليه فقد تواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) (1) وهو كالصريح بكونه عليه السلام عيبة علمه ومستودع المعارف الإلهية ، وقد توارثها منه الأئمة المعصومون المطهّرون من ولده . فقد كانوا يتوارثون ما في القرآن الكريم وكتب الأنبياء السابقين من دقائق المعارف والأحكام الشرعية .

ومن جملة التراث العلمي الذي كان يتوارثه أئمة أهل البيت عليهم السلام (( مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) )) الذي دوّن فيه علم ما يكون ، مما سمعته الزهراء عليها السلام من حديث الملائكة بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم كما سنرى من خلال النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة ، وقد كانوا عليهم السلام يحدثون أصحابهم أحيانا عن تلك العلوم المدوّنة عندهم في هذا الكتاب ويبيّنون حقيقته . لقد أثار مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) حفيظة العديد من الكّتاب ، واتخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت عليهم السلام تارة باستغلال اسمه – باعتبار أنه يطلق عليه ( مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) ) – وجعله باباً لأنهامهم بأنّهم لا يعترفون بالقرآن الموجود بين الدّفتين والمتداول بين المسلمين قاطبة فيوقعون الناس في وهم بأن مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) المذكور هو القرآن الذي يعتقده الشيعة ، وتارةً أخرى بأن الإعتقاد بمصحف فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) يعني الإعتقاد بنزول الوحي بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويرتّبون على ذلك نتائج عديدة ، منها : أنّ الشيعة يعتقدون بنبوّة فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) وعلي عليهما السلام .
وفي هذا الباب نتعرّض للبحث عن حقيقة مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) عليها السلام ونعالج الشبهات التي تثار حوله ، والضّجة المفتعلة التي يطلقها هؤلاء الكتاب الذين ينقصهم الإطلاع الكافي والدّقة العلمية – إن أحسنت الظنّ بهم – أو تنقصهم الأمانة والإنصاف .

المصحف في اللغة :
المصحف – مثلثة الميم ، من أصحف بالضّم – أي جعلت فيه الصحف (2) وسمي مصحفاً لأنه أصحف أي جعل جامعاً ..
للصحف المكتوبة بين الدّفتين . (3)
وبناءً عليه ، فالمصحف ليس اسماً مختصاً بالقرآن الكريم . ويشهد لذلك ما رووه في وجه تسمية المصحف مصحفاً ، فقد روى ابن أشته في كتاب المصاحف أنه لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر : التمسوا له إسماً ، فقال بعضهم السِفر ، وقال بعضهم : المصحف فإنّ الحبشة يسمونه المصحف . قال : وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسمّاه المصحف . (5) .
ونحن لا نوافق على مضمون هذه الرواية لأننا نعتقد أن القرآن جمع في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (6) وكلمة المصحف من أصل عربي فلا معنى للاتيان بها من الحبشة ، لكن أوردناه لإقامة الحجة على من يقبلها .
فالمصحف كل كتاب أصحف وجمع بين الدّفتين ، لكن كثرة استعماله في القرآن الكريم أوجبت انصراف الأذهان إليه ، وهو لا يكفي لحمل ما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام التي تتحدّث عن مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) على المصحف المعروف ، خاصة مع وجود التقييد بإضافته إليها عليها السلام .
ويؤيد ذلك استعمال كلمة المصحف بمعنى الكتاب من قبل المسلمين في القرن الأول فقد قيل في خالد بن معدان : ( كان علمه في مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) له أزرار وعري ) (1) .

مصحف فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) في أخبار أهل البيت عليهم السلام :
(7) عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... إن فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يوماً ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها ، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) عليها السلام )) (8) .
(2) عن أبي حمزة أن أبا عبد الله عليه السلام قال : (( مصحف (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) فاطمة (http://ya3ale.com/showthread.php?t=14159) ما فيه شيء من كتاب الله وإنّما هو شيء ألقي إليها بعد موت أبيها صلوات الله عليهما )) (9) .
يتبـــــــــــــــع ..
___بحث للشيخ مصطفى قصير العاملي _________________

(1) راجع مصادر الحديث في الهوامش التحقيقية لكتاب المراجعات للسيد شرف الدّين هامش المراجعة رقم 48 ص 387 من طبعة المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام 2)وكتاب فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي للحسني المغربي .
(3) الفيروز آبادي : القاموس المحيط / مادة صحف .
(4) الخليل : العين 3 / 10 . وابن منظور : لسان العرب / مادة صحف .
(5) السيوطي : الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 185 ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم
(6) راجع كتاب حقائق هامة في القرآن الكريم للسيد جعفر مرتضى العاملي ( فصل جمع القرآن ) 90- 91 .
(7) محمد أبو زهرة : الحديث والمحدثون /221 عن محمد رشيد رضا في مجلة المنار المجلد 10 / 10 .
(8) الصفار : بصائر الدرجات /153 ط المرعشي . والكليني : الكافي 1/241 . والمجلسي : بحار الأنوار 26/41 . والقطب الراوندي : الخرائج والجرائح 2/526 وفيه تخريج الحديث في مصادر عدّة .
(9) الصفار : بصائر الدرجات / 159 ط المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26 /48 .

الروح
07-11-2011, 12:55 AM
الأب الغالي وفقك الله لمراضيه
وجزاك الله عن الزهراء خير الجزاء
متابعين لبحث السيد العاملي معك

ودي ودعواتي

كتاب بلا عنوان
07-11-2011, 06:46 AM
ننتظر تكملة الموضوع
و بارك الله فيك

أبو مرتضى عليّ
14-11-2011, 08:03 PM
أشكر لكم هذا التواصل الكريم أحبتي .. دمتم موفقين.
أبو مرتضى عليّ

أبو مرتضى عليّ
14-11-2011, 08:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تتمّـــــــــــة

... (3) عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن )) (1) .
(4) عن الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : (( إن عندي ... ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآناً )) (2) .
(5) عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام : (( ... وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام أما والله ما هو بالقرآن )) (3) .
(6) عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( ... وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن )) (4) .
(7) عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم عليه السلام قال : (( عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن )) (5) .
(7) عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : (( وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت :
وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد )) (6) .
هذه الروايات وأمثالها تدلّ على أنّ مصحف فاطمة الذي يعتقد الإمامية أنه عند أئمتهم وضمن ميراثهم العلمي ليس المصحف الذي فيه القرآن الكريم ، وأنه كتاب آخر يتضمّن علماً ، لكن ما هو ذلك العلم ؟ تشير إليه بعض الروايات عن أهل البيت عليهم السلام منها :
1ـ سئل الصادق عليه السلام عن محمد بن عبد الله بن الحسن فقال : (( ما من نبيّ ولا وصيّ ولا ملكٍ إلاّ هو في كتاب عندي – يعني مصحف فاطمة – والله ما لمحمد بن عبد الله فيه إسم )) (7) .
2ـ روي عن الوليد بن صبيح أنه قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : (( يا وليد إني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام فلم أجد لبني فلان فيه إلا كغبار النعل )) (8) .
3ـ عن فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال :
(( يا فضيل ، أتدري في أي شيء كنت أنظر قبيل ؟ )) قال : قلت : لا ، قال : (( كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ليس من ملك يملك { الأرض } إلاّ وهو مكتوب فيه اسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئاً )) (9) .
4ـ عن سليمان بن خالد قال : قال : أبو عبد الله عليه السلام : (( ... وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة ... )) (10) .
5ـ عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : (( إن الله تعالى لمّا قبض نبيّه صلى الله عليه وآله وسلّم دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل ، فأرسل الله إليها ملكاً يسلّي غمّها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك ، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّما سمع حتّى أثبت من ذلك مصحفاً ، قال ثم قال: أما أنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون )) (11)
يتبيّن من خلال هذه الروايات أن مصحف فاطمة عليها السلام ليس قرآناً ، وليس بكتاب أحكام ، فهو مغاير لكتاب علي عليه السلام الذي أملاه عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي ورد ذكره في أخبارهم عليهم السلام إلى جنب مصحف فاطمة ، وسمّوه بالجامعة تارة والصحيفة أخرى وكتاب علي عليه السلام غالباً .
وليس هناك أيّ رواية توهم كونه قرآناً ، فضلا عن كونها ظاهرة في ذلك ليتمسك بها من يفتّش عن المطاعن وعلى فرض وجودها فإن الروايات المستفيضة الواضحة صريحة والتي قدّمنا طائفة منها تقتضي رفع ذلك التوهم أو الظهور ولو تمّ وسلّم .
فاطمة عليها السلام محدّثة
قد يتوقف البعض عند قصة مصحف فاطمة عليها السلام ويرفض مسألة تكليم الملائكة الزهراء عليها السلام متيجة توهّم التلازم بين النبوّة والوحي ، أو بين النبوّة وتحديث الملائكة ، وعليه فإن كون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والرسل يقتضي عدم نزول الملائكة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويجعلون هذا دليلاً على عدم صحة قصّة المصحف المذكور ، وقد اعتمد على هذا النحو من الإستدلال عبد الله القصيمي في كتابه الموسوم بـ (( الصراع بين الإسلام والوثنية )) متّهماً الشيعة الإمامية بأنهم
يزعمون لفاطمة وللأئمة من ولدها ما يزعمون للأنبياء والرسل (12) . كلّ ذلك اعتماداً على الملازمة المزعومة بين تكليم الملائكة وبين النبوّة وهذه غفلة ما بعدها غفلة . تعال معي إلى كتاب الله عزّ وجل وهو يتحدث عمّن كلّمتهم الملائكة أو أوحى الله سبحانه وتعالى إليهم :
1ـ { وإذْ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين } . (13) .
2ـ { إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح } . (14) .
3ـ { فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سوياً * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّاً * قال إنّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكياً } (15) .
4ـ { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى .... وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب * قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لشيء عجيب * قالوا
أتعجبين من أمر الله ... } (15) .
فهذه نماذج من النساء حدثنا القرآن الكريم عنهنّ ولم يكنّ نبيّات ومع ذلك شاهدن الملائكة وحدّثنهم ، أو أوحي إليهّن باسلوب آخر غير تحديث الملائكة ، ولم يستنكر ذلك أحد . ففاطمة عليها السلام دلّت النصوص على أنها كانت محدّثة ولم تكن نبيّة ، وكذلك تقول الشيعة الإمامية بالنسبة لأئمة أهل البيت عليهم السلام دون أن يدّعي أحد منهم لهم النبوّة إذ لا تلازم بينهما كما تقدم .
ثم إن الإ‘تقاد بنزول الملائكة على فاطمة الزهراء – سلام الله عليها – لا يعدّ غلوّاً ، ولا مبالغة في فضلها ، فهي سلام الله عليها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وأفضل من مريم بنت عمران ومن سارة امرأة ابراهيم عليه وعلى نبينا السلام ، وقد ثبت بالنصوص القرآنية مشاهدتهما للملائكة وتكليمهما لهم ، فأيّ غلوّ في نسبة مثل ذلك لمن هي أفضل منهما ؟
روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة )) (16)..


يتبـــــــــــــــع ..




(1) الصفار : بصائر الدرجات/ 154 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/45 .
(2) الصفار : بصائر الرجات /150 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/37 .
(3) الصفار : بصائر الدرجات /151 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26 / 38 ، 47/271 .
(4) الصفار : بصائر الدرجات / 156 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/43 ، 47 /272 .
(5) الصفار : بصائر الدرجات / 154 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26 / 45 .
6) الكليني : الكافي 1/239 ، الصفار : بصائر الدرجات /152 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26 / 39 . (7) ابن شهرآشوب : مناقب آل أبي طالب 3/249 ، والمجلسي : بحار الأنوار 47 / 32 ، والمراد بمحمد بن عبد الله هو محمد بن عبد الله بن الحسن المثنّى .
(8) الصفار : بصائر الدرجات /161 ، 170 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/48 ، 156 .
(9) الكليني : الكافي 1/244 ، وقريب منه جداً نقله الصفار في بصائر الدرجات /169 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار ألأنوار 26/155 و 47 /273 .
(10) الصفار : بصائر الدرجات /157 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/ 43 .
(11) الصفار : بصائر الدرجات /157 ط . المرعشي ، والمجلسي : بحار الأنوار 26/44 ، والكليني : الكافي
(12) الأميني : الغدير 5/50- 51 ، نقلاً عن الصراع بين الإسلام والوثنية 1/1و2 / 35 .
(13) و (3) سورة آل عمران / 42 و 45 .
(14) سورة مريم / 17 – 19
16) سورة هود / 69 – 73 .
(17) صحيح البخاري 4 /209 – 219