المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات.. وآهات في ذكراك أيّها الكاظم


شيعية موالية
18-08-2006, 03:15 PM
وقفات.. وآهات في ذكراك أيّها الكاظم


لمحة مضيئة


عُرف أهل البيت النبويّ بأمور شريفة كثيرة، كان أبرزها: المعارف الإلهيّةِ، والعبادات الجليلة، والأخلاق الطيبة.. وكان لخصالهم المباركة تأثيرها العميق في أهل زمانهم، ثمّ في الأجيال المتعاقبة إلى ما شاء الله تبارك وتعالى.
وفي الصفحات الزاكية من حياة الإمام موسى الكاظم عليه السّلام نقرأ كمالاتٍ مشتقّةً من الفيض الإلهيّ، تُحيي القلوب وتُؤنس الأرواح.. فإلى لمحات من ذلك.

أخلاقه عليه السّلام
وهي صورة قدسيّة من أخلاق الله جلّ وعلا، تشعّ حلماً وسخاءً وعفواً ورحمة،.. وما إلى ذلك من المكارم التي تُثْبت في الإنسان إنسانيّته، وتسمو به إلى ذلك من المكارم التي تُثّبت في الإنسان إنسانيّته، وتسمو به إلى أفضل من الملائكة، وتُصلح النفوس وتدرأ عنها الأمراض والعلل والعاهات والعقد.
• يمرّ الإمام موسى الكاظم عليه السّلام بطريق.. فيسبّه رجل، ولا يكتفي فيسبّ عليّاً أمير المؤمنين عليه السّلام. وهنا يهمّ أصحاب الإمام بشيء يقمعه فيقف عليه يمنعهم. ثمّ يأتي فيزور الذي سبَّه ويُكرمه، فما يكون من ذاك الرجل الغاضب الحاقد إلاّ أن يقوم فيُقبّلَ رأس الإمام الكاظم عليه السّلام، ويسأله أن يصفح عن إساءته.
ويحصل التوفيق الكبير؛ إذ يحظى الرجل بعفو الإمام بل بصفحه أن ودّعه مبتسماً، وانصرف عنه دون عتاب أو ملامة أو توبيخ.. فما أحسّ الرجل إلاّ أنّه يتلو قول الحقّ جلّ وعلا: اللهُ أعلمُ حيثُ يَجعلُ رسالتَه .
• ويمرّ الإمام الكاظم عليه السّلام يوماً على رجل دميم الخلقة من أهل السواد، فيسلّم عليه ويُنزله عنده ويحادثه طويلاً، ثمّ يعرض عليه السّلام خدمتَه للرجل بأن يقوم له بقضاء حاجة إن عرضت.
هنا يعترض بعض مَن لم يتحمّل أن يرى إماماً يتودّد إلى مستضعف لا يعبأ به الناس! فيُقال له: يا ابن رسول الله، أتنزِل إلى هذا ثمّ تسأله عن حوائجه وهو إليك أحوج ؟! فيقول لهم ـ وفي قوله يتجلّى التواضع مقروناً بالرحمة: عبدٌ من عبيد الله، وأخ في كتاب الله، وجارٌ في بلاد الله.. يجمعنا وإيّاه خيرُ الآباء « آدم »، وأفضلُ الأديان الإسلام .
• وما فتئ الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه يتفقّد الفقراء والمساكين بالليل في مدينة جدّه صلّى الله عليه وآله.. يحمل إليهم التمر والدقيق وما حُرِموا منه وحلموا أن ينالوه، وما لم يتوقعوا أن يصل إليهم شيء منه. كان هو عليه السّلام بنفسه الشريفة يُوصِل إليهم كلَّ ذلك وهم لا يدرون مَن يَصِلُهم به؛ لأنّ الإمام عليه السّلام عوّد الناس على صدقة السرّ، يحفظ بها ماء وجههم، ويُقرن عطاءه لهم بالكرامة والعزّة .
حتّى إذا استُشهد سلام الله عليه انقطعت عنهم الصِّلات والدنانير والنفقات، فعلموا مصدرَ ذلك، فأسفوا وحنّوا، وأحسّوا باليُتم والحرمان .
• ويمرّ الإمام الكاظم عليه السّلام يوماً بزنجيّ قد ذاق الذلّ والعبوديّة والانكسار، فيتقدّم ويُهدي للإمام عصيدة وحزمة حطب، لا أكثر. ربّما كان ذلك حبّاً منه، أو كان يتوقّع بعد هذا جائزة معيّنة.. إلاّ أنّ الإمام الكاظم عليه السّلام لم يترك هذا الموقف إلاّ وقد اشترى ذلك الزنجيّ وهو من الرقيق، واشترى الضيعة التي كان يعمل فيها الزنجيّ، ثمّ عتقه ووهب له الضيعة.
• أمّا العفو الكاظميّ ـ أيّها الأصدقاء ـ فهو غريب إذا تمعّن فيه المرء المنصف. يكفينا التعرّف عليه ما روي مِن أنّ الرشيد العبّاسيّ لمّا أراد أن يغتاله.. عرض قتله على سائر جنده وفرسانه فتهيّبوا ذلك، فأرسل إلى عمّاله في بلاد الإفرنج يقول لهم: التمسوا إليّ قوماً لا يعرفون اللهَ ولا رسوله؛ فإنّي أُريد أن أستعين بهم على أمر! فأرسلوا إليه قوماً لا يعرفون من الإسلام ولا من لغة العرب شيئاً، وكانوا خمسين رجلاً.
لمّا دخل هؤلاء الخمسون على الرشيد، أكرمهم وسألهم: مَن ربّكم، ومن نبيّكم ؟ قالوا: لا نعرف لنا ربّاً ولا نبيّاً أبدا. فأدخلهم البيت الذي فيه الإمام الكاظم عليه السّلام ليقتلوه، والرشيد ينظر إليهم من زاوية البيت.. فلما رأوا الإمام رمَوا أسلحتهم وارتعدت فرائصهم، وخرّوا سُجّداً يبكون رحمة له. فجعل عليه السّلام يُمرّر يده المباركة على رؤوسهم ويخاطبهم بلغتهم وهم يبكون. فلمّا رأى الرشيد ذلك خشي الفضيحة على نفسه والكرامة للإمام، فصاح بوزيره: أخرِجْهم. فخرجوا وهم يمشون القهقرى؛ إجلالاً للإمام الكاظم عليه السّلام، وركبوا خيولهم ومضوا نحو بلادهم من غير أن يستأذنوا الحالكم .

عبادته عليه السّلام
هي ـ أيّها الإخوة ـ تحكي لنا حال العارف المنقطع بكلّه إلى بارئه عزّوجلّ.. فإذا دعا خِلْنا أنّ السماوات تقول له: لبّيك لبّيك، آمين آمين، وخِلْنا أنّ الحجب تتفتّق وتتخرّق وتختفي أمام مقصده الحقّ، وتلك أنفاسه الزاكية الشريفة تُتلى إلى يومنا:
أصبحتُ اللهمّ في أمانك، أسلمتُ إليك نفسي، ووجّهتُ إليك وجهي، وفوّضت إليك أمري، وألجأت إليك ظهري؛ رهبةً منك، ورغبةً إليك.. لا ملجأَ ولا مَنجى منك إلاّ إليك...
اللهمّ إنّي فقير إليك.. فارزقني بغير حساب. اللهمّ إنّي أسألك الطيّبات من الرزق، وترك المنكرات، وأن تتوب علَيّ ...
يا مفزعَ الفازع، ومأمنَ الهالع، ومطمع الطامع، وملجأ الضارع. يا غوثَ اللهفات، ومأوى الحيران، ومُروي الظمآن، ومُشبعَ الجَوعان، وكاسي العُريان، وحاضرَ كلّ مكان، بلا دركٍ ولا عَيان .
توكّلت على الحيّ الذي لا يموت، وتحصّنتُ بذي العِزّة والجبروت، واستعنتُ بذي الكبرياء والملكوت. مولاي، استسلمتُ إليك.. فلا تُسْلِمْني، وتوكّلت عليك.. فلا تخذلْني، ولجأتُ إلى ظلِّك البسيط.. فلا تطرحْني. أنت المطلب، وإليك المهرب .

شيعية موالية
18-08-2006, 03:16 PM
خاتمته عليه السّلام

كم سُمعت للإمام الكاظم عليه السّلام دعَوات ودعوات.. من قعر السجون، وعبقت له مناجاةٌ من ظُلَم المطامير.. ولكنّ ذلك كلَّه لم يُخشع الظالمين ولم يُثنِهم عن أن يجرأوا على الله تعالى فيدسّوا السمَّ لوليّ الله وهو يُحيي لياليه بالسَّهَر، إلى السحر.. يسجد لله عزّوجلّ تلك السجدات الطويلة، مقرونةً بالدموع الخاشعة الغزيرة، والضراعات الخاضعة المتّصلة.
فأُخرِج عليه السّلام من زنزانته بساقٍ مرضوض، وحَلَقٍ ثقيل من القيود، جنازةً مُنادى عليها بذُل الاستخفاف، يحملها سجّانون أربعة.. لِيرِدَ على جدّه المصطفى صلّى الله عليه وآله وأبيه المرتضى وأُمّه الصديقة الزهراء: بإرثٍ مغصوب، وولاءٍ مسلوب، وأمرٍ مغلوب، ودمٍ مطلوب، وسُمٍّ مشروب!
هذا.. بعد صبر السنين على غليظ المحن، وتجرّعٍ لغُصص الكُرَب، فيقضي ثابتاً في وجه الطغاة متحدّياً لأمانيّهم المريضة وآمالهم الدنيئة، ومُعْرضاً عنهم محقِّراً ذلّتَهم للدنيا. وفي الوقت ذاته، يقضي صلوات الله عليه مستسلماً لأمر الله، راضياً بقضاء الله، مخلصاً في طاعة الله.. ممحِّضاً له الخشوع، ومُقْبلاً عليه بكمال الخضوع.
فصلوات الله عليه من أمينٍ مؤتمَن، بَرٍّ وفيّ، طاهرٍ زكيّ، محتسبٍ صابرٍ في الله تعالى.

امير الرافدين البصراوي
18-08-2006, 09:30 PM
مشكور ياوردة على الموضوع الراقي

شيعية موالية
18-08-2006, 10:16 PM
اهلا فيك اخي الكريم امير الرافدين البصراوي
شكرا على المرور الراقي

عاشقة النجف
19-08-2006, 01:48 AM
السلام على كاظم الغيظ
السلام على الوجه المنير في دجى الليل
السلام على تلك العمامة التي تنير في قعر السجون
مولاي بذكرى استشهادك تهفوا القلوب لزيارك
سيدي لهف قلبي لكبدك المفرى بالسم
يالظلم الاعدااااااء
**********************

غاليتي بارك الله بكم
موفقين لكل خير
ننتظر جديدكم

ربيبة الزهـراء
19-08-2006, 03:25 AM
باركً الله فيكٍ غاليتي على الموضوووع
يعطيج العافية
السلام على الكاضم ع
تحياتي
زينب

احمد العراقي
19-08-2006, 12:35 PM
السلام عليكم

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

عظم الله اجورنا واجروكم بمصابنا بذكرى استشهاد امامنا باب الحوائج موسى بن جعفر الكاظم عليه افضل الصلاة والسلام

اختي الفاضلة شيعية موالية

بارك الله بكم على هذه النبذة المختصرة والمباركة من سيرة مولانا الامام موسى الكاظم عليه افضل الصلاة والسلام

جعلها الله تعالى في ميزان اعمالكم ووفقكم لكل خير

ان العيون لتدمع والقلوب لتنزف دماً حزناً على مصابك يا مولاي يا باب الحوائج

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

خادمة المنبر
19-08-2006, 01:31 PM
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِهِ مُحْتَسِباً، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ،

خادمة المنبر
19-08-2006, 01:34 PM
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَصِيِّ الاَْبْرارِ، وَاِمامِ الاَْخْيارِ، وَعَيْبَةِ الاَْنْوارِ، وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالْوَقارِ وَالْحِكَمِ وَالاْثارِ الَّذي كانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِالسَّهَرِ اِلَى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاْسْتِغْفارِ، حَليفِ السَّجْدَةِ الطَّويلَةِ، وَالدُّمُوعِ الْغَزيرَةِ، وَالْمُناجاةِ الْكَثيرَةِ، وَالضَّراعاتِ الْمُتَّصِلَةِ، وَمَقَرِّ النُّهى وَالْعَدْلِ وَالْخَيْرِ وَالْفَضْلِ وَالنَّدى وَالْبَذْلِ، وَمَألَفِ الْبَلْوى وَالصَّبْرِ، وَالْمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ، وَالْمَقْبُورِ بِالْجَوْرِ، وَالْمُعَذَّبِ في قَعْرِ السُّجُونِ، وَظُلَمِ الْمَطاميرِ ذِي السّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادى عَلَيْها بِذُلِّ الاِْسْتِخْفافِ، وَالْوارِدِ عَلى جَدِّهِ الْمُصْطَفى وَاَبيهِ الْمُرْتَضى وَاُمِّهِ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإرْث مَغْصُوب وَوَلاء مَسْلُوب وَاَمْر مَغْلُوب وَدَم مَطْلُوب وَسَمٍّ مَشْرُوب، اَللّـهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلى غَليظِ الِْمحَنِ وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الْكُرَبِ، وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ وَاَخْلَصَ الطّاعَةَ لَكَ، وَمَحَضَ الْخُشُوعَ، وَاسْتَشْعَرَ الْخُضُوعَ، وَعادَى الْبِدْعَةَ وَاَهْلَها وَلَمْ يَلْحَقْهُ في شَيء مِنْ اَوامِرِكَ وَنَواهيكَ لَوْمَةُ لائِم، صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنْيفَةً زاكِيَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ اُمَم مِنْ خَلْقِكَ، وَقُرُون مِنْ بَراياكَ، وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُوا الْفَضْلِ الْعَميمِ، وَالتَّجاوُزِ الْعَظيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

ماجورين

فعلا وقفات تستحق التامل والتفكر بوركتم وجوزيتم افضل جزاء

منهل
19-08-2006, 04:49 PM
نعزي الامة الاسلامية كافة واشيعة اهل البيت وبالخصوص المراجع العظام دام ظلهم الشريف بذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام وفاجعة جسر الائمة الاليمه وانا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا ال محمد اي منقلب ينقلبون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الكريمة شيعية موالية
مأجورين انشاء الله على هذه الجهود المميزه
في سبيل خدمة اهل البيت عليهم السلام
نسأل الله ان يرعاكم ويحفظكم

شيعية موالية
20-08-2006, 12:27 AM
اشكركم احبتي على التواصل الدائم