المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذا جاء نصرالله (المهدي) والفتح............


معراج
08-11-2011, 05:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

"إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً".

خلاصة أقوال المفسرين:

إذا جاء نصر الله- على أعدائك والفتح- فتح مكة، فيدخل الناس أفواجاً في دين الإسلام- بشر الله نبيه (ص) بفتح مكة، وتحققت البشارة وفيها معجزة لأنها إخبار بالغيب.

أقول: هناك مؤامرة واضحة الخطوط رسمت خطوطها بعيد وفاة الرسول (ص)على هذه السورة ومدلولاتها الشمولية وإليك الأدلة التاريخية واللغوية على ذلك:

أ. التناقض في أقوال المفسرين في نفس التفسير لكل واحد منهم، إذ ذكر كل منهم قضيتين في تمام التناقض بشأن هذه السورة:

الأولى: أنها بشارة بفتح مكة وإخبار بغيب قد تحقق.

الثانية: أنها نزلت بعد فتح مكة بأكثر من سنة! وهو مثبت في كثير من المصاحف.

فكيف تكون البشارة متأخرة عن البشرى بأكثر من سنة؟ ولا تختلف التفاسير المختصرة التي توضع في هامش المصحف عن ذلك، وهو من أعجب وأغرب حالات الذهول عن الحقائق.. ففي أعلى السورة وفي جميع المصاحف الحديثة والقديمة مكتوبة العبارات التالية:

"سورة النصر ثلاث آيات مدنية نزلت بعد التوبة" مصحف عثماني حديث.

"سورة النصر ثلاث آيات نزلت بعد التوبة مكية" مصحف عثماني قديم.

"سورة النصر ثلاثة آيات وهي آخر السور نزولاً" مصحف عثماني/بيروت.

ومع ذلك يكتب المفسرون بجانب ذلك وعلى نفس الصفحة إنه بشارة بفتح مكة! وإن هذه البشارة قد تحققت! وقد أوضحنا لك بإيجاز ما تضمنته سورة التوبة وأنها نزلت بعد فتح مكة بأكثر من سنة.

ب. إن أهمية السور عند الله واحدة، بغض النظر عن طولها، فالسور القصار تتضمن رموزاً وعلوماً كالسور الطوال.ولا أدل على ذلك من هذه السورة إذ نزلت بعد التوبة الطويلة، فقد كان بإمكان الوحي درج الآيات الثلاث مع التوبة وينتهي الأمر فلماذا جعلها سورة مستقلة؟ ذلك لأنها نزلت بعد التوبة التي هي الإعلان الأخير والبيان الختامي للرسالة كما أسلفناه والتي جاءت لكشف أفواج المنافقين بعد فتح مكة والتي أتفق الجميع على أنها الوحيدة التي أعلنت بنودها في الكعبة عند الحج الأكبر.

سورة النصر هي فعلاً بشارة بفتح ولكنه ليس فتح مكة الماضي بل فتح جديد لم يحدث بعد لتطمين النبي (ص) عل رسالته ودينه وللتعويض عما أصابه من ألم وانزعاج بعد فتح مكة ونزول سورة التوبة (الكاشفة والفاضحة) لأفواج المنافقين حسب تسميات السلف لها.

ج. الثابت أنها نازلة بعد فتح مكة فكيف يكون الخطاب والأخبار بصيغة المستقبل

"إذا جاء نصر الله والفتح"، فمن المؤكد أن النصر والفتح لم يكن آتيا ًوقت نزولها فكيف أصبحت تدل على الفتح القديم لمكة؟.

د. ذكرت بعض المصاحف أنها مكية، ويستحيل أن تكون مكية قبل الهجرة فلا بد أن تكون مكية بعد الفتح وعليه لا يمكن أن يكون الإخبار بعبارة إذا جاء نصر الله والفتح بصيغة المستقبل! منطبقة على فتح قديم؟.

هـ. الخطابات القرآنية عامة وشاملة لكل زمان ومكان وإذا كانت تشير إلى فتح مكة الماضي فالمفروض استخدام صيغة مثل "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً" 1/الفتح. بالزمن الماضي. لكن الأغرب من ذلك أن آية الفتح هذه فسرت هي الأخرى بفتح مكة رغم إنها نازلة قبل الفتح وبصيغة الماضي!؟.

قالوا: "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً" هو وعد بفتح مكة والتعبير الماضي لتحققه وقيل هو الحكم وقيل هو صلح الحديبية! انتهى.

فانظروا كيف قلبوا الأمور كلها بالمقلوب،فصيغة سورة النصر المستقبلية تتحدث عن الماضي وصيغة آية الفتح التي بالماضي تتحدث عن المستقبل- ليجمعوا كل آيات الفتح حول فتح مكة الذي فتح (أبواباً للمنافقين).. فلا فتح بعده ولا فتح قبله!!

و. لم يفرح النبي (ص) بفتح مكة ولم يكن مسروراً به أعظم من سروره بفتوح أخرى أعظم منه، كما هو المأثور من أقواله في فتح خبير وفتح حصون اليهود التي لم يأمل حتى المسلمون بفتحها وجلاء اليهود.

قال تعالى: "هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار" 2/الحشر.

ومع ذلك فقد أدرج ذكر هذه الفتوح في سور أخرى ولم تعط له سورة مستقلة- بل حاول الشراح التقليل من أهميته.

لقد أستمر أهل مكة في محاربة الرسالة مدة عشرين سنة كاملة يجمعون الجموع لحرب النبي (ص) بكافة الوسائل، وأراد الأنصار الانتقام منهم يوم الفتح فعفا عنهم النبي (ص) وأبدل القائد بولده وقال (ص): (إذ هبوا فأنتم الطلقاء) مما هو مفصل في التاريخ- فكيف يسميهم الله تعالى "أفواجاً" داخلين في دين الله ويسميهم الرسول "طلقاء" وكيف يمتدحهم الله ويذمهم رسوله وعلام إذن سورة التوبة وإعلان بنودها على رؤوسهم في الحج الأكبر؟

ز. الطبراني في معجمه الكبير ذكر حادثة نزول سورة النصر برقم 2676/جـ2 وفيه أنه لما أنزلت قال النبي (ص) "يا جبريل نفسي قد نعيت" فقال جبريل (ع): الآخرة خير لك من الأولى وساق الحديث بتمامه ثم قال: ثم مرض رسول الله (ص) من يومه فكان مريضاً ثمانية عشر يوماً يعوده الناس- ثم قبض".

يدل الحديث على أن سورة النصر هي آخر ما نزل من السور بينها وبين وفاته (ص) ثمانية عشر يوم لا غير، وفي ذلك دلالة قاطعة على أنها السورة المقابلة لسورة التوبة التي تتضمن الفتح العظيم والنصر الكبير على يد المهدي (ع) وهو ما لم يتحقق للآن.. فكانت أعظم بشارة للنبي (ص) بشره بفتح الأرض كلها ودخول الناس كافة إلى دينه.

ح. اعترض الصحابة على دخول عبد الله بن عباس على الخليفة عمر بن الخطاب وهو شاب وقالوا (في أولادنا من هو مثله) فأراد إثبات مقدرته العلمية فأجرى اختباراً بينه وبين الصحابة إذ سألهم عن سورة النصر فيم نزلت فقالوا: "الفتح فتح مكة ونعيت للنبي (ص) نفسه" وسأل ابن عباس فقال ليس كما قالوا، قال فما تقول قال: "نعيت للنبي نفسه والفتح فتح مكة"! وبذلك يفوز ابن عباس في الاختبار ويؤيده الخليفة. أورد ذلك الطبراني في المعجم الكبير. لم يفعل ابن عباس شيئاً سوى أنه قلب الترتيب! بمعنى أن سورة النصر نزلت لتنعى النبي (ص) نفسه وتبشره بفتح مكة، وما دام النعي بعد الفتح القديم فلا بد من فتح جديد، وإلاّ يسقط موضوع المحاورة والاختبار عن كل اعتبار، ومن المعلوم أن جلساء الخليفة من قريش، لا يعجبهم تفسير كهذا. أورد ذلك الطبراني في معجمه الكبير وغيره).تشير هذه المروية إلى أهمية هذه السورة من جهة وإلى قدم المحاولات والمؤامرات لتحجيم معانيها الشمولية والعالمية وتضمنها الوعد الإلهي بهيمنة الدين على سائر الملل وفي كافة بقاع الأرض، ولذا تمكن الخليفة حينما صرح عدة مرات بشأن ابن عباس- تمكن من البرهنة على أعلميته، باستخدام ورقة بالغة الخطورة على أولئك الجلساء عنده.. فلم يكن ذلك في حقيقة الأمر برهاناً على الأعلمية بقدر ما هو تهديد واضح.. لأولئك الذين يعترضون على أمور تافهة في صلاحيات الخليفة هي ليست شيئاً مذكوراً تجاه الأمور البالغة الخطورة التي يتمكن الخليفة ساعة يشاء أن يكشفهم بها!.

الخطورة تكمن في معرفة القائد الذي يكون على يده الفتح والنصر الإلهي بعد أن أكد المفسر الشاب أن الفتح بعد النعي أي بعد وفاة صاحب الرسالة (ص). فهو اتهام واضح للجالسين أو الذين من بعدهم في دينهم بحيث يحتاج الأمر إلى فتح جديد!.

وما كان لابن عباس كما هو واضح أن يقلب المعادلة هكذا أمام من سماهم أشياخ بدر لو لم يتسلم من الخليفة الضوء الأخضر الذي عبر عنه تعبيراً في غاية الوضوح ورد في نص الطبراني وهو "فدعاهم ذات يوم ودعاني وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني.." بإمكاننا أن نضيف عبارة (ما يسؤوهم) بعد كلمة مني فيتم المعنى الذي ذكرناه.

لكن المؤامرة في الواقع لم تكن خاصة بسورة النصر والفتح فقط، بل طالت كل فتح مذكور في القرآن.. حيث جعلوا هذا المصطلح يعبر عن حادث يقع يوم القيامة.. فلننظر في آية الفتح التي في سورة السجدة.

8. آية (متى هذا الفتح) وعلاقتها بالطور المهدوي

"ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين. قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون. فاعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون". 28-30 / السجدة.

ذكر المفسرون ثلاثة احتمالات لتفسير هذا الفتح، وجمعوا بين الاحتمالات الثلاثة في محاولة لتضييع الحقيقة بينها، وذلك لعدم انطباق أي واحد منها على الآية، ولأن كل عاقل لا بد أن يتساءل عن مدى صحة هذه الاحتمالات فإن كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، ويستحيل تفسيره بصورة خاطئة ما لم يقع المفسر في تناقض أما في نفس الآية أو في المجاورة لها أو نفس السورة أو مع آيات أخرى بعيدة.

الاحتمالات التي ذكروها هي: يوم القيامة أو فتح مكة أو يوم معركة بدر.

الأول: يوم القيامة:

لا تنطبق الآيات على يوم القيامة لأنه:

أ- ليس في يوم القيامة إيمان وكفر، ليقول:- لا ينفع الذين كفروا إيمانهم.. فهل يصبح الكافر مؤمنا يوم القيامة وهو قد مات كافراً، أليس هذا من التخليط المتناقض لحد مضحك؟ ألم يقرءوا الآيات التي تؤكد على التوبة إلى لحظة الموت وآيات أخرى تؤكد أنهم كفار داخل النار ويظلون كفاراً حتى لو أعيدوا إلى الدنيا؟ إذ يعودون لما نهوا عنه؟.

ب- لفظ الفتح لفظ عسكري، خاص بالدنيا، إذ ليس في يوم القيامة معارك ولا فتوحات.

ج- ذكر سياق الآيات السابقة عليها يوم القيامة مرتين. وإنما جاء التساؤل الجديد بعد المثل المضروب لأحياء الأرض.. وهو واضح إذ يريد به التنويه عن قدرته على إحياء الأرض وإنزال البركات فتساءل المجرمون: متى هذا الفتح فأجاب: قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم إذا ادعوا الإيمان.. كما نفعهم في عصر الرسالة بدخولهم في النفاق.. ففي الطور المهدوي تنزل الملائكة ويحدث الوسم على الجباه وذلك منتهى المهلة لهم فلا ينفعهم إيمانهم.

هـ- قوله تعالى: ولا هم ينظرون خاص بالدنيا لانتهاء المهلة، إذ ليس هناك انظار يوم القيامة! بل إبليس نفسه لا يأمل بهذا الانظار- ثم أكد المعنى بقوله [فانتظر] المشتق من نفس الجذر اللغوي. [ أنهم منتظرون ] - اشتقاق آخر من نفس المفردة عن الكفار وكل ذلك في الدنيا.

الثاني: يوم فتح مكة:

ويكفي لأبطاله وتهافته أن الذين كفروا قد نفعهم إيمانهم في فتح مكة من السوء كثيراً فأطلق سراحهم النبي (ص) وقال (أذهبوا فأنتم الطلقاء) لدرجة أن القائد العسكري للذين كفروا- أبو سفيان- نفسه قد انتفع به، فبعد جمعه العساكر مدة عشرين سنة، شهد الشهادتين. فأطلق سراحه- بل رجعت السلطة لأولاده وأحفاده وأحيط بمجموعة من الفضائل لازال يرددها إلى الآن من هم على شاكلته بل حاز على فضيلة مذكورة للآن في أول لحظة لإسلامه بل وقبل فك قيوده فبعد ان كان بيته مأوى لإبليس والشياطين خمسين سنة، أصبح في لحظة أماناً للخائفين، فروى أصحابه عن النبي (ص) أنه قال: "ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن"- فكيف لم ينفع الذين كفروا إيمانهم يوم فتح مكة؟.

أما إذا افترضنا وجود مستضعفين ونساء لا يعلمون شيئاً عن حقيقة الرسالة ثم رأوا الآيات يوم الفتح ودخل الإيمان إلى قلوبهم حقاً فآمنوا فلماذا لا ينفعهم إيمانهم يوم الفتح، فلا يمكن أن ينسب إلى الخالق تعالى مثل هذا المراد من الآيات، ولو أخذا به وجب تكفير جميع من أسلم يوم فتح مكة.. وهي نتيجة لا نقبلها نحن ولا المفسرون.

فانظر كيف يحيق المكر السيئ بأهله بعدما أرادوا إخراج الآيات عن معناها في اليوم المهدوي، فأين ما يذهبون تصفعهم الآيات.

"كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" 1/هود.

الثالث: يوم بدر:

لقد أحس المفسرون بهذا التخبط، ولذلك رموا سهامهم نحو معركة بدر فإذا هي أكثر طيشاً مما هناك.. إذ كانوا يحلمون أن تنقذهم معركة بدر لتفسير هذه الآيات باعتبارها أول فتح فتحه الله لنبيه (ص).

ومن هنا تورطوا أكثر لأنه لا يوجد أي مبرر لعدم قبول إيمان من يؤمن والمعركة قائمة! فربما وجد إنسان نقي السريرة فرأى الآيات ومدد الملائكة وبهاء رسول الله (ص) وأصحابه فآمن.. فلماذا لا ينفعه إيمانه؟!.

من أجل ذلك قال البيضاوي ليخلص من هذه الورطة: والمراد بالذين كفروا الذين قتلوا منهم يوم بدر.

كيف يحصر الذين كفروا- وهو عام- بقتلاهم فقط يوم بدر فعلى رأيه إن الكفار إذا ماتوا موتا ًطبيعياً، ينفعهم إيمانهم.. ثم ما هذه المضحكات فكيف يموت الكافر أو يقتل ويجري الحديث عن إيمانه أو ليس قد قتل كافراً.. فالرجل يتحدث عن شيء لا وجود له لا في القرآن ولا في العقول.. بل يتحدث بلا موضوع أصلاً، لأنه لا موضوع أصلاً عن إيمان بعد موت، فهذا الموضوع منتفي من أساسه.

والظاهر أن هؤلاء لا يفرقون بين هذه الآيات الخاصة بالطور المهدوي وبين آية القيامة في سورة الروم:

"فيومئذٍ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يُستعتبون" 37/الروم.

والفارق بينهما كبير جداً فهذه الآيات هي التي تخص حالهم يوم القيامة لأنها:

أ. جاءت في سياق الحديث عن قيام الساعة ووصف حالهم بعد قيام الساعة مباشرةً.

ب. سماهم هنا الذين ظلموا بدل الذين كفروا، إذ يظهر ظلمهم علاوة على كفرهم لوجود الصحف وسجلات الأعمال.

ج. لا تنفعهم يوم القيامة معذرتهم بدل إيمانهم- لأنه لا يوجد إيمان يوم القيامة ولكن يمكن أن يعتذروا.

د. ولا هم يُستعتبون بدل ولا هم ينظرون: لأنه لا يوجد إنظار يوم القيامة، بل الحساب الذي يحاولون تحويله إلى عتاب، ليعتذروا. ولذا يؤكد القرآن على عدم منفعة اعتذارهم بشكل دائم في يوم القيامة.

قوله تعالى: "فاعرض عنهم، وأنتظر إنهم منتظرون".

أمر الله نبيه بالإعراض عنهم وانتظار ما يحدث فهم منتظرون، فإن كانوا قتلى بدر فكيف يأمره بالإعراض عن القتلى الميتين؟ وإن كان الفتح فتح مكة أو القيامة فكيف يأمره بالإعراض عنهم وهو إنما جاء لينذرهم؟ فمن أجل التخلص من هذه الإشكالات قال البيضاوي:

"فأعرض عنهم أي لا تبال بتكذيبهم وقيل منسوخ بآية السيف".

فما أعجله بذكر النسخ كي لا يعطيك مهلة للتفكير في قوله الأول ثم إسأله وأسأل غيره من الذي قال أنه منسوخ ومتى وكيف يعود مجدداً ليناقض ما قاله أولاً حينما يقول في قوله تعالى (فانتظر إنهم منظرون):

"انتظر النصرة عليهم إنهم ينتظرون الغلبة عليك" فكيف يقول له أعرض ثم يقول له أنتظر النصرة عليهم؟.

أما عند فهم الآيات بمعناها الحقيقي ليوم الفتح العظيم لكافة الأرض تزول جميع هذه التناقضات التي تسببها التركيبة الإعجازية لكل مفرده فيها والتي لا تقبل أي عوج أو تناقض في المعنى. فقوله تعالى فأعرض عنهم لا يعني الأعراض عن محاربتهم ليحتاج إلى نسخ أو صد هجماتهم العسكرية وتحصين قوته الذاتية، بل أعرض عن البرهنة على وقوع الفتح لأن عليك أن تنتظر وقوعه لأنه وعد ربك، فأنهم منتظرون عدم تحقيقه أو منتظرون بالضم أي أن لهم مهلة وانظار حتى يوم الفتح حيث لا ينفعهم يومئذ إيمانهم ولا هم ينظرون مزيداً من الوقت أكثر من الذي أمهلناهم.

قاعدة الظهور الحتمي للدين.

لقد أشار القرآن الكريم إلى الظهور الإسلامي المستقبلي في ثلاثة مواقع من القرآن معتبراً الظهور قضية واقعه حتماً، بل ورغم الكفار والمشركين.

لو أخذنا هذه المواقع بحسب النزول لكانت السور الثلاثة التي ذكر فيها الظهور من أواخر السور النازلة في القرآن وهي الصف، الفتح، والتوبة، فليس يفصل بينهما إلا ثلاث سور أخرى، فكان الظهور بشكل متناوب في السور السبع الأخيرة وختم بها أيضاً- لأننا رأينا قريباً أن سورة النصر تتحدث عن النصر الحتمي للمؤمنين في يوم الظهور

حبيبة الحسين
16-11-2011, 09:32 PM
مشكورين لهذه الجهود القيمة
بارك الله بكم
وجعله الله في ميزان اعمالكم
ولكم مني ارقى التحايا